هل حقّاً كان النبي (ص) أُمّيّاً؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ما نسمع بمفهوم أمّية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويفسَّر ذلك على أنّ المراد
به هو (عدم معرفة القراءة والكتابة)، لكن هذا خطأ شائع، ينبغي تصحيحه، وترويج وإحلال
القول السليم مكانه.

ونحن هنا سنذكر ثلاثة أدلّة تثبت بطلان ذلك المفهوم الشّائع وتؤكِّد على خطئه ومخالفته
لصفة الكمالية في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كنبي؛ دليلان من كتاب الله المنزل,
والثّالث حديث للإمام بعيد المدى ومغيثنا في يوم الحشر والجزاء الإمام علي بن موسى الرضا
عليهما أفضل الصّلاة والسّلام:

الدّليل الأوّل:-

يقول "الشيخ ناصر مكارم الشيرازي" حفظه الله: في تفسيرهِ (الأمثل):

"....من الخطأ أن تتصورّ أنّ عدم التعلّم عند أحد يعني عدم المعرفة بالكتابة والقراءة, والذين
فسّروا الأُميّة بعدم المعرفة بالكتابة والقراءة كأنّهم لم يلتفتوا إلى هذا التفاوت, ولامانع أبداً من
أنّ النبي (ص) كان عارفاً بالقراءة والكتابة بتعليم الله, ومن دون أن يتتلمذ على يد أحدٍ من
البشر؛ لأنّ مثل هذه المعرفة هي بلا شكّ من الكمالات الإنسانيه ومكمّلة لمقام النبوة,
ويشهد بذلك ماورد في الأحاديث المروّية عن أهل البيت (ع) من أن النبي كان قادراً على
القراءة والكتابة".[1]

الدّليل الثّاني:-

سمَّى القرآن الكريم أهل مكة بــ (الأميّين) في أكثر من مورد من ذلك:
1_ ((وهَذَا كِتَابٌ أَنزلنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِقٌ الَّذِى بَينَ يَدَيهِ ولِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى ومَن حَولَهَا)).[2]

2_ ((فَإِن حَآجٌّوكَ فَقُل أسلمتُ وَجهِىَ لِلهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِلَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ والأُمينَ

ءأَسلَمتُم فإِن أَسلَمُواْ فَقَدِ اهتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّواْ فَإنَّمَا عليَكَ البَلَاغُ واللهُ بَصِيرٌ بِالعِبادِ)).[3]

3_ ((ومِن أَهلِ الكِتابِ مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنَطارٍ يُؤَدِهِ إِلَيكَ ومِنهُم مَّن إن تَأمنهُ بِدِينَارٍ لَّايُؤَدِهِ إِلَيكَ
إِلَّا مادُمتَ عَلَيهِ قَآئِماً ذلِكَ بِأنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينا فِى الأُمّيينَ سبِيلٌ ويقُولُونَ علَى اللهِ الكذِبَ
وهُم يَعلَمُونَ))[4]

4_ ((هُو الَّذِي بعثَ فِى الأُمّيين رسُولاً مِنهُم يتلُواْ عَليهِم ءاياتِهِ ويُزكِيهم ويُعلِمُهُم الكِتاب
والحكمةَ وإن كانُواْ مِن قبلُ لفِى ضَلَالٍ مُّبينٍ)).[5

الدّليل الثّالث:-
"سأل أحدهم الإمام الرضا (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول الله! لِم سمي النبي الأمي؟
فقال عليه السلام: مايقول الناس؟
فقال الرجل: يقولون أنه سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب.
فقال عليه السلام: كذبوا عليكم, كيف والله يقول في محكم كتابه:((هُو الَّذِي بعثَ فِى
الأُمّيين رسُولاً مِنهُم يتلُواْ عَليهِم ءاياتِهِ ويُزكِيهم ويُعلِمُهُم الكِتاب والحكمةَ)), فكيف كان
يعلمهم مالا يُحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لساناً, وإنما
سمي(الأمي) لأنه كان من أهل مكة, ومكة من أمهات القرى, وذلك قول الله عز وجل:
((ولِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى ومَن حَولَهَا))".[6]

عضو الجماعة: (غنى علي).

تقبّلوا تعازي جماعة أنبياء أولي العزم عليهم السلام بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الاعظم وسيد الرسل
خاتم الأنبياء والمرسلين وأشرف الخلق اجمعين ابا القاسم محمد صلى الله عليه وعلى آله.

_______________

المصادر والمراجع:-
[1]: الأمثل ج4 ص534.
[2]: آية(92) سورة الأنعام.
[3]: آية(20) سورة آل عمران.
[4]: آية(75) سورة آل عمران.
[5]: آية(2) سورة الجمعة.
[6]: كتاب عيون أخبار الرضا"عليه السلام" لثقة الإسلام: الشيخ الصدوق ( طاب ثراه).
___________________

الرّابط المباشر لزاوية (أفراح وأحزان آل محمد "ص") المثـبَّـتة على حائط الجماعة في الفيس بوك:

http://www.facebook.com/note.php?note_id=204261149660644