تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غصنان داميان



سيد جلال الحسيني
05-13-2009, 12:30 PM
غصنان داميان - 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
ان الانسان يسمع باحداث فيبقى متحيرا كيف تصل ذات الانسان بالانحطاط الى هذه الدرجة بحيث يتلذذ بتعذيب الاطهار ويستانس باتهام الابرياء قد يقول قائل :
انه مريض؛
لكن لما يحصي عددهم ومن هم على هذا المنوال واذا بهم الاكثرية ؛ فيبقى متحيرا مادها البشرية؟
وليس العجب فقط ممن يفعل تلك الافعال بل العجب كل العجب ممن يسمع ولايستنكر بل حتى لا يهتم.
ان اهم شيئ في وجود الانسان والذي يستحق ان يضحي من اجله بالغالي والرخيص هو اعتقاداته وما عقد قلبه عليه من دينه ومذهبه ؛ وان دينه واعتقاده انما قوامه برجال ذلك المعتقد الذين نصبهم
الله سبحانه
عَلما ودليلا لذلك الدين فيكون بالحقيقة هؤلاء الرجال هم العقيدة التي ينبغي ان يضحي الانسان من اجلهم بما لاتقصير فيه .
فمن لم يستطيع ان يضحي بروحه من اجل ان اصحاب معتقده لم ياذنوا له ؛ لكنه يستطيع ان يضحي بقلمه ولسانه وبنانه وان لم يستطع فبدمعته يبرز مواساته .
والان مع
غصنان داميان وطيران ذبيحان
من دون ذنب الا لانهم من حملة المعتقد الرباني الصحيح وهما
طفلي
مسلم بن عقيل عليهم السلام
وسانقله لكم من قلم الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى المتولد بدعاء امام الحق والصدق سلام الله عليه

سيد جلال الحسيني
05-14-2009, 09:35 AM
غصنان داميان -2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 143 - 144
145 / 2 - حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن رجاء الجحدري ، عن علي بن جابر ، قال : حدثني عثمان بن داود الهاشمي ، عن محمد بن مسلم ، عن حمران بن أعين ، عن أبي محمد شيخ لأهل الكوفة ، قال : لما قتل
الحسين بن علي ( عليهما السلام )
أسر من معسكره
غلامان صغيران ،
فأتي بهما عبيد الله بن زياد ، فدعا سجانا له ، فقال :
خذ هذين الغلامين إليك ، فمن طيب الطعام فلا تطعمهما ، ومن البارد فلا تسقهما ، وضيق عليهما سجنهما ،
وكان الغلامان يصومان النهار ، فإذا جنهما الليل أتيا بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح. فلما طال بالغلامين المكث حتى صارا في السنة ، قال أحدهما لصاحبه :
يا أخي ، قد طال بنا مكثنا ، ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا ، فإذا جاء الشيخ فأعلمه مكاننا ، وتقرب إليه
بمحمد ( صلى الله عليه وآله )
لعله يوسع علينا في طعامنا ، ويزيد في شرابنا . فلما جنهما الليل أقبل الشيخ إليهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ، فقال له
الغلام الصغير
: يا شيخ ، أتعرف محمدا ؟
قال : فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي !
قال : أفتعرف جعفر بن أبي طالب ؟
قال : وكيف لا أعرف جعفرا ، وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء !
قال : أفتعرف علي بن أبي طالب ؟
قال : وكيف لا أعرف عليا ، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي !
قال له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، بيدك أسارى ، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ، ومن بارد الشراب فلا تسقينا ، وقد ضيقت علينا سجننا ، فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقول :...........
وقفة :
قد تكون هذه القصة واضحة للموالين ونحن لا يهمنا نقل هذه الفاجعة البشرية العظيمة فقط وان كان نقلها يكفي سندا لبيان مظلومية
اهل البيت عليهم السلام
وقساوة اعدائهم وشراستهم على كل لحمة طاهرة
لم يمسها لذع الذنوب؛
ولكن بيان بعض غوامض الاسرار فيها وكوامن الحقائق التاريخية منها ؛ هذا ما نبتغيه بوقفاتنا على هذه الرواية ومن ثم نعود لمتابعة ما نقله شيخ الشيعة ومعلمهم بعد الائمة الاطهار عليهم السلام
الشيخ الصدوق رحمة الله عليه .

سيد جلال الحسيني
05-15-2009, 09:34 PM
غصنان داميان -3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
1 – غلامان صغيران من قوم قد ذبح كل اهلهم وذويهم فلا خطر لهم في قبال دولة عرمرمة شرسة فاي معنى لهذا الاسر؛ سبحان الله؛ الا تخجل الانسانية ؛ الا تستحي البشرية ؛ بان يُعبر التاريخ بالاسر لهذين الصغيرين الذائبين في شعلة المصاب ولهيب الاكتئاب .
2 – وهذا السجّان يسمع كل هذه القساوة لشمعتين تزهران نورا يغطي نور الشمس اشراقا ؛ ولا يحاسب ضميره ولا لحظة ليسال وما ذنبهما وهما صغيران؛ ثم ما ضررهما لو اطعمهما من طيب الطعام وبارد الشراب رواهما .
3 - قال الله تعالى في محكم الكتاب :
وَ اسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعينَ (45) (سورة البقرة )
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرينَ
(153) (سورة البقرة )
وهذان الصغيران في مثل تلك الظروف التي هي اقسى ظرف يمر به الانسان جوع وعطش وضيق في المكان الضيق وسجن؛ لكن كل هذا لم يشغلهما عن ان يمتثلا امر الله سبحانه؛ ارجوك
قارئي العزيز:
اجعل نفسك مكانهما واحكم بالحق ؛ لتعرف من هم
آل محمد عليهم السلام ثم تتلوا :
اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ (الانعام )
4 – لاحظ قول الصبيين وتعجب من هذا الخلق الرفيع والادب الذي لا تجده الا في بستان آل محمد عليهم السلام اين اعدائنا فاليخسؤا مادام للرفعة شموخ في عالم النبل والطهارة .
قال احدهما للاخر:
((. فلما طال بالغلامين المكث حتى صارا في السنة ، قال أحدهما لصاحبه : يا أخي ، قد طال بنا مكثنا ، ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا))
سنة تمر عليهما في السجن وهما صغيران ولكن كل تفكيرهما في العمر وفنائه وهذه من صفات المؤمن المتقى وهو ان يحسب للعمر كل حساب :
الكافي 2 131
13- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ قُلْتُ
لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام حَدِّثْنِي بِمَا أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يُكْثِرْ إِنْسَانٌ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِلَّا زَهِدَ فِي الدُّنْيَا
وسائل‏الشيعة 2 434
2569- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله قَالَ: مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أَحَبَّهُ اللَّهُ .
فلم يشغل الصغيرين كل تلك المآسي من ان يحسبا للعمر حسابه ويذكرا الموت بما يستحقه من ذكر
5 - ....

نور الهدى
05-16-2009, 07:01 AM
اللهم صلي وسلم على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن ظالميهم لقيام يوم الدين



جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم



وعساك على القوة دووم

ام الحلوين
05-16-2009, 11:41 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد

سلمت يمناك خيي اويس

وجزاك الله خير الجزاء

والله يعطيك الف عافيه

ورحم الله والديك

سيد جلال الحسيني
05-16-2009, 08:45 PM
غصنان داميان -4
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
5 – ان المتكلم مع الشيخ هو الصغير ؛ ومن هذا الاختيار افهم انهما على صغر سنهما كانا على اعلى مستوى من الحكمة في طريقة استجلاب العطف؛ لان الصغير يكون اقرب الى استحلاب الرقة من قلب القساة؛ ولذلك فهو كان المتكلم؛ مع العلم كان في الحسبان ان يقسو عليه ويضربه ليرجعه عن فكرته وسؤاله ولكن مع هذا الحساب كان الارجح ان يتكلم الصغير لان احتمال التجاسر عليه اضعف .
6 – ومن طريقة استدراجه بالسؤال مع صغر سنه افهم انهم من بيت النبوة والوحي سلام الله عليهم :
الكافي 1 320
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلادٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام وَ ذَكَرَ شَيْئاً فَقَالَ مَا حَاجَتُكُمْ إِلَى ذَلِكَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِي وَ صَيَّرْتُهُ مَكَانِي وَ قَالَ:
إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا الْقُذَّةَ بِالْقُذَّةِ .
وانت قارئي العزيز لما تقرء طريقة استدراج هذا النور الصغير السن والكبير في الاشراق والنور تعرف صدق ما قاله الامام الرضا عليه السلام بيقين وباستدراجه جعله يقر على نفسه ويعترف بجريمته من حيث لا يشعر بنهاية المقدمات فكان في جوابه يمشي معه واذا به يجد نفسه بين قضبان الحقيقة التي كان غافلا او متغافلا عنها .
7 - ......

غريبة الطابيع
05-17-2009, 07:16 AM
اللهم صل على محمد وال محمد يعطيك الف عافية على الطرح النوراني والقيم في ميزان الاعمال ان شاء الله تعالى تحياتي غرووووووووووبة

سيد جلال الحسيني
05-18-2009, 10:19 AM
غصنان داميان -5
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص
((فقال له الغلام الصغير : يا شيخ ، أتعرف محمدا ؟ قال : فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي ! قال : أفتعرف جعفر بن أبي طالب ؟ قال : وكيف لا أعرف جعفرا ، وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء ! قال : أفتعرف علي بنأبي طالب ؟ قال : وكيف لا أعرف عليا ، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي ! قال له ..))
7 – ان الغلام الصغير استعمل في مخاطبة السجّان غاية الرقة والدقة والحكمة التي يعجز القلم عن وصفها وان كان يرقص بيد الماهر في فن تسطير الحروف بما تَحِيكه عقول الادباء .
حيث قال له يا شيخ اولا : احترمه بغاية الاحترام حينما قال له ياشيخ ؛ وكان بامكانه ان يخاطبه بما يليق بانسان قد ضيّق على صغيرين؛ ولسنة كاملة في المطعم والمشرب والمكان الضيق في ضيق .
وثانيا اراد بهذا النداء ان يهز مشاعره بموعظته باجمل موعظة حينما نبهه انك اصبحت شيخا كبيرا وللقبر مسارعا ؛ وللعمر دافنا ؛ وستموت لقرب اقدامك من حفرتك فاعد الجواب عن ظلمك لصغيرين بريئين .
8 – ثم لم يقل له انا عالم وانت جاهل تعال اعلمك من هو النبي الاكرم صلى الله عليه واله الذي نحن ذريته ؛ بل وضع نفسه موضع المتعلم وهذا الاسلوب هو اللائق في الظاهر بغلام صغير يريد ان يتعلم من شيخ كبير وبهذا الفن والمهارة جعل الشيخ وكانه يريد يبرز عضلاته بانه عالم نحرير فاسرع بالجواب قائلا :
فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي !
9 – ثم ان هذا الغلام الصغير والنور الكبير ماذكر النبي الاكرم صلى الله عليه واله بالنبوة ولا الرسالة ليفر السجان من الحضيرة التي اراد ان يلجئه اليه ابن البطل العظيم مسلم بن عقيل عليه السلام بل قال له اتعرف محمد فاجاب السجان وكانه كانت مسابقة عظيمة واراد الفوز بجائزتها اسرع قائلا :
فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي !
10 –ومن جواب السجان تعرف ضحالة الثقافة الدينية عند الناس في ذلك الوقت بحيث لم يقول هو رسول الله وخاتم النبيين او هو رسولنا العظيم والكثير من التعبيرات اللطيفة المؤدبة ولكنه عبر كما يعبر عن اي نبي من انبياء بني اسرئيل غير اولي العزم .

سيد جلال الحسيني
05-19-2009, 08:00 AM
غصنان داميان -6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص:
((فقال له الغلام الصغير : يا شيخ ، أتعرف محمدا ؟ قال : فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي ! قال : أفتعرف جعفر بن أبي طالب ؟ قال : وكيف لا أعرف جعفرا ، وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء ! قال : أفتعرف علي بن أبي طالب ؟ قال : وكيف لا أعرف عليا ، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي ! قال له ..))
11 – لاحظ الانوار المشرقة من هذا الصغير؛ انها تدل على صحة الرواية بما لا يحتاج الى اي سند وان كان ناقلها الصدوق المتولد بدعاء سيد الصادقين عليهم السلام ؛ لكن هذا الاسلوب الذي تكلم به هذا الغلام الصغير لايمكن ان تصدر الا من معصوم او من
ابناء المعصومين عليهم السلام .
فلم يذكر له ما يتحسس منه الجو العام فلم يسئله عن
امير المؤمنين عليه السلام
لانه كان قاتل المشركين؛ آباء الظالمين وهم يطلبون ثأر المشركين منه ؛ وانما ساله عن
جعفر الطيار سلام الله عليه
وهو من استشهد في زمن الرسول صلى الله عليه واله ولم يكن في زمان الفتنة من بعد بلبلة السقيفة ليتحسسوا منه؛ ولذلك كان هو اول من سال عنه بعد الرسول الكريم صلى الله عليه واله ؛ حقا ان من لم يفهم الرواية واسرار الحكاية في هذا النقاش لم يستضئ بنور الامامة وابناء العصمة .
ومن اين جاء بهذا الاسلوب الهادئ والسؤال الهادف متدرجا من نسيم الوداعة الى قمة الجبل الشاهق والحق الشامخ وهل
يسئل لاعن اثر بعد عين .

سيد جلال الحسيني
05-20-2009, 12:05 PM
غصنان داميان -7
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص:
((فقال له الغلام الصغير : يا شيخ ، أتعرف محمدا ؟ قال : فكيف لا أعرف محمدا وهو نبيي ! قال : أفتعرف جعفر بن أبي طالب ؟ قال : وكيف لا أعرف جعفرا ، وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء ! قال : أفتعرف علي بنأبي طالب ؟ قال : وكيف لا أعرف عليا ، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي ! قال له ..))
12 – فاسرع السجان الى القول منتصرا باعتباره عرف جواب سؤال النور المظلوم امامه فقال:
وكيف لا أعرف جعفرا ، وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء !
13 - وهذه المنقبة لجعفر بن ابي طالب عليه السلام وهو ان جعل الله تعالى له جناحين يطير بهما في الجنة لم يذكرها هذا الغلام الصغير وهو اعرف بها من السجان؛ وانما اراد ان يستدرجه ليذكرها السجان فيكون اقرار من السجان بمقام منحصر لاحد الصحابة لم يحضى بها غيره .
14 – والان وقد شعشع نور آل البيت عليهم السلام وتبين ان السجان يقر لهم بفضيلة عظيمة من فضائلهم ؛ فلاباس من ذكر صاحب السيف البتار؛ والنار الحارقة للظلم والظالمين ؛ حيدر الكرار ؛ سيف الله على الفجار؛ مبير الكتائب والاحزاب ؛ الفتى الذي
لافتى الا علي لاسيف الا ذو الفقار .
15 – فقال وجودي له الفداء للسجان :
أفتعرف علي بن أبي طالب ؟
فاجاب السجان بهذا الجواب :
وكيف لا أعرف عليا ، وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي ! قال له ..))
اولا: عرّف امير المؤمنين عليه السلام بالاسم فقط ولم يذكره باي لقب قد لقبه به الله سبحانه ورسوله الكريم صلى الله عليه واله ؛ والذي يوحي لك عدم معرفتهم او جهلهم او سوء ادبهم او يعرفك بهذه وبغيرها من خيوط الشيطان التي حاكها في رؤسهم هو واعوانه .
16 – ثم قال السجان :
(وهو ابن عم نبيي وأخو نبيي)
ذكر هنا السجان مقامين لامير المؤمنين عليه السلام وهو انه ابن عم النبي صلى الله عليه واله ولكن هذه حقيقة نسبية لاينكرها الا مجنون؛ والمنقبة الثانية هي ما نريدها من السجان ان يقر بان النبي اتخذه اخا في كل موطن وان انكرها من ناوأه وعاداه ؛ فان هذا الاقرار بان
امير المؤمنين عليه السلام اخ النبي الكريم صلى الله عليه واله جعل الغلام المظلوم و العبقري الرباني يرتقي الى الهدف من هذا الاستدراج فقال:

سيد جلال الحسيني
05-26-2009, 10:55 AM
غصنان داميان -8
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
المقتطف الاخر من الرواية
! قال له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، بيدك أسارى ، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ، ومن بارد الشراب فلا تسقينا ، وقد ضيقت علينا سجننا ، فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقول :
وقفة :
الآن وقد اقر السجان بكل تلك الحقائق فلا محيص له من النجاة الا بالاقرار بانه قد انتهك حرمة دينه بنفسه وكانت النتيجة هي ان الغلامان نجحا بالفكرة وفازا بالتنوير بايقاض الضمير النائم في سباته العميق.
فقال الغلام الصغير بلحن كله حنان وكله رقة (يا شيخ)؛ وان هذا التعبير يوحي للشيخ بان هذا الصغير لا يشك بامل النجاة منك لانك اقررت لهم بكرامتهم ومكانتهم عند الله تعالى .
ثم قال :
فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله )
ونسب النبوة اليه ليزيد بالحجة عليه بان هذا النبي الذي اقررت انه نبيك الذي تعتقد به فنحن عترة ذاك النبي صلى الله عليه واله فاي حجة لك عند الله تعالى وانت تسجن نورين من عترة نبيك ؟
ثم قال الصغير سلام الله عليه :
(ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب)
وهنا حان الوقت بذكر البطاقة الشخصية على واقعها وبحقيقة النسب الشريف لان من كل ذلك الاستدراج تبين ان في الشيخ بصيص امل للنجاة من يدي القسوة والظلم والضيق فقال نحن من ولد
مسلم بن عقيل بنابي طالب واكمل الصبي الصغير النسب الى
ابي طالب ليشير اليه انهم من العترة سلام الله عليهم وابو طالب عم النبي صلى الله عليه واله .
ولما كملت الحجة وبان الصبح بوضوح وبزغت شمس الحقيقة للشيخ قال الصغير:
،( بيدك أسارى ، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ، ومن بارد الشراب فلا تسقينا ، وقد ضيقت علينا سجننا )،
نعم كل هذه المضايقات قمت بها يا شيخ ونحن من
عترة نبيك صلى الله عليه واله فاعد الجواب ليوم غدك والان تستطيع ان تخلصنا مما ظلمتنا؛ لذلك فان هذا الشيخ وجد نفسه بين لهيب جهنم وسياط زبانيتها لذلك هرع اليهم :
(فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقولhttp://asoudaliraq.net/images/smilies/smile.gif

سيد جلال الحسيني
05-31-2009, 10:04 PM
غصنان داميان -9
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
المقتطف الاخر من الرواية
(فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقولhttp://asoudaliraq.net/images/smilies/smile.gif
نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ،
يا عترة نبي الله المصطفى ،
هذا باب السجن بين يديكما مفتوح ، فخذا أي طريق شئتما ، فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ووقفهما على الطريق ، وقال لهما : سيرا - يا حبيبي - الليل ، واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل
لكما من أمركما فرجا ومخرجا . ففعل الغلامان ذلك . فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
وقفة:
بعد ان عرف الشيخ السجان الحقيقة وعرف انهما من
عترة النبي الاكرم صلى الله عليه واله
وباسلوبه المعجز الجميل العذب اوقف الغلام الصغير الشيخ على شفا حفرة من النار ومن النجاة ولكن قد حالفه الحظ بالتسديد الرباني لمّا اختار الطريق الاصوب وهو النجاة بنجاة الصبيين النورانيين من
عترة الرسول الكريم صلى الله عليه واله
فانكب على اقدامهما يقبلهما لما تذكر ما فعل بهما لسنة كاملة من التضييق بالمكان والاكل والشرب ثم قال لهما :
نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ، يا
عترة نبي الله المصطفى
هذا باب...

سيد جلال الحسيني
06-08-2009, 11:16 AM
غصنان داميان -10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ،
يا عترة نبي الله المصطفى ،
هذا باب السجن بين يديكما مفتوح ، فخذا أي طريق شئتما ، فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ووقفهما على الطريق ، وقال لهما : سيرا - يا حبيبي - الليل ، واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل لكما من أمركما فرجا ومخرجا . ففعل الغلامان ذلك . فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
واخيرا والحمد لله خرج النوران من السجن وجعل الله تعالى من امرهما فرجا ومخرجا؛ ولم يحق لغلامين صغيريين ان يمشيا نهارا ؛ واعظم جناية منعتهما من السير نهارا انهما من تعترة خاتم النبيين محمد رسول الله صلى الله عليه واله .
وانهما سارا وفق ما رسم لهما الشيخ الطريق حيث مشيا ليلا وكمنا نهارا .
باقي الرواية :
. فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
عجوز على باب ، فقالا لها : يا عجوز ، إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق ، وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت لهما : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ، فقالا لها : يا عجوز ،
نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل قالت العجوز :
يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما . قالا : سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت :
سآتيكما بطعام ، ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا . فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير :
يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا .
ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟
قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا
لك بوقت ؟
قال :

سيد جلال الحسيني
06-12-2009, 05:41 PM
غصنان داميان -11
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
النص:
. فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
عجوز على باب ، فقالا لها : يا عجوز ، إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق ، وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت لهما : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ، فقالا لها : يا عجوز ،
قول المظلومين روحي فداهما :
يا عجوز:
تذكير كامل لها بان قدميك قد تدليا في القبر ونزلا في حفيرتك البرزخية وبعبارة رقيقة ذكراها بهذا الامر ولا محيص من هذا التذكير لان الليل قد جنهما فاين يذهبان في هذا الظلام ؟!
ثم رققا قلبها واستحلبا الحنان منه حيث قالا:
(إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق) ،
ان الغربة وحدها كافية ان تستجلب رحمة الاخرين فكيف لو كان الغريب غلاما صغيرا وهنا لم يكن المتكلم واحد يتكلم عن نفسه؛ بل المتكلم كلاهما لان المسؤلية للاثنين مضاعف اكثر مما لو كان الغريب واحدا ويضاف على كل هذا ان الغلامين
(حدثان غير خبيرين بالطريق)
فكيف للانسان مهما قسى قلبه وتحجر ان يرد طلب غلامين صغيرين وهما لا يعرفان الطريق ؟!
ومن قولهما هذا فهّما العجوز باننا لو كنا نعرف الطريق لما طلبنا منك ان تستضيفينا بل الغربة وحداثة السن وعدم المعرفة بالطريق كل هذا دعانا ان نسالك الاعانة ؛ وجدير بالحدث ان لا يعرف الطريق فلا غرابة في البين تدعو العجوز ان تتهرب بحجة الحذر منهما
وبلفعل....

سيد جلال الحسيني
06-16-2009, 05:49 PM
غصنان داميان -12
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
النص:
، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت لهما : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ، فقالا لها : يا عجوز ،.
وعاهدا العجوز ان لا يبقيا في بيتها اكثر من سواد تلك الليلة وان يلزما الطريق خارجين من بيتها نحو ما قدر الله لهما من سبيل .
قارئي العزيز:
والحمد لله انت كنت معي حينما كنا نقرء عن شيخنا الصدوق عليه رحمة الرحمن وهو يقص علينا ما جرى على الغلامين في السجن حيث لم يكن شرابهما الا النزر اليسير من الماء القراح وقطعة من الخبز وهما في ضيق السجن ؛ فاي انسان يكون في جو العراق وبحرارته سنة كاملة يكون هكذا؛ ما تعتقد برائحة بدنه وملابسه ؟!
هل هو قابل للتصور فضلا عن الواقع بينما اسمع العجوز ماذا تقول لهما لتعرف الفرق بيننا وبين آل البيت وذريتهم الطيبين عليهم السلام :
: فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما.
نعم الرائحة الطيبة من صفات الطيبين ولا يفسدها السجن ولا المرض لمن اختارهم الرب ان يكونوا بين الناس نور كمثل نور..
اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ في‏ زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضي‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ (35)

مكارم الاخلاق 24
عن جابر بن عبد الله قال كان في
رسول الله صلى الله عليه واله
خصال
لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه و ريح عرقه و لم يكن يمر بحجر و لا شجر إلا سجد له
وَ ذَكَرَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ :
أَنَّ ذَلِكَ رَائِحَتهُ بِلا طِيبٍ
وعن ثابت بن أنس بن مالك قال إن
رسول الله صلى الله عليه واله
كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ و إذا مشى تكفأ و ما شممت رائحة مسك و لا عنبر أطيب من رائحته و لا مسست ديباجا و لا حريرا ألين من كف رسول الله كان أخف الناس صلاة في تمام .(انتهى)
وهذه العجوز عرفت من رائحة
اولاد مسلم بن عقيل عليهم السلام ؛
ان هذه الرائحة تختلف عن رائحة اهل الدنيا لذلك عرفت صدق قولهم من شاهد عيان لمسته بشمها عطر الامامة ؛ ولو كانت العجوز تعلم ان الماء لم يتشرف بجسمهما منذ سنة كاملة او اكثر
لصعقت من العجب .

سيد جلال الحسيني
06-21-2009, 06:29 PM
غصنان داميان -13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من نص الرواية:
: فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟!
، فقالا لها : يا عجوز ،
نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .
وقفة الم ونحيب:
وبعد ان اعترفت بانها عرفت ان لهما شانا غير شان الناس؛ وان فيهما رائحة النبوة وعطر العترة عليهم السلام ؛ وليس كل احد ينال هذا التوفيق بتشخيص الحق من الباطل ولابد انها ذات جوهر يلمس شيئا من نجابة وكرم في الاصل؛ وعسى ان يكون هذا سبب لان يطمئنا بها ؛ ولذلك اعترفا لها بحقيقتهما وببطاقتهما الشخصية فقالا لها :
(نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل ).
وعند الاعتراف بحقيقة الحال بدئت العجوز باظاهر حقيقة مرّة؛ قد تكون سببا لمرارة الضيافة لهذين الحبيبين المعطرين بعطر السماء؛ وان عسل الطعام قد يختلط لهما بفتات من الحنظل؛ فحينها ما تصنع ان قابلت رسول الله جدهما وعلي عمهما وابوهما
مسلم بن عقيل عليهم السلام .
انا لله وانا اليه راجعون
يارب ارحمنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به؛ فان الامتحان للاولياء صعب عسير ؛ ليالي ننام باتم الراحة على السرير الناعم ولا ندرك كم من المؤمنين من هم اعز عند الله تعالى تنام اعناقهم على حبل ما ارفعه وهم معلقين تحت رحمة السياط
ليلة يريدان هذان النوران يناما ليهربا الصبح من عبيد الله لعنه الله وجنده ويعز عليهما النوم وفي تلك الليلة كم من الثملين بالخمور ناموا قريري العين لا لانهم اعزاء عند الله تعالى بل لانهم باعوا الاخرة بالدنيا والاخرة خير وابقى ؛ كما قال الامام موسى بنجعفر عليه السلام :
الكافي 1 17 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
إِنَّ العَاقِلَ نظَرَ إِلى الدُنيَا وَ إِلَى أَهلِهَا فعَلِمَ أَنهَا لا تنالُ إِلا بِالمَشَقةِ و نظرَ إِلى الآخِرَةِ فَعَلِمَ أَنهَا لا تنَالُ إِلا بِالمَشَقةِ فَطلَبَ بِالمَشَقةِ أَبقَاهُمَا.(انتهى)
ومهما كان التصريح شاقا وعسيرا لكن لابد من اخبارهما لان الامر يخصهما فقالت :
قالت العجوز : يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما......
آه ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا ولا اسمع بمصاب آل محمد عليهم السلام
قالا:.....

سيد جلال الحسيني
06-29-2009, 05:19 PM
غصنان داميان -13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من نص الرواية:
: فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟!
، فقالا لها : يا عجوز ،
نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .
وقفة الم ونحيب:
وبعد ان اعترفت بانها عرفت ان لهما شانا غير شان الناس؛ وان فيهما رائحة النبوة وعطر العترة عليهم السلام ؛ وليس كل احد ينال هذا التوفيق بتشخيص الحق من الباطل ولابد انها ذات جوهر يلمس شيئا من نجابة وكرم في الاصل؛ وعسى ان يكون هذا سبب لان يطمئنا بها ؛ ولذلك اعترفا لها بحقيقتهما وببطاقتهما الشخصية فقالا لها :
(نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل ).
وعند الاعتراف بحقيقة الحال بدئت العجوز باظاهر حقيقة مرّة؛ قد تكون سببا لمرارة الضيافة لهذين الحبيبين المعطرين بعطر السماء؛ وان عسل الطعام قد يختلط لهما بفتات من الحنظل؛ فحينها ما تصنع ان قابلت رسول الله جدهما وعلي عمهما وابوهما
مسلم بن عقيل عليهم السلام .
انا لله وانا اليه راجعون
يارب ارحمنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به؛ فان الامتحان للاولياء صعب عسير ؛ ليالي ننام باتم الراحة على السرير الناعم ولا ندرك كم من المؤمنين من هم اعز عند الله تعالى تنام اعناقهم على حبل ما ارفعه وهم معلقين تحت رحمة السياط
ليلة يريدان هذان النوران يناما ليهربا الصبح من عبيد الله لعنه الله وجنده ويعز عليهما النوم وفي تلك الليلة كم من الثملين بالخمور ناموا قريري العين لا لانهم اعزاء عند الله تعالى بل لانهم باعوا الاخرة بالدنيا والاخرة خير وابقى ؛ كما قال الامام موسى بنجعفر عليه السلام :
الكافي 1 17 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
إِنَّ العَاقِلَ نظَرَ إِلى الدُنيَا وَ إِلَى أَهلِهَا فعَلِمَ أَنهَا لا تنالُ إِلا بِالمَشَقةِ و نظرَ إِلى الآخِرَةِ فَعَلِمَ أَنهَا لا تنَالُ إِلا بِالمَشَقةِ فَطلَبَ بِالمَشَقةِ أَبقَاهُمَا.(انتهى)
ومهما كان التصريح شاقا وعسيرا لكن لابد من اخبارهما لان الامر يخصهما فقالت :
قالت العجوز : يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما......
آه ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا ولا اسمع بمصاب آل محمد عليهم السلام
قالا:.....

سيد جلال الحسيني
06-29-2009, 05:20 PM
غصنان داميان -14
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص الروائي:
(( قالا : سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت : سآتيكما بطعام ، ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا . فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا
لك بوقت ؟))
وقفة حزن :
من عبارة الصغير سلام الله عليه يبين انهما خلال كل تلك الفترة التي كانا معا لم يشعرا بالامن حتى ليلة واحدة لذلك قال لاخيه :
( يا أخي ، إنانرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه)
فاي الم هذا ؟! واي عذاب ؟! لاكثر من سنة وهما لا يشعران بالامن سبحان الله وليس جريمتهما الا انهما قطعة من رسول الله صلى الله عليهواله شفيع الامة الذي بعث رحمة للعالمين .
ولم يكن شعورهما بالامن شعور المستقر في الامان والراحة ؛ وانما بمتابعة قوله نفهم معنا شعورهما بالامن في تلك الليلة حيث قال :
(يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا)
وكانهما على موعد مع الموت والفراق ولكن لا يعلمان متى يحل بهما المحتوم ؛ لذلك طلب ان يستفيد من هذا البصيص الضعيف من الامل بالامن القَلِق ؛ المضطرب؛ للمعانقة حيث كان مُضيق عليهما في السجن باضيق ما يمكن كما قرانا سابقا عن سجنهما وكان كما قاله الصغير حيث كانت تلك اللحظات النزرة القليلة مقدمة لسيف الجزار القاسي فياله من عناق اعقبه عناق السيف بالاعناق .
(ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل......)

سيد جلال الحسيني
07-05-2009, 08:06 PM
غصنان داميان -15
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص الروائي:
((فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا))
اما الختن لقد جاء في كتب اللغة عنه :
كتاب‏العين ج : 4 ص : 238
و الختن: الصهر،
وفي كتاب مجمع البحرين ج 6 ص 241:
و أما العامة (فتقول) فختن الرجل عندهم: زوج ابنته، كذا قاله الجوهري.
ان صهر العجوز طرق الباب طرقا خفيفا مع ما به من جهد عظيم وتعب شاق الظاهر؛ لانه احتمل ولو احتمالا ضعيفا ان يكون اولاد المظلوم البطل مسلم بن عقيل عليه السلام عند العجوز لكي لاتشك من طريقة طرقه الباب بعنف فتغير مكانهما ؛ حيث لم يكن مجيئه مثل تلك الساعة معتادا للعجوز كما هي تعجبت وسالته عن امره المريب .
النص:
(( قال :
ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي ، جهد البلاء قد نزل بي . قالت : ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال : هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد ، فنادى الأمير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شئ .))
سبحان الله لدراهم معدودة ؛ الخبيث اللعين ختن العجوز لاجل ان ينفقها في معاصي الله تعالى؛ ياخذها من يد نجسة غارقة بدماء ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله واهله واخوته وصحبه ومحبيه؛ قد جهد كل هذا الجهد؛ ليته جهد هذا الجهد لنجاة الطفلين الصغيرين الخائفين المتعانقين بعمق الحنان في ظلام الليل؛ لكان الآن خالدا في نعيم لا زوال له ؛ ونور عمله كان يضيئ مدى الزمن وكتب التاريخ تمدحه مادام للكتاب معنى ؛ولكن نعوذ بالله من الغفلة والطمع والحرص والشره الذي يعمي الانسان ويصم ؛ وهذا معنى تاكيد اهل البيت عليهم السلام لمحاسبة النفس محاسبة الند للند .
فقالت العجوز :

سيد جلال الحسيني
07-14-2009, 05:50 AM
غصنان داميان -16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
فقالت العجوز :
((يا ختني ، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة . قال لها : ويحك إن الدنيا محرص عليها . فقالت : وما تصنع بالدنيا ، وليس معها آخرة ؟ قال : إني لأراك تحامين عنهما ، كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟ قال : إنما لي طلب ، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح ، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما . ففتحت له الباب ،
وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب . فلما كان في بعض الليل.....))
ان العجوز بدئت تعظ الختن الخبيث قبل ان تفتح الباب ؛ لانها ان فتحته سوف يعرف كل شيئ ؛ وهو مجهود في البحث عن المظلومين في البراري والقفار واذا به يجدهما في كفيه القاسيتين فأنها لنفسه تجارة مربحة؛ ومحرقة لدنياه واخرتهِ
وَ لا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إِلاَ بِأَهْلِهِ (فاطر) ؛
ثم نبهته بان هذين الصبيين انما ينتميان لمن بيده الحساب يوم القيامة؛ انهما ينتسبان
لرسول الله صلى الله عليه واله
وهو المطالب بهما يوم القيامة .
ولكنه اجاب بجواب فيه الحكمة لكل مريد للآخرة ويخاف الله رب العالمين ليُعلمه
ان حب الدنيا رأس كل خطيئة ؛
ولم ياتي بصفة الحرص والشره الا لان حب الدنيا تولد هذين الصفتين شاء ام ابى فحذاري حذاري من الحرص والشره التي توقع الانسان يوما ما فيما وقع فيه ختن العجوز ......
فلما قال قوله ذاك نبهته بان الدنيا ستزول ويزول ما حرصت عليه ؛ فعلى العاقل ان يحرص على دنيا تكون مزرعة لآخرته لكي ينعم بكلاهما ؛ بينما عملك هذا سيهدم آخرتك ويزيل كل نعمة عنك بموتك المحتوم .
الظالم هكذا ونجدهم في كل يوم هنا وهناك حيث لما يسمع الحق بدل ان يتدبر بما يسمع ويفكر بعاقبة امره ليتجنب الندم ؛ بدل كل هذا يهجم على الناصح بما يروم الوصول اليه والى الحطام الزائل لذلك قال للعجوز :
(: إني لأراك تحامين عنهما)
ولما اتهمها بهذه التهمة المخيفة بدء يهددها باشد التهديد وهو ان ياخذها الى اميره ليكشف امرها بانها تحامي عن المظلومين فينزل اشد عذابه بها .
ومن هذه عبارته الخبيثة :
((كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟))
بينت مدى قساوته حيث انه لم يرحم عجوز في البرية وهو ختنها ؛ فكيف اِن اَضفر بهذين الصغيرين؟؟!!
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم نسالك ان لا تزيل الرحمة من قلوبنا لِدنيا سريع زوالها قليل فيؤها ..
ولما شك في امرها بدء يحتال ويراوغ لتفتح الباب حيث اخبرها انه تعب وسينام ثم يخرج من الصباح ليواصل الجريمة الشنعاء المرعبة المخيفة في البحث عن طائرين متعانقين في كهف برائتهما وصباهما الحلو الجميل ..
آه يا رسول الله ما فعلوا بذريتك لو كنت قد اوصيتهم بتعذيبهم وتمزيقهم لما فعلوا بهم اكثر مما فعلوا بهم فكيف وقد جعلت اجر رسالتك مودتهم وجعلت الشفاعة فيهم وجعلهم الله تعالى الوسيلة الى رضوانه ؛ لعن الله من مهد لهم كل هذا ولعن من حمل الناس على اكتاف
آل محمد عليهم السلام .
فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........

سيد جلال الحسيني
07-24-2009, 11:02 PM
غصنان داميان -17
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........
((سمع غطيط الغلامين في جوف البيت ، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره . قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
بيان غطيط النائم نخيره
معاذ الله ان مسخت الفطرة وقسى القلب فتجد هذا الانسان الممسوخ يفعل مالايفعله الحيوان الوحش الكاسر .
يسمع غطيط صبي صغير وعادة يصدر الغطيط حينما يكون الانسان تعب مهموم وهو غارق في النوم ولم يُليّن قلب هذا الختن الخبيث غطيط نوم الصبي ؛ وانما احس بسبب ممانعة العجوز من دخوله البيت وتحذيره بمخاصمة الرسول الكريم صلى الله عليه واله له لذلك :
((يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت))
من العبارة يفهم ان الغرفة كانت مظلمة فلم يصبر حتى يكشف الصباح ما ستره الليل بل استعان بلمس الجدار مستعجلا للوثوب على الدراهم التي خال انها تنتظره ؛ بينما كانت تلك الدراهم حفرته وقبره الملتهب نارا وحقا ما قيل ان الدرهم اصله من دار هم والدينار اصله دار نار ؛ واخيرا و
انا لله وانا اليه راجعون:
((حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟))
نفهم من العبارة هذه بان الصغير نام اقرب الى الباب للداخل للغرفة ؛ لانه لما دخل ختن العجوز الثائر على الابرياء اول من عثر عليه ؛
هو الصغير روحي فداه .
قد يكون نام اقرب الى الباب لكي يحنن ويلين ختن العجوز المحتمل وروده للغرفة لصغره ولانه سيكون هو المتكلم بطبيعة الحال ان عثر عليه وهذا يكون داعية لتركهم ولكن من لمسة هذا الشيخ المتعصب على قساوته؛ الثمل في عشق انتظار دراهمه التي هي حتفه المحتوم من لمسة هذا القاسي فهم الصغير انها كف الموت الاشنع لانه لمسة مجرم لا مسحة حنان وشفقة ؛
لذلك قال لاخيه الاكبر منه :
((، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره .))
لاحظ لم يجب الشيخ وانما ايقض اخوه ونبهه بنزول المحتوم واستعمل ارق عبارة مع اخيه لكي لا يستيقض مرعوبا حيث قال له :
((: قم يا حبيبي))
ثم قال له ان هذه اللمسة اللئيمة بينت حقيقة اللؤم في اللامس
((فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره))
كل هذا قاله لاخيه قبل ان يعرف اي شيئ عن هذا الشيخ الا لمسته وانه صاحب الدار ولكن من هذا الصغير؟؟
انه قطعة من مسلم بن عقيل ؛ انه نور من
رسول الله صلى الله عليه واله ؛ انه اشعاع من شيبة الحمد ؛ انه من الشرف الشامخ سادات البطحاء فلا يحتاج لمعرفة هذا القاسي اكثر من لمسته ولهجته في قوله ليعرف حقيقته وما انطوى عليه خبث سريرته لذلك قال ما قاله لاخيه من وقوعهما فيما كانا يحذران منه وصدقته الاحداث القادمة التي اقدم عليها هذا اللعين .
فلم يلتفت لخوف هذا الصغير فيحن عليه وانما عاد لسؤاله مرة اخرى حيث قال.........

سيد جلال الحسيني
07-24-2009, 11:03 PM
غصنان داميان -18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
وعند سؤاله منهما لم يجب هنا الصغير لوحده لانهما عرفا القساوة منه ولا ينفع ان يستعطفاه بل احسا بالحتف المحتوم؛ لذلك فهما يتسابقان نحو الموت فاجابه كلاهما ولم يجبه احدهما :
((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان))
هل لاحظت قارئي العزيز:
انهما لم يطلبا الامان من السجان سابقا وانما اخبراه بعد استدراجه ؛ ولكن لما عرفا من هذا الخبيث خبثه وقبح سريرته فلم يخبراه قبل ان يطلبا منه الامان ؛ وليته كان ينفع اخذ الامان من هذا الخائن لربه ولضميره وليته كان يعرف لرسول الله صلى الله عليه واله حقه :
((قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
واضح كم هذين الصغيرين خائفان من قساوة هذا الخبيث؛ لذلك اكدوا المواثيق منه اشد التاكيد ؛ وبعد ان اكد لهما العهد؛ قالا له اننا من عترة نبيك ونسبوا النبي صلى الله عليه واله اليه وجاؤا باسمه المبارك لكي لا يشتبه عليه الامر ويتصور انهما من عترة عيسى وليس لعيسى ذرية ؛ ولا من نسل موسى بل محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وهو نبيك ونسبة النبي اليه فيه اشد الاستعطاف وتليين قلبه؛ لكن انّا ينفع الماء الزلال مع صم الصفا ؛ ثم بعد كل هذه المواثيق التي قبلها وعاهد على ان يتمسك بها؛ اخبراه بالمصيبة وبالطامة الكبرى فقالا:
((هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
فلما اخبراه انهما هربا من القتل فاشارا اليه ان لا يقتلهما لانهما من القتل هربا .
وهل نفعهما ان شرفاه بهذه النسبة العظيمة له ان قالا له من عترة نبيك صلى الله عليه واله؛ ثم هل نفع معه ان اخبراه انما هربا من القتل ولجئا لليلة واحدة الى هذه العجوز؛ وحلا ضيفا عليها و هما في ذمته الان فلابد له ان يرعى قواعد الضيافه معهما ولكنه كشف فورا عن خبثه وحقيقة قساوته التي استقبحها حتى شيخ القساة عبيدالله بن زياد لعنة الله عليهما– كما سياتي - وتعجب من قساوة هذا الشيخ الخبيث فقال لهما مسرعا :
((فقال لهما : من الموت هربتما ، وإلى الموت وقعتما ، الحمد لله الذي أظفرني بكما .))

سيد جلال الحسيني
07-27-2009, 01:54 PM
غصنان داميان -19
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
سبحان الله ما تفعل الدراهم بالانسان كم اخذوا منه العهود والمواثيق لكنه اعرض عن كل هذا وجعله تحت قدمي اطماعه وجشعه ؛ نسال الله تعالى ان يخرج حب الدنيا عن قلوبنا فانها راس كل خطيئة ولا تعمينا الدراهم والدنانير عن عهدنا لله ولرسوله صلی الله علیه واله في حب اله وذوي قرابته والمودة لهما وان نقدم انفسنا فداء لهما ونقدمهم على انفسنا واهلينا وما خولنا ربنا ولذلك نرى هذا الشيخ اخبث الخبثاء :
((فقام إلى الغلامين فشد أكتافهما ، فبات الغلامان ليلتهما مكتفين .))
سبحان الله وما ضره لو لم يكتفهما وتركهما ينامان اخر ليلة من عمرهما حرين من التكتيف والتعذيب ثم كان يكفيه ان يغلق الباب عليهما او يسهر في حراستهما لكن القساوة لا تفهم لغة الرحمة والعطف والحنان ؛ السلام عليك يا رسول الله هذه ذريتك تذبح كما تذبح الشاة ولم تسق شربة من الماء وتكتف كما تكتف الشاة صغار ذريتك وهل كان هذا اجر اتعابك وما تحملت من الاذى الذي لم يتحمله نبي قبلك حتى اسست لهم ما صنعوا منه عرش حكمهم على جماجم الابرياء
فلما اشرق الصباح بحزنه وطلعت الشمس بصفيرها للموت واسودت الدنيا من ظلم یجل الحيوان الكاسر منه اشرق الصباح واي شروق ليته بات في سبات ولم تخرج الشمس من مكنون الافق :
((فلما انفجر عمود الصبح ، دعا غلاما له أسود ، يقال له : فليح ، فقال : خذ هذين الغلامين ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، واضرب عنقيهما ، وائتني برأسيهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم . ))
ان الشيخ الخبيث اراد ان يلوث يدي غلامه بالجريمة ولكن الغلام لم يكن يعرف عن الغلامين شيئا لذلك اخذهما ليحقق الخبيث هدفه الذي اعمى بصيرته وطمسها وهي الدراهم المعدودة لايام محسوبه انفاسها ؛ ان محاسبة النفس من اهداف خلق الوجود كما اشار الیه في القران الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام لذلك يجب ان نحاسب انفسنا بدقة محاسبة الند للند هل اننا نعرض عن الدين في نيل المال في العمل والسوق وفي كل زاوية من حياتنا فان وجدنا اننا لا نراعي حق الله وحق الناس ولم نهتم للمال الحلال ومن اين اكتسبنا دراهمنا فهذا تحذير لنا باننا سنقع يوما في ابتلاء الله تعالى بارتكاب افضع الجرائم لان اللقمة من الحرام تعمي بصيرة الانسان فتنقلب عنده المقائيس فلا يفهم معنى للانسانية الفطرية المنورة بل يجد الظلام نورا والتخبط في بئر الخبث كنزا ..
ولكن سجية الرسول الكريم صلى الله عليه واله الذي بعث رحمة للعالمين سرت في عترته عليهم السلام ؛ فان هذين الصغيرين احسا ان هذا الغلام لم يعرفهما فلم يتركاه ليحترق في نار جهم مادام هما قادران على نجاته لذلك التفتا اليه يرققان قلبه :
((فحمل الغلام السيف ، ومشى أمام الغلامين ، فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا أسود ، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما ، فمن أنتما ؟ قالا له : يا أسود ، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل : أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا .))

سيد جلال الحسيني
07-27-2009, 08:21 PM
غصنان داميان -15
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص الروائي:
((فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا))
اما الختن لقد جاء في كتب اللغة عنه :
كتاب‏العين ج : 4 ص : 238
و الختن: الصهر،
وفي كتاب مجمع البحرين ج 6 ص 241:
و أما العامة (فتقول) فختن الرجل عندهم: زوج ابنته، كذا قاله الجوهري.
ان صهر العجوز طرق الباب طرقا خفيفا مع ما به من جهد عظيم وتعب شاق الظاهر؛ لانه احتمل ولو احتمالا ضعيفا ان يكون اولاد المظلوم البطل مسلم بن عقيل عليه السلام عند العجوز لكي لاتشك من طريقة طرقه الباب بعنف فتغير مكانهما ؛ حيث لم يكن مجيئه مثل تلك الساعة معتادا للعجوز كما هي تعجبت وسالته عن امره المريب .
النص:
(( قال :
ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي ، جهد البلاء قد نزل بي . قالت : ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال : هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد ، فنادى الأمير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شئ .))
سبحان الله لدراهم معدودة ؛ الخبيث اللعين ختن العجوز لاجل ان ينفقها في معاصي الله تعالى؛ ياخذها من يد نجسة غارقة بدماء ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله واهله واخوته وصحبه ومحبيه؛ قد جهد كل هذا الجهد؛ ليته جهد هذا الجهد لنجاة الطفلين الصغيرين الخائفين المتعانقين بعمق الحنان في ظلام الليل؛ لكان الآن خالدا في نعيم لا زوال له ؛ ونور عمله كان يضيئ مدى الزمن وكتب التاريخ تمدحه مادام للكتاب معنى ؛ولكن نعوذ بالله من الغفلة والطمع والحرص والشره الذي يعمي الانسان ويصم ؛ وهذا معنى تاكيد اهل البيت عليهم السلام لمحاسبة النفس محاسبة الند للند .
فقالت العجوز :

سيد جلال الحسيني
07-27-2009, 08:25 PM
غصنان داميان -16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
فقالت العجوز :
((يا ختني ، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة . قال لها : ويحك إن الدنيا محرص عليها . فقالت : وما تصنع بالدنيا ، وليس معها آخرة ؟ قال : إني لأراك تحامين عنهما ، كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟ قال : إنما لي طلب ، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح ، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما . ففتحت له الباب ،
وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب . فلما كان في بعض الليل.....))
ان العجوز بدئت تعظ الختن الخبيث قبل ان تفتح الباب ؛ لانها ان فتحته سوف يعرف كل شيئ ؛ وهو مجهود في البحث عن المظلومين في البراري والقفار واذا به يجدهما في كفيه القاسيتين فأنها لنفسه تجارة مربحة؛ ومحرقة لدنياه واخرتهِ
وَ لا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إِلاَ بِأَهْلِهِ (فاطر) ؛
ثم نبهته بان هذين الصبيين انما ينتميان لمن بيده الحساب يوم القيامة؛ انهما ينتسبان
لرسول الله صلى الله عليه واله
وهو المطالب بهما يوم القيامة .
ولكنه اجاب بجواب فيه الحكمة لكل مريد للآخرة ويخاف الله رب العالمين ليُعلمه
ان حب الدنيا رأس كل خطيئة ؛
ولم ياتي بصفة الحرص والشره الا لان حب الدنيا تولد هذين الصفتين شاء ام ابى فحذاري حذاري من الحرص والشره التي توقع الانسان يوما ما فيما وقع فيه ختن العجوز ......
فلما قال قوله ذاك نبهته بان الدنيا ستزول ويزول ما حرصت عليه ؛ فعلى العاقل ان يحرص على دنيا تكون مزرعة لآخرته لكي ينعم بكلاهما ؛ بينما عملك هذا سيهدم آخرتك ويزيل كل نعمة عنك بموتك المحتوم .
الظالم هكذا ونجدهم في كل يوم هنا وهناك حيث لما يسمع الحق بدل ان يتدبر بما يسمع ويفكر بعاقبة امره ليتجنب الندم ؛ بدل كل هذا يهجم على الناصح بما يروم الوصول اليه والى الحطام الزائل لذلك قال للعجوز :
(: إني لأراك تحامين عنهما)
ولما اتهمها بهذه التهمة المخيفة بدء يهددها باشد التهديد وهو ان ياخذها الى اميره ليكشف امرها بانها تحامي عن المظلومين فينزل اشد عذابه بها .
ومن هذه عبارته الخبيثة :
((كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟))
بينت مدى قساوته حيث انه لم يرحم عجوز في البرية وهو ختنها ؛ فكيف اِن اَضفر بهذين الصغيرين؟؟!!
انا لله وانا اليه راجعون
اللهم نسالك ان لا تزيل الرحمة من قلوبنا لِدنيا سريع زوالها قليل فيؤها ..
ولما شك في امرها بدء يحتال ويراوغ لتفتح الباب حيث اخبرها انه تعب وسينام ثم يخرج من الصباح ليواصل الجريمة الشنعاء المرعبة المخيفة في البحث عن طائرين متعانقين في كهف برائتهما وصباهما الحلو الجميل ..
آه يا رسول الله ما فعلوا بذريتك لو كنت قد اوصيتهم بتعذيبهم وتمزيقهم لما فعلوا بهم اكثر مما فعلوا بهم فكيف وقد جعلت اجر رسالتك مودتهم وجعلت الشفاعة فيهم وجعلهم الله تعالى الوسيلة الى رضوانه ؛ لعن الله من مهد لهم كل هذا ولعن من حمل الناس على اكتاف
آل محمد عليهم السلام .
فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........






غصنان داميان -17
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........
((سمع غطيط الغلامين في جوف البيت ، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره . قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
بيان غطيط النائم نخيره
معاذ الله ان مسخت الفطرة وقسى القلب فتجد هذا الانسان الممسوخ يفعل مالايفعله الحيوان الوحش الكاسر .
يسمع غطيط صبي صغير وعادة يصدر الغطيط حينما يكون الانسان تعب مهموم وهو غارق في النوم ولم يُليّن قلب هذا الختن الخبيث غطيط نوم الصبي ؛ وانما احس بسبب ممانعة العجوز من دخوله البيت وتحذيره بمخاصمة الرسول الكريم صلى الله عليه واله له لذلك :
((يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت))
من العبارة يفهم ان الغرفة كانت مظلمة فلم يصبر حتى يكشف الصباح ما ستره الليل بل استعان بلمس الجدار مستعجلا للوثوب على الدراهم التي خال انها تنتظره ؛ بينما كانت تلك الدراهم حفرته وقبره الملتهب نارا وحقا ما قيل ان الدرهم اصله من دار هم والدينار اصله دار نار ؛ واخيرا و
انا لله وانا اليه راجعون:
((حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟))
نفهم من العبارة هذه بان الصغير نام اقرب الى الباب للداخل للغرفة ؛ لانه لما دخل ختن العجوز الثائر على الابرياء اول من عثر عليه ؛
هو الصغير روحي فداه .
قد يكون نام اقرب الى الباب لكي يحنن ويلين ختن العجوز المحتمل وروده للغرفة لصغره ولانه سيكون هو المتكلم بطبيعة الحال ان عثر عليه وهذا يكون داعية لتركهم ولكن من لمسة هذا الشيخ المتعصب على قساوته؛ الثمل في عشق انتظار دراهمه التي هي حتفه المحتوم من لمسة هذا القاسي فهم الصغير انها كف الموت الاشنع لانه لمسة مجرم لا مسحة حنان وشفقة ؛
لذلك قال لاخيه الاكبر منه :
((، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره .))
لاحظ لم يجب الشيخ وانما ايقض اخوه ونبهه بنزول المحتوم واستعمل ارق عبارة مع اخيه لكي لا يستيقض مرعوبا حيث قال له :
((: قم يا حبيبي))
ثم قال له ان هذه اللمسة اللئيمة بينت حقيقة اللؤم في اللامس
((فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره))
كل هذا قاله لاخيه قبل ان يعرف اي شيئ عن هذا الشيخ الا لمسته وانه صاحب الدار ولكن من هذا الصغير؟؟
انه قطعة من مسلم بن عقيل ؛ انه نور من
رسول الله صلى الله عليه واله ؛ انه اشعاع من شيبة الحمد ؛ انه من الشرف الشامخ سادات البطحاء فلا يحتاج لمعرفة هذا القاسي اكثر من لمسته ولهجته في قوله ليعرف حقيقته وما انطوى عليه خبث سريرته لذلك قال ما قاله لاخيه من وقوعهما فيما كانا يحذران منه وصدقته الاحداث القادمة التي اقدم عليها هذا اللعين .
فلم يلتفت لخوف هذا الصغير فيحن عليه وانما عاد لسؤاله مرة اخرى حيث قال.........

سيد جلال الحسيني
07-27-2009, 08:25 PM
غصنان داميان -18
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
وعند سؤاله منهما لم يجب هنا الصغير لوحده لانهما عرفا القساوة منه ولا ينفع ان يستعطفاه بل احسا بالحتف المحتوم؛ لذلك فهما يتسابقان نحو الموت فاجابه كلاهما ولم يجبه احدهما :
((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان))
هل لاحظت قارئي العزيز:
انهما لم يطلبا الامان من السجان سابقا وانما اخبراه بعد استدراجه ؛ ولكن لما عرفا من هذا الخبيث خبثه وقبح سريرته فلم يخبراه قبل ان يطلبا منه الامان ؛ وليته كان ينفع اخذ الامان من هذا الخائن لربه ولضميره وليته كان يعرف لرسول الله صلى الله عليه واله حقه :
((قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
واضح كم هذين الصغيرين خائفان من قساوة هذا الخبيث؛ لذلك اكدوا المواثيق منه اشد التاكيد ؛ وبعد ان اكد لهما العهد؛ قالا له اننا من عترة نبيك ونسبوا النبي صلى الله عليه واله اليه وجاؤا باسمه المبارك لكي لا يشتبه عليه الامر ويتصور انهما من عترة عيسى وليس لعيسى ذرية ؛ ولا من نسل موسى بل محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وهو نبيك ونسبة النبي اليه فيه اشد الاستعطاف وتليين قلبه؛ لكن انّا ينفع الماء الزلال مع صم الصفا ؛ ثم بعد كل هذه المواثيق التي قبلها وعاهد على ان يتمسك بها؛ اخبراه بالمصيبة وبالطامة الكبرى فقالا:
((هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
فلما اخبراه انهما هربا من القتل فاشارا اليه ان لا يقتلهما لانهما من القتل هربا .
وهل نفعهما ان شرفاه بهذه النسبة العظيمة له ان قالا له من عترة نبيك صلى الله عليه واله؛ ثم هل نفع معه ان اخبراه انما هربا من القتل ولجئا لليلة واحدة الى هذه العجوز؛ وحلا ضيفا عليها و هما في ذمته الان فلابد له ان يرعى قواعد الضيافه معهما ولكنه كشف فورا عن خبثه وحقيقة قساوته التي استقبحها حتى شيخ القساة عبيدالله بن زياد لعنة الله عليهما– كما سياتي - وتعجب من قساوة هذا الشيخ الخبيث فقال لهما مسرعا :
((فقال لهما : من الموت هربتما ، وإلى الموت وقعتما ، الحمد لله الذي أظفرني بكما .))

سيد جلال الحسيني
07-27-2009, 08:26 PM
غصنان داميان -19
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
سبحان الله ما تفعل الدراهم بالانسان كم اخذوا منه العهود والمواثيق لكنه اعرض عن كل هذا وجعله تحت قدمي اطماعه وجشعه ؛ نسال الله تعالى ان يخرج حب الدنيا عن قلوبنا فانها راس كل خطيئة ولا تعمينا الدراهم والدنانير عن عهدنا لله ولرسوله صلی الله علیه واله في حب اله وذوي قرابته والمودة لهما وان نقدم انفسنا فداء لهما ونقدمهم على انفسنا واهلينا وما خولنا ربنا ولذلك نرى هذا الشيخ اخبث الخبثاء :
((فقام إلى الغلامين فشد أكتافهما ، فبات الغلامان ليلتهما مكتفين .))
سبحان الله وما ضره لو لم يكتفهما وتركهما ينامان اخر ليلة من عمرهما حرين من التكتيف والتعذيب ثم كان يكفيه ان يغلق الباب عليهما او يسهر في حراستهما لكن القساوة لا تفهم لغة الرحمة والعطف والحنان ؛ السلام عليك يا رسول الله هذه ذريتك تذبح كما تذبح الشاة ولم تسق شربة من الماء وتكتف كما تكتف الشاة صغار ذريتك وهل كان هذا اجر اتعابك وما تحملت من الاذى الذي لم يتحمله نبي قبلك حتى اسست لهم ما صنعوا منه عرش حكمهم على جماجم الابرياء
فلما اشرق الصباح بحزنه وطلعت الشمس بصفيرها للموت واسودت الدنيا من ظلم یجل الحيوان الكاسر منه اشرق الصباح واي شروق ليته بات في سبات ولم تخرج الشمس من مكنون الافق :
((فلما انفجر عمود الصبح ، دعا غلاما له أسود ، يقال له : فليح ، فقال : خذ هذين الغلامين ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، واضرب عنقيهما ، وائتني برأسيهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم . ))
ان الشيخ الخبيث اراد ان يلوث يدي غلامه بالجريمة ولكن الغلام لم يكن يعرف عن الغلامين شيئا لذلك اخذهما ليحقق الخبيث هدفه الذي اعمى بصيرته وطمسها وهي الدراهم المعدودة لايام محسوبه انفاسها ؛ ان محاسبة النفس من اهداف خلق الوجود كما اشار الیه في القران الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام لذلك يجب ان نحاسب انفسنا بدقة محاسبة الند للند هل اننا نعرض عن الدين في نيل المال في العمل والسوق وفي كل زاوية من حياتنا فان وجدنا اننا لا نراعي حق الله وحق الناس ولم نهتم للمال الحلال ومن اين اكتسبنا دراهمنا فهذا تحذير لنا باننا سنقع يوما في ابتلاء الله تعالى بارتكاب افضع الجرائم لان اللقمة من الحرام تعمي بصيرة الانسان فتنقلب عنده المقائيس فلا يفهم معنى للانسانية الفطرية المنورة بل يجد الظلام نورا والتخبط في بئر الخبث كنزا ..
ولكن سجية الرسول الكريم صلى الله عليه واله الذي بعث رحمة للعالمين سرت في عترته عليهم السلام ؛ فان هذين الصغيرين احسا ان هذا الغلام لم يعرفهما فلم يتركاه ليحترق في نار جهم مادام هما قادران على نجاته لذلك التفتا اليه يرققان قلبه :
((فحمل الغلام السيف ، ومشى أمام الغلامين ، فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا أسود ، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما ، فمن أنتما ؟ قالا له : يا أسود ، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل : أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا .))








غصنان داميان -20
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
وما اجمل اسلوبهما في ايقاض ضمير هذا الغلام الاسود حيث انهما من بيت النبوة وعترة
الرسول الكريم صلى الله عليه واله ؛
معدن العلم وساسة العباد وقادة الامم فقال احدهما له :
((قال أحد الغلامين : يا أسود ، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! ))
فنبهاه بانك اسود وان جدنا صلى الله عليه واله هو الذي اعطى للاسود مقامه العظيم ورفع شأنه الى ارفع مقام بقبوله الاسلام فان الاسلام جاء به جدنا وبه نال الاسود الشرف كل الشرف؛ ودليلنا على ما نقول ؛ الشرف الذي نال بلال بقبوله اسلام جدنا محمد صلى الله عليه واله؛ فكيف لا تعرف لجدنا حقه وما اسداه لك من معروف؟!
ولكن الغلام الاسود المحظوظ بالنجاة من لهيب جهنم؛ اقر بما قال له قرت عين مسلم بن عقيل عليه السلام ؛ وعرف للنبي صلى الله عليه واله حقه لذلك اجاب الغلام الاسود بقوله :
((قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما ، فمن أنتما ؟ قالا له : يا أسود ، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل : أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا))
لاحظت قارئي العزيز :
هنا لم ياخذا المواثيق من الغلام الاسود للكشف عن هويتهما لان الموت قد نزل بهما
ثم
عرفا ان هذا الغلام الفليح اسمه ليس للخبث فيه علامة ؛ ثم
اشارا له لنقطة جدا مهمة للعرب في تلك الايام وهو انهما ضيفان على العجوز؛ فان مولاك لم يرع حتى قوانين الضيافة فينا ؛ فلما عرف حقيقتهما وانهما من بيت العترة الربانية المختارة للامامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وهما من تلك العترة اسرع الغلام الاسود :

سيد جلال الحسيني
07-28-2009, 05:08 AM
غصنان داميان - 21
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
(( فانكب الأسود على أقدامهما يقبلهما ويقول : نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ، يا عترة نبي الله المصطفى ، والله لا يكون
محمد( صلى الله عليه وآله )
خصمي في القيامة . ))
من هنا نفهم كيف ان الاسلام لم يفرق في التقوى بين الاسود والابيض والمولى والعبد ؛ فان هذا العبد الاسود فر من المعصية الكبرى وانكب على اقدام ذرية العترة الطاهرة معتذرا لجهله بمكانهما من
رسول الله صلى الله عليه واله ؛
واعلن بصراحة ان طاعة مولاه هي النار الكبرى؛
ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق القهّار مهما كان الامر ومن كان .
((ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية ، وطرح نفسه في الفرات ، وعبر إلى الجانب الآخر ، فصاح به مولاه : يا غلام عصيتني ! فقال : يا مولاي ، إنما أطعتك ما دمت لا تعصي الله ، فإذا عصيت الله فأنا منك برئ في الدنيا والآخرة .))
ليتنا كنا كهذا الغلام لا نطيع رب العمل؛ ولا اقرب الناس لنا ان امرونا بمعصية الله تعالى مادام الرزق مقدر ومقسوم والموت في حين الاجل محتوم ؛ كما قال الله تعالى في سورة العنكبوت :
يا عِبادِيَ الذينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضي‏ واسِعَة فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ
(56)
كلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ ثمَّ إِلَيْنا ترْجَعُونَ (57)
وَ الذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لنبَوِّئنهُمْ مِنَ الجَنةِ غُرفاً تجْري مِن تَحْتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ
(58)
الذينَ صَبَرُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتوَكلُونَ (59)
و كأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها و إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ (60)
وَ لَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ القَمَرَ ليَقولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)
اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ (62)
وَ لَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)
وَ ما هذِهِ الحَياةُ الدُّنْيا إِلا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ إِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64)
فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
لِيَكفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ و ليَتَمَتعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)
أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنا جَعَلنا حَرَماً آمِناً وَ يُتخَطفُ الناسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللهِ يَكفُرُونَ (67)
وَ مَنْ أَظلَمُ مِمَّنِ افْترى‏ عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ في‏ جَهَنمَ مَثْوىً لِلْكافِرينَ (68)
وَ الذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ (69)
سبحان الله ما اوضح هذه الايات وما اتمها من حجة علينا يوم القيامة فاين تذهبون .

سيد جلال الحسيني
07-28-2009, 05:21 PM
غصنان داميان - 22
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
فلما يأس من غلامه وعلم ان الغلام خاف
الله رب العالمين
ولم يعينه في طيرانه الى تلك الدراهم المشؤمة ؛
امر ولده :
((فدعا ابنه ، فقال : يا بني ، إنما أجمع الدنيا حلالها وحرامها لك ، والدنيا محرص عليها ، ))


نعوذ بالله من عمى البصيرة :


الكافي ج : 8 ص : 215


260- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ أَلا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرُ وُلدِ آدَمَ
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه واله
وَ نَحْنُ
وَ شِيعَتنَا
بَعْدَنَا حَبَّذَا شِيعَتنَا مَا أَقرَبَهُمْ مِنْ عَرْشِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحْسَنَ صُنْعَ اللهِ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَ اللهِ لَوْ لا أَنْ يَتَعَاظَمَ الناسُ ذَلِكَ أَوْ يَدْخُلَهُمْ زَهْوٌ لَسَلمَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ قُبُلا وَ اللهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَتْلو القرْآنَ فِي صَلاتِهِ قَائِماً إِلا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَة حَسَنَةٍ وَ لا قَرَأَ فِي صَلَوَاتِهِ جَالِساً إِلا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً وَ لا فِي غَيْرِ صَلاةٍ إِلا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ إِنَّ لِلصَّامِتِ مِنْ شِيعَتِنَا لأَجْرُ مَنْ قَرَأَ القرْآنَ مِمَّنْ خَالَفَهُ أَنتمْ وَ اللهِ عَلَى فُرُشِكُمْ نِيَامٌ لَكُمْ أَجْرُ المُجَاهِدِينَ وَ أَنتمْ وَ اللهِ فِي صَلاتِكُمْ لَكُمْ أَجْرُ الصَّافِّينَ فِي سَبِيلِهِ أَنتمْ وَ اللهِ الذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى ‏سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
إِنَّمَا شِيعَتُنَا
أَصْحَابُ الأَرْبَعَةِ الأَعْيُنِ
عَينَانِ فِي الرَّأسِ وَ عَينَانِ فِي القَلبِ أَلا وَ الخَلائِقُ كُلهُمْ كَذَلِكَ إِلا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمَى أَبْصَارَهُمْ .
نعوذ بالله من عمى عيون القلب ان هذا اللعين يعترف بنفسه انه يجمع المال من حرام لولده لانه شيخ كبير؛ ويعترف اخرى بانه حريص على الدنيا؛ بينما الولد نفسه يبرء الى الله تعالى من شناعة فعل ابيه ؛ اذن اي حجة بقيت له في قتل انوار رسول الله صلى الله عليه واله طفلين بريئين ؛
ولماذا هذا التهافة للحضيض ؟؟!!؛
فقال لولده الذي احرق اخرته من اجله :
((فخذ هذين الغلامين إليك ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، فاضرب عنقيهما وائتني برأسيهما ، لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم .))

سيد جلال الحسيني
07-29-2009, 06:05 AM
غصنان داميان - 23
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
((فخذ هذين الغلامين إليك ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، فاضرب عنقيهما وائتني برأسيهما ، لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم .))
(( فأخذ الغلام السيف ، ومشى أمام الغلامين ، فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا شاب ، ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم ! فقال : يا حبيبي ، فمن أنتما ؟ قالا : من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يريد والدك قتلنا .))
ان قبول الغلام وهو ابن شيخ القساة كالغلام الاسود لم يعرف حقيقة الامر لذلك قَبل من ابوه طائعا ؛ ولكن كيف يسكت منبع العين الفوارة بالحنان والرحمة عن نجاة من هو بريئ من الجريمة فان
عترة النبي الاكرم صلى الله عليه واله؛ الطفلين الحبيبين ؛ عرفا سلام الله عليهما ان الغلام لم يكن يعرف حقيقتهما ومادام هناك بصيص من الامل في نجاته فكيف يسكتا عنه ؛ وان كان الوقت وقت الذبح والقتل ؛ لكن آل محمد وهذه سجيتهم الرحمة لآخر لحظة كما نقل لي اخي السيد علي الخطيب والمؤلف المتخصص في قضايا كربلاء الحزينة قال لي:
في اللحظات الاخيرة لشهادة الامام الحسين عليه السلام وهو ساقط على الارض والقوم يتنازعون فيمن سيذبحه شاهد روحي فداه بان احد اعدائه الذين سقطوا قريبا منه لازال فيه رمق ؛ فقال له الامام الحسين عليه السلام: لازال فيك رمق من الحياة تنح عني واجهد ان تبتعد عني لان القوم ان ذبحوني فسيدوسوا صدري بخيولهم فاخشى عليك ان تدوسك الخيل معي وانت حي
ياحسين ياحسين ياحسين
رحمتك شملت حتى لعدوك ؛ ومِن هذا الخلق الكريم وهذه السجية الحسينية قال الطفلان لولد شيخ القساة :
((يا شاب ، ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم !))
فانهما بيّنا للشاب شفقتهما عليه من ان يتبوء مقعده من النار بقتلهما ؛ وان هذه الشفقة اثرت في الشاب كثيرا حيث قال لهما :
((فقال : يا حبيبي ، فمن أنتما ؟))
ومن اسلوب كلام ابن الشيخ القاسي تَعرفْ تاثر الشاب بكلامهما الرقيق والمخلص في تخليص الشاب وانقاذه من نار جهنم ولذلك سالهما من انتما؟
لان من قول ابن مسلم بن عقيل عليه السلام عرف ان لهما شأن من الشان في يوم القيامة بحيث يتكلمان بيقين عما سيكون مصيره ان قتلهما في الاخرة .
فقالا له :

سيد جلال الحسيني
07-30-2009, 05:21 AM
غصنان داميان - 24
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
((من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يريد والدك قتلنا))
فقالا له:
نحن مع العلم باننا من عترة نبيك الذي تعتنق دينه وتفتخر بانه نبي لك ؛ فان اباك يريد قتلنا معرضا عن كل هذه الحقائق ؛ وحذراه بان لا يعمل عملا يكون
النبي صلى الله عليه واله خصمه يوم القيامة .
فلما سمع منهما هذا الكلام المنوِر له بصيرته وعقله :
((فانكب الغلام على أقدامهما يقبلهما ، وهو يقول لهما مقالة الأسود ، ورمى بالسيف ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبر ))،
حقا ما قاله الله سبحانه وتعالى :

لِيَميزَ اللهُ الخَبيثَ مِنَ الطيبِ و يَجْعَلَ الخَبيثَ بعضَهُ على‏ بَعضٍ فَيركُمَهُ جميعاً فيجعلَهُ في‏ جَهَنمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ (37)( الانفال)

ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنينَ عَلى‏ ما أَنتمْ عليْهِ حَتى يَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطيبِ وَ ما كانَ اللهُ لِيُطلِعَكمْ علَى الغَيْبِ و لكِنَّ اللهَ يَجتبي‏ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تؤمِنُوا و تتقوا فلَكُمْ أَجْرٌ عَظيمٌ (179)( آل عمران)

فانجاه الله تعالى وميزه عن خبث ابيه لعنه الله تعالى لذلك :
((رمى بالسيف ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبر))
((فصاح به أبوه : يا بني عصيتني ! قال : لان أطيع الله وأعصيك أحب إلى من أن أعصي الله وأطيعك .))

ان الاب والام لهما احترامهما مادام هما يطيعان امر الله فيجب اطاعتهما في الله كما قال الله سبحانه وتعالى :

و قَضى‏ رَبكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَ بِالوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تنهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَريماً (23)( الاسراء)

واما اذا عصى ربهما الوالدان او اي واحد منهما؛ فلا يجوز اطاعتهما مادام يامروان بمعصية الله سبحانه وتعالى فكيف ان كان الامر فري اوداج ابناء رسول الله صلى الله عليه واله وعترته فلا .. وابدا كما قال الله سبحانه وتعالى :

قُلْ إِن كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ و إِخوانُكُمْ و أَزواجُكُمْ و عَشيرَتكُمْ و أَمْوالٌ اقترَفتُمُوها و تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها و مَساكِنُ ترْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيكُمْ مِنَ اللهِ و رَسُولِهِ و جِهادٍ في‏ سَبيلِهِ فَتَرَبصُوا حَتى يَأتيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَ اللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقينَ (24)( التوبة)

وقال تعالى :
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخيهِ (34)
وَ أُمِّهِ وَ أَبيهِ (35)
وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنيهِ (36)
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنيهِ (37)( عبس )

وقال عز وجل :
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَ اليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَ رَسُولَهُ و لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخوانَهُمْ أَو عَشيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتبَ في‏ قُلوبِهِمُ الإيمانَ وَ أَيدَهُمْ بِرُوحٍ مِنهُ وَ يُدخِلُهُمْ جَناتٍ تَجري مِنْ تحتِهَا الأَنْهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ وَ رَضُوا عَنهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفلحُونَ (22)( الجادلة)

فطوبى لابن هذا الشيخ ؛ شيخ القساة والظالمين بأطاعة ربه
والاعراض عن امر ابوه الجاني .
ولذلك

سيد جلال الحسيني
08-01-2009, 08:15 AM
غصنان داميان - 25
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

فان هذا اللعين باشر عملية الذبح بنفسه لكي لا تفر الدراهم المشؤمة من يده :
((قال الشيخ : لا يلي قتلكما أحد غيري ، وأخذ السيف ومشى أمامهما ، فلما صار إلى شاطئ الفرات سل السيف من جفنه ، ))

انا لله وان اليه راجعون

لم يردع هذا اللعين لا موعظة غلامه الاسود ؛ ولا ولده الذي زعم انه يجمع تلك الدراهم من اجله ؛
واما ابناء مسلم بن عقيل وعترة الرسول صلى الله عليهم اجمعين لم يجدا في نصح الشيخ القاسي منفعه ؛ ولذلك فانهما قابلاه بدموعهما؛ واستقبلا فعله بحزنهما ولم ينصحاه وانما طلبا منه طلبا له فيه منافع مادية توصله الى دراهمه بدون ان يتورط بدمهما :
((فلما نظر الغلامان إلى السيف مسلولا اغرورقت أعينهما ، وقالا له : يا شيخ ، انطلق بنا إلى السوق واستمتع بأثماننا ، ولا ترد أن يكون محمد خصمك في القيامة غدا . ))
ولكن الشيخ لن تزجره حرارة دموعهما و لم يصغ الى اقتراحهما مع العلم له فيه المنافع التي يتوخاها ؛ ولكنه لم يكن يحب ان يُحرم من تلك الدراهم مع رضا من يعبده؛ السلطان الجائر عبيد الله ؛ صدق امير المؤمنين عليه السلام حيث قال :
شرح‏نهج‏البلاغة 20 316 الحكم المنسوبة ..... ص : 253
627
- و من لم يتوخ بعمله وجه الله عاد مادحه من الناس له ذاما .

-وسنرى عاقبة فعله ان شاء الله تعالى-

((فقال : لا ، ولكن أقتلكما وأذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم . ))
فلما لم يجدي معه هذا الاقتراح ؛ حاولوا باسلوب اخر لينجو من شفرته الظالمة؛ هدداه بقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه واله :
((فقالا له : يا شيخ ، أما تحفظ قرابتنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟))

(فقال : ما لكما من رسول الله قرابة .)

فلما وجدنا ان هذا الشيخ مصر على ان يرد النار مع الواردين ولم يمنعه اي مانع فاحسا ان قساوته غير طبيعية بل توخيا من عبيد الله بن زياد قاتل الامام الحسين عليه السلام ان يرحمهما ويأسا من هذا اللعين ؛
سبحان الله
ان مسخت الفطرة الانسانية فلا يكون اوحش حيوان كالانسان ان قسى ؛ وكم بلغت قساوته بحيث توقعا من ابن زياد الرحمة وهو ابن سمية قاتل شيعة امير المؤمنين عليه السلام ولم يتوقعاه من هذا الخبيث لذلك قالا له :
((قالا له : يا شيخ ، فائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره .))

سيد جلال الحسيني
08-03-2009, 12:36 PM
غصنان داميان - 26
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

ولكن هذا اللعين لم يكن هدفه ان ينال الدراهم فحسب ؛ بل اراد ان يتقرب الى اميره ؛ لانه ان اخذهما حيين قد يوحي اليه انه رحمهما في عدم ذبحهما ؛ بينما كان هدفه ان يثبت لاميره كمال الاخلاص له في ذبح
اهل هذا البيت الذين عصمهم الله من الزلل واذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا سلام الله عليهم .
لذلك كان امنيته ان ينال الدراهم السوداء التي ستكوي جبهته وجنوبه وتحرقه في لظى نزاعة للشوى ؛ مع التقرب التام لقتلة الانبياء وآل الانبياء لذلك قال لهما :

((قال : ما إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما .))

آخر محاولة لهما مع هذا اللعين هو ان يسترحماه لصغرهما وانهما ليس لهما اي ضرر على اي احد لانهما صغيرين فلاي علة يريد قتلهما وهذه نهاية ما يمكن ان يقوله انسان لقاتله الذي لم ينفع معه اي محالة لصرفه عن جريمته فقالا له :

((قالا له : يا شيخ ، أما ترحم صغر سننا ؟ ))

ان البلاء كل البلاء من أكلة لقمة الحرام لذلك ورد عن
اهل البيت عليه السلام في اهمية اكل الحلال :

عدةالداعي 140 القسم الثاني من لا يستجاب دعاؤه ...

و قال عليه السلام :
ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعا

وان خطورة اكل الحرام جدا مهمه لانها تظهر اثارها في ذرية اكل الحرام :
الكافي 5 124 باب المكاسب الحرام ..... ص : 124

4- أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ :
كَسْبُ الحَرَامِ يَبِينُ فِي الذرِّيَّةِ

ثم من اين ياتي بالرحمة فيرحم هذين الطاهرين ولا توجد الرحمة الا عند
اهل البيت عليهم السلام
وهم اصله ومعدنه كما قال الامام الصادق عليه السلام عن جده
امير المؤمنين عليه السلام :

الكافي 1 221 باب أن الأئمة عليهم السلام معدن العلم و شجرة ..

2- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عليهالسلام قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام :

إِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ
وَ بَيْتُ الرَّحْمَةِ
وَ مَعْدِنُ العِلمِ
لذلك قال الخبيث لعنة الله عليه :

((قال : ما جعل الله لكما في قلبي من الرحمة شيئا .))

ولما انتهت المحاولات كلها وعرفا عزمه لدخوله في سخط الله تعالى وخصام رسول الله واهل بيته عليهم السلام ولم ينفع كل ما ارادا ان ينجياه من لظى التجئا الى الله تعالى ومناجاته ليكون اخر عهدهما من الدنيا منجات الحبيب معرضان عن كل هموم الدنيا وغمومها ومستانسان بخالقهما الذين هما بعينه لذلك قالا للشيخ :

((قالا : يا شيخ إن كان ولا بد ، فدعنا نصلي ركعات .))

سيد جلال الحسيني
08-06-2009, 07:50 AM
غصنان داميان - 27

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

((قالا : يا شيخ إن كان ولا بد ، فدعنا نصلي ركعات .))

وكان يكفي القاسي هذا موعظة ان هذين الصغيرين السيدين
محمد والذي عمره على الاشهر ثمان سنوات
وسيدنا ابراهيم وعمره سبع سنوات عليهما صلوات الله
لم يطلبا منه الماء ولم يكن لهما رجاء الا الصلاة لربهما وهذه افضل موعظة له ليخاف الله رب العالمين لانهما يصليان وهما مظلومين ودعوة المظلوم لا ترد :

الكافي 2 509 باب من تستجاب دعوته ..... ص : 509

2- الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: كَانَ
أَبِي عليه السلام يَقُولُ :
خَمْسُ دَعَوَاتٍ لا يُحْجَبْنَ عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى دَعْوَة الإِمَامِ المُقسِطِ وَ دَعْوَةُ المَظلومِ
يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ:
لأَنْتقِمَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِينٍ وَ دَعْوَةُ الوَلَدِ الصَّالِحِ لِوَالِدَيْهِ وَ دَعْوَةُ الوَالِدِ الصَّالِحِ لوَلَدِهِ و دَعْوَةُ المُؤْمِنِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ فَيَقولُ وَ لَكَ مِثلهُ .

الكافي 2 509 باب من تستجاب دعوته ..... ص : 509

3- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله :
إِيَّاكُمْ
وَ دَعْوَةَ المَظْلُومِ
فَإِنهَا ترْفَعُ فَوْقَ السَّحَابِ حَتى يَنظُرَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهَا فَيَقولَ ارْفَعُوهَا حَتى أَسْتجِيبَ لهُ وَ إِيَّاكُمْ وَ دَعْوَةَ الوَالِدِ فَإِنهَا أَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ .

الكافي 2 509 باب من تستجاب دعوته ..... ص : 509

4- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَخِيهِ الْحَسَنِ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ كَانَ أَبِي يَقُولُ:
اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ
دَعْوَةَ الْمَظلُومِ
تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ

وسائل‏الشيعة 7 65 23- باب استحباب الدعاء عند هبوب ..

8739- وَ فِي الْمَجَالِسِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ :
اغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ عِنْدَ خَمْسَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَ عِنْدَ الأَذَانِ وَ عِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ وَ عِنْدَ الْتِقَاءِ الصَّفَّيْنِ لِلشَّهَادَةِ وَ عِنْدَ
دَعْوَةِ المَظْلُومِ
فَإِنهَا لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ دُونَ العَرْشِ .

ولعدم خوفه من عقاب الله تعالى الشديد الانتقام قال لهما وبكل وقاحة:

((قال : فصليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة . ))
((فصلى الغلامان أربع ركعات ، ثم رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا : يا حي يا حليم يا أحكم الحاكمين ، أحكم بيننا وبينه بالحق . ))

ان هذا الدعاء ومن مظلومين بريئين الا يهز الجبال الروسي ؟!

الا يتصدع له قلب كل انسان مهما كان دينه وديدنه ؟!

ولكن كما قال الله تعالى :
بَلى‏ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطيئَتهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النارِ هُمْ فيها خالِدُونَ (81)(البقرة)

واخيرا :
((فقام إلى الأكبر فضرب عنقه ، وأخذ برأسه ووضعه في المخلاة ،))
((وأقبل الغلام الصغير يتمرغ في دم أخيه ، وهو يقول : حتى ألقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنا مختضب بدم أخي .))

هذه هي النخوة الهاشمية والخلق العلوي حيث انه في هذه الحالة وسكين الجزار الظالم على عنقه ؛ ولكن لا يمنعه من الدفاع عن رحمه وعن اخيه وليس له سلاح الا ان يتمرغ في دم اخيه ليلقى الله تعالى
ومحمد رسول الله صلى الله عليه واله ليطلب بحق اخيه
والقاسي هذا لم يرقق قلبه كل هذا الحنان من غصن دامي وطير مذبوح بل :

(( فقال: لا عليك سوف ألحقك بأخيك ، ثم قام إلى الغلام الصغير فضرب عنقه ، وأخذ رأسه ووضعه في المخلاة ، ورمى ببدنيهما في الماء ، وهما يقطران دما .))

والان نجلس امام المحكمة الربانية لنجد العدل من الحكيم العزيز وكيف سيستجيب لدعوة المظلوم :

اسْتِكْباراً فِي الأَرْضِ وَ مَكْرَ السيئِ وَ لا يَحيقُ المَكْرُ السيئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظرُونَ إِلا سُنتَ الأَولينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَتِ اللهِ تبْديلاً وَ لَنْ تجِدَ لِسُنتِ اللهِ تحْويلاً (43)(فاطر)

سيد جلال الحسيني
08-09-2009, 08:08 AM
غصنان داميان - 28

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

((ومر حتى أتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعد على كرسي له ، وبيده قضيب خيزران ، فوضع الرأسين بين يديه ، فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثم قام ثم قعد ثلاثا ، ثم قال : الويل لك ، أين ظفرت بهما ؟))

وهذا اول الانتقام منه ان يُرحب به اميره الذي كان له اكبر امنية ان يتقرب اليه براس الطيبين أن قام وقعد مرارا تالما وتذمرا من فعله الشنيع ثم بدء يلومه اشد اللوم :

( قال : أضافتهما عجوز لنا .)

اولا انه لم يخبر اميره اللعين بان العجوزة هي ام زوجته ثم انه اخبره بانها عجوزة وعادة العجوز تعمل ما تذهل عن عاقبة الامور ؛ وبهذا الايحاء لاميره اراد ان يُبرء ساحته وساحة ذويه من استضافتهما ؛ بينما اميره مع شدة قساوته تالم منه اشد الالم وقال له :

((قال : فما عرفت لهما حق الضيافة ؟ قال : لا .))

ظن شيخ القساة بانه ان قال اني لم اعرف لهما حق الضيافة في ايوائهما ونجاتهما سوف يزداد حضوة عند اميره ولم يلتفت من لحن قول
عبيد الله بانه يلومه لشناعة فعله الذي خالف به كل الاعراف السائدة ثم تابعه اميره قائلا:

((قال : فأي شئ قالا لك ؟ قال : قالا : يا شيخ ، اذهب بنا إلى السوق فبعنا وانتفع بأثماننا فلا ترد أن يكون محمد ( صلى الله عليه وآله ) خصمك في القيامة . قال : فأي شئ قلت لهما ؟ قال : قلت : لا ، ولكن أقتلكما وأنطلق برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم .
قال : فأي شئ قالا لك ؟ قال : قالا : ائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره . قال : فأي شئ قلت ؟ قال : قلت : ليس إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما . ))


وعندما وصل اللعين ؛ شيخ القساة الى كلامهما هذا لم يتحمله حتى عبيد الله بن زياد الخبيث الصلف اذ قال له :

((قال : أفلا جئتني بهما حيين ،))

فلما اشار شيخ القساة الى انه كان يريد الجائزة من اميره وعرف
عبيد الله من كلامه انه بقوله هذا يتعجله باعطائه الجائزة فاحرق قلبه بقوله :

((فكنت أضعف لك الجائزة ، وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟ ))

فلما سمع قول اميره هذا احتال اليه بانه لم يكن هدفه نيل الدراهم فقط وانما اراد التقرب اليه ونيل المقام عنده لعله يٌسْكت اميره عنه ولكن الله يفعل ما يريد :

( وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى‏ أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)( يوسف )


((قال : ما رأيت إلى ذلك سبيلا إلا التقرب إليك بدمهما . قال : فأي شئ قالا لك أيضا ؟ قال : قال لي : يا شيخ ، احفظ قرابتنا من رسول الله . قال : فأي شئ قلت لهما . قال : قلت : ما لكما من رسول الله قرابة .))

فلما انكر قرابتهما من رسول الله صلى الله عليه واله لم يتحمل
عبيد الله على خبثه انكار هذا اللعين لنسبهما
ان عبيد الله بن زياد لعنه الله تعالى مع كل جرائمه تلك لكنه لم ينكر نسبهما من رسول الله صلى الله عليه واله وهو القائل للامام الحسين عليه السلام انه لحسن الثغر :

بحارالأنوار 45 167 باب 39- الوقائع المتأخرة عن قتله..
10عن كتاب الأمالي للشيخ الطوسي:
أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَضَرَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ حِينَ أُتِيَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِقَضِيبٍ ثَنَايَاهُ وَ يَقُولُ إِنْ كَانَ لَحَسَنَ الثَّغْرِ فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ارْفَعْ قَضِيبَكَ فَطَالَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَلْثِمُ مَوْضِعَهُ قَالَ إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ..
لاحظت قارئي لم ينكر النسب ولم ينكر حقيقة قول زيد بن ارقم وهذا الخبيث شيخ القساة انكر نسبهما لرسول الله صلى الله عليه واله لذلك قال :

((قال : ويلك ، فأي شئ قالا لك أيضا ؟))

وتابع شيخ القساة قوله :

سيد جلال الحسيني
08-13-2009, 05:58 AM
غصنان داميان - 28



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

((ومر حتى أتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعد على كرسي له ، وبيده قضيب خيزران ، فوضع الرأسين بين يديه ، فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثم قام ثم قعد ثلاثا ، ثم قال : الويل لك ، أين ظفرت بهما ؟))

وهذا اول الانتقام منه ان يُرحب به اميره الذي كان له اكبر امنية ان يتقرب اليه براس الطيبين أن قام وقعد مرارا تالما وتذمرا من فعله الشنيع ثم بدء يلومه اشد اللوم :

( قال : أضافتهما عجوز لنا .)

اولا انه لم يخبر اميره اللعين بان العجوزة هي ام زوجته ثم انه اخبره بانها عجوزة وعادة العجوز تعمل ما تذهل عن عاقبة الامور ؛ وبهذا الايحاء لاميره اراد ان يُبرء ساحته وساحة ذويه من استضافتهما ؛ بينما اميره مع شدة قساوته تالم منه اشد الالم وقال له :

((قال : فما عرفت لهما حق الضيافة ؟ قال : لا .))

ظن شيخ القساة بانه ان قال اني لم اعرف لهما حق الضيافة في ايوائهما ونجاتهما سوف يزداد حضوة عند اميره ولم يلتفت من لحن قول
عبيد الله بانه يلومه لشناعة فعله الذي خالف به كل الاعراف السائدة ثم تابعه اميره قائلا:

((قال : فأي شئ قالا لك ؟ قال : قالا : يا شيخ ، اذهب بنا إلى السوق فبعنا وانتفع بأثماننا فلا ترد أن يكون محمد ( صلى الله عليه وآله ) خصمك في القيامة . قال : فأي شئ قلت لهما ؟ قال : قلت : لا ، ولكن أقتلكما وأنطلق برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم .
قال : فأي شئ قالا لك ؟ قال : قالا : ائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره . قال : فأي شئ قلت ؟ قال : قلت : ليس إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما . ))


وعندما وصل اللعين ؛ شيخ القساة الى كلامهما هذا لم يتحمله حتى عبيد الله بن زياد الخبيث الصلف اذ قال له :

((قال : أفلا جئتني بهما حيين ،))

فلما اشار شيخ القساة الى انه كان يريد الجائزة من اميره وعرف
عبيد الله من كلامه انه بقوله هذا يتعجله باعطائه الجائزة فاحرق قلبه بقوله :

((فكنت أضعف لك الجائزة ، وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟ ))

فلما سمع قول اميره هذا احتال اليه بانه لم يكن هدفه نيل الدراهم فقط وانما اراد التقرب اليه ونيل المقام عنده لعله يٌسْكت اميره عنه ولكن الله يفعل ما يريد :

( وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى‏ أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)( يوسف )


((قال : ما رأيت إلى ذلك سبيلا إلا التقرب إليك بدمهما . قال : فأي شئ قالا لك أيضا ؟ قال : قال لي : يا شيخ ، احفظ قرابتنا من رسول الله . قال : فأي شئ قلت لهما . قال : قلت : ما لكما من رسول الله قرابة .))

فلما انكر قرابتهما من رسول الله صلى الله عليه واله لم يتحمل
عبيد الله على خبثه انكار هذا اللعين لنسبهما
ان عبيد الله بن زياد لعنه الله تعالى مع كل جرائمه تلك لكنه لم ينكر نسبهما من رسول الله صلى الله عليه واله وهو القائل للامام الحسين عليه السلام انه لحسن الثغر :

بحارالأنوار 45 167 باب 39- الوقائع المتأخرة عن قتله..
10عن كتاب الأمالي للشيخ الطوسي:
أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَضَرَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ حِينَ أُتِيَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِقَضِيبٍ ثَنَايَاهُ وَ يَقُولُ إِنْ كَانَ لَحَسَنَ الثَّغْرِ فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ارْفَعْ قَضِيبَكَ فَطَالَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَلْثِمُ مَوْضِعَهُ قَالَ إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ..
لاحظت قارئي لم ينكر النسب ولم ينكر حقيقة قول زيد بن ارقم وهذا الخبيث شيخ القساة انكر نسبهما لرسول الله صلى الله عليه واله لذلك قال :

((قال : ويلك ، فأي شئ قالا لك أيضا ؟))

وتابع شيخ القساة قوله :

سيد جلال الحسيني
08-13-2009, 05:59 AM
غصنان داميان - 29

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

((قال : ويلك ، فأي شئ قالا لك أيضا ؟))

وتابع شيخ القساة قوله :
((قال : قالا : يا شيخ ، ارحم صغر سننا . قال : فما رحمتهما ؟ قال : قلت : ما جعل الله لكما من الرحمة في قلبي شيئا . قال : ويلك ، فأي شئ قالا لك أيضا ؟ قال : قالا : دعنا نصلي ركعات . فقلت : فصليا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة ، فصلى الغلامان أربع ركعات . قال : فأي شئ قالا في آخر صلاتهما ؟ قال : رفعا طرفيهما إلى السماء ، وقالا : يا حي يا حليم ، يا أحكم الحاكمين ، أحكم بيننا وبينه بالحق . ))

ان دعائهما هز مشاعر اقسى الناس واعتاهم واشد الناس واسواهم فلم يصبر حينما سمع الدعاء بل نزل حكم الله على يدي امير الشيخ الذي كان يرجو التقرب اليه ونيل دراهمه باي نحو كان وباي سبيل استطاع وان كان بدخوله في اسخط عمل لله تعالى ورسوله الذي ارسل رحمة للعالمين صلى الله عليه واله :

((قال عبيد الله بن زياد : فإن أحكم الحاكمين قد حكم بينكم ، من للفاسق ؟))
((قال : فانتدب له رجل من أهل الشام ، فقال : أنا له . قال : فانطلق به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين ، فاضرب عنقه ، ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما وعجل برأسه ،))

هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَ رَسُولهُ وَ صَدَقَ اللهُ وَ رَسُولهُ (الاحزاب )

كم دقيق استجاب الله دعاء المظلومين بحيث كانت الاستجابة على يدي من اراد التقرب اليه بكل افعاله الشنيعة تلك وكانت الاستجابة بنحو بحيث ترى يد الله تعالى فيها للدقة التي عملها الخبيث عبيد الله حيث قال له :

((فانطلق به إلى الموضع الذي قتل فيه الغلامين ، فاضرب عنقه ، ولا تترك أن يختلط دمه بدمهما))

ففعل الرجل ذلك ، وجاء برأسه فنصبه على قناة ، فجعل الصبيان يرمونه بالنبل والحجارة وهم يقولون : هذا قاتل ذرية
رسول الله
( صلى الله عليه وآله ).
وصلى الله على رسوله محمد وآله الطاهرين وسلم كثيرا

الحمد لله رب العالمين انتهيت من كتابي هذا عن المظلومين عليهما السلام في الثاني من شعبان وانا متشرف بمجاورة الامام الرضا عليه السلام
وان من اراد التوسل الى الله تعالى لمسئلة مستعصية جدا فعليه بالتوسل بالطفلين الغريبين عليهما السلام باخلاص فلا يخيب ابدا
وسانقل لكم توسلي بهما وكيف استجاب الله تعالى لي ببركتهما بكرامة اشبه بالمعجزة :

سيد جلال الحسيني
08-13-2009, 05:59 AM
غصنان داميان - 30
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

ان اخي العزيز السيد رضا عنده مجلس سنوي في العشر الاواخر من شهر صفر الى اول ربيع الاولى .
والثلاث ايام الاخيرة ياتي برادود معروف ليكون في بيته اللطم على شهادة رسول الله والامام الحسن والامام الرضا عليهم صلوات الله واسم الرادود الملا حيدر القباني الكربلائي .
ففي سنة من السنوات لما انتهى اخر مجلس في بيته وقام الاقرباء والاصدقاء كالعادة في نزع السواد وجمع الصحون ليعود ترتيب البيت كما كان قبل اقامة الماتم وانتهى عملهم فودعته وخرجت لبيتي .
وانا استعد للنوم سمعت رنة التلفون فتعجبت !!
من يتصل بي في مثل هذا الوقت المتاخر؟!
حملت السماعة وانا اتعجل لمعرفة المتصل واذا به صوت يرتعش تاملته واذا به اخي السيد رضا حفظ الله تعالى سالته قائلا:
حبيبي ما دهاك ؟!
ولماذا ترتعش ؟!
قال لي:
ارجو ان تتوسل بالله تعالى!
قلت له:
ولماذا؟!
ولاي حاجة؟!
قال:
سرقوا سيارتي الجديدة قلت له:
وكيف عرفت ذلك ؟
قال: جئت لافتح الباب لكي اخذ فلان من اصدقائنا الى بيته واذا بي ارى مكان سيارتي خالية !
فقلت له:
وماذا فعلت؟
قال:
اتصلت بالشرطة وجاؤا الى هنا ؛ ولكن ماذا يفعلون ولا يوجد اي اثر للسارق لكي يحسبوا عليه او يعتبروه نقطة انطلاق للبحث عن السارق .
قلت له :
لا تقلق واجعله فداء للحسين عليه السلام .
قال اخي حفظه الله تعالى:
لا تهمني السيارة وليس قلقي عليها وانما يقلقني رضا اهل البيت عليهم السلام عني لان الناس سيقولوا لو كان مجلسه في رضا
اهل البيت عليهم السلام لما سرقت سيارته .
قلت له:
لا تهتم فان المجلس مجلسهم وهم اعرف بما يقوله الناس وبما يفعلون ؛ ولما ودعته وجعلت سماعة الهاتف في مكانها التفت الى السماء قائلا : يارب اتوسل اليك
بطفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام المظلومين
الا ما فرجت عن اخي بعثوره على سيارته ؛ ثم قلت لأهلي :
سانذر لهما ماتم اقيمه في بيتي وبعد الماتم اطعم الحضور واهدي ثوابها الى
طفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام
فقالت لي زوجتي:
وانك تنذر للطفلين المظلومين عليهما السلام وهو حق لكن اخوك قد اخبر الشرطة ولعل الشرطة تعثر على السارق وان لم تنذر؛
فغضبت وناديت باعلى صوتي:
يا طفلي مسلم علامة قضاء حاجتي منكم وعلى يديكم لتوسلي بكم ان اعثر انا بنفسي على السارق واقبض عليه بيدي وليس الشرطة من تقوم بذلك فقالت لي:
وكيف تعثرعليه انت وتقبض عليه بيدك ؟!
قلت :
هذا الامر يخص
طفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام
ليرفعا الشك من قلبك ويزيدا يقينك قالت:
حقا ان عثرت بنفسك على السارق فهذا يعني عملت المحال ولا يكون ذلك الا بتوسلك
بطفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام .
فقبضت بيدي على يدي الاخرى وصرخت يا طفلي مسلم المظلومين اريد هكذا اقبض عليه بيدي .

سيد جلال الحسيني
08-13-2009, 06:00 AM
غصنان داميان - 31
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله
واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

وبعد ايام كنت انا واهلي في مسجد من المساجد المهمه والتي بنيت بامر الامام الحسن العسكري عليه السلام في مركز السوق لنصلي صلاة المغرب والعشاء ثم نذهب لشراء حذاء رياضي لولدي الصغير
سيد محمد علي ؛ فلما انتهينا من الصلاة وخرجنا من المسجد للذهاب الى السوق واذا بازدحام شديد فنظرت الى الازدحام واذا بسيارتين قد اصطدمتا فاستاذنت من اهلي وذهبت نحوهما واذا بسيارة اخي احدى المصطدمتين والسائق على وشك الفرار فمسكته بيدي وصرخت للضابط تعال امسكه بسرعه لا يهرب
فقال الضابط:
وكيف يهرب ؟
ولماذا ؟؟
ومن انت لكي تطلب مني ان القي القبض عليه؟؟
انما هو اصطدام وسنخطط له.
فقلت له:
لا يا سيادة الضابط ان هذا السائق سارق لسيارة اخي فتعجب من هذا الاتفاق وقال:
وكيف اصطدم امامك وما هذه الصدفة العجيبة؟!!!
فقلت له:
ليست صدفه وانما هي يد الغيب مدت من ضريح
طفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام
بنذري لهما
فتعجب الضابط واهتم بالامر اشد الاهتمام ونادى بالجندي ان يلقي القبض عليهما وياخذهما للموقف
وجاء بعد قليل نفس الضابط وسجنوا السارق الذي القيت القبض عليه بنفسي كما نذرت ثم سلموا السيارة لاخي واقمت الماتم وبعده الاطعام كما نذرت .
السلام عليكما من مظلومين ولعن الله قاتلكما ولعن عبيد الله بن زياد ومن حمّله على اكتاف آل محمد عليهم السلام ومهد له هذا الظلم ؛ ورسخ كرسي حكمه على رؤس الابرياء من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وشيعتهم النجباء
2 / شعبان / 1430