المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة القصيرة في عناق مع الشعر في أمسية جائزة القطيف للإنجاز بالدوخلة



جائزة القطيف
12-16-2009, 11:05 PM
http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-cc21d3eebc.jpg (http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-cc21d3eebc.jpg)

في ليلة تعطرت بزخات المطر العذبة شهدت خيمة النادي الثقافي بـ (مهرجان الدوخلة الخامس

بسنابس) الأمسية الأدبية التي نظمتها " جائزة القطيف للإنجاز " لأثنين من مرشحيها

في نسختها الأولى.


http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-fca4fe730f.jpg (http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-fca4fe730f.jpg)



استهلت الأمسية بترحيب جميل بالحضور من قبل مقدمها الإعلامي الشاعر محمد الحمادي، الذي

تحدث عن جائزة القطيف للإنجاز والأهداف السامية التي تسعى إلى تحقيقها، مشيداً برائدها

وصاحب فكرتها الأستاذ سعيد الخباز، ليشرع في التعريف بفارسي الأمسية مفتتحاً بالسيرة

الذاتية للشاعر القادم من جزيرة تاروت فؤاد علي ناصر آل درويش، من مواليد عام 1391 هـ ،

وحاصل على دبلوم الكلية التقنية بالدمام عام 1414هـ.

متزوج ولديه أربعة أولاد وبنت واحدة، يكتب الشعر بالفصحى، لكن لديه قصائد رائعة جدا باللغة

العامية، يعتبر كتابة الشعر المتنفس الوحيد له، فلا يشعر معه إلا بالراحة والإنسجام. آخر

مشاركاته الإجتماعيه كانت في مهرجان الجزيرة الأول للزواج الجماعي، بقصيدة أشاد فيها

بالمهرجان وبالقائمين عليه، لم يفكر أبدا في طرح ديوان خاص به، لكنه ينشر بعضاً من نتاجه

الأدبي في بعض المنتديات الأدبية.

ليأتي الدور فيما بعد للتعريف بالفارس الآخر، والذي حاز " جائزة القطيف للإنجاز " الأولى في

فرع الفكر والثقافة، الأديب حسن آل حماده، من مواليد الشويكة بالقطيف عام 1393هـ.

- من مؤلفاته المطبوعة:

1- أمة اقرأ... لا تقرأ

2- لماذا يفسخون عقد زواجهم؟

3- العلاج بالقراءة

4- ويسألونك عن الكتاب

5- مستقبل الثقافة الإسلامية في ظل ثورة المعلومات وتحديات العولمة

6- تجارب الكتّاب .. من القراءة إلى الكتابة

الأمسية الأدبية افتتحت بقصيدة رقراقة عبارة عن أبيات ترحيبية من لدن شاعرنا آل درويش

تلتها قصيدة عن القطيف ومهرجان الدوخلة جاء فيها:

قطيف أيا مداد الخير إن شحَّا
قطيفُ أيا مداد الخير إن شحّا
ويا قطفاً يقال لحسنه مرحى
ويا أرض الحياة ودار أجدادي
وتاريخاً من الأمجاد لا يُمحى
لكِ هذا المدى لحنَ الهوى غنّى
غناءاً من مدى حسنٍ بكِ يُوحى
هنا والعزُّ شاهدةٌ به الدنيا
ومازالت تردد اسمكِ مدحا
وهذا الكون من شوقٍ يناديكِ
بصوتٍ من صراخٍ باسمكِ بُحَّا
نسيم البحر لا ينسى لكِ اسماً
وهل ينسى محقِّقُ ربحهِ الربحا
بعمق البحر هذا البحر يعرفكِ
ويهواكِ وأرقى عاشقٍ أضحى
لقيناكم وكل وجودنا عشقٌ
وجئناكم وبحر الشوق قد لحّا
بدوخلةٍ بها الإمتاعُ عنوانٌ
وأنوارٍ تُحيلُ مساءكم صبحا
كعيدٍ جاء كي يحيي ليالينا
ويبهجنا ويمكثُ بيننا ردحا
ألا يا عيدنا الزاهي بدوخلةٍ
غدتْ لونَ القطيف بعيدها الأضحى
تراثٌ كي ترى الأجيال نحفظه
ليبقى الكنز يبقى شامخاً صرحا
فيا عهداً إلى الآباء لا يُنسى
ويا عطراً تعانقَ والسما نفحا
تظلُّ الأصل يا شمس الحضاراتِ
وتصدح لم تزل عبر المدى صدحا

ثم حان موعد الحضور مع بعض النصوص القصصية القصيرة والقصيرة جداً حيث

القى آل حماده عدداً منها هي:


http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-58764ac899.jpg (http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-58764ac899.jpg)


" زختان "

الأطفال يفتحون أفواههم لتلقي زخات المطر
أما الكبار فيفتحون قلوبهم لتلقي زخات الحب
ومن يحظى بالزختين معاً
كتب في السعداء
وقليل ما هم!

" الفيل "

طلبها رشيقة القّد!
أصرّ على رؤيتها.
تم اللقاء.
تمعّن فيها.
تمعّنت فيه.
وجدها حسناء فاتنة.
وجدته فيلاً بائسًا.
أُغمي عليه فرحًا.
أُغمي عليها كمدًا وحسرة.

" خرخشانة "

حاولنا تهدئتها. ماما .. سأبني لك قصرًا .. بستانًا .. غرفة ألعاب .. سنسافر معكِ بالطائرة ..
استمرت في بكائها، وازداد غنجها .. لم تفلح محاولات أمها في إسكاتها. ارتسمت علامات الحيرة
والدهشة في وجهينا، كيف نتصرف؟ كيف نرضيها؟
جدتها تراقب المشهد وتبتسم. تغيب عنّا للحظة وتحضر بيدها (خرخشانة)،
تضعها في يد الصغيرة؛ فيبتسمان معًا.

" شاعرة شقراء "

شدّته صورتها؛ فقرأ قصيدتها.
افترس بعينيه يدها اليُسرى، فكتب على عُجالة: «خاتمك جميل»!
استدرك القرّاء في تعليقاتهم المستفيضة، ما غفل عنه، فتحدّثوا عن عينيها الخضراوين
وخصرها الممشوق، مرورًا بثيابها ومكياجها .. وزاغت عيون الجميع عن: «شعرها الأشقر»!

" دموع "


الدمعة لا تفارق وجنتيه. دائمًا يُرى في حالة من الضجر، تحسبه جبلاً من الهموم،
أو قاموسًا من الألم والحرمان.
- ما بك؟ ماذا دهاك؟
- لا شيء!
- وما سر الدموع، وعلامات الحزن هذه؟
- لا تهتم، منذ شهر وأنا أهيئ نفسي لمشهد تمثيلي حزين.

" المسمار "


عندما كنت طالبًا في المرحلة الابتدائية حفظت بصعوبة عبارة: «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها»؛

ولم أنسَ كتابتها على ورقة الامتحان في مادة المحفوظات.

أتذكر أنني رسمت في تلك السنة ابتسامة عريضة على وجه والدتي بعد أن علمت بنجاحي، وبمعدلٍ

متواضعٍ كالعادة.

في مساء نفس اليوم الذي استلمت فيه الشهادة لعبت مع الأطفال على كومة من الرمال القريبة من بيتنا،

ووجدت أثناء اللعب مسمارًا قد أكله الصدأ، واهتديت حينها لفكرة شيطانية؛ فغرست جزءًا صغيرًا منه في

الرمال على أمل أن أتلذذ بمنظر الدماء وهي تسيل من قدم أحدهم، ولكن حبات الرمل اللعينة كانت تزيح

المسمار وتطرحه أرضًا كلما اقتربوا ناحيته؛ لأعيد بدوري وضعه بشكلٍ مستقيم، حتى مللت من تكرار

الأمر؛ فهم يلعبون ويمرحون وأنا أنصب الفخاخ التي لم تأتِ أُكلها!

لم أطق الانتظار طويلاً؛ فقصدت البيت؛ لأجد أخي الأكبر يمد يده لإمساكي من الدريشة؛ فهربت نحو

الدريشة الأخرى، ووجدت أن اللعب بين الدريشتين مُسلٍّ .. مرت لحظات قصيرة، وإذا بأخي والجيران

يفزعون لإيصالي لمستشفى الشويكة بعد أن اخترق مسمارٌ قدمي اليُمنى.


بعد تلك الرحلة عبر النصوص القصصية كانت إطلالة الشعر مجدداً وقصيدة لـ آل درويش،

" تعالي نترك الدنيا "، وجاء فيها:

تعاليْ نترك الدنيا إلى قمرِ
إلى غصنٍ بلا شوكٍ إلى ثمرِ
تعاليْ فالدجى بيتٌ لخلوتننا
وما أحلى دجىً نمضيه بالسهرِ
ولا إنـَّـا تفاعلنا مع الدنيا
إذا كانت على مللٍ على ضجرِ
بك قلبي إذا ألقاه محتفلاً
غدا عن حسرةٍ تُشقيهِ في سفرِ
تعاليْ نقطفُ الأزهار أجملها
ونعطي باقةً منها إلى السحَرِ

إلى أن يقول

وأعشقكِ بعشقٍ لا مثيل له
ولم تألفه أنثىً قبل من ذكرِ
وأبقي القلب قلباً في الهيام بكِ
إليه النبضُ مفقودٌ مع الأخرِ


لنعود للقصة القصيرة، وأحداث من خلال نصوص، يطرحها بإبداع " آل حماده ":

" الرقيب "

سأل عن كتابه: هل فُسِح؟
أجابه الرقيب: أجل. ولكن، تحفظنا على الأبواب: الأول والثاني والثالث إضافة إلى الخاتمة،
وفسحنا المقدمة التي تساءلت فيها عن أسباب تخلفنا!

" أسئلة الضياع "

هل يُجدي: أسألُ عن دربي؟
قُل لي: إن كُنتَ تعي قولي!
فأنا لا زلتُ أسيرُ ولا أدري
إن كُنتُ وحيدًا
أم أن إلى جنبي غيري
فهذا الدربُ مُخيفٌ
والأدهى أن معي صُبحي
أتساءلُ في الليلِ وفي الظُهرِ
بل حتى في وقت السعدِ!
أتساءلُ: هل قولي يحكي فعلي؟
أم أني عشتُ بوجهين
كما عاشت أممٌ من قبلي؟!
هيا قُلْ لي
فأنا أخشى
أن أبقى في التيهِ
وحيدًا وكئيبًا
هيا قُلْ لي
فأنا أخشى
أن سكوتك هذا
يعني أنك محتارٌ مثلي
أو أنكَ لا تدري ما أعني!
سأكونُ صريحًا وسعيدًا
وأنا أكشفُ عن سري:
إني حقًّا - وأنا السائل - لا أدري ماذا أعني!!


ثم عودة إلى الشعر من لدن فؤاد وقصيدة جميلة بعنوان " العراف ":


http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-5381cd09b0.jpg (http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-5381cd09b0.jpg)


نـــظـــــر الـــــعــــرّافُ إلــــى كــــــفـــي == فــأراد لأمـــرٍ أن يُـــخــفـــيْ
وأثـــــارتْ شــــكّـــي دهـــــشـــــتــــُـــهُ == وأراد لــِــشـــكـــِّـي أن يـنـفـي
لــكـــــــنّ مـــآربَـــهُ فـــــــــشـــــلـــــــتْ == فــالـعـيــْـنُ إجـابـتـُهـا تـكـفــي
وأمــام تـــــعــــــــاظـــــــــمِ إصــــــراري == والجــِدُّ الناطـقُ مـن حَـلـْـفـي
بــــــدأ الــــعـــــــرّافُ يـــطـــالـعــــــنــــي == بـجـوابٍ يـنـطــقُ بالـعــطــفِ
أخــــــبــــرنـــي ما لـــم أتــــخــــيـــــــــلْ == مـا حـاصر نـفــسـي بالخـوفِ
إنـــســانٌ أنـــــت أيـــا ابـــــــــــــنـــــــــي == مـعـروفٌ جــرحُــكَ بالــنــزفِ
الـــحــــزنُ شــــعــــارٌ تـــحـــمــــلـُــــــــهُ == وحـــيــاتـــكَ مـلىءَ بالعـصـفِ
تــُـهـــديــكَ الـدنــــيــا عــــلـَّـــتــَــهـــــــا == ســيـراً إيـــاكَ إلــى الــحــتــْـفِ
الــعـَـيـْــشُ الـــمـــُـــرُّ بـُــلــيـــــتَ بـــــهِ == والـمــوت بــشــيركَ بالـخـطـفِ
في كــفــِّــكَ مـــــــوجٌ يـــــتـــــعــــالـــى == وسـمـاءٌ تـمـطرُ فـي الـصـــيـفِ
في كــــفــِّـــِكَ أشــــيــــاءٌ أخــــــــــــرى == لا يــنــطــقــها أبـــــداً جــوفــي

إلى أن يختمها بهذه الأبيات:

لــَـــمْ تـَــــأتِ جــــد يـــداً في حـــــالـــي == كي تـبدأ مــشوار الـحـــــــــــَذفِ
مـــــا ســــــرُّ شــــقـــــاءٍ أشــعـــــــرهُ == إن كان حـديــثـُـكَ مــن زيــــــــــفِ
لــــم تـــــــقــــــــــرأْ إلاّ أشـــــيــــــــاءً == صــغــرى والــخـافـيُ بالألـْــــــــفِ
فــــــصــــراع المــــاضي عــــلـَّـمــــني == لــن يـأ تي الـقـادمُ بـالــلُـطــــــْـفِ
والـــــــراحــــــةُ وهـْــــمٌ أرقــُــبـــُــــهُ == إن جـاءتْ جـاءت كـالـــطــَـيـــــْـفِ
وحـــــيـــاتي كــــــومــــةُ أحـــــــــزانٍ == أحــيـاهـــا رُغــــمـــاً عـن أنـفــــي


وختمت الأمسية بنصين قصصين لـ " آل حماده "، كانا كالآتي:

" زوجة أخرى "

استشاط غضبًا. أرعد وأزبد. صرخ من أعماق قلبه: «امرأة واحدة تكفي .. امرأة واحدة تكفي».

لقد تجاوزتَ سنّ المراهقة يا أبي! لا يحق لك أن تفكر في زوجة أخرى، تخطفك من أمي، ستثبت

للآخرين إن لم تتخلَّ عن مشروعك، أنك زير نساء. ماذا ينقص أمي؟

ألم تكتب لها أثناء رحلتك العلاجية، ما خلاصته: «زوجتي العزيزة .. انتظريني؛ فأنت حبيّ الأول

والأخير .. انتظريني؛ فأنا أراكِ بين كل حرفٍ من حروف هذه الرسالة، انتظريني؛ فروحي الآن تحوم

حولكِ وأنت تقرئينها .. انتظريني؛ سأعود بعد شهرٍ واحد بالتمام والكمال .. صحتي الآن - ولله الحمد -

تحسّنت كثيرًا. سلامي للعائلة الجميلة .. أشتاقكِ يا أكسجيني الدافئ».. ألم تقل هذا الكلام بقلبك، قبل قلمك؟!

أنسيت أنك قلت لي بعد أن أقدم عمي على الزواج بامرأة أخرى: " عندما تجدونني سرت في هذه الطريق؛

فاعلموا أن والدكم به مَسٌّ من الجنون؟ هل أذكّرك بالمزيد؟! "

استمعت الأم لمنطق ابنها؛ فأسعدها .. صفّق قلبها فرحًا، ردَّدت مع نفسها: " هكذا يكون البرّ بالوالدين ..

بمثل هذا القول يقدِّم، من يعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات!

بعد مدٍّ وجزر؛ تواصل لأسابيع؛ تراجع الأب عن فكرته. مضت السنوات سِراعًا، وبعد عمر مديد

أرادت الأم مكافأة ابنها الودود؛ فاختارت له زوجة أخرى.

" صفعة معلم "

هكذا هو .. نفسه في أنفه .. ما أن يطِّل علينا إلاّ وتنتابنا حالة من الذعر .. لم نرَ أسنانه يوماً،

اعتدنا رؤيته وهو يعض شفتيه مبحلقاً فينا، كأن عينيه ترغبان في افتراسنا. لم نشعر بطفولتنا معه ..

المدرسون في كفة وهو في الأخرى.

ذات يوم اقترب من طاولتي، وراح يُمعن النظر في دفتري، وضع يده على رأسي، سحبني من شعري

وبنبرة حُقدٍ، صرخ في وجهي: " حسِّن خَطَّك " .. حمدت الله أنه لم يصفعني على وجهي ..

مرَّ اليوم بسلام.

عُدْتُ للبيت، ألقيت كتبي في الحوي/الصالة .. أمي وأخوتي يستمعون لإذاعة طهران، والمذيع يؤكد خبر

قصف الطائرات العراقية لمدينة مشهد المقدسة، اجتمعنا نحو المائدة مع نغمة تشويش معتادة على

الإذاعة .. انتقمت من الدجاجة التي أمامي، بدأت بفخذها الأيمن، وانتهيت بالأيسر، إذ لم يبقَ لي شيئاً من

الصدر، غسلت يديّ، ودلفتُ مسرعاً نحو نخل عمي.

في النخل حاولت اصطياد بلبلاً يقف على السِدْرة، فسقطتُ في الضلع؛ لتبتل ثيابي. انتهز أبناء عمي

المشهد، وارتفعت أصواتهم بالضحك، علّق أحدهم: خيرها بغيرها!

رجعنا بخفيّ حنين، وفي الطريق سمعنا زقزقة عصفور فوق شجرة تطالها أيدينا، رفعنا رؤوسنا

ورأيناه يقف بجنب أنثاه وهي تُطعم صغارها في العش .. ثوانٍ معدودات وإذا بالصغيرين بين يديَّ،

ارتفع صوت العصفورين بالزقزقة، وهما يحلقان فوق رؤوسنا .. مرّ بقربنا شاب، وبتودد نصحنا

بإرجاع الصغيرين مكانهما؛ رأفةً بوالديهما المفجوعَين، ولكيلا يحل غضب الله علينا .. استجبنا لحديثه،

وأعدناهما.

بعد يومٍ حافل باللعب، وقبل أن يحين موعد النوم، لم يبقَ من برنامجي اليومي إلاّ حفظ بعض النصوص

المطلوبة للمدرسة، إضافة لمشاهدة (المصارعة الحرة) عبر شاشة تلفزيون الظهران، ولحُسن حظي فقد

عُرضت تلك الليلة، مُباراة لمصارعي المُفضّل (سنوكه) .. انتهت المصارعة، ووضعت رأسي على

الوسادة، ورفعته مذعوراً، إذ تذكّرت الأستاذ وهو يصرخ في وجهي بعبارة لم استوعبها جيداً .. ما عادت

لي القدرة على استحضار مقولته الممزوجة بالصراخ، فهل طلب مني تحسين خَطِّي، أم طلب مني تحسين

شَعَري، لا أدري؟!

بالتأكيد فهو يريد مني أن أُحسِّن شَعَري، ما العمل والساعة الآن العاشرة مساءً؟

قصدت أمي، وأنا أصرخ: أماه، أماه! لقد نسيت الذهاب للحلاّق.

ولكن شعرك صغير، ما صار لك أسبوع من حلقت.

لكن، الأستاذ شرِّي، ولازم أحلق، لا يضربني.

ما عليه، نام، والصباح رباح.

لا، ما تدرين أماه، ترى الأستاذ شرير، لازم أحلق الليلة.

بس ألحين مِنْ إلِّي فاتح؟ الليل حندس والدكاكين سكرّت، ما فيه إلاً حجي علي المُحسِّن،

يالله قوم انروح بيتهم.

(...)

حجي علي، احلق الولد.
ليش ما صبر لبكره؟
الأستاذ بيضربه إذا ما حلق.
يالله تعال اقعد على الكرسي.

لحظات وإذا بشَعَري بتطاير بين يديه؛ ليغدو رأسي كحبة جوز الهند الملساء.

في طابور الصباح، بدأت ككائن غريب بين الطلاب، سمعتهم يتهامسون: " اقرع قرنقع

طاح في الطاسة، صرخ على أمه أبي قرطاسة ".

حينما جلست على مقعدي في الفصل، ومع انعكاس الإضاءة على صلعتي، بدأ الأستاذ ينظر لي مبهوراً ..

سألني إن كنت قد حفظت النص المطلوب، فأجبته بالإيجاب، طلب مني القراءة ففعلت، لأتخلّص من عصاه

التي نتجرعها كفطور يومي .. أصرّ بعدها على رؤية دفتري فقدمته إليه، أعيته الحيلة، وقف بجانبي، وضع

يده على رأسي، فلم تثبت؛ لنعومة موس حجي علي، كررها ثلاثاً، ثم سألني: ليش حالق أقرع؟

قلت له: أنت الذي أمرتني، بأن أُحسِّن شَعَري، ولم أتذكر ذلك إلاّ بعد أن أغلق الحلاّق دكانه، فاضطررت

للحلاقة في بيت المُحَسِّن بالموس.

ما أن أنهيت جملتي الأخيرة حتى صفعني بيده؛ ليطبع أصابعه على رأسي، وهو يصرخ فيَّ بأعلى صوته:

لقد طلبت منك تحسين خَطِّك، ولم أطلب منك تحسين شَعَرِك!


http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-b56ed5e4d7.jpg (http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-b56ed5e4d7.jpg)



من ناحية اخرى، استضافة الخيمة النسائية بمهرجان الدوخلة الخامس، الأمسية النسائية التي

نظمتها أيضا " جائزة القطيف للإنجاز " بمشاركة المرشحات: أمل الفرج, زهراء آل شبيب,

وسحر العبندي.

بدأت الأمسية بعرض فيديو عن نشأة الجائزة، حمل روح القطيف, وعرض بداية انطلاقة الجائزة

التي كانت عبارة عن كلمة للأستاذ سعيد الخباز، أعلن فيها عن بدء التخطيط للجائزة، وذلك خلال

تكريمه لعدد من الفرق الرياضية المتفوقة في محافظة القطيف.

وأستأنفت الأمسية عريفتها الأستاذة زهراء آل حيدر بمقدمة أجادت تعريف ضيفاتها فيها, و كانت

البداية مع الشاعرة أمل الفرج الفائزة بمهرجان ترانيم لسنتين متتاليتين ولها أربعة دوواين

مطبوعة هي قدر الحناء, مراقد الشجون، إسراءات , وحين يشرق الوجع.

بدأت وصلتها بقصيدة (قدر الحناء) من ديوان " قدر الحناء " الذي تقدمت به للجائزة, والتي
تقول في بعض من أبياتها:

آهِ يا هذي الحقيقة
جئتها من صدأِ العتمةِ
من سورة صلصالي
من النقشِ المعنَّى
أقتفي وجهيَ
حينَ اختلطتْ كلُّ وجوهِ الناسِ بالصبَّارِ !!
يَا رحمةَ وجهي
أمطريني سدرةً تمتشق اللذةَ
في أعضاءِ هذا الرمل
كيما ينضجُ البللورُ
في اليقظةِ
في الصحوِ
وفي كلِّ بداياتِ النهاياتْ
قَدَرُ الحِـنَّـــاءِ أنْ يخنقَ لونَ الظلِّ
في نقطةِ دمعي
فلقد أرهقه الطقسُ
على سبعِ حكاياتٍ من الشمس
تُغنّيها الحديقةْ
قَدَرُ الحِـنَّــــاء أَنْ
يسلبَ ضوءاًو موسيقى

تلتها بقصيدة من شعر التفعيلة, لتنهي فقرتها بقصيدة حملت عنوان " أمنيتان ".

ثم جاء دور الضيفة التالية، وهي سحر العبندي, التي فازت بالمركز الأول في مهرجانين

مختلفين, كما ذكرت آل حيدر.

بدأت العبندي نصوصها بنقطة بدء, ثم نص من الشعر الحديث أو شعر التفعيلة كما علقت على

نصها, الذي يحمل اسم " رائحة الحنين ". ثم ألقت نصين من الديوان الذي تقدمت به لـ " جائزة

القطيف للانجاز "، (مؤجلة لحين)، وهما:
" في خاصرة الوعد جرح " و " على كتفي تتضاحك
ممرات وفصول ", التي كانت بدايتها كالآتي:

مَمَرٌّ نَارِيٍّ ..
فِيْ آخَرِ كُلِّ حَرْبِ حُبٍّ نَبْحَثُ عَنْ قَذَائِفٍ / عَنْ رَصَاصَاتٍ / عَنْ ضَحَايَا وَجُنُوْدٍ
نَسْتَدِيْرُ فَجْأةً لـِ الْخَلْفِ ..
فَـ نَكْتَشِفُ وَجْهَ الْمَجْزَرَةِ
وَبَعْدَ ثَانِيَتِي صَمْتٍ نَمُوْتُ عَلَىْ قَتْلِنَا مُبْتَسِمِيْن



وكانت وقفة الأمسية وختامها مع الكاتبة زهراء الشبيب, الحاصلة على المركز الثاني في القصة

القصيرة المقامة في كلية الدمام لعامي 1427 و 1428.

وبدأت الشبيب فقرتها بقصيدة نثرية بعنوان " صلاة ", كانت أبياتها الأفتتاحية كالآتي:

الهموم تأسرها بقيودٍ ثقيلة، واليأس بنبض موجع يقض مضجعها ...
تعتكف عندهم، محتارة، مبعثرة في أجواء الألم والحزن ...
أرادت شيئًا من الاستكان.
توجهت نحو الهاتف المنزلي، دقت أرقامه بسرعة، طلبت " رجاء " على عجلة ...
فجاءها صوتٌ أخيها الصغير، ينبعث من أسلاك الهاتف، يناديها بأعلى صوته:
رجــــاء، الهاتف لكِ ...!!

كما ألقت عدة قصائد منها: لذة, قبل وبعد, أمل, حلم, كل شيئ, ذكرى, خطبة, قاعدة, عودة

لتنهي وصلتها بنص " مجرد وهم ".

وبعد نهاية هاتين الأمسيتين، كان للجنة الإعلامية بـ " جائزة القطيف للانجاز "، وقفة سريعة مع

المشاركين في الأمسيتين الرجالية والنسائية، استطلعنا من خلالها، رأيهم في خطوة الجائزة،

بتنظيم أمسية أدبية لهم، ليتفقوا جميعا، على أن اختيارهم للمشاركة في هذه الأمسية، هي فكرة

كبيرة ورائعة، تدل على ثقة اللجنة المنظمة للجائزة بجميع المرشحين، حتى الذين لم يحالفهم

الحظ للفوز بالجائزة.


http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-bb03b81454.jpg (http://www.deeiaar.org/upload/uploads/images/deeiaar-bb03b81454.jpg)



من ناحية آخرى، أبدى ياسر المطوع (نائب رئيس اللجنة الثقافية بالدوخلة) اعجابه الكبير بما

تقوم به اللجنة المنظمة لـ " جائزة القطيف للانجاز "، معتبرا أن إقامة هاتين الأمسيتين، خطوة

ممتازة في سبيل الارتقاء بالمنجزين، إذ أنه من الطبيعي وجود تفاوت بين المرشحين للجائزة،

لذلك فهذه الخطوة تأخذ بيد من لم يحالفهم الحظ، وتوصل لهم رسالة مفادها: " أنكم ستظلون

تحت عين ورعاية (جائزة القطيف للانجاز)، حتى وإن لم تكونوا من الفائزين فيها ".



الموقع الالكتروني لـــ جائزة القطيف للانجاز

http://www.***************/home/home.html



تحياتي

اللجنة الإعلامية لــ جائزة القطيف للإنجاز

شمعه تحترق
12-17-2009, 06:54 AM
واضح انها امسيه رائعه

للأسف لم أحضر مهرجان الدوخله ولم اكن على اطلاع تام ببرامجه الا من خلال بعض متابعاتي للصحف

بارك الله جهودكم وبالتوفيق لكل المشاركين

ليلاس
12-17-2009, 04:19 PM
يبدو أنها أمسية رااااااائعة

يعطييييييييييكم العاااافية ع الطرح

عفاف الهدى
12-18-2009, 11:31 AM
للأسف ما قدرت احضر الأمسيه
بس فعلا الكل مدحها
بالتوفيق للشابات والشباب