المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اخلاق الامام الحسين واخباره واحوال اصحابه (ع)



فراشة اللهب
02-06-2006, 11:34 PM
عن مسعدة قال: مر الحسين بن علي (عليهما السلام) بمساكين قد بسطوا كساء لهم وألقوا عليه كسرا فقالوا: هلم يا ابن رسول الله! فثنى وركه فأكل معهم ثم تلا " إن الله لا يحب المستكبرين " ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم يا ابن رسول الله، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للجارية: أخرجي ما كنت تدخرين (1).2 قب: عمرو بن دينار قال: دخل الحسين (عليه السلام) على اسامة بن زيد وهو مريض، وهو يقول: واغماه، فقال له الحسين (عليه السلام): واما غمك يا أخي؟ قال: دينى وهو ستون ألف درهم فقال الحسين: هو علي قال: إني أخشى أن أموت، فقال الحسين لن تموت حتى أقضيها عنك، قال: فقضاها قبل موته.
وكان (عليه السلام) يقول: شر خصال الملوك: الجبن من الاعداء، والقسوة على الضعفاء والبخل عند الاعطاء.
وفي كتاب أنس المجالس أن الفرزدق أتى الحسين (عليه السلام) لما أخرجه مروان من المدينة فأعطاه (عليه السلام) أربعمائة دينار، فقيل له: إنه شاعر فاسق منتهر (2) فقال (عليه السلام) إن خير مالك ما وقيت به عرضك، وقد أثاب رسول الله (صلى الله عليه واله) كعب بن زهير، وقال
_______________
(1) تفسير العياشى ج 2 ص 257، والاية في النحل: 22 ولفظها " إنه لايحب المستكبرين ".
(2) يقال: انتهره: استقبله بكلام يزجره به وفى المصدر: " مشهر " فلو صح كان معناه أنه يشهر الناس بالفضائح ويهجوهم، ويحتمل أن يكون تصحيف " متهتر " أى مولع في تمزيق أعراض الناس بالفضائح والقبائح.



===============


( 190 )

في عباس بن مرداس: اقطعوا لسانه عني.
وفد أعرابي المدينة فسأل عن أكرم الناس بها، فدل على الحسين (عليه السلام) فدخل المسجد فوجده مصليا فوقف بازائه وأنشأ:
لم يخب الآن من رجاك ومن حرك من دون بابك الحلقه أنت جواد وأنت معتمد أبوك قد كان قاتل الفسقه لولا الذي كان من أوائلكم كانت علينا الجحيم منطبقه قال: فسلم الحسين وقال: يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شئ؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فقال: هاتها قد جاء من هو أحق بها منا، ثم نزع برديه ولف الدنانير فيها وأخرج يده من شق الباب حياء من الاعرابي وأنشأ:
خذها فاني إليك معتذر واعلم بأني عليك ذو شفقه لو كان في سيرنا الغداة عصا أمست سمانا عليك مندفقه لكن ريب الزمان ذو غير والكف مني قليلة النفقه قال: فأخذها الاعرابي وبكا فقال له: لعلك استقللت ما أعطيناك، قال:
لا، ولكن كيف يأكل التراب جودك، وهو المروي عن الحسن بن علي (عليهما السلام) (1)
بيان: قوله: " عصا؟ لعل العصا كناية عن الامارة والحكم، قال الجوهري قولهم: لا ترفع عصاك عن أهلك، يراد به الادب وإنه لضعيف العصا أي الترعية ويقال أيضا: إنه للين العصا، أي رفيق حسن السياسة لما ولي انتهي، أي لو كان لنا في سيرنا في هذه الغداة ولاية وحكم أو قوة لامست يد عطائنا عليك صابة، والسماء كناية عن يد الجود والعطاء، والاندفاق الانصباب، وريب الزمان حوادثه، وغير الدهر كعنب أحداثه، أي حوادث الزمان تغير الامور، قوله: كيف يأكل التراب جودك أي كيف تموت وتبيت تحت التراب فتمحى وتذهب جودك.
3 قب: شعيب بن عبدالرحمن الخزاعي قال: وجد على ظهر الحسين بن علي يوم الطف أثر فسألوا زين العابدين (عليه السلام) عن ذلك فقال: هذا مما كان ينقل
_______________
(1) مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 65 و 66.



===============


( 191 )

الجراب على ظهره إلى منازل الارامل واليتامى والمساكين.
وقيل: إن عبدالرحمن السلمي علم ولد الحسين (عليه السلام) " الحمد " فلما قرأها على أبيه أعطاه ألف دينار، وألف حلة، وحشافاه درا، فقيل له في ذلك فقال:
وأين يقع هذا من عطائه يعني تعليمه وأنشد الحسين (عليه السلام):
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طرا قبل أن تتفلت فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا البخل يبقيها إذا ما تولت ومن تواضعه (عليه السلام) أنه مر بمساكين وهم يأكلون كسرا لهم على كساء فسلم عليهم، فدعوه إلى طعامم فجلس معهم، وقال: لولا أنه صدقة لاكلت معكم، ثم قال: قوموا إلى منزلي، فأطمعهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.
وحدث الصولي عن الصادق (عليه السلام) في خبر أنه جرى بينه وبين محمد بن الحنفية كلام فكتب ابن الحنفية إلى الحسين (عليه السلام): أما بعد يا أخي فان أبي وأباك علي: لا تفضلني فيه ولا أفضلك، وامك فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله)، ولو كان ملء الارض ذهبا ملك أمي ما وفت بامك، فاذا قرأت كتابي هذا فصر إلي حتى تترضاني فانك أحق بالفضل مني والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، ففعل الحسين (عليه السلام) ذلك فلم يجر بعد ذلك بينهما شئ (1).
بيان: بامك أي بفضلها.
4 قب: ومن شجاعته (عليه السلام) أنه كان بين الحسين (عليه السلام) وبين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة فتناول الحسين (عليه السلام) عمامة الوليد عن رأسه وشدها في عنقه وهو يومئذ وال على المدينة، فقال مروان: بالله ما رأيت كاليوم جرأة رجل على أميره، فقال الوليد: والله ما قلت هذا غضبا لي ولكنك حسدتني، على حملي عنه، وإنما كانت الضيعة له، فقال الحسين: الضيعة لك يا وليد وقام.
وقيل له يوم الطف: انزل على حكم بني عمك، قال: لا والله لا اعطيكم



===============


( ب] يدي إعطاء الذليل، ولا أفر فرار العبيد، ثم نادى يا عباد الله! إني عذت بربي

_______________
(1) المصدر ص 66.



===============


( 192 )

وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب.
وقال (عليه السلام): موت في عز خير من حياة في ذل، وأنشأ (عليه السلام) يوم قتل:
الموت خير من ركوب العار والعار أولى من دخول النار والله ما هذا وهذا جاري ابن نباته:
الحسين الذي رأى القتل في العز حياة والعيش في الذل قتلا
الحلية روى محمد بن الحسن أنه لما نزل القوم بالحسين وأيقن أنهم قاتلوه قال لاصحابه: قد نزل ما ترون من الامر وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها واستمرت (1) حتى لم يبق منها إلا كصبابة الاناء، وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما وأنشأ متمثلا لما قصد الطف:
سأمضي فما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى خيرا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مذموما وخالف مجرما اقدم نفسي لا اريد بقاءها لنلقى خميسا في الهياج عرمرما فان عشت لم اذمم وإن مت لم الم كفى بك ذلا أن تعيش فترغما (2)
توضيح: الصبابة بالضم البقية من الماء في الاناء، والوبلة بالتحريك الثقل والوخامة، وقد وبل المرتع بالضم وبلا ووبالا فهو وبيل أي وخيم ذكره الجوهري والبرم بالتحريك السأمة والملال والخميس الجيش لانهم خمس فرق المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساق ويوم الهياج يوم القتال والعرمرم: الجيش الكثير، وعرام الجيش: كثرته.
5 قب: ومن زهده (عليه السلام) أنه قيل له ما أعظم خوفك من ربك؟ قال: لا يأمن يوم القيامة إلا من خاف الله في الدنيا.
_______________
(1) ولعله من المرارة أي صارت مرة ضد الحلوة. (2) المصدر ج 4 ص 68.



===============


( 193 )

إبانة ابن بطة قال عبدالله بن عبيد أبوعمير: لقد حج الحسين بن علي (عليهما السلام) خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.
عيون المحاسن: إنه ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكى ثم قال:
اذهب عني قال أنس: فاستخفيت عنه فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا:
يا رب يا رب أنت مولاه فارحم عبيدا إليك ملجاه يا ذا المعالي عليك معتمدي طوبى لمن كنت أنت مولاه طوبى لمن كان خادما أرقا يشكو إلى ذي الجلال بلواه وما به علة ولا سقم أكثر من حبه لمولاه إذا اشتكى بثه وغصته أجابه الله ثم لباه إذا ابتلا بالظلام مبتهلا أكرمه الله ثم أدناه فنودي:
لبيك عبدي وأنت في كنفي وكلما قلت قد علمناه صوتك تشتاقه ملائكتي فحسبك الصوت قد سمعناه دعاك عندي يجول في حجب فحسبك الستر قد سفرناه لو هبت الريح من جوانبه خر صريعا لما تغشاه سلني بلا رغبة ولا رهب ولا حساب إني أنا الله (1)
بيان: الارق بكسر الراء من يسهر بالليل، قوله: " قد سفرناه " أي حسبك أنا كشفنا الستر عنك، قوله: " لو هبت الريح من جوانبه " الضمير إما راجع إلى الدعاء كناية عن أنه يجول في مقام لو كان مكانه رجل لغشي عليه مما يغشاه من أنوار الجلال، ويحتمل إرجاعه إليه (عليه السلام) على سبيل الالتفات، لبيان غاية خضوعه وولهه في العبادة بحيث لو تحركت ريح لاسقطته.
6 قب: وله (عليه السلام):
يا أهل لذة دنيا لا بقاء لها إن اغترارا بظل زائل حمق
_______________
(1) المصدر: ج 4 ص 69.



===============




===============

سر الوجود
02-08-2006, 02:49 AM
تسلم ايدك فراشه اللهب على المشاركة المفيدة

ولاحرمنا الله من طلتك

وجعلنا الله من المقتدين بأهل البيت عليهم السلام والسايرين على نهجهم

دمتي بود....

My tears
02-08-2006, 12:34 PM
والسلام على الحُسين ..
على علي بن الحُسين ..
وعلى أولاد الحُسين ..
وعلى أصحاب الحُسين ..

أجرك الله أختي فراشـة ..
وأثـابـك البـاري ..
وجعلـه الله في ميزان اعمالك ..
الله يعطيك الصحة والعافية ..

مع خالص تحياتي .. أختك My tears ..