على الرغم من أنهما عاشتا في بيئتين مختلفتين متباينتين إلا أن مشيئة الله جمعتهما
لتكونا زميلتين ثم صديقتين و رغم أنف التباين كانت الصديقتين على قدر عال
من الجمال مما يذهل جميع العقول...
فاطمة تعيش وسط أسرة محافظة...
بينما تعيش معصومة في ظل بيئة منفتحة...
ففاطمة متمسكة بحجابها الداخلي و ملتزمة بعفتها الخارجية بينما معصومة
تفننت في إستعمال شتى أصناف المكياج و استخدام آخر أنواع الموضة...
و لكي نلقي نظرة فاحصة على حياتهما لابد لنا من التوقف عند نشأتهما
(معصومة) منذ طفولتها كانت تقلد والدتها في لباسها و حركاتها بسبب تأثرها بشهرتها
فهي الفنانة التي يتسابق المنتجين لكي تشترك معهم في أعمالهم الفنية لكي يحصلون
على عوائد مالية ضخمة من وراء اشتراك مثل هؤلاء الممثلات ضمن مسلسلاتهم الهابطة!
وفي ظل هذه الأجواء لم تكن تنفع نصائح والد معصومة الذي شعر بالندم لما وصل إليه
حال زوجته و ابنته فالأخيرة تأثرت بصخب حياة الأولى وأرادت أن تتفوق على والدتها
إلى أن تعرفت بالفتاة التي أصبحت زميلتها في الجامعة ومن ثم صديقتها الحميمة (فاطمة)
التي عاشت في كنف عائلة ملتزمة بأداء الصلاة و دفع الزكاة فأبوها كان رجل مؤمن يخشى الله
وأمها قارئة حسينية و طالبة حوزوية ربت أبنتها على أسس الفضيلة لتكون امرأة صالحة
وبعد تعرفهما على بعضهما البعض حاولت فاطمة أن تجذب معصومة للطريق الصحيح
لكن جميع محاولتها باءت بالفشل مما جعلها تفكر بالغاية لا بالوسيلة أي أن تظهر بعض
خصلات شعرها وقد زين لها الشيطان سوء عملها عندما نظرت لابتسامة صديقتها معصومة
وهي فرحت بتبرجها ولما وصل الخبر لوالدها تبرأ منها ومن عملها ولام والدتها
ولكي تحصد معصومة ضحية أخرى بعد فاطمة شاركت في المنتديات
ولكن واجهه شاب استطاع أن يقلب حياتها رأس على عقب
بعدما أرسل لها رسالة خاصة مكتوب فيها:
تأملي لحظة واحدة:
وصف النبي الأعظم(ص) حال بعض أهل النار عندما زارها مع جبرئيل ليلة عروجه للسماء فقال:
((ورأيت فيها رجالا ونساء معلقين بكلاليب من نار و الحيات تنهش لحومهم وهم يستغيثون فلا يغاثون و ينادون فلا يجابون فقلت ياأخي جبرئيل من هؤلاء قال هؤلاء المزينون أنفسهم لغير نسائهم والمزينات لغير أزواجهم...))
لما قرأت معصومة هذه الكلمات المؤثرات بكت و أقشعر بدنها وخشع قلبها و خارت قواها مما جعل والدها يسرع بنقلها
للمستشفى وقد ذهبت لعيادتها فاطمة مما جعل معصومة تمسك بيد صديقتها لتذهب معها لوالديها(والدي فاطمة)
لتصلح ما أفسدته أيديهم!
