• مثقفون وأدباء يجتمعون لإحياء ذكرى صديقهم بعد 10 سنوات


    بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الأديب عبد العزيز مشري وبمشاركة المثقفين وأصدقاء الأديب الراحل أقامت ديوانية الملتقى الثقافي مساء أمس الأربعاء أمسية ثقافية.
    بدأت الأمسية بكلمة لصاحب الملتقى نجيب الخنيزي حيا خلالها الحضور الكرام على تلبيتهم الدعوة للحضور للاحتفاء والمشاركة في هذه المناسبة الخاصة ، خاصة من تجشموا عناء السفر وأعدوا أوراقا وكلمات خاصة بهذه المناسبة، التي تتناول فيها بعضا من سيرة حياة وإبداع و فكر إحدى الشخصيات المؤثرة والمهمة في الحراك الثقافي / الأدبي، والإبداع الحديث في هذا الوطن الكريم ..
    وأضاف الخنيزي قائلا : نحتفي هذه الليلة بمرور عشر سنوات على رحيل الأديب ، الكاتب، والفنان المبدع ، الصديق الراحل عبد العزيز مشري الذي كرس حياته القصيرة وان كانت حافلة وغنية في مضمونها الإنساني العميق.
    وعن المشري قال الخنيزي : المشري الذي لم يشعر بالحميمية مع حياة المدينة ( التي لا قلب لها ) ولم يتعاطف مع إيقاعاتها الجامدة الخرسانية، بعكس القرية التي صور في كتاباته ورواياته وقصصه الإبداعية تفاصيل حياتها وشخوص أناسها البسطاء.
    وختم الخنيزي كلمته بقوله : إن أهم وظائف الفنان من وجهة نظره «عدم الاستسلام للتشوه، وعدم الإيمان بالعجز كان عليه أن يقول ويمضي .. عليه أن يشير بسبابته إلى المناطق المجدورة التي تؤذي استقامته».
    بعد ذلك تحدث الكاتب قنينان الغامدي بقوله : تعرفت على مشري كاتبا وأديبا ورساما آنذاك، لكنني لم أتعرف عليه شخصيا إلا بعد ذلك بنحو عشر سنوات في مدينة جدة، وقبل أن يجري عملية زراعة الكلية بنحو عام. أول ما قرأت لعبد العزيز - عدا المقالات - رواية (الوسمية) حيث أعارني إياها بصعوبة الصديق الشاعر والكاتب الراحل سعد الثوعي الغامدي أو على الأصح خطفتها من فوق مكتبه.
    كان حديث القرى يطرب عبد العزيز ويستفزه للتعليق والإضافة والتحليق مع كثير من الطرافة والتنكيت المرير غالبا خاصة عندما يتسع القياس مما كان يحدث في القرى إلى ما آلت إليه المدن والدول سواء في المستوى المعيشي او العلاقات الاجتماعية.
    وختم قينان الغامدي حديثه : لا يمكن لمن عرف الواقع عن قرب أن يصف بالأخ أو الوفي فهو أحمد مشري أعمق من ذلك وأنبل، خاصة أنه كان يفعل ما يفعل من خدمات جليلة لأخيه الراحل الكبير وملازمة دائمة بتلقائية عجيبة ودون أن يبدي تذمرا أو تشوُفا ،أو تطلعا لعائد مستقبلي لا مادي ولا معنوي. إنها إنسانية أحمد وضميره حيال من أدرك أنه يستحقهما بجدارة، فمنحهما له بدون حدود ... وأخيرا فإنني مع الراحل أتمثل ما قاله الشاعر أمل دنقل في قصيدته الرائعة «الجنوبي» :
    لم يمت
    هل يموت الذي كان يحيا
    كأن الحياة أبد
    وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
    عاش منتصباً، بينما
    ينحني القلب يبحث عما فقد.
    بعد ذلك ارتجل الشاعر محمد العلي كلمة، مؤكدا على إعجابه بوفاء أصدقاء الراحل في حياته ومماته، وانه كان ظالما للمشري في حياته في أول لقاء جمعهما.
    وأضاف العلي : أن هناك جدارا وللأسف يحجز الرؤية الحقيقية للآخرين.
    وقال العلي : لا أذكر أن المشري خلال أحاديثنا اليومية طرح قضية حياتية عادية أو هما ذاتيا. كان دائما يطرح السؤال عن المفاهيم : من «اللامنتمي»؟ ومن الملتزم؟ ما الالتزام؟ إن هذا الأسلوب في التفكير يدل على وعي متجاوز للقبول بالنظر الى سطوح الأشياء. إنه يبحث عن المعرفة القريبة من الحقيقة، إن لم تكن الحقيقة نفسها.
    ثم عرض فيلم وثائقي عن حياة الأديب الراحل عبد العزيز مشري أعده أصدقاؤه.
    تلت الفيلم كلمة لشقيق الأديب الراحل أحمد مشري قرأها نيابة عنه الشاعر أحمد العلي، وقال فيها:
    مساء الخير جميعا..
    عندما تتعانق الأفكار الجميلة تنبثق وتترجم إلى أفعال لامعة في سماء الواقع، يحق لأي فرد أن يزهو بها ويقف كقامة شجر «اللوز».
    وأضاف «رحل المشري جسداً وبقي روحاً دافئة في شتاءات كثيرة، سافر المغزول على الماء بريح الوسمية وخيراتها إلى ابن السروي وجال حتى وجد عنترة وابن عود وغيرهم».
    وختم كلمته قائلا : لا أجد ما أقوله لكم يوفيكم جهودكم فشكراً، شكراً .. شكراً حتى الثمالة لما تقدمونه لأحد أصدقائكم «المشري» وعلى المنبر «علي الدميني» ومن هم نجوم خلف الستار.
    هذه احتفالية احتفائية تدعونا للفرح.. فلنفرح جميعا ولنرقص ولنحتفل .. والتصفيق لكم جميعا.
    وكانت هناك مجموعة من الكلمات للشاعر حسن السبع والكاتب أحمد بوقري والقاص عبد الله عبد المحسن، والشاعرة فوزية.
    وفي ختام المناسبة تم توزيع مجموعة من إصدارات الراحل الأديب عبد العزيز مشري.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول