العنود
05-07-2006, 10:12 PM
ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها وعذبهاوسبخها
تربة سنها بالماء حتى خلصت ولاطها بالبلة حتى لزبت فجبل منها
صورة ذات احناءووصول واعضاء وفصول اجمدها حتى استمسكت
واصلدها حتى صلصلت لوقت معدود وامد معلوم ثم نفخ
فيها من روحه فمثلت انسان ذاهان يجليها وفكر يتصرف بهاء
وجوارح يختدمها وادوات يقلبها ومعرفة يفرق بهاء بين الحق
والباطل والاذواق والمشام والالوان والاجناس معجونا بطينه
الالوان المختلفه والاشباه المؤتلفه والاضداد الممتعاديه
والاخلاط المتباينه من الحر والبرد والبله والجمود واستأدى
الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم وعهد وصيته اليهم في
الاذعان بالسجود له والخشوع لتكرمته فقال سبحانه اسجدوا
لادم فسجدوا الا ابليس اعترته الحميه وغلبت عليه الشقوة
وتعزز بخلقه النار واستهون خلق الصلصال فأعطاه الله النظرة
استحقاقا للسخطة واستتماما للبلية وانجازا للعدة فقال انك من
المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ثم اسكن سبحانه ادم دارا
ارغد فيها عيشته وامن فيها محلته وحذره ابليس وعداوته فاغتره
عدوه نفاسه عليه بدار المقام ومرافقه الابرار فباع اليقين بشكه
والعزيمة بوهنه واستبدل بالجذل وجلا وبالاغترارندما ثم بسط
الله سبحانه له في توبته ولقاءه كلمة رحمته ووعده المرد الى جنته
واهبطه الى دار البلية وتناسل الذريه واصطفى سبحانه من
ولده انبياء اخذ على الوحي ميثاقهم وعلى تبليغ الرسالة امانتهم لما
بدل اكثر خلقه عهد الله اليهم فجهلواحقه واتخذوا الاندادمعه
واجتالتهم الشياطين عن معرفته واقتطعتهم عن عبادته فبعث فيهم
رسله وواتر اليهم انبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم
منسى نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول
ويروهم الايات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع ومهاد تحتهم
موضوع ومعايش تحييهم واجال تفنيهم واوصاب تهرمهم
واحدث تتابع عليهم ولم يخل سبحانه خلقه من نبي مرسل او
كتاب منزل اوحجه لازمه او محجه قائمه رسل لا تقصر بهم
قلة عددهم ولا كثرة المكذبين لهم من سابق سمى له من بعده
او غابر عرفه من قبله على ذلك نسيت القرون ومضت
الدهور وسلفت الاباء وخلفت الابناء الى ان بعث الله سبحانه
محمدا رسول الله صلى الله عليه واله لانجاز عدته وتمتم نبوته
مأخوذا على النبين ميثاقه مشهور سماته كريما ميلاده واهل
الارض يومئذ ملل متفرقه واهواء منتشرة وطوائف متشتته
بين مشبه لله بخلقه او ملحد في اسمه او مشير الى غيره فهداهم به
من الضلالة وانقذهم بمكانه من الجهالةثم اختار سبحانه لمحمد
صلى الله عليه واله لقاء ورضى له ما عنده واكرمه عن دار الدنيا
ورغب به عن مقارنة البلوي فقبصه اليه كريما صلى الله عليه واله
وخلف فيكم ما خلفت الانبياء في اممها اذلم يتركوهم هملا بغير
طريق واضح ولا علم قائم كتاب ربكم فيكم مبينا حلاله
وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخه ورخه وعزائمه
وخاصه وعامه وعبره وامثالع ومرسله ومححدوده ومحكمه
ومتشابهه مفسرا مجمله ومبينا غوامضه بين مأ خوذميثاق في عمله
وموسع على العباد في جهاه وبين مثبت في الكتاب فرضه ومعلوم
في السنه نسخه وواجب بوقته وزائل في مستقبله ومباين بين محارمه
من كبير اوعد عليه نيران صغير ارصد له غفران وبين مقبول
في ادناه موسع في اقصاه.
منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقول
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن *نهج البلاغه*
وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام سيدنا
امير المؤمنين *علي بن ابي طالب عليه السلام*
تربة سنها بالماء حتى خلصت ولاطها بالبلة حتى لزبت فجبل منها
صورة ذات احناءووصول واعضاء وفصول اجمدها حتى استمسكت
واصلدها حتى صلصلت لوقت معدود وامد معلوم ثم نفخ
فيها من روحه فمثلت انسان ذاهان يجليها وفكر يتصرف بهاء
وجوارح يختدمها وادوات يقلبها ومعرفة يفرق بهاء بين الحق
والباطل والاذواق والمشام والالوان والاجناس معجونا بطينه
الالوان المختلفه والاشباه المؤتلفه والاضداد الممتعاديه
والاخلاط المتباينه من الحر والبرد والبله والجمود واستأدى
الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم وعهد وصيته اليهم في
الاذعان بالسجود له والخشوع لتكرمته فقال سبحانه اسجدوا
لادم فسجدوا الا ابليس اعترته الحميه وغلبت عليه الشقوة
وتعزز بخلقه النار واستهون خلق الصلصال فأعطاه الله النظرة
استحقاقا للسخطة واستتماما للبلية وانجازا للعدة فقال انك من
المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ثم اسكن سبحانه ادم دارا
ارغد فيها عيشته وامن فيها محلته وحذره ابليس وعداوته فاغتره
عدوه نفاسه عليه بدار المقام ومرافقه الابرار فباع اليقين بشكه
والعزيمة بوهنه واستبدل بالجذل وجلا وبالاغترارندما ثم بسط
الله سبحانه له في توبته ولقاءه كلمة رحمته ووعده المرد الى جنته
واهبطه الى دار البلية وتناسل الذريه واصطفى سبحانه من
ولده انبياء اخذ على الوحي ميثاقهم وعلى تبليغ الرسالة امانتهم لما
بدل اكثر خلقه عهد الله اليهم فجهلواحقه واتخذوا الاندادمعه
واجتالتهم الشياطين عن معرفته واقتطعتهم عن عبادته فبعث فيهم
رسله وواتر اليهم انبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم
منسى نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول
ويروهم الايات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع ومهاد تحتهم
موضوع ومعايش تحييهم واجال تفنيهم واوصاب تهرمهم
واحدث تتابع عليهم ولم يخل سبحانه خلقه من نبي مرسل او
كتاب منزل اوحجه لازمه او محجه قائمه رسل لا تقصر بهم
قلة عددهم ولا كثرة المكذبين لهم من سابق سمى له من بعده
او غابر عرفه من قبله على ذلك نسيت القرون ومضت
الدهور وسلفت الاباء وخلفت الابناء الى ان بعث الله سبحانه
محمدا رسول الله صلى الله عليه واله لانجاز عدته وتمتم نبوته
مأخوذا على النبين ميثاقه مشهور سماته كريما ميلاده واهل
الارض يومئذ ملل متفرقه واهواء منتشرة وطوائف متشتته
بين مشبه لله بخلقه او ملحد في اسمه او مشير الى غيره فهداهم به
من الضلالة وانقذهم بمكانه من الجهالةثم اختار سبحانه لمحمد
صلى الله عليه واله لقاء ورضى له ما عنده واكرمه عن دار الدنيا
ورغب به عن مقارنة البلوي فقبصه اليه كريما صلى الله عليه واله
وخلف فيكم ما خلفت الانبياء في اممها اذلم يتركوهم هملا بغير
طريق واضح ولا علم قائم كتاب ربكم فيكم مبينا حلاله
وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخه ورخه وعزائمه
وخاصه وعامه وعبره وامثالع ومرسله ومححدوده ومحكمه
ومتشابهه مفسرا مجمله ومبينا غوامضه بين مأ خوذميثاق في عمله
وموسع على العباد في جهاه وبين مثبت في الكتاب فرضه ومعلوم
في السنه نسخه وواجب بوقته وزائل في مستقبله ومباين بين محارمه
من كبير اوعد عليه نيران صغير ارصد له غفران وبين مقبول
في ادناه موسع في اقصاه.
منـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقول
مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن *نهج البلاغه*
وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام سيدنا
امير المؤمنين *علي بن ابي طالب عليه السلام*