اليوم التاسع ( علي بن الحسين الأكبر ) عليه السلام
اليوم التاسع ( علي بن الحسين الأكبر ) عليه السلام 1/1
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام أيها الموالون أينما كنتم ورحمة الله وبركاته
وعظم الله لكم الأجر في هذه الفاجعة العظمى والمصيبة الكبرى
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
سورة آل عمران - سورة 3 - آية 169
ليوم التاسع ( علي بن الحسين الأكبر ) عليه السلام
http://khadmat.org/aalalrasool/aalal...m/ashura/8.jpg
بعد ما قتل أصحاب الحسين رضوان الله عليهم فعند ذلك وصلت النوبة إلى بني هاشم، وأول من قتل منهم علي بن الحسين الأكبر، وأمه ليلى، وفيه يقول الشاعر:
لـــــــم تــــر عــــــين نظرت مثله****** من محـــــتف يــــمشي ومن ناعل
أعــــني ابن ليلى ذا السدى والندى******أعني ابن بنت الشـــــرف الفاضل
لا يــــــــؤثر الــــدنـــــيا عــن دينه*******ولا يبـــــيع الحـــــــق بـــــــالباطل
وكان من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً وخُلقاً، فاستأذن أباه في القتال فنظر إليه الحسين نظر آيس منه، وأرخى عينيه وبكى، ورفع سبابتيه أو شيبته الشريفة نحو السماء وقال: (اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجه هذا الغلام، اللهم امنعهم بركات الأرض وفرّقهم تفريقاً ومزّقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً ولا تغفر لهم أبداً، ولا ترضي الولاة عنهم أحداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا).
ثم صاح: يابن سعد ما لك؟ قطع الله رحمك ولا بارك الله في أمرك، وسلّط عليك من يذبحك بعدي على فراشك، كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله، ثم رفع صوته وتلا: (إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).
فحمل علي الأكبر على القوم وهو يقول:
أنـــــا عــــلي بن الحسين بـن علي****** نحــــــن وبيـــــت الله أولى بالنبي
أطعنـــكـــــم بــــالرمح حـــتى يثني******أضربــــكم بالسيف أحمي عن أبي
ضـــــرب غـــــلام هـــاشمي علويّ******والله لا يحــــــكم فــينا ابن الدعي
فشدّ على الناس وقتل منهم خلقاً كثيراً حتى ضجّ الناس من كثرة من قتل، فروي أنه قتل مائة وعشرين رجلاً، فرجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة وهو يقول: يا أبة العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة من الماء سبيل أتقوّى بها على الأعداء.
يشكــــو لخير أبٍ ظماه وما اشتكى***** ظمأ الحشا إلا إلى الظامي الصدي
كلٌ حشـــــاشته كصـــــــالية الغضا******ولســـــــانه ظـــــمأ كــــشقة مبرد
فبكى الحسين وقال: وا غوثاه يا بني، يعزّ على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعليّ أن تدعوهم فلا يجيبوك وتستغيث بهم فلا يغيثوك، يا بني قاتل قليلاً، فما أسرع أن تلقى جدك محمداً (صلّى الله عليه وآله) فيسقيك بكاسه الأوفى شربةً لا تضمأ بعدها أبداً، يا بني هات لسانك. فأخذ لسانه فمصّه، وأعطاه خاتمه وقال: أمسكه في فمك وارجع إلى عدوّك، فإني أرجو أن لا تمسي حتى يسقيك جدّك، ولدي عد بارك الله فيك.
فرجع مرتجزاً
الحـــــــرب قد بانت لها حقائق******* وظهــــرت مع بعضها مصادق
والله رب الـعرش لا نـــــــفارق*******جموعـــــكــم أو تغمد البوارق
ولم يزل يقاتل حتى قتل تمام المائتين، فضربه مرّة بن منقذ العبدي ضربةً صرعته، وضربه الناس بأسيافهم فاعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلى معسكر الأعداء فقطّعوه بسيوفهم إرباً إرباً، فلما بلغت روحه التراقي نادى رافعاً صوته: أبه هذا جدّي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى شربةً لا أظمأ بعدها أبداً، وهو يقول: العجل العجل فإن لك كأساً مذخورة تشربها الساعة.
فجاءه الحسين ورفع صوته بالبكاء ولم يسمع أحد إلى ذلك الزمان صوت الحسين بالبكاء، فقال: قتل الله قوماً قتلوك، ما أجراهم على الرحمان وعلى انتهاك حرمة الرسول، أما أنت يا بني فقد استرحت من هم الدنيا وغمومها، وسرت إلى روح وريحان وجنّة ورضوان وبقي أبوك لهمّها وغمّها، فما أسرع لحوقه بك، ولدي علي ّعلى الدنيا بعدك العفا.
ابــــــنيّ هـــــــل لـــــــك عودةٌ****** حتــــــى أقــــــول مـــــــــسافر
كنـــــت الســــــواد لنــــــاظري****** فعليــــــك يـــــــبكي النــــــاظر
مــــــن شــــــاء بــــعدك فليمت******فعـــــــليك كنـــــــت أحـــــــاذر
فــــإذا نطـــــــــقت فـــــمنطقـي*******بجمـــــــيل وصـــــــفك ذاكــــر
وإذا سكــــــت فــــــإن فــــــــي******بــــــالي خــــــــيالــــــك خاطر
يا كوكبا مــــا كان أقصر عمره******وكـــذاك تكون كواكب الأسحار
فعند ذلك خرجت زينب الكبرى من الخيام مسرعة وهي تنادي: وا ولداه؛ وا مهجة قلباه؛ فجاءت وانكبّت عليه، فجاء الحسين واخذ بيدها وردّها إلى الفسطاط، ثم نادى: يا فتيان بني هاشم هلمّوا واحملوا أخاكم إلى الفسطاط.
عظم الله لك الأجر يا سيدي في ابنك شبيه النبي, عظم الله لكِ الأجر يا عقيلة آل محمد في ابن أخيكِ, عظم الله لك الأجر يا مولاي يا صاحب الزمان في علي الأكبر, عظم الله لكم الأجر جميعا
اليوم العاشر سيد الشهداء ( الحسين بن علي ) عليه السلام
http://khadmat.org/aalalrasool/aalal.../ashura/17.jpg
أصبح الصباح من يوم عاشوراء نادى الحسين أصحابه وامرهم بالصلاة، فتيمّموا بدلاً عن الوضوء وصلّى بأصحابه صلاة الصبح ثم قال: (اللهم أنت ثقتي في كلّ كربٍ وأنت رجائي في كل شدّة، وأنت لي في كلّ أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من كربٍ يضعف فيه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة مني إليك عمّن سواك، ففرّجته عنّي، وكشفته، فأنت وليّ كلّ نعمة؛ وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة).
ثم نظر إلى أصحابه وقال: (إن الله قد أذن في قتلكم وقتلي؛ وكلّكم تقتلون في هذا اليوم إلا ولدي علي بن الحسين (أي زين العابدين) فاتقوا الله واصبروا).
واصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم وخرج بالناس، وجع على ميمنة العسكر عمرو بن الحجاج الزبيدي؛ وعلى المسيرة شمر بن ذي الجوشن، وعلى الخيل عروة بن قيس، وعلى الرجّالة شبث بن ربعي، وأعطى الراية دُريداً غلامه.
ودعى الحسين بفرس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المترجزْ، وعبّأ أصحابه، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً، وأربعون راجلاً، وقيل: أكثر من ذلك، فجعل زهير بن القين في ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر في المسيرة، وأعطى رايته أخاه العباس، وجعلوا البيوت والخيم في ظهورهم؛ وأمر بحطب وقصب أن يترك في خندق عملوه في ساعة من الليل، وأشعلوا فيه النار مخافة أن يأتيهم العدو من ورائهم، وجعلوا جبهة القتال جهةً واحدة، فغضب الأعداء بأجمعهم، فنادى شمر بأعلى صوته: يا حسين أتعجّلت النار قبل يوم القيامة؟
فقال الحسين: من هذا، كأنه شمر؟
فقالوا: نعم.
فقال: يابن راعية المعزى أنت أولى بها صليّا. وأراد مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين، وقال: أكره أن أبدأهم بالقتال.
ثم تقدّم الحسين نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير الهمداني، فقال له الحسين: كلّم القوم. فتقدّم برير وقال: يا قوم اتقوا الله فإن ثِقل محمد (صلّى الله عليه وآله) قد أصبح بين أظهركم، هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمهن فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون أن تصنعوه؟
فقالوا: نريد أن نمكّن منهم الأمير عبيد الله بن زياد فيرى رأيه فيهم.
فقال برير: أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذي جاؤوا منه؟ ويلكم يا اهل الكوفة أنسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها؟! ويلكم أدعوتم أهل بيت نبيّكم وحلأتموهم عن ماء الفرات؟! بئس ما خلّفتم نبيكم في عترته، مالكم لا سقاكم الله يوم القيامة، فبئس القوم أنتم.
فقال نفر منهم: ما ندري ما تقول.
فقال برير: الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة، اللهم إني أبرءُ إليك من فعال القوم، اللهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان
خطاب الحسين عليه السلام في القوم
فجعل القوم يرمونه بالسهام فرجع برير إلى ورائه، فتقدّم الحسين نحو القوم، ثم نادى بأعلى صوته: يا أهل العراق ـ وكلهم يسمعون ـ فقال: (أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ، وحتى أعذر إليكم، فإن أعطيتموني النصف كنتم بذلك سعداء وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فأجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غُمّة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون، إنّ وليّي الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
ثم حمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله، وصلى على النبي وآله وعلى الملائكة والأنبياء، فلم يسمع متكلّم قط قبله ولا بعده أبلغ منه في المنطق.
ثم قال: أما بعد يا أهل الكوفة فانسبوني فانظروا من أنا، ثم راجعوا أنفسكم فعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟
الستُ ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول مصدّق لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) بما جاء به من عند ربّه؟
أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟
أو ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي؟
أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي: (هذان سيدا شباب أهل الجنة).
فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق، والله ما تعمّدتُ كذبً منذ علمتُ أن الله يمقت عليه أهله، وإن كذّبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي؛ وزيد بن أرقم؛ وأنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي... أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟ يا قوم فإن كنتم في شكٍ من ذلك، أفتشكّون أني ابن بنت نبيّكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم! أتطالبوني بقتيل منكم قتله أو مالٍ استملكته، أو بقصاص من جراح؟
فأخذوا لا يكلّمونه، ونادى بأعلى صوته فقال: أنشدكم الله هل تعرفونني؟
قالوا: نعم أنت ابن رسول الله وسبطه.
فقال: أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت رسول الله؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم هل تعلمون أن جدّتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاماً؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيّار في الجنّة عمّي؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله أنا متقلّده؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن علياً كان أول القوم إسلاماً وأعلمهم عِلماً وأعظمهم حلما، وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟
قالوا: اللهم نعم.
قال: فبم تستحلّون دمي وأبي الذائدُ عن الحوض يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر عن الماء، ولواءُ الحمد في يد أبي يوم القيامة؟!
قالوا: قد علمنا ذلك كلّه ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشانا).
فلما خطب بهذه الخطبة وسمعت بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن خدودهن، وارتفعت أصواتهن، فوجّه إليهن أخاه العباس وابنه عليّاً، وقال لهما: أسكتاهنّ فلعمري ليكثرن بكاؤهن.
خطبة أخرى للحسين عليه السلام
وذكر السيد ابن طاووس خطبةً أخرى للحسين قال: فركب الحسين ناقته، وقيل: فرسه، فاستنصتهم فأنصتوا، وفي رواية: فأبوا أن يُنصتوا حتى قال: ويلكم ما عليكم أن لا تنصتوا لي فتسمعوا قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين ومن عصاني كان من المهلكين، وكلّكم عاصٍ لأمري غير مستمعٍ قولي فقد مُلئتْ بطونكم من الحرام وطُبعَ على قلوبكم، ويلكم! ألا تنصفون؟ ألا تسمعون؟ ألا تنصتون؟ فتلاوم القوم وقالوا أنصتوا له فأنصتوا.
فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله، وصلّى على محمد وآله وعلى الملائكة والأنبياء والرسل، وابلغ في المقال ثم قال:
(تبّاً لكم أيّتها الجماعة وترحا حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم، وحششتم علينا ناراً اقتدحناها على عدوّنا وعدوّكم، فأصبحتم إلباً لأعدائكم على أوليائكم بغير عدلٍ أفشوه فيكم ولا أملٍ أصبح لكم فيهم؛ فهلاّ لكم الويلات؟ تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن، والرأي لما يستحصف ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا وتداعيتم إليها كتداعي الفراش، فسُحقا لكم يا عبيد الأمة، وشذاذ الأحزاب؛ ونبذة الكتاب ومحرّفي الكلم، وعصبة الآثام، ونفثة الشيطان ومطفئ السنن. أهؤلاء تعضدون؟ وعنّا تتخاذلون؟ أجل والله غدرٌ فيكم قديم، وشجت إليه أصولكم، وتأرّزت عليه فروعكم، فكنتم أخبث ثمر شجا للناظر وأكلة للغاصب، إلا وإن الدعيّ بن الدعيّ قد ركّز بين اثنتين: بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله، وحجور طابت وجدودٌ طهرت، وأنوفُ حميّة ونفوسٌ أبيّة من أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإني زاحفٌ بهذه الأسرة مع قلّة العدد وخذلان الناصر، ثم قال:
فــــإن نــــهزم فــهزّامون قدماً****** وإن نُغــــلبْ فغَــــير مُـــــغَلّبينا
ومــــا إن طــــبّنا جــــبنٌ ولكن********منايـــــانا ودولـــــة آخــــــرينا
إذا مـــا المـوت رفّع عن اناس******* كــــــلا كـــــله أنـــــاخ بآخرينا
فأفنى ذلــــكم ســـــرواة قومـي******* كمـــــا أفـــــنى القرون الأوّلينا
فلو خـــــلد المـــلوك إذن خلدنا*******ولو بقــــي الكــــرام إذن بـقينا
فــــقل للشــــامتين بــــنا أفيقوا******* سيــــلقى الشــامتون كما لقينا
ثم أيم الله لا تلبثون بعده إلا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور، عهدٌ عهده إليّ أبي عن جدّي، فأجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم اقضوا إليّ ولا تنظرون إني توكّلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم.
اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسنّي يوسف، وسلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كاساً مصبرة، فإنهم كذبونا وخذلونا وأنت ربّنا عليك توكّلنا واليك أنبنا واليك المصير).