الإمام الحسين عليه السلام مصباح هدى وسفينة نجاة
الإمام الحسين عليه السلام مصباح هدى وسفينة نجاة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).
يصور الحديث الشريف لنا الدنيا بأروع ما يمكن تصويره ليقربنا لواقع الدنيا وحقيقتها فيشبهها بلجج البحار المظلمة التي لا سبيل للنجاة من لججها إلا بالسفينة و لا طريق للخلاص من ظلماتها إلا بالمصباح و هو تشبيه رائع فان الإنسان في الدنيا بحاجة إلى :-
1- المصباح المنير ليرى به الطريق و إلا ضاع في ظلمات الجهل والمرض و الفقر ووقع في المهاوي ولم يبصر السباع والوحوش التي تريد افتراسه فيجتنبها ولا العقارب و الحيات التي تريد انتهاشه فيحترز عنها ولا يرى من يحفظ به جسده من الحر والبرد وما يقيم بسببه بدنه من المأكل والمشرب حتى يستفيد منها .
2- كم أنه بحاجة إلى السفينة لتحفظه من الفرق والهلاك في لجج الدنيا المتلاطمة وتوصله إلى ساحل السعادة في أمان وسلام .
ويا ترى من هذا الذي يستطيع أن يكون المصباح لهداية الإنسان في الدنيا والسفينة لإنقاذه من لججها وغمراتها ؟ إنه لا يمكن أن يكون إلا من نص عليه الوحي دل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسين عليه السلام أحد المعصومين عليهم السلام الذين كلهم سفن النجاح ومصابيح الهد فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )
والبشرية إذ تعيش اليوم ظلام دامس من الجهل وتغرق في لجج من الفوضى والاضطراب والقلق لا علاج لها إلا بالاستضاءة بأنوار هؤلاء الأطهار وركوب سفينتهم .
فإنهم عدل الكتاب الحكيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بها لن تضلوا من بعدي أبداً) مما يدل على أنه لولا التمسك بالعترة إلى جانب التمسك بالكتاب يكون الضلال الذي في دنياه عار وشنار وفي آخرته جحين ونار وماذا بعد الحق إلا الضلال .
المرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي