• «القرقيعان» يحول شوارع الشرقية لـ «كرنفالات ملونة» الليلة


    يحتفل أطفال المنطقة الشرقية مساء اليوم بـ «ليلة القرقيعان» إحياءً للتراث الشعبي في المنطقة، ويعد الاحتفال فى ليلة منتصف رمضان من السنة الهجرية من العادات والتقاليد المتبعة منذ القدم في منطقة الخليج عموماً عبر ترديد أناشيد خاصة بهذه المناسبة،كما تعتبر من أهم الموروثات المعروفة بمنطقة الخليج وتربط الماضي بالحاضر وتعمل على تأصيل قيم وتقاليد المجتمع من أبرزها العطاء والكرم، ويحتفل بهذه المناسبة بشكل يليق بها وبحجم حب الأطفال لمثل هذا اليوم، وهذا ما جعل للأطفال علاقة بالماضي وربطه بالحاضر. و»القرقيعان» من العادات التي صمدت عبر العصور وتطرق كل عام باب الذكريات لعالم الطفولة البريئة وتستأنس بالناس من حولها، حيث يخرج الصبيان والفتيات جنباً إلى جنب للمشاركة في هذا الفلكلور التراثي العابق بالتاريخ.
    مواكب جميلة
    وتشمل الأناشيد التي يرددها الأطفال خلال الاحتفاء بهذه المناسبة "عطونا الله يعطيكم.. سلم الله أبو عيالكم" ويسير الأطفال في مواكب جميلة بين الحارات والأزقة بقصد جمع الحلوى والمكسرات من سكان الحي وهم يرددون أناشيدهم البريئة وتختلف مسميات هذه الليلة في دول الخليج فيسميها البعض "القرقيعان" والبعض الآخر "الناصفة" أو "حل وعاد" أو "كريكشون" إلا أن العادات المتبعة في الاحتفاء تتطابق في كافة دول الخليج.
    قرقعة الحلوى
    ويرى باحثو التراث الشعبي أن "القرقيعان" لفظ عامي مأخوذ من قرع الباب وذلك لأن الأطفال يقرعون أبواب البيوت في هذه المناسبة في حين يذهب آخرون إلى أنه كان بعض الأطفال يستخدمون الأواني للقرع عليها سابقا. وتروي بعض الكتب التراثية أن "القرقيعان" سمي بذلك لأنه قرقعة الحلوى تسمع داخل سلة مصنوعة من سعف النخيل.
    تزيين الشوارع
    ويعمل الأهالي على تزيين الشوارع والطرقات ومداخل الأحياء بأنواع مختلفة من الإنارات والإضاءات، كما يتم في كثير من القرى والبلدات تصميم لوحات تشكيلية بهذه المناسبة، إضافة لإقامة معارض تراثية للمنازل والمهن تحكي تاريخ المنطقة، كما يتم نصب خيام كبيرة لإقامة المهرجان في هذه الليلة، ويعمد البعض إلى تعليق بعض الصور الفنية على الطرقات تغطيها سعفات النخيل، كما يتم تعطير المارة بالبخور ورش ماء الورد على أيديهم وثيابهم. وبدا التنافس محموماً بين الأحياء والقرى أثناء الاستعداد للاحتفالات، التي اختلفت مظاهرها من مكان لآخر، ونصب شبان متطوعون بوابة من الحديد في مداخل الأحياء، وعلقوا الزينة، كما شيدوا بيوتاً من سعف النخيل.
    تكاتف المجتمع
    ويقول الحاج عبدالحميد عبدالله الحجاج "88 عاما " ان هذه العادة أصبحت معروفة عند جميع سكان المنطقة الشرقية وأصبحوا لا يستغنون عنها لدرجة ان أطفالنا يستعدون لهذا اليوم منذ فترة طويلة قبل قدوم هذه المهرجانات وذلك بشراء الأغراض الخاصة بهذا اليوم مثل الملابس والحلويات والمكسرات، وأضاف انه كان في السابق يقدم في مثل هذا اليوم السبال فقط ويكون في المنازل أو المجالس العامة، واليوم كما ترون منذ وقت طويل والتوزيع في الشوارع بشرط المحافظة على التقاليد والعادات الطيبة التي تدل على تكاتف المجتمع بجميع شرائحه، مشيرا إلى ان الأهالي اعتادوا على إحياء هذا اليوم منذ وقت طويل وذلك للمحافظة على تراث أجدادنا.
    اغان تراثية
    وأوضح الحجاج أن الأطفال يتجولون على البيوت طارقين أبوابها وينشدون الأغاني التراثية والأهازيج الشعبية، ويبادر أصحاب المنازل الذين استعدوا لهذه الليلة بوضع حلويات أو نقود قليلة في أكياس يحملها الأطفال، وتسمى الأكياس بـ"خريطة" ويعود أطفال إلى منازلهم لإفراغ "حمولتهم" من الحلويات ليعودوا إلى جولتهم مرة أخرى.
    عادة شعبية
    ولعل أبرز ما يميز هذه العادة الشعبية استحضارها للتراث بصورة لافتة، وارتكازها على القديم بدءاً من ملابس الأطفال الشعبية مروراً بطريقة تقديم الحلوى والمكسرات لهم وصولاً إلى طريقة تنقلهم من حي إلى آخر ومن زقاق إلى زقاق وترتدي الفتيات في هذه المناسبة «البخنق» و«الجلابية»، وهما لباسان شعبيان جداً. فيما يرتدي الأولاد الثوب الأبيض والطاقية المذهبة أو البيضاء، ويعلقون على أكتافهم أكياساً ليجمعوا داخلها ما يحصلون عليه من المنازل التي يطرقونها، ولا تفتح هذه الأكياس إلا في نهاية اليوم لفرز ما تم جمعه، وهذه العادة الشعبية لا تزال محافظة على نشاطها منذ أن بدأت.
    حارات وازقة
    ومن الأناشيد التي يرددها الأطفال خلال الاحتفاء بهذه المناسبة «عطونا الله يعطيكم.. سلم الله أبو عيالكم» ويسير الأطفال في مواكب جميلة بين الحارات والأزقة بقصد جمع الحلوى والمكسرات من سكان الحي وهم يرددون أناشيدهم البريئة.
    انتعاش المكسرات
    وشهدت محلات بيع المكسرات والحلويات ومراكز بيع الملابس الجاهزة الخليجية للأطفال خلال الساعات الماضية إقبالا ورواجاً شديداً وبدا التنافس واضحاً بين المحلات بما تقدمه من عروض للسلال والأكياس التي سوف توضع فيها هذه المكسرات، والتي تتراوح اسعارها ما بين "ريالين إلى 20 ريالا " كما أعلن عدد من المحال المتخصصة استعدادها لتجهيز حفلات القرقيعان والتي أخذت أشكالا عديدة وأفكارا غريبة فمع تطور الزمن والجيل واختلف شكل الاحتفال بالقرقيعان في السنوات الأخيرة بشكل كبير عما كان في السابق، وبات القرقيعان شيئاً أساسياً يجب أن تستعد له الأسر باعتباره من ‏‏مستلزمات شهر رمضان بقائمة كاملة من المأكولات والمشروبات والترفيه والملابس ‏وغيرها من الحاجيات.
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول