أميرة باحساسي
03-26-2009, 05:43 AM
يا تربة الطفّ المقدسة التــــي
هالوا على ابن محمد بوغــاءها
حيث ثراك فلا طفته ســـــحابة
من كوثر الفردوس تحمل ماءها
السلام عليك يا ابا عبد الله، وعلى الارواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
:
:
السلام عليكم احبائي ورحمة الله ورضــوانه .
:
:
إن من الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى: الرحمة، والحكمة. وقد اختار الله جلّ وعلا لعباده وصياً لرسوله صلى الله عليه وآله، فكان الحسين
سلام الله عليه، ودوى في الاسماع على مدى الدهر: «حسين مني وأنا من حسين»، وقد شاء الله تبارك شأنه أن يكون الحسين سيد الشهداء
فاختار له ذلك شرفاً دونه كل شرف، وفضيلة لا تدانيها الفضائل، كما اختار له أرضاً يقتل فيها، وقبراً زكيّاً يدفن فيه، فما يظن بهما بعد ذلك؟
في قصة كليم الله موسى عليه السلام وقد آنس ناراً، قال تعالى: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن
يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ» (سورة القصص،30)، قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في ظلّ هذه الآية الشريفة:
«شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ، الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، والشجرة هي محمد صلى الله عليه وآله».
وفي رواية ثانية: «إن بقاع الارض تفاخرت، ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء، فأةحى الله اليها: اسكتي ولا تفخري عليها؛
فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة، وإنها الربوة التي آويت اليها مريم والمسيح، وإن الدالية التي غُسل فيها
رأس الحسين فيها غسلت مريم عيسى».
هاتان الروايتان هما نموذجان لكثير من الاحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين والتي تتحدث عن بقاع الارض وكأنها موجودات حية
ناطقة، وتبين أن لها قدسية ذات مراتب متعددة، فكيف نفهم هذا الامر؟
الاجابة عن هذا التساؤل يقدمها سماحة الشيخ علي الكوراني في حديثه التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم السلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين،
سؤالكم كيف تفسرون الاحاديث الشريفة المتحدثة عن افضلية بعض بقاع الارض على غيرها، وهو ايضاً يرتبط بالسؤال الاخر
كيف تفسرون ما ورد في بعض الاحاديث الشريفة من حصول التفاخر بين بقاع الارض وهي جمادات، هناك رأي وهو الذي اعتقد به انه في
الكون لا يوجد ميت بالمعنى الدقيق للكلمة الحياة ليست مقتصرة على الانسان والحيوانات فقط، الان علمياً ثبت ان النباتات ايضاً لها انواع من
الاحساس والتفاعل، اذن فيها روح بحسبها، وانا اعتقد بان الجمادات ايضاً كذلك، ما عندنا ميت، ومن اقوى الادلة على ذلك آية التسبيح ما
من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وإن من شيء، يعني كل شيء في هذا الكون يسبح بحمد الله، يعني ينزه الله من ناحية
ومن ناحية اخرى يثبت فاعليته ان العطاء منه، التسبيح تنزيه، يعني وجوده عز وجل ليس من نوع وجود المخلوقات والطبيعة والمادة هذا
التنزيه، التحميد، اثبات فاعلية الله، العطاء، التموين، الادارة منه سبحانه وتعالى، اذن كل شيء في الوجود يستوعب حقيقتين حقيقة ان الله
منزه عن ان يكون من نوع المخلوقات وان العطاء والفاعلية هي لله سبحانه وتعالى، ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وعبر عنهم بضمير العاقل
تفقهون تسبيحهم، على هذا الاساس يمكن ان نقول ان الكون كله حي وحين اذن التفاضل يكون، طيب كيف يكلف هؤلاء الموجودات كل
موجود له تكليف بحسبه، الانسان باعتبار انه ميزه الله بالعقل والكفاءة فيعطيه تكاليف يتكامل هذا الانسان باستجابته او يتناقص بعدم
استجابته للتكاليف الالهية، اذن هناك مسار تكاملي للانسان لاداء ما اوجب الله عز وجل عليه او بالسقوط فيه، وكذلك الحيوان ايضاً بنسبته،
لما عندنا في القيامة يقتص للجماء من القرناء يعني اصل مبدأ الظلم بين الحيوانات موجود وشخصيات الحيوانات كما نراها متفاوتة في الخير
والشر، وبهذا الملاك ايضاً شخصية الجمادات، الجبال مختلفة المادة مختلفة،
وبناءً على هذا المبنى وهو مبنى قوي عند التعمق في القرآن الكريم وفي
العلوم الطبيعية هناك تفاضل بين بقاع الارض، ولماذا لا يكون تفاضل.
ننتقل للحديث عن المنشأ الاساس لقدسية أرض كربلاء؛ فما هو هذا المنشأ التشريفي؟
كلنا يعلم ان للشرف اسبابه، وأسراره ومن ذلك أن شرف المكان، بشرف المكين، المكين الذي حلّ في ذلك المكان، فتشرفت يثرب بهجرة
رسول الله صلى الله عليه وآله اليها، فصارت بعد ذلك (المدينة المنورة)، وكذلك كربلاء، اتاها الشرف إذ كتب الله لها أن تكون مثوى حبيب
رسول الله وريحانته، وسبطه وثمرة مهجته، أبي عبد الله الحسين ابن علي وفاطمة. ومن قبل ذلك كانت خاضعة لله تعالى، فأكرمها فيما بعد..
يقول الامام الصادق يحدثنا عن حياة العوالم ونحن نظنها هامدة:
«لما تفاخرت الارضون والمياه بعضها على بعض، قالت كربلاء: أنا ارض الله المقدسة المباركة، الشفاء
في تربتي ومائي، ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكراً لله.
فأكرمها وزادها بتواضعها، وشكرها لله، بالحسين وأصحابه».
فمن هو الحسين يا ترى؟!
يتبــع >>
هالوا على ابن محمد بوغــاءها
حيث ثراك فلا طفته ســـــحابة
من كوثر الفردوس تحمل ماءها
السلام عليك يا ابا عبد الله، وعلى الارواح التي حلت بفنائك، وأناخت برحلك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
:
:
السلام عليكم احبائي ورحمة الله ورضــوانه .
:
:
إن من الصفات الذاتية لله تبارك وتعالى: الرحمة، والحكمة. وقد اختار الله جلّ وعلا لعباده وصياً لرسوله صلى الله عليه وآله، فكان الحسين
سلام الله عليه، ودوى في الاسماع على مدى الدهر: «حسين مني وأنا من حسين»، وقد شاء الله تبارك شأنه أن يكون الحسين سيد الشهداء
فاختار له ذلك شرفاً دونه كل شرف، وفضيلة لا تدانيها الفضائل، كما اختار له أرضاً يقتل فيها، وقبراً زكيّاً يدفن فيه، فما يظن بهما بعد ذلك؟
في قصة كليم الله موسى عليه السلام وقد آنس ناراً، قال تعالى: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن
يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ» (سورة القصص،30)، قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام) في ظلّ هذه الآية الشريفة:
«شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ، الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، والشجرة هي محمد صلى الله عليه وآله».
وفي رواية ثانية: «إن بقاع الارض تفاخرت، ففخرت الكعبة على البقعة بكربلاء، فأةحى الله اليها: اسكتي ولا تفخري عليها؛
فإنها البقعة المباركة التي نودي منها موسى من الشجرة، وإنها الربوة التي آويت اليها مريم والمسيح، وإن الدالية التي غُسل فيها
رأس الحسين فيها غسلت مريم عيسى».
هاتان الروايتان هما نموذجان لكثير من الاحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين والتي تتحدث عن بقاع الارض وكأنها موجودات حية
ناطقة، وتبين أن لها قدسية ذات مراتب متعددة، فكيف نفهم هذا الامر؟
الاجابة عن هذا التساؤل يقدمها سماحة الشيخ علي الكوراني في حديثه التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة واتم السلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين،
سؤالكم كيف تفسرون الاحاديث الشريفة المتحدثة عن افضلية بعض بقاع الارض على غيرها، وهو ايضاً يرتبط بالسؤال الاخر
كيف تفسرون ما ورد في بعض الاحاديث الشريفة من حصول التفاخر بين بقاع الارض وهي جمادات، هناك رأي وهو الذي اعتقد به انه في
الكون لا يوجد ميت بالمعنى الدقيق للكلمة الحياة ليست مقتصرة على الانسان والحيوانات فقط، الان علمياً ثبت ان النباتات ايضاً لها انواع من
الاحساس والتفاعل، اذن فيها روح بحسبها، وانا اعتقد بان الجمادات ايضاً كذلك، ما عندنا ميت، ومن اقوى الادلة على ذلك آية التسبيح ما
من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وإن من شيء، يعني كل شيء في هذا الكون يسبح بحمد الله، يعني ينزه الله من ناحية
ومن ناحية اخرى يثبت فاعليته ان العطاء منه، التسبيح تنزيه، يعني وجوده عز وجل ليس من نوع وجود المخلوقات والطبيعة والمادة هذا
التنزيه، التحميد، اثبات فاعلية الله، العطاء، التموين، الادارة منه سبحانه وتعالى، اذن كل شيء في الوجود يستوعب حقيقتين حقيقة ان الله
منزه عن ان يكون من نوع المخلوقات وان العطاء والفاعلية هي لله سبحانه وتعالى، ولكن لا تفقهون تسبيحهم، وعبر عنهم بضمير العاقل
تفقهون تسبيحهم، على هذا الاساس يمكن ان نقول ان الكون كله حي وحين اذن التفاضل يكون، طيب كيف يكلف هؤلاء الموجودات كل
موجود له تكليف بحسبه، الانسان باعتبار انه ميزه الله بالعقل والكفاءة فيعطيه تكاليف يتكامل هذا الانسان باستجابته او يتناقص بعدم
استجابته للتكاليف الالهية، اذن هناك مسار تكاملي للانسان لاداء ما اوجب الله عز وجل عليه او بالسقوط فيه، وكذلك الحيوان ايضاً بنسبته،
لما عندنا في القيامة يقتص للجماء من القرناء يعني اصل مبدأ الظلم بين الحيوانات موجود وشخصيات الحيوانات كما نراها متفاوتة في الخير
والشر، وبهذا الملاك ايضاً شخصية الجمادات، الجبال مختلفة المادة مختلفة،
وبناءً على هذا المبنى وهو مبنى قوي عند التعمق في القرآن الكريم وفي
العلوم الطبيعية هناك تفاضل بين بقاع الارض، ولماذا لا يكون تفاضل.
ننتقل للحديث عن المنشأ الاساس لقدسية أرض كربلاء؛ فما هو هذا المنشأ التشريفي؟
كلنا يعلم ان للشرف اسبابه، وأسراره ومن ذلك أن شرف المكان، بشرف المكين، المكين الذي حلّ في ذلك المكان، فتشرفت يثرب بهجرة
رسول الله صلى الله عليه وآله اليها، فصارت بعد ذلك (المدينة المنورة)، وكذلك كربلاء، اتاها الشرف إذ كتب الله لها أن تكون مثوى حبيب
رسول الله وريحانته، وسبطه وثمرة مهجته، أبي عبد الله الحسين ابن علي وفاطمة. ومن قبل ذلك كانت خاضعة لله تعالى، فأكرمها فيما بعد..
يقول الامام الصادق يحدثنا عن حياة العوالم ونحن نظنها هامدة:
«لما تفاخرت الارضون والمياه بعضها على بعض، قالت كربلاء: أنا ارض الله المقدسة المباركة، الشفاء
في تربتي ومائي، ولا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني، بل شكراً لله.
فأكرمها وزادها بتواضعها، وشكرها لله، بالحسين وأصحابه».
فمن هو الحسين يا ترى؟!
يتبــع >>