ابو طارق
04-26-2006, 12:44 PM
.*.*.*.*. بسم الله الرحمن الرحيم .*.*.*.*.
والصلاة والسلام علىسيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبن الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى جميع انبياء الله المرسلين
.*.*.* . لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .*.*.*.
<<<< دام ظله الشريف>>>>
_ اننا اذا درسنا الوطن , هذا الذي تشتق منه كلمة الوطنية , فاننا نجد ان هناك بقعة ارض تحددها حدود طبيعية أو حدود سياسية أو ما الى ذلك , زنجد أن هذه البقعة تحتوي أتاسا تفرضحدود هذه البقعة عليهم أن يعيشوامصيرا واحدا وأن يلتقوا عند وحدة في المصالح يستطيعون أن يعيشوا من خلالها مع بعضهم في سلام وأن يدافعوا عنها أمام كل جهة تحاول ان تعتدي عليها باعتبار أن الاعتداء على الارض هو اعتداء على الانسان لأن الانسان يؤنسنالارض , يجعل فيها انسانيا باعتبار ارتباط قضاياه الكبيرة بسلامتها وبحريتها وبرخائها وبكل الخصوصيات التي تمنحه شيئا لسلامته .
اننا عندما ندرس مسألة الوطن , ومسألة الانتماء اليه , ومسألة اعتباره عنوانا للحركة الانساتية في داخله , فاننا لا نجد هناك أي تنافر بينه وبين الاسلام , لان الاسلام لا يريد للانسان أن يتنكر للارض التي يعيش فيها بحيث لا يحس أمامها بأي شيء أو يهملها اهمالا تاما من كل حساباته , لأن الأرض قد تكون ساحة أمنه وساحة حريته .
ولذلك فان الانسان في الاسلام لا يتعبد للارض ولا يستغرق فيها , ولا يعتبر حجارتها شيئا عاطفيا بالمعنى الذي يأخذ كل احساسه وشعوره , ولكنه يجعل مسألة الأرض شيئا في حركة انسانيته باعتبار هذا التدخل بين الأرض في قضاياها وبين الانسان في قضاياه.
فالأرض عندما تتحول الى قضية تدخل في عمق الانسانباعتبار دخول القضية في عمق الانسان , وعلى هذا الاساس فالاسلام يريد للانسان أن يحافظ على بيته ,وعلى كل ارض ترتبط بها قضية حريته وسلامه , بغض النظر في تخطيطه الواسع لارتباط هذه الارض باراض أخرى, ولطبيعة هذا الارتباط , ولطبيعة الحدود التي تحد هذه الارض بالأرض الأخرى , فان الاسلام قد يطلب من الانسان أن يتجاوز هذه الحدود ليوسعها لتنتقل من مكان الى مكان آخر , لكنه في الوقت نفسه لا يمنع الانسان , بل يشجعه , بل قد يلزمه بالمحافظة على أرضه التي تمثل في المرحلة الحاضرة على الأقل شيئا في حريته , وفي سلامه , وفي قضية مصيره
أما الناس الذين يعيشون في هذه الارض , فان الاسلام لا يمنع الانسان أن يتعاون معهم في القضايا الكبرى المشتركة , سواء في المسئلة الاقتصادية أو السياسية , أو الثقافية , أو التربوية , وما الى ذلك , باعتبار أن مصيره كانسان مسلم مرتبط بمصير الناس الآخرين .
وفي الوقت نفسه فان الله سبحانه وتعالى لم يقطع علاقة المسلمين بالناس الآخرين , ولذلك كان العنوان الاسلامي في القرآن الكريم .....((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الذين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم )) و (( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا ان نصارى )) و ((وان جنحوا للسلم فاجنح لها )) والاسلام لا يمنع من اقامة علاقات واقعية بين المسلمين وغيرهم حتى من غير اهل الكتاب , وعلى هذا الاساس , فيمكن للمواطنية ان تحكم وجود هذا الانسان في بلده الذي يشترك فيه مع الاخرين على أساس عملية التعاقد السياسي ةالاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي يربط بين جميع المواطنين , في أن يحفظ بعضهم بعضا , وفي ان يساعد بعضهم بعضا ,وفي ان يقفوا صفا واحدا في القضايا المشتركة فيما بينهم .عندما ندرس الوطنية في هذا الاتجاه فاننا لا نجد أية مشكلة بينهما وبين الاسلام , لان الوطنية ليست أيديولوجية حتى تتنافى مع الاسلام في ايديولوجيته , واذا كانت الوطنية تفرض بعض الخصائص التي قد لا يرفضها الاسلام , فان القضية هي ان لا تتنافى مع الاسلام لا أن تتوافق معه.........
<<<< والحمد لله رب العالمين >>>>
منقول
والصلاة والسلام علىسيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبن الطاهرين واصحابه المنتجبين وعلى جميع انبياء الله المرسلين
.*.*.* . لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .*.*.*.
<<<< دام ظله الشريف>>>>
_ اننا اذا درسنا الوطن , هذا الذي تشتق منه كلمة الوطنية , فاننا نجد ان هناك بقعة ارض تحددها حدود طبيعية أو حدود سياسية أو ما الى ذلك , زنجد أن هذه البقعة تحتوي أتاسا تفرضحدود هذه البقعة عليهم أن يعيشوامصيرا واحدا وأن يلتقوا عند وحدة في المصالح يستطيعون أن يعيشوا من خلالها مع بعضهم في سلام وأن يدافعوا عنها أمام كل جهة تحاول ان تعتدي عليها باعتبار أن الاعتداء على الارض هو اعتداء على الانسان لأن الانسان يؤنسنالارض , يجعل فيها انسانيا باعتبار ارتباط قضاياه الكبيرة بسلامتها وبحريتها وبرخائها وبكل الخصوصيات التي تمنحه شيئا لسلامته .
اننا عندما ندرس مسألة الوطن , ومسألة الانتماء اليه , ومسألة اعتباره عنوانا للحركة الانساتية في داخله , فاننا لا نجد هناك أي تنافر بينه وبين الاسلام , لان الاسلام لا يريد للانسان أن يتنكر للارض التي يعيش فيها بحيث لا يحس أمامها بأي شيء أو يهملها اهمالا تاما من كل حساباته , لأن الأرض قد تكون ساحة أمنه وساحة حريته .
ولذلك فان الانسان في الاسلام لا يتعبد للارض ولا يستغرق فيها , ولا يعتبر حجارتها شيئا عاطفيا بالمعنى الذي يأخذ كل احساسه وشعوره , ولكنه يجعل مسألة الأرض شيئا في حركة انسانيته باعتبار هذا التدخل بين الأرض في قضاياها وبين الانسان في قضاياه.
فالأرض عندما تتحول الى قضية تدخل في عمق الانسانباعتبار دخول القضية في عمق الانسان , وعلى هذا الاساس فالاسلام يريد للانسان أن يحافظ على بيته ,وعلى كل ارض ترتبط بها قضية حريته وسلامه , بغض النظر في تخطيطه الواسع لارتباط هذه الارض باراض أخرى, ولطبيعة هذا الارتباط , ولطبيعة الحدود التي تحد هذه الارض بالأرض الأخرى , فان الاسلام قد يطلب من الانسان أن يتجاوز هذه الحدود ليوسعها لتنتقل من مكان الى مكان آخر , لكنه في الوقت نفسه لا يمنع الانسان , بل يشجعه , بل قد يلزمه بالمحافظة على أرضه التي تمثل في المرحلة الحاضرة على الأقل شيئا في حريته , وفي سلامه , وفي قضية مصيره
أما الناس الذين يعيشون في هذه الارض , فان الاسلام لا يمنع الانسان أن يتعاون معهم في القضايا الكبرى المشتركة , سواء في المسئلة الاقتصادية أو السياسية , أو الثقافية , أو التربوية , وما الى ذلك , باعتبار أن مصيره كانسان مسلم مرتبط بمصير الناس الآخرين .
وفي الوقت نفسه فان الله سبحانه وتعالى لم يقطع علاقة المسلمين بالناس الآخرين , ولذلك كان العنوان الاسلامي في القرآن الكريم .....((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الذين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم )) و (( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا ان نصارى )) و ((وان جنحوا للسلم فاجنح لها )) والاسلام لا يمنع من اقامة علاقات واقعية بين المسلمين وغيرهم حتى من غير اهل الكتاب , وعلى هذا الاساس , فيمكن للمواطنية ان تحكم وجود هذا الانسان في بلده الذي يشترك فيه مع الاخرين على أساس عملية التعاقد السياسي ةالاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي يربط بين جميع المواطنين , في أن يحفظ بعضهم بعضا , وفي ان يساعد بعضهم بعضا ,وفي ان يقفوا صفا واحدا في القضايا المشتركة فيما بينهم .عندما ندرس الوطنية في هذا الاتجاه فاننا لا نجد أية مشكلة بينهما وبين الاسلام , لان الوطنية ليست أيديولوجية حتى تتنافى مع الاسلام في ايديولوجيته , واذا كانت الوطنية تفرض بعض الخصائص التي قد لا يرفضها الاسلام , فان القضية هي ان لا تتنافى مع الاسلام لا أن تتوافق معه.........
<<<< والحمد لله رب العالمين >>>>
منقول