فاطمة15
11-08-2009, 06:46 AM
الاستثمار في المعرفة
كل إنسان بالفطرة,يهدف إلى الارتقاء بحياته في شتى أبعادها سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية. ولبلوغ ذلك الهدف يتطلب منه الحصول على المعرفة اللازمة وتطبيقها , بدلا من العيش في أحلام اليقظة. يقول أبو العتاهية:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفن لاتمشي على اليبس
ففي عصرنا هذا لم تعد المعرفة حكرا على أحد كما مضى.فمع بزوغ وسائل الاتصالات الحديثةكا لإنترنت, أصبح بإمكان الفرد بأن يحصل على زخم هائل من المعلومات في وقت قياسي.وتأتي أهمية المعرفة في كونها سلاح ذو حدين إما أن توظف لخدمة الحضارة المدنية أو الفتك بها,ويمكن تلقي المعرفة من عدة ينابيع كالكتب و ألاسطوانات,التي تتناسب مختلف الاهتمامات العلمية والأدبية , وقد تطرقت صحيفة الاقتصادية السعودية عدة مرات في كلمتها الرئيسة أن حصة العالم المتقدم من سوق المعرفة تبلغ 70 % مقابل 30% للمواد الخام يقابلها في العالم العربي 80 % للمواد الخام مقابل 20 % فقط للمعرفة.
وقد أصبحت الدراسة في الجامعات لدى البعض بهدف الحصول على الشهادة الجامعية مجرد تقليد اجتماعي, بدلا من الحصول على المعرفة ذاتها , وذلك أمر يحز في النفس وله انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني,علما بأن الاستثمار في المعرفة ذات مردود عالي, يضاهي المبلغ المستثمر مئات المرات بل الاف المرات.فقد سجل التاريخ في عام 1964 غرق ناقلة عملاقة كويتية محملة ب 6000 رأس من الماشية, كادت أن تتسبب في تلوث بيئي وخسائر اقتصادية لولا لطف الله, فقد تمكن أحد المهندسين بإيجاد حل عبقري, بأنه قد تم ضخ 27مليون كرة تنس في داخلها مما أدى إلى ارتفاعها, وكانت الفكرة مستوحاة من قصص (بطوط) , قد قرأها في إحدى المجلات الكرتونية ( سعرها لايتعدى قيمة أحدى الوجبات ) !
.ومن المعلوم أن هناك دولا عديدة لاتملك موارد طبيعية,و قد أثبتت وجودها في صفوف الدول الغنية, بفضل التقدم في بناء اقتصاد يقوم على المعرفة, مثل جزيرة سنغافورة حيث يبلغ احتياطها من العملة الصعبة أكثر من 170 مليار دولار.ونذكر أن أفضل شوكولاته يتم تصنيعها في سويسرا, بالرغم من عدم وجود المواد الخام بل يتم استيرادها, ولكن بفضل وجود المعرفة والتقنية والعمالة المدربة تم إنتاج ذلك.
وأود أن أذكر بأن مستقبل الأمم مرهونا بثرائها المعرفي بدلا من التركيز على مخزونها من الثروات الطبيعية,يقول المفكر الياباني: (معظم دول العالم تعيش على ثروات تقيد تحت أقدامها وتنضب بمرور الزمن أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر مانأخذ منها) . من هنا جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز,يحفظه الله, بإنشاء العديد من المشاريع لتكون نبراسا للمعرفة,مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, وابتعاث الطلبة للدراسة.ولا ننسى الدور الريادي الذي تلعبه أرامكو السعودية في نشر المعرفة ,من خلال ابتعاثها للطلبة والطالبات , ومراكز التدريب في مختلف مناطق أعمالها , ومطبوعاتها , ومعارضها , ومكتباتها المتنقلة, وبناء المدارس,وتبقى المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق الفرد ودوره في التفاعل مع ذلك.
http://daralaujam.com/upload/pic/1430/11/daralaujam_60440561.JPG
عبد الله سعيد الناصر
إدارة الإنتاج بمعمل خريص
القافلة الأسبوعية/ الثلاثاء 27 أكتوبر2009
كل إنسان بالفطرة,يهدف إلى الارتقاء بحياته في شتى أبعادها سواء كانت اجتماعية أم اقتصادية. ولبلوغ ذلك الهدف يتطلب منه الحصول على المعرفة اللازمة وتطبيقها , بدلا من العيش في أحلام اليقظة. يقول أبو العتاهية:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفن لاتمشي على اليبس
ففي عصرنا هذا لم تعد المعرفة حكرا على أحد كما مضى.فمع بزوغ وسائل الاتصالات الحديثةكا لإنترنت, أصبح بإمكان الفرد بأن يحصل على زخم هائل من المعلومات في وقت قياسي.وتأتي أهمية المعرفة في كونها سلاح ذو حدين إما أن توظف لخدمة الحضارة المدنية أو الفتك بها,ويمكن تلقي المعرفة من عدة ينابيع كالكتب و ألاسطوانات,التي تتناسب مختلف الاهتمامات العلمية والأدبية , وقد تطرقت صحيفة الاقتصادية السعودية عدة مرات في كلمتها الرئيسة أن حصة العالم المتقدم من سوق المعرفة تبلغ 70 % مقابل 30% للمواد الخام يقابلها في العالم العربي 80 % للمواد الخام مقابل 20 % فقط للمعرفة.
وقد أصبحت الدراسة في الجامعات لدى البعض بهدف الحصول على الشهادة الجامعية مجرد تقليد اجتماعي, بدلا من الحصول على المعرفة ذاتها , وذلك أمر يحز في النفس وله انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني,علما بأن الاستثمار في المعرفة ذات مردود عالي, يضاهي المبلغ المستثمر مئات المرات بل الاف المرات.فقد سجل التاريخ في عام 1964 غرق ناقلة عملاقة كويتية محملة ب 6000 رأس من الماشية, كادت أن تتسبب في تلوث بيئي وخسائر اقتصادية لولا لطف الله, فقد تمكن أحد المهندسين بإيجاد حل عبقري, بأنه قد تم ضخ 27مليون كرة تنس في داخلها مما أدى إلى ارتفاعها, وكانت الفكرة مستوحاة من قصص (بطوط) , قد قرأها في إحدى المجلات الكرتونية ( سعرها لايتعدى قيمة أحدى الوجبات ) !
.ومن المعلوم أن هناك دولا عديدة لاتملك موارد طبيعية,و قد أثبتت وجودها في صفوف الدول الغنية, بفضل التقدم في بناء اقتصاد يقوم على المعرفة, مثل جزيرة سنغافورة حيث يبلغ احتياطها من العملة الصعبة أكثر من 170 مليار دولار.ونذكر أن أفضل شوكولاته يتم تصنيعها في سويسرا, بالرغم من عدم وجود المواد الخام بل يتم استيرادها, ولكن بفضل وجود المعرفة والتقنية والعمالة المدربة تم إنتاج ذلك.
وأود أن أذكر بأن مستقبل الأمم مرهونا بثرائها المعرفي بدلا من التركيز على مخزونها من الثروات الطبيعية,يقول المفكر الياباني: (معظم دول العالم تعيش على ثروات تقيد تحت أقدامها وتنضب بمرور الزمن أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر مانأخذ منها) . من هنا جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله ابن عبد العزيز,يحفظه الله, بإنشاء العديد من المشاريع لتكون نبراسا للمعرفة,مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, وابتعاث الطلبة للدراسة.ولا ننسى الدور الريادي الذي تلعبه أرامكو السعودية في نشر المعرفة ,من خلال ابتعاثها للطلبة والطالبات , ومراكز التدريب في مختلف مناطق أعمالها , ومطبوعاتها , ومعارضها , ومكتباتها المتنقلة, وبناء المدارس,وتبقى المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق الفرد ودوره في التفاعل مع ذلك.
http://daralaujam.com/upload/pic/1430/11/daralaujam_60440561.JPG
عبد الله سعيد الناصر
إدارة الإنتاج بمعمل خريص
القافلة الأسبوعية/ الثلاثاء 27 أكتوبر2009