معرفة طبيعة المرحلة التي يمر بها طفلك، وهي عملية مستمرة وأساسية في التربية
المتكاملة، لنقف دائمًا على تطوره ولتتعلم أولاً فأولاً نقاط القوة والضعف في ابنك.
وسنعرض عليك بعض حقائق النمو:
1 - إن لكل مناحي النمو حداً أقصى وحداً أدنى، وإذا ما تحدثنا عن طبيعة مرحلة ما فإننا
نتحدث في هذا الحيز، وبالتالي فإن تدخلنا لتنميتها واستثمارها إنما يكون محاولة لنصل
بقدرات أبنائنا إلى حدها الأقصى داخل الحيز الممكن. أي ألا نكون مفرطين في توقعنا
وألا ندفع الطفل لتعلم ما لم يستعد بعد لتعلمه.
2 - إن هناك اختلافات فردية بين الأطفال
(داخل المرحلة العمرية المختلفة، مع اشتراكهم في سمات نمو واحدة تفرضها طبيعة المرحلة العمرية وهو ما يعرف بالفروق الفردية)
فلا تكن مرجعيتك في حكمك على الطفل مقارنته بطفل آخر، وإنما تكون المرجعية بمعرفة
وسنذكر لك بعضاً من طبيعة المرحلة الأولى من عمر الطفل: o
التغييرات الكبيرة في القدرات البدنية والذهنية. o
بداية ظهور علامات التذكر والتفكير، مما يدفعك لمزيد من التفاعل مع الطفل.
بدء الطفل في الوقوف بمفرده والسير مستنداً إلى الحائط. o
وكذلك يبدأ في التفوه ببعض المقاطع الصوتية، ودورك هنا لفت انتباه طفلك لك،
ومحادثته بلغة سليمة مبرزةً حركات الشفاه ومخارج الحروف؛ ليقلدك طفلك. o
يصبح لدى الأطفال في هذه السن تحكم أفضل في الحركة، فيقلد بعض الحركات، كما يمكنه
أن يصل لمكان لعبه أو ينقل الأشياء بين يديه الاثنتين.
وبالطبع ضرب المنضدة وغيرها بما يقع في يديه من أشياء، فضلاً عن قدرته
على مسك الأشياء الصغيرة. o
ينشغل الطفل في هذه المرحلة بتنمية إدراكه بعالمه المحيط.
ويبدأ الوعي لمفهوم اختفاء الأشياء، ويدرك أن اختفاءها عن مجال نظره
لا يعني اختفاءها كلية. o
ويمكنه أن يقذف الأشياء عن عمد ليتابع ويلاحظ إلى أين تذهب.
ويبدأ بالبحث عن لعبته التي اختفت؛
ولهذا فلعبة الاختفاء تنمي قدرات الطفل العقلية وإدراكه. o
يبدأ الطفل -أحيانًا- بالخوف من الغرباء في هذه الفترة.
كما يتضايق لخروج أمه أو أبيه من حجرته. o
يمكنه الاعتماد على نفسه ليتسلى بعض الوقت بمفرده
إذا ما أعطي شيئًا ما ليكتشفه، ولكن يبقى التفاعل جزءاً أساسياً وحيوياً من استمتاعه.
الحركة بالنسبة له مثيرة جداً؛ ولذا حاول رفعه لأعلى في الهواء
أو أرجحه على الساقين، ولكن تابع رغبته في ذلك وتوقف مع أول إشارة بإثارة زائدة.
وبالتالي يمكنك القيام بالأشياء التالية مع طفلك: o
أعطه لعبة واحدة في كل مرة. o
أعطه الفرصة لاستخدامه ألعابه الجديدة واستكشافها فعلاً. o
دعه يلعب بطريقته، وإن كان ما يفعله هو مجرد وضع اللعبة في فمه
فقط تأكد من نظافتها. o
طفلك يستكشف يديك ووجهك وشعرك؛ فسم له هذه الأعضاء لربط المسمى بالاسم. o
وفِّر لطفلك عدداً مناسباً من الكتب في أرجاء البيت، ودعه يستكشف الكتب ذات الغلاف
السميك بنفسه، مع توفير وقت مناسب كل يوم لمطالعة الصور
الملونة والقراءة له، فالوقت الآن مناسب للتعرف على الكتب والصور. o
الطفل يفهم معنى الكلمات من السياق فكلمة "لا" العابسة تعني بوضوح
أنه من الأفضل أن يتوقف عما يفعله.
وبشاشة الوجه مع كلمة "رائع" تعني استمر، وهكذا...
ويمكنك تجربة بعض هذه الألعاب وتطويرها بنفسك فقط تذكر:
أن تتوقف عند إشارة ابنك بذلك. o
كما أسلفنا يبدأ الطفل باقترابه من العام الأول في حل المشكلات
ويبدأ في تعلم أن الاختفاء من حيز الرؤية لا يعني الاختفاء التام
فلعبة الاختفاء والظهور (الاستغماية) لعبة جيدة لطفلك.
خبئ رأسك واسأل طفلك "أين بابا" ودعه ينزع الغطاء ليجدك
ثم ضع الغطاء على رأسه، وهكذا...
بدل الغطاء بآخر كبير زيادة في الاختفاء.
اختبئ خلف الكرسي أو الباب أو غيره
واترك جزءاً من جسمك ظاهراً ليدله عليك..
إذا لم يعرف فاخرج له.
خبئ وجهك خلف الكتاب ارفع الكتاب واخفضه
ثم لليمين واليسار مع تغير تعبيرات وجهك في كل مرة
بعض التلال لطفلك ليصعد عليها أو ليحبو حولها.
ضع واحدة أو اثنتين في مواجهة الأريكة، ودع ابنك يقفز عليها
وساعده لينزل على بطنه أو يخطو أولى خطواته لينزل على قدميه.
أجلس طفلك إلى المنضدة، وابدأ في الطرق على المنضدة
ومع التوقف ارفع يديك لأعلى.. لن تستغرق الوقت طويلاً حتى ترى طفلك يقلدك.
نوع الطرق من حيث شدته وسرعته.
ثم ابدأ في الطرق الملحن.
اصنع بعض الكرات من الجوارب بإدخال بعضها في بعض
والغرض أن تكون كرات سهلة المسك وكذلك في حجم اليد
ولا تنزلق من طفلك الصغير.
شارك ابنك في قذفها في سلة. حرك السلة بعيداً لمزيد من التحدي.
تبادلا قذف الكرة والإمساك بها.
ساعده ليصب الماء في الأكواب البلاستيكية ويفرغ من كوب لآخر. o
يمكنك استخدام مصفاة المعكرونة لتعطي ابنك الدرس الأول في الصيد..
نعم حاولا اصطياد الألعاب البلاستيكية من حوض الاستحمام
دعه يميز أن هناك أحداثاً مختلفة ويمكن لنبرات صوتك وتعبيرات
وجهك القيام بذلك.
تحدث إلى طفلك كثيراً كثيراً كثيراً..
اصطحب طفلك وكأنك "معلق رياضي" اشرح كل ما تقوم به
ما الذي يحدث، وماذا سيحدث، ماذا تصنع، لماذا، كيف...
اقرأ لطفلك حتى ولو بدا لك أنه لا يفهمك..
لا يهم المهم أن تقرأ له.
فطفلك يمتص الموسيقى التي في اللغة، خاصة إذا اخترت الكتب
التي تعتمد على السجع والموسيقى اللغوية كالبدايات
الواحدة والنهايات الواحدة التشابه/ الجرس، وهكذا.
أرفق وقت القراءة بخبرة ممتعة.
سيحب طفلك هذا الوقت الدافئ معك
وستصبح هذه الخبرة الممتعة أساساً
هاماً في تكوين عادة القراءة لديه.
منقول
