بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم احبتي أحباب الزهراء والحسين ..
في هذا المجلس العزائي التي تقرؤة الموالية ..
بمناسبة زفاف الكبرى للهواشم ..
ولا أريد أن أطيل عليكم المقام أحبتي
فقد اختصرت الرواية قدر الإمكان ..
رواية الزفاف لفاطمة الكبرى
************************
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى ظالمي أهل البيت
لعنة الله والملائكة اجمعين ونعوذ بالله من عين لا تدمع وقلب لا يخشع وفؤاد لا يتصدع
على هذه الرزية العظيمة والمصيبة الجسيمة ..
توجه الحسين إلى قبر امه ونادى :
السلام عليك يا اماه انظري إلى ابنك فقد حان الفراق وحان يومه .
وجعل يبكي ويقول :
هبت علينا اخسوفها ** يوم الغريّب سلّم
والكل منا يسمع ** صوت النبي يتكلم
يبني السنة امن اسنينك ** والماي يبني تحرم
او تنسبي العلوية ** والراس منك ينزم
يبني مصابك يفجع ** أبكى المقام وزمزم
حتى رضيعك يذبح ** ما احد منكم يسلم
قال ابن عباس للرجل فماج القبر بصاحبه .
وأمر أخاه أن يطلع هوادج النساء ويبرقعهم بالجوخ الأحمر والأصفر
وأمرهم أن يحملوها على المطايا وكل الحرم الهاشمية .
إلا فاطمة الكبرى لم يكن لها محمل من بين تلك المحامل
ولا هودج من بين تلك الهوادج .
وأراد الحسين (عليه السلام)أن يودعها وأمر النسوان بتوديعها
واحدة بعد واحدة فلما نظرت فاطمة إلى ذلك وعلمت أن أباها لم يحملها
مع عماتها انكسر قلبها وتحادرت مدامعها وتقول :
يا ياب قلي محملي وين ** بين المحامل بوي يحسين
او يا تاج راسي او قرت العين ** شلت العشيرة والنساوين
واتركتني أنظر بالعين ** ما لي صبر يحسين عنكم
وش عيشتي يابه بعدكم ** مقدر أعاين لا نزلكم
خالي يبويه من بعدكم ..
قال الراوي ثم إن فاطمة الكبرى قالت يا أبتاه كيف تمضي عني
وتتركني بأرض المدينة غريبة وحيدة ذليلة عليلة ليس لي ناصر . ولا معين
يا أبتاه خذوني معكم * ترى ما لي سلوة عنكم
ولا عن اخي عبدالله الرضيع . كيف أصبر يا أبتاه على فراقك ام على فراق
أخي علي الأكبر ؟ ثم أنها تحسرت وتزفرت وأنشأت تقول :
يا بوي احملني اليوم ويّاك ** عليلة ولا أحمل لفرقاك
او عيب القلب ** يا ياب يسلاك
واشخانت الكبرى بليّاك ** زعلان يا بويه عليه
تذبني غريبة وأجنبية ** ولا لي ولي أجلس ابفيه
يا حسين يا عزّ البنية ** خلوا الطفل يا ياب عندي
ترى امشيكم قطّع لكبدي ** لا تتركوني اليوم وحدي
قال الراوي فلما سمع الحسين من فاطمة الكبرى ذلك الكلام
ضمها إلى صدره وقبّل ما بين عينيها وقال لها :
يا فاطمة بحقي عليك إلا ما رجعتي إلى منزلك وسكتي عن هذا البكاء
وهذا الحنين ,يا فاطمة قد قطعتي نياط قلبي . يا بنية يعزّ عليّ فراقكِ .
ثم إن فاطمة الكبرى قامت من وقتها وساعتها إلى عمها العباس
وقالت له يا عم أريد أن تلتمس إليّ عند والدي وقرة عيني وتاج رأسي .
الحسين (عليه السلام)أن يحملني معكم , فكيف يا عم تمضون عني وتتركوني
مريضة عليلة نحيلة ؟ ثم إن العباس مضى إلى أخيه الحسين (ع.)
وعرض عليه كلام فاطمة الكبرى فانكسر قلبه وجرت دموعه على صحن خديه.
وقال أخي عباس كيف نأخذها معنا وهي على هذه الحال مريضة عليلة !
لا تطيق القيام من شدة السقام وجعل يقول :
امسيرنا يومٍ عبوس ** تالي سفرنا ايصير بنحوس
فيه الذبح وتقصص الروس
قال الراوي :
فلما سمع العباس الكلام من اخيه انكسر قلبه وانهملت دموعه .
فلما نظرت فاطمة إلى عمها لم يأتها مضت إلى ابن عمها القاسم .
وقالت له يا ابن العم بحق عمي المسموم أريدأن تلتمس لي إلى والدي
أن يحملني معكم , فال ثم إن القاسم أتى عمه الحسين(ع.)وسلّم عليه
وعرّفه بمقالة فاطمة الكبرى, فلما سمع الحسين ذلك بكى ومضى القاسم
إليها وأخبرها فلما سمعت ذلك انكسر قلبها ومضت إلى أخيها علي الأكبر
وقالت له ياأخي يا علي أريدمنك أن تلتمس عند والدي أن يحملني معكم أو يترك
واحداً منكطم أتسلا به ويؤنسني فليس لي صبرٌ على فراقكم ولا طاقة لي
على فراق أخي عبدالله الرضيع فاتركوه معي أتسلا به .
قال فلما سمع الحسين كلامها انكسر قلبه لها وقال لها :
يا فاطمة هذا طفل رضيع ليس له طاقة على فراق أمّه ولا ساعة واحدة ..
فلما سمعت كلامه أنّت وجعلت تقول :
يبويه المريض ايريد رافه ** ويريد امباشر او لطافه
أبوي الحلوةأوصافه ** لو ضاق خلقي او قلبي اهتم
يا هو اليخش ليّه امعمّم ** او يا هو اليخش عندي حجرتي
او يسلم علي ويقول يختي ** يفاطم يخيّه كي صبحتي
جليلة او مسموعة كلمتك ** ارجال ونسا كلها ابخدمتك
فلما فرغت من نعاها غشي عليها فقامت لها زينب وأم كلثوم
ورشوا عليها الماء فلما افاقت من غشوتها التفتت إلى عمتها .
وقالت يا عمّه يا زينب إذا كان لن تحملوني معكم فإن لي حاجة عندكم
واريد ان تلتمسي إليّ عند والدي وعزيز قلبي الحسين(عليه السلام .)
حاجة أريد قضاءها الساعة ***
يتبــــــع
