بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
آسف اخواني على التاخير والاطالة
ولاكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن :sad2:
يلا نكمل الوصية :bigsmile:
.
.
.
فقيل: يارسول الله : فهل لذلك من علامة؟
فقال : نعم , التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود , والاستعداد للموت قبل نزوله , فمن زهد في الدنيا قصر امله فيها وتركها لاهلها.
يابن مسعود : قول الله تعالى (( ليبلوكم ايكم احسن عملا )) :يعني ايكم ازهد في الدنيا , انها دار الغرور , ودار من لا دار له , ولها يجمع من لاعقل له . ان احمق الناس من طلب الدنيا , قال تعالى (( اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد , كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد )) . وقال تعالى : (( وآتيناه الحكم صبيا )) . يعني الزهد في الدنيا . وقال تعالى لموسى (ع) : (( يا موسى لن يتزين المتزينون بزينة ازين في عيني من الزهد . يا موسى اذا رايت الفقر مقبلاً فقل : مرحباً بشعار الصالحين , واذا رايت الغنى مقبلاً فقل : ذنب عجلت عقوبته )) .حديث قدسي
يا ابن مسعود : (انظر) قول الله تعالى :((ولولا ان يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً من فضة , ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم ابواباً وسرراً عليها يتكئون وزخرفاً وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا و الاخرة عند ربك للمتقين )). وقوله:(( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا)).
يا ابن مسعود : من اشتاق الى الجنة سارع الى الخيرات , ومن خاف النار ترك الشهوات , ومن ترقب الموت اعرض عن اللذات , ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.
يا ابن مسعود : (إقرأ) قول الله تعالى :(( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)).
يا ابن مسعود: ان شئت نباتك بامر نوح (نبي الله)(ع) ,انه عاش الف سنة الاخمسين عاماً يدعو الى الله فكان اذا اصبح,قال: لا امسي, واذا امسى, قال :لا اصبح. وكان لباسه الشعر , وطعامه الشعير.
وان شئت نباتك بامر داود (ع) خليفة الله في الارض كان لباسه الشعر وطعامه الشعير.
وان شئت نباتك بامر سليمان (ع), مع ماكان فيه من الملك , كان ياكل الشعير ويطعم الناس الحواري , وكان لباسه الشعير , وكان اذا جنه الليل شد يده الى عنقه فلا يزال قائماً يصلي حتى يصبح ...
وان شئت نباتك بامر ابراهيم خليل الرحمن (ع), كان لباسه الصوف ,وطعامه الشعير.
وان شئت نباتك بامر يحيى (ع) كان لباسه الليف , وكان ياكل ورق الشجر.
وان شئت نباتك بامر عيسى ان مريم(ع) فهو العجب , كان يقول: ادامي الجوع , وشعاري الخوف , ولباسي الصوف , ودابتي رجلاي , وسراجي باليل القمر , واصطلائي في الشتاء مشارق الشمس , فاكهتي وريحانتي بقول الارض مما ياكل الوحوش و الانعام , ابيت وليس لي شيئ , واصبح وليس لي شيئ , وليس على وجه الارض احد اغنى مني .
يتبع