تأملات في الاضطرابات في الشخصية النرجسية

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
استمعت البارحة الى محاضرة مفيدة ومؤثرة للاستاذة عبير عاشوراء الاخصائية النفسية والاستشارية
في الهاتف الاستشاري في جمعية القطيف الخيرية عن (اضطراب الشخصية النرجسية ) فأحببت أن
أن اعقب عليها ببعض التأملات والشواهد فمارأيك ؟
الشخصية النرجسية (بالإنجليزية:Narcissistic personality disorder)، وهو اضطراب في الشخصية حيث تتميز بالغرور، والتعالي، والشعور بالأهمية ومحاولة الكسب ولو على حساب الآخرين. ويتميز النرجسيون أيضاً بالصفات : - الاستغراق في الشؤون الداخلية بدرجة كبيرة
- الهدوء المتكلف أو المصطنع، وإظهار تكيف اجتماعي كبير يغطي تشويه عميق في العلاقات الداخلية مع الآخرين
- الطموح الزائد بأي ثمن..
- الشعور بالعظمة مع مشاعر شديدة بالنقص جنباً إلى جنب..
- اعتماد كبير على الإعجاب الخارجي وهتاف الاستحسان..
- الشعور بالملل والضيق والفراغ..
- الرغبة المستمرة في البحث عن الألمعية والقوة والجمال من أجل الإشباع..
- عدم القدرة على الحب والتعاطف مع الآخرين..
- الحيرة المزمنة وعدم الرضا عن النفس..
- استغلال الآخرين وعدم الرأفة بهم..
- حسد شديد ومزمن ودفاع عن هذا الحسد مثل تحقير الآخرين والقدرة المطلقة ..
ويميل النرجسيون نحو إعطاء قيمة عالية لأفعالهم وأفضالهم والبحث عن المثالية في آبائهم أو بدائل آبائهم من حيث المركز والعطاء...
تأملت في هذه الحالة فوجدت أن هناك طرق وقائية تربوية جاءت في الادعية والمناجاة والزيارات عن طريق أهل البيت (عليهم السلام)

هذا مانلمسه من دعاء الامام زين العابدين:
"سيدي... انا الصغير الذي ربيته, وانا الجاهل الذي علمته, وانا الضال الذي هديته, وانا المتواضع الذي رفعته, وانا الخائف الذي آمنته... والفقير الذي اغنيته, والضعيف الذي قويته, والذليل الذي أعززته... ... أنا صاحب الدواهي العظمى .
وفي الدعاء العظيم (دعاء مكارم الاخلاق للامام زين العابدين عليه السلام
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي مايَشْغَلُنِي الاِهْتمامُ بِهِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْأَلُنِي غَدا عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيما خَلَقْتَنِي‌لَهُ ، وَأغْنِنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ وَلا تَفْتِنِّي بِالَّنَظِر وَأَعِزَّنِي وَلا تَبْتَلِيَنِي بِالكِبْرِ وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلاتُفْسِدْ عِبادَتِي بِالعُجْبِ وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ وَلا تَمْحَقْهُ بِالمَنِّ وَهَبْ لِي مَعالِي الاَخْلاقِ وَاعْصِمْنِي مِنَ الفَخْرِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلا حطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَها وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّا ظاهِرا إِلا أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِها .
هنا اشارة جميلة في ماكان لي جاهة وشهرة ومنصب بين الناس (عزا ظاهرا ) ان
تحدث لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها وهو علاج وقائى واضح ضد بعض صفات
النرجسية .
وفي زيارة عاشوراء
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ صَلَوَاتٌ وَ رَحْمَةٌ وَ مَغْفِرَةٌ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَا مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَ مَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ .
فاذا ما نال الانسان الرحمة والصلوات والمغفرة وتحلى بالصفات الاخلاقية المتجسدة في أهل البيت (عليهم السلام)
فأنه يعيش حياتهم ، ويموت مماتهم ..
روي ان اعرابي بال في رسول الله بحضرته وبحضرة اصحابه دون حياء ولا خجل ولما قام اليه بعض الصحابه شاهرين سيوفهم ليقتلوة نهاهم رسول الله محمد صل الله عليه و اله ومنعهم وقال: دعوة و لا تزرموة وهريقوا على بوله دلوا من الماء , انما بعثتم لتيسروا لا لتعسروا , لتبشروا لا لتنفروا .
و ما كان من الصحابه الا ان امتثلوا امرة , ونادى رسول الله صل الله عليه و اله الاعرابي واجلسه الى جانبه ورحب به ولاطفه وافهمه ان ذلك المكان هو بيت الله و لا يمكن تنجيسه فاسلم الاعرابي و لم ير بعد ذلك الا وهو ات المسجد في احسن ثيابه واطهرها , وصدق الله العظيم اذا يقول عز وجل: ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. و قال سبحانه و تعالى : وما ارسلناك الا رحمه للعالمين.
كيف تتعامل مع النرجسي ؟؟
وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً (37)
تفسيرها
قوله تعالى: «و لا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا» المرح شدة الفرح بالباطل - كما قيل - و لعل التقييد بالباطل للدلالة على خروجه عن حد الاعتدال فإن الفرح الحق هو ما يكون ابتهاجا بنعمة من نعم الله شكرا له و هو لا يتعدى حد الاعتدال، و أما إذا فرح و اشتد منه ذلك حتى خف عقله و ظهر آثاره في أفعاله و أقواله و قيامه و قعوده و خاصة في مشيه فهو من الباطل.
و قوله: «و لا تمش في الأرض مرحا» نهي عن استعظام الإنسان نفسه بأكثر مما هو عليه لمثل البطر و الأشر و الكبر و الخيلاء، و إنما ذكر المشي في الأرض مرحا لظهور ذلك فيه.
و قوله: «إنك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا» كناية عن أن فعالك هذا و أنت تريد به إظهار القدرة و القوة و العظمة إنما هو وهم تتوهمه فإن هناك ما هو أقوى منك لا يخترق بقدميك و هي الأرض و ما هو أطول منك و هي الجبال فاعترف بذلك أنك وضيع مهين فلا شيء مما يبتغيه الإنسان و يتنافس فيه في هذه النشأة من ملك و عزة و سلطنة و قدرة و سؤدد و مال و غيرها إلا أمور وهمية لا حقيقة لها وراء الإدراك الإنساني سخر الله النفوس للتصديق بها و الاعتماد في العمل عليها لتعمير النشأة و تمام الكلمة، و لو لا هذه الأوهام لم يعش الإنسان في الدنيا و لا تمت كلمته تعالى: «و لكم في الأرض مستقر و متاع إلى حين»: البقرة: 36
عن الامام الصادق (عليه السلام) ( مامن رجل تكبر أو تجبر الا لذلة وجدها في نفسه
عن الامام علي (عليه السلام) ( كل متكبر حقير)
عن الامام علي (عليه السلام) ( لايتكبر الا وضيع خامل )
وقع بين سلمان الفارسي رضى الله عنه وبين رجل كلام وخصومه ، فقال له الرجل : من أنت ياسلمان؟ فقال سلمان : أنا أولاي وأولاك فنظفة قذرة ، وأما أخراي وأخراك فجيفة
منتنة .
كلام المجلسي في علاج الكبر
وأمامعالجة الكبر واكتساب التواشع فهو علمي وعملي ، أما العلمى فهو أن يعرف نفسيه وربه ، ويكفيه ذلك في ازالته ، فانه مهما عرف نفسه حق المعرفة علم أنه أذل من كل ذليل
وأقل من كل قليل بذاته ، وأنه لايليق به الا التواضع ... اما العملي التواضع بالفعل لله تعالى
ولسائر الخلق ... ومن أحوال رسول الله صلى الله عليه وآله (كان يأكل على الارض ويقول انما أنا عبد آكل كما يأكل العبد...)
في علاج الكبر ايضا
قال الرسول (صلى الله عليه وآله ) انه ليعجبنى أن يحمل الرجل الشىء في يده يكون مهنأة لأهله يدفع به الكبر عن نفسه .
قال الرسول (صلى الله عليه وآله ) : من حلب شاته ، ورفع قميصه ، وخصف نعله ، وواكل خادمه ، وحمل من سوقه، فقد برى من الكبر.
التعامل مع النرجسي ؟؟ بما أن صفة التكبر هي من أكبر الصفات التى تتجلى فيه ، فقد
ورد ( أن التكبر على المتكبر عبادة) أوصدقة .. كيف يكون الله العالم .
مع تحيات ابوعلي
__________________

:nevreness:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على خيرة رب العالمين محمد واله الطاهرين
اللهم صلي على محمد وال محمد

شكر الله سعيكم وبارك لكم في الدنيا والاخرة ولا حرمنا من هكذا ذرر
لاتحرمونا من هكذا مواضيع ونورونا بجديدكم رحم الله والديك.
والسلام.

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
موضوع في غاية الأهمية وحالة اجتماعية منتشرة بكثرة
اقدم شكري وامتناني للشيخ الفاضل على هذا التحليل والعلاج الرائع
جزاكم الله ألف خير
في انتظار المزيد من هذا العطاء المبارك
دمتم في حفظ الله ورعايته