• القطيف .. «هيئة» و«جمعية حقوق الإنسان» تتبنيان قضية «سجين زنزانة المنزل»




    تفاعلت هيئة وجمعية حقوق الإنسان، مع قضية «سجين زنزانة المنزل»، وأبدى المشرفان على فرعيهما في المنطقة الشرقية إبراهيم عسيري، والدكتور عبد الجليل السيف استعداد الهيئة والجمعية، لمساعدة حسين، على تسوية مشكلته مع عائلته، التي نشرت الصحف المحليه تفاصيلها أمس. وقال المشرف على فرع هيئة حقوق الإنسان في الشرقية عسيري: «نحن على استعداد لاستقبال حسين، والاستماع له، واستدعاء أسرته، للوقوف على أسباب المشكلة». فيما قال السيف: «إن أي شخص يتعرض إلى عنف أسري، سواءً كان من الأم أو الأب، باستطاعته التقدم إلى فرع الجمعية، بالمستندات كافة التي تثبت أقواله، وكتابة المشكلة، ليُشكل لنا مستنداً نحيله إلى لجنة مختصة لدرسه، والاستعانة بجهات مختصة أخرى، مثل الشرطة، أو الشؤون الاجتماعية، للوقوف على المشكلة، وأسبابها في شكل كامل وواضح».

    وأوضح عسيري، أن فرع «الهيئة» استقبل «حالات لأبناء معنفين، ومنها طفل كانت آثار الضرب ظاهرة على جسده. وكان حينها يؤدي الاختبارات»، مضيفاً أنه في مثل هذه الحالات يتم «تحويل القضية إلى الجهات المختصة، أي الشؤون الاجتماعية، أو الشرطة»، مؤكداً أن «أي مشكلة عائلية نسعى جاهدين لحلها».

    بدوره، روى حسين المزيد من فصول «معاناته» خلال السنوات الماضية، وما وصفه بـ «التعذيب النفسي والجسدي»، الذي قاساه مع أسرته على مدى خمس سنوات، بدأت في الـ12 من مساء يوم 15 من شهر شوال عام 1424هـ. وقال: «كان عمري يومها 17 سنة. وقد دخلت إلى غرفة نومي، فهجم علي شقيقي الأكبر، واثنان من أقاربي، وقيدوني بحبل وعصبوا عيني وفمي، وأدخلوني في السيارة. وكان هذا كله على مرأى ومسمع من والدي ووالدتي وبقية أشقائي، وتوجهوا بي إلى إحدى المزارع في تاروت، وانهالوا عليّ بالضرب بقضيب حديد، وآخر خشب. كما قام أحد أقاربي بنزع أربعة أظافر، وأخذ خالي، الذي كان متواجداً معهم، منشاراً وجرح يدي. كما ضغطوا على عضوي التناسلي بمقص أسلاك كهربائي، وأطفأ سيجارة في يدي، ومن ثم اقتادوني إلى منزل خالي، وبعدها نقلت إلى إحدى المستشفيات، إذ نتج عن تعذيبهم لي خللاً في وظائف الكلى». وبقي حسين في المستشفى يتلقى العلاج لمدة 10 أيام، وبعدها تم إدخاله إلى «الزنزانة» في منزل عائلته. ويكمل «بقيت فيها خمس سنوات، وتم إطلاق سراحي بتدخل أحد أقاربي، وكان ذلك في منتصف شهر رمضان ما قبل الماضي»، مضيفاً «في ذلك الوقت، كانت والدتي ترفض خروجي من الزنزانة، وتوعدت بأن تخرج من المنزل في حال خروجي، وبالفعل نفذت ما وعدت به، وتوسلت لها بأن تعود، وعادت لاحقاً».

    وبعد خروجه من «الزنزانة»، يشير إلى أنهم كانوا يعاملونه «باحتقار وازدراء، ويسخرون مني. فيما قام أحد أقاربي بالجلوس معي، وتحدث لساعات طويلة، حول حياتي ومستقبلي. ورافقني إلى إحدى المستشفيات، لعلاجي من الضعف الجنسي الذي أصبت به، نتيجة الضرب». وأضاف «اتهمني والدي في بلاغ قدمه إلى شرطة القطيف، بمحاولة قتله، وتفجير المنزل، فاشتكيت عليه أنا، بسبب سجنه لي لسنوات، فألقوا القبض عليه، ولكنني تنازلت عنه. بيد أنهم لم يستقبلوني في المنزل، وطردوني. وأصبحت أمي تغطي وجهها عني. وكأني شخص غريب عنها. وبعد أن مرّ على طردي عام كامل، أعيش اليوم مشرداً. ولا يوجد من يصرف علي، أو يساعدني في إكمال دراستي».
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول