بسم الله خالق الأكوان ..
اتكأ القمر على جدار الزمن .. وأخذ يتوضأ بماء اليأس .. كانت دموعه تلمع متساقطة
كحبات المطر الغزيرة .. قد اثقلتها الآهات .. والأحزان .. والمصائب ..
وراح يصلي .. يهمس إلى الأرض صلاة إلهية .. معطاءة تبعث هدوءا روحانيا ..
في أجواء الكون ..
كانت ملامح الأرض حزينة .. تشحن الدموع في القلب النازف .. والصمت المتولد من رحم الآلام ..
يمزق الروح ويتكها ساهمة .. تائهة .. تبحث عن بصيص أمل تتشبث به .. لكن !!!
سلطان الظلم حسم القضية ..
مشاهذ الدمار بثها في انحاء الأرض هنا وهناك .. وزرع الشقاء والبؤس في كل مكان ..
لم يترك شيئا إلا ونهش في كيانه .. !!
حتى أجمل ما في الدنيا قتل بيده ..
بسمة الطفل الصغير سلبت .. والعيون اللامعة الحزينة أطفأت ..
فترى طفلا بترت يده .. وهناك آخر تقاسمت رصاصات الغدر جسده ..
وآخر مضى يبكي وبنحب أمه وأباه ...
والإنسانية !!!! أين هي !!؟؟!!!!!
أصبحت شعارات جوفاء يرددها أولئك الذين يتشدقون بالمبادئ والمثل ..
صارت مجرد حروف يلوكها الظـّلام بين أسنانهم .. ويسخرون منها بقهقهاتهم العالية ..!!!
أطلق القمر تنهيدة عميقة تجاوزت كل المسافات ...
ربما تصل إلى قلب إنسان سكن زاوية نائية من العالم .. لكنه بقي إنسانا ..
إنسان بكل معنى الكلمة ..
إنسان بكل كيانه ومشاعره ..
ثم استدار القمر البائس راحلا ..
لا يدري لعل الإنسان يصبح إنسانا يوما ما .....!!!!
