المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )



المرشد الدولي
05-03-2009, 03:37 PM
عـش الـعـفـاريـت


(( رواية العـشق والإثارة والرعب ))



http://www.7meel.com//uploads/images/22.04.30-c03835589f.jpg

المرشد الدولي
05-04-2009, 06:24 AM
عـش الـعـفـاريـت



(( رواية العـشق والإثارة والرعب ))





تنويـه



الحقوق محفوظة حصراً للمؤلف



ولا يجوز شرعاً نسخها أو بيعها دون



إذن مسبق


المرشد الدولي
********

المرشد الدولي
05-04-2009, 08:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا
لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ}
(27) سورة الأعراف


صدق الله العظيم

المرشد الدولي
05-04-2009, 03:59 PM
لن أخاف الظلام
لأن شمس الحقيقة ستشرق من جديد لتنير الطريق
لذا حتماً سأواصل البحث عن الجادة
فكونوا معي حتى النهاية
المؤلف

hani m
05-04-2009, 08:17 PM
أتمنى قرائتها

المرشد الدولي
05-05-2009, 06:24 AM
تحية وشكر



الشكر الجزيل والعرفان الأصيل

لكل القائمين على هذا الصرح

ولكل الأعضاء الكرام لإتاحتهم

لي الفرصة لطرح هذه البصمات



أخوكم المرشد الدولي

المرشد الدولي
05-05-2009, 07:11 AM
1-1 الماسنجر




الدمام – ربيع أول 1427 هـ


الثامنة مساءً :





- أخي، أرجوك أعطيني فرصة.
- أبو أحمد، أنا أعرف إنك فاتح عدة ماسنجرات، لكن أرجوك أنا محتاج لمساعدتك، إنها قضية حياة أو موت .
- نعم نعم تفضل..آسف لتأخري .
- الحمد لله.. أخيراً، السلام عليكم.
- وعليكم السلام .
- كيف حالك أبو أحمد.
- الحمد لله بخير.
- وأنت .
- الحمد لله.
- أنا في أمس الحاجة لك.
- قصدك إستشارة ؟
- لا.
- إذاً ماهو طلبك ؟
- أبو أحمد، هل في أمكاني مقابلتك ؟
- مقابلتي !
- نعم.
- هل الأمر ضروري ؟
- نعم.
- وكيف ؟
- وكيف ماذا ؟
- قررت إن الأمر ضروري.
- أرجوك، لا أستطيع الشرح في الماسنجر، يجب أن أقابلك وجهاً لوجه.

- هل هي قضية إجتماعية ؟
- لا.
- نفسية ؟
- لا.
- جنسية ؟
- لا.
- إذا ماهي قضيتك ؟
- صدقني لا أستطيع أن أشرحها لك الأن.
- من أي نوع مشكلتك ؟
- أنت فقط وافق وسوف تعرف كل شئ .
- حسناً، أنا موافق.
- الحمد لله .
- مارأيك يوم الغد.
- والمكان ؟
- أنت كلمني وسوف نحدد المكان.
- أبو أحمد، أرسل لي رقم موبايلك وأنا سأتصل بك.
- لحظة..تفضل, لقد أرسلته.
- طيب .
- هل وصل ؟
- نعم، أشكرك.
- متى ستتصل بي ؟
- أنت من يحدد، متى يناسبك ؟
- غداً بعد الثامنة مساءً، يعني في مثل هذا الوقت.
- أخي أبو أحمد، المكالمة فقط لدقائق لأتعرف عليك، سأتصل بك الأن.
- الأن!
- نعم، هل تمانع، الأمر ضروري.
- أوكي، لامانع تفضل.
- أشكرك أبو أحمد.
- أنا أنتظرك.

المرشد الدولي
05-05-2009, 08:09 AM
وبعد خمس دقائق رن الموبايل.


- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- كيفك أبو أحمد.
- الحمد لله.
- أخيراً سمعت صوتك.
- حياك الله .
- ممكن تخبرني بأسمك ؟
- تقدر تناديني أبو مراد.
- ماشاء الله أسم جميل.
- أبو أحمد، يجب أن أقابلك.
- أبو أمراد، عذراً، ممكن تتكلم بصوت منخفض، صوت نفسك سد أذني.
- لاتلومني أبو أحمد.
- إلا هذا الحد المشكلة كبيرة.
- وأكبر مما تتصور.
- هل تخصك.
- لا.
- أوكي تكلم، ربما وجدنا الحل بالموبايل.
- لا أعتقد.
- كيف ؟
- حل مشكلتي ليس أقتراحاً أو جواباً، يجب أن أراك.
- قلت يجب.
- نعم.
- فهمت قصدك، تريد المقابلة الأن.
- لا، ليس الأن، أنا بعيد عنك، وفي دولة غير دولتك.
- مافهمت.
- ألم تنظر لرقم موبايلي الظاهر عندك.
- لا، لحظة سألقي نظرة، لم أنتبه.. صحيح رقمك غريب.
- هل صدقتني .
- نعم، ومن أي دولة تتكلم.
- من الكويت.
- الكويت !!
- نعم الكويت، فأرجوك حدد لي موعد أراك فيه.
- قلت من الكويت !
- نعم، ولماذا الإستغراب، فقط ساعتين زمان بالطائرة وأكون عندك.
- أنت تتكلم بجد ، او تمزح.
- والله أنا لا أمزح أخي أبو أحمد، ولولا إن الأمر ضروري لم أكلمك.
- نعم صدقتك.
- لكن ماهي المشكلة التي تدعوك للسفر بهذه السرعة.
- أنا توقعت أنك الشخص المناسب لحل مشكلتي.
- من يسمعك يقول أني خبير أو عالم كي تسافر كل هذه المسافة من أجلي.
- صدقني أخي أبو أحمد أنا أرى فيك الشخص المناسب.
- وهل القضية تحتاج كل هذا العناء.
- نعم.
- هل هي قضية بحيث لايوجد لها حل بالكويت.
- لا.
- والله أمرك محير، أنا لا أصدق إنك لم تجد من يحل مشكلتك بالكويت.
- أنا جاد أبو أحمد.
- ستسافر إلي المملكة لتقابلني، أعتقد إنك مخطئ أخي أبو مراد.
- ارجوك أبو أحمد، أنا طرقت بابك فلا ترد الباب، أهكذا يكرم الضيف.
- الضيف!
- نعم، أنا ضيف عندك وترفض مساعدتي.
- أبو مراد أنت تتصرف بغرابة، تقول لي أن مشكلتك لاتحل إلا بي.
- أرجوك، وافق، وسوف أكون عندك غداً.
- تتكلم بجد.
- نعم، وأنت لن تخسر شيئاً، وأنا لا أريد أي ضيافة منك أو عشاء وغيره.
- أوكي، أنا بمدينة الخبر، هل تعرفها.
- نعم زرتها مرتين.
- مرحباً بك.
- بالمناسبة، سيأتي معي صديق عزيز، وأنا أحتاجه، إذا لم تمانع.

ملاك الورد ..~
05-05-2009, 08:32 AM
بداية موفقة وشيقة جدا

بانتظار التتمة

موفق لكل خير

المرشد الدولي
05-05-2009, 11:13 AM
- صديقك سيأتي معك، وعندك مشكلة تريد حلاً، سنرى.
- أشكرك جداً على الموافقة، وإن شاء الله سأكون على إتصال بك يوم الغد.
- أوكي أنا في إنتظارك.
- لاتنسى أرجوك، لا أريد أي إلتزامات، فقط أراك وجهاً لوجه.
- لامشكلة، إذا وصلت الدمام، أعطني إتصال.
- على بركة الله.


فأقفل أبو مراد الإتصال.


- أمر هذا الرجل غريب، أول مرة أسمع هكذا مقدمات، حسناً
دعنا نصبر ليوم الغد ونعرف ماذا سيحدث.







1-1 المواجهة





- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- كيفك أبوأحمد.
- الحمد لله.
- أنا بالسعودية، أقصد بالدمام.
- الحمد لله على السلامة.
- أتمنى إنني لم أزعجك بإتصالي مبكراً.
- لا، لاشئ، أنا عادة أجلس مبكراً يومي الخميس والجمعة.
- شئ جميل.
- متى جلست.
- السابعة صباحاً، أوكي أبو مراد، أين موقعكم.
- نحن للتو خرجنا من المطار متوجهين بالليموزين إلي الخبر.
- ماشاء الله، أنا متحمس للقاءك أخي أبو مراد، أعتقد إن الأمر مهم.
- نعم، مهم جداً.
- أوكي أبومراد، أنا أدعوكم لتناول الأفطار معي، أنا أعرف
مطعم يقدم أطباق يمنية لذيذة بالدمام.
- لاداعي أخي أبو أحمد، أنا رتبت الأمور، نريد أن نتقابل في فندق
الخمسة نجوم عندكم بالخبر.
- أها.. الأمور إذاً مرتبة من قبل.
- نعم، خططنا أن نجلس يومين، إذا وصلنا الفندق سأتصل بك، ويمكننا
أن نتقابل في البهو، وأرجوك أنسى أي إفطارأو دعوة، يمكنك أنت
تفطر قبل المجئ للفندق.
- حسناً إتفقنا، أووه.. على فكرة أخي أبومراد، هل صديقك معك.
- تقصد شاهين، نعم إنه بجانبي، قريباً ستتعرف عليه.
- حسناً موعدنا في بهو الفندق.

- في أمان الله.



وماهي إلا عشرة دقائق حتى لبست بدلتي وأمشطت شعري
وأخذت كوب القهوة معي، وما إن جلست خلف عجلة القيادة حتى رن الموبايل.


- أبو أحمد، أين أنت ؟
- أبو مراد، ألم نتـفق إن موعدنا بالبهو.
- أوكي أبو أحمد، نحن بالبهو.
- تقول لي في الطريق.
- نعم كنا بالطريق، والأن نحن دخلنا الفندق وأستلمنا بطاقة الغرفة.
- والله أمرك عجيب أبومراد، أوكي أوكي، عشر دقائق وأكون
عندك بالفندق، لكن أرجوك لاتتصل بي.
- طيب أسف، على الأزعاج.
- لاداعي، أنا بالطريق.


وعندما ترجلت بهو الفندق، وجدت رجلين باللباس الكويتي جالسان قرب
الزجاج يحتسيان الشاي، وأحدهما سمين جداً يأكل فطيرة، وما
إن أقبلت نحوهما، حتى قام السمين وأستقبلني.


- أكيد أنت أبو أحمد.
- نعم.


أخذ يقبلني بحرارة وأحضانه بمساعده يداه كادتا أن تكسر أضلعي.


- عرفتك من صوتك، أنت أبو مراد.
- نعم حبيبي أبو أحمد، وهذا شاهين الذي حدثتك عنه.
- حياك الله أخي شاهين.
- قرب مني أبو أحمد، أعطيني قبلة، أو فقط أبو مراد.
- أهلاً وسهلاً بكم، شرفتم بلدنا.

ملاك الورد ..~
05-05-2009, 11:58 AM
ياترى ايش يبون
وشنو مشكلتهم

بانتظار التتمة على احر من الجمر

المرشد الدولي
05-05-2009, 03:48 PM
- حياك الله أبو أحمد، هي بلدنا أيضاً، نحن لم نبتعد
عن وطننا، مازلنا في وطننا، أنسيت ذلك.
- نعم عزيزي، أنتم في بلدكم.
- نعم نعم، أجلس أبو أحمد.
- أشكرك.
- أووه، أعذرني، ماذا تشرب.. لحظة، جرسون، بليز كم هير.
- لاداعي أبو مراد، شربت قهوتي بالسيارة.
- لاتستحي أبو أحمد.
- هاهو الجرسون حضر، ماذا تشرب ؟
- الصراحة أخجلتموني، أنا من يجب أن يدعـوكم للأفطار.
- لا إحراج أبو أحمد، البساط أحمدي، ماذا تشرب، جرسون أحضر شاي.
- أبو مراد، إن كان ولابد فقط قهوة، بليز ون كوفي فري شوجر.
- تقول شربت قهوتك.
- نعم، لم أكملها، ومازالت أحس بالنعاس.
- طيب، فريند كوب قهوة بسرعة.
- أوكي .
- ماشاء الله أبو أحمد، الخبر تغيرت كثيراً، أصبحت جميلة جداً .
- الحمد لله، بلدنا تتطور بسرعة، كل يوم أرى شئ جديد.
- الحمد لله.
- طيب أبو أحمد ممكن نبدأ بالموضوع.
- نعم تفضل.
- أخي شاهين سيتكلم بالنيابة عني.
- هل هو صاحب المشكلة أم أنت؟
- أنا أبو أحمد، لكن هو يعبر أفضل مني، وهو كاتم أسراري.
- لامشكلة، تفضل أخ شاهين.
- بسم الله نبدأ، أخي أبو أحمد، هل تحب السفر.
- نعم، وماعلقت السفر بموضوعكم.
- أرجوك أجب على سؤالي، لاحقاً ستفهم القصد.
- نعم أحب السفر.
- سفر المغامرة.
- تقريباً، أحب أتعرف على الشعوب والعادات، والطبيعة.
- طيب، هاهي جاءت إليك مجاناً.
- لم أفهم، أنتم قطعتم كل هذه المسافة من الكويت إلي
هنا لتعرضون علي منحة سفر مجاناً.
- أصبر قليلاً شاهين، أنا سأوصل المعلومة له.
- تفضل أبومراد.
- أخي أبو أحمد، أبني مراد يحتاج مساعدتك.
- كيف ؟
- لاتستعجل، أنت أسمعني بدون مقاطعة وبدون أسئلة، إذا
ممكن، أعتقد أنني في عمر والدك.
- آسف تفضل وكلي آذان صاغية.
- أسمع حبيبي، أبني وحبيبي مراد طار من يدي، وأخذته الجن.
- الجن !
- نعم الجن، المجنون رمى بنفسه إلي التهلكه، وجلس
يقرأ عن الجن حتى أختفى من البيت.
- أكمل أنا أسمعك.
- في يوم من الأيام أكتشفت إن مراد يعمل بحوث ويقرأ
معلومات كثيرة عن الجن، ولاحظت ذلك من الكتب
التي يشتريها، ومن مواقع الأنترنت، ودائماً يتكلم عن الجن.
- أنا معك، أكمل أبو مراد.


أبو مراد يتكلم ويسهب وعيونه تدمع والكلمات التي
تخرج منه مصحوبه بالبكاء


- تقصد إن أبنك خطف من قبل الجن.
- نعم.
- لا أرجوك لاتصدق هذه التفاهات، أنا قرأت وسمعت
من رأسي حتى أخمص قدمي عن عالم الجن ولم أسمع أو أصدق بهذا الكلام.
- أنت تعرف عن الجن.
- فقط قراءة معلومات وبقصد الإطلاع لا أكثر.


أبو مراد ينظر لشاهين، وشاهين ينظر لأبومراد.

المرشد الدولي
05-05-2009, 04:34 PM
تـنـويـــه




أعتذر لكل الإخوة القراء إذا بدر مني أي خطأ إملائي



كون الرواية مازالت تحت التنسيق والتعديل والتجريح



أخوكم المرشد الدولي
---------
----
-

المرشد الدولي
05-06-2009, 08:47 AM
- ألم أقل لك ياشاهين أن أختياري صحيح، هو الشاب المطلوب.
- نعم هو يا أبو مراد، إنه الشاب رقم واحد.
- ماذا يجري ياجماعة، أنتم تتكلمون بالألغاز،
وماذا تقصدون أني الشاب المطلوب رقم واحد.
- لحظة لاتغضب ابو أحمد، لاتفهمنا خطأ.
- طيب، ها أنا أنصت لك مرة ثانية.
- أشرح له ياشاهين، أنت شاهين أو بومة.
- إن شاء الله أبو مراد، أسمع أخي أبو أحمد،
أبنه مراد مفقود منذ أربع سنوات، ولقد بحثنا
عنه في كل مكان، حتى الشرطة بحثت عنه في
كل الكويت، لحظة..لحظة أنظر إلي هذه الأثباتات.


فأخرج شاهين من الحقيبة التي بجواره عدة
أوراق، وناولني من بينهم ورقة قديمة
وبالية، فناولني إياها كي أقرأها، وإذا هي
بلاغ الشرطة في الكويت العاصمة عن شاب
مفقود أسمه مراد، ويبلغ من العمر أربعة
وعشرين سنة.


- أوكي صدقتكم إن مراد مفقود، وفرضاً على
حسب قولكم، إن الجن خطفوه، ماهو موقعي
من الأعراب، إلي الأن لم أفهم ما بيدي لأقدمه لكم.
- أبو أحمد حبيبي، أنت من سيرجع مراد.
- أنا !!
- نعم أنت.
- كيف أبو مراد ! هل أنا ملك الجن !!
- ههههه، لا أبو أحمد، أبو مراد لايقصد أنك
ملك الجن، أنت ستذهب لتحضره، ونحن
سندعمك بكل شئ.
- لحظة، كيف عرفتني وكيف أخترتني من بين
كل البشر، صراحة أنا مستغرب كيف وقع
أختيارك علي أنا بالذات.
- فـقـد ولدي مراد يا أبو أحمد جعلني أفعل
المستحيل، وأبحث عنه في كل مكان، صدقني
إن اليأس لم ولن يجد مكاناً في قلبي، شهور
بعد الشهور وأنا أبكي لفقده حتى أصبحت
شبه مجنون، أسأل عنه في كل شارع
ومكان، وذات مرة وأنا أبحث بالأنترنت
عن مخرج لمشكلتي، كتبت بالجوجل كلمة
جن، وإذا وجدت عدة مواقع بها رسالة
لها علاقة بموضوعي بأسم
( صيد العلم من المجهول ).
هل الأسم صحيح شاهين أو أنا مخطئ ؟
- نعم صحيح أبو مراد.

- وجدت في رسالتك معلومات جيدة عن
الجن، وعالم الجن، صح شاهين ؟
- نعم أبو مراد.
- أنت معي أبو أحمد.
- نعم معك أكمل.
- قلت هذا الكاتب سيساعدني كي أسترجع
ولدي وقرة عيني مراد.
- قصدك أكون سفير لك وأسافر للجن.
- تستطيع أن تقول نعم.
- آسف، طلبك مرفوض، أنا أستأذن.
- أبو أحمد، حرام عليك، سافرنا كل هذه
المسافة وتذهب بكل بساطة وتقول آسف، أرجوك
أنت أكيد تعرف طعم الأبوة، تخيل أبنك مكان أبني.
- لكن طلبك خيال ومستحيل أبو مراد، كيف أسترجع مراد.
- شاهين أعطيني الحقيبة.
- تفضل أبو مراد.


ففتح أبو مراد الحقيبة وأستخرج منها رزمة
من النقود الورقية ووضعها بيدي.


- ماهذا أبومراد ؟
- الفين دينار كويتي.
- والمقابل ؟
- هذا بداية المشوار فقط، والباقي أضعافهم بعد عودة مراد.
- أسف، وأرجع دنانيرك مكانهم.
- أخفظ صوتك ولاتفضحنا أبو أحمد، ولاتسرع
في إتخاذ القرار، أنت إنسان مثقـف وتحب
المغامرة، وهاهي جاءتك عند قدميك.
- أسف، أنت تستغلني.
- دعني أشرح له أبو مراد، أسمع عزيزي
أبو أحمد، أنت فهمت خطأ.
- كيف، هيا أقنعني.
عزيزي المطلوب منك فقط تكوين فريق للبحث
وأنت رئيسهم، وأنت من سيقوم بأختيارهم
وأنتقاءهم، ولاتنسى العملية ليست سهلة.

المرشد الدولي
05-06-2009, 09:13 AM
http://www.7meel.com//uploads/images1/22.04.30-c03835589f.jpg

المرشد الدولي
05-06-2009, 10:19 AM
- فريق !
- نعم عزيزي، مثلاً اربعة أشخاص
وأنت واحداً منهم.
- ومن أين أحصل عليهم.
- أبو أحمد لاتصعب الأمور أنا أعرف أنك
تقرأ الخط من عنوانه.
- والمطلوب.
- تأخذ الألفين دينار بهدوء، وتختار ثلاثة
شباب ذوي كفاءة وخبرة وذكاء مثلك كي يعملون
معك كفريق أو بعثة للبحث عن مراد.
- يعني كما في الأفلام الأجنبية.
- نعم، ألم تشاهد مغامرات الغابات في أفريقيا وغيرها .
- وماهي مواصفات هذا الفريق؟
- أنت تسأل ماهي مواصفاتهم، والله لو قيل لي
إنك طرحت هذا السؤال لن أصدق ذلك.
- أنت تمدحني لتصنع مني بطلاً لأحقق مطالبك.
- أرجوك أبو أحمد، أحتاج مساعدتك، هل تتوقع
أني هنا للمزاح واللعب، هذا أبني، فلذة كبدي.
- صراحة أنا في حيرة.
- وأرجوك، لاتعتبر ألألفين دينار بدل أتعاب، أنت
ستحتاج لمعدات ومصاريف للرحلة والإقامة.
- أي رحلة ؟
- رحلتك للبحث عن مراد.
- وأين أبحث عنه ؟!!
- ستعرف بعدما توافق.
- بعدما أوافق.
- نعم، وأنا حجزت للإقامة في هذا الفندق
ثلاثة أيام، كي تفكر جيداً وتتخـذ القرار قبل
أن نرجع لبلادنا.
- ثلاثة أيام.
- نعم، هي فرصتك، ولاتنسى أنت إنسان شغوف
محب المغامرة والمعرفة.
- حسناً، أعطيني الوقت وسأعطيك الرد قريباً.
- لديك إلي يوم السبت بعد العشاء.
- الحمد لله الحمد لله.. يالله أرجوك رد لي ولدي
كما رددت يوسف لأبيه النبي يعقوب عليهما السلام.



وإذا شاهين يبتسم بريبة وينظر لأبي مراد، وأنا
في حيرة من أمري.


- أنا أستأذن وسأتصل بك.
- طيب خذ المبلغ معك.
- لا، إذا أنا وافقت لنا كلام آخر.
- آوكي على راحتك.
- في أمان الله.
- لحظة أبو أحمد، كأنك قلت إنك تعرف مطعم
يقدم أكلات لذيذة بالمنطقة.
- مطعم .
- نعم.
- أسأل موظف الأستقبال.







1-3 القـرار




- أم أحمد.
- نعم.
- فرضاً، لنقل فرضاً، أحدهم عرض عليك
رحلة مجاناً، هل تقبلين بها.
- قصدك هدية بالمسابقات، أكيد سأقبل.
- لا، بدون مسابقة.
- كيف، قصدك بدون أي مقابل.
- نعم.
- ولا في الأحلام.
- يمكن في مقابل.
- أكيد عندك شئ، لماذا هذا السؤال.
- في الحقيقة، جاءني عرض سفرة لرحلة
مجاناً شاملة كل المستلزمات.
- مجاناً ؟!
- نعم مجاناً.
- لا أصدق.
- والله أتكلم بصدق.
- والله بدأت أشك فيك، الظاهر إن من كثر
تأليفك وكتابتك ليل نهار، فقدت عقلك، أقول
الأفضل خذ أجازة وأترك عنك التأليف.
- لاحول إلا بالله، أقولك أتكلم بجد.
- أبو أحمد، أن تصدق هذا الكلام، في أحد في
هذه الأيام يقدم شئ بدون مقابل، حتى علبة
العصير، لاتحصل عليها مجاناً إلا في الأعراس
والمناسبات الخاصة.
- صدقتي أم لم تصدقي، كلمني شخص من الكويت
وقابلته بالأمس، وجرى الحديث وجها لوجه، وعرض
علي تجهيز رحلة مع فريق.
- فريق.
- نعم، وأنا من يختار أعضاءه.
- يمكن رحلة سفاري.
- أنا أتكلم بجد، أنا لا أمزح !

بدر الشرقية
05-06-2009, 01:06 PM
والله القصة مشوقة...حمستني
تسلم المرشد الدولي
وننتظر التتمة....

تحياتي الحارة

المرشد الدولي
05-06-2009, 02:55 PM
وفي مكان آخر وبالتحديد في بهو الفندق، حيث
أبو مراد وصديقه شاهين يحتسيان الشاي بعد عشاء دسم.


- أبو مراد.
- نعم.
- هل تعتقـد إنه سيعود.
- أكيد.
- والسبب.
- أنا أعرف طباعه.
- كيف تعرفه، واليوم فقط قابلته.
- أنا درست كتاباته، هو شخص فضولي جداً
ويحب المغامرة والمعرفة.
- تقصد، إنه سيعود، وسيوافق.
- حتماً، وأعتقد إنه سيأتي اليوم.
- لكن الأن الساعة الحادية عشر، وما بقى إلا
القليل حتى ننام.
- سترى أني على حق، أنا أعرف الناس بمجرد
الكلام معهم لأول مرة.
- أبومراد !
- ماذا ! .. ماذا حصل ؟
- هذا رابع كوب تشربه، بطنك أمتلأ سكر.
- لاعليك، أمامنا طريق طويل، سأحرقه في الرحلة.




عودة للبيت .


- وأنا أتكلم بجد يا أبو أحمد، أنت تقول شخص
عرض عليك رحلة مجاناً.
- نعم.
- إلي أين ؟
- الصراحة إلي الأن لا أعرف وجهة هذه الرحلة.
- قلت من الكويت، أكيد رحلة للصحراء.
- لا.
- وما الغرض من هذه الرحلة، يمكن لعمل دعاية لمنتج جديد.
- لا.
- إذا ماهو الغرض ؟

- للبحث عن إبنه المخطوف.
- أنت تمزح.
- والله أتكلم بجد.
- مخطوف !!
- نعم مخطوف، ومهمتي أنا وفريقي البحث عنه
وأرجاعه لوالده.
- أبو أحمد !
- نعم.
- هل تعمل بالشرطة وأنا أخر من يعلم !
- يقول إنني الشخص المناسب لهذه المهمة.
- ومن تعتـقد خطفه، عصابات المافيا.
- لا، أعظم وأخطر.
يالله !! أخطر من المافيا.
- نعم.
- من هم ؟
- الجن.
الجن !!

المرشد الدولي
05-06-2009, 03:17 PM
- نعم الجن خطفوا مراد.
- بسم الله الرحمن الرحيم..أسمه مراد.
- مراد أختطف من قبل الجن قبل أربع
سنوات، فقط هذا ما أعرفه عنه.
- وما فائدتك أنت وفريقك.
- المغامرة.
- فقط !
- نعم، وكل التكاليف على أبو مراد.
- أنا أعرف إنك لست مقتنع بهذا الكلام.
- نعم أنا لا أقتنع، لكن ما المانع أن أخوض
تجربة جديدة.
- الله يستر منك، يوجا في منتصف الليل، والأن جن.
- لاتخلطي الأوراق، اليوجا لادخل لها
بالموضوع، القضيبة بسيطة، رجل فقد
ولده ويريدنا أن نبحث عنه.
- لكن أين ؟
- سنعرف قريباً.



- ومن هم أعضاء فريقك.
- في بالي عدة أشخاص، وسأختار أفضلهم.
- أنا كنت أعرف يا بوأحمد إنك ستوافق، وأعرف
إنك كنت تتمنى تقوم بمثل هذه المغامرة، لكن
أنصحك كن حذراً من هذا الرجل، يمكن عنده
مآرب آخرى بحجة البحث عن إبنه.
- سنعرف لاحقاً.
- يعني قررت.
- مبدئياً نعم.
- وستتركنا لوحدنا.
- أعتبريها سفرة نزهة أو دورة تدريبية.
- الله يستر من القادم.
- الله كريم، سأتصل بهم وأقابلهم من جديد، أين موبايلي.
- رأيته فوق طاولة الكمبيوتر، ماقلت رأيك بالعشاء.
- لذيذ.
- فقط لذيذ.
- أنت طباخة، إذا أي شئ تطبخيه يصبح لذيذاً ، أي تحصيل حاصل.
- أعتقد إن أبو مراد سحر قلبك بالجن.
- والله صدقت، أنا لا أستطيع أن أفكر، كم الساعة الأن ؟
- باقي عشر دقائق على الواحدة صباحاً.
- سأذهب إلي الفندق.
- في هذا الوقت من الليل.
- نعم.
- أنت دائماً مستعجل وتتخذ قراراتك بسرعة، هم
قالوا يريدون الجواب يوم السبت، لماذا هذه السرعة.
- تعرفين أني لا أستطيع الأنتظار وخاصة في
هكذا مواضيع، والله لو لم أتخذ قراراً اليوم، لن أستطيع النوم.
- يمكن هم نيام.
- لا أعتقد، والليلة الجمعة، أسمعي ضجة
الشارع، أصبح الليل نهار والنهار ليل، حتى
الأطفال لاينامون حتى الفجر، أنا ذاهب لهم، ولن
يهدأ لي بال حتى أتخذ قرار بهذا الموضوع.





في بهو الفندق، توجهت إلي نفس المكان الذي
كانا جالسان فيه صباحاً، ورأيتهما وكأنهما لم يبرحا المكان.


- السلام عليكم.
- قول صباح الخير.
- وعليكم السلام، ألم أقل لك ياشاهين إنه سيعود، هذا هو طموح الشباب.
- نعم صدقت أبو مراد.
- أبو مراد.
- نعم أبو أحمد.
- لنتكلم بجد.
- أكيد، ولايوجد غيرالجد.
- أين وجهة السفر، أقصد أين سنبحث عن مراد.
- عمان.
- عمان!!
- نعم، وما الغريب في ذلك.
- أقصد، وكيف عرفت إنه في عمان.
- من بعض الآثار التي وجدتها في أوراقه وكتبه.
- هل عنده مدونات أو كتب تدلنا على شئ.
- أكييد، عنده مكتبة خاصة في بيت جده المهجور
بالكويت، وأنا ذهبت مرة واحدة كي أزوره
لغرض ما، وبعدها حرمت أن أدخل هذا البيت.
- لماذا ؟
- ستعرف لاحقاً بعد موافقتك.
- تقصد.
- نعم، ستذهب بنفسك وتـقرأ وتتمعن في كل
آثاره قبل التخطيط للسفر.
- صحيح، ربما وجدنا أدلة على مكانه.
- نعم، الأن وضعت النقاط على الحروف، والكرة
في ملعبك، أتفقنا، هذا يعني إنك موافق.
- آخخ ياربي، أوكي موافق، لكن بشرط.
- نعم تفضل ماهي شروطك.
أولاً، هل ستشاركون أنتما الإثنان في الرحلة.

ملاك الورد ..~
05-06-2009, 03:18 PM
ههههههههههه
لو انا من زوجته كنت جنيت

احداث مشوقة

المرشد الدولي
05-06-2009, 04:04 PM
- نعم، فأنا والد مراد، وهذا صديقي الوفي ويدي اليمين.
- لكن ...
- قصدك أني سمين، هذا لايهم، أنا سأكون مرافق
معكم، لكن من بعيد.
- أوكي، أول شروطي أن أكون رئيس الرحلة، وأنا
الأمر الناهي في كل كبيرة وصغيرة، حتى أنتما تحت أمرتي.
- لكن..
- أسكت شاهين، دعه يكمل، تفضل أبو أحمد.
- بعد عودتكما للكويت بالسلامة إن شاء الله، سأبدأ
البحث عن أعضاء الفريق، وسأخبركما متى أنتهيت
كي نقدم إليكم.
- للكويت !
- نعم، يجب أن نرى كل آثار مراد، وندرس قضيته
ونحدد أبعاد الرحلة ووقتها ومكانها.
- قلت لك في عمان.
- أرجوك أبو مراد أنا من يقرر، إن كانت عمان ذهبنا.
- موافق، هل عندك شروط أخرى.
- نعم، قبل سفرنا ستحجز لنا أربع تذاكر ذهاب وأياب، من
الدمام إلي الكويت، وتستقبلنا في الكويت وتوفر لنا
السكن، ثم نقرر لاحقاً ماذا نعمل .
- كما قلت لك يا أبو أحمد، أنا رجل أعمال والحمد لله
الخير كثير، وأنا مستعد أسخر كل شئ من أجل مساعدة
ولدي وحبيبي مراد.


بدأ أبو مراد بالبكاء وعيونه تتساقط على خدوده.


- أبو مراد، أسمعني أرجوك.
- لاتلوموني ياجماعة، هذا أبني.
- أهدأ أبو مراد، أنا سأذهب الأن، وإن شاء الله من
الأسبوع القادم أبدأ البحث عن أعضاء الفريق.
- كم تحتاج لذلك ؟
- تقريباً شهرين.
- كثير أبو أحمد.
- ليس كثيراً، أنت تعرف ربما يكونون موظفين
ويحتاجون لترتيب إجازة مع العمل وترتيب بعض
الحاجيات لعائلاتهم.



- لكن أن لاتزيد عن شهرين.
- إن شاء الله كل شئ يسير على مايرام.
- ولاتنسى أن نكون على أتصال.
- أكيد.
- شاهين، أعطيه أرقام الأتصال الخاصة بنا في الكويت.
- لحظات وتكون بين يديك.


ففتح أبو شاهين الحقيبة السوداء التي لاتفارقه
وأعطاني ورقة بها كل الأرقام.


- أسمع أبو أحمد، بمجرد إنك تنتهي من إعداد
الفريق، أتصل بي قبل شهر لكي أرتب الحجوزات.
- أتفقنا.
- طيب خذ الألفين دينار الأن.
- أفضل أن نأخذها بعد قدومنا الكويت.
- إذا لاتأتون إلا بثيابكم، كل المصاريف أنا متكفل بها.
- لاتنسى يا أبومراد، أنا وافقت فقط من أجل
المغامرة، ومن ثم مساعدتك.
- أعرف، أشكرك على ذلك، مارأيك عزيزي شاهين.


أبو مراد يبتسم وينظر لشاهين


- نعم أبو مراد، صدقت.
- أووه، الساعة الان الثانية والنصف، أنا أستأذن
وسيكون بيننا إتصال.


وبمجرد أن مشيت خطوات، ناداني أبو مراد


- أبو أحمد توقف.. توقف.
- نعم.
.
وإذا به يقف خلفي، وضمني إلي صدره.


- أشكرك عزيزي، الله أعلم أنك ستخدمني خدمة لن أنساها.

المرشد الدولي
05-06-2009, 04:16 PM
--------




تحـذير







تحتوي الرواية على مشاهد ومواقف مرعبة
لذا أرجوا لمن هم دون الثامنة عشر سنة
أن يكونوا بصحبة البالغين




المؤلف





-----------------

------

--

ملاك الورد ..~
05-07-2009, 07:04 AM
ماتخاف اخي
قدها وقدود
ان شاء الله نستمتع بتكملة القصة المشوقة

المرشد الدولي
05-07-2009, 10:07 AM
1-4 أعضاء الفـريق




بعد شهر في الكوفي شوب معي صديقي دكتورعصام.


- عصام أنا في حيرة.
- أكيد، من يؤمن بالخزعبلات يغرق في بحر الحيرة.
- أنت لاتفهمني، مع إنك صديقي المقرب.
- لاتتعب نفسك،لم ولن يفهمك أحد في هذه الحياة، هل أنا مخطئ ؟
- أعرف هذا.
- تعرف أني مخطئ أو الأخرى.
- واحدة منهما.
- أسمع نصيحتي أبو أحمد ودع هذه الأوهام، من
يصدق إن شاباً تخطفه الجن، وأنت تريد
أسترجاعه مع فريق خاص.
- ماالعمل الأن، مضى شهر ولم أجد عضواً
واحداً تنطبق عليه المواصفات.
- هههه... والله بدأت أصدق خرافاتك، أشرب
قهوتك! أصبحت باردة.


وإذا بأحد الزبائن ينادي النادل، وحضر بسرعة، وإذا
به سعودي، فسأله الزبون عن مسألة تتعلق ببث
الإنترنت المجاني، فإذا بالشاب النادل يأخذ اللاب توب
الخاص بالزبون ويلمسه بأنامله، فأصلح المشكلة
بسرعة ! فمر بجانبي فناديته.


- لو سمحت.
- نعم أخي.
- أنت سعودي.
- نعم، هل لديك مشكلة ؟
- لا، أشكرك.
- هل تطلب شيئاً آخر.
- فقط عندي سؤال.
- تفضل.
- هل تفهم بالكمبيوتر.



- أنا فني كمبيوتر.
- كيف !
- عندي بكالوريوس علم الآثار.
- وماعلاقته بالكمبيوتر.
- هوايتي الكمبيوتر، ألعب به كالكرة.
- ماشاء الله.
- عدها مرة أخرى، بكالوريوس علم آثار.
- نعم.
- علم الأثار! وفي السعودية !
- نعم، أنا خريج جامعة الملك سعود.
- ولم تحصل على عمل غير هذا ! ، مارأيك عصام.
- نعم، الأمر غريب، لكن أين سيجد وظيفة، نحن
ليس لدينا وزارة سياحة وآثار، مع إن لدينا مقومات كثيرة.
- لم تفهم قصدي عصام.


فوقفت على رجلي، وأخذت دورة حول الشاب، فبادرني .


- أخ، أنت أول مرة ترى سعودي يعمل.
- لحظة أخي، أنت تقريباً مطابق للمواصفات.
- هل ستخطبني ؟
- ههههه، أبو أحمد، أنت تضع نفسك في مواقف ليس لها داعي .
- أتكلم بجد عصام، أخي ممكن تمشي قليلاً.
- أمشي !
- نعم، فقط بضعة أمتار، صدقني إنها من أجل مصلحتك.


فمشى النادل عدة أمتار، ثم رجع لمكانه.


- قلت أنت تجيد التعامل مع الكمبيوتر.
- نعم.
- والأجهزة الألكترونية، كهجاز تحديد المواقع
الجي بي أس، والستلايت.

المرشد الدولي
05-07-2009, 10:16 AM
- ماذا ! هل فيني عيب.
- عظيم، ممتاز، عزيزي، أنا لا أعيب عملك، العمل
عز مهما كان نوعه، لكن أعيب إن عقلية مثلك لاتستغل
وتدفن هنا، هذه النقطة التي أنتقدها.
- ماهو العظيم أخي.
- أبو أحمد، الرجل تعب من الوقوف، دعه يذهب لعمله.
- أصبر عصام ولاتتدخل أرجوك، أخي ممكن تجلس لعدة دقائق.
- ولم لا، تفضل ماعندك لتخدم مصلحتي.
- الأسم لو سمحت .
- طارق.
- كم عمرك.
- خمسة وعشرون سنة.
- هل أنت متزوج ؟
- خطبت، وزواجي في الإجازة القادمة.
- من أين أنت ؟
- من القطيف.
- هل تعمل هنا بالراتب.
- لا، أنا شريك.
- الحمد لله ، أرحت قلبي.
- ومن قبل ؟
- كنت أعمل حارس أمن في شركة صغيرة.
- وتأتي هنا بالصباح.
- لا، أنا أعمل في محل إصلاح أجهزة كمبيوتر، وبالليل
أعمل في محلي.
- هذا محلك، وتعمل به جرسون، أقصد نادل.
- لا، أنت فهمت خطأ أنا لست نادلاً، نحن نوفر
للزبائن أجهزة كمبيوتر للتسلية مجاناً، كنوع من
الترفيه ، وإذا واجه أي زبون مشكلة بالجهاز، أو
الأرسال، أقوم أنا بالأصلاح فقط.
- أها.. أنا فهمت خطأ وأعتقدت إنك نادل، أسف سامحني.
- لا، عادي.
- أوكي أخي، هل تحب المغامرة.
- أي نوع من المغامرة، تقصد التجارة في الأسهم مثلاً، أعوذ بالله.
- لا، أقصد الرحلات.



- نعم، لا أحد يكره الرحلات والسفر.
- طيب، مارأيك لو حصلت على رحلة مجانية كمغامرة.
- مجاناً !
- نعم.
- موافق.
- بسرعة وافقت، بدون أن تسأل أين ستكون الرحلة.
- أكيد لن تكون إلي الأسكيمو.
- نعم.
- أنا موافق، فقط أحتاج شخص يعمل مكاني مؤقتاً ريثما أعود.
- أكيد.
- أوكي، متى نذهب.
- أنت مستعجل جداً !
- والله أتمنى أغير الروتين الذي أستعمر حياتي.
- خذ رقم موبايلي وأعطني رنة، وإن شاء الله
سيكون لدينا أجتماع بخصوص الرحلة وسندعوك معنا .
- أنتم مجموعة.
- نعم أعضاء الرحلة .
- إذا المجموعة باص مليئ بالركاب، عذراً لن أذهب.
- لا أخي، فقط أربعة أشخاص.
- هكذا جيد، لم أتشرف بمعرفتك.
- أنا أبو أحمد.
- شكلك ليس غريباً، وكأني قابلتك من قبل.
- كل من يقابلني يقول نفس الكلام، الظاهر تقابلنا في عالم الذر.
- ههههه..أبوأحمد
- نعم.
- هل أنت معنا بالرحلة.


ففاجأه عصام بصوت عالي.


- هو رئيس الرحلة ، سيكون رئيسك، هنيئاً لك.
- تشرفت أبو أحمد.. بعد إذنكم عندي عمل.

ملاك الورد ..~
05-07-2009, 11:24 AM
كل ما اقرا جزء اتشوق اكثر
بانتظار التتمة على احر من الجمر

المرشد الدولي
05-07-2009, 01:49 PM
- خذ وقتك، مرحباً بك.


فغادر طارق طاولتنا.


- مارأيك عصام، طويل، ليس بسمين، ونظارات
بدون برواز، يبدو لي ذكياً.
- أنت مشكلتك، إن كل الناس عندك أذكياء.
- الحمد لله، حصلت على رقم واحد، باقي إثنين.
- أبو أحمد، مع أني لم أقـتنع برحلتك، لكن ممكن أساعدك.
- كيف.
- تأخذني معك.
- لاتنفع.
- لماذا، أنا دكتور !
- أوكي بماذا سنحتاجك ؟
- الأسعافات الأولية.
- حسناً، دعنا نختبر عملياً ونرى من الأفضل
في الطوارئ والأسعافات الأولية، أنا أم أنت.
- والعلاج الباطني.
- أنا أخترع الدواء من الأكل، وأنت تعرف ذلك.
- أمقتك عندما تلبس ثوب الغرور.
- وأنا أعجب بك أكثر،إذا هزمتك.
- كيف.
- بالعقل.
- الحمد لله، أفضل من هزيمة العضلات.
- أحسنت عصام، عضلات .. نعم ممتاز، حبيبي أنت !
- ماذا حصل لك.
- نعم، أحتاج واحد ذو عضلات.
- لم أفهم.
- هيا بنا وستفهم، بسرعة.
- أصبر الحسااااب !
- أدفع أنت، أنا أنتظرك بالسيارة.





في السيارة .


- أنا لم أفهم شيئاً أبو أحمد.
- لحظة، دعني أفكر، أين الصالة أين الصالة.
- صالة !
- نعم، أريد صالة تمارين رياضي، أي نادي كمال أجسام.
- أهاا..فهمت الأن، تريد عضو بطل.
- نعم بطل عضلات.
- وبطل عـقل!


عصام ينظر إلي.


- قلت لك أكرهك عندما تصبح مغروراً.
- جيد، هذه الصالة كبيرة ومشهورة، سأتوقف
عندها، بسرعة عصام قبل أن تقـفل أبوابها.


وعند دخولنا الصالة، وجدناها مكتظة بالعشرات من الرياضيين.


- أبو أحمد، ماهو الأفضل، كمال الأجسام أو الكاراتيه.
- أعتقد كمال الأجسام.
- لماذا.
- ربما نحتاج إلي من يدفع الأشياء.
- يدفع، مثل ماذا.
- الأبواب مثلاً أو سيارة.
- أنظر لهذا الشاب، ماشاء الله، جسمه ضخم وممتلئ.
- نعم، كما في الأفلام.
- سأذهب إليه وأسأله.


فذهبت بمعية عصام، وكان الشاب الضخم محشوراً
داخل جهاز تمارين كبير،لدرجة أني لم أعرف رأسه من أسفله .

المرشد الدولي
05-07-2009, 01:57 PM
- السلام عليكم.
- لايرد.
- مساء الخير.


أبو أحمد، أعتـقد إنه لايسمعك، الصالة
مزعجة جداً، وإذا بالشاب يخرج من
الجهاز، ووقف حتى بدونا كالأطفال أمامه، فسألني
عصام على الفور.


- كم طولك أبو أحمد.
- مائة وثمانون.
- الله يسترت، كم طوله.
- نعم شباب.
- لو سمحت، أحتاجك في كلمة إذا ممكن.


فخرج معي الضخم إلي صالة جانبية، وهادئة تقريباً.


- نعم، ماذا تريد ؟
- جسمك ضخم وعظيم.
- فقط.
- أ..أ.
- قاطعت تماريني، واحضرتني إلي هنا لكي تقول أني ضخم.
- لا،لا لم تفهم بعد.
- أنت صحفي !!
- لا عزيزي، أنا .
- أغرب عني أو أكسر الكاميرا التي معك.
- لا أحمل أي كاميرا، وأن لست صحفيا.
- لبسك كالصحافة.
- أنا سعودي.
- ماذا تريد.


وفجأة مر بالقرب شاب سمين جداً، ممتلئ
الخدود، وتوقف بيننا وخاطب الضخم.




- خالد، أنا أديت كل التمارين بحذافيرها.
- أعـد ماعملته مرة أخرى.
- وبعدها، هل أستطيع أن أطلب ساندويتش.


فصرخ عليه الضخم .


- أنسى الأكل الأن سمعت !! ولا أريد أن أراك
عند الكافتيريا.
- إن شاء الله.


رحل الشاب السمين.


- أسمك خالد، صحيح !
- نعم.
- من أين ؟
- أصلي من الرياض، ومولود بالدمام.
- ومن هذا الـ..؟
- قصدك الدب محفوظ، يتمرن عندك.
- ماشاء الله، محفوظ، اسم على مسمى.
- وما دخلك أنت، ماذا تريد.
- أهدأ وأسمعني، أريد أن أعرض عليك عرضاً خيالياً.
- ماهو؟
- سوف تسافر معي في رحلة مجانية.
- إلي أين.
- مغامرة.
- مغامرة !
- نعم، تستطيع أن تعتبرها نزهة.
- في السعودية.
- تقريباً، ليس ببعيد.
- بجد !
- نعم بجـد، أنا لا أمزح.
- الحمد لله.

المميزة
05-07-2009, 02:48 PM
في انتظار التتمة
يسلموو ع الطرح شوقتنا للاجزاء الباقية

المرشد الدولي
05-07-2009, 04:30 PM
فأصدر تـنـهيدة قوية، وكأنه تـنفس الصعداء، وقال لي .


- موافق، متى سنذهب؟
- أنت موافق أكيد !
- نعم أكيد.
- إذاً خذ رقمي وأتصل بي.
- متى ؟
- بعد فترة.
- أنا موافق ! أنا موافق !
- أوكي عرفت رأيك، أنتظرني، فقط أتصل على هذا الرقم.
- الحمد لله.
- مع السلامة.


وما إن غادرت باب الصالة الرئيسي، سمعت الضخم
يناديني من خلفي، فتوقـفت.


- نعم.
- أيها الصحفي، لم أعرف أسمك.
- قلت لك أنا لست صحفياً.
- طيب، ماهو أسمك.
- أنا أبو أحمد.
- أبو أحمد، أرجوك ساعدني.
- أساعدك.
- نعم، أنا فقير جداً وعشت يتيماً، وأعطاني الله
جسماً كبيراً، وأنا هنا أتقاضى خمسمائة ريال
فقط من صاحب النادي، كدعاية للنادي لذوي
الأجسام السمينة مثل الدب محفوظ.
- أهاا فهمت.
- أرجوك ساعدني أنا فقير.
- إن شاء الله كل شئ على خير، أنت أتصل
بي، وأنا أتصرف.
- أرجوك، أريد أن أثبت لأمي أن عندي
عـقل، وليس جسم يمشي.


ففتح يديه الضخمتين وأحتضن يداي.




في المنزل، منتصف ربيع الثاني.


- أم أحمد.
- نعم.
- تبقى أسبوعان، وأنا لم أفي بوعدي.
- أي وعد.
- أنا واعدت أبومراد، فقط شهرين ويكون الفريق جاهز.
- أنت مازلت تفكر في هذه الخرافة.
- هل كنت تتوقعين أني أمزح في أول مرة كلمتك فيها.
- لا.
- إذاً لماذا تعيدين الكرة، وتستهزئين بأنها خرافة.
- هههه، والله ماكنت أستهزأ، أنا أحاول
أني أجعلك تنسى الموضوع برمته.
- أن أعمل عليه بجد.
- أوكي، أنا أسفة.
- هل تريدين آخر الأخبار.
- نعم.
- إلي الأن وجدت إثنين من أعضاء الفريق، وباقي واحد.
- هل تعرفهم ؟
- لا.
- تعرفت عليهم صدفة .
- هل يطابقون المواصفات التي حدثتني عنها.
- نعم.
- والثالث.
- مازلت في صدد البحث عنه.
- كان الله في عونه.
- من ؟
- الثالث، ربما هو الأن مع أبناءه وأهله، وسيكتب الله
عليه الشقاء في رحلتكم الغامضة.
- وما أدراك إنها رحلة شقاء.
أكيد أبو أحمد، هل ستذهبون لقطف الورود، أنتم ذاهبون للجن.. الجن !!

الاحساس المرهف
05-08-2009, 02:46 AM
البداية مشوقة
يسلموااااااا على القصة الحلوة
بانتظار التكملة
تحياتي

المرشد الدولي
05-08-2009, 07:19 AM
- أنت تعظمين الأمور، الجن خلقوا كما خلقنا، فقط
إختلاف في التكوين.
- أرجوك بلا فلسفة ولا تحاول تقنعني، أنا لست
عضوة بإحدى منتدياتك أو مؤلفاً من مؤلفاتك، أنا
أخاف حتى من ذكرهم.
- لقد أخبرت أعضاء الفريق إن أول إجتماع، سيكون
الأربعاء القادم.
- مارأيك.
- لا أستطيع إلا أن أقول.. ماذا أقول... وفقكم الله.
- إذاً أعطيني الريموت.


وبدأت التجوال بين قنوات التلفاز.. من قناة إلي
قناة، حتى شدت إنتباهي قناة كانت تعرض فيلما وثائقياً
عن البحر، فصرخت ووقـفت .


- يالله، وجدتها، إنه البحار، البحار.


فدخلت علي أم أحمد الصالة وهي مرعـوبة.


- من هو البحار ؟
- البحار الذي سيكون العضو الرابع.
- حرام عليك، أفزعتني بصراخك، وتقول العضو الرابع.
- نعم أم أحمد، احتاج بحار ليكون رابعنا.
- أووفف، المجانين في راحة.
- المهم، أنا خارج بسرعة، يجب أن أجد بحاراً قوياً وذكياً.
- أين ستذهب ؟
- إلي مرفأ إنزال السفن بالدمام.
- كان الله في عون هذا البحار المسكين، والله
كأني أشاهد حلقة من حلقات السندباد وعلى بابا الخيالية.


فخرجت وتوجهت إلي مرفأ السفن البحري بالدمام، وجلست
أراقب حركة البحارة، وبيدي كوب القهوة، حتى
مضى على الوقت ثلاث ساعات تقريباً.


- هذا.. لا.. نعم هذا، لا هذا، ماشاء الله عليهم، ما أكثرهم.


فأستوقفت أحد البحارة، وكان يبدو خمسينياً، وسألته.



- لو سمحت ؟
- نعم.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- ماهي جنسيات هؤلاء البحارة.


وما إن سألته، حتى أرتعدت فرائصه، وضاعت حلقات عيونه.


- مابك، سألتك، ماهي جنسياتهم.
- أخي، هل أنت من البلدية ؟
- لا، أنا لست من موظفي البلدية.
- إذاً الجوازات ؟
- لا.
- إذاً لماذا تسأل، آه عرفت، انت تريد أن تشتري قارباً للصيد.
- لا يا أخي، أنا أريد بعض الأجوبة.
- إن شاء الله.
- أنت من أي بلد.
- أنا مصري.
- وتعمل هنا منذ مدة.
- أنا صياد قبل ما تولدك أمك.
- تتكلم بجد.
- والله صحيح، أنا صياد، منذ كنت بالأسكندرية في مصر.
- ماشاء الله.
- وتعرف معظم الصيادين الذين يأتون إلي هذا المكان.
- اخي، أكثر الذين يأتون هنا ليسوا صيادين، إنهم هواة.
- هواة !
- نعم.
- تقصد يمارسون هواية الصيد.
- صح، وبقارب ترخيصه للنزهة فقط وليس للصيد.
- الأن وضعت لي النقاط على الحروف.

المرشد الدولي
05-08-2009, 07:29 AM
- وهل تعرفهم كلهم ؟
- نعم.
- إذا أريد منك أن تساعدني وتخبرني من أشجع الصيادين عندك.
- أشجعهم ؟
- نعم أشجعهم وأكثرهم جرأة في دخول البحر.
- عندي لك واحد.
- من هو ؟
- نعيم .
- نعيم.
- هل هو سعودي ؟
- لا.
- إذاً من أي جنسية.
- هو هندي.
- هندي !!
- نعم هندي، ماذا حدث لك، الا تحب الهنود.
- أنت لاتعرف، والقصة طويلة ولاحاجة لك أن تعرف.
- صدقني أني لم أعرف شيئ مما قلته.
- أشكرك، والله صعبة، كيف آخذ هندي معي
إلي الكويت وربما إلي عمان.


وما إن غادر الصياد الأسكندراني، حتى أشار لي بيده من بعيد.


- أنت يا أخ، هذا هو نعيم.


ونظرت خلفي، وإذا هو شاب ثلاثيني، شديد الإسمرار، قوي البنية، وحاذق الرؤيا.


- أخ.. أنت نعيم، لو سمحت.
- نعم، تناديني أنا.
- هل في غيرك أسمه نعيم.
- لا.
- ماشاء الله، وتتكلم العربية بطلاقة !
- نعم.




- ممكن كم سؤال نعيم.
- آسف أنا مشغول.


فتركني متجهاً إلي مركبه، الذي للتو أخرجه أصحابه من البحر، فجريت خلفه.


- نعيم، توقف، أنا أريدك في شئ مهم.


فتوقف وقابلني وجهاً لوجه.


- نعم، أعرف ،أنت تريد أن أزودك بالسمك لمطعمك الجديد.
- لا، أرجوك فقط.. فقط أعطني من وقتك عشر دقائق.
- نعم ماذا تريد.
- أنت تعال معي عند سيارتي لعدة دقائق وستذهب لعملك.
- الأمر ضروري.
- نعم.
- هل يتعلق بوالدي أو عمي.
- لا.. لا.. أنا لا أعرف والدك أو عمك.
- طيب، أنت أذهب وأنا سأعود إليك بعد دقائق، أين هي سيارتك.
- الـ شروكي الرمادية تلك.
- حسناً عرفتها، أمهلني دقيقتين.


فمشيت حتى وصلت عند سيارتي، ودقيقتين حتى رأيته قادماً نحوي.


- أهلاً نعيم، كيف حالك.
- الحمد لله.
- هل نركب السيارة كي نأخذ راحتنا في الكلام.
- لاداعي، فثيابي متسخة برائحة السمك.
- أوكي، لنتكلم هنا.
- كيف عرفت اللغة العربية بهذه الفصاحة ؟
- أنا مولود هنا.

ملاك الورد ..~
05-08-2009, 08:39 AM
متابعة بشغف

المرشد الدولي
05-08-2009, 09:33 AM
- ما شاء الله.
- وكيف ولدت هنا ؟
- أهلي هاجروا إلي مكة ثم أستقروا في جدة.
- منذ متى ؟
- أربعين سنة.
- أكمل أنا معك.
- أبي من أصل هندوسي من كيرلا. دخل الإسلام
وقدم للسعودية للحج وأستقر فيها، أما أنا فقد
ولدت بحي الهنود بجدة، حتى بلغت الخامسة
عشر، وسافرت يوماً مع أبي إلي الهند لزيارة
جدتي المريضة.
- أوكي أكمل لماذا وقفت.
- ثم حدثت المفاجأة !
- وماهي ؟
- حدث شجار عنيف بين أبي وإخوته
الهندوس، حيث أمروه أن يتركني معهم، ولم
يوافق، فتم إخفائي سرأً من قبل عمي الأكبر وإخوته.
- تقصد أختطفوك ؟
- نعم.
- لماذا ؟
- لكي أعيش في الهند، وأبقى على دينهم.
- وبعد ذلك.
- عاد أبي إلي السعودية بدوني.
- يالله.
- ثم درست بالهند حتى أكملت الثانوية
وسنة واحدة بالكلية، وكنت دائم الإتصال بوالدي
وخاصة أمي الطيبة، فأستخرج لي أبي تأشيرة
عمل بالسعودية، فهربت من منهم، وإلي الأن وأنا هنا.
- وأهلك مازالوا يحملون الجنسية الهندية.
- نعم.
- وكم عمرك الأن ؟
- أربعة وثلاثون سنة.
- ماشاء الله، قصتك تصلح رواية.
- ماذا تريد الأن.




- نعيم.. أنت تبكي، أسف أني خدشت جروح ماضيك.
- لا.. لاشئ.
- فهمت الأن، أنت هارب من أهلك وتعيش بالدمام.
- نعم.
- ماهي هواياتك.
- عندما كنت بالهند، كنت أحب قراءة
الفلسفة الهندية القديمة، ودرست بعضاً منها
بكلية دونشا المليالامية.. أوه .. نسيت، أنا أمارس اليوجا.
- جميل، وجدت شبيهاً لي.
- أن تمارسها ؟
- نعم أنا أمارس الياثا يوجا وحصلت
على درجة معلم، واخترعت اليوجا الإسلامية.
- أنت فعلاً شخص غريب.
- لماذا ؟
- سعودي وتعرف كل هذا.
- المهم، هل قرأت فلسفة الحكيم طاغور.
- نعم ! هل تعرفه.
- نعم.
- أول مرة أعرف سعودي يعرف طاغور.
- نعـيم ؟
- نعم.
- عندما كنت هندوسياً، هل كنت تؤمن بكريشنا الحادي عشر.
- كنت !..وو.. أيضاً تعرف كريشنا !! من أنت ؟
- والأن هل أصبحت مسلماً.
- الحمد لله، وهذا ما جعلني أهرب من عمي.
- لكن لاتنسى إن ديننا الحنيف، يكن كل
الإحترام لكل الأديان، والدين عندنا هو
المعاملة صح! ..أووه نسيت موضوعنا الأساسي.
- تفضل، وأسف إن رائحتي كريهة، إنه السمك .
- عادي، المهم وبإختصار، تمعن في كل ما أقوله لك.
- تفضل.
- إذا حصلت لك فرصة السفر إلي الكويت، هل تمانع.
حتماً سأوافق، وخاصة الكويت مشهورة بصيد الأسماك.

المرشد الدولي
05-08-2009, 10:06 AM
- أنا لم أقل العمل، أنا قلت السفر.
- وكيف سأذهب إلي هناك.
- أنا أعتقد إن صاحبنا هناك سيقوم باللازم.
- هو هو شخص مشهور ؟
- إنه رجل أعمال، وسيزودنا بكل شئ.
- تقصد سيدفع مهام سفرتي للكويت.
- إنها أكثر من سفرة، إنها رحلة صيد طويلة .
- كم يوم ؟
- ربما أسبوعين أو شهر، لا أعرف بالضبط.
- سنقضي شهر في البحر!!
- لا.. إنها رحلة صيد من نوع آخر.
- هل ستأخذني إلي الكويت للصيد فقط ؟
- نعيم أسئلتك كثيرة.
- أنت سألتني الكثير وآجبتك.
- آسف..نعم للصيد، لكن لصيد آخر.
- ماهو ؟
- صيد سمين لاتراه.
- تقصد الحيتان.
- لا يانعيم، نحن سنصطاد في بحر الجن.
- بحر الجن !
- لم أفهم، هل يوجد بحر بأسم الجن ،أنا
سمعت عن البحر الأحمر وبحر عمان
والخليج أما بحر لم أسمع عنه من قبل.
- أقصد عالم الجن.
- عالم الجن ! هل أنت بخير ؟ صحيح !
لم تقل لي أسمك.
- ناديني أبو أحمد.
- أبو أحمد، قبل قليل كنت تتحدث جيداً، أما
الأن لا أفهم أي شئ مما تقوله.
- أنت موافق أو لا ؟
- كيف أوافق على شئ لا أعرفه.
- كم راتبك الأن.
- أنا أعمل لحسابي الخاص.




- أوكي، جيد، هل تستطيع أن تأخذ إجازة.
- نعم.
- وأضمن لك الحصول على عوائد مادية.
- كم ؟
- مقدم خمسة الاف ريال، والباقي بعد إنجاز المهمة.
- كم الباقي.
- لا أعرف، لكن مبلغ محترم.
- والمقابل.
- أن نؤدي المهمة.
- وماهي المهمة ؟!
- أن نجد شاباً مخطوفاً ونعيده لوالده.
- ألم يخبرأباه الشرطة ؟
- يانعيم أفهم كلامي، الشاب خطف من
قبل الجن، ونريد أن نستعيده.
- من الجن ؟
- نعم.
- كيف ؟
- أنا شكلت فريق مكون من ثلاثة أشخاص، وأبحث عن الرابع.
- أهاا .. فهمت الأن، تريدنا البحث عنه.
- نعم.
- وهل تعرفون مكانه ؟
- سنبدأ مشوارنا من الكويت.
- كأني فهمت.
- هل أنت موافق ؟


فافترش نعيم الأرض ووضع رأسه بين
يديه، وأخذ يكلم نفسه بهمس .
- أذهب معكم للبحث عن شاب
خطفته الجن، ومقدم خمسة الاف !!


فرفع رأسه للأعلى ومد يده لي كي أسحبه، ففهمت
إنها الجواب.. فسحبته .


- نعيم.. أنت العضو رقم أربعة، الحمد لله أكتمل الفريق.

المرشد الدولي
05-08-2009, 03:21 PM
1-5 إلـي الكـويت






- نعم أسمعك أبومراد.
- قلت، طارق وخالد ونعيم، هل أنت متأكد من كفائتهم ؟
- أكيد، أنا أخترتهم بعناية.
- حسناً، وماهي طلباتك التي لمحت بها بالإيميل.
- أبو مراد، أنا أعطيتهم وعوداً بإن الرحلة مجانية.
- جيد.
- وإن كل عضو سيحصل على مبلغ مادي كدفعة أولى.
- طيب.
- تعرف إنهم سيتركون عوائلهم وأعمالهم.
- لامانع، كم تريد.
- كما أخبرتني من قبل، تقسم الألفين دينار
على الأربعة، كمصروف مبدئي.
- حسناً، سأدع شاهين يرتب الأمور، وأخبرهم
بإن كل واحد منهم سيحصل على ألفين دينار
خاصة به، بشرط بعد عودة مراد سالماً.
- جيد جداً، أعتقد إنهم سيفرحون بالخبر.
- وهل أجتمعت بهم ؟
- غداً إجتماعنا، وسوف أرتب كل الأمور.
- لكن لاتنسى إن كل شئ سري، وأحذر
في إختيار مكان الإجتماع.
- لاتخـف أبومراد، موعدنا سيكون في
حديقة عامة، وكأننا في نزهة.
- كلام جميل، أنا أخبرت شاهين أن تكون
رحلة الطيران الأسبوع القادم.
- أوكي، كيف أتحدث لشاهين ؟
- هذا هو بجانبي، تحدث معه.
- أراك على خير أبومراد.
- أشكرك.
- الو.
- أبو أحمد !!
- شاهين !!
- مرحبا.


- كيف حالك.
- الحمد لله.
- كيف هي الكويت الحبيبة.
- تقول لك بسرعة أقدم إليها.
- أوكي هل كل شئ جاهز ؟
- نعم قرأت إيميلك، وخاصة طلب الفيزة الخاصة بالهندي.
- إن شاء الله سهلة.
- إن شاء الله.
- هل وجدت الحل ؟
- لاعليك، أبو مراد، يفعل المستحيل.
- كيف ؟
- سيستخرج له تأشيرة زيارة، كخبير أسماك.
- آهاا.
- سأتصل بك حالما يجهز الحجز.
- ولاتنسى تحويل المبالغ.
- أنت أرسل لي إيميل بالأسماء والحسابات.
- سأفعل، ولاتنسى سيارة تستقبلنا حال وصولنا الكويت.
- أكيد سأفعل.
- أستودعك الله، وأرجوك تحويل الدنانير
يكون اليوم أو غداً، سأرسل لك أرقام الحسابات بعد قليل.
- سيكون ذلك.
- في أمان الله.


في الحديقة


- أبو أحمد، صاحبك تأخر.
- هو يعمل في البحر، سيأتي.
- لم أتعرف على الأستاذ.
- دقائق ويصل نعيم، ثم أعرفكم ببعض.


طارق يطيل النظر في صدر خالد الضخم وكيف يحرك عضلاته

المميزة
05-08-2009, 04:39 PM
في انتظار الاجزاء الباقية

ملاك الورد ..~
05-08-2009, 08:24 PM
احداث مشوقة رغم ان التشويق لازال في الطريق

المرشد الدولي
05-09-2009, 08:03 AM
- هاهو قادم.
- أبو أحمد.
- نعم خالد.
- هل قلت إنه يعمل بالبحر ؟
- نعم.
- أنا آرى أثر البحر عليه.
- ماذا قلت ياطارق.
- إسمرار لونه.. بحار حقيقي.
- نعم.
- هل هو سعودي ؟
- لا.
- شكله واضح إنه هندي.
- نعم، هو هندي.
- هندي !
- نعم، هل تستهين بالهنود ياطارق.
- لا، لكن لم أتوقع أن يكون هندي معنا بالرحلة.
- الهند لديها حضارات قديمة وعريقة.


فأقترب نعيم منا، فوقفت إستقبالاً له، وكذلك هم فعلوا


- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- قبل أن تجلسوا شباب، أعرفكم ببعض، هذا
أخونا نعيم من الهند، وهو صياد بحري ماهر، وحكيم فلسفي.
- وهذا أخوكم الفني طارق، خبير إتصالات
وكمبيوتر، وشريك بكوفي شوب.
- أما أضخمنا فغني عن التعريف، البطل
خالد، وشكله يغني عن الكلام.


فتصافح الجميع.


- كيف حالكم شباب.
- الحمد لله أبو أحمد.

- ماذا بك خالد، وكأنك تفكر في شئ.
- لاشئ، إن شاء الله الأمور تسير على خير.
- بسم الله الرحمن الرحيم، هل أبدأ ؟
- تفضل يابوس.
- إن شاء الله طارق.
- أولاً، أعتقد إني أخبرت كل واحد منكم، أن
يقدم على إجازة من عمله، على الأقل ثلاثة أسابيع، هل فعلتم ؟
- نعم، فأنا أعمالي حرة، وأخرج متى أشاء.
- أعرف نعيم، وأنت ياطارق ؟
- أنا طلبت إجازة لمدة شهر كامل، إحتياطاً للظروق.
- جميل.
- وأنت خالد.
- أما أنا فلا داعي لطلب إجازة، الصالة أو
النادي كما تسموه تعطيني شهرياً الف ريال، وأنا
سأجني معكم خمسة الاف ريال، أكيد سأخرج.
- ستخرج نهائياً.
- لا أبو أحمد، ليس نهائياً، لكن لاداعي للإجازة.
- وإذا فصلت بعد عودتك.
- هم متعودين على غيابي.
- حسناً، أبشركم ياشباب، كلمت أبومراد.
- من هو أبو مراد؟
- هو والد الشاب المفقود، وهو المتعهد
بالرحلة، وأرجوك لاتقاطعني ياخالد.
- آسف بوس، هههه.
- لماذا تضحك خالد ؟ نحن نتكلم بجد.
- لا.. لكن أول مرة أقول بوس.
- أوكي، لنعود لموضوعنا، أخبرني أبومراد
إنهم سيحولون المبالغ اليوم، أو ربما غداً، وبعد
إنتهاء العملية، سيحصل كل واحد منكم على الفين دينار.
- صحيح أبو أحمد.
- نعم خالد.
- كم تعادل الألفين دينار ؟
- سيفرحك الخبر.

المرشد الدولي
05-09-2009, 11:03 AM
- كم ؟؟
- أولاً ليكن في علمك، إن الدفعة الأولى، أكثر من
ستة الأف ريال، وبعد إرجاع مراد، سيحصل كلاً
منكم على خمسة وعشرين ألف تقريباً.


أرتسمت الإبتسامة على الجميع، وخاصة خالد.


- مارأيك نعيم موافقك ؟
- نعم أبو أحمد، وبقوة.
- أسمعوا شباب، أنا رئيس الرحلة الأمر
الناهي، منذ نتحرك إلي أن نعود إلي بلادنا
سالمين بإذن الله، موافقين.
- نعم موافقين !!!
- لكن هذا لايمنع أن أستشيركم في مصلحة الرحلة.
- أكيييد !!
- طارق سيتولى أمور الأتصالات، وخالد حماية
الفريق، ونعيم الإستشارة.
- أأ..أبو!
- ماذا عندك ياخالد.
- هل يجب أحضار الجواز ؟
- نعم.
- سمعت إن السفر أصبح بالبطاقة الوطنية.
- لا، هذا النظام لم يطبق بعد ؟
- هل عندك جواز سفر ساري المفعول.
- نعم نعم.
- أقرأ من صوتك إن عندك مشكلة ياخالد.
- لا..لا.. إن شاء الله سأحضر الجواز.
- فقط أحضروا ملابسكم وجواز السفر.
- إن شاء الله !!
- أما أنت يانعيم، لاتنسى أذن الخروج والعودة.
- أنا كلمت والدي، ليخبر كـفيلي.
- هل أنت متأكد ؟
- نعم.
- وهل وافق ؟



- نعم، وقال إنه سيرسلها لي من جدة يوم الأحد.
- يوم السبت سيكون أفضل، أتصل به وأخبره
إن يرسلها بالتوصيل السريع كي لانتعـطل، كالفيديكس
أو دي أتش أل، فهمت نعيم، لانريد أي تأخير.
- فهمت.
- حسناً شباب، أقتربوا مني أكثر.. أكثر.
- لماذا أبو أحمد.
- خالد، ستكون بيننا كلمة سر للمهمات السرية، ربما نحتاجها.
- صدقت أبو أحمد، وماهي الكلمة في أعتقادك.
- أنت قلها يا نعيم.
- طاغور.
- أوكي، لا أحد يفشي كلمة السر، هذا مفتاح الفريق.
- موافقون ؟
- نعم !! موافقون !!



الجمعة / التاسعة مساءً.


- لماذا أنت حزينة ؟
- وهل تعتقد يوجد في الدنيا زوجة تسعد
لسفر زوجها إلي الجن.
- ماذا ؟
- معظم الزوجات يحزن لفراق أزواجهن، حتى
لو ذهبن للحج والعمرة، فما بالك بزوج مثلك يذهب
للجن، أنا مجنونة إن وافقت على ذلك.
- إنها تجربة جديدة في حياتي، عقلي تشبع
من القراء وبانت أطرافه، لكن هذه الرحلة
لن تعوض، لذلك لن أفرط فيها.
- وهل تعتقد إن هناك جن ستطلب منهم إرجاع الشاب ؟
- نعم أعتقد، ألم تقرأي كتاب الله الكريم في
أول آية من سورة الجن، بسم الله الرحمن الرحيم،
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )
صدق الله العظيم.
- لكن هذا يحصل للأنبياء فقط .
- من قال لك هذا ! هنا تصريح من الرسول
صلى الله عليه وآله، بإن نفـر من الجن أي
مجموعة، يعني واحد زائد واحد وأكثر، وإنهم أستمعوا له.

المرشد الدولي
05-09-2009, 11:35 AM
- يكفي..يكفي.
- لحظة لم أنتهي، والإستماع يحتاج إلي جهاز
للسمع، يعني إنهم يسمعون، وجهاز السمع جزء
من عدة أجهزة، إذا لهم أجهزة تكمل بعضها بعضا
وتحتاج الأجهزة إلي بعض لتكتمل.
- يعني هم مثلنا.
- نعم مثلنا، لكن خلقوا من مادة حارة ونحن خلقنا من مادة باردة.
- لم أفهم.
- أجلسي أولاً ثم أكمل، هذه فرصتك، فلن تسمعي
هذا الكلام ، حتى في الكتب أو الأنترنت.
- أنت تمزح !
- والله أتكلم بجد.
- من أخبرك بهذا ؟
- تعرفين أني أعرف الكثير مماعلمني الله، وأرجوك
لاتقاطعيني وتقولين مغرور.
- تفضل.
- أسمعي سيدتي.
- سيدتي !! أنا لست بواحدة أعضاء النت، هل نسيت ؟
- أوكي، أسمعي أم أحمد، قال تعالى في بعض
آياته من القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم
: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ
مِنْ نَارٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، هل أمعنت الأية ؟
- تقريباً.
- إذاً أسمعي الثانية : وَلَقَدْخَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ
حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّخَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُوم، إذاً
أبونا آدم عليه السلام ُخلق من بارد الطين أي لين
الصلصال، لأن التراب ناشف نثري، فإذا وقع
عليه الماء أصبح طيناً، أي برد وفرح وأصبح سهل
الصنع، فقال له كن فيكون.
- والجن ؟
- أما الجن فقد خلقوا قبل الأنس، من نار السموم
أي أطرف النار وقيل خالصه ونواته، وإبليس الرجيم
منهم، لكنه كان عابداً مؤمناً لله ستة الاف سنة، ومن
الجن الطيب ومنهم الخبيث، ولهم أجساد وأشكال مختلفة
عن بعض، لكن نحن لانراهم، لأن عيوننا
تـفتقـر الإمكانية لرؤيتهم، وهذه الأمكانية أعطيت
لبعض الأنبياء والصالحين، فهمتِ أو لا ؟
- نسيت الملائكة .

- الملائكة عزيزتي خلقوا من النور النورانية العلية.
- أرجوك، إلي هنا أكتـفيت، يكفي يكفي، أعرف
ستتكلم إلي الصباح.


وفجأة رن الموبايل.


- ناوليني الموبايل أم أحمد، من المتصل ؟
- مكتوب أبو مراد.
- ممتاز، بسرعة أعطيني إياه.
- ألو.. ألو.
- السلام عليكم.
- عليكم السلام، كيف حالك شاهين.
- الحمد لله.
- هل أنتم جاهزون أبو أحمد.
- نعم، الكل ينتظر.
- الحجز من البحرين إلي الكويت، صباح يوم الأحد.
- أوكي.
- يجب أن تكونوا بالبحرين الساعة الثامنة صباحاً
بالمطار، وبالعاشرة ستقلع إن شاء الله.
- حسناً أبو شاهين، سأحجز سيارة تأخذنا إلي البحرين.
- عظيم، وأنا سأكون بمطار الكويت عند الظهر، وسيارتي
شفروليت فان بلون أخضر.
- حسناً، كل شئ على مايرام .
- لحظة، أبومراد، قصدي شاهين.
- نعم.
- هل تأشيرة نعيم جاهزة.
- نعم، بمجرد وصولكم المطار، سيجد أسمه
بالجهاز، وسوف يأتي شخص ليستقبله كوفـد خبير الأسماك.
- الصراحة، لم أتوقع إنكم بهذا الإستعداد.
- نحن أعطيناكم وعوداً ويجب أن نوفي بها.
- أشكركم، إذا الملتقى بالكويت.

المرشد الدولي
05-09-2009, 01:22 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/e6e6540edf.jpg

المميزة
05-09-2009, 03:21 PM
في انتظار بقية الاجزاااء
شوقتنا بزياااادة

المرشد الدولي
05-09-2009, 04:20 PM
- أبو أحمد.
- نعم.
- لافائدة، إذاً أنت مصمم على السفر.
- بدون رجعة.
- لن ترجع !!
- ههههه، أقصد بدون رجعة في قراري.
- الحمد لله.
- عندي لك وصية.
- وماهي.
- ثلاث أشياء لاتنسى تأديتهم.
- الأولى.
- تخرج الصدقة صباحاً، حتى لو ريال واحد.
- والثانية.
- تسمي بأسم الله في كل شئ، ولاتنسى إن الله معك إذا كنت معه.
- والثالثة .
- أن لاتتهور في إتخاذ القرارات.
- أشكرك من أعماق قلبي، والوصية ركزت في عقلي بالأوتاد.
- اللهم بلغت.
- إن شاء الله.



يوم الأحد الساعة السادسة صباحاً
من داخل باص صغير يقف بجوار الحديقة.


- أبو أحمد.
- نعم نعيم.
- ماذا حدث لخالد، موعد أنطلاقنا الساعة السادسة صباحاً، صح طارق ؟
- نعم، ولاتنسى إن سائقنا مرتبط بإلتزامات بعد عودته من البحرين.
- والله لا أعرف، إن شاء الله لايصدق حدسي.
- وماهو ؟
- ماذا أقول لك ياطارق، أنا شككت بالأمر عندما سألني عن الجواز.
- نصبر ونرى.


وإذا بسيارة ليموزين قادمة نحوهم.


- نعم، كأن خالد بتلك الليموزين.


فنزل خالد من السيارة، مطأطأ رأسه، ووقف قرب سيارة الفريق.


- ماذا حدث ياخالد، ماذا بك، ولماذا التأخير؟
- ماذا أقول لك أبوأحمد ؟ والله أنا محرج منك.
- قل ماذا حدث.
- لن أستطيع الذهاب معكم .
- ماذا !؟
- هل تمزح ياخالد ؟
- نعم طارق.
- لماذا، ماذا حصل لك.
- أمي أخذت الجواز، ولاتريد إسترجاعه.
- أمك تفعل بك هذا.
- صدقني نعيم، هذا ماحصل.
- خالد، أصدقني القول ماذا حصل، أنظر في عيني،أنت لاتصدق.
- أبوأحمد، ممكن أتحدث معك على إنفراد.
- نعم تعال.


أبتعدت برفقة خالد مسافة أمتار .


- ماذا عندك؟
- الصراحة أمي لم تأخذ شئ، بل شجعتني على
الرحلة، ولم تصدقني إلا بعدما أخرجت لها
المبلغ المقدم من أبومراد.
- أوكي، ماذا حصل بعد ذلك.
- زوج أمي شيطان يمشي على الأرض، لعنه الله
سمعنا نتحدث عن نقود ورحلة، فدخل علينا ووجد النقود بيدي.
- ثم ماذا ؟

المرشد الدولي
05-09-2009, 05:16 PM
- ضربني وأخذ النقود، والجواز.
- أنت بجسمك الضخم وكأنك الرجل الأخضر
تخاف من زوج أمك.
- صدقني أبو أحمد هذا ماحصل، أنا عندي
عقدة منه منذ كنت صغيراً، والله أنا أخاف منه، ويومياً
أتدرب كي أضربه وآخذ بثأر أمي وأخوتي، لكن
بمجرد أن يقف أمامي ترتعد فرائصي وتخر
قواي، والله هذا ماحصل.
- وما العمل الأن.


فرجعت إلي سيارة الفريق.


- شباب أصبحنا ثلاثة.
- أعتقد إنه يكذب.
- لاتحكم عليه ياطارق، ربما هو صادق، لقد
أخبرني بقصته.


وإذا بخالد، يصطحب شاباً سميناً كان معه بالليموزين، حيث
وجد صعـوبة في الخروج من السيارة، وأمام أعين
الجميع مسك بيده وسار به حتى وصل إلينا.


- كأني أعرف هذا الشاب.
- أبو أحمد، هذا سيقوم بالمهمة بدلاً عني.
- أه عرفته.
- نعم هو محفوظ ! الذي كان بالنادي، أنا أدربه كي يخفف وزنه.
- لكن زاد وزنه ! أعتقد إنه لن يصلح ليأخذ مكانك.
- أنت جربه، لن تخسر شيئاً.
- خالد، هل تمزح، أعذرني على هذا، وزنه ثقيل
ووجههه كبير جداً، أعتقد إننا سنلاقي المتاعب معه.
- أنت أبو أحمد صح .
- نعم.
- أنا سأفعل مابوسعي كي أكون عضواً في فريقكم.
- أسمع محفوظ ، نحن لن نذهب للنزهة، نحن في
مهمة صعبة وخطرة.
- أعرف، أخبرني خالد بكل شئ، أرجوك أختبرني إذا أحببت.
- أبو أحمد !!
- نعم طارق.
- لقد تأخرنا، الساعة الأن السادسة والنصف، وأمامنا

طريق الجسر والجوازات ، ودخول مطار البحرين.
- ماذا قلت أبو أحمد، أعطه فرصة ليثبت وجوده.
- أرجوك، أرجوك أبو أحمد، فأنا مثل خالد، يتيم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.. وليس لدي وقت للتفكير.
- أنظر، حتى جوازي أحضرته معي.
- وماذا بيدك ؟
- هذا كيس.
- أعرف كيس، ماذا به ؟
- فقط فـطيرتين وعصير وكاكاو.. للطريق.
- للطريق.. أووفف..كان الله بعوننا.. أركب .
- صحيح !! الحمد لله أشكرك.
- إذا رجعنا أنا من سيحصل على الألفين دينار.
- نعم.
- يالله !! الحمد لله .. الحمد لله.


ووقع علي يدي يقبلهما، وعيونه تدمع.


- لا.. لا، لاتفعل هذا.
- أشكرك أبو أحمد والله أشكرك.
- لكنك تبدوا صغيراً، هل مسموح لك بالسفر.
- أنا بلغت الحادية والعشرون قبل شهرين.
- هيا بنا إلي البحرين، حرك أيها السائق.


طارق ونعيم بعيون واسعة، وكأن الماء البارد قد صب على رأسيهما.


- توقف أيها السائق، هل أنت متأكد مما تفعل؟
- ماذا قلت نعيم.
- نعم ، لاترتكب حماقة، هذه ليست رحلة صيد سمك.
- شباب، من هو الرئيس هنا.
- أنت !!

المرشد الدولي
05-09-2009, 05:47 PM
- إذاً تحرك ياسائق، ولا تعيدها يانعيم ، بسم الله الرحمن الرحيم.
- إن شاء الله، ها أنا ذا بدأت بأسم الله.
- خذ هذه الصدقة، إذا رجعت للدمام أعـطيها من يستحقها.
- حسناً، أشكرك.
- صحيح شباب، هل كتبتم الوصية ؟
- ماذا قلت أبو أحمد.
- الوصية.
- نعم.
- من لم يكتب، فليرسل برسالة بالموبايل إلي أقربائه أو أصدقائه


وما إن سمع محفوظ بالوصية، حتى قال لخالد من النافذة وهو يصرخ.


- خالد، أخبر أمي أني ذهبت إلي الجن، وسأعود نحيفاً
- ههههه، هههه، أسمع ماذا يقول يا أبو أحمد، حتى أنت ضحكت.
- ههههه.. ههههه.. صدقني لم أتمالك نفسي ياطارق.


بعد عشر دقائق .


أهاا..جاء دور الراحة، فأخرج محفوظ من كيسه
فطيرة وعصير، وبدأ يأكل، أما طارق ونعيم ينظران
له بعينين واسعتين وعلامة التعجب واضحة عليهما


- أبو أحمد !
- نعم سائقنا العزيز.
- مارأيك بالسيارة.
- جيدة وواسعة، وجميل فيها إننا نجلس أربعتنا متشاهدين وجها لوجه.
- نعم ، إنها باص عائلي، حولته إلي المشاوير الخاصة.


محفوظ يأكل بشراهة، وطارق ونعيم مازالا يحملقان
فيه، فصرخ بصوت عالي .


- ماذا بكم أول مرة تشاهدان شخصاً يأكل !!!
- أسمع ماذا يقول يانعيم، شخصاً يأكل، قل باص أو قرية.



- ههههههه، هههههه، والله لا أستطيع أن أضحك
أكثر ياطارق، أرجوك توقف عن التعليق.


محفوظ ينظر إلي وأنا أبتسم.


- محفوظ، من الأن نحن إخوة، وهذ رحلة.
- يعني ؟
- لاتتكلم وأنت تأكل سوف تغص.
- طيب، ماذا تعني.
- أقصد، الرحلة يجب أن يتخللها نوع من روح
الفكاهة والضحكة، كي تستمر بدون كلل أو ملل.
- أحسنت أيها الرئيس.
- أشكرك نعيم.
- شباب .. شباب.
- من هذا ؟
- أوو ! آسف محفوظ لم أعرفك بالشباب، هذا
طارق خبير الكمبيوتر، والثاني نعيم صياد سمك بارع، وحكيم.
- أين هو لا أراه.
- من تقصد، نعيم، هاهو أمامك.
- والله ضننت إنه ظل لطارق.
- ههههه، هههههه.. حلوة والله جميلة يامحفوظ.
- سترى مني أكثر ياطارق.
- شباب !
- نعم زعيم.
- أرجوكم، دعوا عنكم هذه الألقاب، فقط
أبو أحمد، المهم إن الحجز كان لنا نحن الأربعة، وكان رابعنا خالد.
- فهمت قصدك، لايوجد حجز بأسم محفوظ.
- لامشكلة، عندي الحل.
- كيف نعيم !
- يذهب هو للكويت مشياً على الأقدام ونستقبله
نحن هناك، منها تخسيس كلي، والثانية، وفرنا قيمة التذكرة.

المرشد الدولي
05-10-2009, 08:21 AM
- ههههه، هههههه.. جميلة ياطارق صح، واحدة
بواحدة ، أنا ظل لطارق !
- شباب، أرجوكم أوقفوا المزاح، لنتكلم
بجد، مع العمل الأن.
- نستبدل محفوظ مكان خالد، وإذا لم
يوافقوا، سيكون شراء تذكرة جديدة هو الحل.
- سأرسل رسالة بالموبايل لشاهين، أعتقد تغير
الحجز بالنت يكون أسرع وأضمن.
- على فكرة طارق، ما أسم سائقنا ؟
- أبو عبدالله.
- أبوعبدالله، كيف حالك ؟
- الحمد لله.
- هل عندك موسيقى كلاسيك ؟
- ماهي كلاسيك ؟
- أقصد هادئة.
- لا.. لم أعرف المزعجة كي أعرف الهادئة.
- ماذا يقصد يا أبوأحمد ؟
- نعيم، هو لايريد أن يعرف، هذا يكفي.
- محفوظ.
- أنتهيت من الأكل ؟
- الحمد لله، الكاكاو سيؤكل عند الجسر.
- أوكي، من أين أنت ؟
- أنا من الدمام.
- أقصد، من أين تنحدر أسرتك.
- من منطقة الخرج.
- وأين يعمل والدك ؟
- أبي ؟
- نعم أبوك .


فأنخفظ صوت محفوظ تدريجياً عند ذكر أبيه.


- أبي كان يعمل بالبريد.
- أين هو الأن.
- توفى في حادث وهو ذاهب إلي الرياض.
- رحمه الله.
- وكم كان عمرك ؟
- تقول أمي أنا في الخامسة.
- وهل عندك إخوة ؟
- قبلي سبع بنات، وبعدي بنت.
- أنت وحيد أمك من الصبيان !
- نعم طارق.
- الله يخليك لأهلك.
- أشكرك.
- ماهي هواياتك محفوظ.
- هواياتي، كرة القدم.
- لكن لا ارى أثرها عليك.
- قصدك ضربة.
- ههههه، هههههه، أبو أحمد يقصد وزنك ياحلو.
- أرجوك طارق، نحن نتكلم بجد.
- آسف.
- أهاا فهمت قصدك أبو أحمد، أنا عندي مشكلة
مع السمنة، على فكرة أهلي كلهم مثلي، وفي
البيت الجميع يعمل رياضة.
- محفوظ حبيبي.
- أنت نعيم صح.
- نعم.
- تفضل.
- يجب أن تفرح أمك.
- كيف ؟
- تعمل بجد لتدير بيت أهلك.
- الحمد لله، راتب أبي يكفينا.
- بخصوص الهواية، عندي سؤال يا أبو أحمد.
- تفضل نعيم.
- أنت سألتنا عن هواياتنا، ماهي هوايتك أنت.


فأنصت الجميع لسؤال نعيم.

المرشد الدولي
05-10-2009, 10:08 AM
- أسمع عزيزي، سأتكلم بجدية كي تصل المعلومة
للجميع، لعل الفائدة تصل إلي عقولكم النيرة.
هل أنتم مستعدون لسماعي.
- نعم أبو أحمد !!
- أعزائي، هوايتي الأولى والأساسية، هي
قراءة العقول، وقبل أن يسأل أحد ماهي
قراءة العقول، سأشرحها بطريقة سهلة.
أنت معي محفوظ.
- نعم أبو أحمد.
- العـقل كـنبع الماء، يأخذ ويعطي، فالنبع
أو البئر يصلها الماء بواسطة عروق في
أسفلها كغذاء، ويأخذ الناس فائضها من رأسها
وعينها، ثم يخرج الزائد على هيئة أنهر ثم
يتحول إلي جداول، وأخيراً يقف إلي سدود
ومستنقعات.. معي محفوظ ؟
- نعم أكمل معك !
- كذلك العقل عزيزي، العقل يأخذ غذاءه من
عروق المعرفة والنور والحكمة، وهي من
أهل العقل، كالأنبياء والصالحين والحكماء
ومصدرها رب السماء، ثم تخرج المعرفة
من رأس صاحبها بواسطة اللسان كما هي
عين البئر في الماء، فيصب الكلام إلي عقول
مستمعيه زلال، والباقي من العلم والحكمة
تصب في قوالب الأوراق والكتب ، كما في
الأنهر في سيل الماء، وأما الجداول، فهي
الكلام المنقول والمتواتر من الفم أي البئر
إلي آذان الأجيال القادمة، أي كمن يشرب
ماءً منقولاً بواسطة جربة، وأخيراً الماء
الراكد والضحل في المستنقع ، فهو يشبه
العلم الواقف المخزون دون فائدة تنقل أو
مسألة تستـشكل.
- ماشاء الله أبو أحمد، قصدك تقرأ من العين مباشرة.
- نعم.
- إذاً أنت قارئ عقول، مثل عقل من؟
- إن شاء الله نعيم، مثلاً عقل الفيلسوف المصري
مصطفى محمود ونيتشا، وسقراط ، وأفلاطون،
وقبلهم وأفضلهم الأنبياء والصالحين.
- وهل يوجد عقل لم يقرأ بعد.
- نعم.
- مثل من ؟
- عقل داحي الباب.
- من داحي الباب ؟ أول مرة أسمع بهذا الأسم.
- هو القائل العقول أوعية، أفضلها أوعاها،
وهذا شاهد على كلامنا السابق.
- هل عقله صعب القراءة إلي هذا الحد .

- وهل تعتقد من هو في حد عقلي الفقير
يقرأ عقل داحي الباب الغزير.
- لقد آخذتني بعيداً أبو أحمد، والله كأني
سافرت إلي عالم آخر من العلوم، تشرفت
بمعرفتك أبو أحمد.
- أشكرك نعيم، أنا فقط قارئ، يرمي بما قرأه
في جعبة غيره، هل فهمت يامحفوظ مادار بيننا من حوار.
- نعم.
- ومافهمت ؟
- إن العقل أهم شئ بالجسم، أهم من المعدة
نفسها، وهو يدير الباقي.
- شباب، يجب أن نستفيد من وقتنا قبل الوصول
إلي مطار البحرين.
- تفضل ياغالي.
- أشكرك طارق.
- عقولنا مع الأسف لاتستهلك، والأنسان يموت
ويدفن ولم يستهلك إلا واحد في المائة من ذاكرة عقله.
- فقط !!
- نعم طارق، عقولنا شئ لاتصل إلي مداه، هو
هبة الله للبشر، في أعتقادي أنا ، تخيلوا أن نغطي
الكرة الأرضية والشمس والقمر بأوراق ونكتب
بها معلومات، هذا هو عقل الإنسان.
- أبو أحمد، أنت تبالغ.
- نعيم، والله لا أبالغ، ولاتقل أن عندي ملكة إني حفظت
أو قرأت، فالناس سواسية، ويمتلكون نفس
العقل، لكن المشلكة تكمن في البيئة المحيطة
بالعقل، مما يؤثر على صاحبه، فيصيح مستهلكاً
لعقله أو كسولاً ذابلاً.
- مثلي أنا صح.
- لا والله، لم أقصد ذلك محفوظ، أنت تستخدم
عقلك في الأكل والشرب والمشي والكلام، صح ؟
- نعم، إذا أنت تستهلك عقلك.
- وأنا أعتقد إن حتى الجن أعطيت عقلاً خاصاً بها.
- لا أعتقد أبوأحمد، أنا أخالفك الرأي.
- عزيزي طارق، أنت تؤمن بالقرأن.
- أكييد !!
- هل تتذكر إن ننفر من الجن أستمعوا للنبي صلى الله عليه وآله.
- نعم.

- هم أسلموا لسماعهم كلام الله، وغيرهم لم
يسلم ، إذا هم شغلوا عقولهم وحركوها، وغيرهم
دفن عقله بالتراب كي لايعرف ولايريد أن
يعرف، وهكذا الحال مع البشر.
نعم صدقت.

المرشد الدولي
05-10-2009, 11:57 AM
عند أشراف مطار البحرين الدولي.


- شباب، مضت ساعة، ولم يرد شاهين أو أبومراد.
- مالعمل أبو أحمد، كيف سيسافر محفوظ .
- ندخل المطار ونستـفسر.


دخلنا المطار، وتم السؤال.


- شباب، تأكدت بإن فرصة إستبدال الحجز، لاتتم
إلا من قبل صاحب الحجز شاهين، أو بحضور
مالك التذكرة، فالمبلغ قد خصم على المشتري.
- والحل.
- أن نشتري تذكرة جديدة لمحفوظ.
- من سيدفع الثمن.


محفوظ ينظر إلينا، ويرفع يديه الخاويتين.


- أنا لا أملك شيئاً، فقط ثمانية ريالات ماتبقى لدي.
- فقط ثمانية ريالات !
- نعم أبو أحمد.
- لم يعطيك خالد أي نقود.
- والله لم يعطيني شيئاً.
- حسناً، أنا سأشتري التذكرة ببطاقة الفيزا، أمري لله.


تم شراء تذكرة لمحفوظ وركبنا الطائرة، وأصبحت
مقاعدنا بوسط الطائرة، وبعد مضي عشر دقائق
من إقلاعها بإتجاة دولة الكويت.


- شباب ؟
- نعم أبو أحمد.
- أول مرة أسافر بطيران الكويت.
- أبو أحمد ؟
- نعم محفوظ.
- وأنا أول مرة أركب طائرة.
- ههههه، هههه، بجد محفوظ.
- نعم نعيم، أول مرة في حياتي أركب طائرة.


وإذا بالمضيفة ترمي توزع صحفاً
ومجلات كويتية وخليجية.


- شباب، كل هذه جرائد، جميل ستـقـتلون الوقت.
- أبو أحمد، خذ وأقرأ هذا الخبر.
- أشكرك طارق.



- عمو نعيم.
- ماذا تريد يامحفوظ، أنا نعسان.
- فقط سؤال.
- تفضل.
- متى يقدمون الطعام، قال لي خالد إنهم
يقدمون وجبة مجاناً.
- أسأل المضيفة وتعرف.
- شباب .. شباب !!
- ماذا بك أبو أحمد.
- يالله، أنظروا لهذا الخبر، في الكويت البحث
جاري على قدم وساق، عن سفاح الأطفال، الذي
قتل ستة عشر طفلاً.
- يقتل أطفال، لعنه الله ما أبشعه، هذا ليس بإنسان.
- صدقت ياطارق، ولاذرة إنسانية بقلبه.
- تقول الصحيفة، آخر ضحية كان طفل بعمر خمس
سنوات، أختطفه المجرم وهو خارج من
المدرسة، ثم اغتصبه وقتله، يالله قمة الإجرام.
- أرجوكم شباب، أمامنا مشوار طويل، نريد أن نرتاح قليلاً.
- نعيم !! من قال إننا سننام ، تكلم
عن نفسك، أنا أشتم رائحة الطعام.
- هذا مايشغل قلبك يامحفوظ، ملء معدتك !
- نسيت شيئاً أبو أحمد.
- ماذا يامحفوظ ؟
- الصلاة، يجب أن نصلي في مطار الكويت.
- أحسنت محفوظ، نعم الصلاة، أرأيت طارق،
محفوظ ذكرنا بالصلاة.
- صدقت محفوظ، الصلاة.

المميزة
05-10-2009, 03:01 PM
مع كل جزء جديد يزداد التشويق اكثر
في الانتظاااار

المرشد الدولي
05-10-2009, 03:31 PM
1-6 فـي الـكـويت



في صالة المطار.


- إنتهينا من الصلاة ولم يأتي صاحبك شاهين.
- ليس لنا إلا الصبر، نحن لانعرف أحداً هنا.
- أبو أحمد.
- نعم.
- لننتظره خارج المطار.
- الطقس حار جداً، وخاصة بعد الظهر.


وإذا بشخصين يتسابقان من بعيد، ويبدو
إن وجهتهما نحونـا.


- والله أعتقد إنهما مانريد، هذا شخص
أبومراد، أعتقد إن نظري ضعـف.
- أبوأحمد !! أبوأحمد !! أخيراً أنتم في الكويت.
- أهلاً أبومراد !! السلام عليكم.
- وعليكم السلام.


فتم العناق مع أبو مراد وشاهين.


- ماشاء الله، الفريق بشحمه ولحمه.. من هذا ؟!
هل هذا خالد المصارع الذي حدثـتنا عنه، مراد مارأيك؟
- لا أعتقد أبومراد، خالد يختلف عن هذا، ربما
هذا الشحم الذي أشرت إليه.


طارق ونعيم يبتسمان ويكتمان ضحكتيهما .


- ياجماعة، القصة طويلة وسوف أشرحها لكم.
- أرجوك أبوأحمد، لاتورطنا وتورط نفسك
بهذه الأخطاء.
- أنا أخطاء، أهكذا تستقبلونا ونحن ضيوف
عندكم، أنظر إلي كرشك.
- أبومراد، ارجوك، أنا سأتصرف، وأنت شاهين،
ألم تأتيك مني رسالتين بالموبايل.


- لا.
- غريبة، مع أني متأكد من إرسالهما.
- على العموم، يمكنكم الذهاب إلي السيارة
وسنناقش هذا الموضوع لاحقاً.


عند خروجنا من المطار، أبومراد ومحفوظ
يتراشقان النظر، ولقد أنتبه الجميع لذلك، وإذا
بسيارة كبيرة تنتظرنا عند باب القادمون، فركبناها وتحركنا.


- أهلاً بكم جميعاً بالكويت.
- أرجوك أبومراد، يوجد إلتباس.
- لم أفهم ماهو الألتباس في إن شخص يحل محل شخص.
- أنت تريد إسترجاع مراد، صح ؟
- نعم.
إذا دع الأمر لنا.
- هكذا لا أتكلم، أنت المسؤول.
- نعم.
- والأن أعتقد إنك تشعرون بالجوع،
مارأيكم بغداء في مطعم فاخر.
- نعم عمي أبومراد، فكرة جيدة !
- محفوظ !!
- نعم طارق.
- للتو يهزأ بك وتناديه بعميَ.


مضت أكثر من نصف ساعة والسيارة
تسير داخل العاصمة.


- شاهين.
- نعم أبومراد.
- بما أن أبوأحمد سيضمن لي عودة
إبني مراد، فيحق له التصرف.
- نعم صدقت.
- مارأيكم بعد الغداء، ثم نذهب إلي
منزلي الكبير، ونعقد أول إجتماع.
- لابأس، حسنا شباب، سنأكل الغداء،
ثم الإجتماع في منزل أبومراد.


نـعيم يهمس عند رأسي، والجميع ينظر له.



- أبو أحمد ؟
- نعم نعيم.
- أعتقد نحتاج للراحة بعد الغداء، ثم نجتمع.
- كيف ؟
- على الأقل نعرف كيف نتخذ أي قرار.
- هذا صحيح.
- قل له، أي مكان نرتاح فيه لساعات فقط.
- رأيك سديد، سأخبره بذلك.


تناولنا الغداء، وأخذنا أبومراد إلي منزله
الفاخر، وجلسنا بغرفة خاصة، أما محفوظ،
فخلع قميصه من الحر.

المرشد الدولي
05-10-2009, 04:06 PM
- طارق.
- نعم أبو أحمد.
- أقترب مني.
- نعم.
- بهدوء !
- نعم تفضل.
- خذ جولة في الغرفة، وشدد النظر من الأسفل
إلي السقف، هل تشك بوجود أجهزة تنصت
أو كاميراً، فإذا كان الجواب الأول فحك رأسك، وإذا
الثاني فاجلس على الأرض.
- أوكي.


أخذ طارق جولة في الغرفة، ودقق النظر، ثم عاد
حتى وصل بين رفاقه، والجميع ينظر إليه، وفاجأهم
بإنه على الفور جلس على الأرض وهو يحك
رأسه، وإذا بمحفوظ يلبس قميصه بسرعة خجلاً !


بعد ساعتين طرق الباب، وإذا بالخادم يخبرهم
إن أبومراد يطلبهم للإجتماع.


- حسناً سنحضر، قل له دقائق فقط.
- أبو أحمد.
- ماذا عندك نعيم.

- هل من ترتيبات.
- نعم، أسمعوا جميعاً، لاتشاركوا بأي كلمة، فقط أنا المتكلم.
- لك ذلك رئيس.


فأخذنا الخادم في دهاليز كثيرة حتى أدخلنا
غرفة كبيرة، فوجدنا أبومراد مع شاهين
حول طاولة بيضاوية كبيرة وقد توقفا عن
الكلام بمجرد رؤيتنا.


- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- تفضلوا أجلسوا، لا.. لا.. كونوا قربنا، لماذا هذا التباعد.
- أشكرك بومراد.
- نبدأ الإجتماع.
- لحظة أبومراد.
- تفضل أبو أحمد.
- أنت قل ماعندك، وأنا أقول مالدي.
- موافق.
- أنا ممثل فريقي، وأنا من يتكلم عنهم، دون أن تسأل أحدهم.
- تفضل.
- أنت قل ماعندك.
- حسناً، شباب، أسمعوا، ولدي مراد
مفقود، وأنا متأكد إن الموضوع ذو علاقة
بالجن، ومفتاح المشكلة بيت جده، هل عندك تعليق أبو أحمد ؟
- لا تفضل أكمل.
- أريدكم أن تذهبوا بيت جده القديم وتعرفوا
مفاتيح إختفاءه، ومن ثم نجتمع مرة ثانية على التفاصيل.
- أنتهيت أبو مراد.
- نعم.
- قبل أن نبدأ أي شئ، تكتب بشيك لكل واحد
بقيمة نهاية الأتعاب.
- لكن..!
- أرجوك أبو مراد، نحن سنصبح في وجه
المدفع، أي الضحية، وهؤلاء الشباب جاؤوك
من السعودية وتركوا أهلهم، إذا تكتب شيك لكل واحد.
- حسناً، أحضر دفتر الشيكات شاهين.

- لا، أريد شيكات مصدقة ومثبتة، أعرف
عن قضايا الأسهم بالكويت.
- طيب، غداً نفعل ذلك.
- أنت متى تريدنا أن ندخل بيت جد مراد.
- اليوم.
- هل به مشكلة.
- ربما.
- تقصد إن البيت ليس طبيعياً.
- نعم.
- إذا اليوم عصراً تكتب الشيكات المصدقة، وتجعلها
أمانة عند بنك محلي حتى ننتهي من العملية.
- موافق، المبلغ سيكون ألفين دينار لكل واحد.
- لا .. خمسة الأف دينار كويتي !.


أندهش أعضاء الفريق مما حدث، وكأن الماء
البارد قد صب على أبومراد.


- أربعة الأف !
- أبومراد، إذا إبنك مهم وتريد إسترجاعه، أكتب خمسة ألاف.
- لماذا، هذا كثير.
- لأني أعتقد إن خلف بيت جده، ستكون لنا
رحلة إلي دولة أخرى.
- كيف علمت ؟
- أنت قلت عندما قابلتك بالسعودية إننا
سنذهب إلي عمان.
- هذا صحيح.
- إذا خمسة الأف، أو نرجع، هيا شباب.
- حسناً..حسناً، شاهين اليوم تعمل الشيكات بأسم الإخوان.
- لكن..!
- شاهين !! لاداعي للثرثرة، أكتب الشيكات وأحضرهم معك الليلة.

المرشد الدولي
05-11-2009, 10:19 AM
- هل عندك طلب آخر أبوأحمد؟
- بعد حصولنا على الخيوط التي تقودنا إلي مراد
وبعد تجهيز الخطة التالية، نريد تجهيز الفريق
بكل مايلزم من متطلبات أنا أحددها.
- موافق، وماذا أيضاً.

- وإذا أحتجنا السفر إلي عمان أو غيرها ، هل سترافـقنا ؟
- أكيد، أنا وشاهين.
- إذاً داخل الكويت أو خارجه، أنا رئيس الفريق
وسير العمليات، وأهم شئ أن لاتتدخل في أمور الفريق.
- طلباتك كثيرة !.. حسناً حسناً موافق.
- أتفقنا، الأن أخبرنا ماقصة بيت جده أو جدك.
- أكلتني بالكلام ! حتى الهواء لم أعرف اتنفسه !
- الأن أخبرنا ماقصة هذا البيت.
- هذا البيت يقع في منطقة الرميثية، وهو يعود
لجد مراد من أمه، والقضية إن عليه خلاف
إرث من عدة أبناء وأحفاد، وأم مراد واحدة من عشرات الورثة.
- كم زوجة لديه ؟
- أربع.
- أربع !! طيب أكمل.
- وفي أثناء مداولات المحكمة، تفاجأ الجميع إن
سيدة ظهرت فجأة ولديها صك بملكية المنزل، أو
بمعنى أصح، لديها ورقة شراء المنزل، لأن جد
مراد باعه أو بمعنى أصح رهنه في حياته دون أن يخبر أولاده.
- وما علاقة هذا بإختـفاء مراد ؟
- مراد دائم الذهاب إليه، ولأنه قضى معظم أيام
طفولته مع أمه وخواله في هذا المنزل، ولديه
غرفة خاصة، وبها مكتبة تحوي كتبه وهواياته، وأشياء
سرية يخفيها عن الجميع، بعد فترة سمعت بحدوث
تخريب من قبل أحدهم، أدى إلي هجران المنزل.
البعض قال هم الجن، والبعض قال إنها عفريت العجوز المالكة
للمنزل، أي المرأة هل خلف هذا الموضوع.
- وماذا بعد أبومراد.
- لم يبقى في المنزل سوى مراد، وأنا بسبب
ضروف خاصة، طلقت أم مراد، ولكن مازلت بإتصال بإبننا.
- هل لديك إبن غير مراد ؟
- شقيق له، لا.
- حسناً ماذا بعد ؟
- بين الفينة والأخرى، أزور مراد، أو أتصل به
ويأتي معي، لكن في الأونة الأخيرة، أنقطعت
أتصالاته لمدة أسبوع أو أكثر، وأنا أتصل به
وكذلك يفعل شاهين ليعطيه المصروف، لكن لايجيب على أي إتصال
حتى توقف موبايله عن الرنين.
- ثم ماذا حدث.


فسكت أبو مراد، وأخذ يتنفس الصعداء، وكأن
آنـة خرجت مع زفراته.


- ذهبت أنا وشاهين إلي بيت جده، وأضظررنا
لدخوله، مع أني لم أدخله منذ عشر سنوات، لكن
الغريب والمدهش في الأمر، ما إن وقفنا على بابه
حتى أحسسنا برعشة غير طبيعية، وكأن شيئاً يهز
الأرض من تحت أقدامنا.


حينها محفوظ يبلع ريقه، وعينيه جاحظتين من
الخوف، وطارق شابكٍ يديه بعنف.


- ثم ماذا.
- مع إن الوقت كان نهاراً، إلا إن الإحساس
بداخله كان وكأنه ليل، فمشينا بخوف شديد
حتى لم أعرف كيف وصلنا غرفة مراد.
- وهل وجدتموه ! ؟
- وهل هذ سؤال ياطارق؟ أكمل أبومراد.
- أبني طارق، لو وجدناه ، لما جئتم أنتم إلي هنا.
- ماذا حصل أبومراد، أكمل أرجوك ؟
- لا أستطيع، أكمل أنت ياشاهين.
- إن شاء الله بومراد، دخلنا الغرفة ونحن نرتجف
من الخوف، ولم نجد مراد، فقط وجدنا بعض
الأشياء الخاصة به على المنضدة، كموبايله
وبعض الأوراق ومفتاح سيارته.
- دعني أكمل أبو أحمد.
- تفضل أبومراد.
- أهم شئ وجدناه، رسالة وكأنها موجهة لمراد، والمرسل
فتاة كما أعتقدت وكذلك فع شاهين، لكن أكتشفنا
إننا مخطئين، وهي مكتوبة بواسطة جنية تركت
إسمها وتوقيعها في أسفلها.
- وهل لاحظت شئياً غريباً لمح إنتباهك.
- نعم، جهاز الكمبيوتر كان يعمل وصوت الموسيقى
تسمعها من بعيد.
- طيب، هل أخذتم شيئاً من غرفته.
- لا، بل هربنا بسرعة، وبمجرد خروجنا من الباب
الرئيسي، سمعنا وكأن أحداً قد صفع الباب بقوة وأغلقه.
- أوكي أبومراد، متى يمكنك أخذنا إلي هذا البيت ؟

- بالنهار لن نستطيع دخوله.
- والسبب ؟
- السبب إن عليه حراسة، وقد أغلق من قبل المحكمة والشرطة.
- بسبب الجن ؟؟
- لا، بسبب قضية الإرث، ولقد حصلت به معركة
بين العائلة، أدمي أحد الأبناء، وإن المحكمة
لم تبت في القضية حتى الأن... غريبة، لم
يصلكم خبره بالسعودية.
- لا !
- لأن الصحافة كتبت عنه.
- يمكن.
- وإذا ذهبنا الأن.
- أقول لك الشرطة في ذهاب وإياب في
المنطقة، ولقد وضعوا شريط البلدية حول
المبنى، وكذلك لوحة تحذيرية مشمعة باللون الأحمر.


فوقفت على أرجلي.


- شباب !! الليلة سندخل هذا البيت !!


وما إن قلت جملتي، حتى كاد محفوظ أن يقع
على الأرض من شدة الخوف.

مـــــــــيريام
05-11-2009, 12:35 PM
يسلموووووو على الموضوع

المرشد الدولي
05-11-2009, 04:28 PM
- أبو أحمد !
- نعم أبو مراد.

- أفضل وقت للذهاب الي البيت، هو بعد منتصف الليل.
- لماذا ؟
- لأن حركة الناس والجيران تـقل، وحتى
دوريات الشرطة، قلما تأتي في ذلك الوقت، لذا
لن يشك فينا أحد.
- حسناً، الأن سنذهب للراحة وقبل منتصف الليل
سنكون مستعدين، ولاتنسى وجبة العشاء وإحضار
أربعة مصابيح كهربائية.
- هل سمعت ياشاهين، أحضر مايريده أبو أحمد.
- إن شاء الله أبومراد، طلبات أبوأحمد أوامر.
- أشكرك..لحظة شاهين، ماهو لون السيارة التي قدمنا بها.
- أخضر عشبي.
- جيد.
- لماذا ؟
- كي لايراها ليلاً.


عدنا إلي غرفتنا، وعـقدنا إجتماع طارئ.


- شباب.
- نعم.
- هل تذكرون كلمة السر التي أتفـقنا عليها في بلادنا.
- نعم.
- ماهي ؟
- طاغور.
- هل سمعت يامحفوظ، ممكن تعيد الكلمة ؟
- ط.. طا.. غــور.
- ماذا بك، هل أنت مريض؟
- لا.
- طارق تحسس جبينه، هل حرارته مرتفعه.
- لاداعي أبو أحمد، أنا بخير، لكني خائف.
- من ماذا ؟
- من هذا المنزل الذي سنذهب إليه !

- ولماذا تخاف، هل تعرف إن معظم الخوف وهـم.
- وهـم ! أنا سأموت من الخوف وتقول لي وهـم.
- حبيبي، تعال بقربي.


فدنى مني حتى صرنا وجها ً لوجه.


- أسمع محفوظ، نحن من يصنع الخوف، نحن
نتخيل أشياء ونركبها في عقولنا وتتحول إلي خوف.
- هذه هي المشكلة، إنها تتحول إلي خوف.
- أوكي، خطوة خطوة، وسأزيل عنك الخوف، موافق..أجب موافق.
- تـ..تـ تفضل.
- أسمع عزيزي، عـقلنا يبرمج صور وتخيلات
كنا نخاف منها، أو هي أصلاً مخزونة في ذاكرة
عقلنا، وعند وقوع شئ يذكرنا بها، تخرج في مقدمة
ذهننا، فتـفرز غدة الخوف أو النجدة كما تسمى، هل سمعت عنها ؟
- أبو أحمد، لاتقنعني، لاغدة نجدة أو أسعاف سيجعلني لا أخاف.
- أبو أحمد !
- أكمل، نريد أن نستفيد نحن أيضاً، لنحارب الخوف.
- إن شاء الله نعيم.
- أسمع حبيبي، جسم الإنسان زود بعدة غدد، وكل
غدة لها وضيفة في إفراز هرمون أو أنزيم معين
له وظيفته، ومن هذه الغدد هرمون النجدة
أو الخوف، أي الشخص الخائف يرسل إشارات
دون علم منه، فيفرز هرمون الاردنالين ...
- أرجوك أبو أحمد ! يكفي !
- محفوظ، لماذا تأتي معنا وأنت جبان إلي هذا الحد.
- أنا جبان، طيب إذهب للشارع وأوقف أي إنسان
يمر بالشارع وقل له، تعال وأدخل هذا المنزل، وأخبره
بإن فيه جن، ماذا تضن إنه فاعل.
- أوكي طارق، أنتهي الأن نحن في خط ألا عودة، سيحضرون
لكم عشاء ثم موعدنا قبل الحادية عشر والنصف
للخروج، أنا تعب سأذهب لأنام قليلاً.
- هل قلت عشاء ؟

المرشد الدولي
05-11-2009, 04:49 PM
- هاا.. لقد رجعت لمحفوظ القوة عن ذكر
العشاء، أرأيت أبو أحمد، أصبح قوياً الأن.
- محفوظ، تذكر إن بنهاية مغامرتنا
هذه، ستحصل على خمسة الأف دينار!
- كم بالسعودي ؟
- يمكن أكثر من خمسة وستين ألفاً.
- واو.. صحيح ؟
- نعم محفوظ.
- أشكرك نعيم، سأصبر حتى نرى
ماهي النهاية مع أبومراد.


وعندما حانت ساعة الصفر، وذهب الجميع
إلي منطقة الرميثية، كان الجميع مطبقاً صمته
دون تعليق، وكانهم خشب مسندة، حتى وصلنا
الموقع المطلوب.


- وصلنا أبو أحمد، هذا هو البيت.


فإذا هو بيت عربي قديم مكون من دورين به
نوافذ كثيرة، وباب خشبي قديم لم أعرفه لونه!


- أبو مراد؟
- نعم أبو أحمد.
- لماذا الحي مظلم بدون أعمدة إنارة.
- لا أعرف، مع إن باقي الرميثية إنارتها جيدة.


كان محفوظ جالساً بالخلف، وكان يحاول أن
يلقي نظرة بالسجود حتى يرى البيت من الزجاج الأمامي للسيارة.


- أسمعوا جيدا ًشباب، عندي بعض
التعليمات، من عليه جنابه لايخرج، ومن
بثيابه نجاسة لايخرج، ولنقرأ سورة الحمد
والأخلاص والمعوذات، ولاتنسوا آية
الكرسي، وأكثروا الصلاة على محمد وآل محمد.


شاهين ينظر إليَ بدون أي تعليق.


- هل هناك أمر أخر أبو أحمد.
- هل ستذهبوا معنا.
- أنا وشاهين سنبقى بالسيارة.

- حسناً، شباب أسمعوا، إذا دخلنا
البيت، لاتلمسوا أي شئ، ولا تصرخوا
أو تعلقوا، وإذا وصلتم إلي درجة عظيمة
من الخوف، أغلقوا عيونكم مع ذكر الله، نحن
سنسير في خط واحد، مفهوم.


محفوظ يتمتم بكلمات لاتسمع في أذن شاهين.


- عمي شاهين، تأخذ أنت الخمسة ألاف وتدخل بدلاً عني.
- ماذا تقول ! أغرب عني !!
- محفوظ هيا بنا سنذهب.
- طارق، والله أنا خائف، سأموت من الخوف.


مشينا بهدوء، كان البيت مظلماً بدون إنارة، ولا
يوجد أي جار حوله، فالبيوت بعيدة عنه ، فمشينا
ومشينا حتى أصبحنا على بعد عشر خطوات فقط من الباب.


- أبو أحمد !
- ماذا بك يامحفوظ.
- قدماي لاتستطيع أن تحملان جسمي، أحس أني ثـقيل جداً.
- أنا قلت لك لاتخاف الله معنا.
- هانحن وصلنا عند الباب، قولوا بسم الله الرحمن الرحيم.


وفجأة رأينا نور سيارتنا يشتعل ويطفئ عدة
مرات، وكأن شاهين يعطينا إشارة، فنظرت
إلي الأعلى، وإذا بنور إحدى الغرف تشتعل!
وبعد دقيقة أنطفأت ! فهرب رفاقي بسرعة إلي
السيارة وهم يصرخون بأعلى صوتهم، وتركوني
لوحدي عند الباب، فتراجعت للخلف، وإذا
بالباب ينفتح لوحده، حينها أحسست بإن شعر
جلدي قد كش للأعلى، وجسمي بارد، وضربات
قلبي تدق بسرعة، فرجعت أدراجي
للمجموعة، وما إن وصلت حتى أصيب محفوظ
بالهستيريا وصرخ في وجهي:


- أنظر أيها الزعيم ! حتى أنت خـفت ورجعت إلينا !!
أرجعونا للسعودية لانريد هذا المال ! لانريد هذا المال !
أرجعوني لأمي ! أريد الدمام !

المميزة
05-11-2009, 05:34 PM
الاااي وناااسة
بدى الحماس
في انتظار التتمة ع احر من الجمر

المرشد الدولي
05-12-2009, 09:10 AM
- محفوظ.. محفوظ.. أهدأ .. أهدأ.


نعيم وطارق ينظران إليَ، فكان رد فعلي عنيفاً هذه المرة ، فصرخت:


- لماذا كل هذا الخوف!!
- حتى أنت هربت ! أعترف يا أبوأحمد.
- يانعيم ، انا هربت كرد فعل بعد هروبكم، هل تتوقع أني أدخل لوحدي.
- لكن ..
- ماذا بك طارق !


الجميع يتخذ من السكوت جواباً، وأبو مراد وشاهين يراقبان الوضع.


- شاهين !!
- نعم أبو أحمد.
- أين الشيكات.
- عندي بالحقيبة.
- كم المبلغ المكتوب بكل شيك ؟
- خمسة الاف دينار كويتي.
- أنا عندي الحل.. أعطيني الشيكات.
- هل اعطيه أبومراد ؟
- هو الرئيس ! إذاً أعطيه.
- لحظة، سأعطيك الشيكات، أين هم أين
هم، أهاا.. تفضل.
- الأن الشيكات عندي، عشرين ألف دينار
كويتي، تقريباً ثلاثمائة الف ريال عداً
ونقداً، أبو مراد..إذا أرجعت مراد لوحدي
هل تحرر الشيكات بأسمي؟
- نعم، أكييد.. أنا أهم شئ عندي عودة مراد.
- أنا ذاهب لوحدي، وليكن معلوماً لديكم، بإن
الجن لايظهر على شكل إنسان، فالجن مخلوق
من نار، وهذا كلام الله، وإن كل هذا وهم أو
خلف القضية ناس تتلاعب بأعصابنا، وهاهي
الشيكات في جيبي، والأن هل ستذهبون معي أم لا ؟


فتحركت خطوات بإتجاه المنزل، وإذا بمحفوظ يصرخ .



- أنظروا !! أبو أحمد أنظر إلي النافذة !!


وإذا بنا نشاهد، وكأن فتاة صغيرة !! ملتصقة خلف
الزجاج ، وكأنها تنظر إلينا !!


- ماهذا أبوأحمد ؟
- هل هي أنس أو جن ؟
- هل أنت مخبول يانعيم، الجن لايظهر بشكل
إنسان، إنه مخلوق ناري.
- أنظر يا رئيس، كيف تكذب عينيك!!
- طارق، أنا أشك بالأمر.
- هل ستدخلون معي.


الجميع يتخذ من الصمت جواباً.


- أوكي !! أبومراد، ماهو رقم شرطة الطوارئ ؟
- لماذا ؟
- لاعليك، أنا الرئيس وأنا أقرر.
- أتريد أن تفضحنا، لا .. لا .. لانريد الشرطة في موضوعنا.
- لاتخاف، لن يعلموا بقضية إبنك.
- طيب، أتصل بثلاث سبعات 777
- أوكي .. ألو.. الو الطوارئ، لوسمحت
عندي إخبارية مهمة جداً، نعم.. بخصوص سفاح
الأطفال المطلوب.. نعم.. لقد رأيناه يدخل
أحدى البيوت بالرميثية، العنوان.. لحظة
.. أبو مراد.. ماهو العنوان ؟ خذ كلم الشرطة
وأخبرهم بالعنوان.
- أبو أحمد، لاتورطنا !!
- لاعليك، أنت شرطك أن يرجع إليك مراد.. صح ؟
- نعم.
- إذاً أخبرهم بالعنوان.
- طيب .. أعطيني الموبايل.. نعم حضرة
الشرطي.


أعضاء الفريق ينظرون للوضع بصمت، وأنا ترجلت
نحو المنزل من جديد.
- أبو أحمد خذ جوالك.



فرمى أبومراد الجوال نحوي، فألتقطته، وإذا بنعيم
يلحقني .. ثم تبعه طارق.. أما محفوظ، فظل
مترددا.. ينظر حوله مرة.. ومرة ينظر لشاهين
وأبومراد.. وأتخذ القرارا أخيراً ولحقنا بسرعة وهو يصرخ.


- أنتظرني أبو أحمد! أنا قادم معكم!!

المرشد الدولي
05-12-2009, 11:17 AM
- شباب !! هل أنتج جادين ومتأكدين بماتفعلوه.
- نعم أبوأحمد !!
- إذا هيا واصلوا حتى باب المنزل.


وإذا بشخص يمشي في الشارع، فأستوقفناه:


- لو سمحت ؟
- أنا.
- نعم.
- الحمد لله ، أنت عربي.
- ماذا تريدون في هذا الوقت المتأخر من الليل.
- فقط سؤال، هل هذا المنزل مهجور أو به أحد عائلة ؟
- أنا عامل وساكن بهذه المنطقة منذ
ستة أشهر، وهذه المنطقة لسكن العزاب
فقط، أما هذا المنزل، فكل أصحابي يقولون
إنه مسكون بالجن !!
- بالجن !! سمعت أبوأحمد.. مسكون بالجن.
- أسكت محفوظ، دعنا نتأكد.
- طيب أخي، هل رايتم أي شئ غريب، أو
لمحتم حركة غريبة حوله.
- عدة مرات كنا نرى عجوز تدخله بالليل
فقط، ومرة قال أحد أصحابي إن فتاة تدخل
وتخرج منه، ولذلك هاجر جيرانهم منذ مدة.


فسقط محفوظ على الأرض ! حتى قلنا إنه مات !


- محفوظ .. محفوظ.


أستيقظ محفوظ دون أي شعور منه، وأصبح هستيري الحركة.


- هل ستواصل يا أبوأحمد ؟


- نعم شباب، محفوظ شبه مصدوم، لذلك سيتبعنا دون شعور منه.


فتابعنا المشي حتى صلنا عند الباب الأسود، وكان
مفتوحاً على مصراعيه، وإذا براشحة كريهة تصدر من المنزل.


- أسمعوا شباب، من أقوى الخالق أم المخلوق ؟
- أكيد الخالق.
- إذاً من أقوى الله أم الجن ؟
- الله.
- هل قرأتم المعوذات وبدأتم بإسم الله.
- نعم.
- إذاً من كان مع الله ، كان الله معه .. توكلنا على الله.


فأستوقفني صوت محفوظ مع نفخات نفسه المقطوع.


- أبو أحمد! أرجوك! أرجوك ! عندي طلب واحد.
- ماهو ؟
- أجعلوني في الوسط.
- أين ؟
- بينكم في الوسط، أرجوك ! أووفف.. أووفف.
- شباب رغبة في طلب محفوظ، سأكون
أنا في الأول، ثم محفوظ من خلفي، ثم طارق
، وفي الأخير نعيم، موافقون ؟
- نعم.
- ولاتنسوا الوصية، لاصراخ بتاتاً، فالصراخ
يخيف الجميع، ولاتخافوا مما يحدث أمامكم، بسم الله وعلى الله نتوكل.
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- اللهم صلى على محمد وآله محمد.


وبدأنا الدخول، حيث لانملك إلا الإيمان بالله، وبأيدينا
المصابيح الكهربائية، فمشينا.. ومشينا حتى
توسطنا الصالة، وإذا بصوت صياح ذو نبرة
ضعيفة يصدر من غرفة مجاورة .. وفجأة أنقطع !!
فسمعت همس محفوظ في أذني.



- أبو أحمد، هل هذا صوت طفل أو قط !!
- لا أعرف.
- أنا خائف !


- واصلوا المشي شباب، غرفة مراد
بالدور العلوي كما قال أبو مراد.


مشينا بضع خطوات..أجسامنا باردة وشعر
جلدنا تطاير للأعلى.. عيوننا مفتوحة حتى
كادت ان تنفجر من الخوف.. مشينا ومشين
ا والرائحة الكريهة كادت أن تخنقنا، وإذا
بصوت يصدر من الأعلى !! إنه صوتٍ ناعم.. إنها
نبرة فتاة تصرخ بأعلى صوتها، حتى وصل إلي مسامعنا.


- أوعدك أني سأقلب الدنيا على رؤوسهم، هل
وصلت بهم الجرأة أن يدخلو البيت بدون
إستئذان، لاتخافي ... سنرى من الأقوى أنا أم هم !!

المرشد الدولي
05-12-2009, 02:43 PM
نحن وبمجرد أن سمعنا تهديدها، حتى كادت قلوبنا
أن تسقط على الأرض، وإذا بمحفوظ يسحبني من
خلفي بأطراف أصابعه وهو يتأتأ:


- ماذا عندك ؟
- أبو أحمد، أنظ..ر للـ...خـ...لف، طارق يقول إن نعيم أختفى.
- كيف !!
- نعـ...م أختفى.
- أين ذهب !
- أنا خائف أبو أحمد، لا أستطيع أن أحرك أقدامي،
والله خائف، أحس بالبرد الشديد يدخل عظمي، أريد
أن أذهب إلي الحمام، أصابني الأسهال.
- هل تتكلم بجد ؟
- نعم، أريد الحمام ! أنا خائف.
- أصبر قليلاً، أفضل حل إنك تفكر في صديقك
خالد، وفي الصالة الرياضية بالدمام وستنسى.
- سأموت من الخوف.
- الحمد لله، هاأنا أرى ملامح السلم، سنصعد إلى الأعلى.
- ونعيم ؟
- يجب أن نواصل المشي، قريباً سنصل إلي غرفة مراد.


- هل يوجد مفاتيح لإنارة المصابيح.
- لا أعرف أنا مثلك لا أرى شيئاً.


وفجأة أرعبنا ظهور نعيم مرة أخرى خلف طارق !


- طارق !! أبو أحمد !! محفوظ !!
- أبو أحمـ..د، إنه ينادي محفـ...و
- طارق..هل هذا نعيم؟ أم شبح متنكر ؟
- لا أعـ.. رررف، سأمـ...وت.. أنا خــ..ائف.
- كيـ..ف لاتعـ....رف وتدعه يمشي خـ..لفك، أسأله.


وإذا بنا نسمع وكأن صوت طفل يبكي، فوجهنا حالاً
المصابيح عليه، وإذا بطفل متسخ .. تملأه القذارة
.. يحبو قرب باب كان عن يميننا، وفجأة !!
يا الله .. ظهرت فتاة شعرها أسود طويل، ركعت
نحو الأرض والتقطت الطفل، ثم رفعت رأسها
نحونا ، فوجهنا جمعينا مصابيحنا الأربعة نحوها، فرمتنا
بنظرة حادة وعيون واسعة جداً.. حيث لمحت الكحل
المبعثر في عينيها، ثم أصدرت صوتاً قويا نحونا :


- تـفووو.. عليكم ياكلاب ياخنازير !! ثم أختـفت عن أعيننا.


نحن وكأن عقولنا طارت.. وصراخ محفوظ القوي
المرعب جعل منا صواريخ فضائية، حتى أصبحت
أرجلنا تجري كجري الضبي من شدة الخوف
، وأجسمانا أصبحت خفيفة كالريشة، فأسرعنا الطلوع
إلي الدور العلوي في ثواني، ولم نكن نصدق كيف
وصلنا بهذه السرعة.


وإذا بنا نسير في ممر ضيق !! وشعرنا بإن مجموعة
من الأشباح تمشي متوازية معنا !! نحن نمشي ، وهم
يمشون بجانبنا، وكأننا في خط متوازي، وهمس محفوظ في أذني:


- الله يسـ..تر أبو أحمد، أررربـ..عة يشبهونـ..نا تمامـ...ماً،
ويمشون معنا، أرجوك سأسقط على الأرض !! أرجوك.
- محفوظ !!!




سقط محفوظ فاقداً الوعي، وإذا أمامنا عجوز بيدها
عصى، واقفة تنظر نحونا، وكأن عيونها دوائر
خضراء، وشعرها أحمر كالدم، ولقد شاهدناها
جميعاً فنظرنا إلي بعضنا، أنا ونعيم وطارق، ومحفوظ
مطروح أرضاً بيننا، فلمحنا باب عن يميننا، فصرخت بقوة.


- بسرعة !! بسرعة أسحبوا محفـ..وظ وأدخلوا الغرفة !!


فدخلنا الغرفة التي عن يميننا في لحظات.. وأغلقنا الباب بسرعة رهيبة !!


- أووفف.. أووفف.. الله يستر، لا إله إلا الله
، لاتخافون شباب، ستأتي الشرطة الأن، أعتقد أني أتصلت بهم، هل تذكرون.

المرشد الدولي
05-12-2009, 04:04 PM
- أبو أحمد، ولله تعبت
- أين..أين أختفيت يانعيم ؟
- أنا.. أنا كـنـ..
- شباب .. بسرعة تعالوا وأنظروا !
- ماذا لديك ياطارق ؟
- أعتقد إننا دخلنا غرفة مراد دون أن
نشعر، أنظروا، الكمبيوتر والمكتبة والطاولة، وصناديق
كثيرة.. أنظروا هذا جواله كما قال أبوه.
- نعم صدقت، إنها غرفته.
- أبو أحمد، محفوظ مازال فاقداً الوعي! ماذا أفعل ؟
- نعيم، حاول أن تحك خلف رأسه عند المخيخ، هل تعرف ذلك.
- لا.
- أنظر، ضع يدك خلف رقبته ومن فوق
قليلاً وحكها بسرعة وأضربها قليلاً، أنظر، أو
أجعله يشتم رائحة نفاثة كالعطر أو البصل.
- نعم، أنظر إليه.


وإذا بمحفوظ يتحرك ببطئ، وهو يئن من الخوف والبكاء
، وإذا بنا نسمع صوت النجاة، إنها أصوات صفير سيارات الشرطة !!


- الحمد لله.. الحمدلله..أبو أحمد،
أنظر من النافذة !! ما أكثر سيارات الشرطة !
إنهم يحاصرون المبنى من كل جانب، الحمد لله.


- واوو.. ما أكثرهم، أعتقد إنهم أكثر من
عشرين سيارة، أنظروا يوجد معهم قوات خاصة.
- لاتسنوا شباب، إنهم قدموا من أجل القبض على سفاح الأطفال.
- صحيح نسيت.


وإذا بصوت رجال الأمن يسمع في الدور العلوي، ثم
سمعنا خطواتهم الكثيرة والقوية في السلم ، وإذا
بهم يخطون الخطوات نحونا.. وإذا بالباب يفتح، فرأينا
ضابط محاصر بعدة رجال من الأمن، وفجأة ظهر
من بين أوساطهم أبومراد وشاهين.


- هؤلاء هم أصدقاء أبني مراد، إن هذا منزل
عمي وأب زوجتي، وقد جئنا لأخذ بعض الحاجيات
لمراد، وتفاجأنا عندما رأينا أشياء غريبة تحدث
بداخله وأتصلنا بكم، مارأيك أبو أحمد.
- نعم صحيح.
- لكن المتصل قال إنه رأى السفاح، من منكم المتصل؟
- نعم حضرة الضابط، أنا من أتصل بكم.
- هل قلت إن السفاح كان مختبئاً هنا.
- نعم حضرة الضابط، كنا نهم بدخول منزل
مراد، وإذا بشخص وجدنا بالقرب، فقال لنا
إن السفاح يختبيء هنا فلا تدخلوا، فأتصلنا بكم.
- وأين مراد هذا ؟
- يا أخي الضابط، مراد أبني ...
- نعم إن مراد يرقد بالسعودية بمستشفى
خاص، ولقد أتينا بمعية والده لأخذ بعض الحاجيات، وتفاجأنـ...


وإذا بصوت أحد أفراد الشرطة يصرخ بداخل المنزل !
وفجأة أشتعلت إضاءة المنزل كاملة ! غريبة !
كيف حدث ذلك !! وسمعنا صوت رجل الأمن مرة أخرى


- ألم نحذرك أيتها العجوز أن ترحلي من هذا البيت.
- أين أذهب ؟
- إلي أي مكان، أذهبي إلي دار العجزة.
- أترك خالتي !! والله سوفـ.. !!




فنظرنا لما يجري، وإذا بها العجوز التي أرعبتنا
قبل قليل، والصوت الصادر من الأسفل هو صوت فتاة، فنزلنا لنلقي نظرة.


- أنظر أبو أحمد!
- ماذا أرى ياطارق !! إنها نفس الفتاة صاحبة الشعر المبعثر، والكحل.
- أنظر.. أنظر للأسفل .. إنه الرضيع المتسخ.. إنهم هم !!
- نعيم .. تعال.. هل ترى مانرى ؟
- نعم !! أين نحن ؟ من هؤلاء ؟

المرشد الدولي
05-12-2009, 05:13 PM
وإذا بالفتاة تصرخ في وجهنا مرة أخرى.


- أنتم يا أغبياء كيف تدخلون بدون أذن.
- من أنت، ولماذا تصرخين في وجهنا
وكأنك صاحبة المنزل.


أبومراد وشاهين وباقي الشرطة ينزلون
إلي الأسفل عبر السلم، وإذا بصوت الضابط
يصل قبلهم وهو يخطو خطواته ببطء.


- أنت يافتاة، من سمح لك بأن تسكني في بيت غيرك.
- إنه مهجور، أين تريدنا أن نذهب، ننام في الشارع.
- هذا هو صاحب المنزل، وهؤلاء أصحاب إبنه
جاؤوا ليأخذوا حاجياتهم.
- حتى وإن، نحن سكنا هذا البيت منذ فترة، وأي
شخص يتعدى علينا سوف ينال عقابه.
- كم عمرك يافتاة.
- أربعة وعشرين.
- شكلك لايدل على ذلك.
- نعم أنا قصيرة وكأني صغيرة !!
- لاترفعين صوتك، أنت غير مؤدبة.
- كيف تريدني أن أسكت وأنتم تعتدون على حرمة
البيت، هذه العجوز مريضة ولاتستطيع المشي، وأنا
يتيمة مع أختي الصغيرة وأخي الرضيع، ودار الأيتام
لم يقدم لنا خدمات لأننا بدون هوية وطنية.





بدأت الفتاة بالبكاء، فتدخل أبومراد.
- أخي الضابط، لاداعي لعمل المشاكل، نحن
متنازلين عن حقنا، فقط سنأخذ بعض الحاجيات، وسندعهم يسكنون هنا.


فسقطت الفتاة على أرجل أبومراد لتقبلها .
- أشكرك عمي أشكرك، والله لا أعرف كيف
أشكرك، أنا أعمل وأتعب، والله أني لا أرجع
إلا بعد التاسعة، وكل هذا من أجل لقمة عيش
لهذه العجوز وإخوتي اليتامى.
- أبو أحمد !
- نعم أبو مراد.
- هيا بنا، ليس لدينا وقت، لنأخذ حاجيات مراد ونذهب لنرتاح.
- إن شاء الله، فقط أمهلني بضع دقائق، أنا أريد أن أتأكد.
- من ماذا ؟
- لاشئ، فقط خمس دقائق.


إذا بنا نلمح بلل في أرض الصالة، وإذا قبل
باب المطبخ بالضبط، غطاء مكسور.


- أنظر أبو أحمد..الرائحة كانت تنبعث من هنا.. إنها المجاري الفائضة.
- نعم صدقت، فالغطاء مكسور.
- نعيم، طارق أقتربا مني.
- نعم أبو أحمد.
- هل ترون ما أرى ؟
- هنا مصدر الرائحة ، وهذه هي الفتاة
والرضيع، والعجوز نفسها التي بالأعلى ، ولكن
كيف رأينا عيونها خضراء!! لنسأل الفتاة.
- أنت يافتاة، فقط سؤال.
- ماذا تريد ؟
- لقد رأينا بالظلام عيني خالتك العجوز خضراء، كيف هذا !؟
- لقد كانت خالتي تضع قطع من الخيار فوق
عينيها، تقول إنها رأت ذلك في برنامج بالتلفاز.. لتقوي نظرها.



- وما سر الأربعة الذين كانوا يمشون معنا بالدور العلوي.
- أذهبوا فوق وسوف تعرفون.


فصعدنا السلم ومشينا حتى وصلنا إلي الممر
الضيق الذي كنا به، وإذا بـمرآة كانت تغطي
كامل الجدار من جهة الشمال، أي كنا نمشي
وعكس صورتنا تمشي معنا، وهذا ما أرعبنا.


- شباب، الأن أتضحت كل الأمور تقريباً.


وفجأة سمعنا صراخاً قوياً يصدر من غرفة مراد !


- أووه، إنه صوت محفوظ !! لقد سمعنا محفوظ بغرفة مراد.


فدخلنا بسرعة غرفة مراد، وإذا بالعجوز المسكينة، كانت
تنظر إلي وجه محفوظ الذي كان على وشك
أن يفيق من وعيه، وأول ماشاهد هو وجه
العجوز المبعثر ، حتى سقط مغشياً عليه مرة آخرى، فسألتنا العجوز.


- إن وجه صاحبكم هذا كبير جداً، يذكرني بشخص توفى رحمه الله.

مـــــــــيريام
05-12-2009, 09:31 PM
اخي ممكن تخبرنا عن مصدر القصه ؟

كاني قريتها زمان

المرشد الدولي
05-13-2009, 08:04 AM
- أنظر أبو أحمد ! هنا عدة خرائط !
- لحظة طارق، أنتبه لاتلمس أي
شئ قبل أن أتأكد من الأمر.
- لك ذلك.


حينها دخل أبومراد وشاهين غرفة مراد.


- هيا يا أبوأحمد، أشعل همتك، خذ
ماتريد من هنا ولنذهب.
- أوكي.. أوكي أبومراد، طارق، شغل
جهاز الكمبيوتر.
- طيب.
- نعيم ؟
- نعم أبوأحمد.
- أجمع لي كل الخرائط التي هنا وضعها
بعناية في كيس بلاستيك.
- أنظر أبو أحمد، هذه الخريطة تختلف
عن الأخريات، إنها من جلد !
- دعني ارى.



- صدقت ! إنها غير باقي الخرائط.
- هيا شباب !! أرجوك أبو أحمد أسرعوا
قليلاً قبل أن تغير الشرطة رأيها.
- أصبر أبو مراد، دعني ألقي نظرة على
هذه الخرائط، وخاصة هذه المصنوعة من
الجلد، ياربي إناه غريبة، ولها رائحة عطر
نفاث، أنا أول مرة أرى خريطة من هذا النوع.
- أبو أحمد !!
- لحظات نعيم، دعني أقرأ أسماء هذه
المدن والقرى، أين تقع.. أين ؟
- أبو أحمد !! أنظر إلي !
- ماعندك نعيم.
- أنظر، هنا رسائل كثيرة ! لكن بدون كتابة، فقط توقيع بالأسفل.
- ناولني واحدة منها.
- تفضل.
- ماهذه، رسالة بدون كلام ! وتوقيع من هذا ؟
- غريبة أبو أحمد صح !
- أنتظر نعيم، دعني أفكر، إن شاء الله أني مخطئ.. الله يستر.
- كيف أبو أحمد ؟
- التوقيع هنا بأسم جورية بن عنبوس، والحبر
أسود محروق، أنا متأكد إنه ليس حبراً عادياً.
- ماذا ؟
- نعم، نعم.. إنه دم.. إنه دم متجلط وأسود لونه مع الوقت.
- تقــ..صـد إن الجنية كتبت هذه الرسائل.
- نعم، ولايستطيع أن يقرأها سوى الشخص المسحور.
- مسحووور !!
- نعم، الشخص الذي وقع عليه السحر.
- يالله.. يا ألهي !!


فأجتمع الجميع حولي بسرعة، حتى أصبحوا
كالحلقة، وشاهين يقف خلف أبومراد.


- ماذا أكتشفت أبوأحمد، أرجوك أخبرني، إنه ولدي أرجوك !!
- ياربي!! لاحول ولاقوة إلا بالله !! لا.. لا.. صعبة !



- ماذا حصل أبوأحمد، والله لقد أسقطت قلبي في الأرض.
- ماذا حصل أبوأحمد، ما أكتشفت ؟
- نعيم .. طارق هل تعرفون ماذا هنـا.


فخرت قواي وسقطت جلوساً على الكرسي الخشبي.


- هل أنت بخير!! أبو أحمد هل أنت بخير.
- ياجمـ..اعة، مراد أختطف من
قبل جنية أسمها جورية بنت عنبوس !
- تقصد إنها خطفته.
- لا، هـ..و .. هـو من ذهب إليها .
- إلي أين ؟
- أبو أحمد أرجوك، والله أتعبتني، هل ذهب إلي عمان.
- مراد لم يذهب إلي عمان.
- إذاً أين.
- مراد ذهب إلي وادي برهوت .
- برهووووت !! أين هذا برهوت ؟

المرشد الدولي
05-13-2009, 09:20 AM
- أبو مراد!! إبنك ذهب إلي وادي الجن
بحضرموت، إنها شرق جنوب اليمن، أي غرب جنوب عمان.
- وادي الجن !!
- نعم.
- تـقصد إنه لم يذهب إلي عمان !
- أنا أجزم إنه في حضرموت.
- كيف هذا وأنا متأكد من حجزه تذكرة طيران إلي صلالة.
- كيف علمت ؟
- قبل شهر أستعار سيارة شاهين، وارجعها
وبداخلها ورقة حجز للرحلة.
- ربما ذهب إلي حضرموت من
الغرب، أي عن طريق صلالة ثم مروراً بقرية
هلبوت الواقعة في الحدود بين اليمن وعمان، ثم
أتجه براً إلي وادي حضرموت، إبنك في وادي حضرموت.
- إذاً ؟
- إبنك ذهب إلي معشوقته جورية.
- كيف، لم أفهم !



- أبومراد، أنا لن أضحي بفريقي وأذهب
بهم إلي وادي حضرموت، هل تعرف ماهو
وادي حضرموت، إنه وادي المردة، مكان
إجتماع المردة في كل العالم، يأتون من كل
أ قطار الأرض، عمان واليمن والمغرب
والعراق وسوريا والمكسيك، ويقال إنهم
يأتون بالسحر، إذا أنسى كل شئ حدث
بيننا، والبعثة ألغيت من الأن.
- أرجوك أبو أحمد !! بكل بساطة تغير
رأيك وتقول لن تذهب، هذا قطعة من
كبدي، هذا أبني.. أرجوك، أطلب ماتريد.
- لاتحاول، أنا أعرف هذا الوادي جيداً.
- كيف، هل كنت هناك من قبل ؟
كيف حكمت، ربم أشاعات.
- لا، أنا لم أذهب، والمعلومات التي
عندي ليست إشاعات.
- أنا لم أفهم.
- أبومراد، أنا قرأت حتى الثمالة بخصوص
هذا الوادي وهذه العين الملعونة
- العين الملعونة !!
- نعم بئر برهوت المقيتة التي لعنتها ملائكة
السماء، حتى قيل إنها إحتى مراتب جهنم في الأرض.
- بئر برهوت! جهنم ! كل هذا في وادي حضرموت!
- نعم صحيح، وأنا طالما سافرت بعقلي
إلي ذاك الواد المنبوذ. صدقني الإنسان
عجز أمام تلك الظواهر، هناك أحجيات وألغاز
صعبة الحل إلي يومك هذا، فلقد عجز أمامها
أقوام وأقوام منذ العرب العاربة قبل
أربعة ألاف سنة، وكذلك أخبر بها النبي وأهل بيته عليهم السلام.
- كل هذا عن برهوت !!
- هل أنت جاد أبوأحمد ؟
- نعم نعيم، صدقوني، أنا درست الظاهرة
وتبحرت بها، لكن وقفت عاجزاً أمام كثير من الألغاز.


وإذا بمحفوظ يفيق من غيبوبته، فاشربناه
الماء، وظل ساكتا ًوهو يسمتع مع الباقين


- نعم شباب، فلقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله،
إن فيها أرواح الكفار والمنافقين. كما روى عن الإمام علي عليه السلام
إنه قال: أن أبغض البقاع إلي الله تعالى وادي
برهوت بحضرموت، فيه بئر ماؤها أسود منتن
يأوي إليه ارواح الكفار والمنافين، أما
أرواح المؤمنين فتأوي إلي دار السلام بالعراق.


- أبوأحمد ؟
- نعم شاهين.
- من أين لك كل هذه المعلومات ؟
- صحيح، من أين تعلمت كل هذا.
- شاهين، طارق، هل الأن وقت هذا السؤال.


فنظر أبومراد إلي شاهين وهو يبتسم وقال له.


- ألم أقل لك أني أخترت الشخص المناسب.

المرشد الدولي
05-13-2009, 11:37 AM
- شباب، هيا لنذهب ولنحزم أمتعتنا، الرحلة أنتهت هنا.


فأنتبه محفوظ لكلامي وقال:


- صحيح، الحمد لله، الله أكبر.. الله أكبر
، ظهر الحق.. أشكرك أبو أحمد.


فأقبل نحوي ومسك برأسي وأخذ يقبلني من حيث لا أدري.


- أنتهى أنتهى، أوكي محفوظ، لن نذهب
إلي أي مكان ! ستعود لأمك.
- أبو أحمد!! أرجوك لاتتسرع في إتخاذ
القرار، لنذهب الأن إلي منزلي ونناقش
الأمر، ربما تغير رأيك.
- هل جننت أبومراد، أنت لاتعرف هذا الوادي
، حتى الحكومة اليمنية بقيت ساكتة عنه،
والجامعات العربية لاتتحدث عنه، وكذلك
المشائخ فهم لايذكروه إلا بالشر، وحتى الناس تتعوذ عند ذكره.
- أبو أحمد !
- ماذا يانعيم.
- الأن قربنا من صلاة الفجر.
- أووه !! نسيت، والله أنا تعب جداً وأريد أن أرتاح.
- أسمع عزيزي أبو أحمد، لماذا لاتذهبون
الأن وترتاحون ، وغداً صباحاً يحلها ربك.
- ماذا قلت؟
- نعم، أرتاحوا على الأقل، والصباح رباح.
- مارأيكم شباب ؟

- والله تعبنا أبو أحمد، نريد أن ننام.


فدنا مني شاهين وهو ينظر لأبي مراد.


- أنا عندي خطة جميلة وسيوافق عليها الجميع.
- قل ماعندك ياشاهين؟
- أسمع أبومراد، وأنت يا أبو أحمد والكلام
موجه للجميع، لماذا لاتأخذون نقاهة يومين
في الكويت وأعمل لكم جولة سياحية، ثم نقرر
بعدها، هل ستذهبون إلي حضرموت أو لا.


أعضاء الفريق ينظرون إليَ.


- الرأي رأيكم شباب.
- أحسنت في هذا الأقتراح شاهين.
- بشرط أبومراد.
- تفضل أبو أحمد.
- أن تحجز لنا غرفتين في فندق خمسة
نجوم، وبعد يومين، نجتمع في صالة الفندق، أي
دعنا نرحتاح قليلاً ونتعرف على معالم الكويت الحبيبة.


أبو مراد وشاهين ينظران لبعضهما.


- لك طلبك أبوأحمد.. شاهين خذهم إلي فندق
خمسة نجوم، والوعد بعد يومين، ولاتنسى
أذهب معهم في جولة سياحية.
- إن شاء الله أبومراد.
- أبو أحمد !!
- ماذا عندك يا أبومراد، دعني أرتاح.
- ماذا أعمل بالخرائط والرسائل، هل تريد أن أحتفظ بها.
- قلت لك نحن لم نقرر بعد، أحتفظ بها، وأتركني أتسلى قليلاً.
- طيب، كل الأشياء ستكون في منزلي لحين عودتكم.
- نعيم.

- ماذا أبو أحمد ؟
- خذ وأحتفظ به دون علم أحد.
- ماهذا ؟
- موبايل مراد.
- موبايل مراد !
- هل نسرقه.
- هل تتوقع مني أن أسرق موبايل.
- لا.
- هذا سأحتاجه في حال قررت الذهاب إلي حضرموت.

المرشد الدولي
05-13-2009, 01:12 PM
أخذنا شاهين إلي فندق فخم جداً، وبطلب من محفوظ
أصبحت معه في غرفة واحدة، وطارق
مع نعيم في الأخرى، فحان وقت صلاة
الفجر، ومحفوظ مازال ممدداً على سريره.


- محفوظ، الصلاة.
- إن شاء الله، أتعرف أبو أحمد ؟
- ماذا؟
- أنا تعلمت منك أشياء كثيرة.
- الحمد لله.
- أبو أحمد، إذا رجعنا للدمام، هل توافق
أن أصبح صديقك؟
- نعم، لكن أرجوك النعاس ذبحني، أريد
أن أنام وغدا ًصباحاً سيأتي شاهين ليأخذنا في نزهة يوم كامل.
- أبو أحمد؟
- أعتقد إنك لن تنام ولن تدعني أنام.
- أنا أحبك.
- ماذا !!
- أقصد، أنا معجب بك.
- الحمد لله، الأن أفضل.
- كيف أصبح مثلك ؟
- ماذا؟ مثلي كيف، لم أفهم.

- أريد أن أغير حياتي.
- تستطيع محفوظ، أنت إنسان عاقل، والعاقل
يستطيع أن يسخر كل هذه الدنيا تحت يديه، لكن بالعقل.
- لكنـ...
- لاتقل لكن، السمنة لها حل، فإذا رجعنا بلادنا، سأساعدك في ذلك.
- صعبة.
- لاتقل صعبة، الإرادة ثم العزيمة وكل شئ يسهل، فإذا
كانت عندك إرادة ودفعتها بقوة العزيمة، تستطيع مواجهة الصعاب.
- أريد أن أكون مثلك يعرف كل شئ.
- من قال لك أني أعرف كل شئ، أنا فقط
أقرأ وأخرج مافي عقلي، أنا لست أفضل منك، نحن نمتلك عقل، صح ؟
- نعم.
- وأنا أتكلم العربية وأنت كذلك، صح ؟
- نعم.
- غداً صباحاً لو ذهبنا مع بعض إلي أي
مكتبة في الكويت، هل سيسمحون لي
بالدخول ويمنعونك.. لماذا لاتجيب.
- لا.. أكيد لا.
- وإذا جلست مع الكبار أو رجال الدين، هل
سيمنعوك من طرح أي سؤال أو مناقشتهم في
أي قضية حتى لو كانت بسيطة.
- لا.
- إذا العلة موجودة فينا نحن البشر، هذا عقل يحتاج
إلي أستعمال، نحن نبني عليه شبكة العنكبوت لماذا !! يامحفوظ أزرع لتحصد.
- لكن أنت تمتلك ذاكرة غير طبيعية.
- هذا حبيبي بفعل الممارسة، فإذا فعلت أنت
نفس الشئ وحركت عقلك مع مرور الوقت
تصبح لديك هابت أقصد عادة، ممكن أنام الأن.
- آخر سؤال.
- تفضل.
- بما إنك لن توافق على رحلة اليمن، فلماذا
وافقت على الإقامة في الفندق والنزهة بالكويت.
- محفوظ، بما إننا سنحصل على رحلة مجاناً
وبعدها سنقرر، لماذا نحرم أنفسنا منها، دعنا نتنفس قليلاً ويحلها الله.
- إذا يوجد أمل إنك ستوافق ؟
- أوافق !!
- نعم هل ستوافق أم لا.
- والله سؤالك حيرني محفوظ.
- لماذا؟
- لأن في قلبي قانون أسمه قانون التزاحم، أشتغل
فقط من هذه الليلة، أما أن أطيع عقلي وأرفض
الرحلة من أجل سلامتكم أو أن أتبع هواي
وفضولي وأوافق من أجل المعرفة والأطلاع.
- الحمد لله، أنا لا أعرف هذا القانون ولا اريد أن أعرفه.
- إذا دعنا ننام وتصبح على خير.
وأنت من أهل الخير.

المرشد الدولي
05-13-2009, 03:15 PM
كانا يومين من أجمل أيام حياتي، حيث قضيناهما
في التعلم والضحك.. فذهبنا إلي المدينة التعليمية
والمجمعات الكبيرة والمدينة الترفيهية والمطاعم
الفخمة، أما السينما فكانت حكاية آخرى، حيث قضى
محفوظ معظم وقته مغمضاً العينين من شدة الخوف، لأننا
كنا نشاهد أفلاماً مرعبة.


يوم الأربعاء مساءً

- محفوظ، ألم تنتهي من الإستحمام ؟
- فقط عشر دقائق.
- لقد أتصل شاهين، إنهم ينتظرونا بـبهو
الفندق ، أنا سأسبقكم وأنت أخبر نعيم وطارق أن يلحقوني بالأسفل.
- أمرك مجاب أبو أحمد.

بعد ربع ساعة، أنفتح باب المصعد الكهربائي
الجميل، وخرج منه طارق ونعيم ومحفوظ
وأتخذوا لهم مجلسا بيننا، حيث كنت مع أبو مراد وشاهين نشرب القهوة.


- هاهم رفاقك قد أتوا، ماهو قرارك النهائي يا أبوأحمد ؟
- إخواني، نعيم وطارق ومحفوظ.
- نعم أبو أحمد !
- هذه الرحلة تحمل مخاطر كثيرة، ولقد
قلبتها في رأسي، فخرجت بنتيجة إننا سنخسر
النتيجة لامحالة، لذا قررت إننا وصلنا إلي نهاية الطريق.
- ولكن أبو أحمد.
- أنتهى الكلام أبومراد، ولديك الأن الخرائط
والأدلة، ويمكنك أن تبحث عن شخص يساعدك.
- لكن !!
- أرجوك.

أعضاء الفريق ينظرون وعلامات الفرح أرتسمت على
وجوههم، وخاصة محفوظ

- أبو أحمد، بما إن حضرموت على حد قولك
خطرة والرحلة ستكون متعبة ومبهمة، وكتشجيع
مني لكم، أودعت في حساب كل واحد منكم خمسة
الأف دينار كويتي ولتبقى الشيكات المصدقة
عندكم، فإذا أحضرتم مراد أبني سليماً معافى، أصرفوا
المبلغ الباقي، هذا عرض لن تحصلوا عليه في حياتكم !
عشرة الأف دينار لكل فرد! ما رأيكم !!
- لاتحاول أبومراد، الرحلة خطرة وأنا أتخذت
القرار، ولا أعتقد إخواني عندهم رأي آخر، ما رأيكم شباب؟
- صدقت أبو أحمد، إلي هنا يكفي.
- وأنت ياطارق ؟
- أنا مع نعيم.
- ومحفوظ ؟
- وأنا كذلك.
- إذاً رتب لنا الحجز الليلة.
- إذا هذا آخر قرار لكم.
- نعم.
- وإذا لم نجد حجز بالطيران إلي السعودية.
- لايهم، يمكن أن نذهب بالباص، أو ليموزين.
- حسناً، شاهين، نسق معهم، أنا ذاهب، أستودعكم
الله، وكان الله في عوني.



ذهب أبومراد دون أن يودع الفريق.

- الحمد لله على السلامة شباب.
- الحمد لله.
- أشكركم على التضحيات، وإن شاء الله نبقى
فريقاً وأصدقاء في الوطن.
- إن شاء الله.
- نعيم، ماذا ستعمل بالمبلغ، الأن صار لديك
خمسة وستون الف ريال، هذا غير المبلغ السابق.
- أما أشتري قارب صيد جديد أو أفتح محل
في سوق السمك بأسم كفيلي.
- وأنت ياطارق؟
- أنا سأتزوج به، وأنت أول المدعوين.
- أكيد سأحضر زواجك.
- وأخيراً الغالي محفوظ.
- أنا..أنا .. كم قلت المبلغ ؟
- تقريباً خمسة وستين الف ريال.
- أولاً سأعطي أمي خسمة الاف، و الباقي
أريدك أن تساعدني أعمل به مشروع.
- إن شاء الله.
- ولاتنسى أهم مشروع أن تساعدني في تخفيف وزني.
- أوعدك عزيزي.
- وأنت يا أبو أحمد ماذا ستفعل بالمبلغ ؟
- أنا.. تصدقون لم أفكر ماذا سافعل به، ربما سأغير سيارتي.
- فكرة جيدة، الله يوفقك.

المرشد الدولي
05-13-2009, 04:36 PM
- أشكرك نعيم، وأرجوكم، أن تسامحوني إن
كان لساني زل على أحد منكم أو صرخت
بكلمة، فأطلب منكم إبراء الذمة.
- لك ذلك أبو أحمد، أنت بريء الذمة إن شاء الله.
- نعيم، أين موبايل مراد؟
- أووه.. نسيت أمر الموبايل، لحظة سأستخرجه
لك، خذه، ماذا ستفعل به.
- سأسترجعه لشاهين ليعطيه الأب.
- من يسمعك يقول إنك لن ترجع معنا إلي الدمام.
- صراحة، أنا لدي خال كويتي لم أراه منذ مدة،
لذا قررت أن أزوره وهذه فرصتي، ولقد أتصلت
به وسيأتي ليأخذني بسيارته.. فقط يومين أو
ثلاثة وأرجع إلي بلادي، وإذا وصلت سوف
أتصل بكم لنجتمع في الحديقة.


عيون محفوظ تـدمع بغـزارة.


- لن ترجع معنا أبو أحمد !
- إن شاء الله إذا رجعت سوف أتصل بكم، أنتم
تعرفون رقم موبايلي وعنواني، أتـفقنا محفوظ !
وخذ هذه رسالة أوصلها لزوجتي أم أحمد.
- ماهذه ؟
- فقط رسالة عادية، لأني حاولت أن أتصل
بهم، لكن الظاهر أنني لم أسدد الفواتير
الأخيرة فقطعت كل الأتصالات بهم.


فضمني محفوظ، وبدأ يبكي حتى سمع صوته
كل من كان في البهو، ثم ودعت باقي
الفريق، وإذا بسيارة فارهة تقف أمام الفندق
وينزل منها شاب سيرلانكي يبدو إنه السائق، ومشى حتى وصل عندنا.


- من منكم هو أبو أحمد ؟
- أنا.
- أرسلني خالك، هو في عمله الأن، ويقول
لك تعال معي إلي البيت.
- أوكي، أعطيني دقيقة، شباب
أستودعكم الله، أراكم في الوطن إن شاء الله.


الحزن خيَم على الجميع، فأتصل شاهين بهم
وأخبرهم إنه وجد حجزاً بالطائرة وذلك
الساعة الثامنة صباحاً وإنهم سوف ينامون الليلة في الفندق.


أمضوا الليل وهم في سكون وهدوء لامثيل
له، ومحفوظ ترك الغرفة التي كان بها معي وأنظم مع طارق مفترشاً الأرض بدون غطاء.


طارق ونعيم لم يستطيعا النوم، فأنين وبكاء
محفوظ قد أستعمر سمعهما حتى الفجر، إلي
أن أصبح الصباح وأتصل بهم شاهين ليأخذهم مبكراً إلي المطار.


- طارق !! لاتتأخروا، أنا واقف خارج الفندق.
- إن شاء الله شاهين، فقط عشر دقائق.


وبعد ربع ساعة، ركبوا معه وسار بهم متجها إلي المطار.


- شباب، خذوا هذا الكيس، به سندويتشات لذيذة
وبعض العصير، يمكنكم أن تأكلوها الأن لو أردتم ذلك.
- تفضل محفوظ .
- لا اريد !!
- غريبة، محفوظ يرفض الأكل.
- أنا لا أريد أن أكل !! سمعت !!
- لماذا تصرخ في وجهي !
- أرجوك شاهين هو مصدوم لفراق أبو أحمد.


وعندما أقتربوا من المطار.


- شباب، أسمعوا، سأقول لكم سر، لكن
أرجوكم لاتخبروا أحداً أني خلفه.
- تفضل.
- أسمعوا جيداً، أبوأحمد كذب عليكم، هو يريدكم
أن ترجعوا للسعودية وهو سيقوم بالمهمة لوحده.
- كيف !!
- نعم ياطارق، هو ضحى من أجل سلامتكم
، ولقد أتفق مع أبومراد أن يعطيكم المبالغ مقدماً وهو سيقوم بالرحلة لوحده.
- ماذا تقول!! هل أنت متأكد ؟
- نعم يانعيم، انا كنت معهم في بهو الفندق قبل
أن تنزلوا، ولقد وقع على إيصالات بذلك. حتى
الشيك الذي بأسمه قطعه من أجل إكمال المبالغ
التي حولت في حساباتكم، ولقد قاما هو وأبومراد
بتمثيلية، إنه سيزور خاله الكويتي وأنتم ترجعون
لبلادكم، ثم يذهب لوحده إلي حضرموت
، وهذا كل شئ، وأرجوكم سيقتلني ابومراد لو علم بالأمر.
- تقول إنه وقع على إيصالات بالمبلغ.
- نعم محفوظ، إذا لم يؤدي المهمة سوف يدفع
كامل المبالغ، لذلك أتفق مع أبومراد أن يودع المبالغ في حسابكم مقدماً.
- مسكين أبوأحمد، كل هذا من أجلنا.


- ربما طارق لكن لاتستبعد إنه فعل ذلك من
أجل أن يحقق مافي عقله ويذهب للأستكشاف والمغامرة.
- أسكت شاهين !! أنت لاتعرف أبوأحمد كما نعرفه.
- والأن هذه بوابة المغادرون، هيا أنزلوا.. حامل الحقائب ينتظر.


أعضاء الفريق ينظرون لبعضهم والدموع في
عيونهم، فصرخوا في وقت واحد.
- أرجعنا إليه !!
- إلي من !!
- عند أبو أحمد !!
- الأن !!
- نعم أو نرجع بالليموزين.


وعلى عجلة من أمرهم، وفي خلال عشرين دقيقة، رجعوا
إلي منزل أبومراد، وإذا بي أراهم أمامي !! وفي
الغرفة نفسها !! لقد أخذوا قلبي !! إنهم واقفون ينظرون
إلي بصمت والدموع تنهمر من عيونهم.

المرشد الدولي
05-14-2009, 08:44 AM
الإجتماع والموافقة


- إذا الوجهة عدن وليست صلالة !
- نعم.
- لكن أبو أحمد، هل تعرف وجهة سير
الرحلة، أو ستكون عشوائية.
- وجهتنا بئر برهوت ؟
- لكن أين هي ؟
- وهل تعرفها أنت ؟
- لا.
- إذاً دعنا نصل وسنعرف أين هي.
- بالأمس أتصلت بأحد أصدقائي وقال
لي إن شاباً كويتياً يدعى رشيد من أب كويتي
وأم يمانية يعيش بعدن، وإنه سيتصل به كي يكون في أستقبالنا.
- جيد.
- وإذا أعجبني سأسطحبه معي في الرحلة.
- معك !
- نعم سنكون ثلاثة أنا وشاهين ورشيد.
- جيد.
- وأنتم أربعة، إذاً القافلة مكونة من سيارتين.
- هل ستكون معنا حتى نصل البئر؟
- يعتمد على الظروف، ومهمتي أني ساراقبكم من بعيد.
- وما الفائدة من ذلك ابومراد ؟
- لتقديم الدعم اللوجستي على الأقل.
- فهمت.. تقديم الدعم اللوجستي.
- ومتى تريد السفر أبو أحمد ؟
- نريد بعض المعدات والحاجيات التي
نحتاجها للرحلة، وأنت ستضمن لي وصولها إلي عدن.
- هل تريدني أن أحملها إلي اليمن ؟
- أكيد، أنا لا أضمن وجودها بعدن.
- مثل ماذا ؟
- شاهين، هل عندك ورقة وقلم.
- نعم، لحظة، هل أكتبها يا أبومراد.
- أكتبها.
- نحتاج سيارة جيب قوية تكون بإنتظارنا في اليمن.
- وماذا بعد ؟
- خيمة لأربعة أشخاص، وجهاز إتصال
لاسلكي أربع قطع مع قاعدة لمسافة
نصف كيلومتر، وجهاز تقريب ليلي، وبطارية كبيرة
وفأس ومطرقتين وحبال ، وبساط، وإنارة، ورأربعة مصابيح كهربائية كبيرة.
- وماذا ؟
- صيدلية للطوارئ، كمضاد حيوي
وبنادول وقطن وضمادات وشرائط ، وأسأل الصيدلي عن حبوب منع الإسهال.
- الأسهال !!
- نعم، ربما يحتاجهم أحد أعضاء الفريق.
- نعم أستمر أنا أكتب.

- أحتاج بعض الحاجيات من السوبرماركت، ستذهب معنا ياشاهين.
- هل أذهب معهم أبومراد ؟
- من أجل مراد.. أذهب !!


في السوبرماركت.


- محفوظ أمسك العربة ولاتذهب
بعيداً، ماشاء الله، ما أكبر هذا المول !
- نعم.. إنه كبير جداً !
- أين هي.. أين هي .. الحقوني شباب..أهاا هذا ما أريد، ضع
ياطارق عشرين علبة جل من اللون الأصفر القوي جداً.
- لماذا كل هذا الجل، هل سنضعه
على رؤوسنا أو سنسبح فيه.
- نعم سنسبح فيه، ضع هذا محفوظ
وهذا أيضاً وهذا وخمس علب فاصوليا
وفول، وعشرين كبسولة غاز صغيرة مع
جهازين طبخ، وخمس ولاعات والملح
والبهارات، ولاتنسى الشوكولاته لك.
- حبيبي بوأحمد ! حبيبي بوأحمد !


فأحضر محفوظ كمية كبيرة ومنوعة من الشوكولا ووضعها بالعربة.


- أنظروا شباب، إنه كورنر النظارات، والله إني كنت سأسجلها.
- وماهي.
- نسيت نظارتي الشمسية بالدمام، أعتقد هذه تناسبني، مارأيك نعيم !
- جميلة جداً.
- وأنا أريد نظارة.
- محفوظ .. قلنا شوكولا.
- ماشاء الله ، كل هذه الحاجيات لكم، لقد أمتلأت العربة.
- شاهين، ليست لنا، بل من أجل أسترجاع مراد.
- نعم أهم شئ مراد.

المرشد الدولي
05-14-2009, 09:34 AM
- شاهين !
- نعم أبو أحمد.
- أرجوك، كل شئ في العربة يصلني إلي عدن وبدون نقصان.
- أكيد أبو أحمد، وهل سأذهب بها إلي أولادي.
- أنا لم أقل ذلك، أقصد أحرص على وصولها.
- لك ذلك.

في منزل أبومراد.

- أوكي أنتهينا أبو أحمد.
- تقريباً أنتهينا، لكن باقي شرط.
- وهو.
- ارجع لي الوصولات التي وقعتها.
- ماذا !
- أو سأنسحب.
- أبو أحمد، الأتفاق قد تم فلماذا هذا الأنقلاب.
- هذا آخر طلب !
- أووفف.. شاهين !! أعطيه مايريد.
- تفضل.
- حسناً هل حجزت التذاكر ؟
- نعم غداً الساعة العاشرة ليلاً.
- إذا إلي حضرموت !!





1-7 إلي حضرموت




http://www.rida-alabdallah.net/apr09/2adcead515.jpg

المرشد الدولي
05-14-2009, 01:55 PM
في الطائرة.


- أبومراد.
- نعم.
- أنا كنت أرغب أن نذهب إلي مدينة المكلا مباشرة.
- ولماذا لم نحجز إليها.
- أخبرت شاهين بذلك، لكن لايوجد لديهم طيران دولي.
- والعمل.
- سنقيم يومين بعدن ثم نذهب إلي المكلا، أنا
سمعت إنه يوجد طيران محلي أسمه السعيدة.
- السعيدة، أول مرة أسمع بهذا الطيران.
- محفوظ، هل سافرت قبل سفرتنا هذه ؟
- لا.
- إذا كيف لم تسمع بطيران السعيدة وأنت لاتعرف باقي الخطوط.
- أبو أحمد، دع عنك محفوظ وأسمعني.
- تفضل أبومراد.
- ولماذا نذهب بالطائرة، نحن أستأجرنا
سيارتين جيب لاندكروزر موديل 2008، وسنذهب بهم إلي المكلا.
- لامشكلة، لكن أحتاج أن أبقى يوم أو يومين بعدن.
- ولماذا !؟
- بعض المعلومات ستساعدني في إيجاد مراد.
- هل تعرف أحداً بها.
- سنعرف.
- لك ذلك.


وبالصدفة وأنا أربط حذائي الرياضي، رأيت حذاء محفوظ.


- محفوظ !! ماهذا ؟
- حذائي.
- أعرف إنه حذائك، لماذا هو بهذا الشكل.



- أبو أحمد أشترينا كل شئ، إلا الأحذية لم نغيرها.
- صدقت، لقد نسيت أن نأخذها من الكويت،
إذاً سنشتريها من عدن.
وبعد ساعتين وقبل أن تحط الطائرة في أرض المطار.


- أبو أحمد أنظر إلي عدن ليلاً، كم هي جميلة.
- ياالله إنها خلابة، لون البحر أسود ومحاصراً الجبال.
- إن عدن كبيرة ، لم أتوقعها كذلك.
- صدقت محفوظ، نحن نجهل معالم اليمن، لم أكن أتوقع إنها روعة.


وعند نزولنا المطار.


- هل أنتم متأكدون اننا باليمن.
- طارق.. ولماذا تستصغرونها.
- لم اكن أتوقع هذا المطار، أنظروا ما أكبر المبنى وأفخمه.
- ماشاء الله .. أبو أحمد.. هذه عدن !
- صدقت نعيم، لا أصدق عيني، وأنظروا إلي الصالات ما أكبرها.
- أبو أحمد.
- نعم أبومراد.
- هيا نجري الإجراءات لكي ندخل عدن.
- أوكي أبومراد، نحن خلفك.


وبعد إنتهاءنا من الإجراءات الروتينية،
لمحنا شاب كان ينتظر في صالة القادمون


- هذا رشيد !!
- أهلاً وسهلاً الحمد لله على سلامتكم، شرفتم عدن.


تبادلنا القبلات العربية.


- الحمد لله على السلامة.
- رشيد، هذا شاهين صاحبي ويدي اليمين، وهذا
أبو أحمد رئيس البعثة، وأعضاء الفريق طارق ونعيم ومحفوظ.
- أهلاً شرفتم اليمن، من هذا.


- أنا نعيم.
- أنت سعودي.
- لا، أنا هندي.
- هندي !.. مرحباً مرحباً بكم.
- هل حجزت لنا ؟
- نعم، حجزت ثلاثة غرف، كل أثنين بغرفة.
- جيد، لم تنسى تعليماتي.
- أبو مراد !
- نعم أبو أحمد.
- يبدو إنكما التقيتما من قبل.
- ها ! لا لا.. فقط كلمته بالموبايل لكي يقوم بالحجز ويستقبلنا.

المرشد الدولي
05-14-2009, 02:20 PM
فوقف رشيد أمامي وجهاً لوجه وركزت على عينيه !

- أنت أبو أحمد ؟
- نعم.
- أخبرني عنك أبومراد.
- بماذا؟
- إنك رئيسهم.
- الحمد لله، هل طلقت الكويت.
- ماذا ؟
- أنا سمعت إنك من أب كويتي.

فأجابني بصوت منخفض .

- نعم ! أنا من أب كويتي.
- رشيد !! رشيد !! هل السيارة جاهزة بالخارج.
- نعم أحضرت لكم باص صغير.
- باص !
- نعم، على الأقل يكفينا جميعاً.
- حسناً خذنا الي الفندق.
-

عشر دقائق فقط ثم وصلنا إلي فندق متواضع
وغريب الشكل بداخل السوق.

- جميل جداً، كنت سأطلب منك أبومراد هذا الطلب.
- وماهو ؟
- أن يكون الفندق بوسط السوق.
- الحمد لله، جاءت إليك.
- أبومراد !
- نعم رشيد.
- أستمتعوا بوقتكم وناموا الأن وأنا سأرجع
الساعة الثامنة صباحاً.
- نحن مستعدون.
- غداً ستأكلون فطوراً يمانياً أصيلاً.
- صحيح !! أنا أحب الأكل اليماني، هل تحبه أبو أحمد.
- نعم رشيد أنا معجب بالمطبخ اليماني.
- أراكم على خير.


وبمجرد أن دخلنا غرفتنا، طلبت من أعضاء
الفريق الاجتماع العاجل قبل النوم.

- أبو أحمد، لماذا لم تؤجل الاجتماع إلي الصباح.
- فقط كلمتين وأذهبو للنوم.
- ماعندك؟
- أسمعوا شباب، هل قلت لكم أني أمارس اليوجا.
- لا.
- أنا حاصل على الدرجة العاشرة من الياثا يوجا.
- وما دخل هذا في موضوعنا ؟
- لدي الحاسة السادسة.
- الحاسة السادسة !!
- نعم، وأقرأ الأفكار.
- كيف ؟
- من العيون.
- إلي الأن لم نفهم شيئاً.


- بإختصار، كونوا حذرين من رشيد، ولاتفشوا أي شي أمامه.
- لماذا ؟
- أنا قرأت أفكاره من عينيه، الرجل
خطير ويخفي أشياء في الخلف.

وما إن سمع محفوظ كلمة الخلف، حتى نظر إلي خلفنا.

- محفوظ، أنا لم أرتاح له، لكن أرجوكم لاتخبروه بأي شئ.
- لك ذلك أبو أحمد.
- أبوأحمد.
- نعم محفوظ.
- ممكن تقرأ عيوني.
- ضروري.
- إذا ممكن، قبل أن أنام.
- تعال بقربي.
- سأفتحهما.
- في عقلك الأن، ماهو الإفطار اليمني، وهل هو شهي.
- يالله ! أنت مصيبة.

نعيم وطارق يضحكان ويرجعان إلي غرفتهما، وإذا
بصوت محرك الباص قد أشتغل وكأنه غادر، فذهبت
بسرعة إلي النافذة لأتفحص الأمر، وإذا بالباص يقف
بعيداً ورشيد يخرج من على حذر، إنه ينظر
يمنة ويسرى، ومشى حتى صعد فندقنا مرة أخرى !!

المرشد الدولي
05-14-2009, 03:59 PM
- أبو أحمد.. أبوأحمد.
- ماذا عندك نعيم، دعني أفكر.
- أبو أحمد.
- لماذا أوقف السيارة بعيداً ورجع إلي الفندق.
- أبو أحمد، الا تسمعني.
- ماذا تريد يامحفوظ !! أنت مزعج.
- أسف، فقط أردت أن أقول لك
إن أبواب هذه الغرف قديمة.
- كيف.
- أنظر، مفاتيحها من النوع القديم جداً، تذكرني بالرسوم المتحركة.
- نعم !! أحسنت ..أنت حبيبي .. بسرعة .. بسرعة.
- ماذا تريد !
- هل عندك ورق مقوى، أبحث هنا أو هناك.
- مقوى مقوى.. لا أجد مقوى.. ماهو المقوى ؟
- أبحث داخل الدولاب !
- فقط هذه المجلة.
- أعطيني إياها بسرعة !


فقطعت الغلاف وجعلت منه مخروطاً، وأنتظرت
قليلاً، حتى سمعت خطوات رشيد، وإذا بصوت
باب غرفة أبومراد قد فتح ثم أغلق.


على الفور خرجت إلي باب غرفتهم أسرع من
البرق، ثم وضعت أسفل المخروط في فتحة
الباب والفتحة الكبيرة في أذني، وإذا بي أسمع مالم يصدقه عقلي.


- أبومراد !
- نعم عمي.
- أنا غيرت رأيي ولن أعاقبك على أخطائك
بالكويت، ولكن هذه الأخيرة.
- إن شاء الله عمي.
- ولا تتدخل في القرارات، إذا قال لك أرميه
فلا تتردد..ياحيوان !!
- إن شاء الله، لن أعيدها مرة أخرى.


ثم سمعت صوت صفعة قوية !! وكأن أحدهم قد ُضرب
على خده، فهربت بسرعة ورجعت إلي
غرفتي، ثم خرج رشيد وأغلقوا الباب.


- ماذا حصل أبو أحمد؟
- والله سمعت شيئاً غريباً، أكاد أجن، لكن لم أفهم شيئاً!
- ماذا حدث ؟
- أبومراد يقول لشاهين عمي ! هل أذني تعكس السمع.. لا أصدق !
- يمكن من باب الإحترام.
- إحترام !! أنت مسكين يامحفوظ.
- إذاً ماذا يحدث ؟
- والله لم أفهم شيئاً، لكن الحقيقة ستظهر لاحقاً.
- ألن تنام ؟
- أتمنى أن يأتيني النوم، بعد كل ماسمعت ويأتيني النوم.
- حاول أن تنام أبو أحمد، في الصباح سنذهب إلي مطعم يماني.


حاولت أن أنام حتى أنقضت الساعة ثم الساعتين، وأنا
لا أعرف تفسير ماسمعت إلي أن دخلت في النوم متأخراً.


في الصباح والسوق يعج بالسيارات
والمارة أحسست وكأن أحداً يهزني بقوة :


- أجلس أبو أحمد، الساعة الثامنة .. لقد تأخرنا.
- آخخ.. أشعر برأسي ثـقيل جداً.
- حاولت أن أجلسك للصلاة، لكنك ترفض.
- صحيح !! أستغفر الله، ساصليها قضاء.
- أجلس وألبس بسرعة، أبومراد طرق
الباب، يقول إن رشيد يجلس بصالة
الفندق والباص جاهز.
- طيب، ساصلي بسرعة وأستحم، أنت
أذهب إلي الأسفل وقل لهم إنني في طريقي
إليهم، ولاتنسى أفتح أذنيك جيداً لما يقولونه.
- طيب، أنا جاهز، سأنتظرك بالأسفل، وأعتقد
إن نعيم وطارق جاهزان.


وما إن نزلت إلي صالة الفندق.


- أبو أحمد تأخرنا.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- غريبة ، لم تصحى من أصوات
الناس، عدن مشهورة بالأصوات.
- آسف، نمت متأخراً، لأنني من النوع
الذي يتأثر نومه بتغير فراشه.
- هيا رشيد ! نحن جاهزون.
- على بركة الله، السائق ينتظرنا بالخارج.



فركبنا الباص وغاص بنا في أعماق مدينة
عدن، والتي عانق حاضرها ماضيها.

المرشد الدولي
05-14-2009, 04:47 PM
تنويـه



الحقوق محفوظة حصراً للمؤلف



ولا يجوز شرعاً نسخها أو بيعها دون



إذن مسبق



المرشد الدولي






السلام عليكم ورحمة الله



شكر وعرفان



شكر لكل إداريي وأعضاء وقراء هذا الصرح



لإعطائي الفرصة لعرض بصماتي المتواضعة



وأعدكم بالمزيد في الأيام القادمة إن شاء الله



حيث سترى النور روايتين



صديقي أبو كرش



إمرأة بقلب 1000 رجـل




بعد إذن الإدارة الموقرين



لمحترفي وهواة الفوتوشوب



لم يرغب المشاركة في تصميم أغلفة للروايات


يرسل إلي الحلول
------
--
-

المرشد الدولي
05-15-2009, 10:26 AM
- تفضلوا شباب، هذه شرائح الأتصالات اليمانية، كم جوال لديكم.
- أربعة شرائح لأعضاء الفريق وواحدة لشاهين والأخيرة لي.
- نعم، أحضرة لكل واحدا ًمنكم شريحة.
- أشكرك رشيد.
- لاداعي أبوأحمد، هذه من جيب أبومراد.
- كيف وجدت عدن ؟
- في الحقيقة بداية جميلة، وخاصة الأسواق ما
أجملها، أن أحب الأسواق التي يغلب عليها الطابع
القديم، كعدن وصنعاء والقاهرة.
- أنظر أبوأحمد، ما أجمل هذه اللوحة، عمائر حديثة
بجوار العمائر التراثية.. أنظروا شباب.
- لاتستغرب طارق، فاليمن أهل حضارة عريقة، أنسيت
مملكة عاد، ففي يوم من الأيام ، كانت هنا عاصمة العالم.
- هل تتكلم بجد أبو أحمد ! اليمن عاصمة العالم.
- نعم أبومراد، هنا وبالضبط مابين الأحقاف مروراً
ببلاد المهرة حتى حضرموت.
- هل رأيت رشيد، أبو أحمد مكتبة متنقلة.
- ماشاء الله، إذا أعطنا المزيد حتى نصل المطعم، مارأيكم شباب.
- نعم !! فكرة جيدة رشيد.
- لكم ذلك، بسم الله الرحمن الرحيم.
- أبو أحمد لماذا تغمظ عينيك ؟
- محفوظ، أنا أرجع ذاكرتي للوراء..أسترجع إحدى ملفات عقلي.
- أرجوك محفوظ، إذا قاطعت مرة أخرى لن تأكل معنا، أكمل أبو أحمد.
- ههههه، هههه، جميلة جداً منك أبو مراد.
- إن شاء الله عمي أبومراد، لن أعيدها.. آسف أبو أحمد تفضل.
- لماذا سميت الأحقاف بهذا الأسم.
- أسمع رشيد، الأحقاف جمع حقف، وهو الرمل المائل.
- إذا كل منطقة الربع الخالي أحقاف.


سائق الباص ينظر إلي من المرآة.





- سأتكلم عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية القديم.
المشكلة شباب إننا نأخذ تاريخ حضارتنا ومنطقتنا
من الغرب، لأنهم تعمقوا ودرسوا تلك الأثار والممالك
أكثر منا، بينما نحن العرب مشغولون بالحروب
وغيرها، ففي ولاية كاليفورنيا وبالتحديد في مكتبة
هانتينجتون العامة توجد بحوث وتقارير سرية
لأثار بلاد الجزيرة العربية، ومنها تاريخ جنوب
الجزيرة من البريمي شرقا ًأي شرق شمال عمان
حتى الحديدة باليمن، والتقرير من إعداد العالمين
جوريس زارينز الأمريكي، والعالم البريطاني
اليوناني الأصل رانلوفينيس، وقد ذكر تقريرهما
ان اثنين منالعلماء القدامي قد سبق لهما زيارة
مملكة إرم على إنفراد في أواخر عهدها
ومجدها‏،‏ وهما بليني الكبير من علماء الحضارة
الرومانية‏ من‏23‏ الي‏79‏ميلادي والآخر هو أمين
مكتبة الاسكندرية الفلكي بطليموس من ‏100‏ الي‏170‏ ميلادي
‏ وكانت المنطقةلاتزال عامرة بحضارة زاهرة
والأنهار تشق المدينة تحت القلعة العظيمة، والخضرة
تغطيها، هل أكمل أم مللتم ؟


- أكمل أبو أحمد والله متعة، باقي خمس دقائق إلي أن نصل المطعم.


- وروي إن قوم عاد ضخام الجثة وعظامهم
سميكة، وسمو بقوم الوبر والصوف، لأنهم
يضعون الوبر على أجسامهم، وكانت عاصمتهم
الأولى إرم بالأحقاف وبناها شداد بن عاد والعاصمة
الثانية التابعة لهم مدينة ملخان وهي مدفونة بالرمال
قرب قرية العمران بالأحساء حالياً وكانت عليها
الأميرة دعنة إبنة إبن معيص وزيره، ولقد ذكر القرآن
إنهم مستكبرون في الأرض وعباد للأصنام‏‏، وقد أهلكهم
الله‏ تعالي‏‏ بعد أن القى الحجة عليهم وبعث لهم
النبي هود عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام، ووصف
بليني الكبير حضارة عاد الأولي بأنها لم يكن يدانيها
في زمانها حضارة أخري علي وجه الأرض‏، وذلك في ثرائها
‏ ووفرة خيراتها‏‏وقوتها‏‏ حيث كانت علي مفترق طرق
التجارة بين كل من الصين والهند من جهة وبلادالشام
وأوروبا من جهة أخري‏،‏ والتي كانت تصدر اليها البخور
والعطور والأخشاب‏،‏والفواكه المجففة‏، والذهب‏‏ والحرير.



- أبو أحمد، هل هم العرب البائدة ؟
- نعم طارق.
- وماذا يقول عنهم المؤرخون المسلمون والعرب ؟
- سؤال جميل نعيم، سأجيبك ثم نتوقف هنا.
- نعم تفضل أبو أحمد.

المرشد الدولي
05-15-2009, 01:34 PM
- علماء الأنساب المسلمون كالطبري‏‏ والقزويني
والهمداني والسيوطي‏‏ والمسعودي وياقوت الحموي
، جميعهم ذكروا وأتفقوا بإن قوم عاد وبلاد الأحقاف عرب بائدة‏.


- سؤال أبو أحمد وبدون مقاطعة.. مامعنى البائدة ؟
- يامحفوظ العرب البائدة تعني الأمم التي اندثرت

قبل بعثة النبي محمد‏ صلي الله عليه وآله بمئات
السنين‏ وأشهرهم قوم عاد‏ وثمود‏‏ والوبر، حيث
سكنوا جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت
وظفار العمانية، ولقد أهلكهم الله بريح صرصر
عاتية أي والله أعلم إعصار صحراوي يحمل كل
شئ أمامه ويطير به إلي السماء ويهوي به
الأرض، حتى هلكوا جميعهم وغطت مملكتهم
بغاباتها وأنهارها الرمال الصفراء.
- ومن يسكن مكانهم الأن ؟
- تقريباً بين عمان وحضرموت أغلب السكان

هم من المهرة الحميرية، وقرأت عنهم إنهم
لم يكونوا يتكلمون العربية وتعربوا بواسطة
القبائل الكهلانية في مكة، والأثر واضح عليهم
إلي الأن، فهم يستخدمون الحميرية القديمة
فيما بينهم والعربية معنا.
- على فكرة أبو أحمد عندي لك مفاجأة.
- ماذا لديك رشيد ؟
- سائقنا حميري الأصل، من المهرة.
- حياه الله ، تشرفنا.

- أشكرك أستاذ !!
- أبو أحمد ؟
- نعم طارق.
- وماذا حدث لنبيهم بعد هلاكهم.
- توفي نبي الله هود عليه السلام ودفن في أرض
حضرموت قرب‏‏ وادي برهوت‏‏ الي الشرق من مدينةتريم‏.‏
- أبو أحمد !!
- نعم أبو مراد.
- هل هي برهوت التي نبحث عنها.
- نعم، ليست ببعيد.
- هاهو المطعم أبومراد !! تفضلوا .. حياكم الله في عدن.
- شكراً رشيد.




تناولنا الإفطار اليماني اللذيذ، كالخبز الملوح
الشهير بحبة البركة، والفول العدني والسلتة
والكبدة والشاي العدني بالحليب.




- مارأيكم بالإفطار.
- لاحاجة للغداء بعد هذا الإفطار اللذيذ والثقيل .
- من قال ذلك أبو أحمد، ألم تقل إنك تريد المشي في السوق.



- نعم محفوظ.
- إذا سنهضم كل الفطور وسنحتاج إلي غداء.
- أنا سأمشي، من سيذهب معي.
- أبو أحمد، هل سنفترق !
- نعم أبومراد.
- أقصد هل ستذهبون إلي السوق لوحدكم.
- صعبة التسوق مع سبعة أشخاص، أعتقد
موعدنا الفندق عند الظهيرة.
- لابأس، وهو كذلك.
- رشيد !!
- نعم أبو أحمد.
- أين السوق الشعبي ؟
- هل ترى مكتبة البدرين التي في آخر الشارع.
- نعم أراها.
- فقد أدخل بجانبها، وسيظهر أمامك سوق شعبي كبير.



مشينا حتى أصبحت المكتبة أمامنا.




- أبو أحمد، السوق من هنا كما قال رشيد.
- عصام، أذهبوا أنتم إلي السوق، وأنا سأدخل
المكتبة لعدة دقائق فقط.
- إذا تأخرت سنتصل بك.
- أوكي.




دخلت المكتبة، وإذا بي أمام أرفف عتيقة، يعلوها
عدد قليل من الكتب القديمة والبائع الستيني، يحاور
زبونة بدت عليها ملامح سائحة أجنبية.

المميزة
05-15-2009, 03:32 PM
في انتظار البقية

الاحساس المرهف
05-15-2009, 03:49 PM
القصة في تشويق مستمر
في انتظار البقية
تحياتي

المرشد الدولي
05-15-2009, 05:25 PM
- ماشاء الله ياعم، تتكلم الأنجليزية.
- نعم، هم زبائني منذ ثلاثين سنة.
- لكن أنا لا أرى كتباً، فقط ثلاجة عصائر


وسجائر وبعض الحلويات.


- نعم مع الأسف.. ومن أنت ؟
- أعتبرني سائح عربي.
- من أي بلد ؟
- من السعودية.
- حياك الله، شرفت اليمن.
- أشكرك ياعم، ولكن أعتبرني فضولياً.. ماكنت تبيع السائحة.
- السائحة !
- نعم التي خرجت للتو.
- فقط بطاقات شحن للموبايل وأشتري دولارات.
- فهمت.
- أبني.. زمن تجارة الكتب ولى منذ أن ظهر الإنترنت.
- لكن هذا ظلم للكتاب.
- هذا هو الواقع !
- أنا أفضل أن أرى الكتاب بين يدي، لكن
هذا لايمنع أن نقرأ من الكمبيوتر.
- هل تريد مني شيئاً ! أنا مشغول.
- أنا أبحث عن كتاب خاص.
- ماهو ؟
- كتاب صفة جزيرة العرب للعلامة الهمداني.
فوقف صاحب المكتبة على رجليه ومشى حتى
أصبح خارج المكتبة، فنظر عن يمينه وشماله، ثم
دخل المكتبة ووقف أمامي وجهاً لوجه :


- هل أنت أستاذ تاريخ ؟
- لا.
- إذاً تاجر آثار؟
- لا ياعم، أنا سائح فقط، وأحببت أن أطلع
أكثر على تاريخ حضرموت.
- أنت تذكب، لايسأل عن هذا الكتاب إلا
من هو ضليع في سـر برهوت.
- إذا أنت تعرف ؟
- دقيقة، هل بصحبتك أحد بالخارج.
- لا.
- لأني أشك إن أحدهم يراقبك.
- يراقبني !
- ربما هم مكافحة بيع الأثار.
- هل كنت تبيع الأثار من قبل ياعم.
- أستغفر الله، كنت لكن من دون قصد.
- كيف ؟
- كان بعضهم يعرض عندي قطع
أثرية للبيع، ولايمضي أيام حتى يأتي أجنبي
فيشتريها، فتم القبض علي وخرجت بالبراءة
لأني كنت أداة نقل بينهم دون أن أعلم.
- الأن ياعم كيف أحصل على هذا الكتاب.

فمسك بيدي وأخذني داخل المكتبة.

- لماذا تريده.
- سأثق بك وسأخبرك ياعم، أنا ذاهب إلي بئر برهوت.
- بئر برهوت !
- نعم.
- هل أنت جاد؟
- نعم.
- لكن الكثير ذهبوا وغيروا رأيهم، ولم يدخلها قبلك أي إنسان.
- أعرف ذلك، وأنا سأدخلها.

فوضع يده على جبهتي .

- هل أنت مريض؟
- أنا أتكلم بجد ياعم، أنا سأدخل بئر برهوت.
- لدي سؤال، إذا أجبته، سأساعدك.
- تفضل.

المرشد الدولي
05-16-2009, 09:41 AM
- ماهو سلاحك لدخول البئر.
- تريد أن تعرف الأجابة.
- نعم.
- سلاحي الوحيد هو القرآن الكريم.
- ونعم بالله.. وهل تخاف الجن ؟
- نعم وأعترف بذلك.
- ماشاء الله .. صريح جداً.
- أنا لا أكذب عليك، أنا أخاف الظالمين
والجن مثلنا واقع موجود، منهم الطيب
ومنهم الخبيث، مثلأ أنت.. ألا تخاف الأنس ؟
- هل تسألني؟
- نعم ومن غيرك أمامي.
- صدقت، هذه الأيام بعض ابناء آدم يخيف أكثر من الجن.
- هذا قصدي.
- وهل تضمن نجاحك ؟
- لماذا ؟
- لأن معظم الرحالة والمستشرقين الذين
دخلوا البئر أو لنقل حاولوا دخولها
فشلت كل محاولاتهم، مع إنهم جلبوا العتاد والأسلحة.
- أقوى سلاح أمام الجن، القرآن الكريم.
- أحسنت بني.. أنتظر دقيقة واحدة، وعينك على باب المكتبة.
- ماذا أفعل ؟
- إذا دخل من تشك فيه فأطرق علي الباب.
- أي باب ؟
- هذا الباب، إنه للمستودع، أنتظرني.

دقائق وإذا به خرج وبيديه حقيبة بنية تشبه
حقائب المدرسين القدامى، ففتحها وأخرج
كتاباً قديماً قد لف داخل خيش القماش، وناولني إياه.

- أسمع.. ماهو أسمك؟
- أبو أحمد.
- أبوأحمد، هذا الكتاب هدية مني إليك، وأرجوك
إذا خرجت من المكتبة لاتعرفني، واذهب وأسأل
عن الشيخ إبن الصاحب عقيل وأطلب مقابلته.
- لماذا ؟
- أطلب من النصائح الأربع.
- وماهي هذه النصائح ؟
- سيعطيك النصائح المفيدة قبل أن تذهب
إلي وادي برهوت، وإذا سألك أحد عن كلمة
السر، فقل نتعه، لاتنسى سأعيدها لك مرة أخرى، نتعه.
- قلها.
- نتعه.. وماهي نتعه ؟
- هي القرية التي بقربها توجد بئر برهوت الملعونة.
- ولا تنسى إنك بدأت طريق برهوت أي أنت عرضة للقتل.
- إلي هذا الحد الموضوع خطير !! وممن قد أتعرض للقتل.
- لا أعرف.
- أرجوك أخبرني المزيد.
- لا أعرف! لا أعرف!

ألتزم الصمت ثم كلمني مرة أخرى.

- هي كالبحر العميق المظلم... داخله مفقود والخارج منه مولود.
- توكلت على الله، لن أنسى نصائحك ياعم.

فوضع الكتاب في كيس بلاستيك وأعطاني إياه، فخرجت
من المكتبة ودخلت دهليز ضيق يؤدي إلي السوق
الشعبي، وكلما أقتربت من دخول السوق، أزداد
صوت الناس أرتفاعاً، حتى دخلت في عالم الضجيج
المتداخل الذي لم أجد نضيراً له في
حياتي، إنه سوق كبير جداً، مليئ بالمحلات
المكشوفة، الكل يبيع والكل يشتري وكل شئ يعرض هنا.

- ألو.. طارق.
- أبو أحمد ! أين أنت ؟
- أنا في السوق .
- محفوظ ونعيم معك ؟ وكيف أجدكم ؟
- لا أدري أين نحن، لحظة أسأل هذا البائع،
أين نحن من السوق لوسمحت ؟
- بين سوق الندافة والعطارين.

المرشد الدولي
05-16-2009, 10:50 AM
- طارق.. طارق !
- نعم محفوظ.
- أريد أن أشتري هذه التحفة لأمي.
- لا أعتقد الوقت مناسب للهدايا، لاحقاً سنتكلم في هذا.
- لكن النقود معك، هذا ليس عدلاً.
- حبيبي محفوظ، أبوأحمد قال لي تصرف، وأنا
أبحث عن أحذية رياضية لنا جميعاً، حتى حذاء أبوأحمد سأشتريه بنفسي.
- وكيف علمت مقاسه.
- هو أعطاني أياه، ثلاثة واربعين، سهلة.
- أنظر.. نعيم لبس علاقة مع غمد السيف.
- ماشاء الله نعيم، شكلك أنيق، والله يماني.
- محفوظ !
- نعم طارق.
- لكي لا أنسى، أبو أحمد طلب مني
شراء مشغل شرائط كاسيت، مع سورة البقرة.
- لماذا ؟
- لا أعرف، لكن لوازم الرحلة، لأننا سنغادر عدن إلي المكلا غداً.
- هو قال ذلك.
- نعم، لقد أتفق مع أبومراد، اليوم أو غداً سنستلم سيارتين جيب.
- ممتاز، ستكون عندنا سيارة لوحدنا!
- نعم وسنذهب بها إلي برهوت.
- براً ؟
- أكيد براً، هو تتوقع أن نسبح بها !!
- لا قصدي ربما عبر الجبال.

وبينما طارق ومحفوظ يتحاوران، وعلى بعد عدة
أمتار، شاهد محفوظ عجوز تبدو وكأنها معاقة
خلف بائع ا لتبغ، واللعاب يسيل من فمها وتلقفه
بكفها، فتخلطه ببعض التبغ وتبلعه بأصبعها
مرة أخرى !! فسأل محفوظ البائع :

- أخ !! أخ !! هل هذه أمك ؟
- نعم.



فصفعها البائع بقوة على رأسها فسقطت وهي تقهقه ضحكاً
فخاف محفوظ !!

- طارق ! نعيم !
- ماذا تريد، الجو حار.
- طارق !! نعيم تعالا بسرعة.
- ماذا تريد محفوظ ؟
- أنظرا .. هذا شئ غريب، الرجل يضرب أمه المسكينة.
- أين هي .
- أنظر خلف بائع التبغ.

رموا بأعينهم بسرعة، فلم يجدا سوى بائع
التبغ يضرب الورق ببعضه كي يكسره.

- أنت لاترى محفوظ، إنه يكسر التبغ كي يبيعه.
- والله رأيتها!! إنها عجوز قبيحة، كان
لها ضرس أسود، والله ضربها !!
- محفوظ، إنت من النوع إذا جاع أختل عقله.
- أنا لا أمزح طارق !
- هيا بنا نمشي محفوظ، أبو أحمد سيأتي
عند الحمامات الرئيسية، هل تسمعني نعيم.
- هيا سيروا.

وما إن تحركوا، حتى نظر محفوظ مرة أخرى
للخلف نحو البائع، وإذا بالعجوز ظهرت ثانية
وهي ترمق محفوظ بعينها البيضا اللامعة، فخاف
محفوظ، وزاد من سرعته حتى أصبح بين طارق ونعيم.


بعـد نصف ساعة تقريباً.

- أبو أحمد !! نحن نسير بإتجاه الحمامات، لاتذهب بعيداً.
- أنا في الشرق منها، بجانب بائع الخزف.
- حسناً لاتغادر حتى نأتيك.

المرشد الدولي
05-16-2009, 01:00 PM
أنا جالس على الأرض أمام بائع الفخار.


- بكم هذه ؟
- عشرة دولارات.
- عشرة دو..!! أنا عربي، أنا لست أجنبي.
- هذا هو السعر، إن عجبك أو أذهب عند غيري.
- في ماذا تستعمل؟
- للطبخ والعمول.
- ماهي العمول؟
- لا أعرف، يقال المشعوذين يستعملونها.
- غريبة !!
- هل هي مصنوعة من الصخر.
- نعم، تسمى إناء الحجر، ُتدخل داخ التنور.
- أها.
- من أين ؟
- من جبل شوران.
- هل عندك أكبر منها.
- عندي، لكنها ثقيلة جداً.
- خذ هذا دولار لك مجاناً !!
- لي !!
- نعم.. لكن بهدوء أخفض صوتك وأنظر
خلفي هل ترى أحداً يراقبني ؟
- نعـ..م !!
- أخفض صوتك ! لاتجعله ينتبه لك !!
- نعم !! شاب عليه وزرا أسود.
- كيف يبدون وجهه، هل فيه علامة.
- نعم، أنفه مجدوع.
- شكراً.. خذ هذا دولار آخر، أنا سأذهب
لمجمع الحمامات التي أمامك، وإذا رأيته
يسير خلفي فأصرخ بأعلى صوتك، وكأنك تنادي أحداً.
- طيب، أعطيني الدولار.
- خذ.


وما إن مشيت خطوات حتى صرخ بائع الفخار
بأعلى صوته الذي أرعب المتواجدين، فتـشتت
ذهن المشبوه الذي يطاردني، فأنحرفت بسرعة
لليمين ودفنت نفسي وسط الناس، وخطوت سريعة حتى صرت بعيداً.


- الو..أبو أحمد، نحن عند الحمامات. أين أنت ؟
- أووفف .. آه آه.. طارق! بسرعة أتركوا مكانكم، أشك إننا مراقبين !
- ممن !
- لاتسأل، فقط تحركوا !
- أوكي .. سنتحرك، مابال صوتك.
- سأوضح لك لاحقاً، هل محفوظ ونعيم بقربك ؟
- لحظة أتأكد.. نعيم أين محفوظ !
- ذهب للحمامات.
- هل أخبرك بذلك.
- نعم، فلقد شرب ماءً كثيراً، وقال إنه سيتبول.
- الحمد لله، نعيم هنا ومحفـ..و.


وإذا بصوت صراخ وأستغاثة تصدر من منطقة الحمامات.


- أبوأحمد !! إنه صوت محفوظ !! إنه يصـ.. سأذهب للحمام.


فجريت بسرعة إلي منطقة الحمامات، وما إن
وصلت حتى رأيت أزدحاماً، فدخلت بينهم
بسرعة، وإذا بي أرى طارق ونعيم يفترشان
الأرض، ورأس نعيم في حجريهما، إنه
شبه عاري من الثياب!! وصوت بكائه قطع قلبي.


- ماذا حصل له !!
- العجوز !! العجوز !! تأكل يدها !!
- أهدأ محفوظ.. أذكر الله، أنا معاك أبو أحمد.


فحاولت أن أهدئ من روعه، لكن الهستيريا
أخذت منه مأخذاً، فأحتضنته، فنظر إلي وجهي
حتى عرفني وبكى حتى الثمالة دون توقف.


- لاتتركني !! لاتتركني، العجوز دخلت الحمام !! ستأكلني .. ستأكلني.



فصفعته أسفل رأسه حتى أغمي عليه، فحملناه في تاكسي ورجعنا به للفندق.

المرشد الدولي
05-16-2009, 03:43 PM
محفوظ نائم على سريره بالفندق.


- مسكين محفوظ.
- ماهي توقعاتك أبو أحمد ؟
- في الحقيقة طارق لا أعرف.
- أنت قلت إنها تخيلات، وقلت إن الجن
لايظهر بشكل إنسان.. إذا ماهو تفسيرك
لما حصل، هل محفوظ متوهم مرتين !
- أعتقد إن هناك أيدي خفية تريد أن تخيفنا
وتمنعنا من الذهاب إلي برهوت.
- هل تتوقع إنهم حراس من الجن ويحمون برهوت.
- أنا أعرف إن الجن مهما فعلوا فإنهم
يخيفون فقط، لكنهم لايأذون.
- وهذا الذي حدث لمحفـوظ، ألا تعتبره أذية.
- هذا تخويف حبيبي، محفوظ تعرض
لأنهيار عصبي نتيجة تخويفه.
- ولماذا يختارون محفوظ وليس أنا أو أنت.
- لأنه نقطة ضعفنا !
- قصدك هم يختارون الأضعف ثم الأضعف.
- أحسنت طارق وربما ينتقلون إلي
ضحية آخرى إذا لم تفلح خططهم.


وإذا بطارق ينظر لنعيم، ونعيم ينظر إلي ويسألني :


- من هم ؟! أنت تتحدث عنهم وكأنك تعرفهم.
- صدقني نعيم..والله لا أعرفهم.
- إذاً أين هي الفراسة والحاسة السادسة التي أخبرتنا عنها.
- الفراسة
- إذا كان القصد من رحلتنا هي أسترجاع
مراد، لماذا لايرضيهم.
- أنت محق ياطارق، وقبل أن أخرج سأقول
لكم سر أكتشفته عن قريب.
- وماهو ؟
- هل تصدقان إن شاهين صفع أبومراد وقال له ياحيوان.
- هل أنت متأكد !
- نعم !
- أيعقل هذا الكلام أبوأحمد؟
- نعم طارق، والأدهى والأمر إن رشيد كان موجوداً.
- والله نحن في دوامة !!
- نعم طارق نحن في دوامة.
- لكن كيف سنعرف الحقيقة.
- هل تثـقون بي ؟
- أكييد أبو أحمد !
- سأخبركم بالحقيقة قريباً..والأن أنا خارج.
- إلي أين ؟
- لأعرف الحقيقة.
- لكن باقي ربع ساعة ويؤذن لصلاة المغرب.
- سأصلي بالسوق.. صح تذكرت !
أعطني مصحف الجيب الذي معك.
- هذا هو على الطاولة.
- أسمع عزيزي طارق، أذهب للسوق وأشتري ما أمرتك به.
- جهاز التشغيل وسورة البقرة..إن شاء الله سأفعل.
- ولاتتأخر.
- بسرررعة !
- وأنت يانعيم لاتشغل عيونك بغير محفوظ،
أرجوك، وأشعل التلفاز، ربما وجدت قناة خاصة بالقرآن الكريم.
- صدقت أبو أحمد، صوت القرآن سيهدئ أعصابه.
- أنا خارج شباب وأي شئ طارئ فقط، ستجدوني بالموبايل.
- حسناً، طارئ فقط.


خرجت للشارع والكتاب مازال عندي، و لوحت
بيدي كي أستوقف سيارة أجرة أو توصيل
خاص، لكن مامن مجيب، فتوقفت سيارة صغيرة وسائقها أربعيني.


- هل أوصلك ؟
- نعم.
- كم تدفع ؟
- أنا عربي، لاخلاف بيننا.
- أنا أخاف من العرب أكثر من غيرهم.
- إلي هذه الدرجة !
- كم تدفع ؟


فركبت معه.

المرشد الدولي
05-16-2009, 04:37 PM
- عذراً أخي لقولي هذا، لماذا معاملاتكم تجارية بحتة ؟
- أنت تقيم في شارع سياحي وتسأل عن الأسعار!
- حسناً أنسى الأسعار.
- إلي أين أنت متجه ؟
- إلي داخل السوق.
- أي سوق.
- لا أعرف.. سؤال أخي هل تدلني على عـ..
- أخ !!
- نعم.
- ماهي كلمة السر ؟
- ماذا !!
- بسرعة ماهي كلمة السر! أو أنزل هنا.

فتوقف بجانب الطريق وأعاد سؤاله عدة مرات وأنا مرتبك !!

- أنت فاجأتني، هي تـ.. نعم نعم تذكرت، نتعه، نعم نتعه.

فتحركنا من جديد.

- لو لم تقلها لرميتكم من السيارة.
- لماذا.
- وأنت معنا لاتسأل، فقط أستمع.

فسار بنا حتى دخلنا أحياء قديمة جداً لم أعرف
طريقها أو أرى علامة، وكان تنفسي سريع
وملفت للسمع، حتى ضننت إنه سمع دقات قلبي، والظلام أزداد.



- أنزل !
- إلي أين.
- ألم أقل لك لاتسأل.
- أسف.
- أسمع، إذا دخلت هناك، لن ينفعك الأسف، لاتسأل.
- إن شاء الله.

ظهر أمامي رجل وكأنه باكستاني فمسك بيدي، وسألني:

- ماهي كلمة السر ؟
- نتعه.

فعصب عيوني ومسك بيدي وسرنا لمدة عشر دقائق، حينها
كنت أحاول أركز على روائح الممرات
والدهاليز، لكن دون فائدة، فالغالب عليها رائحة التراب.

- أفتح العصابة ؟
- فإذا بي وسط غرفة صغيرة، والنور ليس قوياً، فقط لمبة في زاويتها.
- هل ستقابل سيدي الصاحب إبن عقيل.
- إذا ممكن.

فإذا به يفتـش ملابسي ويلمس جسدي بدقة.

- أدخل !

فدخلت غرفة بها باب صغير أدخلني إلي
غرفة طويلة، وإذا أرى في طريقي رجال جالسون
، فسلمت عليهم ولم يردوا السلام ! وأنتبهت لرجل
أعطاني علامة كي ادخل من باب آخر، فدخلت، وإذا
أنا في المكان المطلوب، إنه هو، نعم هو بنفسه..
أرى شيخ كبير مستلقي على سرير خشبي، فأقتربت منه..
تجاعيد الزمان تركت أثراً بالغاً في وجهه
حتى أصبح مرعباً، لكن غريبة لا أرى عينيه !
إنه بدون عينين !!



- ماذا تريد ؟
- صوتك ضعيف جداً ياعم؟ لم أسمعك.
- أقترب مني.

فدنوت منه، فهبت من نفسه رائحة العود والصندل، ولمحت أسفل رجليه مبخرة.

- ياعم.. السلام عليكم ورحمة الله.
- وعليك السلام والرحمة.
- الا تخاف ؟
- أخاف !

فمد يده ووضعها على صدري لثواني !!

المرشد الدولي
05-18-2009, 04:34 PM
- لو كنت خائف لما وصلت إليك.
- ماهو مرادك ؟
- أنا هنا من أجل مراد المخطوف.
- مراد الرجل الذي أرسلك هو نفس مراد الذين سبقوه.
- لم أفهم ؟
- لقد أرسلك لمراد الترياق !
- تقصد ليس من أجل إبنه ؟
- نعم.
- من أجل ماذا ؟
- إنه يريد ترياق آل عاد والأحقاف.
- وماهو هذا الترياق ؟ ولماذا يريده.
- خلطوه بماء الكلس وشربوه ترياقاً.
- وما الفائدة من هذا الشئ؟
- إنه مطلب ملوكهم ووجهائهم، فـقـويت
أصلابهم وعظامهم وتضخمت صدورهم، فأصبحوا
جبابرة أهل الأرض من الشرق إلي
الغرب، وتحدوا ملك الملوك رب العالمين، فأهلكهم بمعاصيهم.
- إلي الأن لم أعرف ماهو هذاالترياق ياعم.
- هون عليك بني.



فأخذ نفساً عميقاً وقال لي.


- بني، إذا عدت إلي حيث أتيت، فأمسك
نفسك ولاتتهور، فإن الذي كنت تحذره وقع، وأذهب
حيث ارادوا لأن المراد هو غايتهم وإرجاع صاحبك رهينتهم.
- ماذا تقول ياعم ! أي رهينة.
- ماتركته قبل أن تقبل علينا.
- تقصـ.. محفوظ.
- نعم، هو كذلك، إنهم لايرحمون.
- الله يستر!
- لم تقل لي ماهو هذا الشئ.
- لاتخلط عقلك بما سيقولون وأتبع خطاي.
- تفضل ياعم، أنا أسمعك.
- سيقولون شوران، والبعض جبل الجب في
أرض علي، والحق إنها غيظة مروراً بشحن
إلي حاتا موقع البئر الملعونة.
- هل هذا هو عنوان بئر برهوت.
- نعم، الملعونة برهوت.
- سيدي !
- نعم بني.
- ولماذا سميت برهوت ؟
- البر هو الأرض والضيع من البئر، والهوت هو الجن.
- تقصد أسمها بئر الجن ؟
- نعم بني.
- ولماذا هي منبوذة ؟
- لأنها محمل أرواح الكافرين وسكنى
المنافقين، فإذا فرغت منهم النار المشرقية رموا
بها حتى غروب الشمس، فتحرق بها وهي
أحر من نار الدنيا، وريحها نتننة بغيضة، تنفر
منها الطيور، ودواب الأرض.
- وأين هي من الوديان.
- إنها بوادي غير طير ولانسمة، حيث البوم
تحوم في ليله، وسمى بوادي برهوت من وادي المسيلة عند أرض نتعه.
- وهل سأواجه الصعاب في طريقي ؟




- ملوك المردة وسادة العفاريت من أهل الجن
يجتمعون حيث يكرهون، حيث القرابين من الترياق هجد لهم.
- وهل سيؤذوني ؟
- سيقتلوك !!
- الجن !!
- الشياطين.
- تقصد السحرة.
- نعم.
- ومن أين يأتون ؟
- من أقطاب الأرض.
- ومتى يجتمعون ؟
- في النصف من كل شهر.
- إذاً من يضرني هو السحرة وليس الجن.
- نعم بني.
- وما واجهت في السوق هو منهم.
- سيمنعوك حتى من شرب الماء، حتى تعدل
عن رأيك وتعود إلي موطنك.
- وما سر الرجال الذين دخلت عيلهم في
مجلسك ولم يردوا السلام.
- إنهم أصم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.

المرشد الدولي
05-18-2009, 05:00 PM
- ومانصيحتك لدخول البئر.
- إذا عزمت، فأجعل القرآن قبلك، وإذا
بلغت آخر آية، فقل بسم الله وخذ الجرة،فإن في
سورة البقرة أسم الله الأعظم، وما أن
ترجع صاحبك وتؤتيه الأمان، أكسره
ا مكانها دون أخذ قطرة منها، ولاتنسى وصيتي، لايغرنك
صوت الفزع مهما بلغت
الحناجر، ولا الصقيع والصقع من الصخر إلي الصخر..
بني هل أحسنت أنا قولي لتحسن أنت الإصغاء.
- نعم سيدي أكمل.
- كن حذراً عند ولوج الكهف، فلا تدير
ظهرك للخلف، ولا يغرنك اللئام من الأنس قبل
الجن من حولك، حتى وإن رموك بالسهام
فهي خدعة للعين ولن تصيبك.
- وماذا سيدي ؟
- لاتسحبك الغرائز والمكائد، خاصة لغة
الأجساد، لأنها طلب الرجال من الغرائز
واللذائذ، وكلما أغلقت لهم باباً فتحوا آخر.
- مثل ماذا ؟
- ستعرف في حينه.
- وماهو أقوى شيئ أواجههم به.
- أقتلهم بكلام الله العظيم، ألم تقرأ قوله تعالى
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا
مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
صدق الله العلي العظيم.
- نعم، جل كلام ربي.
- وأجعل يابني لجسمك بردا ًمن الحامية، ولنفسك
من الهواء ثوباً يقي النتن من ريح البئر.
- بسم الله الرحمن الرحيم، لقد كش شعر بدني
وأحس ببرودة في جلدي، لكن شيخنا، كيف عرفت كل هذا ؟


فسكت الشيخ وساد الهدوء المكان.


- أكمل ياعم، أنا أسمعك، لماذا سكت !


فإذا بالرجل الذي يقف خلفي يقول لي.


- لاتجبر سيدي على الكلام، هو سيتكلم لوحده، أتعرف
إن آخر من تكلم معه قبل عشرات السنين، وأنطقته أنت !
- سبحان الله.


فإذا بصوت الشيخ مرة أخرى..


- دعه.. دعه .. إنه لي إنه لي.


فجلس بهدوء ورفع بأصابعه الهزيلة جفون عينيه التي
بدت كالجلدة الميتة، وإذا بعينيه بيضاء كالرماد.


- أقترب أكثر، هل أنت خائف.
- لا ياعم، أنا قريب منك.
- هل ترى بياض عيني ؟
- نعم ياشيخ.
- لقد أرمد ملك المردة عيني اليمنى، فلم يدخل
اليأس قلبي، فرجعت بعد عدة سنوات، ودخلت
عش الجن، فرمد الأخرى، حتى بقيت دون بصر.
- إذا ياعم أنا أنصرف، وإلي الأن لم أعرف ماهو مراد هؤلاء الناس.


فسكت لعدة دقائق.. ثم بكى بكاء القلب وقال:


- الزئبق الأحمر.
- الزئبق الأحمر !!

المرشد الدولي
05-18-2009, 05:32 PM
تحركت إلي الباب، فأخذ بيدي الحارس الذي
كان معي، وخرجت معه حتى ركبت سيارته.

- أين تريد أن تذهب ؟
- خذني إلي الفندق.
- لماذا تبكي.
- أنا لا أبكي، هذه دموع المسؤلية، لا
أعرف كيف ورطت نفسي في هكذا عملية.. نعيم
ومحفوظ وطارق، المساكين، كانوا يؤدون
أعمالهم ويعيشون حياتهم في خير وسعادة، وأنا
أدخلتهم في هذه التهلكة.

أوصلني إلي أمام الفندق حتى دخلته، وما إن وصلت
باب غرفتي، وإذا بي أسمع بكاء وصراخ لنعيم وطارق، فهرولت إليهم.

- ماذا حدث.. ماذا حدث.. وأين محفوظ !!
- لقد خطفوه !
- من خطفه ؟
- لانعرف أبو أحمد، أنظر لقد تركوا كل ثيابه
في الأرض، لقد أخذوه عريان
- أين كنت يانعيم، ألم أقل لك عينك على محفوظ
بينما يرجع طارق من السوق.
- عامل النظافة طرق الباب وقال إن أحداُ بغرفتي.
- صدقته، فذهبت إلي غرفتي فلم أجد شيئاً، وما
إن رجعت إلي غرفتكم لم أجد محفوظ، هل
تصدق أبو أحمد، فقط نصف دقيقة ويختفي
محفوظ، أيعقل هذا، محفوظ بكل حجمه وجسده يختفي !!
- أن أعرف الفاعل.
- من !! هل الجن ؟!
- لا إنهم المشعوذين والسحرة.

وإذا موبايلي يرن.

- نعم !! ألو !!
- مرحبا.
- من !! أبومراد.
- نعم حبيبي.
- أين أنت ؟
- لاتسأل أين أنا، أسمع ما أقوله لك، إذا رغبت
في إسترجاع محفوظ، أرجع لي مرادي، وأنت تعرفه.
- تقصد الزئبق الأحمر ؟
- نعم، وأنا لم أخلف بوعدي، أنزل بالأسفل
وستجد السيارة التي طلبتها واقفة أمام الفندق، وكل
شئ طلبته من الكويت موجود بداخلها.
- أنت خبيث !!
- لاداعي لهذا الكلام الأن.
- آخخ، أين ستذهب من عذاب ربي.
- المهم، أعرف إنك مراقب من عيوننا، وأين
تذهب نحن خلفك، والملتقى حتى تصل
بئر برهوت، وسأكون قريباً منك، وأي
حركة منك أو خيانة سيلاقي محفوظ حتفه.
- مجرم !
- أحسبها مثل ماتريد، أنا أريد الزئبق وهذا يكفيني.
- وكيف أضمن إنك لن تؤذي محفوظ.
- لك مني إنه سيكون بآمان، لأني سأتركه عند
جماعة في المكلا، وإذا رجعت
أنا بالمراد، سيتركوه، لأني مرؤوس من قبلهم، وهم من يلقي الأوامر.
- من هم ؟ السحرة.
- هذا لايهمك، المهم إنك تؤدي المهمة، ولاتنسى
إننا لم نقصر معك وزودناك بكل ماتريد من
معدات، حتى النقود موجودة بالسيارة.
- لعنة الله على الظالمين.
- ولاتنسى، أنا شاهين، ومراد هو رشيد أبني،
وأبو مراد خادم عندي، ولاتنسى بلغ سلامي لأصحابك طارق ونعيم.

فأغلق الموبايل.

- ياربي !! لقد ضاع عقلي، طارق.. نعيم.. سامحوني أرجوكم سامحوني !
- هل حصل مكروه لمحفوظ.
- لا، لكن كل ماحصل كان بسببي.
- أبو أحمد، نحن الأن في نقة إلا عودة، لنكمل المشوار معاً.
- أشكرك نعيم على قول هذا .
- وأنا معه أبو أحمد.
- أشكرك طارق.. أشكركما إخواني.

دمعة الاحزان
05-18-2009, 06:46 PM
مبدع كعادتك
وممتع في سرد الاحداث والتتابع
مسلسل درامي يتراي امام عيني
ولكن لم استطلع اكماله
كنت اتمنى اخلص الاجزء قبل الصلاه بس مالي نصيب
ان شاء الله الليل لي رجعه لاكمال مافاتني وبعدها سأكون من المتواجدين اول بأول

الله حفظك من شر الانس والجن
سي يو لتر

دمعة الاحزان
05-19-2009, 04:06 AM
اوف شنو بنيمني اليوم
المفروض اخليها لبكرة كفايه الاحداث هنا والقلب واقف
والعقل يفكر بالف شغله وكيف تكون
بس ماشاء الله عليك فكر واعي ونير واللي يشوف القصه
مايقول انها من عقلك وتكتبها وقتيه
غير الافكار والمعلومات اللي فيها تحط العقل بالكف
بس هالزئبق ذكرني باللي صار قبل فترة بس فرق السماء عن الارض
هنا شياطين وجن وسحرو وبسم الله علي
في انتظار البقيه
بس لاتتاخر علينا واايد
وعوافي عليك

المرشد الدولي
05-19-2009, 10:10 AM
- ماذا أقول لكما، لا أعرف كيف أتصرف !
- أسمع أبو أحمد، لنجتمع ونقرر ماذا سنفعل الأن.
- نعم، هو كذلك.
- أولاً.. يجب أن نأخذ السيارة ونترك هذ الفندق بسرعة.
- لحظة نعيم، يجب أن نتأكد، إن السيارة
سليمة، أقصد بدون أجهزة تنصت.
- أحسنت طارق ! وربما وضعوا فيه
أجهزة تفجير بالريموت.
- هل تصل إلي هذه الدرجة.
- لاتستبعد، إنهم لايرحمون.
- مارأيك أبو أحمد أن نذهب إلي مكان أكثر أمناً.
- توكلنا على الله
- شباب ! لا أجده.
- ماهو ؟
- أتذكرون موبايل مراد الذي كان معي في الكويت.
- نعم.
- لقد وضعته في حقيبتي ولا أجده !
- أكيد أخذوه معهم.
- هيا بنا سنرى ماذا سيحدث.


وجدنا السيارة غيرة مقفلة ومحملة بكل الأدوات التي طلبناها.


- طارق، تأكد إنها سليمة.
- إن شاء الله.


نعيم وأنا واقفان بالشارع، بينما طارق يفحص السيارة.


- نعيم !
- نعم أبو أحمد.
- لاتلفت الإنتباه، أنظر بحذر إلي الجهة الشمال أمامك.
- ماذا ترى أبو أحمد؟
- أنظر، هناك شاب جالس داخل المقهى يحملق فينا بالمنظار.
- صدقت. ماشاء الله كيف لمحته.
- الغبي، لقد عكست ساعته نور الشمس في عيني.
- الحمد لله حتى الشمس معنا.
- أوكي شباب، السيارة سليمة.
- أحسنت طارق، هيا بنا نعيم.


أصبحت أنا السائق، فركب نعيم بجانبي وطارق بالخلف.




- شباب !
- نعم أبو أحمد.
- إننا ملاحقون ومراقبون في كل دقيقة، حتى في دورات المياه توجد عين.
- أبو أحمد، أنت قلت قبل قليل إن المشعوذين وراء كل هذا !
- سأوضح لكما الأمر.
- تفضل أبو أحمد.
- أنا كنت في زيارة غير متوقعة لشيخ معمر
وجليل من أهل عدن، ولقد أخبرني بمعلومات خاصة ومهمة.
- عن برهوت ؟
- نعم برهوت وماسنواجه في طريقنا إليها.
- لكن أين تقع برهوت هذه، أنا سألت عامل بالفندق فقال إنها خرافة.
- طارق، الكثير هنا لايعرف برهوت.
- حتى أهل اليمن !
- نعم، لا أحد يتكلم عن برهوت، فقط المهتمين مثلنا.
- وبماذا أخبرك الشيخ أبو أحمد ؟


فأخبرتهما بماجرى علي مع الشيخ .

المرشد الدولي
05-19-2009, 11:25 AM
- هل تعرف الطريق جيداً أبو أحمد.
- سنستعين باللوحات، نريد أن نقف عند
حدود عدن الشرقية والمتجهة إلي زنجبار.
- زنجبار !! أليست زنجبار مدينة بأفريقيا.
- ههههه، نعم تلك زنجبار الكبرى عاصمة
سلطنة عمان سابقاً، أما زنجبار اليمانية، فهي مدينة في شرق عدن.
- والله أول مرة أسمع عن مدينة زنجبار اليمانية.
- شباب !! أعتقد هذا المكان مناسب لعقد أجتماعنا، سأتوقف هنا.
- لكن أبو أحمد، ألا تعتقد إنهم يراقبونا الأن.
- بل أجزم إنهم ينظرون إلينا.
- كيف !
- ربما.. ربما.. أها .. أنظر إلي تلك البقالة الخشبية هناك.
- تقصد تلك.
- إنها بعيدة جداً، وما أدراك إنها بقالة.
- نعيم طارق، ربما بقالة، لأنها على الطريق، هل ستكون مصنع.
- ههههه، هههه.
- دعونا شباب نجتمع والباقي على الله.
- صدقت نعيم.
- شباب، وجهتنا هي برهوت، في وادي
المسيلة، لكن هل تفضلون الطريق البحري أو البري.
- ماهو رأيك أنت أبو أحمد.
- أنا أعتقد إن البحري أقل خطورة.
- والسبب.
- في الطريق البري سنكون عرضة للخطر
أكثر، فبه غابات وجبال وسهول
- والبحري ؟
- البحري ياطارق مكشوف أكثر، والحركة به
أكثر من غيره، لذا هو أكثر أمان بعد الله.
- هل تعرف المدن التي سنمر بها، وماهي
المدينة الرئيسية التي سنتجه إليها، أقصد وجهتنا.
- الخريطة التي بيدي تقول إن وجهتنا حالياً
هي المكلا، وتبعد عن عدن بحوالي ستمائة وإثنان
وعشرين كيلومترتقريباً، وفيها ميناء ضخم وقديم.
- وماهي القرى والمدن التي سنعبرها.
- هل تسجل ياطارق.
- نعم.
- أكتب سبع مناطق، أولها زنجبار، ثم شقره،
ثم أحور، ثم عرقه، ثم الحامية، ثم بلحاف
ومن بعدها قرية بروم وأخيراً نصل المكلا.
- كأنك قلت إننا سنزور قبر نبي الله هود عليه السلام.
- نعم طارق، إنها فرصتنا، بما إننا باليمن سنزوره بإذن الله.
- وأين يقع القبر الشريف ؟
- لحظة دعني انظر للخريطة، سنتجه من المكلا
بإتجاه الشرق إلي الشحر، ثم سنسلك طريق
ترابي إلي تريم، ثم قريب منها عينات،
وثم فقمة، وبعدها منطقة هود عليه السلام.
- وبعد هود ؟
- نعيم ، بعد هود وصلنا إلي الخط الأحمر،
منطقة وادي برهوت، إلي الجنوب سنكون
في وادي المسيلة ثم نتعه وأخيراً الجبل الملعون .


فصدرت تنهيدة من نعيم وطارق وكأنهما قلقان.

- أتكلا على الله شباب، من كان مع الله، كان الله معه.
- لاشك في ذلك،والنعم بالله.
- أبوأحمد، أين تتوقع أن نجد عراقيل ومشاكل.
- توقعوا في كل مكان.

وإذا موبايلي يرن.

- هل هو شاهين المجرم.
- لا.. إنها الوطن، أم أحمد تتصل، بعد أذنكم شباب.
- خذ راحتك أبو أحمد.

فنزلت من السيارة وأبتعدت عنهم.

- نعيم !
- نعم طارق.
- هل تتوقع إننا سننجح ؟
- أتمنى ذلك.
- كم نسبة النجاح لديك ؟
- خمسين بالمائة.
- وأنت ؟
- أنا لا أعرف، أنا خائف.

المرشد الدولي
05-19-2009, 04:07 PM
- شباب أنا أنتهيت من المكالمة، بسرعة دعونا
نصلي المغرب قبل أن تشتبك النجوم.
- وهل تنوي أن نحرك الأن إلي زنجبار.
- أقترح إننا ننام والمشي يكون في الصباح أفضل، مارأيكما ؟
- نحن نتفق معك أبو أحمد.
- إذاً لنعسكر للصلاة ثم ننام.


عسكرنا بجانب الطريق السريع المؤدي إلي
زنجبار، و ليس ببعيد عنا نور الدكان أو البقالة التي كنا نتحدث عنها.


- الحمد لله، من يؤدي الصلاة وكأن جبلاً نزل من على ظهره.
- الحمد لله.
- لقد كان هذا اليوم طويل جداً، من يصدق الأحداث التي حصلت.
- وكأننا في حلم.
- هل أعمل الشاي أبو أحمد ؟
- ياليت نعيم، أعتقد إن كل الأدوات المطلوبة موجودة في السيارة.
- مسكين محفوظ، لقد أفـتقـدته.
- سنجده ياطارق، أنا أقسم لكم إني سأبذل كل جهدي كي أنتصر عليهم.
- إن شاء الله.
- والأن سنقرأ بعض المعلومات التي بكتاب
الهمداني في صفة بلاد العرب ومن بعض
الأوراق التي عندي لأبن ظهيرة في كتاب مكة، مارأيكم ؟
- فكرة جيدة، نحن في حاجة لبعض المعلومات قبل بدأ الرحلة.
- إذا أسمعوا شباب، قال الهمداني لا يمكن الوصول اليها
يقصد حضرموت،بسبب العواصف الرملية العنيفة،
ويسكنها النسناس، وهو حيوان وضيع برجل ويد
وعين واحدة،ويقول المثل ( ذهب الناس وبقي النسناس)
ويقال إن جمال المهرة الشهيرة من سلالة جنوبار، فقال
عنها السلطان إن كل شخص في حضرموت يعتقد أنها تقع
بين حضرموت وعمان. وأضافت: لقد حذرني من صحراء
صيهد التي تهب فيها الرياح وحيث تسود الغربان.
- ماشاء الله أبو أحمد، إن وصف الهمداني جميل وشيق.
- هل تعرفون من حاول قبلنا المرور بالطريق البري من عدن إلي حضرموت.
- من ؟
- فون فريدي وهيرش وبينت وزوجته.
- وزوجته، غرباء هؤلاء المستشرقون، حتى زوجاتهم جاؤوا معهم.
- صدقت، نحن رحلة عادية ونفكر ونتردد أن نأخذ الزوجة معنا.
- أكمل أبوأحمد، سيجهز الشاي.
- ولقد سلكا تعرجات طريق إالمكلاوالشحر إلى حضرموت
الداخل، ثم سار بعدهم الرحالة المشهور عبدالله فيلبي الذي
أعتنق الإسلام، وكذا فان درميولين والمؤرخة والرحالة
البريطانية فريا ستارك.
- كل هؤلاء كانوا هنا بحضرموت ؟
- نعم.
- أبو أحمد، ماذا كان إعتقاد الناس الذين يعيشون
بحضرموت، هل كانوا يؤمنون بالخرافات والدجالين.
- نعيم، يعتقد الكثير من الناس بجود كميات كبيرة من
الكنوز والقرابين المدفونة تحت الأرض وهذا الأعتقاد
سائد منذ مئات السنين، وهذ سببه الجهل والتخلف
المنتشر بينهم، وهذا ينطبق على بئر برهوت.
- إذا هم يعتقدون إن بئربرهوت مليئة بالكنوز وفي نفس
الوقت محروسة بالجن.
- نعم، وقد شاع بينهم أيضاً قدرةالدجالين والمشعوذين
على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز عن طريق
مرادهم الزئبق الأحمر.
- أكيد، فهم من يستفيد من ذلك.
- وكل هذا مرتبط بالزئبق الأحمر اللعين.

المرشد الدولي
05-19-2009, 04:30 PM
- نعم.
- لكن من يقف خلف أبومراد في هذه القضية ؟
- أكيد عصابات كبيرة دولية، وذات نفوذ تريد
أن تحصل على الزئبق الأحمر كي تبيعه بملايين الدولارات.
- وما الغرض منه في الزمن الحديث.
- لقد ارتبطت أعتقادات بالجان على سرقة
وجلب مخزون الأموال من خزائن البنوك والصناديق الخاصة.
- تقصد إنهم يسخرون الجن لسرقة الأموال.
- نعم، والمقابل الزئبق الاحمر.
- هذا عالم ثاني نحن لانعرفه.
- وتسمى عملية السرقة والمقايضة مع الجن بالتنزيل.
- بسم الله الرحمن الرحيم، حرامية من الجن !
أول مرة أسمع هذه المعلومة.
- والتحكم كله بيد المشعوذين والدجالين.
- الأن فهمت أبو أحمد، أبومراد وبدعم من العصابة
دفعنا أن نحصل على الزئبق الأحمرم الموجود
ببئر برهوت كي يعيد إستعماله.
- نعم.. أحسنت نعيم، أعتقد إنك مع الشاي تبدع أكثر.
- هههه، هههه.
- ولهذا عرض علينا الأموال الطائلة كي يوصلنا
إلي هنا، وبعد أن وقعنا بالشبك، أخذ منا محفوظ رهينة.
- صح طارق، ولمعلوماتكم حتى المنزل
المسكون بالرميثية تمثيلية فعلها بنا قبل قدومنا
هنا، وحتى العجوز هناك والفتاة وكل شئ مدبر.
- كيف ولماذا ؟
- طارق ماحصل بالكويت كان أختبار ليس إلا.
- أختبار !
- نعم فإذا أجتـزناه ذهبنا إلي حضرموت، هم
سيخسرون مصاريف وتذاكر والأموال التي وضعوها في حسابنا.
- إنهم مجرمون حقيقيون.
- نعم.
- وكل الرسائل التي أوهمونا إنها مكتوبة من
قبل جنية أسمها جورية بنت عنبوس إلي مراد.
- ههههه، شر البلية مايضحك.
- ههههه، ههههههه، أضحكتني طارق، والله
أضحك على نفسي كم كنت ساذجاً حين صدقت كل تلك الخرافات.
- المهم أن نرجع محفوظ سالماً.
- أكيد، لكن أمامنا حاجزين، أولهما طلب
أبومراد. ويمنعنا حراس الجن من تنفيذه.
- أنت قلت الجن لايؤذون.
- نعم، ولكن أمامنا الحرس الحقيقي
لبئر برهوت، وهم المشعوذين والسحرة
والذين علموا بقدوم فريق جاء ليسرق الزئبق الأحمر.
- كأنه صوت رسالة، أبو أحمد، جاءتك رسالة على موبايلك.
- أعطيني الموبايل، أنا أشعر بالنوم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- ماذا في الرسالة أبو أحمد.
- كلاب !! كلاب !! لعنة الله عليهم.
- ماذا أبو أحمد.
- محفوظ معنا في المكلا، لاتتأخروا لديكم
فقط خمسة أيام، وكل يوم تأخير لسير العملية
سوف يفقد محفوظ أصبعاً من يده يصلكم في طرد مفاجئ.
- أستغفر الله.. ملاعين !!
- إنهم لايحملون ذرة من الإنسانية.
شباب الفجر سنحرك إلي زنجبار.

المرشد الدولي
05-20-2009, 09:32 AM
1-8 الطريق إلي برهوت


زنجبار

http://www.rida-alabdallah.net/apr09/fb92044cbd.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/5bcaa2ecc9.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/abf5cca89d.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/ea85bb3377.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/53caaa2497.jpg

المرشد الدولي
05-20-2009, 11:03 AM
- ماشاء الله.. ما أجمل اليمن.
- نعم طارق، أسمها اليمن السعيد، الم تسمع ببلح الشام وعنب اليمن.
- لكن لماذا العرب غافلون عنها، أنا لا أرى إلا السياح الأجانب.
- ماشاء الله، الجو خلاب والطبيعة، أنظر نعيم،
الفاكهة بأنواعها، الموز والبابايا والمانجو
والعنب، توقف أبو أحمد والله أشتهيت بابايا.
- لامانع عندي طارق، لكن ما أكثرهم، لحظة
دعني أرى أي البابايا أكبر وأجمل، نعم هذا البائع عنده كمية كبيرة.
- هل تصدق طارق وكأني في الهند
، ماشاء الله، اليمن جميلة وكأني في حلم ماشاء الله تبارك الله.

توقفنا عند بائع البابايا، وأشترينا بعضاً منها، وواصلنا طريقنا.

- كان البائع سيأكلك بعينه أبو أحمد.
- صحيح ! حرام عليكما، ربما هو معجب.
- والله عينيه لم تسقط من النظر إليك.
- طارق ! ماذا ستفعل ؟
- سأفتح واحدة، نريد أن نأكل منها.
- أنتظر، سوف نتسخ، فقط ربع ساعة ونأكل، أنتبه للكاميرا.
- هل تعتقد إنهم جادين بخصوص محفوظ.
- نعم.
- وهل كل طريقنا أخضر وجميل حتى نصل حضرموت.
- لا.. أنسى هذه الخضرة، سندخل في عالم الصحراء والجبال القاحلة.
- أنت تعرف اليمن جيداً، هل زرتها من قبل ؟
- فقط قرأت عنها، أنظروا شباب، الله .. ما أجل هذا المنظر الخلاب.
- والله لو إننا لم نأتي لهذه المهمة لقطعنا اليمن من الشمال حتى الجنوب.
- أين يقع جمال اليمن.
- سؤال جيد ياطارق.
- اليمن خلابة وجميلة مثل أسمها، ففيها تقع
الجبال الخضراء، أو ما تسمى بمنطقة اللواء
الأخضر، إنها سلسلة من الجبال الخضراء مثل أب ومدينة تعز الجبل.
- ولماذا سميت مدينة عدن بهذا الأسم ؟
- ما أعرفه إنها سميت بأسم جنة عدن، حيث قيل أن
آدم وحواء عليهما السلام نزلا من الجنة إلي
عدن، ونزلت منها قطعة من الجنة وهي أرض
عدن كما هي أمامكم، وقيل إنه أسم عدن
بن قحطان ، وقيل عدن الماء حيث يخرج من الصخر ويجري حتى البحر.
- ماشاء الله.
- على فكرة شباب، أعتقد إننا في طريقنا إلي
برهوت سنرى عدة قبور لأولياء صالحين ولرجال مقدسين عند الحضارمة.
- مثل من ؟
- مثل الحبيب، على بن حسن العطاس.
- وأين قبره ؟
- إنه بوادي حضرموت، ربما بعد سيؤون المودية إلي الوادي.
- وهل له مزار ؟
- نعم.
- ومن أين نسله.
- من نسل أهل البيت، أعتقد ينتهي نسبه إلي العريضي.
- وهل كان عظيماً عند قومه.
- نعم، كان من علماء عصره وشعرائهم، أعتقد
في القرن الثاني عشر الهجري، وهو من المقدسين
عند الشافعية المتصوفة على ما أعتقد.
- لكن أشهرها قبر نبي الله هود عليه السلام.
- نعم صدقت يانعيم، فهود عليه السلام مشهور
، وإن شاء الله نرى قبره ونصلي عنده.
- ماشاء الله، بلد غنية بالطبيعة والأثار، إنها مقومات للسياحة.
- وهذا مايحصل طارق، الأجانب يعرفون المناطق
السياحية العربية أكثر منا نحن العرب، مثلاً هل سمعت عن وادي صبصب.
- أين هذا ؟
- إنه وادي تحت الأرض يبعد عن الأحساء بثمانين كيلومتر.
- وماذا يوجد به؟
- إنه حلم داخل الصحراء، فالأجانب وخاصة
موظفي أرامكوا ينزلون بالحبال حتى داخل
الوادي، إنه كالحفرة الكبيرة العميقة، وبها نخيل وعين وبعض الطيور والحيوانات.
- سبحان الله.

المميزة
05-20-2009, 03:49 PM
يسلموووو
مع كل جزء يزداد التشويق اكثر
في الانتظااااار

المرشد الدولي
05-20-2009, 03:55 PM
- أنا جائع.
- ماذا تريد طارق.
- أنا جائع أبو أحمد، أنسيت إننا لم نفطر.
- قلت لك بعد قليل سنأكل البابايا فروت.
- وهل هذا إفطار، أنظر يوجد الكثير من المحلات والمخابز على الطريق.
- مارأيك نعيم نقف ونشتري.
- فكرة جيدة، أنا أريد كوب شاي ساخن.
- وها نحن توقفنا. أذهب طارق وأشتري بعض الفطائر والشاي.

دخل طارق البقالة وأخذ بعض الحاجيات، وأثناء
هو واقف عند المحاسب، كان بجواره رجل خمسيني.

- أتشتري مني هذا العسل.
- لا أشكرك.
- سأبيعك بسعر رخيص.
- لا أشكرك.
- تذوقه وستعرفه حلاوته.
- ستجبرني أن أشتريه.
- لا، إذا أعجبك فقط يمكنك أن تشتريه.

ففتح الرجل غطاء قنينة العسل ووضع بعضه
في الغطاء ولعقه طارق بأصبعه ووضعه في فمه.

- أمم لذيذ، لم أذق مثله في حياتي.
- هذا عسل دوعني.
- دوعني !
- ألم تسمع عنه؟
- وماذا تعني دوعني ؟
- تعني من وادي دوعن، وهي بحضرموت، وعسلها هو الأجود.
- صحيح تذكرت، أتعرف شيئاً عن برهوت.
- برهوت !

وما إن سمع صاحب البقالة أسم برهوت، حتى أشتد أنتباهه ونظر إلي.

- ماذا تريد من برهوت ؟
- نحن متجهين إلي هناك.
- هل لكم أقارب بتلك المنطقة ؟
- لا.
- إذا ماذا تفعلون هناك ؟
- فقط سياحة.

سكت قليلاً.

- أنصح رفاقك أن لايذهبوا إلي هناك، أنا
فقدت قريب لي ذهب إلي برهوت قبل عشر سنوات وإلي الأن لم يرجع.
- أشكرك على العسل، أين دورة المياه لو سمحت.
- في الخارج خلف البقالة.

فخرج طارق وأعطانا المشتريات وذهب لدورة المياه.

- طارق !
- نعم أبو أحمد!
- كن حذراً.
- إن شاء الله.

ذهب طارق نحو دورة المياه وبعد دقائق رجع إلي السيارة، وإذا به يشعر بدوخة كاد بسببها أن يسقط على الأرض.



- طارق ! ماذا حصل !
- أحسست بدوخة ! ربما من الجوع.

تحركت السيارة، وأنا أراقب طارق في المرآة.

- خذ طارق، هذه فطيرة جبنة وعصير.
- أشكرك نعيم، والله أنا جائع حتى الموت.

وبينما طارق يقضم الفطيرة.. كأنه رأى شيئاً دخل فمه !!
فتوقف عن المضغ !! فمسكه بيده وأستخرجه من فمه !!
وإذا به أصبع مقطوع به دم !! فرماه أرضاً وهو يصرخ !!

- واو !! واي !! ساموت !!

المرشد الدولي
05-20-2009, 05:01 PM
فقدت السيطرة على السيارة وكدت أن أصطدم بشجرة، فتوقفنا.

- ماذا بك !! ماذا طارق !!
- توقف !! توقف !!
- لا لا .. محفوظ ! محفوظ !

طارق يبكي .

- ماذا طارق ! ماذا حدث لك ! كدت أصطدم بالشجرة !
- ماذا حدث طارق ؟ أنا نعيم .. طارق !!
- لقد أكلت أصبع محفوظ ! ياربي !!
- أعتقد يانعيم إن طارق هو ضحيتهم
الثانية، أركب معه بالخلف وأقرأ عليه المعوذات
وسيكون بخير، أنا سأكمل الطريق، يجب أن
نصل إلي مدينة تعز قبل أن يحل الظلام، النوم في تعز.
- هل هو شاهين اللعين.
- لا أعتقد، إنهم المشعوذين حراس البئر،
أنا سأشعل سورة البقرة، سيرتاح إذا سمعها.


بعد عشر دقائق، ونحن نسير بالطريق، وسورة البقرة مازالت في مسامعنا.

- صدقت أبو أحمد، طارق يتصبب عرقاً ونام.
- ربما حدث له شئ داخل البقالة، إذا جلس أسأله.

بعد ساعة ، والطريق مازال جميلاً وأخضراً،
وكأننا فوق بساط أخضر بمحاذات الجبال، وإذا بطارق أفاق.

- طارق، طارق !
- أين أنا !!
- أنت في السيارة، أنا نعيم.
- نعيم، أين أبو أحمد.
- خذ أشرب الماء.

فلما شرب طارق الماء، أحس إنه سيسترجع، ففتح
النافذة ورمى بما في بطنه من النافذة.

- أه أه.. الأن أرتحت، لعنك الله يامجرم، هو السبب ! هو السبب !
- من تقصد ياطارق ؟
- صاحب العسل.
- أي عسل !
- رجل اسقاني عسل بالبقالة.. قال إنه لذيذ وسيبيعني بسعر رخيص.
- شباب ، نصحتكم عدة مرات، لاتأخذوا ولا
تأكلوا أي شئ من أي إنسان باليمن، نحن غرباء ولاتـثـقون بأحد.
- صدقت ابو أحمد.

واصلنا المسير حتى أنقضت ثلاث ساعات، وإذا بنا عند الحامية ، فتوقفنا للصلاة.

- شباب، سنصلي الظهر والعصر قصراً، ثم نتابع المسير.
- ماهو أسم هذه البلدة ؟
- طارق، الحمد لله على السلامة.

- سلمك الله أبوأحمد.

بعد الأنتهاء من الصلاة

- غفر الله لكم، لاتنسى الصدقة نعيم، أستخرج ولو عشرة ريالات يمانية.
- نعم فعلت، أبو أحمد عندي سؤال.
- تفضل نعيم.
- هل صحيح إن الجن يعشق الأنس، أقصد أبومراد
أو شاهين كذب علينا وقال إن مراد عشقته جنية ، هل هذا صحيح ؟
- أسمع، سأخبرك بما قرأته ، وبما توقف عقلي
عنده، لكن لاتقول أبو أحمد يؤمن بهذا، فقط
معلومات يقف العقل عندها بدون حركة.
- تفضل أبو أحمد.
- الم يقل القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، في
وصف الحور العين بالجنة : لم يطمثهن أنس قبلهم ولاجان.
- نعم، قرأت ذلك.
- أنا فهمت من الأية الكريمة إن لدى الحور العين
إمكانية تقبل المباشرة وفقدان الطمث، أي البكارة
من قبل الأنس والجان، كي نفسر هذا ؟
- صدقت هل الجن يفقد الحور بكارتها.

المرشد الدولي
05-20-2009, 05:38 PM
- والحور أنثى جميلة أجمل من بنات
البشر، وهي مكافأة للمؤمنين والفائزين بالجنان.
- لكن لاتنسى إن المؤمنات من البشر أجمل من الحور العين.
- نعم، لكن أنا أتكلم بالمسلمات والمذكور بالقرآن.
- إذا أنت تقصد إنه توجد إمكانية اللقاء الجنسي بين الأنس والجن.
- أممم، ليس بالضبط !
- أفصح القول يافيلسوف زمانك، ماذا تقصد إذاً.
- هل سمعتم عن عشق الجن.
- لا، فقط سمعنا عن عشق البشر، أما جن فلا !
- عشق الجن هو أن يعجب الجن بإمراة ثم
يعشقها، ثم يدخل في دمها عن طريق القرين، فيتملكها
ويمنعها من الزواج بالأنس وتعزف هي عن
الناس، وتبقى منطوية على نفسها وتحب الأنعزال والوحدة.
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- أبو أحمد غير هذا المقطع، جاءتني رعشة، ماذا
لوتكلمت عن زواج الأنس بالجن، اكمل موضوعك عن الحور العين.
- طيب، نحن توقفنا إن بعض المؤمنات اجمل من الحور العين.
- صحيح وماهو عكس الحور العين في الجنة ؟
- الولدان المخلدون.
- أحسنت طارق، إنه مكافأة للمؤمنات الصالحات
العابدات واللاتي لم يرزقن بزواج الدنيا، أو ممن
تخير أن لاتعيش مع زوجها في الجنة فتختار الولدان المخلدون.
- هههههه، هههه، والله أعتقد أن أمي لاتريد أبي في الجنة.
- تقصد أبو يانعيم، هههههه، هههههه.
- أكمل أبو أحمد أنت موسوعة.
- ماشاء الله، طارق متحمس، أنت تحب الكلام عن النساء.
- بجد أبو أحمد كلامك شيق وغريب، أكمل، على الأقل ننهي الطريق.
- إن شاء الله، لكن أسكب لي كوب شاي.
- أنت تأمر أمر حبيبي.
- تفضل.
- أشكرك.

- أسمعوا حبايب، لم يرد تفريق في حالة فقدان

الطمث في الأية الكريمة، بل ورد المساواة في إمكانية

تحديد نوع الفاعل، أنس كان أو جان، وحالات تلبس

الجن كثيرة، مثلا أن يعجب الجن بالمرأة ويعشقها فهو

يراها وهي لا تراه، ولذلك هناك تحذير ونهي عن نوم

الإنسان رجلاً كان أم امرآة وهو عاري الجسد، وهناك

الكثير من النساء يجلسن امام المرأة في صورة ملفتة

للنظرمع سماع الأغاني، وهي تتمايل وهذا خطأ جسيم

يدفع الجن لعشقهن، وأعتقد إن هناك حديث شريف ينهى

عن المكوث فترات طويلة أمام المرآة ، وكذلك ذهاب

النساء الى الحفلات وهن في كامل زينتهن وخاصة

حفلات الصخب والغناء، فتصيبهن بتلبس الجن وعشقه.

- بو أحمد عندي سؤال جداً مهم.

- تفضل.

- أيهما أقوى العين أم السحر؟

- سؤال وجيه.

المرشد الدولي
05-21-2009, 08:21 AM
- نعم أبوأحمد.
- هل تبقى لديك ماء حار؟
- نعم.
- إذاً أعمل لي شاي أخضر بدون سكر، وأنا سأتكلم عن العين.
- إن شاء الله، أنتظر أنتهي أريد أن أركز في كلامك.
- أنتهيت ؟
- نعم، تفضل.
- العين أعزائي حق، والحق له قوة وصعب إزالته،فقد
نزيل الباطل لكن لايمكن ازالة الحق، القرآن الكريم
يستعيذ من صاحب العين فيقول بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن شر حاسد إذا حسد ) ، وقد ذكر رسول اللهصلى الله عليه وآله
بأن العين تذهب بالرجل الى القبر وتدخل البعير القدر،
ايانها تقتل وهناك حديث اخر على ما أعتقد يقول
فيه بأبي هو وأمي عن العين
( أكثر أمتييموت بالعين ) وفي آخر أيضاً
عن العين والحسد بين الناس ( لو تكاشفتم لما تدافنتم )
فكثير من الذين يموتون حالياً من حوادث السيارات
وغيرها بسبب العين والعياذ بالله، فهمت طارق.
- نعم حبيبي أبوأحمد، باقي السحر.
- السحر وهم وهو لاشئ ، إنما تصوير خيال
أمام الناظر فقط، ودائماً لايفلح السحرة في أفعالهم،
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
( لايفلح الساحر حيث أتى ) والنبي صلى الله عليه وآله
قال في مضمون كلامه، إن السحر أو الساحر لاشئ، فقط
وهم، وسيذهب ويزول بالتوكل على الله جل وعلى.
- إذا العين أقوى من السحر.
- أحسنت نعيم، فالعين حق والسحر وهم وخيال، مثلاً
ماحدث لطارق قبل قليل وإنه رأى أصبع محفوظ في الفطيرة، هذا وهم من السحرة.
- لكن كيف عرفوا بذلك أبو أحمد، كان الأمر بيننا وبين شاهين.
- أنا أشك إن أحدهم يسرب المعلومات إلي السحرة.
- تقصد ..
- نعم الخادم الذي ادعى انه أبومراد، هو يفشي
المعلومات إلي السحرة والمشعوذين، وقال لهم
إنهم خطفوا محفوظ، لذلك يريدون إخافتنا بتهديد شاهين اللعين.
- وكيف يحدث الحسد أبو أحمد، أقصد العين كيف تصيب، سبحان الله شئ.
- نعيم سأقول كلام هو فلسفة، وليس بالضروري إنك تعتقد به.
- تفضل.
- تقول الفلسفة إن للعين سهام من نور هوائي، وهذه
السهام ليست للإنارة بل للمعرفة أي لمعرفة
كنه الشئ الذي أمامك، فتختزل صورة منه
للعقل، وهذا يتم بعد سقوط الضوء عليه، وهذه
السهام باردة في الغالب ، لأنها تنتج من رضا النفس
وشغف المعرفة لديها، أما إذا أصحبت النفس تأمر
بالسوء والحسد، فتتحول السهام الضوئية من باردة
إلي حارة ملتهبة، تسقط على الشخص أو الجسم
المتلقي للتركيز، فتصيبه. ودائماً ماتخرق هذه
السهام، أي الحارة الجدران والحواجز، مثلاً أن
يقول أحدهم تعليقاً عن كمبيوترك ياطارق وفي
نفسه شئ، فتؤثر على الجهاز فتعطبه.
- وماهو المانع أو السلاح الأكثر فعالية ضد هذه السهام.
- كلام الله ! والصلاة على محمد وآله ! وأكثر الحساد هم
ممن حولنا، وسهام عيونهم تكون أقوى وأدق، هل تصدقون
إن هذه السهام يؤمن بها الهندوس في عباداتهم، فهم عندما
يؤدون اليوجا، يركزون على ملعقة مثلا فيرفعها عن
الأرض، أو ينظر الكاهن إلي الأسد فيهابه.




نعيم ينظر إلي .




- صدقت أبو أحمد، هذا الكلام موجود لدى الهندوس.
- شباب، الساعة الأن الخامسة والنصف
وهذه اللوحة تقول إننا على مشارف بروم، يعني
فقط ساعة ونكون في مدينة المكلا.
- إنها مدينة مشهورة.
- نعم طارق، هل تتذكر شئ يأتينا من المكلا ؟
- تقصد أكل.
- نعم.
- تذكرت، أسماك التونة مشهورة وغالية لجودتها.
- نعم، المكلا مشهورة بصيد الأسماك، وتصدر أنتاجها لكل دول العالم.
- إن شاء الله عشاءنا الليلة سيكون سمك طازج.
- والله ضربت على المسمار أبو أحمد سأموت من الجوع.
- نعيم، أنت سماك، وأنت من سيختار عشاءنا.
- موافق.
- تصدق أبو أحمد أنت إنسان غريب.
- ماذا تقول طارق.
- صاحبنا مخطوف وتعيش حياتك، لذا لا ارى شعره بيضاء في رأسك.
- آ هاا !! هذه العين التي كنا نتحدث عنها.. ومن شر حاسد إذا حسد.
- أمزح معاك، هههههه، هههه.
أعرف،هههه.

المرشد الدولي
05-21-2009, 08:48 AM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/15498660d0.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/2d755f8712.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/0b36b2e772.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/c01ebe36ec.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/54061f8da7.jpg

المرشد الدولي
05-21-2009, 02:34 PM
بعد خمسين دقيقة، لاحت في الأفق أنوار مدينة المكلا

- وأخيراً وصلنا شباب، سندخل المكلا العريقة.
- هل سنذهب إلي داخل المدينة أم عند أطرافها.
- أعتقد إننا سنمر من جنوب المدينة، أي على
البحر، وربما توجد واجهة بحرية وعمائر
حديثة، .. نعم أنظروا هانحن ندخل
الشارع الرئيسي، أقرأ ماذا مكتوب في اللوحة ياطارق.
- وسط مدينة المكلا.
- نعم هي أعتقد إنها الواجهة البحرية.
- لاتسرع أبوأحمد، ماشاء الله، إنها حديثة وكبيرة.
- هذا هو الميناء على ما أعتقد، أنظروا إلي الرافعات الكبيرة هناك.
- وأخيراً لوحات المطاعم، أنا سأختار لكم السمك اللذيذ.

بعد عشر دقائق ونحن في داخل السوق، أوقـفنا
سيارتنا اللاندكروزر عند مواقف الواجهة البحرية وترجلنا.

- أنظروا، إنه خور كبير، يشبه خور دبي !، لنذهب إلي الجهة الأخرى.
- كيف ؟
- أنظر هناك جسر حديدي أزرق، إنه جميل.
- ماشاء الله، المكلا جميلة جداً ، والله لم أتوقع إنها بهذا الجمال والتطور.
- والعشاء أبو أحمد.
- سنشتريه بد رجوعنا.
- بسرعة أنظروا، والله إنه جميل، ماذا يسمون هذا الجسر، لو سمحت.
- نعم، أتريد خدمة ؟
- أنت يماني ؟
- نعم.
- وأنت من أين، تبدوا غريباً.
- أنا سائح عربي.
- حياكم الله، شرفتم خور المكلا.
- ما أسم هذا الجسر ؟
- أسمه جسر الصداقة.
- ماشاء الله، الصراحة المكلا جميلة جداً.
- هذا من ذوقكم، تفضلوا معنا على العشاء.
- أشكرك جزيلاً، نحن في عجلة من أمرنا، لكن
هل تدلنا على مطعم يقدم وجبات بحرية لذيذة، والأهم طازجة.
- أكيد طازج !! أنتم بالمكلا وسط البحر.
- أين نذهب.
- أنظروا هناك، هل ترون التجمهر حول المطاعم، عند
الشجرة الصناعية.
- نعم نعم النخلة الخضراء المنيرة.
- هناك مطعم بأسم مطعم سوقطرى، هو جديد وخدماته جيدة.
- أشكرك أخي.
- لاشكر،أنتم مرحب فيكم، هل أقدم لكم خدمات أخرى.
- لا.. شكراً.
- ماشاء الله أبو أحمد، إن شعب اليمن مضياف وخلوق.
- جداً ياطارق، معروف الشعب اليمني، شعب طيب وكريم.
- مارأيكم طارق وأبوأحمد، نذهب للمطعم الأن، صراحة أنا جوعان.
- مسكين محفوظ، كلما تذكرت الجوع يأتي
على بالي، ياترى.. هو شبعان الأن، أو جائع، وأين
هو ياترى، على حسب كلام شاهين بالمكلا.
- لماذا لاتتصل به أبوأحمد، رقم موبايل شاهين اليماني عندك.
- نعم سأتصل..
- إنه لايرد، سنتصل لاحقاً، هيا بنا.
- ماشاء الله، الناس زحمة والخور جميل جداً، انظروا
للإنارة الصفرار للمدينة، إنها آخاذة، لنأخذ صوراً ليلية ياطارق.
- لكن الكاميرا ليست جيدة في التصوير الليلي.
- فقط بعض الصور للذكرى، خذ من الجانبين للخور.
- لحظات.

وصلنا عند مجموعة من المطاعم، والناس مزدحمة أمامها.

- هذا هو مطعم سوقطرى الذي أخبرنا به الرجل.
- على فكرة شباب، سوقطرى جزيرة في بحر
العرب، وهي تابعة لليمن، وتعد من أجمل وأغرب الجزر الطبيعية بالعالم.
- صحيح أبو أحمد، لماذا لم تأخذنا هناك.
- إن شاء الله إذا أنتهينا من مهمتنا ورجع محفوظ
معنا سنذهب إلي سوقطرى.
هيا ندخل المطعم

المرشد الدولي
05-21-2009, 03:13 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/c2cce5a3c9.jpg

المرشد الدولي
05-21-2009, 04:08 PM
- ماشاء الله، إنه مزدحم.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام، أهلاَ شباب، هل أنتم عرب.
- نعم.
- عذراً لايوجد مكان في صالة الرجال.
- لكن نحن على سفر، أرجوك أنظر هنا أو هناك.
- سأكلم المدير، ربما سيجد لكم مكان في صالة العائلات.
- العائلات !

رحل النادل إلي مبنى الإدارة.

- أبوأحمد، هل تعتقد إنه سيوافق.
- نعم، نحن ضيوف عندهم.

أقبل مدير المطعم.

- أهلا وسهلاً بكم شباب العرب، نضعكم على رؤوسنا.
- أشكرك سيدي، صراحة أخجلتنا.
- تفضلوا، أدخلوا في هذا الممر.

وإذا نحن بصالة العائلات بالدور العلوي، فأجلسنا فس غرفة مغلقة بالستائر.

- دقائق ويأتي لكم الجرسون.
- أشكرك.
- طارق، أنا سأذهب لأغسل وجهي ورأسي، سأضع جل على رأسي.
- وماهو طلبك.
- أطلبوا لي سمك مشوي أو بالفرن، لاتنسى لا أريد مقلي.

ذهبت إلي المغاسل، فغسلت وجهي ورشفت شعري
بالماء، ووضعت عليه بعض الجل وأمشطته، وإذا
بي ألمح كأن أحداً يمر عن يميني، وإذا بفتاة آية من
الجمال باللباس اليمني تنظر إلي، رمت بسهام عينيها
في عيني لحظات، وكأني لمحت خصلة من شعرها
تـدلى على جبهتها، فغشاني الخجل ونظرت للمرآة مرة أخرى.

- سبحان الله، بدأ قلبي يرف.
- أبو أحمد !! أين أنت ؟
- نعم شباب، آسف لتأخري.
- لماذا تأخرت.
- يا الله.. آه .. ماذا أقول لكم.
- ماذا ؟
- وأنا أغسل وجهي، ملاك مـر بقربي.
- تقصد إمرأة.
- نعم.
- ماهذا الكلام أبوأحمد، أنت تقول هذا الكلام !
- ماذا تقصد نعيم ؟
- لم أتوقعها منك !
- طارق، والله ليس بقصد مني، رائحة عطرها أغشى قلبي.
- أستغفر الله، نحن على سفر والله يستر علينا، استغفر ربك.
- صدقت، استغفر الله.. أستغفر الله، لعن الله الشيطان.
- شباب !!
- ماذا نعيم.
- هل صلينا المغرب والعشاء.
- لا !! كيف نسينا.
- هذا هوالشيطان، منظر المكلا وخورها أنسانا الصلاة.
- لو سمحت، كم سيستغرق طلب العشاء ؟
- ربع ساع تقريباً، انظروا عندنا زحمة.
- أوكي هل يوجد مكان للصلاة هنا ؟
- نعم، في هذه الغرفة، يمكن أن تصلي.
- وأين أتجاه القبلة.
- هنا شمال غرب قليلاً.
- شكراً.

أنتهينا من الصلاة وأكلنا العشاء ثم خرجنا من المطعم.

- إنها ذكرى جميلة، لكن ياليت محفوظ معنا.
- صدقت نعيم.
- غريبة لم يتصل بك شاهين.
- سأحاول مرة أخرى.
- ماشاء الله، الناس في إزدياد حول الخور، أنظر إنهم ما أكثرهم.
- هيا شباب نعود إلي سيارتنا، نحتاج إلي الوقود، ثم سننام في الطريق السريع المؤدي إلي الشحر.

المرشد الدولي
05-21-2009, 05:28 PM
وصلنا إلي السيارة.

- أين سيكون النوم أبو احمد ؟
- سننام في الطريق السريع، وعند الفجر نتحرك.
- إذاً عند البحر سيكون أفضل.
- عند الخور!
- نعم ما المانع.
- هل أنت خائف ؟
- حتى لو أنا خائف، لماذا نذهب إلي البر، على الأقل نرى الفجر عند الخور
- مارأيك نعيم.
- أنا مع طارق.
- أنظروا هناك الكثير من الناس يفترشون الأرض.
- نعم، سنفعل مثلهم.
- إذا سنذهب إلي الجهة الأخرى، أعتقد إنها أهدأ.


وما إن تحركن بالسيارة، وإذا رأيت نفس الفتاة تمشي
بالشارع مع ثلاث نساء، وكانت تنظر إلي بنظرات جارحة.

- طارق ! نعيم ! هذه هي الفتاة.
- أين هي ؟
- هذه مع النساء .
- أبوأحمد، أنا شربت العسل وسحروني، أعتقد إنك مرهق من القيادة.
- والله لست متوهم، أنظروا إليها، أستغفر الله العظيم، هل أنتم أغبياء !

فنظر إلي طارق ونعيم بأزدراء، وتحركت بالسيارة.

- آسف شباب، والله لم أكن أقصد.

لم يعيروني جوابا

- طارق، نعيم، أسف والله أسف، لعن الله الشيطان.
- لاشئ أبو أحمد، لاتأخذ في نفسك شئ، هذا المكان
جيد ، توقف كل نفرش البساط ونضع الفرش.
- الهواء عليل.
- نعم.
- مارأيكم بالعشاء كان لذيذاً، اليس كذلك.
- نعم.
- لكن لماذا لا أحس أني أكلت شئ، وكأن بطني فاضي.
- صحيح أبو أحمد، أنا أحس أنني لم أأكل شيئاً، أكلهم غريب.
- السمك خفيف على المعدة ، لكن ليس إلي هذا الحد أن يختفي !
- صدقت طارق، سأذهب إلي ذاك المحل وأشتري بعض الكعك.

فذهبت إلي المحل ودخلت وإذا به عدد من
الزبائن وأخذت بعض الكعك وسألت البائع الذي بالمحل.

- منذ متى ومطعم سوقطرى مفتوح، ماشاء الله زبائنه كثر.
- مطعم سوقطرى !
- نعم الذي بالجهة الأخرى من الخور.
- تقصد مطعم سوقطرى الخاص بالأسماك ؟
- نعم.
- هذا مقفل منذ شهرين، عليه مخالفة من البلدية.
- مقفل من شهرين !! هل تمزح معي ؟
- أنا لا أمزح.. هل تقصد المطعم ذو الواجهة الزرقاء.
- نعم.
- هذا مقفول، العمالة التي به غير مرخصة صحياً.
- أنا بحلم أو علم، أقل من نصف ساعة كنا هناك وأكلنا به.
- هل تريد أن تشتري أو تلعب أخي.
- والله أنا أتكلم بجد، أنا سائح عربي، ياربي كيف يحصل هذا.
- أدفع سبعين ريالاً للكيك والعصير.
- تفضل.

فرجعت لأصحابي.

- شباب، هل تعرفوني ؟
- ماذا حصل لك أبوأحمد، أنت لست طبيعي منذ دخلنا المكلا.
- والله شباب، يقول لي صاحب البقالة إن مطعم سوقطرى مقفل من شهرين.
- من شهرين !!
- نعم شباب، هل تصدقون ما قال ؟ أذهبوا بأنفسكم وأسألوه.

فذهبوا إلي المحل.

- لو سمحت، هل ماقلته لصاحبنا صحيح.
- وماذا قلت ؟
- إن مطعم سوقطرى مقفل منذ شهرين.
- صاحبكم من ؟
- ذاك الشاب الذي يلبس جينز أزرق.
- هو فقط أشترى كعك وعصير ولم يسألني شئ.
غريبة، طارق هل أبوأحمد يكذب علينا أو ماذا !!

المرشد الدولي
05-22-2009, 08:32 AM
- أعتقد إننا في ورطة هنا، يجب أن نغادر المكلا مع الفجر.
- أبوأحمد، هل تفكر في إلغاء المهمة.
- لا !! مستحيل.
- من أجل محفوظ أو المال ؟
- طارق، هل تتوقع أني تركت أهلي ووطني
وعرضت نفسي للخطر من أجل المال، أنا أريد المعرفة.
- لم أكن أقصد أهانتك أبوأحمد، لكني مللت.
- طارق! اليأس يرجع الحضارات للخلف،
أنظر للشعب الهندي، شعب مناظل ومكافح من أجل العيش والسلام.

نعيم يبتسم.

- الأن شباب ننام وفي الصباح نصلي ونتوكل على الله.
- نعيم.. أبو أحمد، صوت موج البحر في رأسي،كيف أنام.
- غريب أنت ياطارق، بالعكس فصوت الموج يشجع
على النوم، وأنت أبن القطيف درة البحر وتقول هذا،
أعتقد إنك خائف ! أقرأ المعوذات ونام.

بعد خمس ساعات، أي بعد الثالثة والنصف صباحاً، كنا
غارقين في بحر النوم وإذا بصوت طارق الخافت يجلسنا.

- أبوأحمد..نعيم، أنظروا بسرعة ! شباب لاتـفـوتوا الفرصة !
- آه ماذا تريد طارق.
- أخفظ صوتك أبو أحمد، انظروا هناك على رصيف البحر.
- ماذا هناك ؟
- نعيم أفتح عيونك جيداً ماذا ترون ؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، ماهذا ؟
- أبوأحمد، أنها فتاة !
- فتاة ! وما الغريب في الأمر ؟
- أنا كنت مستلقي على جانبي الأيمن وأنظر لجهة
البحر، وإذا هي تنظر إلي من بعيد، أحسست وكأنها تسحبني.
- تسحبك ! هل أنت تحلم ياطارق.
- والله أتكلم بجد، في عيونها مغناطيس يسحب
الناظر، لحظة تنظر إلينا ودققوا النظر فيها.

فنظرنا إلي المكان الذي أشار إليه طارق،
وإذا من بعيد وكأن كلامه صحيح !!
إنها فتاة !! نعم هي !!

- شباب !! هي الفتاة التي أخبرتكم عنها، لماذا هي هنا.
- بسم الله الرحمن الرحيم، لنقرأ المعوذات شباب.
- أحسنت نعيم، إنها غريبة !

وإذا بالفتاة تسير نحونا ! إنها تقترب ! تقترب أكثر !

- أبو أحمد، إنها قادمة إلينا !
- نعم، الله يستر.
- هل أخطأت عليها بالمطعم.. تذكر ؟
- لا والله، فقط نظرت إليها.
- سبحان الله إنها جميلة جداً.
- حتى نعيم أعجب بها، سبحان من خلقها، أسكتوا إنها تقترب.

فأقتربت الفتاة حتى وصلت عند حافة البساط، وأقتربت
أكثر حتى جلست أمامنا وجها ً لوجه، نعيم وطارق
كانا عن يمين وعن شمالي، فتلاصقت أيدينا مع بعض
من شدة الخوف والرهبة. كان أجسامنا باردة جداً وكأن دمائنا تجمدت.

- أنت أبوأحمد ؟

كان صوتها خشن وكريه جداً أغلض وأخشن من صوت الرجال !

- هـ..ل هـ..ل تـ.. تـ..كـ.. كلميني ؟
- هل أنت أبوأحمد ؟
- نـ.. ن نـ.عم .. نعم أنا هو.
- ماذا بك، هل انت خائف ؟
- أكييييد، سأمــ..وت من الخوف.
- لاتخافوا، أنا رسول فقط.
- رسول ! ممن ؟
- رسول أناس لهم مصلحة عندكم.
- ولماذا صوتك.. أسف على قولي هذا.

بكت ثم رفعت رأسها.

- إنه بداخلي.
- من هو الذي بداخلك ؟
- مفراع، إنه متدلي على حبالي الصوتية.
- مفراع !! وماهو مفراع ؟
- إنه جني، سلطه علي سيدي ملك سحرة المغرب، إنه يخنقني.

المرشد الدولي
05-22-2009, 09:57 AM
- بسم الله الرحمن الرحيم، وماذا يريد سيدك ملك المشعوذين، ما أسمه ؟!
- شوعط.
- شوعط عويضه!!
- وماذا يريد منا سيدك شوعط المغربي ؟
- هل تريدان أن تستعيدا صاحبكم ؟
- قصدك محفوظ !
- نعم، هل ترغبان في إسترجاعه ؟
- أكييد، هل هو معكم ؟
- إنه مع جماعة شاهين، لكن نستطيع أن نحضره لكم.
- وماهو المقابل، ومن أنتم ؟
- نحن مكلفون من قبل جماعة منافسة لأصحاب شاهين.
- قصدك رجال أعمال أو عصابات دولية.
- من هذا القبيل.


فألتصق بي طارق وهمس في أذني.


- أبوأحمد، أعطيها ماء، يمكن يصلح صوتها.
- أنا أسمعك، لايفيد الماء.
- بسم الله الرحمن الرحيم، هل سمعتي كلامي.


وإذا بنعيم يسقط على جانبه فاقداً الوعي من شدة الخوف.


- وأين هو محفوظ الأن ؟
- إنه بالمكلا، يجتمعون في وكر لهم، وسيرحلون به إلي سيؤن صباحاً.
- وماهي المصلحة من أسترجاعه.
- أن تقوم بمهمة لنا.
- وماهي ؟
- عملائنا منافسون لعملاء شاهين، ونريدكم أن تسلمونا الزئبق الأحمر.
- أهاا.. أنا توقعت كل المصائب من هذا الزئبق اللعين.


فأرتعدت فرائصها وخنقت رقبتها وأهتزت بقوة وكادت أن تضربنا بأقدامها.


- ماذا حدث لك !! أرعبتينا !
- لاتلعن الزئبق الأحمر، الذي بداخلي شاط غضباً عليكم.
- أسف.. لم أكن أقصد، قدمي له أسفي.
- هل ستنفذون طلبنا ؟
- أن نعطيكم الزئبق الأحمر.
- نعم.
- وشاهين، ووعدنا معه.
- هل رأيت في حياتك الزئبق الأحمر؟
- لا، ولا أعرف شكله.


فأخرجت من بين يديها زجاجة صغيرة وكأنها قنينة دواء زرقاء اللون.


- ستأخذ هذه الزجاجة وتستبدلها بما ستخرجه من
البئر وتسلمها لشاهين وتعطينا الزئبق الحقيقي.
- وماهو الضمان لنا ؟
- نحن سنحميك بقدر المستطاع، الأن..هل أنت موافق ؟
- وكيف يرجع محفوظ ؟
- قبل الفجر تتبعوني بسيارتكم حتى وكرهم، وسأدخل وأخرجه لكم.
- هل المكان بدون حراسة ؟
- سأدخل عليهم وأسقيهم، ويتم التسليم.
- أنا موافق لكن أريد بعض الأجابات.
- نعم وبسرعة أرجوك، إنه يخنقني، يرفض أن أتكلم.
- كيف علمت بمحفوظ ، وكيف عرفت أسمي وعن مكاننا ؟
- خادم شاهين عميل معنا وأخبرنا بكل شئ، وسنكافئه.
- تقصدين أبومراد سابقاً ؟
- نعم.

المرشد الدولي
05-22-2009, 10:56 AM
- نعم.
- أهاا، الم أقل لكم شباب، أوه.. نعيم نائم.. أتسمع طارق.
- نعـ..م أبوأحمد، بسرعة نريد أن نسترجع محفوظ.
- ريما يكتشف الأمر شاهين ويقتلنا.
- لن يعرف، الزجاجة متطابقة مع زجاجة البئر.
- هل تخبريني أكثر؟
- عن ماذا ؟
- مع من نتعامل في هذه المعركة، أقصد ربما
يخرج لنا شخص آخر ويقول إنه من جماعة أخرى وطلب منا خيانتكم.
- أسمع أبو أحمد، سيجتمع في منتصف الشهر
ملوك السحرة من الغرب والشرق، سيأتي ملك
سحرة المغرب واليمن وعمان وسوريا وتركيا وبلغاريا
والهند والكثير، لكن أقواهم سحرة المغرب وحضرموت
وعمان والهند وسيرمون قربانهم جميعاً من الزئبق
الأحمر كي يحقق سيد الجن مطالبهم.
- سيد الجن ! هل لديهم زعيم ؟
- نعم، أمير الجن في وادي برهوت بحضرموت.
- وماهو أسمه.
- دمونه.
- بسم الله الرحمن الرحيم، الأن عندنا سحرة
سيجتمعون، وعندنا عصابات تشتري الزئبق من عملاء للجن مثـلكم.
- هل أنت موافق، بسرعة قرر.
- لاحول ولاقوة إلا بالله، بماذا أوقعت نفسك
يا أبوأحمد، كنت جالساً في بيتك مع عيالك أمام
الكمبيوتر في التأليف، والأن بدل الكتب مجموعة سحرة.
- هل أنت موافق أم لا ؟
- نعم موافق، أمري إلي الخالق الذي سيحميني من بطشكم .
- ونعيم.. ماذا أفعل به أبوأحمد ؟
- بسرعة طارق رش عليه الماء، لنعيد عدتنا للسيارة.
- نعيم، نعيم .. سيرجع محفوظ.. سيرجع محفوظ !
- بسم الله .. بسم الله.. أين أين .. أين أنا !!
- وأنت كيف ستذهبين، صح نسيت.. لم أسألك عن أسمك ؟
- هذا لايهم.
- لايهم.. إذا لايهم ! وأين سيارتك ؟
- أنا لا أمتلك سيارة.
- إذا كيف سنتبعك إلي محفوظ ؟
- سترى.

وإذا بها تمشي ثم تهرول ثم تجري ثم كالغزال تسرع أو البرق !! ونحن نلحق بها

- أنظر طارق، إنها تسرع وكأنها تطير.. بسم الله الرحمن الرحيم.
- نعم ، تذكرت أفلام الساموراي، إنهم يطيرون فوق البيوت أثناء القتال.

ودقائق وإذا نحن أمام بيت قديم، فاوقفنا سيارتنا أمام الباب،
فقط دقيقة أو ربما أقل، خرجت الفتاة مع محفوظ وهو
معصوب العينين وهو يبكي، وما إن أدخلته داخل سيارتنا
حتى فتحت عصابة عينيه، فنظر لمن حوله وكأنه يريد
الصراخ والبكاء عندما شاهدنا، فلفت إنتباهه وجود الفتاة وظل يرمقها بتعجب !

- هل أتفقنا أبو أحمد.. خذ الزجاجة.

وبمجرد أن سمع محفوظ صوتها البشع سقط فوراً إلي الخلف وأغمي عليه.

- نعم أتفقنا.
- ولاتنسى، لاتحاول أن تخوننا كما خنت شاهين، فنحن
لانعرف الجدال القتل عند سيدي هو جواب الخائن.
- نحن لم نخون شاهين، بل أسترجعنا محفوظ
الذي اخذه بالأكراه منا وتحركنا حسب أوامره
بالأكراه، أما الأن فنحن متفقون برضى الطرفين.
- إذاً أتـفـقنا.
- لحظة باقي سؤال، كم باقي إلي أن نصل سيئون؟
- يزيد قليلاً عن ثلاثمائة كيلومتر.
- وهل الطيريق معبد ؟
- لا، نصفه متقطع والباقي رملي جامد.
- وهل فيه مخاطر.
- أنتبهوا لأنفسكم جيداً في طريقكم إلي سيئون، هناك حيث هناك.

فذهبت للخلف وأختـفت عين الأعين.

- ماذا كانت تقصد بهناك حتى هناك، هل فهمت كلامها أبوأحمد؟
- صدقني نعيم لم أعرف ماذا تقصد، لكن ما أعرفه
إننا يجب أن نختفي عن الأنظار بسرعة ونتحرك إلي الخط السريع.
- والصلاة.
- سنصلي في طريقنا إلي الشـحـر.
- إذا هيا بنا إلي الشحر.

المرشد الدولي
05-22-2009, 11:07 AM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/c286ef3b02.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/c6563bfb5e.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/d1653f0980.jpg

المرشد الدولي
05-22-2009, 02:35 PM
بعد عشر دقائق ونحن في طريق الشحر.

- متى سنقف للصلاة أبو أحمد.
- إذا رأينا محطة محروقات جيدة سنتوقف، مارأيك نعيم.
- إذاً لن نتوقف.
- ههههه، ههه.
- ماذا حصل لمحفوظ، حركوه شباب.
- أعتقد هذه أنوار محطة بنزين، سنتوقف هنا للصلاة.
- نعم يكون أفضل.

توقفنا في محطة المحروقات وفرشنا البساط للصلاة
ومحفوظ مازال فاقداً الوعي في السيارة، فأنتبه لنا
وقد فرغنا من الصلاة، فهرع إلينا يصرخ من فرحته.

- طارق!! نعيم!! وأبوأحمد !!

بكى من شدة تعبيره بحرارة اللقاء، وضربني على صدري مرتين !

- لماذا تتركوني! لماذا ! لماذا !
- أنت بيننا الأن يامحفوظ.
- والله كدت أموت بدونكم !
- كيف ؟
- تسأل كيف يانعيم! أتصدقون قسم إنهم منذ
أختطفوني لم يعطوني إلا ثلاث وجبات رز ومكرونة ودجاج وسمك.
- فقط !!
- وماء ومشروبات غازية.
- فقط !!
- ماذا حصل لك ياطارق، فقط فقط، قلت لك قسم.
- هههههه، هههه، أحمد الله إنك لست معنا، نحن أكلنا سمك وطار في الهواء
- طار في الهواء ! كيف سمك بأجنحة !
- هههههه، هههههه، والله أفتقدناك يامحفوظ.
- أشكرك حبيبي أبوأحمد، هههه.
- لم تقل لنا كيف خطفوك جماعة شاهين.
- وأنا نائم على السرير، وضع أحدهم كمامة
من القطن على فمي، ففقدت الوعي، لكن ليس كاملاً.
- كيف ليس كاملاً؟
- نعيم، ليس كاملاً يعني أني أحس بما يدور حولي.
- طيب أكمل.
- سمعتهم يقولون إنني ثقيل جداً، فخلعوا ثيابي وحملوني، ثم سمعت طق !!
- ماهذا ؟
- وكأن عظماً قد أنكسر.
- عظم أنكسر! عظم من هذا يامحفوظ ؟
- صراحة إنك غبي يانعيم، هل تعتقد إنه عظمي .
- عظم من إذاً ؟
- عظم الذي حملني، بمجرد إنهم رفعوني سمعت طق في ظهره !
- هههههه، ههههههه، والله سأموت من الضحك.
- لاتضحك كثيراً ياطارق، فإنها تميت القلب.
- أبو أحمد والله لا أستطيع، هههه هههه، وكيف عرفت إنهم خلعوا ملابسك.
- شعرت بالبرد الشديد يلسعني.
- ههههه، هههه، اخذوك عريان!
- نعم.
- أنظر أبوأحمد، حتى أنت ستموت من الضحك، هههه.
- هههه، إذاً أفتح له الحقيبة يانعيم لكي يلبس ملابس نظيفة.
- وملابس من التي عليك ؟
- هذه ملابس رأيتها معلقة في البيت الذي وضعوني فيه، رائحتها صبغ.
- ههههههه، هههه، إنها ملابس صباغ.
- أنتهى طارق، ستموت من الضحك !
- أبو أحمد أنظر عامل المحطة قادم إلينا.

فأقبل إلينا عامل المحطة.

- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- ماذا تفعلون في هذا الوقت هنا ؟
- نحن نصلي.
- لماذا لم تصلوا في المسجد.
- أين هو ؟
- أنظروا في الجهة الأخرى من المحطة.
- نشكرك يا أخ، والله لم نراه.
- وأين أنتم ذاهبون ؟
- نحن مسافرون إلي سيئون.
- وهل عبأتم السيارة بالبنزين الكافي.
- نعم.

المرشد الدولي
05-22-2009, 04:25 PM
- نعم.
- أنصحكم أن تأخذوا معكم كم جالون أحتياط.
- لماذا ؟
- الطريق غامض ومليء بالمخاطر، فالأفضل أن تأخذوا أحتياطكم .
- صدقت، لكن هل لديك قوارير كبيرة للبنزين.
- نعم.
- أعطينا أربعة.
- تفضل معي.

محفوظ أستبدل ملابسه بملابس نظيفة وجلس
مع طارق ونعيم، وأنا أنتهيت من دفع قيمة البنزين الأضافي ورجعت لهم.

- شباب، لنأخذ السيارة ونحمل البنزين الأضافي.
- أبو أحمد !
- نعم محفوظ.
- كم عددنا ؟
- أربعة.
- أنت واحد وأنا وطارق ونعيم ! صحيح أربعة !
- لماذا ؟
- من الخامس الذي يركب مكان مكانك بالسيارة.

ونظرنا إلي السيارة وإذا بشخص راكب بها !

- من هذا شباب؟
- أقتربوا منه.
- والله إنك مخبول يامحفوظ، إنهم ملابسك المتسخة، كيف ترميهم هكذا !
- هههه، هههه.
- أنت والله فاكهة الرحلة.

فتحركنا صوب الشحر، حتى مضت ربع ساعة.

- كم المسافة بين المكلا والشحر؟
- تقريباً مثل المسافة بين عدن وزنجبار
خمسين إلي ستين كليومتر، ولماذا تسأل يانعيم.
- فقط أريد ان أعرف.
- في قلبك سؤال يانعيم، قل ماذا تريد.
- أنا أعرف متى أصاب بالأنفلونزا.
- أنفلونزا !
- نعم، وكأن حلقي ملتهب وبي حرارة داخلية.
- إذاً سندخل الشحر ونأخذ لك مضاد حيوي.
- من المستشفى.
- لا، أعتقد إننا طلبنا أدوية بالحمولة.
- هل سنتجه للشمال أبوأحمد.
- نعم طارق، ندخل الشحر وننعطف إلي الشمال.
- هل تتوقع الشحر مدينة أو قرية.
- أتوقع إنها قرية كبيرة، لكن ستكون أثرية.
- كل اليمن أثرية يا أبوأحمد.
- صدقت محفوظ، أينما تذهب تجد الأثار.
- وأين تقع مملكة سبأ ؟
- سؤال جميل جداً منك محفوظ، صدقوني كنت
أنتظره منكم، فمعروف إن الملكة سبأ من أشهر الشخصيات العربية.
- الشخصيات العربية.
- نعم، في من قوم الحميريين.
- وأين تقع مملكتها.
- عزيزي مملكة سبأ مترامية الأطراف في
زمانها، حتى قيل إنها من منطقة البحر الأحمر
إلي الجنوب من حضرموت، وكانت لها مدينة
شمالية شمال شرق أبها، وفي الوسط صنعاء والجنوب
سيئون، وكان لها حرم في قصر عظيم سنذهب نحن متجهون إلي الأن.
- تقصد معلم في سيئون.
- نعم، بها حرم الملكة بلقيس، وهكذا يسميه اليمانيون.
- هل هو الحرم الذي كانت تحكم فيه وكان الهدهد يكلمها.
- نعم هو، كان الهدهد يقف على العامود ويحدثها.
- ماشاء الله السياح بكثرة هنا، أتوقع إن كل بقعة بها سائح أجنبي.
- السياحة شباب صناعة جيدة وتدر الأموال الكثيرة
على أهل البلد، ومع ذلك أعتقد إن اليمن
يحتاج إلي تطوير برامجه السياحية.
- مثل ماذا ؟
- الفنادق الفخمة والمكاتب السياحية الأرشادية، والدعاية
واللوح الأعلانية وعمل الجروبات السياحية والكثير
من الأفكار، مثلاً نحن أبناء العرب لانعرف الكثير
عن اليمن، فلو فتحوا باب الأستثمار السياحي
وعملوا برامجح تطوير سياحي، لتدفقت عليهم رؤوس أموال عربية.
- وخاصة الخليجية.
- نعم طارق الخليجية بالدرجة الأولى.
- شعوبنا العربية تحب الآثار، وتحب التعرف
على تاريخ حضارتنا القديم وخاصة قبل
الأسلام، لكن لاتشجيع من وزارات السياحة والأثار والمدارس قبلهم.
- ياليتهم يستمعون إلي كلامك أبوأحمد، والله إنهم سيربحون الملايين.

المرشد الدولي
05-22-2009, 05:17 PM
بعد نصف ساعة رأينا لوحة أرشادية لمدينة الشحر.


- أقترب مني نعيم.. نعم حرارة جسمك مرتفعة.
- يجب أن تأخذ مضاد حيوي وبنادول.
- هل صندوق الأدوية مازال معنا ؟
- أعتقد ذلك محفوظ، إذا وصلنا
الشحر سنتوقف ونبحث عنه.
- كم باقي إلي أن نصل الشحر ؟
- يمكن عشر دقائق وندخل المدينة،
نحن على الأبواب.


وبعد فترة قصيرة دخلنا مشارف الشحر.


- هانحن في الشحر الأن، خفف السرعة أبوأحمد.
- لاتخف طارق، فقط سرعتي ثمانون.
- ماهذا الدوار، مبخرة ! أعتقد إنه مركز
المدينة، بسرعة وصلنا إلي وسطها
- أووه، نسيت أن أتكلم لكم عند طريق البخور.
- طريق البخور!
- نعم شباب، ألم تسمعوا عن طريق الحرير
المشهور في شمال آسيا، هنا في حضرموت وشمال
الجزيرة العربية أزدهرت يوما ما تجارة البخور.
- إذا نجعل الحديث عنها في طريقنا إلي سيئون.
- سيكون أفضل طارق.
- سنتوقف هنا.
- أنظر الناس قليلة هنا.
- أكيد محفوظ، الناس مازالوا نيام، الساعة الأن السادسة صباحاً.
- والله نسيت، إذا ألن نتناول الفطور، أنظروا مطعم كبدة طازجة.
- نعم أبوأحمد منذ مدة لم نأكل كبدة طازجة.



- طارق، أصبروا حتى نعالج نعيم ثم نفطر.


فبحثنا في المؤونة ووجدنا صندوق الأدوية فارغاً.


- كيف هذا، أنا ملأته بنفسي.
- هل تتذكر أبوأحمد إن رشيد هو من أستقبل العفش وقال إنه سيرسله لنا.
- نعم صدقت ياطارق.
- إذاً هو من تصرف وأخذ الأدوية.
- أنا أشك به، فعلاً هو من قام بهذا.
- وكيف نتصرف الأن ؟
- دعني أسأل هذا الشاب.
- لوسمحت السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- أين أقرب مستشفى أو عيادة هنا.
- هل أنتم أجانب عن البلد ؟
- نعم، نحن سياح عرب.
- نهاية الشارع الرئيسي ، ستجدون المستشفى الجديد، الأن الطوارئ يعمل.
- ما أسمه ؟
- مشفى الشحر.
- أشكرك.


فذهبنا إلي المشفى وتم إعطاء نعيم بعض الادوية الجيدة.


- فيفادول وأموكسيل ! إنه سعودي !
- ليس غريباً، فكثير من الدول العربية تهدي غيرها أدوية مجانية للأهالي.
- والأن أبو أحمد، نعيم وتم علاجه، والساعة الأن
السابعة والنصف، هل يمكننا تناول الفطور ؟
- نعم محفوظ، وبعدها نكمل طريقنا الي سيئون.
- توكلنا على الله.
رجعنا إلي المطعم وتناولنا إفطاراً شهياً مع الخبز
اليماني المعروف بالملوح مع الحبة السوداء والشاي
العدني الشهير، ثم واصلنا طريقنا إلي سيئون.
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/2dd5e2a473.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/71ad6fcbac.jpg

المرشد الدولي
05-23-2009, 11:09 AM
1-9 متاهات برهوت



طريق سيـئون، الساعة التاسعة والنصف صباحاً.


- الحمد لله على سلامة محفوظ وتستاهلون الكبدة الطازجة.
- نشكرك أبوأحمد بالمناسبة هل الفلوس التي أعطانا شاهين كافية.
- أعتقد نعم، باقي عندي الفين دولار أمريكي، والناس هنا تتعامل بالدولار.
- وخاصة مع السائحين.
- نعم نعيم، لأنهم يستفيدون من صرف العملة.
- أبوأحمد حبيبي.
- حبيبي محفوظ، ماهو طلبك؟
- والله مع أني أشعر بالنعاس بعد هذا الفطور
الدسم، لكن لايمنع أن تحدثنا عن طريق البخور الذي أخبرتنا به.
- محفوظ ! أعتقد إنك بالغت في الأكل، أربعة أقراص على الفطور!!
- صحيح محفوظ !
- لاتصدقوا طارق، إنه يغير مني.
- هههه، أنا أغير منك، بل العكس أنا خائف على
صحتك، الفطور قرص واحد يكفي، أما أربعة فهذا نهم.
- شباب هو أبدأ الحديث عن طريق البخور أو لا.
- أبدأ أبوأحمد، على الأقل نقتل الوقت.
- أوكي طارق سأبدأ، أرجوك نعيم أريد شاي أخضر
بدون سكر لوسمحت.
- دقيقة ويكون جاهز.
- كان طريق البخور يمتد من سبأ مروراً بسيئون إلى نجد
والحجاز وبلاد الشام، حتى تصل القوافل المحملة بالبخور
والتوابل ومنتجات الشرق إلى دول أوروبا، وكان هذا
الخط يمثل دور مملكة اليمن القديمة في تطور التبادل التجاري
بين الشرق والغرب والجنوب والشمال حتى أسبانيا.
- وصلت تجارتهم إلي أسبانيا !
- نعم طارق، كانت اليمن مزدهرة وعظيمة في ذاك الزمان، إنه
تشبه روسيا وفرنسا في زماننا.
- تتكلم بجد أبوأحمد !
- نعم محفوظ كانت لديهم صناعة السيوف والخناجر وصناعة
الذهب والفضة والحديد والصناعات الحرفية والمنسوجات
وصناعة الاواني الفخارية حتى تحول اليمن الى مصدر رئيسي
الى دول العالم الخارجي.
- ماشاء الله، كل هذا في اليمن.
- والله اليمانيين طلعوا عظماء.
- محفوظ، لاتستهين بأي شعب، فكثير منهم كانت لديه حضارة
وتاريخ، لكن الظروف والفقر دفنت بعض الشعوب،
وخاصة الأعلام الحديث.
- صدقت أبوأحمد.
- أسمعوا هذه الإضافة.
- لحظة أبو أحمد، في أي تاريخ هذا الكلام، وفي عهد أي ملك.
- سأتكلم عن كل شئ، لكن أعطوني الوقت.
- تفضل.
- وسائل الإعلام في زماننا وخاصة البرامج الوثائقية لم تنصف
تاريخ اليمن القديم وخاصة طريق البخور كما فعلت مع طريق
الحرير، هل تصدقون إن اليمن مركزا ومَصدرا تموينيا لتجارة
البخور والمُرّ واللبان في العالم.
- ماشاء الله.
- هل تسمعني طارق ؟
- نعم.
- وكان ميناء عدن والمكلا حلقة الوصل بين البحر الأبيض المتوسط
وشرق آسيا وأيضاً القوافل البحرية المتجهة جنوباً إلي زنجبار
حتى رأس رجاء الصالح في جنوب أفريقيا، هل أكمل شباب.
- نعم أكمل.
- كانت ديانة سبأ قريبة جداً من الديانة البابلية بمجوسها وبعبادة
الكواكب وهذا عزز العلاقة بينها وبين بلاد بين النهرين ومصر، وأما
الالهان الرئيسان فكانا الإله القمر، والإله الشمس التي يتجه نحوها
السبئيون ليصلوا عند الفجر، والسبئيون مزارعون ماهرون وبناة
قلاع وقصور ذات هندسة معمارية متميزة، ومؤلفات فنية.
- كانت اليمن نقطة الاتصال بين الهند ومصر مثلاً منذ القرن الخامس قبل الميلاد.
- لحظة أبوأحمد، في ذلك الزمان كان الإنسان مخلوق ؟
- محفوظ، القرن الخامس عشر يعين ألف وخمسمائة سنة فقط.
- وماذا كانوا يعملون بالبخور، فقط للنساء ؟
- سؤال جيد محفوظ، كان يستعمل البخور في هياكل ومعابد العالم القديم.
وكانت حضرموت البلاد الوحيدة في العالم القديم التي كانت تنتجه.
فكان لزاماً على الناس ان يحصلواعليه منها ، وكانت اليمن مركز
هذه التجارة ، ومنها تنتقل اما بطريق البحر الاحمر اوبطريق
الحجاز ومن ثم توزع في اقطار العالم القديم.
- وماهو دور سيئون ؟
- كانت سيئون ياطارق والتي نحن متجهون إليها المكان التي
تجمع فيه غلات البخور وتنقل عن طريق وادي حضرموت
حتى تكتمل قافلة البخور إلي شتى بقاع العالم.

المرشد الدولي
05-23-2009, 02:35 PM
وبعد أنقضاء ساعة في طريق سيئون.


- أعتقد شباب إننا في المنتصف أصبح الطريق متعرج ورملي.
- إنه مزعج.
- طارق !!
- إنه نائم.
- نعيم !
- نعم أبوأحمد.
- هل بحثتم جيداً عن اللاب توب وجوال الثريا.
- بحثنا في كل الحقائب، الظاهر إن رشيد لم يترك لنا سوى الملابس.
- حقاً خبيث !
- وما الفائدة من التخريب .
- يريد أن نكون محتاجين لهم.

وفجأة رن جوال طارق.

- محفوظ، جاوب !
- إنه شاهين !
- أفتح الجوال! لا تخاف !
- لا أستطيع. خذ أنت يانعيم.
- نعم شاهين، ماذا تريد؟
- لقد حصلتم على محفوظ ! صح !
- وهل هذا يضرك ؟
- أنا يهمني الزئبق إذا سأبقى الأمر هادئاً.
- ماذا تريد الأن ؟
- أوصل الرسالة إلي أبوأحمد.
- وما رسالتك ؟
- إنا أراقبكم عن قرب.

نعيم ينظر عن يمينه في الطريق وعن شماله.

- أبوأحمد يسمعك فالسماعة الصوتية تعمل.
- هذا جيد.
- شاهين تسمعني.
- أهلاً أبو أحمد.
- ليس من الشهامة أن تأخذوا صيدلية الأدوية والكمبيوتر والجوال الدولي.
- لم نأخذها، والله لم أفعل.
- ربما رشيد المدلل.
- سأسبحث الأمر معه، لكن أنا لم أفعل.
- المهم نحن في طريقنا، ولك أن تحصل على الزئبق.
- أين أنتم الأن.
- قلت إن عينيك تراقبنا، فسألهما.
- أنا أعرف إنكم متجهين إلي سيئون.
- نحن كذلك.
- صحيح أنا خصمكم، لكن يهمني إن تصلوا برهوت بسرعة وبأمان.
- ماذا تقصد ؟
- ربما تواجهون بعض المتاعب، فأرجوا أن لاتشكوا بي، ربما
هم من المنافسين في السوق أو المشعوذين حراس برهوت، فهم
يعرفون كل دابة عنكم ومن مصلحتهم إنكم لاتصلون
أو ربما إنكم لاتصلون أحياء.

محفوظ بلع ريقه من الخوف.

- أشكرك على النصيحة، وموعدنا هو برهوت.
- نصيحة أخيرة أبوأحمد.
- وهي !
- حاول أن تصلوا برهوت في وضح النهار.
- والسبب.
- ستعرف السبب.
- هل تتوقع شاهين يكذب ؟
- لا أعتقد يانعيم، هذه المرة هو صادق.
- كيف ؟
- لا فائدة من تخريب طريقنا، في نهاية الأمرهو المستفيد.
- أنتبه أبو أحمد أمامنا تفرعات كثيرة !!
- خفف السرعة أبوأحمد !!
- ماذا يحصل هنا.. ياربي !!

المرشد الدولي
05-23-2009, 03:05 PM
المفاجأة .. الطريق تفرع إلي ثلاثة طرق متوازية.. وجميعها متعرجة وحصوية.


- ماذا يحدث هنا !!
- سبحان الله.
- أي طريق نسلك ياشباب، مارأيك نعيم، أليس الأمر غريب !
- والله الأمر محير! في الخريطة يوجد طريق واحد.
- أنا أشك إن في الأمر خدعة.
- أرجوكم.. أرجوكم أنا مستعجل !
- ماذا بك محفوظ.
- أنا، أنـ..ا أمم.
- ماذا بك محفوظ.
- محفوظ يريد أن يذهب إلي الحمام !! شباب !!
- ماذا تقول طارق !! هل هذا وقت حمام يامحفوظ.. حرام عليك !
- ألم أقل لك لاتأكل أربعة أقراص.
- أسكت طارق الأمر لايخصك، هذا بطني أم بطنك.
- ههههه، هههه، طارق الوقت حساس ولاداعي للضحك، نحن في ورطة.
- أريد الحمام.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- أرجوك أبوأحمد،، سأموت.
- أنظر أبوأحمد، خدود محفوظ أصبحت كبيرة جداً، دعه يذهب للحمام.
- أوكي محفوظ، هل تذهب للبر لتقضي حاجتك، الماء في الخلف.
- لا أبو أحمد، أريد حمام !
- هل انت طفل يامحفوظ، أذهب في نحاية الرمل وأفعلها.
- طارق حرام ! لاتشمت بي !
- والله لا أشمت، أنت وضعت نفسك ووضعتنا في مأزق بايخ جداً.
- أسمعوا شباب، أنا عندي حل !
- ما هو أبوأحمد.
- أنا سمعت إن الصورة الخيالية لاتنعكس بالمرآة.
- إذاً.
- هل عندكم مرآة.
- لايوجد إلا المرايا الجانبية في السيارة، والتي أمامـ..


وقبل أن يكمل طارق كلمته عن المرآة الأمامية، وإذا بالمرآة الجانبية
اليمني أنكسرت بعنف !! وصدر صوت مخيف وهي تنكسر !!


- ماهذا شباب !! الله يستر!! إنهم الجن !!
- أهدأ محفوظ، أذكروا الله ، ليقرأ كلاً منكم المعوذات وآية الكرسي.


محفوظ يصرخ من الخوف !! وأنكسرت المرآة الثانية اليسرى بنفس الطريقة !!


- محفوظ، أهدأ الله يخليك، نعيم شغل سورة البقرة بسرعة! بسرعة !


فخلعت المرآة الوسطى بقوة مفرطة وكسرتها ! ووجهتها أمام الطريق
ونظرت إليها فوجدت المفاجأة !!
الطريق الصحيح الذي أنعكست صورته بالمرآة !!
هو رقم واحد من جهة اليمين !!


- عرفت الطريق شباب ! تمسكوا جيداً !! سأسوق السيارة بسرعة !
- بسرعة أبو أحمد ! السيارة تهتز من كل الجوانب !!
- نعيم ! أسكت محفوظ ! أرجوك محفوظ تمالك !


- سأموت والله سأموت ! بطني سينفجر !


تحركت بسرعة بإتجاه الطريق الأول ، ونظرنا للخلف بعد ثواني ولم نرى خلفنا سوى طريق واحد .. أين الباقي !!

هدير البحر
05-23-2009, 07:01 PM
قصة مشوقة وممتعة جداً


متابعة بكل حماس وفي انتظر الباقي :bigsmile:


بالتوفيق

المرشد الدولي
05-24-2009, 10:07 AM
- الحمد لله نجونا !
- لاتفرح يانعيم، باقي مشكلة محفوظ .
- نعم طارق، الأن هي أكبر مشكلة بالعالم.
- هنا دورالحفـ..ـاظـا..
- ماهذا الكلام ياطارق، أحترمنا على الأقل !
- أسف أبوأحمد، كنت أمزح.
- مهما يكن، محفوظ أخونا وعنده كرامة.
- صدقت أبوأحمد أنا عندي كرامة، لكن أريد حمام بسرعة الله يخليك !!
- محفوظ، أنسى إنك تجد حمام في هذه المنطقة،
أنظر أمامك جبال ووديان لانهاية لها، لكن أعتقد
إننا سنرى قرى في طريقنا، أنظر للخريطة يانعيم .
- أبوأحمد، نحن أنحرفنا من هذا الطريق، هل أنا مخطئ !
- كلامك صحيح نعيم.
- إذا قرية النقعة ستكون في طريقنا من جهة الشمال
وأعتقد والله يستر إننا سنمر فوق تلة مرتفعة أو نصعد جبل والله العالم.
- إذا كنا سنصعد جبل إذا الله يستر.
- لكن الجيد إننا في وضح النهار.
- نعيم، أنظر للغيوم بدأت تظهر، أعتقد إننا ندخل في مرتفعات جبلية.
- حرارة الجو تغيرت، أنظر إلي مقياس الحرارة، أصبحت أقل.


وبعد نصف ساعة من المسير.


- هل هذا طبيعي؟ عدة قرى في الخريطة ولا أثر لها على الواقع !
- أهاا.. وجدتها!
- ماذا أبوأحمد ؟
- السحر.. نعم السحر، هم سحروا عيوننا ولانرى
أي لوحة أو قرية، كما فعلوا بنا مع الطرق الثلاثة.
- صدقت، هذا هوالسبب.
- وما العمل الأن، أبحثوا حلاً للمسكين.
- طارق ! هل تتكلم من قلبك أو تضحك علي.
- والله من قلبي يامحفوظ، هذا ليس وقت مزاح.
- أنظروا شباب، هناك ملامح قرية أتوقع إنها النقعة.
- الحمد لله وصلنا أخيراً ! أشكركم شباب !
- لاتقل عنب يامحفوظ إلا بعد أن تراه في السلة !
- ماذا تقصد ياطارق ؟
- إذا دخلنا القرية سنرى هل يوجد حمام أو لا.
- أكيد يوجد حمام، هل يوجد ناس بدون حمام.
- ههههه، ههههه، أنت حكيم يامحفوظ، والله تصدر منك حكم.
- أشكرك نعيم.
- حتى لوحة القرية مقلوبة.. أول مرة أرى لوحة من خشب.
- وأنا مثلك ياطارق.


دخلنا القرية بهدوء حذر، لكن قرية بدون ناس !! نعم تلك هي المفاجأة !!


- أين الناس ؟
- صحيح نعيم، أين هم ؟ بيوت بدون ناس، هل هجروها !
- والله غريبة !!
- شباب، أسمعوني، يجب أن نكون حذرين في
كل حركة تصدر منا ومحفوظ سيقضي حاجته ثم نتحرك.
- أمرك مطاع رئيس!! قصدي أبوأحمد.
- أتكلم بجد طارق.. أرجوكم، على فكرة نعيم أين أجهزة اللاسلكي ؟
- هذا الشئ الوحيد الذي تركه رشيد.
- جيد، هل كلها معنا ؟
- نعم، وآخر من رآها طارق.
- طارق أحضرهم بسرعة !
- مع الجهاز الرئيسي ؟
- نعم وأوصله مكان كهرباء الولاعة.
- إنها مشحونة أبوأحمد، أنا جربتها في قرية الشحر.
- إذا أعطي كل عضوا جهاز، والقاعدة تبقى موصولة في السيارة.
- وماهو إجراء أي طارئ ؟
- أحسنت نعيم، سؤال نعيم إذا واجه أي منا خطر، ماذا نعمل جميعنا.
- سؤال جيد، نعم ماذا نعمل؟
- طارق، فقط وبإختصار ولا تكثروا بالكلام، رددوا كلمة طاغور.
- تذكرت إنها كلمة السر! بسرعة أرجوكم سوف أمووووت !!
- لاتنساها يامحفوظ !
- إن شاء الله بسرعة أرجوووكم !!
- وبسرعة نساعد أي عضو من الخطر الخطر! ثم العودة إلي السيارة !


أنا في خطررررررررر !! سأموووت ساعدوووووني !! طاغووور!!

المرشد الدولي
05-24-2009, 10:54 AM
- ههههه، ههههههه. والله سأموت من الضحك.
- طارق أرجوك تكلم بجد ولو لمرة !
- هههه، آسف.
- لماذا أنتم نائمون أريد كملة نعم بالموافقة على كلامي من القلب !
- نعـم !!
- إذاً هيا تحركوا لنبحث عن حمام لمحفوظ !


دخلنا القرية مترجلين، لاصوت غير رياح تدحرج الشجيرات المتطايرة.


- هل هم نيام أو ماتوا جميعاً.
- أبواب البيوت مفتوحة ! والله كأنها مدينة أشباح كما في الأفلام.
- طارق أنتبه لمحفوظ.
- أنا أراقبه.
- أنظروا لهذا المبنى، هناك أبواب كثيرة متقاربة.
- نعيم ماهذا ؟
- ماهذه الأبواب، جميعها متشابهة، كم عددها ؟
- أنتبهوا لاتفتحوا أي باب، إلا بإشارة مني.
- هل هي غرف، إنها كالمدارس القديمة.
- ماذا تتوقع بها يا أبوأحمد ؟
- سنعرف الأن!
- كونوا حذرين !
- غريبة! هذا حمام ! سأفتح الأخر.
- إنه حمام أيضاً ! الأمر غريب، كلها حمامات، حوالي
عشرين حمام متلاصقة مع بعضها.


وما إن سمع محفوظ بإنها حمامات، فتح على عج أحدها ودخل.


- أبو أحمد ! محفوظ دخل الحمام !!
- لا.. لا يا طارق !! لماذا لم تمنعه، إنه فخ !!
- فخ !!
- نعم شباب !! أووه ياربي، لماذا يامحفوظ ! حرام عليك !
- كيف فخ ، لم أفهم يا أبوأحمد.
- السحرة يعلمون بأمر الحمام.
- تقـ..صـ..د !
- نعم نعيم، أنا شكيت إن القرية خدعة منهم !
- أهاا !! وما نراه الأن وهـم وفي وهـم !
- نعم هي وهـم، والحمامات كلها صورة مكررة
أمام العين ولانرى إلا خداع للبصر.
- إذا أين دخل محفوظ !!
- لا أعرف ، لكننا وقعنا في متاهة عميقة.
- كيف ؟
- جربوا أفتحوا الحمامات.
- هذا فاضي.
- وهذا أيضاً !
- وهذا لاشئ فيه!
- هل صدقتموني ! جربوا أفتحوا كل الأبواب.
- هذا فاضي.
- وهذا أيضاً.
- أبو أحمد كل الأبواب مفتوحة، ولا أثر لمحفوظ.
- لاحول ولا قوة إلا بالله.
- والعمل الأن أبوأحمد ؟
- تعالوا وانظروا خلف الحمامات.


فذهبنا خلف الحمامات، وإذا الجدار طويل حتى آخرها، ولاتوجد فتحة أو باب.


- أين ذهب محفوظ، والله غريبة !
- إنا متأكد إن محفوظ في واحد منها ونحن لانراه.
- بجد !!
- نعم طارق، لكن يجب أن يكون هناك مخرج لهذا.
- كيف ؟
- أنت فكر معي كيف، فأنت الحكيم يانعيم.
- تقصد في الأمر خدعة وعلينا إيجاد الحل.
- نعم.
- والله لو كنت أعلم إن بعد إفطار الشحر سيحدث هذا لبقيت جائعاً.
- ولكن المشكلة مع معحفوظ وليس معك يانعيم.
- هذه عين المشكلة ياطارق، فلو إننا لم نأكل في
المطعم، لما أكل محفوظ أربعة أقراص ملوح
وصحن فول وكبدة وحليب وشاي.
- وجدتها !! وجدتها !! سأخرج محفوظ !!

المرشد الدولي
05-24-2009, 03:29 PM
- قل ياطارق، أتحفنا !
- محفوظ يحب الأكل، صح ؟
- نعم.
- إذا نصرخ ونقول يامحفوظ وقت الغداء أخرج بسرعة.
- هل تمزح ياطارق.
- والله لا أمزح، جربوا لن تخسروا شيئاً.
- إذاً أصرخ أنت.
- سترون النتيجة ، محفوووووووووظ !! الغـداء جاهـز !!
- لم يحدث شئ.
- غريبة، محفوظ لايستجيب للغداء.
- أتصل به باللاسلكي.
- محفوظ تسمعني.. محفوظ تسمعني أجب محفوظ.
- نعم أسمعك.
- إنه موجود !
- أين أنت محفوظ.
- ماذا تريد يا أبوأحمد، أنا مشغول، سأكلمك لاحقاً.
- مشغول، أين أنت؟ نحن نبحث عنك !
- أنا في الحمام.
- أي حمام !
- الذي دخلته.
- إذاً اخرج ألم تسمع طارق يصرخ الغداء جاهز !
- وإذا به يخرج من إحدى الحمامات.
- كيف !! ألم نفتح الأبواب.
- أبوأحمد أنا فتحت هذا الباب بنفسي.
- ربما السحر فقط في هذا الحمام.
- لماذا لاترد عندما صرخ طارق !
- أنا أعرف الأحترام، لذلك عيب أن تتكلم في دورة المياه.
- والله أمرك غريب يامحفوظ، إلي السيارة شباب.


سارت السيارة من جديد إلي سيئون.


- ألم أقل لك يا أبوأحمد إن الطريق جبلي.
- صدقت نعيم، يجب أن أتوخى الحذر، بالكاد أوازن السيارة.
- شباب، الهدوء، أبوأحمد في موقف حرج، إن الطريق ضيق وجبيلي.
- لن نتكلم يانعيم.


فهمس طارق في أذن محفوظ


- والله أني قلقت من اجلك.
- لماذا ياطارق.
- أنا شككت بعدما صرخت طاغور بقوة.
- لماذا ؟
- لأن كلمة طاغور تشبه أسماء الجن، فضننت إن جني دخل جسدك.
- لاتقل هذا ياطارق، هي تهيئات.
- ربما أنا مخطئ، لكن لا أعرف لماذا أنا لم أحب هذا الأسم.. طاغور!



وكان محفوظ يضع يده على كتف طارق، وإذا بصرصور كبير
يخرج من فاكهة البابايا الموجودة وتسلق حتى دخل
قميص محفوظ من خلف رقبته حتى ظهره !!


- طارق !!
- ماذا بك !!
- أعتقد إنك محق !!
- بماذا ؟
- طاغور!
- ماذا به ؟
- دخل فيني !!
- شباب أرجوكم هدوء أبوأحمد يحاول أن يوازن السيارة، الوضع حساس .


فـمد محفوظ يده وأمسك برقبة نعيم الذي يجلس بجواري.


- نعيم ! نعيم !
- أهدئ محفوظ، ألا يكفي مافعلت بنا قبل قليل.
- إنه يتحرك فيني !
- ماهوالذي يتحرك ؟
- إنه بداخل جسمي !
- نعيم !
- ماذا تريد طارق، أسكت محفوظ، مابه يتأته كالمخبول.
- والله أنا كنت أشك بالأمر، لكن الأن أنا متأكد، طاغور
جني وقد دخل جسد محفوظ عندما كان بالحمام، بسرعة
أقرأ عليه القرآن يانعيم ! بسرعة !
- شباب حرام عليكم، أنا في مأزق، الطريق ضيق جداً
والأرتفاع في أزدياد فلربما دخلنا الطريق الخطأ.

المرشد الدولي
05-25-2009, 09:09 AM
فبدأ محفوظ الصراخ إلي درجة الجنون، يترنح يمينا وشمالاً
وأصبحت السيارة تهتز لحركته ولصراخه.

- إنه بداخلي !! سأموت !! أبو أحمد أرجوك ساعدني !!
- نعيم تصرف.
- ماذا أفعل!.. محفوظ أرجوك أهدأ !!
- إنه يتحرك !
- وما الذي يتحرك ؟
- لا أعرف، ولكن أرجله كالمنشار!
- لا أعرف ماحدث له، هل هو جني !

- السيارة ستسقط بنا في الوادي، أرجوك نعيم لايوجد مكان نقف فيه.
- سأذهب للخلف وأعالج المشكلة.

محفوظ مازال يصرخ من الخوف، فجلس نعيم على ركبتي محفوظ وجهاً لوجه.

- أهدأ محفوظ أهدأ .. قل ماذا يؤلمك أهدأ.
- إنه بداخلي يتحرك في ظهري.. فوق.. لا لا تحت!
- ماهو ؟! هل أنت مجنون.

فدفعه بيديه بقوة إلي الخلف !! حتى كاد ينكسر المقعد .. ثم !

- لا يتحرك !! أعتقد إنه مات، أشكرك نعيم، إنه لايتحرك ! الحمد لله.

محفوظ يحتضن نعيم ويقبله بعنف.

- يكفي يكفي .. ماهذا الذي لايتحرك !
- الذي دخل ظهري.
- وماهو.. جني؟
- أعتقد حشرة دخلت ظهري وأنا في الحمام.
- والله أنت ..ههههه، هههههه.
- أنتم في وادي وأنا في وادي، أنا سأموت من الخوف
من الأرتفاع ومحفوظ يقول حشرة دخلت ظهره.
- هل أنتهت الأزمة أبوأحمد.
- باقي القليل، ولكن لماذا الدنيا ظلام ونحن في النهار !
- ربما من الغيوم.
- ربما.


دخلنا أول العصر حتى أصبحنا في طريق صحراوي مستوي .

- أعتقد شباب إننا بدأنا الطريق الصحراوي، والذي سيأخذنا
إلي شبام، تأكد نعيم هل التالية مدينة شبام الأسطورة.
- أسطورة ! ماذا تقصد أبوأحمد.
- طارق، أنت اليوم أكبر محظوظ في هذا الكون !
- أنا !
- وأنا أبوأحمد ؟
- وأنت كذلك يامحفوظ ونعيم وأنا، كلنا محظوظين.
- ولماذا ؟
- لأننا سنرى شبام العظيمة كما في قصص الف ليلة وليلة.
- كل هذا في شبام ! .. وماهي شبام الأسطورة ؟
- أعزائي هي منهاتن الصحراء، فهل سمعتم عن منهاتن نيويورك ؟
- نيويورك سمعنا عنها أما منهاتن فلا.
- أنا شاهدت برنامجاً عنها.
- ماذا تعرف عنها ياطارق ؟
- منهاتن نيويورك هي التي بها ناطحات السحاب المشهورة،
وهي جزيرة أمام نيويورك، ويربطها بنيويورك جسر كبير.
- أحسنت طارق، تخيلوا شباب في وسط الصحراء
ناطحات سحاب مبنية من الطين الأحمر ويصل بعضها إلي علو عشرة طوابق!
- معقول !!
- نعم محفوظ، هذه هي المعجزة لأهالي شبام حضرموت.
- وكيف بنوها ؟
- سنرى بعيوننا شبام العظيمة، التي عرفت بالزرافة والحسناء،
وحتى الأمريكان والغربيون لايأتون إلي اليمن إلا من
أجل رؤية هذه العمائر.
- سبحان الله.
- ستشهق أنفسكم عند رؤيتها، سنحاول ان نكون في طريق
الجبل حتى نأخذ لها صورة من أعلى ثم ننزل إليها.
- بسرعة أبوأحمد، أريد رؤية هذه العمائر، سؤال شباب هل
عندهم مطاعم أقصد وقت العشاء سنكون عندهم أو لا !
- العشاء !!


فنظر الجميع إلي محفوظ بالتعجب، فأنزل رأسه خجلاً.

المرشد الدولي
05-25-2009, 01:36 PM
- أنظروا لوحة زرقاء، منذ فترة لم نرى لوحة في الطريق.
- إنها تبدوا مثل اللوحات التي عندنا بالسعودية.
- صدقت نعيم.
- ماهذا !
- ماذا أبوأحمد.
- سأتوقف لنتأكد بنفسي، هل أنا أعمى ! هل تصدقون ما أرى !
- ماذا أبوأحمد !
- أنظروا في الأعلى اليمن، وإلي اليمين ميتن ! والشمال تسونات !
- ماذا تعني ! لم أفهم شئ .
- طارق نحن باليمن، كيف نذهب إلي اليمن.
- وميتن ماذا بها ؟
- ميتن ليست في اليمين، إنها في مكان ما باليمن.
- إذاً ؟
- هذه الخريطة من عمل المخربين الذين يحاولون أخافتنا.
- تقصد شبام أمامنا.
- نعم، سنواصل، ولن تهمنا أي لوحة.

فواصلنا المسير، حتى أبتعدنا عن اللوحة بمسافة بعيدة.

- أنظروا شباب للخلف، هل تجدون اللوحة، تعرفون ليس لدي مرآة.
- صدقت أبوأحمد، لاتوجد لوحة، كانت من السحر.
- أبوأحمد أنظر يوجد رجل واقف مكانها وينظر لنا.
- بسم الله الرحمن الرحيم والله أنا أراه.
- أقرأ المعوذات طارق، أعتقد شبام ليست بعيدة عنا، فقط
هذا المعطف الطويل ثم سنراها في الأفق، أنظروا الجبال بدأت تظهر.
- ماشاء الله أبوأحمد، أنا أرى النخيل، أنظر هناك.
- الحمد لله إننا وصلنا في قبل المساء.
- الحمد لله ، سنرى الناطحات.
- ستراها محفوظ، أعتقد إننا سنصعد الجبل الذي أمامنا.


وإذا بنا بدأنا صعود الجبل.

- هذا بداية الطريق الجبلي، أعتقد في آخره سنرى الناطحات.
- الحمد لله على السلامة شباب.
- وأنت يانعيم الحمد لله على سلامتك.
- شكراً محفوظ.
- الجو عليل هنا.
- سأفتح النوافذ.
- لم يتركوا أثراً للمرايا الجانبية، أنظر أبو أحمد، حتى القاعدة كسرت.
- وكأنها بمطرقة.
- ولكن كيف لم نراهم.
- هل تتذكر، كان الغبار يملأ المكان، صحيح أو أنا مخطئ.
- أنسى الأن، دعنا نستمتع بهذه المنطقة الجميلة، أعتقد إنها الأجمل.
- تقصد على مستوى حضرموت.

وبعد قليل، أتى سرب من الجراد الكبير ودخل السيارة.

- ما أكثر هذا الجراد ! أغلق النافذة نعيم.
- ماشاء الله إنه كبير جداً.
- والله لو يأتي عندنا بالشرقية لباعوه بالسوق وأكلوه.
- الله أكبر أنظروا شباب، إنها منهاتن الصحراء.
- طارق طارق، أنظر !
- يالله أبوأحمد، حرام عليكم، كيف يحصل هذا في الصحراء.
- هل تصدقون شباب، نحن في جنوب الربع الخالي.
- محفوظ، هل ترى !
- نعيم كيف بنوا عمائر من الطين، سبحان الله، هل يسكنون هذه العمائر؟
- صحيح أبوأحمد، تتوقع كيف يصعدون إلي الأدوار
العليا، لا أعتقد إنه عندهم مصاعد كهربائية.
- هههه، شباب هذه العمائر قديمة وبنيت من الطين
والحصى والخشب، إنهم يتحدون كل مهندس العالم، هل
تصدقون لايوجد مبنى طيني بهذا الأرتفاع في
كل دول العالم، إنه معجزة من صنع الإنسان.


- توقف هنا أبو أحمد إنه أجمل مكان لأخذ الصورة.
- بسرعة طارق، شباب سنقف هنا لمدة خمس دقائق، أنظروا
هناك ناس غيرنا يصورون، أعتقد إنهم سواح وأجانب.
- شباب، إنهم يصورون بكاميرات ضخمة جداً !
- نعيم أنظر وكأنهم ينظرون لكسوف الشمس.
- صدقت طارق.
-

المرشد الدولي
05-25-2009, 01:50 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/88f47b94b5.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/c2d36648bb.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/511f0bc62d.jpg

المرشد الدولي
05-25-2009, 03:24 PM
- في الحقيقة هذا الأنجاز يستحق التأمل، إنها ليست مجرد صورة.
- شباب، بسرعة نريد أن ننزل إلي الأسفل.


تحركنا للأسفل، وكلما أقتربنا من الساحة الكبيرة أمام
البوابة الجنوبية، كلما أزاددت صفوف الأجانب والغربيين.


- سبحان الله، توجد هذه في اليمن ولم يخبرنا عنها أحد.
- من تقصد يخبرنا ياطارق ؟
- أقصد المكاتب السياحية، والله إنهم مقصرين في حق هذه البلاد العجيبة.
- إذا رأيت الباقي ماذا ستفعل ياطارق، اليمن كنز من الآثار.
- والله صدقت أبوأحمد، كل قرية ومدينة تحمل أثار وتحف وطبيعة.
- مارأيكم شباب نوقف السيارة هنا ونسير على أقدامنا.
- فكرة جيدة أبوأحمد، وخاصة إن اللاندكروزر مشهور في اليمن، أنظر ما أكثر سيارات الجيب.


أقفلنا السيارة ومشينا على أقدامنا.


- نعيم أنظر ما أكثر السيارات العمانية والسعودية.
- أبوأحمد !
- نعم محفوظ.
- ما أكثر هذه الباصات، كل هؤلاء أجانب ؟
- نعم محفوظ.
- لكن لم نراهم في الطريق.
- أعتقد إنهم يأتون بالطائرة من سيئون، أو البري من شبوة.
- منذ مدة لم نرى زحمة .
- ماشاء الله، هنا الكثير من المرشدين السياحيين، سوف أسأل أحدهم.
- عن ماذا ستسأله أبوأحمد؟
- بعض المعلومات عن شبام.
- هذا أعتقد بدون زبائن، هل أناديه.
- ياليت ياطارق.
- لو سمحت ؟
- أنتم عرب ؟
- نعم، لو سمحت نحتاجك.
- السلام عليكم.
- وعليك السلام، كيف حالك أخي.
- الحمد لله.
- ماشاء الله هذه الأعجوبة أذهلتنا، هل تساعدنا،
نحتاج معرفة بعض المعلومات عن شبام.
- لكن لن آخذ عليكم أي عمولة، فأنتم عرب مثلي.
- نشكرك.
- أسمعوا إخواني، شبام هذه سميت بأسم شبام بن حضرموت، وهي
مسجلة في قائمة مدن التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو
وأخيراً حصولها على جائزة الأغاخان في العمارة الدولية في
العاصمة الماليزية كوالالمبور، وأقدم مبنى في شبام التي بيت
جرهوم وعمره أكثر من 750 سنة والذي بناه أبن مهدي عام 1221م.
- أخي أرى صوراً لمسجد أبيض يبيعها الصبية اليمانيين، هل هذا بالداخل ومن بناه ؟
- سؤال جيد أبوأحمد.
- أشكرك طارق.
- المسجد بناه الحضارمة بأمر من الخليفة هارون الرشيد الخليفة العباسي.
- ماشاء الله، إنه قديم.
- وكيف يتم البناء بهذا الأرتفاع وبالوسائل البدائية !
- أخي الشعب الحضرمي معروف بالقوة والنشاط والحيوية، وإنهم
ملكوا الصحراء وعمروها بعكس باقي العرب من الخليج إلي
موريتانيا، مثلاً لوذهبت إلي أي مدينة صحراوية وأقصد
في الماضي سترى الخيام فقط وبعض المباني العادية أو مسجد.



- تفضل أخي أكمل أنا معك.
- أعذروني دقيقة وأذهب، الأستاذ رئيسنا يلمح لي إن عنده مجموعة سياح.
- أسف أخي تفضل أعطينا مالديك من معلومات.
- مدينة شبام لها بوابة واحدة فقط تقع على الخط الرئيسي من الجهة
الجنوبية يقالأنها كانت قديماً تقفل ليلاً وتفتح صباحاً كغيرها من
المدن الإسلامية هذه البوابةالتي تتكون من جزئين بوابة كبيرة
كانت تستخدم لدخول الجمال والقوافل التي كانتمحملة بالبضائع
من تمور وبخور ولبان وغيرها واليوم تستخدم لمرور السيارات
وجزء آخرعلى جانب البوابة الكبيرة عبارة عن مدخل صغير
كان يستخدم للجنائز ومرور النساءوالبوابة تفضي إلى ساحة
كبيرة تسمى ساحة القصر علماً أن للمدينة ثلاث ساحات أخرى
وهي ساحة القصر وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مقر السلاطين
الكثيرين والقعيطيينالذين توالوا على الحكم في المدينة حتى
عام 1967م ، أما الساحات الأخرى هي ساحةالجامع ، وساحة با ذيب.

المميزة
05-25-2009, 09:15 PM
يسلمووو ع هالمعلومات
بصراحة ما كنت اتوقع ان لليمن هذه الاهمية التاريخية والاثار

المرشد الدولي
05-26-2009, 11:06 AM
فوضعت في يده عشرة دولارات.

- نعم تفضل أخي.
- ماهو تكوين المبنى، أقصد محتواه تفصيلاً.
- أخي الدورين الأرضي والأول لايستعملان للسكن، ففي
الأرضي غرفة صغيرة تفتح على الشارع تسمى (الضيقة)
وتستخدم كدكان. ويوجد في هذا الدور ممر صغير يؤدي إلى
سلم يرتكز على عمود يشكل دعامة المبنى الأساسية ويسمى
(عروس البيت)، ويؤدى السلم إلى الأدوار العليا من المنزل.
ويُبنى (العروس) في الغالب من الطين الذي يجصص بالرماد
لتقويته؛ وهو يمتد على طول ارتفاع المنزل وتبلغ مساحته في
المسقط نحو ثلاثة أمتار مربعة. وتستخدم بقية المواقع في الدور
الأرضي والأول كمخازن، ويخصص في الدور الأرضي
مكان لمبيت المواشي.
- توضيح جداً جميل أكمل أخي.- من الدور الثالث إلي مايليه،هي
المخصصة للرجال واستقبال ضيوفهم واحتضان أنشطتهم الاجتماعية.
وتتميز الغرف في هذه الأدوار باحتوائها على زخارف ونقوش
بديعة، وأعمدة خشبية رشيقة تنتصب في الوسط

- والله أنتم قمة في التنظيم الإجتماعي، أكمل حبيبي.

- تم تأتي الأدوار المخصصة للنساء وتسمى (المراوح)، وصُممت

بحيث تسمح للنساء بالانتقال إلى منازل الجيران عبر جسور ممتدة بين

المباني كما تسمح للرجال، في أوقات الحروب، بالتنقل من

مبنى إلى آخر دون الاضطرار للنزول إلى الشارع.
- ممكن أضيف كلمة أبوأحمد.
- تفضل محفوظ.
- النساء عندنا كل واحدة في غرفة ولانسلم من مشاكلهن، وأنتم
وضعتم الجسور بين العمائر، الله يساعدكم لو عندكم جارتنا أم عبدالله.
- نعم أخي ! من هي أم عبدالله.
- جارتنا بالخبر، أمي ماتلاقي وقت للنوم، لأنها كأنها المراوح ، ذهاب وأياب.
- ههههه، هههههه. صدقت كأنها مراوح، لهذا سميناها مراوح.
- هههههه، والله حكيم يامحفوظ، أنا قلت لكم شباب في طاقة
مدفونة في محفوظ لانراها إلا في الشدائد.
- أستاذ عندي سؤال.
- أنتهى محفوظ، الرجل يريد أن يذهب.
- فقط سؤال.
- تفضل أخي.
- أين يقع المطبخ.

محفوظ يضع أصبعه على رأسه مشيراً إلي فطنة سؤاله.

- المطابخ ! تقصد مكان الطبيخ.
- نعم.
- تصدق ! لم أسأل المعلم السياحي هذا السؤال، ولم يسألني
أحد من الأجانب عن المطبخ.. صحيح أين المطبخ.
- ههههههه، ههههههه، أحسنت محفوظ، أتحفت الرجل.
- طيب إخواني أنا أستأذن.
- ممكن ننام في احدى هذه العمائر، اقصد قابلة للإيجار.
- أعتقد يمكنكم ذلك، أذهبوا إلي الساحة الوسطى عند المسجد
وأسألوا أبوصالح صاحب البقالة، أعتقد سيفيدكم، أستأذن.
- نشكرك أخي.
- شباب، مارأيكم أن نأخذ جولة بين العمائر.
- نعم الرأي نعيم، يالله شباب.

بين العمائر الجميلة، أستعمر أنوفنا عبق الطين الذي خلط بنسيم الماضي
وإرث الأجداد.. جدران شاهقة الإرتفاع أتعبت رقابنا لنتأملها، وقممها
المكسوة باللون الأبيض أدهشتنا حتى لاحت للناظر من بعيد
وكأنها كعكة رشت بدقيق السكر.

المرشد الدولي
05-26-2009, 12:58 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/a3bf079e0c.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/a1d79952e5.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/b6f31a5d6b.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/a7911d523f.jpg

المرشد الدولي
05-26-2009, 03:18 PM
مباني شبه متلاصقة أخفت عن ناظرنا الشمس. أزقة ضيقة وحواري
طويلة، إننا في عالم قديم بأسلوب جديد، سبحان الله حيث علم الإنسان مالم يعلم.

- لوسمحت.
- تفضل أستاذ هل من خدمة.
- مساء الخير.
- مساء النور.
- لوسمحت، قبل أن يحين الليل، هل نجد سكناً في هذه العمائر ؟
- ممكن، كم عددكم ؟
- نحن أربعة فقط.
- أتبعوني.

سرنا خلفه، فدخل بنا من دهليز إلي آخر، ومن عمارة
إلي أخرى، حتى وقفنا أمام عمارة مكونة من ثمانية أدوار.

- أخ ماهو أرتفاع أعلى عمارة هنا في شبام ؟
- أعلى عمارة هو ستة عشر دور.
- ماشاء الله، تقريباً بأرتفاع خمسين متر، صح نعيم.
- أعتقد ياطارق، فالدور تقريباً ثلاثة أمتار.
- ممكن تدخلوا شباب كي تنظروا السكن.
- تفضل أنت أولاً.

كان محفوظ أخر من دخل، وكانت عيناه للخلف أي بإتجاه الحارة !

- ماذا بك يامحفوظ.
- شئ غريب أبوأحمد !
- وما الغريب .. أدخل محفوظ سنتأخر، نريد أن نصلي المغرب ونتعشى.

فدخل محفوظ وأختبأ خلف طارق.

- والله أبوأحمد كأني رأيت العجوز نفسها التي في سوق عدن.
- أي عجوز ؟
- العجوز المخيفة التي ضربها ولدها بائع التبغ.
- وأين هي ؟!
- كانت تنظر لي من بعيد ثم ذهبت ودخلت تلك الحارة.
- ربما أنت مشتبه.

فهمس طارق في أذن محفوظ.

- محفوظ !
- نعم طارق.
- عندي خبر يسرك.
- وماهو.
- أنا ألتقطت صورة للحارة، أعتقد العجوزالتي تمشي ببطئ موجودة بها.
- تتكلم بجـ..ـد !!
- لحظة أرجع الصور للخلف ونراها.
- نعم، والله إنها هي، أنظر أبو أحمد إنها العجوز الساحرة.

وما إن سمع الشاب اليمني الذي يصعد السلم الطيني كلمة
الساحرة حتى توقف ووجه انظاره إلينا بصمت !!! فسألته :

- نعم ماذا حدث ؟!
- لا.. لاشئ.. فقط أتبعوني، باقي دورين حتى نصل إلي غرف التأجير.

وإخيراً وصلنا إلي الغرفة طينية، إنها كبيرة وموحشة وغير
مريحة، ورائحة الشعر المحروق النتن تنبعث منها.


- هل عندك غيرك هذه الغرفة.
- فقط هذه المعروضة للإجار.
- بكم ؟
- بمئة دولار لليلة.
- كثير !!
- إنه سعر سياحي.
- وأين الحمامات ؟
- في أخر الدهليز، أمام المراوح.
- هل هي المراوح التي تصل بين المباني كالجسر ؟
- نعم.
- أشكرك.

قبل ان ينصرف الشاب ويقفل الباب، رمقنا بنظرة ثم ذهب.

المرشد الدولي
05-27-2009, 09:53 AM
- أبوأحمد.
- ماذا عندك نعيم.
- أنا لم أرتاح لهذا الشاب، إنه غريب الأطوار.
- وأنا مثلك.
- ماهذا، غرفة بمئة دولار وليس بها إلا أربعة وسائد وبساط.

طارق ينظر من خلال ثـقب بالباب.

- حتى الباب من النوعية الرديئة، أنظروا إنه به ثقوب كثيرة.

فأرتفع صوت آذان المغرب بالمنطقة.

- شباب، حي على الصلاة نريد أن نصلي.
- أحسنت نعيم، نريد أن نصل ثم نرتاح.
- والعشاء.
- لن ننسى العشاء يامحفوظ، بعد ساعة سننزل الساحة لنتعشى.
- أبوأحمد !! ماهو برنامج الغد؟


- نعم هذا هو السؤال المهم، إن شاء الله في الصباح نأخذ
جولة ثم نتوجه إلي سيئون.

بعد أن أدينا الصلاة أخذنا جولة بوسط الميدان العام
بشبام، ثم أكلنا وجبة العشاء ورجعنا إلي العمارة التي استأجرنا بها.

- أبوأحمد، هل هذا طبيعي.
- كان عندي نفس السؤال يانعيم، لماذا الإنارة بكل العمائر ماعدا عمارتنا.
- كأن شخص يراقبنا في الخلف !
- هل رأيت أحداً يا محفوظ أم أنت خائف.
- صدقني رايت شخصا ًيلاحقنا من السوق.
- صحيح أبوأحمد، أنظر لباقي العمائر، الحركة بها
مستمرة، أما عمارتنا كالمهجورة، أنظروا حتى الساحة
التي أمامها بدون أنارة.
- صدقت طارق، لأننا أستأجرنا الغرفة في النهار، ولم نكن نعلم بهذا.
- أوكي أبوأحمد، هذا غير معقول، العمارة فارغة وهادئة.
- ماذا تقصد ياطارق.
- أقصد إنها مهجورة ولايوجد مستأجرين غيرنا.
- لندخل ببسم الله ونتعوذ من الشيطان الرجيم، الأن لايمكننا
أن نفعل شئ سوى الدخول والنوم إلي أن يحين الصباح.
- كلام أبوأحمد صحيح، هل سننام بالشارع، الساعة
الأن الحادية عشر والنصف، أي قرب منتصف الليل.
- قولوا بسم الله ، أنتم رجال.

فتحرك محفوظ بسرعة ودخل بيننا، فصعدنا السلم الطيني
ونحن ننظر للأعلى وإذا بنا نسمع صوت رمي حجر من الأعلى مروراً بنا.

- ماهذا !!
- نعم طارق !
- هل رأيتم الحجر !!
- نعيم، أجعل محفوظ في الوسط، إنه يرتجف من الخوف.
- صدقت أبوأحمد، والله لا أقدر أن أرفع رجلي من الخوف.
- أنظروا إلي الأعلى شباب، هناك من ينظر إلينا !! إنها إمرأة.
- أين طارق !
- إنها هناك في الأعلى ! أنظروا لشعرها الطويل.
- هل رأيتها يامحفوظ ؟
- نعم !! والله سأموت !! دعونا ننام بالشارع !
- لماذا توقفتم أتبعوني، باقي دورين ونصل إلي غرفتنا.

المرشد الدولي
05-27-2009, 10:07 AM
- كم باقي كي نصل ؟
- نعيم ! فقط دورين ونصل، غرفتنا بالدور السادس.

الحجر مازال يتساقط حتى وصلنا إلي الدور المطلوب.

- أبوأحمد !! هل انت متأكد إن هذا هو الدور الذي نسكن فيه ؟
- لا أصدق ما أرى، نعيم أنت ترتجف !!
- أبو أحمد ! الخوف لايعرف كبير أو صغير، صدقني أحس بالبرد !

وإذا بالمفاجأة التي صرعتنا !!
ونحن على عتبات السلم المظلم نريد أن نمشي في الدهليز إلي غرفتنا !!
بسم الله !! إنها عجوز محدودبة الظهر، تمشي
بسرعة غريبة وبعض الماعز تمشي خلفها !!

- بسم الله الرحمن الرحيم !! كيـ..ف !! غنـ..ـم بالدو..ور السادس !!
- قلت لكم شباب دعونا ننزل إلي الشارع، النوم في الساحة أفضل من هنا!
- كلامـ..ك صحيح محـ..حـ..فـوظ !! حتى أنا سأمـ..وت !!
أحس إن بطني يخرج أصواتاً !! دعونا نرجع إلي السلم !!
بسرعة بسرعة !!!

عدنا للخلف إلي مدخل السلالم وإذا بـباب السلالم قد أختفى !!!

- أين الباب !؟
- لا أعرف ياطارق !! والله مصيبة لم أرى مثلها !!
- ما العمـ..ـل الأن أبوأحمد ؟
- نعيم هل غرفتنا بأتجاه اليمين أو الشمال ! أنا من الخوف فقدت ذاكرتي.
- أعتقد من اليمين.

فجأة !! أنفتح الباب الذي أمامنا بهدوء !
نحن نراقب من سيخرج !!
وإذا بشاب أعرج مجعد الشعر يمشى بعصاه نحونا !!
فسقطت قلوبنا في الأرض.

- ماذا يريد منا ؟! سأمـ..وووت شباب !! قلبي توقف !

فسقط محفوظ بين أيدينا فاقداً الوعي !!
ولحظات وإذا بالصبي الأعرج واقف أمامنا
ونحن متلاصقين كـكـومة القش ! فقال بصوت مبحـوح !!

- غرفتكم هنا في هذا الأتجاه .

الصبي يركض بعصاه إلي الأتجاه الأخر !!

- بسم الله الرحمن الرحيم ! هذا أنس أو جن !
- هذا لايهم الأن ياطارق !! نحن عالقين هنا وليس لنا إلا أن نتبع ماقال.
- تقصد أن نذهب إلي أتجاه اليمين !
- نعم، وهل عندك حل غير هذا !
- ونعيم ماذا نفعل به، إنه ثقيل !!
- هذا هو الحل الأن.
- كلام أبوأحمد صحيح، لنسحب محفوظ حتى غرفتنا.

سحبنا محفوظ من يديه حتى وصلنا عند باب يشبه باب غرفتنا.

- هل هذه غرفتنا ؟
- طارق !! أخرج المفتاح من بنطلوني وأفتح الباب.

فإذا بمحفوظ يتحرك وكأنه يستيقظ من غشوته، فوقف بيننا يسأل.

- ماذا حدث ؟ شباب !! أين نحن !!
- الحمد لله محفوظ وصلنا إلي غرفتنا، سندخل الأن.
- الحمد لله.
- بسرعة ياطارق !! أفتح الباب !
- أنا أحاول ! المفتاح يدور، لكن الباب لايستجيب !
- حاول بسرعة.

ومن بعيد !! لاح شبح العجوز صاحبة الماعز! وهي قادمة نحونا !

- بسرعة طارق!! الله يخليك العجوز قادمة !

- بسـ.ـرعة طـ..ـارررق ! أقتربـ..ت أقتربـت !!

فأنفتح الباب !!

- أدخلوا !! أدخلوا !! بسررررررررررعة !!

دخلنا جميعنا كالبرق !! ودفعنا الباب بظهورنا حتى أنغلق بقوة !
ثواني .. وإذا بصوت الماعز خلف الباب!!

المرشد الدولي
05-27-2009, 12:37 PM
- بسم الله الرحمن الرحيم، كل واحد يقرأ المعوذات بسرعة !!
- محفوظ أذكر الله !
- أنا سأمـ..وووت من البـ..بـرررد.. هل نحن في الشتاء ؟
- هذا الخوف اللي يقطع الجوف.
- طارق! هل هذا وقت مزاح، نحن في ورطة الأن.
- لنتصل بالشرطة ؟
- نحن لانعرف رقم شرطة اليمن حتى نتصل بهم.
- مارأيكم أن نتصل بشاهين.
- نعيم ! هل تعتقد شاهين سيساعدنا.
- على الأقل سنعرف رقم الشرطة.

فأتصلت بشاهين، لكن لامجيب.

- الحل عندي !
- محفوظ !! عندك حل !
- من النافذة.
- كيف ؟
- نطلب المساعدة من النافذة.
- صدقت محفوظ، هذا أفضل حل.

ففتحنا النافذة وصرخنا باعلى صوتنا، لكن لا مجيب.
فأستلقينا على الأرض من التعب والخوف وسبحنا في بحر النوم.

- شباب !! أجلسوا الساعة الأن السادسة ولم نصل الصبح.
- يالله ! أخخ.. ماذا تقول نعيم !! السادسة، إذا طلع نور الصباح !
- نعم.
- بسرعة شباب !! بسرعة ! لنصلي ونهرب من هذه العمارة المرعبة.
- محفوظ !! محفوظ !! سنذهب إلي سيئوووون !

أدينا الصلاة على عجل وخرجنا من العمارة مهرولين، حتى أصبحنا في الحارة.

- لعنك الله من عمارة شؤم.
- والله أنا أول نظرة لم أرتاح لهذه العمارة.
- وأنا مثلك ياطارق.
- بسرعة شباب، دعونا نعود للسيارة ونخرج من شبام.
- أبو أحمد ! أنت قلت سنأخذ جولة في شبام.
- لانريد ياطارق.. إنها مليئة بالسحرة والشياطين.
- والفطووور، نحن لم نفطر إلي الأن..
كيف سنذهب إلي سيئون وبطوننا فارغة من الأكل.
- محفوظ، ربما نجد بقالة أو مطعم على الطريق.
- هكذا أنا موافق.
- إذا بسرعة دعونا نذهب.

وما إن تحركنا خطوات.. طارق يصرخ بقوة .

- شباب أنظروا !!

قطيع من الماعز يخرج من العمارة التي كنا بها ويهرول بأتجاه الحارة.

- بسم الله الرحمن الرحيم، ماهذا طارق !! صور صور !!
- لا أعرف أبوأحمد.. هل تتوقعوا العجوز خلف الماعز ؟
- ربما.
- إذاً بسرررررعـ..ـة شباب إلي السياررررة !!

فبدأ سباق المراثون إلي السيارة ! وتحركنا مسرعين إلي سيئون.

المرشد الدولي
05-27-2009, 02:48 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/0486607d5c.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/acb0c98250.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/71c9a21e2b.jpg

المرشد الدولي
05-27-2009, 03:07 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/766d7e3861.jpg

المرشد الدولي
05-27-2009, 03:11 PM
بعد أربعين دقيقة ومازلنا في الطريق.

- كم باقي لنا ونصل أبوأحمد ؟
- أعتقد باقي القليل ونصل.
- لم نأكل يا أبوأحمد، أنت قلت إننا سنأكل في الطريق.
- الأن السابعة والنصف، أشهدوا شباب هذا وعد مني لمحفوظ.
- وماهو ؟
- أنك ستكون في أحدى مطاعم سيئون قبل الثامنة إلا ربع.
- كيف !! بعد ربع ساعة نصل سيئون !
- أنا لم أقل صباحاً أو مساءً.
- هههههه، ههههه.
- ماشاء الله أنظروا لهذا الجبل العظيم.
- كأنه قلعه فوق جبل.
- ماشاء الله سبحان الخالق.
- تخيل نعيم كيف أصبح هذا الجبل بهذا الشكل.
- أتوقع سيئون جميلة جداً، النخيل في كل مكان.
- النخيل تحيط بنا ! أنا كنت أتوقع أكثر النخيل عندنا فقط.
- أرض الله واسعة ياطارق، ويؤتي فضله من يشاء
بغير حساب، لكن نحن لانعرف هذه البلدان.
- صدقت نعيم، ياليت نسافر ولانتوقف حتى نصل منغوليا.
- منغوليا !
- نعم أبوأحمد، هذا البلد لم أرى عند أي برنامج في
أي قناة ولا مجلة تكلمت عنه ولا أي كاتب تحدث عنه.
- هل تريدون أن نتحدث عن منغوليا شباب ؟
- بإختصار لوسمحت.
- إن شاء الله حبيبي محفوظ.
- تكلم إلي أن نصل سيئون.
- أحمم. منغوليا شباب دولة محشورة بين روسيا في شمالها
والصين من الجنوب، وعاصمتها أولان باتور، وترتبط العاصمة
بالصين وروسيا بسكة قطار قديم لكن سريع، وأعتقد لديهم
رحلة واحدة اسبوعياً.
- دولة والرحلة واحدة اسبوعياً !
- نعم طارق.
- ألا يوجد لديهم طيران.
- يوجد طيران منغولي، ورحلاته فقط إلي طوكيو وموسكوا وبكين.
- أوكي أكمل أبوأحمد.
- ماذا قلنا أسم عاصمتها محفوظ ؟
- سهل، على وزن الفول السوداني.
- كيف ؟
- بينات باتور، أولان باتور.
- هههههه، ههههه، والله حلوة منك يامحفوظ، كل شئ
تربطه بالأكل، أنت عظيم يامحفوظ.
- أشكرك نعيم، أنا أقدس الأكل، لأنه يستحق التقديس، أكمل أبوأحمد.
- عاصمتها كما قال محفوظ أولان باتور، أبرد عاصمة في العالم، حيث تصل درجة الحرارة الي خمسين تحت الصفر.
- واوووو !! بجد أبوأحمد. صاروا مثل الدجاج المجمد.
- هههههه،ههههه. أرجوك محفوظ، صدقني إذ أستمريت هكذا سأموت.
- طارق، إذا توفيت أنت سنصبح ثلاثة، إذاً سيصبح فطورك
القادم في سيئون وإن شاء الله يكون كبدة في بطني مع خبز الملوح.
- ههههه،ههههه أرجوك محفوظ والله سأرمي نفسي من النافذة هههه،ههه.
- أكلم طارق أو لا.
- أكمل أبو أحمد.. ههه! هه!
- أولان باتور موطن جنكيز خان المشهور، ومعروفة
منغوليا بالمتاحف والأثار القديمة لعظماء المغول.
- لحظة أبوأحمد سؤال.
- تفضل محفوظ.
- هل صحيح إن جنكيزخان يحب الأكل وله بطن مثل بطني ؟
- ههههه، هههه، محفوظ ماذا بك، هل شربت شئ لانعلم به في شبام.
- يمكن شرب من حليب ماعز الساحرة.
- أرجوك أبو أحمد، إذا لم يتوقف محفوظ سوف..
- الحياة في أولان باتور رخيصة جداً وأسعارالفنادق شئ لايصدق،
فالأقامة لمدة خمسة أيام بمائتين دولار، وأهم معلومة
إن الشعب المنغولي يشرب حليب الحصان وقت الأفطار.
- حليب الأفطار !! يخخ.
- لا أصدق !! محفوظ يقول يخخ.
- طارق ! أسمع ماذا يقول أبوأحمد هم يشربون حليب حصان !
- وهل جربت حليب الحصان كي تقول يخخ !
- لا !

الكل لايتكلم، وبعد دقيقة نطق محفوظ.

- أبوأحمد !
- نعم.
- هل في اليمن أحصنة ؟
- نعم.
- وهل تبيع مطاعم سيئون حليب الحصان؟
- ههههه، هههههه، ههه ، والله كنا ننتظر أن تقولها ههههه،هه !

دمعة الاحزان
05-28-2009, 04:42 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
مو قلت العين اقوى من السحر خفت تجيك عيني مني <<تطمن مو حارة عيني
بصراحه قمة الابداع
وماتوقعت تكون اليمن بهالجمال الموصوف هنا
عوافي عليك ع القصه والافكار اللي عندك
وموفق دنيا واخرة

المرشد الدولي
05-31-2009, 08:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله



إخوتي الأعضاء والقراء الكرام



إنه ليشرفني أن أعود بقلمي وأكشف عن باقي أوراقي



وتحية قلبية إلي الجميع



أخوكم أبو أحمد



المرشد الدولي
------
--
-

المرشد الدولي
05-31-2009, 11:17 AM
- أعتقد هنا بداية سيئون.
- صدقت نعيم، أنظروا شباب كثرة الباصات السياحية، أغلبهم أجانب.
- واوو، لم أتوقع إن الأجانب بهذه الكثرة، إنهم في كل مكان.
- طارق، الأجانب يثمنون قيمة الأثار، ودائماً يبحثون
عن الحضارات القديمة، وخاصة حضارات الصحراء.
- الصحراء !
- نعم، فكثير من الممالك قد دفنت هنا ومذكورة
عندهم في الأنجيل كما ذكرت عندنا في القرآن.
- تقصد مثلاً أحداث عاد وثمود.
- نعم، فمعظم قصص الأنبياء متشابهة التفاصيل في الكتب السماوية.
- ماشاء الله.
- تصدقون شباب، حتى أدق التفاصيل ذكرت... مثلاً لحظة
الأمر من السماء لنبي الله موسى عليه السلام لرفع
نعاله عند دخول الوادي المقدس طوى، فقد جاء الأمر
بنفس الصيغة، لكن بلغة مختلفة.
- هانحن في سيئون.
- والله لا أصدق عيوني، ماهذه الطبيعة، أنا في حلم أو علم شباب.
- طارق ! أنا قلت لكم الحظ معنا إننا في ربوع اليمن.
- صدقت أبوأحمد.
- ماشاء الله.. كل مكان نخيل، والجبال محيطة بسيئون.. أنظروا للفلاحين.
- لم تـر شيئاً محفوظ، اليمن أرض الحضارات العجيبة.
- والله إنها كذلك، أنا كنت أفكر إن الهند فقط أرض
الحضارات، كل هذا في البلاد العربية.
- نعيم! إنت لم تـر إلا عشرة في المئة من خفايا اليمن !
- بجد !!
- نعم أنا أتكلم بجد.
- سبحان الله !
- أبوأحمد !
- نعم طارق.
- ما خطة الرحلة في سيئون.
- أولاً سننفذ وعد محفوظ ونفطر في إحدى المطاعم، ثم نذهب
لمشاهدة أثارها.
- وأهم أثارها قصر بلقيس.
- أحسنت.
- نعيم أنا عندي لك سؤال.
- تفضل أبوأحمد.
- عندكم بالهند عدة جسور صح ؟
- نعم.
- وفي العادة فريق كامل من الرجال والمهندسين يشارك في بناءه.
- نعم هذا هو المعروف في كل البلدان.
- أوكي شباب هل تصدقون رجل يبني جسر عظيم لوحده.
- لوحده !!
- نعم.
- وكيف أبوأحمد.
- نعيم، أريدك أن تخبر الهنود إن في العرب عظماء وعباقرة.
- تفضل من هذا الرجل.
- إنه صالح أو الأسطى صالح.
- صالح!
- نعم رجل فلاح يدعى صالح، كل يوم يجلس بين جبلين
في منطقة شهار ويفكر كيف تعبرالناس من هنا !

- وماذا فعل صلح الأسطى !
- لن تصدق ياطارق.
- ماذا فعل ؟
- قرية شهارعلى بعد مائتين كليومتر من صنعاء وفي منطقة
جبلية وعرة جداً، قام صالح ببناء جسر عظيم وخيالي سمي
بعد موته بأسم المنطقة بعد أن كانوا يسمونه بأسمه جسر صالح.
- أهاا.. هذا هو السبب ؟
- أي سبب يامحفوظ ؟
- نصف اليمنيين أسمهم صالح.
- ههههه، لا حبيبي، إنهم يسمون صالح بأسم النبي صالح عليه السلام.
- أوكي أبو أحمد أكمل قصة الأسطى .. تصدق أنسى إنه يمني،
لأن كلمة أسطى فقط عند المصريين.
- نعم حتى أنا عندما قرأت عن شهار وجسر صالح أستغربت.
- وماذا حدث بعد ذلك.
- بعد ذلك ياطارق صالح جن جنونه لأنه لم يصدق إنه بنى
الجسر لوحده فأصيب بإنهار عصبي وإنفصام في الشخصية وانتحر.
- نعم.
- وروج الناس إشاعات إن الجسر بناه صالح بمساعدة جيش من الجن.
- جيش الجن !
- ثم أنكر صالح معروفهم ورموه من نفس الجسر.

المرشد الدولي
05-31-2009, 11:52 AM
- بسم الله الرحيم، يمكن لصالح علاقة ببئر برهوت والزئبق الأحمر.
- كيف محفوظ.
- عرض عليهم زئبق احمر ليساعدوه في البناء وخانهم وقتلوه.
- يمكن.
- هههه ! محفوظ يقول أشاعة ويصدق نفسه هل تسمع نعيم.
- يمكن معلومة محفوظ صحيحة، كيف رجل يبني جسر لوحده !!
- أعتقد إنكم رأيتم صور جسر شهار، رأيناها في مطار عدن.
- نعم نعم، تذكرت أبوأحمد، رأيت صورة لجسر صخري عالي وخيالي.
- الأن نحن في وسط السوق، مارأيكم أن نفطر في هذا المطعم.
- القرار لمحفوظ، مارأيك محفوظ.
- إنه أفضل ممتاز في سيئون.
- كيف علمت إنه أفضل مطعم.
- طارق عزيزي، إذا رأيت زحمة عند أي مطعم، يعني هو الأفضل.
- ههههه، ههههه، والله إنك أفضل حكيم في الأكل.

دخلنا المطعم وتناولنا الإفطار اليمني اللذيذ، وعند خروجنا.

- أبوأحمد!
- نعم محفوظ.
- تكلم بهدوء كي لايسمعنا الرجل !
- أي رجل.
- تكلم بهدوء. إنه يسمعنا.

ركبنا السيارة .

- من الرجل يامحفوظ ؟
- بينما نحن نأكل، رأيت رجل يؤشر بيده نحونا، فذهب شخص
آخر وكلمه في أذنه، أنا أعتقد إنهم يلاحقوننا.
- هههه، ههههه، والله إنك مضحك يامحفوظ.
- لماذا ياطارق، أنا أريد أن أحذركم.
- هل تقصد الرجل ذو العمامة الخضراء.
- نعم !! هذا هو المجرم !
- ههه، هذا الرجل صاحب المطعم !
- صاحب المطعم !
- نعم محفوظ، إنه يؤشر على كل طاولة لم تدفع الحساب.
- أهاا ! الحمد لله.

سألنا عن الطريق المؤدي إلي آثار الملكة بلقيس، وإذا بطريقنا رأينا
منطقة مرتفعة وبها قصر جميل.

- هذا شباب على ما أعتقد حاكم حضرموت وهو الكثيري.
- إذاً قصر أميرهم.
- نعم، لقد كانت حضرموت مملوكة من قبل قبائل كثيرة، وكل
قرية أو منطقة يحكمها أمير.
- وصلت المعلومة.

دخلنا القصر والتقطنا بعض الصورة، وكذلك دخلنا بعض
الأحياء السكنية والتقطنا صوراً لها، ثم توجهنا إلي عرش بلقيس.

- سبحان الله، سيئون مليئة بالنخيل، إنه يهتمون بالنخيل أكثر منا.
- صدقت ياطارق، إنه يحبون النخيل، أنظروا للخضرة
التي تغطي المكان والجبال، والحقيقة إنهم يتبعون منطقة
صحراوية تابعة لجنوب الربع الخالي ومنطقة الأحقاف.
- سبحان الله.

المرشد الدولي
05-31-2009, 03:06 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/6d9657fef5.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/8b06efefe6.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/6d6013ca66.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/6a50a8ded2.jpg

المرشد الدولي
05-31-2009, 03:15 PM
- بسم الله الرحيم، يمكن لصالح علاقة ببئر برهوت والزئبق الأحمر.
- كيف محفوظ.
- عرض عليهم زئبق احمر ليساعدوه في البناء وخانهم وقتلوه.
- يمكن.
- هههه ! محفوظ يقول أشاعة ويصدق نفسه هل تسمع نعيم.
- يمكن معلومة محفوظ صحيحة، كيف رجل يبني جسر لوحده !!
- أعتقد إنكم رأيتم صور جسر شهار، رأيناها في مطار عدن.
- نعم نعم، تذكرت أبوأحمد، رأيت صورة لجسر صخري عالي وخيالي.
- الأن نحن في وسط السوق، مارأيكم أن نفطر في هذا المطعم.
- القرار لمحفوظ، مارأيك محفوظ.
- إنه أفضل ممتاز في سيئون.
- كيف علمت إنه أفضل مطعم.
- طارق عزيزي، إذا رأيت زحمة عند أي مطعم، يعني هو الأفضل.
- ههههه، ههههه، والله إنك أفضل حكيم في الأكل.

دخلنا المطعم وتناولنا الإفطار اليمني اللذيذ، وعند خروجنا.

- أبوأحمد!
- نعم محفوظ.
- تكلم بهدوء كي لايسمعنا الرجل !
- أي رجل.
- تكلم بهدوء. إنه يسمعنا.

ركبنا السيارة .

- من الرجل يامحفوظ ؟
- بينما نحن نأكل، رأيت رجل يؤشر بيده نحونا، فذهب شخص
آخر وهمس في أذنه، أنا أعتقد إنهم يلاحقوننا!

فرفع محفوظ رأسه ونفخ صدره وكأنه يستعرض مهاراته وحنكته .



- هههه، ههههه، والله إنك مضحك يامحفوظ.
- لماذا ياطارق، أنا أريد أن أحذركم.
- هل تقصد الرجل ذو العمامة الخضراء.
- نعم !! هذا هو المجرم !
- ههه، هذا الرجل صاحب المطعم !
- صاحب المطعم !
- نعم محفوظ، إنه يؤشر على كل طاولة لم تدفع الحساب.
- أهاا ! الحمد لله.

سألنا عن الطريق المؤدي إلي آثار الملكة بلقيس، وإذا بطريقنا
رأينا منطقة مرتفعة وبها قصر جميل.

- هذا شباب على ما أعتقد حاكم حضرموت وهو الكثيري.
- إذاً قصر أميرهم.
- نعم، لقد كانت حضرموت مملوكة من قبل قبائل كثيرة، وكل
قرية أو منطقة يحكمها أمير.
- وصلت المعلومة.

دخلنا القصر والتقطنا بعض الصورة، وكذلك دخلنا بعض
الأحياء السكنية والتقطنا صوراً لها، ثم توجهنا إلي عرش بلقيس.

- سبحان الله، سيئون مليئة بالنخيل، إنه يهتمون بالنخيل أكثر منا.
- صدقت ياطارق، إنه يحبون النخيل، أنظروا للخضرة
التي تغطي المكان والجبال، والغريب إنهم يتبعون منطقة
صحراوية تابعة لجنوب الربع الخالي ومنطقة الأحقاف.
- سبحان الله.

وصلنا إلي المكان المطلوب، إنه مابقي من عرش بلقيس
كما سماه اليمانيين أو قصر بلقيس، ولقد كان المكان مزدحما ًبالسياح الأجانب.

- ماشاء الله، إنهم بالمئات !
- تقصد الأجانب نعيم.
- نعم، أنظروا كم كاميرا تصور القصر.
- تعالوا لننظر إلي العرش من قريب.
- أبوأحمد أنا عندي اسئلة كثيرة .
- إذا بخصوص عرش بلقيس، فأعذرني.
- لماذا ؟
- طارق، أنا قرأت القليل عن عرش بلقيس، لكن
أعتقد أني سأستعين بمرشد سياحي ليستفيد الجميع.
- جميل.
- شباب، نسيت أن أخبركم إن باقي لدي مئتين دولار فقط من الميزانية.
- هذا ماتبقى لدينا ؟
- نعم نعيم وشاهين لايرد على أي أتصال.
- إذا التوفير يا إخواني، وخاصة أنت يامحفوظ.
- نعيم، أبتعد عني !

المرشد الدولي
06-01-2009, 10:04 AM
وإذا بنا أمام جمع غفير حول صرح عرش بلقيس،
وكأن صوتاً عربياً يلوح بين مجموعة من السياح المتجمهرين.


- هل هؤلاء عرب يانعيم.
- أعتقد ذلك، وكان المتحدث مصري الجنسية.


فأقتربنا وإذا كلام نعيم صحيح، إنهم طلاب مصريين، وكان
عددهم بالعشرات وأستاذهم يتحدث من علو فوق صرح
بلقيس، حتى أنضم لهم عدد من السياح والمرشدين السياحيين اليمانيين :


- كان النبي سليمان عليه السلام يتحدى الملكة بلقيس بعظمتها
وقوتها وشهرتها في ممكلتها بحضرموت، فأمر من حوله
من يأتيه بعرشها أي كرسيها، فقال له العفريت أي الجني
الذي كان بجواره : انا أحضره لك قبل ان تقوم من كرسيك،
وكان العرض الأخر من الوزير الأنسي على ما أعتقد أسمه
أصف : سأحضره قبل أن يرتد إليك طرف عينك، فأحضر
العرش وأستسلمت الملكة بلقيس بعد هزيمتها.


فسأله أحد تلاميذه الموجودين حوله.


- أوكي بروفسور محمود، كيف تم نقل العرش وهو يزن
مئات الكيلومترات أو ربما طن لمسافة بعيدة في هذه السرعة،
هل العملية علمية أو بالسحر ؟
- يا أبني أنا اعتقد إن عملية النقل تمت بالسحر، وهو نوع من القوة .


فسألت إحـد الطلبة.


- لوسمحت ؟
- نعم تفضل.
- هل أنتم في بعثة علمية.
- نعم.
- وهذا أستاذكم ؟
- نعم، هو البروفسور محمود، هو إستاذ علم الأثار والاحافير.
- أشكرك.



فخرجت من التجمهر ورجعت إلي أصحابي.


- شباب ؟
- نعم أبو أحمد.
- كل المرشدين السياحيين مجتمعين حول هذا البروفسور.
- إذا وجد الماء بطل التيمم.
- أنا معك طارق، لكن هل تصدقوني إذا قلت لكم إنه معلوماته خطأ.
- خطأ !
- نعم محفوظ، وأعتقد أني سأوضح لهم الأمر.
- لاداعي أبوأحمد، ماذا سنستفيد من إضاعة الوقت.
- نعيم ! تخيل مائة شخص أو أكثر يحصلون على معلمة
خطأ، ثم يرجعون إلي أهلهم وينشرون المعلومة.
- إذاً !
- سترون بأعينكم.
- نعيم !
- نعم طارق.
- مع أحترامي لأبو أحمد، هو فضولي جداً، وأعتقد إن
الفضول يؤدي إلي التهلكة والمغالطة.
- لنرى ماذا سيفعل.


وصلت قرب الأستاذ المتحدث وصعدت المسرح الحجري لبلقيس
وكان الجميع يراقبني بدهشة، وخاصة أصحابي !


- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- كيف حالك بروفسور محمود.
- الحمد لله، هل أنت أحد الطلبة ؟
- أنا سائح عربي وكنت موجود بالصدفة وسمعت بعض
كلامك عن نبي الله سليمان عليه السلام.
- حياك الله أبني.
- عندي بعض الأستفسارات إذا لم تمانع.
- تفضل.
- أنا عندي رأي آخر مع احترامي لما قلته.
- تقصد كيفية نقل العرش.
- وأكثر من ذلك.
- شئ جميل، أنا أحب أن اسمع الرأي الأخر، تفضل.
- أرجوا أن يسمعني كل الحاضرين هنا، هل يسمعني الجميع.
- نعم تفضل.

http://www.rida-alabdallah.net/apr09/32edaf7b50.jpg

المرشد الدولي
06-01-2009, 11:39 AM
من بعيد.


- نعيم. لنقترب ونرى ماسيحدث مع صاحبنا.
- لنقترب أكثر.


فأقترب محفوظ حتى وصل بالقرب مني، ملوحاً بيده مع أبتسامة
كبيرة تخبر الجميع إنه تابع لي.


- السلام عليكم.
- وعليكم السلام !
- مع أحترامي لما قاله البروفسور محمود، كل ماقاله خطأ !


فضج الجميع، فقال الدكتور بصوت مرتفع.


- كيف خطأ ! هذا ما أتفق عليه المؤرخون وما قاله القرآن والأنجيل.
- نعم دكتور، نحن فهمنا القصة هكذا لكن الحقيقة غير.
- وما هي الحقيقة ؟
- أنت قلت أن النبي سليمان أراد الهيمنة على أملاك الغير
وإحضار عرش الملكة بلقيس ليكسر بأسها، صح أولا ؟
- نعم.
- هذا ليس من أخلاق الأنبياء الذي بعثوا لنشر مكارم الأخلاق
ونحن نؤمن بنبوة سليمان عليه السلام ولا نتوقع أن تصدر
عنه أفعال تنافي مقام النبوة.
- لكن بينهما تحدي !
- لكن ليس كما فهمت أنت سيدي.
- إذاً .
- عزيزي، كان النبي سليمان أو الملك كما قال عنه القرآن الكريم
يتخذ من القدس عاصمة لدولته، وكان في مملكته المترامية الأطراف
أمهر النجارين والحدادين والصناعين، وهؤلاء لا تنقصهم الخبرة
في صنع كرسي للملك شبيه بعرش بلقيس الذي وصفه الهدهد
الفصيح، أنت معي دكتور؟
- نعم معك.


كان البروفسور يتصبب عرقاً والطلبة ومن معهم كانوا متحمسين.


- وهذا العرش أو الكرسي الملكي لا يحتاج أكثر من قطع خشب
ومسامير وأنواع مختلفة من الزخرفة، فلماذا يلجأ لسرقة العرش،
ولماذا يعرض نفسه لموقف محرج وغير أخلاقي، في حال أخبروا
الملكة بلقيس أن عرشها قد تم اختطافه من قبل النبي سليمان الذي
يدعي النبوة والأخلاق !!
- أحسنت أبوأحمد !
- محفوظ لاتصرخ !
- طيب.
- حكم النبي سليمان عليه السلام بلاد الشام وماجاورها قبل الميلاد
بسبعمائة وخمسين سنة تقريباً، وكانت إحدى أكبر دولتين مشهورتين
في ذاك الزمان، والأخرى في جنوب الجزيرة العربية وتسمى
بمملكة سبأ العظيمة بقيادة الملكة بلقيس، التي تعبد الشمس من
دون الله، فأراد النبي سليمان عليه السلام أن يوصل رسالة إلي
تلك الملكة المتباهية بمملكتها الخضراء الجبلية ويبين إن هناك
أختلافات عقائدية كبيرة وكيف يوصل الحقيقة لها.


فتبسم الدكتور محمود لكلامي وأعطاني إشارة كي أكمل كلامي.


- إخواني، القصة تحتاج إلي تأمل وتدقيق في الألفاظ، لأن القرآن الكريم
يتكلم الفصحى ويحتاج إلي تعمق في التفكير، وأن لاتؤخذ سطحياً
كما هي والحقيقة التي وصلت إلي عقول البشر أنقسمت إلي
فهمين، هل أنت معي محفوظ ؟
- نعم أكمل أبو أحمد.
- أناس أختلفوا في في طلب الملك سليمان عليه السلام،
وناس أختلفوا في طريقة إحضار طلبه.
- أعد ابو أحمد.
- إن شاء الله نعيم.
- الأمم التي أتت بعد تلك الحقبة وأقصد بها بعد الميلاد، فهمت
طلب نبي الله سليمان على وجهين، فالبعض فهم إنه يريد
إحضار عرش بلقيس في الحال، فقال أمير الجن أنا أحضره
قبل أن تقوم من مكانك، لأن الملك كل ساعة زمان ييقف ويرجع
مكانه كالرياضة بسم الله الرحمن الرحيم
: قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّيعَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ،
ثم أراد الملك أن يرى قوة أمير الأنس وهو وزيره آصف بن برخيا،
فقال إنه سيحضره قبل أن يرتد طرف عين الملك، بسم الله الرحمن الرحيم
: قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ،
هل الجميع معي على الطريق ؟
- نعم أكمل !
- والفهم الأخر إن الملك يريد صنع كرسي شبيه بعرش بلقيس
التمام بالتمام كما وصفه الهدهد، ليفاجأها كنوع من التحدي،
فعرض وزير الجن قوته وسرعة بناءه للكرسي
وكذلك فعل وزير الأنس إنه الأسرع !

المرشد الدولي
06-01-2009, 12:25 PM
- نعم أكمل أكمل بني.
- المعلومة الثانية من القصة، إن هناك إختلاف في فهم كيفية
إيصال العرش من اليمن حتى فلسطين ! فالبعض قال إنه
بالسحر، والبعض قال بالمفهوم العلمي تحول المادة إلي
طاقة لتحقيق السرعة ثم إعادة الطاقة إلي مادة عند الوصول،
والفهم الأخير والذي أؤمن به وكذلك يفعل معظم المسلمين إنه بالمعجز الألهي.
- ولكن كيف يحصل النقل بهذه السرعة !
- عزيزي الدكتور، أنا أرى إن المعجز لاينافي العقل أحياناً.
- كيف ؟
- مثلا حمل مريم عليها السلام بدون زوج، والعلم حالياً ممكن
أن يهب أي سيدة طفلاً بالأستنساخ وبدون زوج !
- وما تفسيرك كيف كانت عملية النقل، هل تعلم كم وزن الكرسي ؟
- حتى لو كان بوزن جبل، فالله سبحانه أعرج بالنبي
محمد صلى الله عليه وآله بكامل جسده ونعله على ظهر وسيلة
نقل سريعة وهي البراق، ثم أسرى به إلي السماء بنفس الوسيلة .
- ولكن السرعة كما قال آصف قبل أن يرتد إليك طرفك، أي ثواني !!
- حتى لوكانت ثواني، ألم يكتشف الإنسان النضرية النسبية،
وحركة نقل الأجسام بسريعة وأنتقالها من مكان إلي مكان
وتأثيرها في الزمن والعمر.
- نعم.
- هكذا فعل البراق وبسرعة خارقة جداً جداً نقل النبي في
وقت قصير إلي المسجد الأقصى ثم إلي سدرة المنتهى، وهكذ
ا أيضاً فعل آصف بن برخية بلا تشبيه ونقل الكرسي في ثواني
إلي فلسطين... لكن نسيت يادكتور باقي الأية الكريمة التي قالت،
عنده علم من الكتاب !! أي لدية أرضية ومفاتيح من علوم السماء
تجعله يحتمل ذلك، فما بالك من عنده علم الكتاب بأكمله.
- وما هذا أيضاً ؟
- أقرأ القرآن وأبحث في الكتب التي لديك وستعرف من عنده علم الكتاب.
- سبحان الله، كي يوجد شخص يحمل علم باضعاف مالدى
آصف بن برخية، هذا سيملك الأرض ويتحكم بها.

فأقترب مني الدكتور وشكرني.

- أشكرك على ما أبدعت أبني والله أول مرة أسمع هذا الكلام في
حياتي ولم أكن أعرف إن شخصاً يحمل أضعاف تلك القوة،
مع أني اتمنى أن تقول أسمه.
- دكتور، كلنا نطلب العلم، وأنا فقط قارئ ورمى بما قرأ أمامك،
فأعذرني لأنصرف، وهذا حجة لك كي تبحث من صاحب علم
الكتاب الذي ذكره القرآن الكريم.
- سأفعل إذا رجعت إلي مصر، وأشكرك مرة أخرى.. أها ..
أنا لم اعرف لما أنت هنا في اليمن ؟ صحيح، ماذا تفعل باليمن.
- أنا ذاهب إلي بئر برهوت.
- برهوووت !!

فتغير وجه البروفسور.

- تقصد برهوت بئر الجن ؟
- نعم.

المميزة
06-01-2009, 07:37 PM
يعطيك العافية اخوي ع هالمعلومات
يسلموو
في انتظار بقية الاجزاء

المرشد الدولي
06-03-2009, 09:33 AM
فتغير وجه البروفسور.

- تقصد برهوت بئر الجن ؟
- نعم.
- لو سمحت يا أخ !!

وإذا به أحد الطلاب يناديني.

- نعم أخي.
- أنت قلت قبل قليل إن المفهوم الأول هو في سرعة صنع الكرسي.
- نعم.
- إذا أنت تقصد إن الكرسي لم يحضر من اليمن، بل صنعـوه بالقدس.
- نعم هذا المفهوم الأول.
- وكيف يتم صنع كرسي كبير كعرش الملوك بطرفة عين.

- سأوضحها لك.

فرجع البروفسور ووقف بيننا مستمعاً من جديد وكذلك فعل أصحابي.
- أسمع أخي، لقد طلب النبي سليمان عليه السلام من المقربين
منه هذا الطلب أيكم يأتيني بعرشها أي أنه يحضر لأستقبال
الملكة بلقيس وليفاجأها بعرش مثل عرشها، فقال لوزيريه من
منكم يقوم بالمهمة ولأوضحها أكثرمثل أن يقول وزير الرياضة
للاعبين من يأتيني بكأس كوريا للكاراتيه، هو يقصد أن يحصد
البطولة وبيده الكأس لا أن يسرقه أي ربما كأس آخر لكن يمثل
البطولة، هل اقتربت الفكرة ؟
-نعم أقتربت.
-وتعرف أخي أن القرآن يتكلم بالفصحى، أي منكم يأتيني
بعرش بلقيس، أي يصنع مثله مائة بالمائة قبل حضورها ليبهره
ا عليه السلام، حتى حضرت ورأته بأستغراب وسألها النبي أهو
عرشك، فقالت كأنه هو، والكاف هنا تشبيهية وتعود للعرش، أي



هو وأنا غير متأكدة.


- أوكي أخي، ماذا قلت أسمك ؟
- أبو أحمد.
- أبوأحمد، وما المقصود بطرف هنا، كيف يصنع النجار والحداد
العرش وبأمر من آصف بن برخية قبل أن يرتد إليه طرفك.
- سؤال جميل.. أسمع أخي، نبي الله سليمان عليه السلام أرسل
أستخباراته ورجاله كي يبحثوا في الأمر ويعرفوا بقرب وصول
الملكة، وكانت الأشارة هنا تشير إلي طرف الشئ، مثلا طرف
ثوب الرجل باللغة الفصحى تعني أثره، وطرف العين أي رسول الشخص.
- لم أفهم ماقلت في الأخير ممكن توضح.



فقاطعنا طارق.

- أعتقد محفـوظ فهم ماقلت، ممكن تعيد الشرح محفوظ،ههههه،هههه.
- أنا أوجه الأجابة إلي أبوأحمد، تفضل اكمل أبوأحمد.
- سأكمل وساوضح أخر فقرة، أسمعوا شباب، طرف العين
أي الشخص الذي يكون طرفاً لعيونك ليتقصى الأخبار، كالمخبر
والرسول، فكان النبي سليمان عليه السلام ينتظر رجله الذي
أرسله وهوطرف عينه، فقال له آصف بن برخية سأصنع الكرسي
قبل أن يعود رجلك أي طرف عينك وقد يستغرف هذا وقتاً قد يكون لأيام.
- وما قصة هذه الأعمدة الخمسة.
- على ما أعتقد إنها أعمدة الشمس والحياة، فالرقم خمسة مقدس عند
السبئيين كما ينظرون لأصابع اليد، فالأيام عندهم فقط خمسة،
ووزراء الملكة خمسة، وتلك الأعمدة ترمز إلي المدد الذي يأتي من
أشعة الشمس إلي الأرض، فيبدأ الأول بتغذية عرش الملكة والثاني
للماء والثالث القوة والرابع الهواء والخامس النور وهوالعلم.
- آه.. والله أعجز عن شكرك، أنا مستمتع بالحديث معك.
- وأنا أحييك.

فمسك بيدي البروفسور وقال لي:

- هل أنت متأكد إنك تريد الذهاب لتلك البئر ؟
- نعم.
- وهل تعرف ماهي المخاطر التي ستواجهك؟
- متوقع ولست أعرف، وهؤلاء هم رفاقي في الرحلة.
- كونوا حذرين ولاتتسرعوا في أتخاذ القرارات، فأنتم من القلائل
الذين حاولوا دخول البئر، فأرجوا الحذر، وأتمنى لكم التوفيق.
- إن شاء الله.
- أنت أغرب شخص أواجهه في حياتي !!

فمسك بذراعي وعانقني بحرارة ثم أفترقنا وتحركنا إلي السيارة.

المرشد الدولي
06-03-2009, 09:41 AM
- شباب ؟
- نعم أبوأحمد.
- باقي دقائق ويؤذن لصلاة الظهر، مارأيكم أن
نصلي ونتحرك إلي وادي حضرموت.
- أيواا !! أخيرا سندخل وادي حضرموت.
- طارق، لاتستعجل الأمور، أعتقد إننا سنحتاج
ثلاث ساعات حتى نصل وادي المسيلة ثم حولها سنبحث عن قرية نتعة.
- وإذا وصلنا نعتة ماذا نفعل.
- حبيبي محفوظ، أسمها نتعة، وهناك آخر الجولة.
- وماهي آخر الجولة ؟
- سنجد البئر المطلوبة.
- بسم الله الرحمن الرحيم، تقصد أبوأحمد هي بئر الجن كما قلت سابقاً.
- نعم محفوظ، إنها بئر الجن أو مملكة الجن كما سموها
القداما من الحميريين والمهرة وسكان الأحقاف.
- لا أعرف ما أقول، لكن أحس برجفة في أقدامي، وكأن بطني يجري.
- ههههه، أكيد هذه مكيدة منك يامحفوظ، بطنك يجري !!
- والله أنا لا أمزح طارق، فقط أريد الحمام.
- قل من الأول محفوظ !!
- نعيم بجد أول مرة أشعر بالخوف من داخلي قلبي.
- إن شاء الله كل شئ سيسير على خير، أنت أقرأ المعوذات ولاتخاف.

ركبنا السيارة.

- نعيم أفتح الدرج، أرجوك تأكد من أنبوبة الزئبق.
- مازالت موجودة ؟
- الحمد لله.

وما إن أشعلنا السيارة حتى مشت لبضعة أمتار وتوقفت الماكنة !!!!

- ماذا حدث شباب !؟
- ماذ أبو أحمد ؟
- لا أعرف شئ غريب.. السيارة كانت بحالة جيدة والأن توقفت.
- حاول وشغلها أبوأحمد.
- ها أنا أحاول نعيم، لا أعرف مابها، غريبة الوقود في ربع الخزان.

حاولنا جهدنا لتشغيل السيارة، لكن دون جدوى، فطلبنا المساعدة
من إحدى سائقي الباصات السياحية المتواجدة بكثرة
في منطقة بلقيس، ففحص الماكينة لعدة دقائق .

- إخواني، مصيبة !!
- ماذا أخي ؟
- فحصت كابس البنزين الخلفي فوجدت الماء يخرج من ماسورة البنزين !
- ماذا يعني !
- من أين عبأتم البنزين ؟
- من آخر محطة بنزين في الطريق.
- وهل واجهتم مشاكل بالطريق.
- لا !
- أعتقد إن أحدهم وضع الماء في خزان الوقود.
- كيف !!
- هل أنت متأكد ؟
- نعم.
- وماالعمل الأن ؟
- السيارة تحتاج ليومين أوثلاثة كي ترجع إلي السابق.
- والله مشكلة !! كيف العمل شباب.
- أبوأحمد، صراحة لم أكن أتوقع إنهم سيعبثون بالسيارة.
- وأنا مثلك يانعيم.
- أخ ؟
- نعم.
- هل نستطيع أن نستأجر سيارة.
- نعم، أذهبوا داخل سيئون وستجدون من يؤجر باصات وسيارات صغيرة.
- إذاً هذا الحل شباب، بسرعة لنذهب إلي سيئون ولنترك السيارة لشاهين.
- أحسنت طارق، هذا هو الحل !

المرشد الدولي
06-03-2009, 12:47 PM
- لكن ماذا نفعل بالمعدات والشنط ؟
- سنستأجر سيارة لنقلهم معنا إلي سيئون.


أستأجرنا سيارة لنقل معداتنا كاملة وأستقلينا سيارة أجرة وساعة وأذا بنا بسيئون.


- أرجوك حاول أن تجد لنا سيارة جيب.
- أخي قلت لك لايوجد إلا هذه، الجيب فقط تجده في عدن وصنعاء.
- والعمل الأن شباب.
- أمرنا لله، نأخذها.
- لكن شكلها قديم ولا أعتقد إنها ستواصل معنا.
- لاتخافوا، أنا أضمنها لكم، الماكنة قوية ولاتحتاجون
في طريقكم إلي سيارة لدخول الرمل على حسب كلامكم.
- نعم، نحن سألنا فقالوا إن الطريق حصوي.
- إذا توكلوا على الله.
- أمرنا لله، أين المفتاح.


أستأجرنا باص صغير لنقل المعلمات والعمال من النوع القديم،
فنقلنا معداتنا وحقائبنا وتوجهنا إلي عمق وادي حضرموت في جنوب سيئون.


- هل سنذهب مباشرة إلي نتعة ؟
- لا ياطارق، سمنر أولاً بتريم ثم عريات وفقمة.
- فقمة !!
- نعم محفوظ، ثم سنتوجه إلي منطقة قبر هود عليه السلام
ثم مراخي حتى وادي المسيلة شرق جنوب.
- واوو !! كل هذه القرى والمدن. أنت قلت فقط ساعات ونصل.
- لا أعتقد ياطارق، أي نعم الطريق معبد حتى المسيلة،
لكن بهذه السيارة التي لاتزيد سرعتها عن سبعين كيلومتر، سنصل في نصف يوم.
- وماذا عن تريم ؟
- طارق عزيزي، أنا دائماً أقول لكم أنتم أسعد ناس في هذه الأرض.
- لماذا ؟
- لأنكم في اليمن ورأيتم وسترون المزيد.
- وماذا عندك أبوأحمد عن تريم.
- سأتكلم عن مدينة تريم حتى نصلها.
- تفضل.
- تريم إخواني مدينة المساجد والعلماء.
- المساجد !
- نعم محفوظ، فيها أكثر من ثلاثمائة وخمسون مسجد،
أي كل خمسين متر مسجد.
- أعتقد إنك خرفت يا أبوأحمد، كل خمسين متر مسجد !
- والله لا أدعي من عندي يانعيم.
- أسف على كلمتي.
- عادي، أعرف إنك تمزح.
- دعوه يكمل شباب.
- أخخ ياطارق، أتمنى كوب شاي أخضر لأكمل.
- تخيل أنك تشرب الشاي.
- المهم شباب مدينة من عواصم سكان الاحقاف والمهرة
وقد أشتق أسمها من أسم ملكها تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر،
ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وكانت في يوم من
الأيام، عاصمة منطقة حضرموت قاطبة، وكان الوالي عليها لبيد بن زياد الأباضي.
- الأباضي!
- وأهم معلومة أشتهرت بها تريم مأذنة مسجد المحضار.
- وماذا الغريب في هذه المأذنة.
- ياطارق، تخيل المساجد التي قلت لكم إنها تغرف مدينة تريم.
- نعم.
- تخيل مأذنة مسجد المحضار بأرتفاع ثلاثمائة وثمانين متر.
- واووو !!
- وتطل على كل المدينة وترى كل المآذن حتى يراها الناظر كالشموع.
- ماشاء الله، أتمنى أن أصعد تلك المأذنة.
- هل سهل الصعود إلي تلك المأذنة أبوأحمد.
- حبيبي محفوظ، الصراحة .. أتوقع إنها قديمة وسلالم
المأذنة ستكون صعبة وعالية، إذا الجواب صعب الصعود إلي القمة.
- ماذا تقصد محفوظ، هله تنوي أن تصعدها.
- والمانع ياطارق.
- والله إن صعدت المأذنة ستسقط، أخبره أبوأحمد أن لديهم وزن محدد.
- نعم محفوظ، كلام طارق صحيح.
- من أخبرك ياطارق ؟
- يوماً كنت أنتظر دوري في حلاق بالقطيف وقرأت المعلومة من مجلة.
- وكم الوزن المطلوب.
- عندي لك حل يامحفوظ، أعمل ريجيم حاد، وإذا نزل وزن تصعد.
- ههههه، ههههه، أتخيل محفوظ سيعيش في تريم لعدة سنين.
- هههه، صدقت يانعيم.
- أوكي شباب، دعوني اكمل الحديث عن تريم.
- أسف، تفضل أبوأحمد.
- أشتهرت مدينة تريم بالمكتباب القديمة والقيمة، وأشهرها
مكتبة الأحقاف التي تحتوي على أكثر من خمسة الاف مخطوطة قديمة ومهمة.
- ماشاء الله ، كل هذا في تريم.
- وأزيدكم معلومة، تريم مشهورة بمرابط العلماء الصوفية
الشافعية، وتعتبر من معاقل الصوفية وأشهر رباط بها هو
رباط دار المصطفى، والاف الطلبة من شتى بقاع العالم
يحضرون إلي هنا لتلقي العلم.
- صراحة اليمن كنز لم يكتشف.
- صدقت نعيم كنز لم يكتشف.

المرشد الدولي
06-03-2009, 12:56 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/6e5576488a.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/7bc557f7fd.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/2f0a495acc.jpg

المرشد الدولي
06-03-2009, 02:35 PM
1-10 عريات ... بوابة الشر


أمضينا وقتا ًجميلاً في مدينة تريم، حيث أدينا الصلاة في مسجد
المحضار المشهور، وتناولنا وجبة المضبي بالطريقة الحضرمية
الأصيلة، ثم جرى حوار قوي وجرئ مع أحد الشيوخ أعتذر
عن البوح به، وأخيراً وقبيل المساء بدأنا مشوار عريات.

- ماشاء الله، الطريق مليئ بالنخيل، هل التمر اليماني لذيذ مثل تمرنا.
- أكيد طارق، كل تمور الدنيا لذيذة، وهذه ميزة أعطاها الله النخلة.
- أنا عندي معلومة.
- ماشاء الله، تفضل محفوظ.
- أنا أتوقع أن النخلة التي أكلت منها مريم بنت عمران ليست
كنخيلنا بالسعودية، الخلاص أو البرحي، صح طارق ؟
- نعم أعتقد ذلك.
- إذاً يوجد نخيل نحن لانعرفها في الدول العربية مثل اليمن
وليبيا وفلسطين ومصر، ونفكر إن تخلينا هي الأحلى.
- ماشاء الله عليك محفوظ.
- شكراً نعيم.
- ألتفاتة جيدة منك يامحفوظ ! كلامك ينطبق مع المثل الأجنبي
فراج إن ذا ويل، أي بالعربية ضفدع في البئر أو البحيرة.
- وماقصته يا نعيم.
- يقال إن ضفدعاً يعيش في بئر مهجورة، وكل يومه سعادة
ونعيق إنه أسعد ضفدع، ولا يوجد بئر إلا بئره في
الوجود، وكل ماحولة صحراء.
- مثل ماذا ؟
- بعدما كبر جسمه وقويت عضلاته، قفز خارج البئر ومشى خطوات،
حتى وجد إن حوله بحيرات وأنهار وإن تفكيرة كان مخطئاً.
- ماشاء الله نعيم، قصتك بها عبر عظيمة أن فكرت وتعمقت بها.
- أشكرك أبوأحمد.
- الله الله بدأ الحكيم نثر الددر.
- هذه القصة أخبرني بها أبي يا طارق.
- أنت محظوظ يانعيم.
- لماذا تقولها وأنت حزين يامحفوظ.
- أنا لم أتذوق طعم الأبوة.

وفجأة !! العجلة الخلفية أنفجرت وتوقفنا بالسيارة في جانب الطريق !

- أنظروا شباب! لقد أنسلخ جلد العجلة.
- ماذا تريد من سيارة قديمة وعجلات عديمة الفائدة.
- وما الحل الأن؟
- نركب عجلة الأحتياط.

أستخرجنا العجلة الموجودة أسفل السيارة، والمفاجأة الأخرى كانت بأنتظارنا !!

- يالله، كيف لم نتأكد إن العجلة الأحتياط مثقوبة.
- هذا خطأ كبير لم نفكر فيه.
- والعمل نعيم.
- أبوأحمد، ليس لنا إلا الأنتظار لطلب مساعدة من السيارات المارة.
- سندخل في وقت الليل إذا بقينا هنا.
- ماباليد حيلة.

كل السيارات ترفض الوقوف لنا حتى جن الليل وأظلمت الدنيا في وجوهنا.

- دعونا نصلي شباب وسيفرجها الله.
- أحسنت طارق، هذا أفضل حل.

صلينا المساء والعشاء قصراً ثم أنتظرنا بداخل السيارة.

- أنظروا شباب، أعتقد هناك نور داخل هذه المزرعة، يمكن
أن نذهب ونطلب المساعدة.
- لكن من سيبقى في السيارة.
- محفوظ !
- أنا لن أبقى، هل أنت مجنون طارق !
- أفضل من المشي في الظلام بين النخيل والأشجار.
- ماذا قلت يانعيم.
- أبو أحمد، أرجوك أخاف البقاء لوحدي.
- إذا الحل شباب أن نمشي في خط واحد ومحفوظ بيننا.
- الأن ؟
- أكيد نعيم الأن، ليأخذ كلاً منكما جوازين في جيبه، وأنا
سأضع أنبوبة الزئبق في جيبي.
- وماذا سيأخذ محفوظ ؟
- أحمد الله ياطارق أن قدماي ستحمل جسمي وهذا يكفي.
- لاحول ولاقوة إلا بالله !
- هيا شباب، لنبدأ.
- توكلنا على الله، بسم الله الرحمن الرحيم.

المرشد الدولي
06-03-2009, 03:17 PM
مشينا في خط مستقيم، فكنت أنا الأول ثم محفوظ ثم نعيم وفي الأخير طارق.


- شباب ! الهدوء ! سندخل النخيل.
- أي نخيل ! قل الغابة.
- أوكي كما تريد ياطارق الغابة !
- ماهذا الصـ..وت !!
- لاتخاف يامحفوظ، إنه صوت الجنادب !
- ولمـ..اذا جنادبهم تصـ..رخ هكـ..ذا، كأنه بلعت صافـ..رة !!
- إننا في أول الطريق، محفوظ، ماذا أقول أنا في الأخير.
- ساعـ..ـك الله !! ياطا..طـ..رررق ق !
- والله أخاف أنك ستموت يامحفوظ، الأفضل لك أن تسكت !
- شباب !! شباب !! أنظروا كأن هناك من وقف قرب سيارتنا !!
- نعم أنظروا تلك ملامح العجوووووز !!
- حـ..رام عليكم سأموت !! بطني يخــ..رج أصوات !! أريد الحمام.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- صحيح أبوأحمد كأنها العجوز التي في الصورة، إنها واقفة عند السيارة.
- الله يستر، نحن تحركنا ولايمكن لنا أن نعود، دعونا نصل
إلي مصدر النور، أعتقد مئات الأمتار ونصل.
- تقصد مئـ..ـات الأمتار وأمـ..ـوووت أنا نا.. بينكم !
- محفوظ !! الله يخليك تماسك.


وإذا بشئ يمشي معنا من خلف الأشجار، ويوازي طريقنا في نفس الأتجاه !!


- ما ما .. هـ.. ذا شباب !! شئ !! هناك شـ..ئ يمشي معنا !!
- أبو أحـ.. حتى أ أنـ..ـت ستموووت من الخـ..وف ما..ذا ذاا.


ثم مر هذا الجسم الغريب من أمامنا !! وكأنه يحاصرنا !!


- أرجوكم توقفوا !! كأني فعلتها !!
- ماذا فعلت ؟!
- لا أعـ..ـررف فف !! كأن شيئاً يسيل بين فخـ..خـ..خذي !!
- هل ووسخت ثيابك ؟
- لا أعرف نعـ..يم ! والله قلبي يممششيـ..يي على
الأرض من الخـ..,ووووف ! ماهذا الذي يحاصـ..ـصـ...صـ..رررنا !!
ياربي أرريييد أن أمـ..ـموو..موو..ماذا أفعل لاتخرج التاء !!
- أبو أحمد سيموت محفوظ ! أنظر شئ يسيل على سيقانه !
- نعيم ! ماذا أفعل، ربما تبول !! وأنا خائف أيضاً !


وفجأة !! رأينا هذا الجسم الغريب وبسرعة خارقة !!
يتسلق الشجرة التي أمامنا وكأنه طلقة !! حتى أختفى عن الأنظار.


- وما العمل الأن ؟ لقد أقتربنا من النور!
- نواصل شباب، أنا خائف !! كأن شئ يلاحقني من الخلف !!
- أصمد طارق وأقرأ المعوذات.
- والله قرأتها ولم أدع شئ لم أقرأه !
- باقي القليل !
- ياليتني جلست في بلدي كان الحال أفضل !! سأموت !!



وإذا بطلق ناري قوي ومتكرر!!
وكأنه صوت رشاش ينطلق من المنطقة التي أمامنا !
حتى أسقط قلوبنا أرضاً !


- يا الله !! الله !! الطف بنا يا الله !!
- مـ..ن ! مـ.ن ! أبو أحمد ماهذا ذا الصـ..وووت !!
- إنه رشـ..ـاش..ششش! رشاش يانعيم !!


وفجأة غير متوقعة !! سمعنا صوتاً لإنسان يصرخ !!


- من هناك !! أنتم توقفوا وإلا والله سنطلق النار !!
- توقفوا !!!!


ثم أطلقوا النار من جديد !! أصوات طلقات النار ترتعد
لها الصخور الصلبة !! إنهم مدججين بالرشاشات !!
وحالنا لانحسد عليه !! فقط أجسام واقفة بدون دم في العروق !!
عيوننا مفتوحة !! وشفاهنا ذابلة !! حيث الموت وقع علينا !!


- توقفوا ياكلاب !!! بدون حركة !!


لم نمشي ولاخطوة !! ولم ننبس ببنت شفة !! فظهروا أمامنا !!


- صالح فرق بينهم !
- نعم سيدي !


إنهم رجال يمانيين مسلحين ! حاصرونا ! حتى أصبحنا بينهم كالأرانب.


- سعد !
- نعم سيدي.
- فرقوا بينهم !! فرقوا !! الحبال !! أين الحبال ؟
- أربطوهم ووالله أي واحد يتكلم، الرصاص سيكون الجواب الشافي !


وفجأة !! وأمام الجميع !! سقط محفوظ بيننا فاقداً الوعي !! وبعينان جاحظتين !!

الاحساس المرهف
06-03-2009, 09:01 PM
القصة كل يوم تحلى
بانتظار التكملة
تحياتي

المرشد الدولي
06-06-2009, 09:19 AM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/e6e6540edf.jpg

المرشد الدولي
06-06-2009, 10:13 AM
بعد ساعتين من أقتحام المزرعة .

- تفضلوا، كل يامحفوظ أنت لم تأكل شيئاً.
- أشكرك عم مهيوب، والله من الشبعة أحس إن المضبي سيخرج .
- أسمي مهبوب وليس مهيوب !
- أسف عمي لأنه قريب من أسمي، لكن لاتفرق فقط نقطة.
- ههههه، ههههه، لاتزعل ياعم هذه حركات محفوظ.
- عادي إنه كولدي، لكن سامحونا ياشباب أنتم فاجأتونا.
- نحن من يأسف ياعم، المفروض أن ندخل من باب
المزرعة، لكن تعرف كنا بحالة طارئة، فسامحنا.
- لاداعي للأسف، وصلت إلي خير، نسيت أن أعرفكم
على أبني صالح وعوف ومشير، وهذا عاملي سعد والأخر نافع.
- تشرفنا بكم جميعاً.
- نشكرك !
- سؤال ياعم.
- تفضل، من أنت ؟ نسيت أسمك.
- أنا طارق.
- تفضل ياطارق هات ماعندك.
- من الذي كان قرب سيارتنا ؟ وما الشئ الذي يركض
بسرعة ونحن ندخل المزرعة ؟
- الذي كان قريب السيارة هو أنا .
- أنت !
- نعم.
- لحظة لحظة، ياعم مهيوب!
- نعم محفوظ، لكن قل مهبوب.
- نعم عمي مهبوب، أنت كنت تشبه العجوز، أقصد بالظلام فقط.
- من هي العجوز.
- هي واحـ..ــ.
- أنسى الموضوع يامحفوظ، إنه ياعم مشتبه من الخوف.
- طيب لأخبركم من الذي كان يسرع معكم ويتسلق الأشجار.. أدخل !!



وإذا بشخص دخل علينا وأرعبنا !!
إنه قصير محدودب الظهر، بان عليه الكبر في العمر
وبشاعة في المظهر، يمشي ويداه تلمسان الأرض، فأقترب
حتى وصل بين صاحب المزرعة العم مهيوب وصديقنا
محفوظ، فلوح بيده وكأنه يسلم ! فخاف منه محفوظ فزحف
حبواً إلي أن توسط طارق ونعيم وهو ينظر إلي هذا الأحدب.

- هذا الذي كان يسرع كالغزال.
- هذا !!
- نعم هذا هو.
- ومن هذا ياعم ؟
- إنه كرعوب الأطرم.
- كرعوب !!

فهمس محفوظ بين نعيم وطارق حتى وصل صوته عندي.

- أنا أعتقد إنه من السحرة، أنظروا إلي شكله، إنه مخيف ! مارأيك طارق ؟
- أهدأ يامحفوظ، فلو سمعك لأكلك، إنه من آكلي لحوم البشر.
- صحيح !! بسم الله !

فأقتربت منه وصافحته.

- وماقصة كرعوب ياعم.
- لن تصدق يا ابوأحمد.
- تفضل.
- ولد كرعوب أحدب ومعاق بعد أن توفت أمه أثناء الولادة، وكان
والده يعمل عندنا فهاجر إلي السعودية ولم يعود، فتربى مع
أولادي وترعرع بين الحضائر والحيوانات ليل نهار، حتى أصبحت كوالده.

هدوء .. وكأن على رؤوسنا الطير!

- قوي عوده مع مرور الوقت وأصبح سريع الحركة
مثل الغزال، ويتسلق الأشجار كالقرده، بحيث لايصدق ذلك إلا من يعرفه.



محفوظ يستتر خلف نعيم خائفا !

- ماشاء الله عليك ياكرعوب، أكمل ياعم.
- أنتقل كرعوب للعيش في الحظائر وخاصة بعد أن
تجاوز عمره العشرين سنة وطردته النساء من البيت.
- أهاا !! إذا هو ليس كبير في السن.
- نعم، فقط خمسة وعشرين سنة.
- مسكين، أعتقـدنا إنه في الستين، إذاً هو مصاب بالشيخوخة أيضاً !

دموع كرعوب تسيل على خديه، ومحفوظ يخرج وجهه
من خلف نعيم وينظر له بشفقة حذرة ! ثم ناداه العم مهبوب:

- أقترب مني ياكرعوب !

فأقترب عند العم مهبوب وأخذ يقلب يده ويحتضنها ويقبلها
عدة مرات، ثم أحتضنه وضمه إلي جانبه.

- أنا أحب كرعوب، وبعض الأحيان أفضله على أبنائي.
- الله يديم المحبة ياعم.
- دعونا نتكلم في المهم، إذا أنتم مصممين على الذهاب إلي بئر الجن.
- نعم.

المرشد الدولي
06-06-2009, 10:49 AM
- هل تعلمون إن البئر داخل جبل ؟
- نعم، لقد أخبرني بهذا شيخ من عدن.
- وبماذا أخبرك أيضاً.
- قال لي إن الجبل إن الجبل يرعب من يقف أمامه قبل
الدخول فيه، وإن الصبر والتحمل في أوله يقي من الخوف مما بداخله.
- أنا دخلت جبل الجن.
- أنت ياعم !!
- نعم.
- الحمد لله، أخيراً وجدنا من سبقنا ودخل الجبل، ماذا عندك لتقوله لنا ياعم.
- آخٍ آخ من ذاك الجبل !
- ماذا ؟
- أنا دخلت في بدايته وأحسست أن روحي ستخرج من أنفي.
- أنفك !
- هل تخرج الروح من الأنف ؟
- نعم محفوظ، إذا حضر الموت وبلغت التراق خرجت من أنف الأنسان.
- وهل الأنف الصغير أفضل أم الكبير ؟
- يامحفوظ !! ماهذه الأسئلة التافهة، نحن نتحدث
عن جبل الجن وأنت تسأل عن الأنف الكبير والصغير.

كرعوب يضحك ولعابه يسيل على ذقنه!

- هههههه، ههههههه.
- ماشاء الله، منذ سنوات لم أر كرعوب يضحك، ماذا فعلت به يامحفوظ.
- ههههه،ههههه،ههههه.

فحركه العم مهبوب بيده كي يسكت فسكت.

- أسمع أبوأحمد، لاتدخلوا الجبل في الليل وهذا أهم شئ.
- لماذا ؟
- لا أستطيع أن أخبرك، لكن حاولوا أن تكونوا في وضح النهار.
- وهل سمعت عن الزئبق الأحمر وعلاقته بالجن ؟
- نعم سمعت بعض الخرافات م سكان الأحقاف
والمهرة الموجودين في الصحراء، لكن لم أصدق كلامهم، ربما هي أشاعات.
- وما سمعت ياعم ؟
- يقولون إن الجن تحتاج الزئبق الأحمر لتقوى وتعمر.
- هل هي تموت مع الوقت، اقصد لها عمر زمني.
- نعم على ماقال أبي إن قوة الجن تحدد عمرها، وهي
مخلوقة من وهج النار الزرقاء الخاطفة، فتتحرك بحيث
لايراها إلا القليل من البشر ذوي القدرة الخارقة.
- وماذا أيضاً.
- يقول المهتمين بالجن وخاصة كبار السن، إن الجن سريعة
بحيث تسبق الشهاب، فالشهاب خلق من أحمر النار وأوسطه،
أما الجن فخلقت من خيط النار الأزرق كما يفسرون الأية من
مارج من نار، أي أطرفه وأزرقه.
- وماذا يفعلون بالزئبق ؟
- الزئبق يزيد من باه الجن ويعطيهم الرفعة السريعة والقوة العظيمة،
بحيث يأكلوه كوقود للنار التي خلقوا منها، فتصبح الجن التي أكلت
الزئبق أقوى من الجن التي لم تفعل.
- ماشاء الله ياعم، أنت تعرف اكثير عن الجن.
- عندي طلب ياعم.
- تفضل.
- هل تأتي معنا إلي الجبل ؟
- لا لا .
- لم أكمل كلامي بعد ياعم.
- تفضل.
- فقط تصاحبنا حتى الجبل ولن تدخله، فقط تعطينا الأرشادات.
- وكيف أعطيكم الأرشادات ؟
- عندنا جهاز لاسلكي يعلم على مسافة بعيدة، وسيصبح لكل
واحد منا جهاز، وأنت تبقى بالسيارة مع قاعدة الأرسال الرئيسية.
- وماذا بعد ؟
- سنوافيك بكل مانراه، وستعطينا نصائحك.
- لكن لاتنسوا إن موعد أجتماع السحرة في المنتصف من الشهر.
- وهل يجتمعون بالنهار ؟
- هنا مربط الفرس، أنا قلت لكم لاتدخلو الجبل بالليل، لأنهم
يجتمعون فيه بأول ساعة من الليل ويخرجون بعد الفجر.
- وماذا يفعلوون ؟
- يدعون إنهم يلتقون بزعماء الجن وأمرائهم.
- والفائدة.
- يتبادلون الهدايا والأضاحي بينهم كي يحققوا مرادهم من السحر والشعوذة.
- بسم الله الرحمن الرحيم ! والله ضربتني رجفة من هذا الكلام !
- وأنا مثلك ياطارق !

المرشد الدولي
06-06-2009, 11:38 AM
- نعيم.. طارق، نحن مازلنا في بداية الطريق.
- أكيد أبوأحمد، لاتلومنا، فأنتم تتكلمون عن العالم الأخر.
- بعد أذنكم أبنائي، حان وقت نومي، يمكنكم النوم في المبنى المقابل.
- والسيارة.
- في الصباح إن شاء الله نطلب أحد يصلحها.
- إذا نتركك ياعم، وموعدنا الصباح، لكن الم أحصل
على كلمة نهائية منك ياعم، هل أنت موافق على الذهاب معنا.
- أمري إلي الله، موافق.


فأمسك كرعوب بيد عمه وأخذ يهزها ويصدر أصواتاً غريبة وأكنه يريد شيئاً.


- ماذا يريد كرعوب ؟
- يقول إنه يريد الذهاب معنا.
- لابأس، لامانع عندي.
- أعتقد إنه سيفيدكم.


فأبتسم كرعوب وفتح فمه على مصراعيه، حتى ظهرت أسنانه
الكبيرة، وأخذ يدور على نفسه من شدة الفرح.


- أنظروا إلي شكله !
- أستغفر ربك يامحفوظ، هو خلقت الله.
- أسف أبو أحمد.


فأعطى العم إشارة إلي كرعوب كي يصطحبنا إلي المبنى المجاور، فأوصلنا
حتى دخلنا المبنى القديم وأغلق الباب بهدوء وهو ينظر إلي محفوظ.


- أعتقد إنه معجب بك يامحفوظ، لماذا لاتتخذه صديقاً.
- صديق، معي أنا !
- نعم.
- هو مناسب لك أنت ياطارق، خذه معك في الكوفي شوب.
- أنا أنصحك أن تأخذه معك في مشروعك صالة التخسيس، سيجلب
لك زبائن وينجح المشروع.
- حرام عليكم شباب، لماذا تستهزؤن بالرجل، هذه غيبة.
- صدقت أبوأحمد.
- أكيد نعيم، ربما منزلته عند الله أفضل بعشرات
وربما المئات المرات
من أناس مملوئين بالمال وعلى قمة من الوسامة.
- نعم هذا هو الكلام الصحيح.
- أشكرك نعيم.
- أسف أبوأحمد، كنا نمزح.
- أوكي، دعونا ننام وفي الصباح رباح.
- تصبحون على خير.
- وأنت على خير محفوظ.


كان محفوظ يرقد بجانب ستارة كبيرة مصنوعة من الليف، وعندما
أنقلب على جانبه، لاحظ وكأن شخصاً يتلصص علينا في الخارج،
فرفع الستارة والقى نظرة :


- بسم الله الـ..ـرررحمـ..!!
- ماذا بك يامحفوظ .. دعنا ننام !
- أنظرووا !! شبــ..بـااااب ، إنه جـ..ـنـ..ـنـني !!


فأسطففنا جميعنا خلف الستارة ورفعناها سوية، وإذا بالمفاجأة المخيفة !!


- ماهذا، بسم الله الرحمن الرحيم.
- نعيم أنظر إنه طويل جداً !
- إنه أطول من الشجرة !! بسم الله الرحمن الرحيم.
- أنا متأكد إنه جنـ..ــني !!
- والله إنه جني يا أبوأحمد.
- نعم هو جني !! بسرعة أغلقوا الستارة !!
- والجنية الثانية تسير خلفهم !! والثالثة والرابعة !! ما أكثرهم !! ياربي !


فأنزلنا الستارة بسرعة !



- ناموا شباب، بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ المعوذات ياطارق !


رمينا بأجاسدنا على الأرض، ومضت ساعات وساعات ونحن نتقلب
من الخوف إلي أن دخلنا في عالم النوم ! حتى حانت الساعة السابعة
صباحاً وصحينا على صراخ كلاب المزرعة.


- لماذا لم تجلس للصلاة يامحفوظ ؟
- كيف أجلس يانعيم وأنا لم أذق النوم !
- نحن صلينا ونمنا بعدها.
- أحمدوا الله أني حي أرزق، الجنية التي رأيتها سرقت النوم من عيوني.


فخرجنا من الغرفة وإذا بنا أمام أشجار جميلة ورائحة زكية تخرج من المزرعة.


- ما شاءا لله، ما أحلى الخضرة، هي أجمل مافي الكون.
- هكذا قال النبي صلى الله عليه وآله.
- صدقت ياطارق.


ونحن نتحدث، وإذا بالجنية التي رأيناها بالليل تمر أمامنا في
وضح النهار مع جنيتين معها، والأغنام تمشي في المقدمة !!


- بسم الله الرحمن الرحيم، جن في النهار !
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/dc765dd58b.jpg

سماءك حلمي
06-06-2009, 01:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قصة جميلة وممتعة وإسلوب راقي في الكتابة
موفق لكل خير

المرشد الدولي
06-06-2009, 03:11 PM
وإذا بكرعوب يظهر من خلف الجنيات وهو يلقي عليهم بالتحية
والأبتسامة، ومن خلفه صوت أبن صاحب المزرعة نافع قادم إلينا.

- هههههه، أعتقد إنكم خائفين منهن.
- من تقصد منهن ؟
- هؤلاء هن العاملات عندنا بالأجر اليومي.
- مزارعات !!
- نعم، هن أنسيات ولسن جن ههههه، لكن لبسهن غريب بالنسبة لكم.
- والله أرعبونا البارحة.
- هههههه.
- نافع.. نافع ؟
- نعم محفوظ.
- لماذا يضعن قبعات طويلة ؟
- بداخل القبعة توجد قربة مملوءة بالماء ومصنوعة من
الفخار، وبينما هن يعملن بالحقل يرشفن القبعة بالماء كي تبقى القرب باردة.
- ما شاء الله، التكيف مع الطبيعة.
- ماذا تقول ؟
- التكيف.
- ماذا يقول صاحبكم ؟
- يقصد طارق، أنهن تلائمن للعمل والعيش مع ظروف بيئتكم.
- نعم نعم.

وإذا بصوت العم مهبوب يصلنا من الغرفة المجاورة.

- نافع ! نافع !
- نعم أبي!
- أعطي أبوأحمد وأصحابه الأفطار وقل لهم يجهزوا للتحرك إلي قبرهود.
- إن شاء الله.
- سمعت ماقاله الشايب ؟
- نعم سمعت، بسرعة شباب! أستعدوا للذهاب إلي منطقة قبر هود!

تناولنا الأفطار بمعية العم مهبوب، فطلب المساعدة من جيرانهم
لإصلاح سيارتنا المتعطلة، وإذا بها ساعة واحدة فقط
حتى تم إصلاح الإطارات المثقوبة. تحركنا بها، فجلس
العم مهبوب بجانبي في المقدمة، أما كرعوب فجلس في الخلف
بجوار الحكيم نعيم، وبقي طارق ومحفوظ بالوسط.

- عم مهبوب؟
- نعم أبوأحمد.
- لماذا كرعوب لا يستقر مكانه ! لاحظت إنه يتحرك منذ أن ركب السيارة.
- هو لم يعتاد ركوب السيارات، فهذه ربما المرة الثانية في حياته.
- إذا هو متعود على ركوب الحصان.
- أي حصان! هههه، مسكين كرعوب، قـل جحش أو حمار!


- مسكين !
- هل تناول الأفطار معكم ؟ فأنا لم أراه يأكل معنا.
- ربما أكل لوحده، إنه يأكل كثيراً وبجلافة، وهذا يحرجه.
- أها.

كان محفوظ يستمع لكلامنا، ولاحظت بالمرآة إن في وجهه
علامات الريبة منذ جلس كرعوب خلفه، فهو يراقبه
بإستغراب ويحدق فيه بين الفينة والأخرى !

- عم مهيوب !
- مهبوب ! مهبوب ! كم مرة أعيدها عليك يامحفوظ !
- أسف عمي مهبوب، لماذا كرعوب يخرج صفيراً وهو يتنفس؟
- أنا قلت لكم إنه معاق، فتخرج منه حركات قد لاتعجب الكثير.
- طارق، هل تتوقع كرعوب يدخل معنا الجبل أو يبقى بالسيارة ؟
- ربما يدخل مايدريك يامحفوظ، سبحان ربي حيث جعل سره
في أضعف خلقه أو أصغر خلقه .. نسيت المثـل بالضبط.
- أنا أعتقد إنه سيرعب الجن إذا رأوه.
- ههههه، حرام عليك يامحفوظ، الجن سيخاف من كرعوب.

فجأة ونحن على غفلة !
عطس كرعوب عطسة قوية وغريبة الصوت، فرمى بلعابه على رقبة محفوظ !!

- ماهذا !! ماهذا ؟
- هههه! ههههه !
- لاتضحك ياطارق، يخخ ! واع !! ماهذا الذي وقع على رقبتي !!

فمد محفوظ يده نحو رقبته ليتحسس ماذا التصق بها !
وإذا به يسحبها أمام الجميع وهي ملطخة بلعاب
كرعوب، فصرخ طارق ونعيم من شدة الضحك !!

- ههههه !! ههههههه !! ههههه ! ههههههه !!

وإذا بمحفوظ لم يحتمل الموقف ! فتطرش مرتجعاً مافي بطنه
من إفطار يكفي لأربعة أشخاص خلف ظهري !!

المرشد الدولي
06-06-2009, 03:28 PM
عـش الـعـفـاريـت



(( رواية العـشق والإثارة والرعب ))




بإذنه تعالى



ستكون الرواية من الحجم الصغير لمتناول الجيب
وستكون بين 235-250 صفحة بالصور وفي حال صدورها



سوف يتم إرسال إشعار لمضافي إيميل الحلول



المرشد الدولي

دمعة الاحزان
06-07-2009, 02:09 AM
كأن شويه اللي قريته وقصير
بس استنى البقيه اخذ فره واشوف هل من جديد
تشكرات

المرشد الدولي
06-07-2009, 12:05 PM
بعد نصف ساعة ونحن في طريقنا إلي قبر هود عليه السلام.


- هل تسمح لي عم مهبوب؟
- بماذا ؟
- سأخبر الشباب ببعض المعلومات عن قبر نبي الله هود عليه السلام،
فإذا أخطأت أرجوك أن تصحح لي خطئي.
- أنا أسمعك.
- معي شباب؟
- نعم !!
- أنتبه كرعوب، ركز معي.
- هو لايسمعك.
- نسيت ياعم !
- نبي الله هود عليه السلام بعثه الله لقوم عاد الأحقاف.
ويقع قبره عليه الصلاة والسلام على جبل عمره بعض
الزائرين، وكانت آخر عمارة عام 1097هـ أي قبل
أكثر من ثلاثمائة عام ووضعت عليه قبة بيضاء لتميز القبر،
وكذلك جدار حجري للصخرة المشهورة بالناقة المتحجرة.
- ماشاء الله، تعرف كل هذا !
- لم تـر شيئاً عمي مهيوب.
- مهبوب !!
- آسف مهبوب !
- يقيم إخواننا الصوفية مراسم زيارة خاصة للقبر الشريف لمدة ستة
أيام في شبعان من كل عام، وتبدأ من اليوم السادس حتى الثاني عشر منه.
- وماهي هذه الزيارة ؟
- إنهم يزورون ويصلون عند القبر الشريف ثم وقفة صخرة الناقة وأخيراً الإغتسال من النهر.
- أي نهر أبوأحمد ؟
- إنه نهر مجاور لمنطقة القبر في أسفل الوادي، وإن شاء الله كل ماقلت سنشاهده بعيوننا.
- وكم باقي لنا حتى نصل منطقة القبر؟
- هذا السؤال سيجيب عليه العم مهبوب.
- أبني طارق منطقة القبر الشريف تبعد عن مدينتنا بمئة
وأربعين كيلومتر.. ثم سنتجه إلي وادي المسيلة قرب قرية
نتعه، وهناك يوجد الكهف الذي أتيتم من أجله.
- كم المسافة إلي الكهف من بعد قرية القبر أو منطقة القبر ؟
- إنه يبعد عشرات الكيلومترات عن قرية مراخي في الوادي.
- سنتجه إلي أسفل وادي المسيلة شرق جنوب ثم إلي نتعه.
- وهل المنطقة رملية ؟ أقصد هل تنفع سيارتنا هذه.
- نعم، المنطقة حصوية، لكن ساعدنا الله على المطبات وأهتزازات الطريق.
- عندي سؤال عمي مهبوب !
- أخيراً قلتها صح يامحفوظ !
- هههههههه، ههه.
- ههه، نعيم، أنظر لمحفوظ كم هو سعيد، يظن إنه أنجز معجزة.
- ههههه، صدقت ياطارق، فتذكر أسم العم مهبوب بالنسبة له أصعب شئ.
- لاعليك من كلامهم، قل ماعندك يامحفوظ.
- نعم عمي، كم عدد الناس أقصد الزوار الذي يأتون لقبر النبي هود.
- قل عليه السلام !
- عليه السلام.
- كل عام هجري وفي التاريخ الذي قاله أبوأحمد من شعبان، يتوافد
على الموقع عشرات الآلاف من الناس ومن كل مكان.. وللزيارة
عادات وتقاليد متوارثة منذ القدم و يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام
كما سمعنا، حيث كان العرب يقيمون سوقا في شهر شعبان من
كل عام في هذا الموقع بجوار القبر الشريف.
- ماشاء الله، أنا متحمس لزيارة القبر.
- إن شاء الله سنصلي الظهر والعصر عند القبر الشريف.
- وهل يأتي سياح أجانب إلي تلك المنطقة ؟
- نعم، الكثير يأتي للمشاهدة والتصوير، وخاصة من مدينة
سيحوت عند البحر قاطعين مائتين كيلومتر شمالاً إلي منطقة
النبي هود عليه السلام.
- سبحان الله.
- ماذا أبوأحمد ؟
- عندي ألتفاتة إن شاء الله تكون صحيحة.
- وماهي ؟

المرشد الدولي
06-07-2009, 01:47 PM
- لو فكرنا قليلاً في مواقع بعثة الأنبياء عليهم السلام، سنجد تواجدهم
من منطقة شمال العراق حتى فلسطين بالقدس حيث صلوا خلف
النبي صلى الله عليه وآله قبل المعراج إلي سدرة المنتهى، وجنوباً حيث
حضرموت بلاد الأحقاف.
- تقصد إن القدس تقع في الوسط .
- نعم.
- ألتفاتة جيدة.
- فالقدس ياعم بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها، وكانت قبلتهم
الأولى وكانوا عليهم الصلاة والسلام يصلون بأتجاه فلسطين، حتى
بعث النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وتغيرت القبلة إلي مكة المكرمة.
- لقد ذكرتني يا أبوأحمد بايام شبابي، أي قبل ستين سنة، حيث كنت
أسأل نفسي بعض الأسئلة وأخاف أن أظهرها لمعلمي في الرباط.
- هل هي خطيرة لهذا الحد.
- لا، لكن كانت يأتيني سؤال ونحن نقرأ القران الكريم، وخاصة آية
فولي وجهك شطر المسجد الحرام، وأردت أن أسأل، لكن الخوف منعني.
- هل تعرف ماهو الرباط يامحفوظ ؟
- أكييييد!
- حسناً قل يافهيم.
- طارق! أسكت !
- محفوظ أنسى طارق وقل الأجابة !
- الرباط هي عاصمة المغرب، وتقع في المغربــ...
- يكفي يفكي !!
- هههههه،هههه.
- الرباط يامحفوظ هو دار طلبة العلم بالعلماء الدينيين، والرباط
من المربط العلماء وهو المعقل للطلبة بالعلماء، لتلقي العلم
وتحصيلها، هل وصلت المعلومة ؟ الأن تفضل ياعم قل سؤالك.
- ماشاء الله !! هل انتهيت ؟
- نعم.. تفضل.
- لك ذلك..أتذكر مثلاً سؤال لايتركني، وهو لماذا المعراج من
القدس وليس من مكة أو المدينة مثلاً ؟
- هل أجاوب ؟
- نعم تفضل.
- للإسراء والمعراج عدة إشارات من الله للبشر، وأهما إثنان، الأول
هو علاقة مكة بالقدس، والثانية هي الصلاة.
- الصلاة !
- نعم الصلاة، وسأتكلم أولاً عن علاقة مكة بالقدس، فأراد الله تبارك
وتعالى أن يربط بين المسجدين، المسجد الذي ابتدأ منه الإسراء، والمسجد
الذي انتهى إليه الإسراء، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنتم
معي شباب ؟ أو أعيد !
- نعم أبوأحمد.. نحن معك!
- طيب.. فهذا ابتدأ الإسراء منه وهذا انتهى الإسراء إليه، وكأن هذا
يوحي أن من فرط في المسجد الأقصى يوشك أن يفرط في المسجد
الحرام، ولو فرط في منتهى الإسراء يمكن أن يفرط في مبتدأ الإسراء.
- كأني فرطت عن المعلومة أبوأحمد ! لقد ضيعتني مسألة التفريط !
- ههههه ! ههههه ! أنت على طول ضائع ومفرط !
- ياطارق دع عنك محفوظ، أو والله سأسكت !
- آسف أبوأحمد، تفضل أكمل.


كرعوب يبتسم.


- هذا يدلنا على أن الله أراد من النبي المرور بمحطة القدس لقدسيتها، فهي
الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، وفيها أصبح النبي إمام لكل الأنبياء
الذين سبقوه وصلى بهم بعد أن أستقبلوه صلى الله عليه وآله، وهذا له
معناه ودلالته، أن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة بزعامة
خاتم الأنبياء، وإلى نبوة عالمية ليست كالنبوات السابقة التي أرسل فيها
كل نبي لقومه، هذه نبوة عامة خالدة لكل الناس، وهي رحمة للعالمين
ولكل المخلوقات، ولجميع الأقاليم والأزمان، فهي الرسالة الدائمة والخالدة
إلى يوم القيامة.
- أبو أحمد ؟
- نعم طارق ؟
- وما المغزى من إمامة الأنبياء، وهل كانوا بأجسادهم.
- نعم بأجسادهم ككرامة للنبي وباقي الأنبياء عليهم السلام، والمغزى
هو الأنتقال من النبوات القديمة إلي النبوة الجديدة الخاتمة، من نبوة
أجداده إبراهيم وإسحاق وموسى وعيسى، كإيذان بانتقال القيادة.. إنه
إعلان عالمي إن القيادة أيها الناس قد أنتقلت إلي الأمة الجديدة وإلى
الرسالة العالمية الخالدة الجديدة بقيادة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله.
- أحسنت وبارك الله فيك أبني أبوأحمد!!

المرشد الدولي
06-07-2009, 02:49 PM
- لم أنتهي ياعم.
- تفضل.
- باقي ان نتكلم عن الإشارة إلي أهمية تشريع فريضة الصلوات الخمس
في السماء عندما أتى بها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن خفف
من عددها رحمة للناس، فكل العبادات فُرِضت في الأرض
والصلوات فرضت في السماء، وهذا يدل على أهمية هذه العبادة بين العبد وربه.
- كلام جميل عزيزي.
- أشكرك نعيم.
- الرسول الكريم كان قاب قوسين أو أدنى عند سدرة المنتهى،
وهذه سفرة ورحلة ربانية مصيرية للبشر، ومعروف إن المسافر
يعود بهدية لأحباءه وأقربائه، وهكذا فعل بأبي هو وأمي، حيث
عاد لنا بهدية الصلاة، والتي تعرج بروح الأنسان إلي السماء
في اليوم خمس مرات، من العلو والرفعة فهي معراج كل إنسان
مسلم،المعراج الروحي و الإيماني ليرقى به إلى الله ليبقى على
أتصال بخالقه، وحتى المخلوقات من الحيوانات والدواب والنباتات،
كلها تعرج بروحها إلي خالقها، فتصعد النباتات شموخا ًللأعلى أي
بأتجاه السماء، والطيور عندما تسبح لله ترفع وجهها للسماء وكذلك
البهائم، ماعدا عدو الله ورسوله الخنزير.
- الخنزير! .. كيف ؟
- الخنزير هو المخلوق الوحيد الذي لايرفع رأسه إلي السماء.
- سبحان الله !!
- أنا لا أحب أن أنظر إلي الخنزير.
- وأنا مثلك يامحفوظ.
- أنظروا شباب ما أحلى تلك الواحة.
- أين يانعيم ؟
- هناك من جهة اليمين، ياليت نقف عندها.



فتوقفنا عند واحة جميلة في الطريق المؤدي إلي قبر النبي هود عليه السلام،
لقد كانت قبيل القرية بعشر دقائق، إنها واحة غناء وكأنها نزلت
من الجنة. الجميع وقف متفرجاً ومندهشاً لما شاهده من إبداع
صنع الله في الأرض وخاصة اليمن أرض الكنوز والطبيعة الغائبة.


- سبحان الله تبارك الله، مارأيكم ؟
- والله اليمن جميلة وجنة، هنيئاً لأهلها.
- صدقت نعيم، هنيئاً لهم.
- أنا أشعر إن كل واحد منكم لايريد أن يتكلم، فقط يتأمل بهدوء.
- لا إله إلا الله محمداً رسول الله.
- كلمت حق ياعم مهبوب.
- أبو أحمد، اريد أن أسبح !
- هنا !
- نعم.
- هل أنت جاد يامحفوظ ؟
- والله أتكلم بجد.


وإذا بكرعوب فهم طلب محفوظ فألتصق بالعم مهبوب وكأنه يريد الأذن.


- مارأيك ياعم نسبح جميعنا !
- لامانع !


فخلع محفوظ ثيابه وبانت ضخامة جسمه التي أدهشت الجميع،
أما كرعوب فرمى بنفسه في النهر العذب بملابسه، فتخلص
الباقي من ملابسهم ونزلوا الماء، فجلست على حافة
النهر أتأمل جماله وسحره ونظرت فيه، ثم رميت بنفسي.



وبعد عشر دقائق من المرح والمتعة


- أووه !! لم أنتبه !!
- ماذا أبوأحمد ؟
- عمي مهبوب !
- ماعندك !! لماذا أنت خائف.
- وأنا أنظر في الماء، لم أرى أنعكاس الصورة.
- ماذا !
- هذا ماحدث، كيف يحصل هذا ! ماء وبدون صورة.

http://www.rida-alabdallah.net/apr09/72b293f60a.jpg

المرشد الدولي
06-08-2009, 10:27 AM
- كيف بدون صورة ؟
- قصدي بدون أنعكاس !
- أين .. أين ياربي .. أين .. أووه !! تذكرت ! بسرعة شباب !! بسرعة !!
- ماذا تريد أبو أحمـ..ــ.
- بسرعة أخرجوا من الماء ! بسرعة !
- والسبب ؟!
- بسرعة ! لاوقت للجدال ! بسرعة عم مهبوب ! أعطني يدك لأساعدك !


فسحبت المعم مهبوب بسرعة رهيبة وخرجنا من النهر،
أما باقي الشباب فخرجوا من جوانبه ماعدا محفوظ وكرعوب.


- أرجوكم !! نعيم !! طارق !! بسرعة ساعدوهم للخروج !!


ركضنا جميعنا حتى وصلنا أمام محفوظ.


- شباب أسحبوا يده اليمنى وأنا الأخرى !
- بوأحمد !! إنه ثقيل !
- محفوظ، أرجوك ساعدنا كي نخرجك !
- لا أستطيع أن أقف !
- أوكي شباب، سنسحبه في وقت واحد.
- أتفقنا !
- يا الله !!!


فسحبنا محفوظ على بطنه وتم أخراجه بجانب النهر.


- واوو !! إنك ثقيل يامحفوظ ! من باقي لم يخرج ؟ أووه كرعوب !
- كرعوب !! كرعوب !!
- إنه لايسمعكم.
- ما العمل عم مهبوب، الوقت ينفذ !
- لم تقل لي ما المخيف في هذا النهر.
- أولاً نسحب كرعوب وأخبرك.
- كرعوب !! كرعوب !!
- نعيم ! أجرى إلي الجهة الأخرى ولوح له بيدك، إنه لايرانا.


نعيم يجري بسرعة نحو كرعوب.. وفجاة !!!!
بدأ محفظ بالأختفاء تدريجيا ً !!!
وملابسه خاوية بدون جسد !!!


- يا الله !! ماهذا !
- هل تصدق هذا ياطارق ؟
- سبحان الله ! أين كرعوب، لقد أختفى !
- لقد تذكرت نصحية شيخ عدن.
- لكن متأخرة !
- صدقت ياعم، تذكرتها بعدما وقع كرعوب ضحية.
- وماذا قال لك ؟
- قال الحذر من الزلال الجميل في أواسط القحل، فأنه خبيث
مسحور، يجعل الغمامة أمام البصر حتى يلج في الوحل،
وقال أبعدوا عن ظل لاظل له.
- وماذا يقصد ؟
- الأولى عرفناها، وهي الماء الزلال في منطقة قاحلة،
لكن ماذا كان يقصد بكلمة يلج في الوحل ؟
- أبوأحمد أنا أعرف قصده.
- تفضل نعيم.
- شيخ عدن يقصد إن الشخص سيختفي إذا أستحم لفترة
معينة في هذا الماء المسحور، ولن يعود إلي سابق عهده إلا تمرغ في الطين.
- أي طين ؟
- هذا لا أعرفه.



- وماذا عن أبتعدوا عن ظل لاظل له ؟
- لحظات وأعرف.


فتركنا نعيم وصار يمشي وسط النخيل، وإذا به يتراقص
يمنة ويسرى وكأنه يتحاشى شئ ما !


- ماذا حدث نعيم ؟
- عرفت الجواب !
- وماهو ؟
- يقول إن هنا أشجار ليس لها ظل، ولقد تأكدت بنفسي،
كل النخيل التي هنا بدون ظل !
- غريب !! والشمس مشرقة ونحن قبل الظهيرة !


وإذا بملابس كرعوب تتحرك وتخرج من النهر،
ولكن بدون كرعوب! فمشت قادمة نحونا !!
إن منظرها مرعب تقشعر له الأبدان !!!

المرشد الدولي
06-08-2009, 11:11 AM
- ياربي !! ياربي !!
- أنتبه محفوظ ! ستؤذي نفسك !

محفوظ يمشي حبواً على ركبتيه !!
إنه خائف من ملابس كرعوب التي تمشي !!

- أبو أحمد ! نعيم أرجوكم !! سيأكلني الجني !

وإذا بالملابس تمر بجانب محفوظ دون أن تمسه بأذى ،
فأنكب على وجهه في الطين مغما ًعليه.

- مالعمل ياعم ؟
- هذا كرعوب مازال داخل ملابسه، لكن نحن لانراه.
- سبحان الله ! كل هذا سحر !
- ويفعلون أكثر ياطارق.
- إذا كرعوب مازال موجوداً ياعم، لكن نحن لانراه.
- هذا ماحصل، وأنظروا سيأتي ويقبل يدي، وهو لايعلم إننا لانراه.

فدنى كرعوب من العم مهبوب، لكن !!
ملابس تمشي على الأرض لقصر قامته
وحدبة ظهره ، فرأينا الكم يرتفع ويمسك بيد العم وبدأت الملابس بتقبيله.

- سبحان الله، لكن كيف نخبره إننا لانراه ؟
- هههههه، والله لم أرى أمراً أصعب من هذا .
- صدقت ياعم.

فإذا بمحفوظ يستيقظ ووجه مليئ بالتراب، فوقف
على قدمه وقرب عندنا دون أن يرى كرعوب خلف نعيم.

- أووفف !! كدت أموت !!
- من ماذا محفوظ !
- من الجني الذي دخل في كرعوب !
- محفوظ ! محفوظ !
- أخخ ! أوووفف ! أريد أن أتنفس ! ماذا تريد ياطارق ؟
- هل تعرف إن الجن بلع مرعوب.
- كيف !! بلعه مرة واحدة !
- نعم، ولم يبقى منه شئ، وأول شئ قطع رأسه.
- يخخ.. رأسه !! هل رأيت ذلك بأم عينيك !!؟
- نعم.
- وأين حصل هذا ؟
- أنظر.

فسحب طارق نعيم من يده حتى ظهر كرعوب بدون رأس !!
فأختلفت عينا محفوظ وأختلطتا !!
وسقط على ظهرة كالجبل الذي هز الأرض تحت أقدامنا !

- ههههههه ! هههههههه ! هههههههه ! مارأيك نعيم ؟
- حرام ياطارق ! والله حرام ! هو صديقـ..ـنا !
لكن لا أستطيع أن أمسك نفسي.. ههههه، ههههههه،
هههه سأموت من الضحـ.. هههههههه.
- أبو أحمد ؟
- نعم ياعم.
- لنسير إلي قبرهود عليه السلام.
- نعم صدقت ياعم، شباب ! البسوا ثيابكم وإلي برهوت،
إنها فقط على بعد عشر دقائق أو ربما أقل .
- وماذا نفعل بهذا ؟
- أجلسه يانعيم ! أصفع وجهه بأطرف أصابعك وسيستيقظ.

فأستيقظ محفوظ وتصرف كالمجنون !

- كرعوب! كرعوب !
- لاتخاف محفوظ، كرعوب موجود لكن لانراه، لقد أصبح شفاف كالماء.
- كيف كيف ياعم محجوب !
- محجوب !!! من قبل مهيوب والأن محجوب !
- المسكين، لقد فقد الذاكرة ! ههههه، هههههه، ههه.
- أبني طارق، لاتضحك عليه إنه صاحبك.
- نعم، قل له ياعم محجوب.
- هههههه،ههههه،هههه.

المرشد الدولي
06-08-2009, 02:38 PM
أرتدينا ملابسنا وركبنا السيارة.. فقط سبع دقائق وإذا نحن
أمام سلسلة قصيرة من الجبال وفي أسفل الوادي عدد كبير من
السيارات والباصات السياحية، لقد وصلنا قبر النبي هود عليه الصلاة والسلام،
ورأينا القبة البيضاء فوق القبر الشريف.

- ماشاء الله ياعم مهبوب ! كل هؤلاء الناس زوار !
- ماذا ستفعل لو حضرت هنا بالنصف من شعبان.
- ماذا يحدث.
- كأنك في عمرة بالمدينة المنورة.
- ماشاء الله.
- وهل كلهم من حضرموت ؟
- إنهم يحضرون من كل مناطق اليمن والسعودية وعمان.

توقفنا بين الباصات السياحية، وغادروا السيارة الواحد تلو الأخر.

- عم برهوت !
- نعم.
- من الأفضل أن لايخرج كرعوب هكذا، إنه سيرعب الناس
وستحدث فوضى بين الزائرين.
- تقصد أن يخلع ثيابه.
- فهمت قصدي بسرعة !
- سأطلب منه.. لكن كيف سنراه ؟
- صدقت كيف سنراه !

فخلع كرعوب ملابسه وأختفى عن الأنظار.

- كم سنبقى هنا ؟
- أحسنت نعيم.. شباب أرجوكم أقتربوا مني.. أقتربوا أكثر.
- هل تعتقد أحداً يراقبنا !
- الأحتياط واجب يامحفوظ.
- هل ستنظم معنا ياعم ؟

أقترب العم مهبوب وأنظم للحلقة، وإذا نعيم يعطينا إشارة لرؤية مابين رجليه.

- كرعوب الخفي ! أنا أعتقد إننا سنستفيد من أختفاءك.
- كيف ؟
- سنحتاجه عند الكهف للأستطلاع.
- وهل أختفاءه عن الجن أيضاً ؟
- صدقت ياطارق، فاتـتني هذه !
- هل من تعليمات هنا ؟
- نحن سنزور الضريح الشريف وسنصلي فرض الظهر
والعصر قصراً كذلك ركعتي الزيارة، أي بعد نصف ساعة بالضبط نكون تحركنا.
- لماذا كل هذا الأستعجال ؟ ألن نأكل الغداء، سأموت من الجوع !
- لاداعي لشراء الغداء.
- لماذا ياعم ؟
- هنا توزع وجبة مجانية للزوار، وأعتقد بعد صلاة الظهر المباشرة.
- الحمد لله ! ربي لاينسى عباده.
- سبحان الله الأكل يلاحق محفوظ أينما ذهب .


صلينا الظهر والعصر وزرنا الضريح الشريف، وكذلك رأينا صخرة الناقة
والنهر الجاري، وبعد ذلك تناولنا الوجبة التي تقدم للزوار.

- ماشاء الله ! إنها لذيذة !
- أنا أحب المرق.
- وأنا كذلك.
- وهل يوجد طعام تكرهه يامحفوظ.
- في هذه صدقت ياطارق،ههههه،ههههه.
- أنظروا حتى العم مهبوب يضحك.
- أضحكوا أولادي، فإن القادم صعب ومبكي.
- مبكي !
- نعم أبوأحمد، برهوت وما أدراك مابرهوت، إنها بئر الأساطير والغموض.
- صدقت نحن على مشارف برهوت.
- كم بقي ونصـصصـ...للل ابو أحمد، شعري وقف.
- دقائق ونكون عند الجبل أي عند الساعة الثانية ظهراً.
- بسم الله الرحمن الرحيم !!
- بسم الله الرحمن الرحيم !!

نعم هكذا ردد الجميع .. ذكرنا الله عز وجل، وتلونا المعوذات،
فدخلت جسدي رعشة لم أجد مثلها في حياتي حتى دمعت عيناي !!
وإذا بطارق يرتجف وكأنه يريد البكاء ! ونعيم بلع ريقه...
وبكى محفوظ...

المرشد الدولي
06-08-2009, 02:51 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/ea30ffcc7e.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/7021a13f31.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/08d818a919.jpg
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/4482157316.jpg

المرشد الدولي
06-08-2009, 02:58 PM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/e6e6540edf.jpg

المرشد الدولي
06-09-2009, 09:29 AM
1-11 برهوت... من منازل جهنم




بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين.. سأجتهد لأصف مانراه أمامنا !


إنه بمجرد الأحساس إنك متجه إلي تلك البئر التي أخبر عنها
النبي صلى الله عليه وآله إنها منفى الشياطين والمنافقين والكفار والظالمين.
وبمجرد تذكر أخبار الأولياء والمؤرخين وتواتر الناس
من سكان تلك المنطقة أو ماجاورها.. سيأتيك الخوف والرعب والرعشة.


لما لا وهي عين الشر وقمع الظالمين ومأوى الشياطين من الأنس والجان.
في تلك اللحظات !! ونحن نسير الهويدا .. هدوء لم ارى مثله هدوء ..
سواء في داخل السيارة أو خارجها، فكلما أقتربنا من
قرية نتعه في وادي المسيلة، وكلما أقتربنا من أرض الجبل
الذي يخفي في باطنه بئر الأساطير والقصص المخيفة !
فلا حيوانات أو حشرات تدب في تلك المنطقة !
ولاطيور تشير إلي وجود حياة !


أجسامنا ترتعش خوفاً ! والأيادي ممسكة ببعضها دون شعور !
ومحفوظ يضم رأسه بين ركبتيه وكفيه !


وفي الخلف شبح كرعوب الذي أختفى ولانرى منه إلا ثيابه المتسخة ورائحته المميزة.


ولحظات وإذا بنا أمام الجبل !!!!


نعم نحن أمامه.. لكن كيف تأكدنا إنه هو ! من الرائحة النتنة
الكريهة التي تهب أمام الجبل، ومن شكل مدخله المخيف والعلامة
الحمراء التي تحذر من يحاول الولوج في متاهاته !
إنها تخبر وتحذر بوجود الخطر في هذا المكان، وتنصح القادم بعدم الدخول هنا !!
.. كل هذا حصل بالنهار تحت نور الشمس، إذا ماهو الحال في
ظلمة الليل ووحشة المكان ... آه آه !!


الجميع ينتظر والدموع تتساقط والقلوب ترتعد حتى كأننا نعد ضرباتها !!!

http://www.rida-alabdallah.net/apr09/255d20bc91.jpg

سماءك حلمي
06-09-2009, 11:13 AM
في الانتظاااار ....

المرشد الدولي
06-09-2009, 11:27 AM
- من !
- من ماذا ؟
- أبوأحمد، هل ستدخـ..ـل أولاً.
- لا... لا أعرف.
- الفاتحة والمعوذات شباب !
- بسم الله الرحمن الرحيم، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،
إياك نعبدُ وإياك نستعين، إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين
أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالي، صدق الله العلي العظيم.
- هل أنتهيتم ؟
- ..
- لماذا لا إجابة ! هل أنتهيتم؟
- نعم.
- فقط نعيم !
- نعم !!
- حسناً سأدخل أنا وكرعوب أولاً، سأجعل كرعوب أمامي
وعلامة لي، لكن عندي طلب عم مهبوب.
- وماهو ؟
- أريد من كرعوب أن يخلع ثيابه!
- لماذا ؟
- كي يختفي نهائياً كما فعلنا عند قبر هود عليه السلام.
- أنت أخرج وأنا سأعطيه أوامر أن يمشي معك.
- أبو أحمد !
- نعم محفوظ.
- كيــ...ف كـ.. كيف ! تعـ.. تـ.. تعـ عرف
إن كر كرع يمشي أما..مكك.
- صدقت إنه مختفي، كيف أعرف أنه أمامي، ربما يكون خلفي.
- أنا عندي أقتراح.
- ماهو نعيم ؟
- أربط خيط صغير في رقبته.. لحظة لحظة خذ هذا الخيط
الأحمر، إنه من قميصي، أعتقد إنه مناسب.




فربط العم مهبوب الخيط في رقبة كرعوب وأخبره بطريقته أن يمشي أمامي.


- أنا سأدخل وسأتصل بكم باللاسلكي، هو هو جاهز ياطارق ؟
- نعم، إنه يعمل، والقاعدة الرئيسية موصولة بالبطارية
مباشرة، لأن مكان الولاعة مخلوع.
- أكيد السيارة قديمة والحمد لله إن بها بطارية.


وفجأة رن موبايلي !


- السلام عليكم !
- الله الله، شباب هذا صوت شاهين، هل أنت حي ؟!
- كيف حالك أبوأحمد!
- الحمد لله، مازلت حياً.
- الحمد لله، أسمع نحن نعرف إنكم عند الجبل، ونحن نراقبكم من
بعيد، فأرجوا أن لاتتهور وتفعل غير المطلوب منك، أريد الكبسولة الزرقاء.
- تقصد كبسولة الزئبق الأحمر.
- نعم، ولاتنسى أن تضع راديو الأتصال على القناة الرابعة، فأنا
أحمل راديو وكذلك مراد أبني.
- أخيراً أعترفت ياشاهين، مراد أبنك !
- نحن نتظرك، وأي طارئ سنحاول مساعدتك.


فأقفل الأتصال في وجهي !


- وقح !! عديم الأخلاق !
- هل هذا الذي أخبرتني عنه يا أبوأحمد ؟
- نعم ياعم، هذا شاهين رأس المصائب.
- بسرعة تلاحقوا الوقت يا أبوأحمد، يجب أن تنجز المهمة قبل
غروب الشمس.
- صدقت ياعم، هيا أأمر كرعوب بالتحرك أمامي.
- لك ذلك.



ترجلت من السيارة، ورأيت الخيط الأحمر أمامي وكأنه مرمي على
الأرض، ياله من موقف مرعب !! خطوات تتبعها خطوات.. فالأرض
مليئة بالأحجار الملساء.. تارة تراها سوداء وتارة بنفسجية لامعة!
وكلما أقتربنا من الكهف، زادت الرائحة النتـنة التي تدخل الجوف
وتصدع الرأس !


ماذا أفعل!! كأن شيئاً يلاحقنا!!
نعم أنا متأكد، فالأحجار التي أخطوها تصدر صوتاً !!
وحفيف من الأنفاس ينفخ أذاني !! يالله رحماك !!


لم أجرأ التفكير فقط على أستراق النظر من شدة خوفي !!
وثقـل جسدي أصبح كالجبل فوق أقدامي، ولساني يهلل
بأسم الله الذي لايخيب من ناداه، وذكر الصلاة على المبعوث فينا مع الآل
.. حتى وقفنا أمامه وجهاً لوجه!! لم اعرف أكنت بنهار أم ليل،
فالدنيا أظلمت في وجهي، ونور الشمس أختفى وغاب
عند مدخل كهف وكنف الشياطين !!!!!!!!

http://www.rida-alabdallah.net/apr09/58ae2a54d8.jpg

المرشد الدولي
06-09-2009, 12:03 PM
- هل تـسـ..مع هل تـسـ..ممععني طارر.. ق ؟
- نعم أسمعك أبو أحمد، كان الله في عونك.
- بسم الله !! أحم ! أحم ! آه.. آه.
- نعم أسمعك أبوأحمد.
- طيب ! ارجوك سجل هذه المعلومات ودونها ،
الكهف عظيم المنظر، وكلما أقتربت منه تزداد خوفاً،
وكلما أقتربت زاد يصغر تجويفاً، هل تسمعني ؟
- نعم أكمل !
- آه .. بسم الله ، من الخارج أرتفاع الفتحة تقريباً
خمسة وثلاثون، وعرضه لايزيد عن مائة وخمسين.
- بالمتر ؟
- أكيد بالمتر!
- إذا باقي العمق.
- والرائحة التي تصدر منه كأنها الكبريت العفن، والبرودة تزداد
كلما أقتربت من المدخل، وكأنها تدخل بدنك وتثـلج عظامك،
ولاتنسى طارق أن تكتب، النور يختفي عند المدخل، فلا
فرق بالداخل أن كنت بالليل أو النهار.. لحظة !! ماهذا ؟
- ماذا أبوأحمد ؟
- اللوحة التي أمام الجبل معلقة علــ..
- على ماذا ؟
- في الهـ...واء !!
- بسم الله الرحمن الرحيم، يقول لك العم مهبوب لاتسى ذكر الله.
- إن شاء الله، وكيف حال محفوظ.
- إنه يسد أذانه ويبكي، لايريد أن يسمع ماتقول.
- مسكين محفوظ، أبلغه سلامي.


وإذا بي أسمع صوت محفوظ يصدر من بعيد وكأنه خلف طارق !!


- أبو أحمد أرجوك لاتموت.. عد الينا !!!
- لاتخف يامحفوظ.. إن شاء الله سأعود.
- أنا معك أبوأحمد، ماذا أسجل.
- أبوأحمد !! أين أنت هل تسمعني !!
- نعم أسمعك.
- ماذا أسجل.
- لا أعرف ماذا أقول لك، أرى صخرة عن يمني وكأنها متحجرة ،
وفي الأعلى صخرة كبيرة معلقة عند المدخل.. طارق !!
- نعم أبوأحمد.
- هل الكاميرا جيدة، فأنا ألتقط كل ما راه.
- أنا متأكد إنها تعمل.
- والمصباح الكهربائي يعمل !
- نعم جربه.
- سأشعله بعد قليل.. يالله ماهذا !!
- ماذا ترى أبوأحمد ؟
- صوت يصدر من الداخل، إنه أنيـ..ــ.!!
- ماذا تسمع أبوأحمد ؟ أنين ؟
- أنين أو حفيف للهواء البارد يضرب في وجهي، أتعرف ماهي
مشكلتي طارق.
- ماذا ؟
- أن كرعوب معي ولا أعرف كيف أكلمه، أو أعطيه أشارة.
- صدقت، إنه خيط يمشي لاغير !!
- أنا في الداخل الأن !! لقد أشعلت المصباح.
- ماذا ترى أبوأحمد.
- الكهف أصبح أضيق، ويبدوا إن به ألتفافة لجهة اليمين.
- هل ستدخل ؟
- أبو أحمد هل تسمعني.. هل ستدخل ؟
- لا !
- أبو أحمد لم أسمعك.. هل ستدخل ؟
- أبو أحمد تسمعني !! أبو أحمد أين أنت ؟ تسمعني !!


فهربت بسررررعة !!
وخرجت من الكهف بأتجاه السيارة !!
لقد أصبحت سريعاً وكأن الريح تحملني إلي السيارة !


- ماذا حدث ؟
- آه آه .. أفف .. آه آه دعوني أتنفس آه آه .. ياربي رحماك !
- ماذا حدث ! وأين كرعوب ؟
- آه آه كر.. كرر.. كرر.
- كرعوب أين هو ؟
- ..
- ..
- ..
- أبوأحمد ماذا بك تكلم !!


- ياعم آه آه كرعوب كرعوب !!
- ماذاحدث له .
- رايت الخيط يرتفع أعلى الكهف ويهوي في الأرض !
ثم ارتفع مرة أخرى وضرب في الجدار جهة اليمين ثم إلي اليسار.
- حبيبي كرعوب! كرعوب ولدي كرعوب !!
- وأول مرة أسمع فيها صوت كرعوب.. لقد صرخ من شدة
الضرب والألم إلي أن سكت.
- ثم ماذا أبوأحمد؟
- الخيط مرمي على الأرض مع حركة بسيطة.. وكأنه يلفظ أنفاسه !!!


فأغمي على العم مهبوب !!
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/9071688754.jpg

المرشد الدولي
06-09-2009, 03:01 PM
- ما العمل الأن يانعيم ؟
- هل ستعود مرة أخرى ؟
- لا أعرف.
- هل تتوقع الجن قتل كرعوب.
- نعم، وهناك شئ لم أخبركم به.
- ماهو ؟
- رايت الخيط الأحمر مرمي على الأرض! وكأن دماً أحمر
كان يخرج ينزف منه.. أنا متأكد إنهم قـتلوه.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.

وأنا أنظر في المرآة الأمامية، وإذا بمحفوظ يبكي لكن بدون صوت..
ويداه تطبقان فمه.. كأنه يحاول أن يخرج صرخته ! لكن العبرة واقفة !

- مسكين كرعوب، لقد فقد العم مهبوب الوعي.
- لاتلومه ياطارق.. إنها مفاجأة لم أكن أتوقعها.. والأحداث بدت سريعة.
- هل تصدق ياطارق.
- ....

طارق لايرد من شدة الموقف .

- بالداخل ستشعر وستعرف ماهو الخوف الحقيقي.
- أرجوك لاتصف لي ذلك.. يكفـ..ـي أرجوك.. يكفي إن شعري أقشعر
وقلبي يدق بسرعة.. أحس كأن روحي ستخرج من البرد.
- أبو أحمد !
- ماذا نعيم ؟
- سأدخل معك.
- هل أنت جاد؟
- نعم، لكن عندي سؤال.
- تفضل.
- أتذكر إنك احضرت كمية كبيرة من علب الجل التي توضع على الشعر
وقلت إنك ستستخدمها في دخول الكهف.
- نعم.
- لماذا ؟
- كنت متيقن إنني لن دخل في جوف الكهف في المرة الأولى،
وأني سأعود لكم، والجل مادة سكرية حلوة تعطي البرودة، وقد
قرأت إن بداخل بئر برهوت حرارة لاتحتملها الأجساد، لذا سنقوم
بتغطية أجسادنا بالجل قبل الدخول في عمق البئر.
- هل تفكر بدخول عمق البئر؟
- ربما.
- لقد تذكرت شيئاً، أعطني الحقيبة ياطارق.
- أي حقيبة.
- التي بالخلف، ستجدها خلف محفوظ، افتحها وأعطني الكتاب والقارورة.
- هل هو كتاب كتـ..
- نعم المكتبة التي بعدن.

فناولني طارق الكتاب، فبدأت تصفحه لأجد الصفحة المطلوبة.

- أين.. أين .. نعم أعتقد إنها هنا.. أرجوكم أسمعوا.

وإذا بالعم مهبوب ينتبه من أغمائه ويبكي بهدوء.

- بداخل الكهف الأيمن ستجد النور نحو الغرفة الحمراء،
إنها القوة التي تعلق بها الأنس والجان، هناك لسان الخلد يتدلى كالثلج.
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- هل فهمتم شئ ؟
- تقريباً.
- أنا أعتقد يانعيم إنك أستعملت المصباح في المكان المخطئ.
- كيف !
- ربما هم أنزعجوا من نور المصباح، فلذا لن نضيئه.
- نعم أعتقد إنك على حق، فبمجرد أني أضأته، أمسكوا بكرعوب.
- والكهف الأيمن الذي وصفه الكتاب هو الكهف الصغير الذي
أخبرتنا عنه في أتصالك، أي به النور وهو الطريق المؤدي نحو الغرفة الحمراء.
- وماهي الغرفة الحمراء في أعتقادكم ؟
- أعتقد ياطارق إنها الغرفة التي بها الزئبق الأحمر.
- هل تعني إن هناك كمية كبيرة من الزئبق ؟
- نعم أعتقد ذلك، ولربما إنها كالخزانة الكبيرة.
- وما قصة القارورة التي أعطتنا الفتاة ؟ ربما لن نجد قارورة مليئة كما قالت.
- كلام الله أقوى من الجن، سنأخذ المصاحف معنا وسنتلو الأيات وندخل.
- متأكد ؟
- نعم نعيم، وسنعرف كل مايجري بالداخل.
- إذاً بسم الله نتوكل وعليه نستعين.
- ونعم بالله.

سماءك حلمي
06-09-2009, 05:08 PM
في إنتظـــــــــــــار البقية

يعطيك العافية على الرواية الجميلة

المرشد الدولي
06-10-2009, 08:23 AM
- أبو أحمد، أعذرني على قولي هذا، أنت فقدت ذاكرتك!
- لماذا ؟
- ربما نسيت أو غيرت رأيك.
- عن ماذا تتحدث نعيم ؟ أرجوك أنا على أعصابي !
- بخصوص مشغل الكاسيت وسورة البقرة.
- آخخ ! والله أنساني الشيطان، هذا أهم شئ !
- كما توقعت.
- طارق.. هل سمعت ماقاله نعيم ؟
- نعم، أنا سألت نعيم بخصوص المشغل عندما كنت بالكهف.
- هل المشغل جاهز؟
- أكيد، والكاسيت بالداخل والبطاريات جاهزة منذ غادرنا عدن.
- الحمد لله، إذاُ سناخذه معنا.. نعيم بسرعة ضع علب الجل
في الحقيبة وخذها معك، أما أنا سأحمل المشغل.
- هل أخذت قارورة فتاة المكلا ؟
- نعم.
- جيد.

وقبل أن أغلق باب السيارة، ناداني العم مهبوب.


- أبوأحمد !
- تفضل ياعم.
- الله يحرسكم، لاتنسوا ذكر الله.

فبكي العم مهبوب !

- تذكرت، طارق أخرجوا عني الصدقة، هذه وصية أم أحمد.
- سأفعل.
- إذا توكلنا على الله.

فمشينا خطوات نحو الكهف، وإذا بالمفاجأة الغير متوقعة جاءت من الخلف.

- توقفووووووا !! أبو أحمد !! نعيييم !!

ونظرنا إلي الخلف وإذا هو محفوظ !

- محفووووووظ ! ماذا تريد ؟!
- سأذهب معكم.
- محفوظ ! هل أنت جاد؟ نحن ذاهبون إلي بئر الجن.
- أعرف.
- هذه بئر برهوت الأسطورية، هل تعرف معنى قولك ؟
- نعم، وأتحمل المسؤلية.
- سبحان الله.

فأحتضنت محفوظ بقوة

- أريد الثأر لكرعوب.
- وكيف ستأخذ الثأر، نحن لانعرف من قتله.
- ثأره أن لا أخاف منهم وأتحداهم أيضاً.
- الحمد لله إن طارق لايسمعك.
- هههه، لاتخاف أنا تغيرت.
- إنت متأكد ؟
- نعم متأكد.
- إذا تعال سنعرف بعد قليل.

أصبحنا ثلاثة بعد أن كنا إثنان، من يصدق! محفوظ سيدخل كهف برهوت !!

- ها قد وصلنا شباب مدخل الكهف، محفوظ أنت خلفي ونعـ..ـ
- لا أبو أحمد، أنا سأكون في الخلف ونعيم خلفك.
- أنت فعلاً تغيرت !
- لنسرع أبوأحمد فالوقت يمضي بسرعة، قربنا من العصر.
- إذا أتبعوني في خط مستقيم، وأرجوكم لاتشعلوا المصباح، وتكلموا بهدوء.


وإذا بنعيم يهمس في أذني.

- أنا أشك إن حماس محفوظ وشجاعته ستبقى إلي داخل الكهف !
- أنظر إليه المسكين، إنه ينظر خلفه بأستمرار .

وصلنا أمام الكهف المخيف !! البرودة أزاددت والرائحة النتـنة خنقـتنا !
مرعوب كمم أنفه بيديه من قوة الرائحة.

- ابوأحمد !
- ماذا تريد نعيم ؟
- والله صدقت، إنه مرعب ! جسمي يرتعش لوحده !
- لأنها المرة الأولى بالنسبة لك، هذا ماحصل لي، مسكين محفوظ.

محفوظ في وضع لايحسد عليه.. فالكهف يرعب حتى الشجعان،
فكل علامات الخوف فيه، فحيح الأصوات !! والرائحة النتنة !!
والظلام ! والبرودة ! والنفسية لايمكن وصفها !!

- نـ..نـع نـ..عـ..ي.
- ماذاتريـ..ـد محفـ..
- أأ..أأ

المرشد الدولي
06-10-2009, 09:03 AM
- أيـ..ن شـ.. شجاعتـ.. ك؟
- أأ..أأ ؟
- أبوأحمد، أصبح محفـ.. أخرررس !
- أرجوكم شباب ! الهدوء !
- أن شـ.. الله.
- طارق تسمعني ؟ الو طارق !
- نعم أبوأحمد، صوتك ضعيف.
- لا أستطيع أن أرفع صوتي. هل تسمعني.
- نعم، الأن أفضل.
- نحن داخل الكهف، وأمامنا مكان سقوط كرعوب.
- هل تراه ؟
- من ؟
- كرعوووب ؟
- لحظة، نحن نبحث .. أين الخيط ؟
أين الخيط الأحمر؟ غريبة لا أثر لكرعوب، لقد كان هنا .
- ربما أخذوه أو لا أعرف ماذا أقول !
- هل العم مهبوب يسمعنا ؟
- نعم إنه يبكي.
- آه .. إن شاء الله ستفرج، نحن سندخل في
الكهف الصغير هل تدون ما أقول لك ؟
- نعم، ماذا ترى الأن.
- نحن أمام الفتحة، لكن نور اخضر يشع من بعيد، سندخل إلي جهة اليمين.
- وكيف حال نعيم ومحفوظ.
- لاتسأل عن حاليهما، أجساد متجمدة وخائفة.
- وأنت ؟
- أنا خائف حتى الثمالة، أحس كأن شيئاً يلامس وجهي أو شيئا ًسيخنقني !
- بسم الله الرحمن الرحيم، هل دخلتم إلي اليمين.
- نعم، بسم الله الرحمن الرحيم !
- ماذا حدث أبوأحمد ؟
- لا أعرف، إنها فتحة صغيرة، لكن لا أعرف ماهذا النور الأخضر،
وبالقرب صوت خرير ماء.
- ماء !!
- نعم ماء، إنه جدول صغير ومن حوله !! لا أعرف أهي طحالب أو ماذا ؟
- لاتسوا ذكر الله والمعوذات.
- نحن نقرأ بأستمرار، إنه مخيف ياطارق! والله أكاد أتبول في ثيابي !
- إلي هذا الحد ؟
- يالله الجو مخيف !! إنه مرعب جداً وكأن اشياء تحيط بنا ولانراها !!
- بسم الله الرحمن الرحيم ! حفظكم الله، على فكرة العم مهبوب
يقرأ القرآن لكم، إنه لايقف عن القراءة .
- يالله !! ماهذا ؟
- ماذا أبوأحمد !!؟
- هذه ليست طحالب، إنها كالألماس أو المعدن الأخضر المضيئ،
لا إله إلا الله.. سبحانك يارب !
- أبو أحمد ! يقول لكم العم مهبوب لاتلمسوا أو تأخذوا أي شئ من الكهف!
- أكيـ... !
- سوف ندخل الفتحة الخضراء، سنحاول أن لانلمس أي شئ.
- أبو أحمد ؟
- أبوأحمد ؟
- ؟؟
- ماذا حصل أبوأحمد ؟
- نعم أنا أسمعك.
- ماذا بعد ؟
- المشكلة محفوظ !
- ماذا ؟
- جسمه كبير وأخاف أن يلامس فوهة الكهف.
- الله يستر! بسم الله الرحمن الرحيم عليكم، عين الله تحرسكم.
- أبو أحمد ؟
- هل عبر محفوووظ ؟
- أعتقـد ذلـ............ لا لا محفوظ لا .. لاتفعل !!
- ماذا أبوأحمد !!
- يا الله .. الحمد لله .. كاد يأكـ.. ...
- أنا على أعصابي أبوأحمد، والعم يدعوا لكم.. ماذا حصل !!؟
- والله الخوف يعصرني والضحة في جوفي.. حرام عليك يامحفوظ.
- ماذا حصل أبوأحمد ؟
- أعتقد إن الجن وضعوا فخاً لمحفوظ.
- كيف ؟
- وضعوا شئ يشبه الكعكةعلى الصخرة، ومحفوظ كان يريد أن يأخذها.
- هههههه، هل تصدق أبوأحمد أني أضحك والدموع تتساقط من عيني،
أنا أبكي وأضحك وخائف من أجلكم في نفس الوقت.
- وأنا مثلك ياطارق، دموعي تتساقط !

المرشد الدولي
06-10-2009, 09:52 AM
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/5ec122699f.jpg

المرشد الدولي
06-10-2009, 09:57 AM
- قلبي معكم أبوأحمد، والله جسمي فقط في السيارة،
أنا أستمع لجهاز الأتصال وأحس بما يجري عندكم.
- لا أعتقد طارق والله الجو مخيف هنا جداً، تخيل
إنك تمشي في ظلام دامس، تخيل إنك تتحرك ولاتعرف إلي أين.
- كيف شكل الجدار.
- التعرجات تزداد في الأرض والجدران، ولون
الجدار يقترب الحمرة ! لكن البرودة غير طبيعية.
- هل توجد أصوات ؟
- فقط إذا أضاء فلاش الكاميرا !
- ماذا يحدث؟
- كأنه صوت صفير خفيف، أو كأن أحد قد لسع.
- لم أفهم شيئاً، كيف محفوظ ؟
- سأتفقده وأتصل بك.



نظرت للخلف وإذا وجه محفوظ فقط عينين جاحظتين!!
وفم مفتوح !! إنه يمشي دون شعور، كالرجل الألي!!
والله أنا ألا ألومه ! فالمكان مخيف !!



- أبوأحمد أين وصلتم ؟
- ..
- ..
- ؟؟
- أبو أحمد، أرجوك ! أرجوك هل أنتم بخير.
- لا أجابة ! الله يستر ياعم.




فأخذ العم مهبوب الجهاز وكلمنا.



- أبوأحمد ! نعيم محفوظ ! هل حصل مكروووه !! شباب !!
- ..
- ..
- ..
- ..
- ..
- نعم طــ..ـ.
- ابو أحمد ماذا حصل ؟ قلبي توقف.
- قلبونا التي توقفت.
- ماذا حدث ؟
- نحـ..ـن .. كيف أصف لك الرعب الذي نحن فيه؟
- ماذا ترون ؟
- تعرجات غريبة وواسعة متجهة إلي أعلى !!
سبحان الله ، كأنها حلق سمكة كبيرة، هل تخيلت ذلك ياطارق ؟
- ..
- طارق هل تسمعني.
- نعم، أبوأحمد، أنا أبكي من الخوف !! كيف حالكم أنتم.
- قـ..ـل إن شاء الله يصمد محفحوظ.. أنا لا أعـر.. كيف أقولها.
- لاداعي أبو أحمد أنا فهمت .
- طا.. نعيم يهتز بقوة وهو يقرأ السور والأيا..
- لا إله إلا لله .. هل ستصعدون؟
- نـ..
- وصلت الأجابة.



فأعطاني نعيم إشارة كي أنظر للأسفل.



- الله يستر !! الله يستر !! ماهذا ؟
- أعـتـقـ..ـ !
- ربمـ.. عيو.. خفافـ !
- ماذا حصل أبو أحمد تسمعني.
- طا.. !
- ماذا ؟
- عـيـ...وووون !! خضـ..ــراء !
- ربما خفافيش، لاتخافوا منها أبوأحمد، هي تحب الظلام.
- نتـ...مـنى أن تكــــ..ــون خفـ..ــافـيـ !



فأعطاني نعيم إشارة أخرى لأنظر إلي محفوظ.. فنظرت إليه ،
وإذا به كالخشبة التي تمشي دون شعور.. وبنطلونه مبلل ..
المسكين تبول في ثيابه !!



- هل ستصدعون.. أقصد تصعدون في حلق السمكة ؟
- نعم، نحــ...ـن نـسـ..لــق !
- أنتبهوا لمحفوظ.. هل تسمعني أبوأحمد.
- ..
- ؟؟
- ؟؟
- أبو أحمد هل صعدتم؟ هل أنتم بخير ؟ أبو أحمد نعيم، هل جهازك يعمل؟
- ...
- ..
- لا أحد يجيب.. كان الله في عونهم.
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/df4c2ceb62.jpg

المرشد الدولي
06-10-2009, 10:39 AM
- طارق ! طارق !
- الحمد لله !
- طارق!!
- الحمد لله .. عيوني تدمع من الفرحة، أنتم بخير.
- نحـ.ـن في مكا.. مرعب !! وهو.
- وهو ماذا ؟
- جدران حمراء بها تماثيل وأعمدة حمـ..ـررراء.
- أعمدة وتماثيل !!
- نعـ..ـ !
- حمراء !! أبو أحمد العم مهبوب سيكلمك.
- أبوأحمد ! هل في الجدران عروق متدلية.
- نعـ.. ، يارب !! الأصوات !! الأصوات !!
- ماذا أبو أحمد ؟
- هـ..ـنا أصوات مخـ..خخيـ..ـفة يارب !! يا الله !
- أبو أحمد، هل العروق..
- إنها تتحرك كالدووووود !! يا الله كن في عو..
- أكثروا من الصلاة على النبي.
- اللهم صـلي..على مححـ...ــحمد وآ..
- أنتبهوا أبو أحمد، هذه هي قرابين الجن ! أنتم محاصرين
بالجن وهي تحرك العروق وتلصف فيها الزئبق الأحمر،
إنها ترفعه من عرق وتضعه في عرق آخر، أنتبهوا لاتلمسوا شيئاً.
- عم مهبـ.
- نحن خائفون ! ستخرج أرووا...ححــنا ! سيمو.. محفففوظ !
- أبو أحمد يكرر لك العم مهبوب لاتقطعوا أي زئبق من العروق.
- في الأرض قواررررير كثيرة .. نفس التي عندي !
- يقول لك العم مهبوب.. هل القوارير مفتوحة ؟
- نعم.. كلها مفتوحة.
- إذا الجن رموها في الأرض بعد أن أخذوا الزئبق.
- أبوأحمد كلمني.. أنا مهبوب.
- نعم أسمعك.
- أنتبه لاتكسروا أي كبسولة، الجن تسكب الزئبق على العروق
وتتمرغ فيه وتأكله لتصبح قوية، والأصوات التي تسمعوها هي صوت
المضغ في النار لانها من نار.
- بسم الله.. والله لا أعرف كيف أصف وضعنا! لكن نسيت أن
أقول لكم أن الهواء أصبح ساخن وكلما دخلنا في الداخل أصبح
أكثر سخونة، ويوجد على الأرض رماد ناعم كبريتي كريه الرائحة.
- كم تتوقع عمق البئر أبوأحمد؟
- ربمـ.. مائـ.. وثمانـ..ين أو أكـثـ..
- متر ؟
- نعم.
- هل قلت أ بوأحمد إن بها تماثيل.
كأنها مومياء سوداء وحمراء.. لا أعرف كيف أصفها، إن شاء الله ترون الصور.
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/5a7c1312a0.jpg

سماءك حلمي
06-10-2009, 02:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

يعطيك العافية لاتتأخر علينا

وحبيت اسألك اخوي قصة البئر واقعية ولا من محض الخيال ؟؟

موفقين

المرشد الدولي
06-10-2009, 03:09 PM
- سبحان الله ! العروق تتحرك !
- أبوأحمد، أنا مهبوب !
- أبو أحمد ! تسمعني.
- أبو أحمد.
- أبو أحمد.
- أبو أحمد !!
- طارق !! أتمنى إن يكونوا بخير.
- نعم ياعم !
- الحمد لله.. هل تسمعني أبوأحمد.
- نــ.. !!
- لماذا لاتتكلم.
- لا أســتـ..ـطيـ.. الكـ..ـلا لا م ! أنا خـ..ائف !!!!
- أذهب إلي الأمام.
- هل تسمعني أكمل طريقك !


طارق أستغرب من العم مهبوب.. لقد بدا مشحونا ًوكأن عليه علامات الغضب !


- أذهب إلي الأمام، في المنحدر، هل ترى عين البياض ؟
- عين البياض !
- نعم ستراها أمامك، خذ كبسولة وأغرف غرفة.


فنظر طارق بعين الأستغراب إلي العم مهبوب !!!!


- وما أدراك ياعم ؟
- عندي اخبار عنها ؟
- هل وصل أحد إلي هناك.
- نعم.
- وماهي عين البياض ؟
- يقولون إنها مزيج من فوح الأرض من الكبريت مع فضلات الجن.
- فضلات الجن.
- نعم.. هنا برزخ الجن والمنافقين.
- برزخ !!
- نعم، فكما تبقى عضام الأنسان في القبر، تبقى فضلات لهم.
- وكيف هي.
- لا أعرف سيخبرنا أبوأحمد.
- طارق تسمعني.
- نعم..أنا على مسافة عشرة أمتار من نبع البياض !
والرائحة كريهة جداً حتى أنني فرغت في الأرض، والحرارة مرتفعة.


فأخذ العم مهبوب الجهاز وكلم أبوأحمد بحماس غريب !


- أبو أحمد !
- نعم ياعم !
- أدهن جسمك بالجل كما أخبرتنا وأذهب نحو النبع وأغرف لي منه.
- لماذا ياعم ؟
- هذا من مصلحة الجميع .. لاعليك أنا أريد المصلحة والمنفعة.
- أمري إلي الله، لكن محفوظ ونعيم في حال يرثون لها.


فخلعت ملابسي والخوف يعتصرني !
وأخذت الحقيبة من نعيم وهو كالصنم دون شعور منه، ففتحت
كل العلب ومسحت بها جسمي من الرأس حتى أخمص قدمي
..ثم لبست ملابسي.. لقد أحسست بالبرودة القاتلة، لأني بعيد
عن النبع ومازلت في المكان البارد.


- أنا جاهز ياطارق، ومعي قارورة فارغة.
- نحن معك، أرسل لنا أخبارك أولاً بأول.


فتوجهت إلي النبع والرائحة الكريهة تكاد تقتلني، فغرفت من النبع
وملأت القاروة، والحمد لله لم أنسى أن ألبس القفازات.

http://www.rida-alabdallah.net/apr09/7d8e56324c.jpg

المرشد الدولي
06-10-2009, 03:14 PM
- طارق! طارق !!
- نعم أبوأحمد أسمعك.
- أنا في راجع لمحفوظ ونعيم.
- وهل ملأت القارورة ؟
- نعم.
- أعتقد إن نفسيتك أفضل من قبل.
- تقريباً، لكن قلبي يدق بسرعة والمكان مخيف.. قلبي يؤلمني !
- كيف ؟
- أحس بضيقة في جوف القلب، ربما من الخوف والهلع،
والله صعب وصف مانحن فيه، الأن وصلت لنعيم ومحفوظ، إنهما كالأصنام !!
- وماذا الأن ؟
- طارق !
- أنا معك أبوأحمد.
- سوف أقوم بآخر مهمة ونهرب.
- وماهي ؟
- سوف أشغل سورة البقرة وبأعلى صوت ونهرب.
- ومحفوظ !
- ماذا به ؟
- حاول ان تجهز محفوظ ونعيم للهروب.
- نعم صدقت.

فحاولت أن أوقظ محفوك ونعيم من غفلتهما، فهما في ثمالة الخوف .

- محفوظ ! محفوظ ! نعيم ! نعيم !
- شباب !! سنهرب كلموني !
- ..
- ..
- ؟؟
- طارق ما العمل الأن؟ هما في حالة إغماء من الخوف،
أفضل شئ أني أخرجهما وأعود، أو تأتي وتساعدني.
- أنا !!
- نعم، هل أنت خائف.
- أكيد خائف، أنا في السيارة وقلبي بدون دم.
- طارق !
- ..
- طارق !! أجبني ما العمل ؟

ماهي إلا دقائق وإذا بطارق يناديني من خلفي !

- أبو أحمد !!
- بسم الله الرحمن الرحيم، وصلت بهذه السرعة !
- نعم.
- والخوف والرهبة.
- عادي.
- إذا بسرعة ساعدني كي نخرج نعيم ومحفوظ إلي الباب الرئيسي.

فساعدني على إخراجهما إلي مدخل الكهف، ولقد واجهت صعوبة مع محفوظ.

- أبو أحمد، أنت أذهب وأحضر الزئبق وأنا سأعود بهما إلي السيارة.
- الحمد لله بسرعة !

لا أعرف ماذا حصل لي ، فقد أعتراني البأس والشدة، فدخلت الكهف
مرة أخرى دون التفكير في الخوف، فأشغلت القرآن بأعلى
صوته وإذا بالمكان يهتز !! وكأن صراخاً مدوياً في المكان !!
لكن ليس كصراخ البشر، إنه كسلب الحديد في محجر النار كما قيل.
ملأت القارورة بسرعة وهربت بسرعة إلي الخارج، وفجأة رأيت أمامي !!

- طارق !!
- أبو أحمد بسرعة أعطيني القارورة.
- كيف !! لماذا أنت هنا ! ولماذا محفوظ ونعيم على الأرض.
- حاولت أن أخذهما إلي السيارة، لكن تعرف إن محفوظ ثقيل جداً.
- وأين العم مهبوب ؟
- في السيارة.
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/beb1236c28.jpg

المرشد الدولي
06-10-2009, 03:18 PM
لقد دخل قلبي الخوف ! عيونه تلمع !! ماذا يحصل هنا !

- أعطني القارورة أبوأحمد !
- أي قارورة ؟
- قارورة البياض.
- آهاا ! البياض وليس الزئبق.
- فقط البياض لأحملها عنك.

وبمجرد أني أخرجت القارورة من جيبي..
وإذا بشئ يتحرك أمامي بسرعة !! ويسحبها من يدي ويهرب!!
فلحقه طارق بسرعة غريبة وأختفى !!

- ماذا يحصل هنا! هل هذا طارق صاحبنا!
ومن ذاك.. كأنه خيط كرعوب!
- هل أنا في حلم أم علم.. بسم الله الرحمن الرحيم،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ومن شر الجنة والناس !!
ومن شر الجنة والناس !

ساعدت محفوظ ونعيم للنهوظ وأخذتهما إلي السيارة .

- أووه !! طارق .. ماذا حدث ؟ طارق !! طارق !!
- آي.. آه.. أنا نعسان.
- ماذا حدث ؟
- لا أعرف، فقط شربت ماء وبعدها لم أشعر بشئ.
- وأين العم مهبوب.
- لا أدري.. أين هو؟ لقد كان موجود معي.
- عقلي سيطير، قبل قليل أنت كنت معي عند الكهف.
- أنا !
- نعم.
- هل أسقاك العم مهبوب الماء ؟
- نعم.
- آهاا !! فهمت، إنه كرعوب !
- كرعوب !
- نعم، الذي سحب القاروة هو كرعوب، والعم مهبوب .... لا لا !
- ماذا أبوأحمد.

- هل تتوقع أن يكون العم مهبوب ساحر؟
- ساحر !! ماذا تقول!!
- نعم، وكل مافعل معنا المجرم كان تمثيلية، وكرعوب حي لم يمت.
- كرعوب حي!!
- هذا ماحصل ! ونحن ضحية !
- والقوارير.
- فقط بقيت معي قارورة الزئبق الأحمر التي يريدها شاهين.

فسحبت مافي جيبي وإذا !

- طارق! يالها من مفاجأة !
- ماذا !
- لقد أخذ كرعوب كبسولة الزئبق من صاحبتنا في المكلا.
- تقصد إنك أخرجت له قنينة الزئبق المغشوش !
- نعم وبدون قصد مني.
- إذا معك الأن زئبق وبياض.
- ماهو البياض ؟
- نعم لم اسئل العم مهبوب ماهو البياض ؟
- إلي الأن تسميه العم مهبوب.
- الساحر مهبوب! والله أنا كنت أشك به منذ البداية، لكن لم أتأكد.
- أنسى مهبوب الأن..أنظر هناك ليدنا زوار !
- من ؟
- أنوار سيارات قادمة الينا، اعتقد إنه شاهين وجماعته.

وإذا بنعيم يستيقظ ثم تبعه محفوظ !

- محفوظ ! نعيم !
- من أنت ؟
- محفوظ أنا أبوأحمد.
- من أبو أحمد.
- أنا صاحبك.
- من صاحبك ؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، محفوظ أنا أبوأحمد وهذا طارق.

المرشد الدولي
06-10-2009, 03:21 PM
أقتربت أنوار السيارات حتى أصبحت أمامنا !

- أرفعوا أيديكم !
- من هؤلاء أبوأحمد ؟ هل هم جماعة شاهين ؟
- لا.. إنهم الشرطة.
- ممنوع الحركة ! أرموا أسلحتكم !!
- الحمد لله جاء الفرج !
- أخرجوا من السيارة وأرفعوا أيديكيم.

فخرجنا من السيارة أنا وطارق فقط وبقى نعيم ومحفوظ بالسيارة.

- أيديكم إلي الأعلى ووجوهكم نحو السيارة.
- إن شاء الله.
- من أنتم !!؟
- نحن سياح تائهين في المنطقة ! أرجوكم ساعدونا !!


وإذا بمحفوظ يخرج من السيارة .


- أبو أحمد!! أين العشاء ؟ سأمووووت من الجوع !!





(((((( نهاية الجزء الأول ))))))

المرشد الدولي
06-10-2009, 03:25 PM
ماذا سيحدث للفريق


هل سيخرجون من اليمن سالمين


وهل سيهربون من مطاردة شاهين وجماعته


أو ملاحقة السحرة والمشعوذين


هل قارورة الزئبق الأحمر والبياض تكونا سببا في دخولهم في حياة الترف والأغنياء


أم في دنيا شقاء وتعاسة مليئة بالسحر والشعوذة حتى لو رجعا إلي وطنهم


كل هذا سنعرفه في الجزء الثاني من الرواية



تحياتي


المرشد الدولي


أبو أحمد 1430 هـ 2009 م

دمعة الاحزان
06-11-2009, 04:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
امممم طيب سئلت اسئله وانا ارجع اسئل
هل فيه جزء ثاني ولا بيطول ولا كيف
تشكرات ع التخويف والرعب
وثانكس ع الاسلوب الشيق

حلم لطيف
06-11-2009, 09:43 AM
لقصة حلوة كثير
وخلصتها كلها في يومين
بس حبيت أسأل القصة واقعية أولا
وشكرآ

بيسان
06-13-2009, 03:53 PM
بصرآحه روعه ^_^ ومآعليها اي كلام

آتآبعها في منتدى ثآني

بآنتظار الآحداث القادمه

موفق

أموله
06-19-2009, 10:27 AM
يأإاترى وش بيصير لهم ؟!!

يسلمو على القصه

اكليل من الورد
06-19-2009, 05:40 PM
ماشاء الله الروايه رووووعه
اندمجت معاها

باانتظار الجزء الثاني بصبر وتروي
اشكرك اخي ع هذا المجهود
وفقك الله
تحياتي00

adooli
06-21-2009, 11:02 PM
اين البقيه ..؟

المرشد الدولي
06-24-2009, 10:51 AM
إخــوتي



سوف يتم طباعة الجزء الأول وبالصور وعرضه في السوق



أما الجزء الثاني فتم التحفظ عليه بطلب من الناشر ليعرض أمام القراء بعد الجزء الأول




لذا أعتذر للجميع ولكم مني خالص الشكر والعرفان




أبو أحمد

الجعفرية
06-24-2009, 04:47 PM
(بسم الله الرحمن الرحيم) اللهم صل على محمد وآل محمد مشكور اخي على القصة الروعة الله يعطيك الف عافيةوفي إنتظار الجزء الثاني على احر من الجمرمع تحياتي للجميع اختكم:الجعفرية

المرشد الدولي
06-30-2009, 08:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله




كيف حالكم إخوتي




نحن على أعتاب العطلة الصيفية التي ستمتد بإذن الله حتى الرابع عشر من شوال 1430 هـ




لذا لايسعني هنا إلا أن أتمنى للجميع إجازة سعيدة ومفيدة بتلقيح أفكارنا من منبر الشبكة





أما بخصوص رواية عش العفاريت الجزء الأول، فإنها مازالت تحت مجهر التعديل




ومن ثم ستسلم لوزارة الإعلام لفسح الطبع ثم الطبع والنشر، وفي الأثناء وبعد الإنتهاء




منها في أيام الإجازة سأرمي بين أعتابكم رواية كهدية لأعضاء وقراء الشبكة الكرام






أخوكم أبو أحمد

حلم لطيف
07-02-2009, 08:27 AM
موفق ياأبو أحمد
وننتظر جديدك بفارغ الصبر

المرشد الدولي
09-06-2009, 12:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله



السلام على كل القراء والأعضاء والإداريين



السلام على كل من له لبنة في بناء وقيام هذا الصرح الثقافي



كل عام وأنتم بخير إخوتي الكرام وتقبل الله صيامكم وقيامكم



إنه وبمناسبة مولد سيد شباب أهل الجنة الإمام السبط أبا محمد التقي ع



وبطلب العشرات من القراء الكرام الذي راسلوا إيميل الحلول لإتمام بقية الرواية



لذا قررنا نحن العبد الفقير المرشد الدولي إرجاع القلم إلي أداته وخط الجزء الثاني بعد العيد



كل عام وأنتم بخير إخوتي


عش العفاريت


الجزء الثاني

ملاك الورد ..~
09-06-2009, 01:45 PM
عن جد خبر جميل
راح اكون من المتابعين للجزء الثاني بكل تأكيد ان شاء الله
في الانتظار

بدر الشرقية
09-13-2009, 03:36 AM
خبر حلو,وننتظر اكمال القصة
تحياتي...

دلوعة المنتدى
09-19-2009, 04:18 PM
خبر جدا راائع وسنكون بالانتظار
تحيااتي لك

بدر الشرقية
10-22-2009, 02:11 PM
وين الجزء الثاني أخوي
كل يوم وانا أنتظر
تحياتي

المرشد الدولي
10-31-2009, 12:50 PM
سادتي الكرام



السلام عليكم ورحمة الله



عذراً لتأخري



مشاكل فنية وعمل على قدم وساق



الآن وفي السوق العربي




رواية أميرة إبليس





كتاب رسائل من كشكول الحياة ج1



http://www.adabarabi.net/news/3010-2009-10-25-16-43-52.html (http://www.adabarabi.net/news/3010-2009-10-25-16-43-52.html)



http://3lsooot.com/booksmall/nasher38.html (http://3lsooot.com/booksmall/nasher38.html)

التائهه
12-31-2009, 01:47 AM
أخواي الأعزاء
والله انكما تركتونا على أحر من
من الجمر لمعرفت باقي القصة
ونحنوا بأنتظار البقية
ودمتما سالمين

التاااااااااااااااااااااائهة

المرشد الدولي
02-23-2010, 10:12 AM
http://www.rida-alabdallah.net/nov09/9be47aceef.jpg

سيدة زمانها
09-21-2011, 01:42 AM
اللهم صل على محمد وإل محمد
ما شاء الله كاتب مبدع
أني لسا ما خلصتها بس
بغيت أسالك
هل من الممكن أن اخذ المعلومات المكتوبه في الروايه؟
وشكرا