• التصدعات تهدد مبنى مكتبة القطيف .. وتعطل التكييف مشكلة أزلية


    القراءة والاطلاع والإبحار فى الثقافات المختلفة وشغل وقت الفراغ بفوائد عديدة كلها مرادفات لتلك الهواية التي ربما يهرول إليها كثيرون، ولذلك لم يكن غريبًا أن تصدر المكتبة العامة لليونسكو بياناً قالت فيه : إن للمكتبة العامة تأثيراً على المجتمع من خلال تحفيز التخيل وتكوين عادات القراءة لدى الإنسان، إضافة إلى المساهمة في برامج محو الأمية والتشجيع على الإبداع وحوار الثقافات ومعرفة التراث الثقافي بين الدول، لكن هل وصلت المكتبات العامة فى المنطقة الشرقية إلى درجة تؤهلها لتكون مكانًا لجذب عشاق القراءة والباحثين عن المعرفة ؟ وهل قام المسؤولون بتدعيمها بالوسائل التي تشجع القراء فى مختلف الأعمار؟ علامات استفهام لا تزال تبحث عن إجابات شافية فى ظل اتهامات المواطنين المسؤولين بالإهمال وعدم الاهتمام بالمكتبات، ما يتطلب البحث عن حلول حتى يجد القراء في هذه المكتبات ضالتهم التي يبحثون عنها.
    تم إنشاء مبنى مكتبة القطيف العامة عام 1402هـ وافتتاحها رسمياً عام 1408هـ وتقع المكتبة بالقرب من كورنيش القطيف بفرع من شارع الرياض وتحديداً على شارع الخليل بن أحمد وبمساحة تقدر بخمسة آلاف متر مربع تقريباً وتتألف من طابقين.
    الكتب القديمة
    وتعجب طالب الجامعة بالسنة الثانية الذي يدرس بإحدى الجامعات الأمريكية في أمريكا مصطفى حسين آل سيف من قدم الكتب المتواجدة في مكتبة القطيف، حيث اعتبر الكتب قديمة وتحتاج إلى تجديد. فهناك كتب قيمة وجديدة طرحت في الساحة وكان لزاماً أن تتوافر هذه الكتب في المكتبة لما لها من فائدة قصوى للمرتادين.
    اللغات الأخرى
    وبين حسن صلاح السنان أن المكتبة يجب أن تكون جاذبة وتحتوي على الديكور المميز في معظم جدرانها.. جذابة للمجتمع وتعطي للزائر الشعور بالارتياح النفسي. فمثلا يتم طلاء كل ركن بلون يميز بمحتوى الكتب. وقال السنان : المكتبة لا تهتم بكتب اللغات الأخرى، فما شاهدته في المكتبة كتب اللغة العربية فقط وكأن الناطقين باللغة الانجليزية لا مكان لهم في المكتبة.
    ولفت السنان الى أهمية توافر أجهزة حاسب آلي بشكل مكثف في أماكن متفرقة في المكتبة تكون متصلة بالانترنت حتى تجذب المجتمع ويتم وضع شاشة كبيرة في إحدى القاعات يتم تشغيلها على القنوات الإخبارية والتعليمية والثقافية والوثائقية.
    التصدعات
    واعتبر ميرزا العطية أن المكتبة لم تهتم بأصحاب الإعاقة كثيراً فهم محتاجون لمدخل خاص في البوابة الرئيسة. كما أنهم بحاجة إلى مصعد للدور الأول وكان من الأولى تجهيزه من قبل فكيف يصعد أصحاب الإعاقة الجسدية للأعلى، وكان يجب مراعاة هذا المطلب منذ التأسيس أو كان من الأجدر وضع الكتب في الدور السفلي، وأشار العطية الى أن هناك عوامل تجعل القراء يهربون من المكتبة وأهمها التكييف، حيث إن الدور الأول شديد الحرارة بسبب تعطل التكييف. كما يعتبر المبنى جيداً إلى حد ما سوى وجود تصدع ممتد بشكل طولي عند الدرج واضح المعالم.
    الزيارات المدرسية
    وقال علي عباس الجيراني : أحضر الى المكتبة فى الفترة الصباحية وكنت أتوقع ازدحام الطلاب في المكتبة، لكن لم أشاهد هذا الزحام ويجب تفعيل دور المكتبة للمدارس بإرسال جدول يضم زيارات المدارس لها طوال الفصلين الدراسيين حتى يتعود النشء الجديد على زيارة المكتبة.
    ويضيف أحمد إبراهيم المحفوظ أنه يجب الإعلان عن المكتبة في جميع المحافل وأن يعرف المجتمع بها حتى يكون هناك تفاعل بينها وبين المجتمع. كما يجب وضع لافتات في الشوارع بمسمى المكتبة ووصف ما تقوم به المكتبة من توزيع استمارات تحمل مجموعة من الأسئلة وعليها جوائز قيمة بأنه عمل جيد لجذب القراء وتعريف المجتمع بالمكتبة، مطالبا ببذل المزيد حتى يكون هناك ارتباط قوي بين المجتمع والمكتبة العامة.
    وأوضح مدير مكتبة القطيف محمد القطان أن المكتبة العامة بالقطيف أحد روافد العلم والمعرفة بمحافظة القطيف وتم افتتاحها عام 1408هـ وهي تابعة لإدارة المكتبات العامة بإشراف وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام وتقدم المكتبة خدماتها لجميع شرائح المجتمع وفق العديد من البرامج والأنشطة الثقافية كالمحاضرات وورش العمل التربوية وإقامة المعارض والمسابقات الثقافية وتستقبل الزيارات الخاصة بالمدارس والروضات من البنين والبنات. وأضاف القطان أن عدد زوار المكتبة خلال الفترتين الصباحية والمسائية يبلغ 45 زائرا وتحتوي المكتبة على 24 ألف كتاب بواقع 9500 عنوان. أما الدوريات فتصل إلى 35 مجلة أسبوعية وشهرية وفصلية. كما توجد في المكتبة 13 جريدة بشكل يومي. وأكد القطان أن العدد الذي يتم تزويد المكتبة به كل عام يبلغ 800 كتاب.
    ضعف الصيانة
    واعترف القطان بأن هناك تعطلا في إحدى وحدات التكييف بالدور الأول للمكتبة بقاعة الكتب التي تحتوي على وحدتين وتم التنسيق مع قسم صيانة المشاريع بالوزارة للعمل على صيانتها في أسرع وقت ممكن. كما بين أن المكتبة تعاني قلة تزويدها بالكتب والإصدارات الحديثة التي تنشر وتطبع بشكل مستمر ، حيث لا توجد ميزانية محددة للمكتبة لشراء الكتب الحديثة ونأمل من الوزارة تزويد المكتبة بالإصدارات الحديثة أو تخصيص ميزانية منفردة لشراء الكتب. وأشار مدير المكتبة الى أن طلاب المدارس يزورون المكتبة ويبلغ عددهم 150 طالبا في الأسبوع تقريباً وتوجد أيام مخصصة لهم وهي أيام : السبت والاثنين والأربعاء في الفترة الصباحية.
    وعن التجهيزات لأصحاب الإعاقة قال القطان : قمنا بتوفير مكان مخصص للمعاقين، فمدخل المكتبة الرئيس الذي يحتاج إلى تعديل سوف يقوم متعهد الصيانة بالمكتبة باجراء هذا التعديل. وعن الكتب التى لا تتوافر بالمكتبة باللغات الأخرى أشار مدير المكتبة الى أنه يوجد بالمكتبة حالياً 1500 كتاب باللغة الانجليزية وهذا غير كاف، ونأمل في المستقبل تزويد المكتبة بالكتب الأجنبية لخدمة مرتادي المكتبة لغير الناطقين باللغة العربية.
    وعن اتصال المكتبة بالانترنت أوضح القطان أنه يوجد حالياً انترنت بسرعة واحد ميجا متوافر لمرتادى المكتبة بقاعة الانترنت بالدور الأرضي في المكتبة بسعر رمزي وبعدد ثلاثة أجهزة حالياً، وسوف تتم زيادتها في حال توافر عدد آخر من قبل الوزارة . أما التلفزيون فمتوافر لعرض الأفلام العلمية بقاعة المحاضرات، وكذلك أفلام الكرتون بقاعة الطفل.
    معارض للكتب
    وأكد أن المكتبة العامة في ظل وزارة الثقافة والإعلام أفضل مما كانت في ظل وزارة التربية والتعليم، مشيراً الى أن المكتبة قامت بالكثير من البرامج والأنشطة خلال السنوات الماضية، ومازالت تقوم بذلك من حيث تنظيم واستقبال الزيارات المدرسية للبنين والبنات بمختلف الفئات والروضات الحكومية والأهلية. كما تقيم معارض للكتب والوسائل التعليمية والترفيهية والندوات والمحاضرات الثقافية والتربوية وتقيم المسابقات الثقافية لجميع شرائح المجتمع وركنا للتراث الدائم.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول