لندن ضواحي
10-29-2009, 06:21 AM
الفضيلة .... بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( ص 8 م 9 ك 25 ) حقوق النشر محفوظة
ورد في تعريف الفضيلة كما ذكر عن أرسطو أنها «ملكة خلقية يكون المرء بحسبها صالحا و يقوم، بما يتوجب عليه على أحسن وجه»[1] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn1) و جاء في معجم لالاند أن تعريف الفضيلة هي الاستعداد الراسخ لانجاز نوع معين من الافعال الأخلاقية او الاستعداد الراسخ لارادة الخير عادة فعل الخير. و عرفها فولكييه بأنها العادة الّتي بها تمتثل الارادة للخير فهى تشارك العلههاتين الخاصتين الاساسيتين أنها مكتسبة بالممارسة و بذلك تتميز من الطبيعة و أنها تتضمن الاستمرار و تتجلى في مجموع الحياة. و يعرفها توما بأنها صفة للنفس بها تستقيم الحياة و لا يسىء أحد استخدامها.
و يعرفها جوليفيه بأنها استعداد راسخ لحسن العقل اكتسبت على ضوء العقل و صاحبه المباشر هو الارادة و يقول انها مكتسبة و ليست فطرية. و الّذي ظهر أن التعاريف جميعا لم تأت بصحيفة واقعية لماهية الفضيلة و انما جاء بعضها عن طريق المبادىء و بعضها عن طريق النتائج و الاثار و أخرى ترجعهامرحلة السلوك الّذي يتحدد في اطار النفس و ان كان من مجموعها يقربذههننا هو تعريف أرسطو و ان كان لا يخلو من نقد و منا5قشة و ان كان له تعريف آخر بأنها حالة اعتيادية و لكن الخالة الاعتيادية لا تثبت واقعية الفضيلة.
و يقول أرسطو ان الفضيلة ليست انفعالات لان الانفعالات ليست طوعية فلم تكن ممدوحة أو مذمومة بحد ذاتها و ليست قوة ما لان القوة فطرية طبيعية و الفضيلية ليست من الخصال الطبيعية بل المكتسبة. و تقع الفضيلة هي المعيار للوسطية و لذا ذهب الدكتور ماجد فخرىتعريف الفضيلة أنها ملكه خلقية مرتبطة بالاختيار و قائمة في وسط بالنسبة لنا لا بالنسبة للموضوع قابل للتحديد بناء على مبدأ عقلى و على أساس هذا المبدأ يحدده صاحب الحكمة العلمية. و قد انتقد ماجد نظرية الوسطية قائلاً: و لكن ينبغى أن نحترس عند أرسطو من الظن أن الجميع الافعال و الانفعالالت أوساطاً لان منها بالفعل ما لا وسط له كالغيظ والقتل و الزنى الخ الّتي هي بمثابة شرور محضة[2] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn2).
الا ان الّذي نعتقده خلاف نظرية الدكتور بأن الوسطية مقارنة للموازين الاخلاقية و ليس هناك جهة نسبة عموم من وجه بحيث تفرق الوسطية عن دائرة الفضلية بل الفضيلة و الوسطية من نوع المقارنة بينها بنحو القضية الحينية أو أن الأخلاق منتزع من مقام الوسطية كما هو الّذي نرتئيه. الا أن التحدث مع أرسطو في أخذ الفضيلة هل هي بنحو القطرة أو التكسب و لكن الّذي يبدو أن الفضيلة تأتى على صورتين:
1 ـ فطرية. 2 ـ كسبية.
و ليست الفضيلة منحصرة في اطار الكسب لان الّذي نعتقده أن جميع الصفات النفسانية إذا كان لها مطابق خارجي يلائمها فهى انعكاسات عن الصور الاولية فالتكسب وليد تلك الصور الاولية و ليست الفضلية المكتسبة وجود عرضي للفطرة بعد كونها انعكاسات للصور الاولية و يمكن أن تتصور الفضيلة الكسبية على نحو المفهوم العام.
هذا مع ما أتصوره أن جميع العلوم لم تكن لها صفة اكتسابية مستقلة عن الصفة الفطرية و انما الاكتساب يعطى كشفا عن تلك الصور الطبيعية الاولى و هي الفطرية، فمثلاً ان المنطق لم يكن امتسابا و انما له وجود فطرى أوله وجود فطرى عرضي و لم تعتبر المقارنة بينهما على نحو الحصة الخاصة و انما هو بنحو الكاشف للمنكشف و بالجملة ان الاكتساب يعطي حجم الفطرة لكى يكون في دور الاصلاح و القالب العلمى و الا فطبيعته لا تقتضي الموضوعية المستقلة بدون مراجعة للفطرة.
و يحدثنا مسكوية عن الفضيلة و يقول آنهاوسط بين رذيلتين هما الافراط و التفريط و هذا الوسط اضافى لا حقيقي فقد يكون أقرب لبعض الاطراف في حالة و الاضدادها في حالة أخرى.
و نظرية الوسط تعزى للمعلم الاولى الّذي يوصى العاقل باجتناب الافراطات من كل نوع سواء كانت بالاكثر أم بالاقل و لا يطلب الا الوسط القيم[3] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn3). و يعلل هذا بأن الافراط بالاكثر خطيئة و الافراط بالاقل هو كذلك مذموم و الوسط وحده هو الحقيقي بالثناء و هذا ان الشرطان هما ميزة الفضيلة[4] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn4). و يأخذ في حديثة أنها وسط بين رذيلتين احداهما الافراط و الاخر التفريط[5] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn5) و يقول أيضا الّذي لا يعاب لا بالافراط و لا بالتفريط. و الّذي نلاحظة من رأي أفلاطون أن القوة العاقلة فضيلتها الحكمة و زذيلتها الطيش.
و القوة الغضبية فضيلتها الشجاعة و رذيلتها الجبن.
و القوة الشهوية فضيلتها العفة و رذيلتها الشهوة.
و أما نظام أرسطو فيتجلى كما بلي:
القوة العاقلة فضيلتها الحكمة و هي وسط بين رذيلتى السفه و البله.
القوة الغضبية الشجاعة و هي وسط بين رذيلتى التهور و الجبن.
القوة الشهوية فضيلتها العفة و هي وسط بين رذيلتى الشره و الخمود.
و يتفق أفلاطون و أرسطو في فضيلته العدالة لكونها وليدة من اجتماع الفضائل الثلاث لنفس واحدة و من حيث أنها ذات نقيض واحد هو رذيلة الظلم.
و يمكن جعل قائمة لمعرفة الخط الوسطي بما جاء في كتاب الأخلاق ج 2 الفصل 2.
الإفراط
الوسط
التفريط
1 ـ التهور2 ـ الفسق3 ـ التبذير4 ـ الغرور5 ـ الغلو6 ـ التهريج7 ـ التملق8 ـ الظلم الشجاعة العفة الكرم الكرامة الصدق حضور البديهة الودادالعدالةالجبن بلادة الطبع التقتيرالتسكع الاقتصاد في القول ثقل الظلال حرد الانظلام
الا أن الاختلاف بينهما أن أفلاطون يعتقد بأن منشأ الأخلاق الفطرة و يرى أرسطو أنها اكتساب الا أن الّذي أضحناه في مناقشتنا مع هؤلاء القادة ليس في نقطة الوسطية و انما الاختلاف في منشأ انتزاع الوسطية فإذا كانت كل قوة ينشأ منها صفة الاعتدال عند تضارب الصفتين فمقبول و الا فليس معارضه في ناحية القوى ذاتها دائما بل هي تقع في دور المعد و المبادي و لا يصح خلق العدالة من اجتماع الفضائل الثلاث و انما العدالة تقع بين خط الافراط و التفريط لا من القوة العاقلة و قوة الغضب و القوة الشهوية و أنما العدالة تقع في رتبة متأخرة من كل قوة يقع فيها المعارضة بين كل صفة وصفة أخرى. و أما البحث حول منشأ الأخلاق هل هي من الفطرة أو من الاكتساب فقد اتضح لديك أن كل اكتساب منشأه الفطرة و ليست الاكتسابية في عرض الفطرة.
درجات الفضيلة
تأتى الفضيلة على درجات متفاوتة بحسب مراتهبا و تكن من نوع التشكيكالوجود لعدم تصوير التشكيك في الماهية لانها متباينة.
و لكن الّذي نتأمله في محور البحث أن الفضيلة إذا كانت عبارة عن الوسطية المنتزعة من الصفتين المتعارضتين كما بين التهور و الجبن اللذين تنتزع منهما الشجاعة على نحو الشكل الهندسي فلا مجال للتفاوت و المفاضلة و إن لوحظت لالفضيلة بالقياس إلي فضيلة أخرى بأن يكون النظر إلي ذات الفضيلة مع الفضيلة الاخرى لابلانظر إلي دور الانتزاع و استخراج الوسطية فلا تصح المفاضلة مع زيادة الرتبة بين كل فضيلة مع فضيلة أخرى لانها أمر واقعي.
و بتوضيح آخر ان النظر تارة إلي ما بين الفعل و الفاعل فيصح الزيادة و النقصان لان الاتجاه إلي دور فاعل و أثر قدرته على زيادة و النقصان. و أما اذاكان النظر إلي جهة الفضيلة بما أنها منتزعة فلا مجال للزيادة و النقصان.
و لا مجال لتصوير الاعتبارية في جانب الفضيلة المنتزعة لان الاعتبار قائم بيد أن المعنى قد يكون ثابتا و قد يكون منتفيا و لكن بخلاف ما نرتئيه من كونها أمرا واقعيا غير قابلة للتخلف و لذا يقول خدوسفوس أن الفضيلة جوهر واحد (أو ماهية واحدة) ذو أسماء عديدة. و ذهب الرواقيون إلي أن الفضائل ليست عديدة و قالوا ان الفضيلة واحدة تحت أسماء عديدة.
و قال أرسطو أن فضيلة العين هي في قوة الابصار فنحن نبصر جيدا بفضل فضيلة العين (الأخلاق إلي نيقوماخوس م 2 ـ ف 2 ص 1106 أ 16 ـ 2). و يقول انجلس سيلزيوس كل افضائل فضيلة واحدة انها من الترابط بحيث أه لو حصل المرء واحدة فقد حصل الكل. الا أن الّذي أشرنا أن وحدة الفضيلة بلحاظ كونها أمرا واقعيا و ليست من الامور الاعتبارية العرفية.
المصدر بحث رقم ( 257 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
[1] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref1) . أرسطو ماجد فخري ص 114. [2] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref2) . أرسطو لماجد فخرى ص 114. [3] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref3) . الأخلاق لنيقوماخوس ج 1 ص 246. [4] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref4) . الأخلاق لنيقوماخوس ج 1 ص 347. [5] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref5) . الأخلاق لنيقوماخوس ج 1 ص 248.
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( ص 8 م 9 ك 25 ) حقوق النشر محفوظة
ورد في تعريف الفضيلة كما ذكر عن أرسطو أنها «ملكة خلقية يكون المرء بحسبها صالحا و يقوم، بما يتوجب عليه على أحسن وجه»[1] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn1) و جاء في معجم لالاند أن تعريف الفضيلة هي الاستعداد الراسخ لانجاز نوع معين من الافعال الأخلاقية او الاستعداد الراسخ لارادة الخير عادة فعل الخير. و عرفها فولكييه بأنها العادة الّتي بها تمتثل الارادة للخير فهى تشارك العلههاتين الخاصتين الاساسيتين أنها مكتسبة بالممارسة و بذلك تتميز من الطبيعة و أنها تتضمن الاستمرار و تتجلى في مجموع الحياة. و يعرفها توما بأنها صفة للنفس بها تستقيم الحياة و لا يسىء أحد استخدامها.
و يعرفها جوليفيه بأنها استعداد راسخ لحسن العقل اكتسبت على ضوء العقل و صاحبه المباشر هو الارادة و يقول انها مكتسبة و ليست فطرية. و الّذي ظهر أن التعاريف جميعا لم تأت بصحيفة واقعية لماهية الفضيلة و انما جاء بعضها عن طريق المبادىء و بعضها عن طريق النتائج و الاثار و أخرى ترجعهامرحلة السلوك الّذي يتحدد في اطار النفس و ان كان من مجموعها يقربذههننا هو تعريف أرسطو و ان كان لا يخلو من نقد و منا5قشة و ان كان له تعريف آخر بأنها حالة اعتيادية و لكن الخالة الاعتيادية لا تثبت واقعية الفضيلة.
و يقول أرسطو ان الفضيلة ليست انفعالات لان الانفعالات ليست طوعية فلم تكن ممدوحة أو مذمومة بحد ذاتها و ليست قوة ما لان القوة فطرية طبيعية و الفضيلية ليست من الخصال الطبيعية بل المكتسبة. و تقع الفضيلة هي المعيار للوسطية و لذا ذهب الدكتور ماجد فخرىتعريف الفضيلة أنها ملكه خلقية مرتبطة بالاختيار و قائمة في وسط بالنسبة لنا لا بالنسبة للموضوع قابل للتحديد بناء على مبدأ عقلى و على أساس هذا المبدأ يحدده صاحب الحكمة العلمية. و قد انتقد ماجد نظرية الوسطية قائلاً: و لكن ينبغى أن نحترس عند أرسطو من الظن أن الجميع الافعال و الانفعالالت أوساطاً لان منها بالفعل ما لا وسط له كالغيظ والقتل و الزنى الخ الّتي هي بمثابة شرور محضة[2] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn2).
الا ان الّذي نعتقده خلاف نظرية الدكتور بأن الوسطية مقارنة للموازين الاخلاقية و ليس هناك جهة نسبة عموم من وجه بحيث تفرق الوسطية عن دائرة الفضلية بل الفضيلة و الوسطية من نوع المقارنة بينها بنحو القضية الحينية أو أن الأخلاق منتزع من مقام الوسطية كما هو الّذي نرتئيه. الا أن التحدث مع أرسطو في أخذ الفضيلة هل هي بنحو القطرة أو التكسب و لكن الّذي يبدو أن الفضيلة تأتى على صورتين:
1 ـ فطرية. 2 ـ كسبية.
و ليست الفضيلة منحصرة في اطار الكسب لان الّذي نعتقده أن جميع الصفات النفسانية إذا كان لها مطابق خارجي يلائمها فهى انعكاسات عن الصور الاولية فالتكسب وليد تلك الصور الاولية و ليست الفضلية المكتسبة وجود عرضي للفطرة بعد كونها انعكاسات للصور الاولية و يمكن أن تتصور الفضيلة الكسبية على نحو المفهوم العام.
هذا مع ما أتصوره أن جميع العلوم لم تكن لها صفة اكتسابية مستقلة عن الصفة الفطرية و انما الاكتساب يعطى كشفا عن تلك الصور الطبيعية الاولى و هي الفطرية، فمثلاً ان المنطق لم يكن امتسابا و انما له وجود فطرى أوله وجود فطرى عرضي و لم تعتبر المقارنة بينهما على نحو الحصة الخاصة و انما هو بنحو الكاشف للمنكشف و بالجملة ان الاكتساب يعطي حجم الفطرة لكى يكون في دور الاصلاح و القالب العلمى و الا فطبيعته لا تقتضي الموضوعية المستقلة بدون مراجعة للفطرة.
و يحدثنا مسكوية عن الفضيلة و يقول آنهاوسط بين رذيلتين هما الافراط و التفريط و هذا الوسط اضافى لا حقيقي فقد يكون أقرب لبعض الاطراف في حالة و الاضدادها في حالة أخرى.
و نظرية الوسط تعزى للمعلم الاولى الّذي يوصى العاقل باجتناب الافراطات من كل نوع سواء كانت بالاكثر أم بالاقل و لا يطلب الا الوسط القيم[3] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn3). و يعلل هذا بأن الافراط بالاكثر خطيئة و الافراط بالاقل هو كذلك مذموم و الوسط وحده هو الحقيقي بالثناء و هذا ان الشرطان هما ميزة الفضيلة[4] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn4). و يأخذ في حديثة أنها وسط بين رذيلتين احداهما الافراط و الاخر التفريط[5] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftn5) و يقول أيضا الّذي لا يعاب لا بالافراط و لا بالتفريط. و الّذي نلاحظة من رأي أفلاطون أن القوة العاقلة فضيلتها الحكمة و زذيلتها الطيش.
و القوة الغضبية فضيلتها الشجاعة و رذيلتها الجبن.
و القوة الشهوية فضيلتها العفة و رذيلتها الشهوة.
و أما نظام أرسطو فيتجلى كما بلي:
القوة العاقلة فضيلتها الحكمة و هي وسط بين رذيلتى السفه و البله.
القوة الغضبية الشجاعة و هي وسط بين رذيلتى التهور و الجبن.
القوة الشهوية فضيلتها العفة و هي وسط بين رذيلتى الشره و الخمود.
و يتفق أفلاطون و أرسطو في فضيلته العدالة لكونها وليدة من اجتماع الفضائل الثلاث لنفس واحدة و من حيث أنها ذات نقيض واحد هو رذيلة الظلم.
و يمكن جعل قائمة لمعرفة الخط الوسطي بما جاء في كتاب الأخلاق ج 2 الفصل 2.
الإفراط
الوسط
التفريط
1 ـ التهور2 ـ الفسق3 ـ التبذير4 ـ الغرور5 ـ الغلو6 ـ التهريج7 ـ التملق8 ـ الظلم الشجاعة العفة الكرم الكرامة الصدق حضور البديهة الودادالعدالةالجبن بلادة الطبع التقتيرالتسكع الاقتصاد في القول ثقل الظلال حرد الانظلام
الا أن الاختلاف بينهما أن أفلاطون يعتقد بأن منشأ الأخلاق الفطرة و يرى أرسطو أنها اكتساب الا أن الّذي أضحناه في مناقشتنا مع هؤلاء القادة ليس في نقطة الوسطية و انما الاختلاف في منشأ انتزاع الوسطية فإذا كانت كل قوة ينشأ منها صفة الاعتدال عند تضارب الصفتين فمقبول و الا فليس معارضه في ناحية القوى ذاتها دائما بل هي تقع في دور المعد و المبادي و لا يصح خلق العدالة من اجتماع الفضائل الثلاث و انما العدالة تقع بين خط الافراط و التفريط لا من القوة العاقلة و قوة الغضب و القوة الشهوية و أنما العدالة تقع في رتبة متأخرة من كل قوة يقع فيها المعارضة بين كل صفة وصفة أخرى. و أما البحث حول منشأ الأخلاق هل هي من الفطرة أو من الاكتساب فقد اتضح لديك أن كل اكتساب منشأه الفطرة و ليست الاكتسابية في عرض الفطرة.
درجات الفضيلة
تأتى الفضيلة على درجات متفاوتة بحسب مراتهبا و تكن من نوع التشكيكالوجود لعدم تصوير التشكيك في الماهية لانها متباينة.
و لكن الّذي نتأمله في محور البحث أن الفضيلة إذا كانت عبارة عن الوسطية المنتزعة من الصفتين المتعارضتين كما بين التهور و الجبن اللذين تنتزع منهما الشجاعة على نحو الشكل الهندسي فلا مجال للتفاوت و المفاضلة و إن لوحظت لالفضيلة بالقياس إلي فضيلة أخرى بأن يكون النظر إلي ذات الفضيلة مع الفضيلة الاخرى لابلانظر إلي دور الانتزاع و استخراج الوسطية فلا تصح المفاضلة مع زيادة الرتبة بين كل فضيلة مع فضيلة أخرى لانها أمر واقعي.
و بتوضيح آخر ان النظر تارة إلي ما بين الفعل و الفاعل فيصح الزيادة و النقصان لان الاتجاه إلي دور فاعل و أثر قدرته على زيادة و النقصان. و أما اذاكان النظر إلي جهة الفضيلة بما أنها منتزعة فلا مجال للزيادة و النقصان.
و لا مجال لتصوير الاعتبارية في جانب الفضيلة المنتزعة لان الاعتبار قائم بيد أن المعنى قد يكون ثابتا و قد يكون منتفيا و لكن بخلاف ما نرتئيه من كونها أمرا واقعيا غير قابلة للتخلف و لذا يقول خدوسفوس أن الفضيلة جوهر واحد (أو ماهية واحدة) ذو أسماء عديدة. و ذهب الرواقيون إلي أن الفضائل ليست عديدة و قالوا ان الفضيلة واحدة تحت أسماء عديدة.
و قال أرسطو أن فضيلة العين هي في قوة الابصار فنحن نبصر جيدا بفضل فضيلة العين (الأخلاق إلي نيقوماخوس م 2 ـ ف 2 ص 1106 أ 16 ـ 2). و يقول انجلس سيلزيوس كل افضائل فضيلة واحدة انها من الترابط بحيث أه لو حصل المرء واحدة فقد حصل الكل. الا أن الّذي أشرنا أن وحدة الفضيلة بلحاظ كونها أمرا واقعيا و ليست من الامور الاعتبارية العرفية.
المصدر بحث رقم ( 257 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
[1] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref1) . أرسطو ماجد فخري ص 114. [2] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref2) . أرسطو لماجد فخرى ص 114. [3] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref3) . الأخلاق لنيقوماخوس ج 1 ص 246. [4] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref4) . الأخلاق لنيقوماخوس ج 1 ص 347. [5] (file:///G:/الخاقاني/الاعلام/كتب%20سماحة%20الشيخ/asheaa17/asheaa17/seerah7.htm#_ftnref5) . الأخلاق لنيقوماخوس ج 1 ص 248.