المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : >> هـكـذا كـان الأئمـة (عليهم السلام ) يستقبلـون عاشــوراء <<



My tears
02-04-2006, 02:41 PM
>> هـكـذا كـان الأئمـة (عليهم السلام ) يستقبلـون عاشــوراء <<

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين


أما حزن الائمة عليهم السلام من أولاد الحسين عليه السلام وذريته وسائر العلويين ، ونياحتهم عليه في سرهم وعلنهم ، وفي محافلهم الرسمية ومجالسهم الخاصة ، وفي دورهم وأنديتهم ودواوينهم ، فحدث عنها ولا حرج ، حيث أنها لم تنقطع ، بل استمرت استمرار حياتهم ..

ولقد تحدثت الروايات وتناقلت الاسفار والكتب ذلك بوفرة وكثرة . منها : ما ذكرته عن بكاء وحزن الامام الرابع علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين مدة أربعين سنة عاشها بعد استشهاد والده المظلوم ، وبكاء الامام الصادق عليه السلام لمصيبة جده الشهيد واستنشاده الشعر في رثائه ، وكذا الامام الكاظم عليه السلام الذي كان لا يرى ضاحكاً إذا أقبل شهر محرم الحرام ، وكان يرى كئيباً حزيناً في العشرة أيام الأولى من هذا الشهر ، وهكذا الامام الرضا عليه السلام وغيرهم من الأئمة ..

وها إني أنقل تالياً ما روي عن حزن الأئمة ونياحهم وبكائهم على جدهم الحسين الشهيد عليه السلام ، وحثهم اسرهم وشيعتهم المفجوعين بإحياء هذه الذكرى الأليمة والمأساة العظمى باستشهاد الامام الحسين وصحبه الميامين يوم العاشر من محرم سنة «61 هـ» :

قال السيد محسن الأمين العاملي في الصفحة «93» من تأليفه « إقناع اللائم » عند بحثه عن نياحة الأئمة عليهم السلام على جدهم الشهيد ما نصه :

« اما انهم ـ اي الائمة ـ بكوا على الحسين ، وعدوا مصيبته أعظم المصائب وأمروا شيعتهم ومواليهم وأتباعهم بذلك ، وحثوا عليه ، واستنشدوا الشعر في رثائه ، وبكوا عند سماعه ، وجعلوا يوم قتله يوم حزن وبكاء ، وذموا من اتخذه عيداً وأمروا بترك السعي في في الحوائج ، وعدم ادخار شيء فيه . فالاخبار فيه مستفيضة عنهم ، تكاد تبلغ حد التواتر ، رواها عنهم ثقات شيعتهم ومحبيهم بأسانيدها المتصلة اليهم .. » ..


حزن الامام الرابع زين العابدين عليه السلام

وقد شهد الامام علي بن الحسين عليه السلام زين العابدين وسيد الساجدين مصرع أبيه وأخوته وبني عمه وأصحاب أبيه وغيرهم وتجرع الغصص والغم والألم من هذه المشاهد المفجعة . ثم قاسى مرارة الأسر ولم تنقطع عبرته على ذلك ما دام حياً .


1 ـ جاء في الصفحة «82» من كتاب « زين العابدين » تأليف عبد العزيز سيد الأهل ما عبارته عند ذكر ورع الامام :

« بل كان علي كلما جاء وقت الطعام وفتحت مصاريع الأبواب للناس ووضع طعامه بين يديه دمعت عيناه . فقال له أحد مواليه ذات مرة : ياابن رسول الله ، أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ فقال له زين العابدين : ويحك إن يعقوب عليه السلام كان له اثنا عشر ابناً فغيب الله واحداً منهم فابيضت عيناه من الحزن ، وكان ابنه يوسف حياً في الدنيا . وأنا نظرت الى أبي ، وأخي وعمي ، وسبعة عشر من أهل بيتي ، وقوماً من أنصار أبي مصرعين حولي ، فكيف ينقضي حزني ؟.. » .

وقد نقل هذا الحديث كل من العاملي في « أعيان الشيعة » وابن شهر آشوب في بعض مؤلفاته.


2 ـ روى ابن قولويه في « الكامل » بسنده قال :


« أشرف مولى لعلي بن الحسين وهو في سقيفة له ساجد يبكي فقال له : يا علي بن الحسين ، أما آن لحزنك أن ينقضي ؟ فرفع رأسه اليه . فقال : ويلك ـ أو ثكلتك أمك ـ أما والله لقد شكا يعقوب الى ربه في أقل مما رأيت ، حتى قال : يا أسفى على يوسف . وانه فقد ابناً واحداً وأنا رأيت ابي وجماعة من أهل بيتي يذبحون حولي » .

ولقد نقل هذه الروايات وأمثالها عن الامام زين العابدين كثير من كتب الحديث وغيرها مع تغيير طفيف في العبارة .

3 ـ وروي ايضاً كما في « أعيان الشيعة » :

إن الامام علي بن الحسين بكى حتى خيف على عينيه . وكان إذا أخذ ماء بكى حتى يملأه دمعاً . فقيل له في ذلك ، فقال : كيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش ؟ وقيل له : إنك لتبكي دهرك ، فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا . فقال : نفسي قتلتها وعليها ابكي .


4 ـ نقل كتاب « إقناع اللائم » رواية عن ابن قولويه في كامله بسند معتبر عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام انه قال : « ما اختضبت منا امرأة ، ولا ادهنت ، ولا اكتحلت ، ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد . وما زلنا في عبرة بعده . وكان جدي علي بن الحسين عليه السلام إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته ، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه ، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة ...

الى ان قال عليه السلام : وما من عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه وما من باك يبكيه الا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ، ووصل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأدى حقنا . وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكي على جدي ، فانه يحشر وعينه قريرة ، والبشارة تلقاه والسرور بيّن على وجهه ».


5 ـ وفي « إقناع اللائم » أيضاً برواية عن ابن شهر آشوب في مناقبه عن الامام الصادق عليه السلام إنه قال :

« عاش علي بن الحسين أربعين سنة وما وضع طعام بين يديه إلا وبكى ، حتى قال له مولى له : جعلت فداك ، يا ابن رسول الله ، إني أخاف أن تكون من الهالكين ، قال عليه السلام : ( إنما أشكو بثي وحزني الى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ) إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة ».


6 ـ جاء في الجزء «1 : 155» من كتاب « المجالس السنية » ما عبارته :

« وعن الصادق عليه السلام إنه بكى على أبيه الحسين أربعين سنة ، صائماً نهاره ، قائماً ليله ، فاذا حضره الافطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه ، فيقول : كل يا مولاي فيقول : قتل ابن رسول الله جائعاً ، قتل ابن رسول الله عطشاناً ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه ، ثم يمزج شرابه بدموعه . فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل » .


7 ـ جاء في الجزء «1 ـ 155» من الكتاب نفسه ما لفظه :

« قال الصادق عليه السلام : البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت

محمد ، وعلي بن الحسين ـ الى أن يقول عليه السلام ـ : وأما علي بن الحسين عليهما السلام فبكى على أبيه الحسين أربعين سنة . وما وضع طعام بين يديه إلا بكى حتى قال له مولى له : جعلت فداك ، يا ابن رسول الله ، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين . قال : ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) ( يوسف : 86 ) إني لم أذكر مصرع ابن فاطمة إلا خنقتني العبرة » .


8 ـ وجاء في الجزء «1 : 156» من نفس الكتاب ما عبارته : .


« روي انه كان إذا حضر الطعام لإفطاره ذكر قتلاه وقال : واكرباه، يكرر ذلك . ويقول : قتل ابن رسول الله خائفاً ، قتل ابن رسول الله عطشاناً ، حتى يبل بالدموع ثيابه .

وحدّث مولى له ، أنه مر يوماً الى الصحراء قال : فتعقبته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة . وقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة وهو يقول : لا إله إلا الله حقاً حقاً . لا إله إلا الله تعبداً ورقاً . لا إله إلا الله إيماناً وتصديقا . ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينه. فقلت : يا سيدي ، أما آن لحزنك أن ينقضي ، ولبكائك أن يقل ؟ فقال لي : ويحك .. » الى آخر القصة التي مر ذكرها .


9 ـ جاء في الصفحة «249» من موسوعة « أعيان الشيعة » المجلد «4» القسم الأول ، عند ذكر شعر الامام زين العابدين هذه الابيات :


نحن بنو المصطفى ذوو غصص * يجرعهــا في الأنام كاظمنــا

عظيمــة في الأنـام محنتنـا * أولنــا مبتلــى وآخرنـــا

يفــرح هــذا الورى بعيدهـم * ونحــن أعيـادنــا مآتمنــا

والناس في الامـن والسرور وما * يأمن طــول الزمـان خائفنـا

وما خصصنا به من الشرف الطا * ئــل بيــن الانــام آفتنــا

يحكم فينــا والحكــم فيه لنـا * جاحدنــا حقنــا وغاصبنــا


10ـ وفي الصفحة «107» من كتاب «أقناع اللائم» ماعبارته :

« روي عن علي بن ابراهيم في « تفسيره »، وابن قولويه في «الكامل» ، والصدوق في «ثواب الاعمال» باسانيدهم : ان الامام الخامس الناقر عليه السلام قال : كان علي بن الحسين يقول : «أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهما السلام دمعة حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بواه الله مبوا صدق في الجنة » .

11ـ وروي في «الكامل» بسنده عن أبي جعفر الصادق عليه السلام قال : « كان علي بن الحسين يقول : من ذكر الحسين عنده فخرج من عينه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ولم يرض له بدون الجنة » .

12ـ جاء في الصفحة «645» من «موسوعة آل النبي» عند ذكر اسم الامام زين العابدين في سلسلة أسماء البكائين ما نصه :


« ويضاف اسمه ـ أي اسم زين العابدين ـ الى أسماء البكائين فيقال : وبكى زين العابدين أباه الحسين ...» .



ما انتظار الدمع ألا يستهلا * أوما تنظر عاشوراء أهلا

هلّ عاشور فقم جـدد به * مأتم الحزن و دع شربا و أكلا

كيف ما تلبس ثوب الحزن في * مأتم أحزن أملاكا و رسلا

كيف ما تحزن في يوم به * أصبحت فاطمة الزهراء ثكلا

كيف ما تحزن في يوم به * أصبحت آل رسول الله قتلى

كيف ما تحزن في يوم به * ألبس الاسلام ثوبا ليس يبلا

كيف ما تحزن في يوم به * رأس خير الخلق في رمح معلا






يوم أن داسوا ضلوعا كالزهور .. يوم أن أطفوا شموسا و بدور

وطأوا الجنة في جسم الطهور .. فإروه يوما بدمع لن يكلا

سلام الله عليك يا أبا الشهداء

My tears
02-04-2006, 02:44 PM
بكاء الامام الخامس محمد الباقر عليه السلام

أما الامام الخامس محمد بن علي بن الحسين عليه السلام الباقر فقد شحت الروايات عن ذكر اقامة المآتم والنياحات العلنية على عهده . وسبب ذلك هو شدة ضغط الأمويين عليه وعلى آله وصحبه ، الأمر الذي كان يدعو الامام عليه السلام وآله الى اتخاذ جانب الحيطة والحذر والتقية ، واقامة مثل هذه المآتم في بيوتهم الخاصة وراء الاستار الكثيفة ولم يحضرها سوى خاصتهم ، وفيما يلي بعض الروايات عن ذلك :

1ـ جاء في الصفحة «152» من كتاب «نهضة الحسين» ما نصه :

« يحدثنا التاريخ الاسلامي عن أعلام أهل البيت النبوي انهم كانوا يستشعرون الحزن كلما هل هلال المحرم ، وتفد عليهم وفود من الشعراء العرب لتجديد ذكرى الحسين لدى أبنائه الأماجد . وقد ألقوا روائع في فن الرثاء والتسلية والتذكير باسلوب ساحر أخاذ ، وظل شعرهم خالدا رغم كر العصور .

فقد كان الشاعر العربي الكميت بن زيد الأسدي من شعراء العصر الأموي ، والمتوفى في سنة «126هـ » قد جعل معظم قصائده في مدح بني هاشم وذكر مصائب آل الرسول عليهم السلام حتى سميت قصائده بالهاشميات ، وكان ينشد معظمها في مجالس الامام الصادق ، وأبيه محمد الباقر ، وجده علي بن الحسين عليهم السلام » .

2ـ جاء في « كامل الزيارات » لابن قولويه صفحة «175» عن مالك الجهني قال :

« ان الباقر قال في يوم عاشورا : وليندب الحسين ويبكه ويأمر من في داره بالبكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبة باظهار الجزع عليه ، ويتلاقون بالبكاء عليه ، بعضهم في البيوت . وليعّز بعضهم بعضا بمصاب الحسين . فانا ضامن على الله لهم اذا فعلوا ذلك أن يعطيهم ثواب ألفي حجة وعمرة وغزوة مع رسول الله والائمة الراشدين » .

3ـ جاء في الصفحة «126» من كتاب « الشيعة والحاكمون » عند ذكر شاعر آل البيت الكميت الأسدي صاحب « الهاشميات » قوله :

« فحينئذ قدم الكميت المدينة وأنشد الامام محمد الباقر بن علي بن الحسين ، فلما بلغ من الميمية قوله :


وقتيــل بالطف غودر منهــم * بين غوغــاء أمــة وطغــام


بكى الامام ، ثم قال : ياكميت ، لو كان عندنا مال لأعطيناك ، ولكن لك ما قال الرسول لحسان بن ثابت : لا زلت مؤيدا بروح القدس ماذببت عنا أهل البيت ... » .


4ـ جاء في الصفحة «106» من كتاب « اقناع اللائم » ماعبارته :

« وروى الشيخ الطوسي في « مصباح المتهجد » بسنده عن أبن جعفر الباقر عليه السلام أنه قال وذكر ثواب زيارة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا وقال :

« ان البعيد يومئ اليه بالسلام ، ويجتهد في الدعاء على قاتله ، ويصلي من بعده ركعتين . قال : وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس ثم ليندب الحسين وليبكه ، ويأمر من في داره ممن لا يتعبه بالبكاء عليه ، ويقيم في داره المصيبة باظهار الجزع عليه ...» .


5ـ وجاء في الصفحة «105» من الكتاب نفسه مانصه :

« روى ابن قولويه في كامله بسنده عن الباقر عليه السلام انه قال : ايما مؤمن دمعت

عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خده بوّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ».

6ـ في الصفحة «33» من كتاب « ثورة الحسين» لمؤلفه الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، المطبوع في النجف سنة 1390هـ قوله :

« لقد بدأت تظهر آثار ثورة الحسين في الوجدان الشعبي من شعر الرثاء لشهداء الثورة ، وفي شعر النوح والتوبة من أولئك الذين قعدوا عن مناصرة الثورة أو ساهموا في الحرب ضدها ...» .
ثم يستطرد المؤلف ويقول :


« ولكن نشوب الثورة في الحجاز ضد الحكم الأموي وامتدادها الى العراق وغيره ، وانطلاق الأعمال الانتقامية ضد الامويين وأعوانهم ، أطلق فيضا من الشعر الرثائي لثوار كربلاء .

ويبدو لي أنه في هذه المرحلة بالذات بدأت المآتم الحسينية بشكل بسيط . ولا بد أنها بدأت على شكل اجتماعات صغيرة ، يعقدها نفر من المسلمين الناقمين من أتباع أهل البيت وغيرهم في بيت أحدهم ، فيتحدثون عن الحسين وعما جرى عليه ، وينتقدون السلطة التي حاربته وامتدادها القانوني المتمثل في السلطة المعاصرة له ويتبرأون منها . وربما تناشدوا شيئا من شعر الرثاء الذي قيل في الثورة ، وفي بطلها وقتلاها ، وقد تطورت هذه المآتم عبر العصور فمرت في أدوار متميزة حتى انتهت الى أيامنا هذه الى الشكل الذي تقام به الآن ...» . ثم يواصل الكاتب كلامه ببيان العوامل التي أنشات هذه المآتم ويقول ماعبارته :

« الرابع : تشجيع أئمة أهل البيت على احياء هذه الذكرى ، وحثهم على نظم الشعر وانشاده في شأنها ، وعقدهم لمجالس الذكرى في بيوتهم ، واستقبالهم للشعراء وسماعهم لهم .

وقد تعاظم تركيز الأئمة على هذا منذ عهد الامام الباقر والصادق عليهما السلام ، ومن الاسماء البارزة في هذه المجالس الكميت بن زيد الأسدي ، والسيد الحميري ، وجعفر بن عفان ، ودعبل الخزاعي ، وغيرهم ... » .


بأبي المقتول عطشانا و في كفه بحر يـروي الخلق جملا

بأبي العاري ثلاثا بالعرى و لقد كان لأهل الأرض ظلا
بأبي الخائف أهلوه و قد كان للخائف أمنا أين حلا

و اذا عاينت أهليه ترى نوبا فيها رزايا الخلق تسلا


أنا أفديك بعمري يا حسين .. ليت كي أبكيك لي مليار عين

و قليل فيك تفنى الوجنتين .. حين تروى لهبا فيها استهلا

My tears
02-04-2006, 02:49 PM
بكاء الامام السادس جعفر الصادق عليه السلام

أما الامام السادس جعفر بن محمد الصادق عليه السلام فإنه كان من أكثر الأئمة عليهم السلام حزناً وبكاء ونياحة على جده الامام الشهيد عليه السلام . والروايات في وصف بكائه ونحيبه كثيرة ومتواترة ، وقد ملأت بطون كتب التاريخ وأسفار الحديث والمرويات . وأنقل تالياً بعض هذه الرويات :


1 ـ روى كتاب « إقناع اللائم » صفحة «97» عن ابن قولويه في « الكامل » بسنده عن ابن بصير .
قال : « كنت عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام فدخل عليه ابنه ، فقال له : مرحباً وضمه وقبله ، وقال : حقر الله من حقركم ، وانتقم ممن وتركم ، وخذل الله من خذلكم ، ولعن الله من قتلكم ، وكان الله لكم ولياً وحافظاً وناصراً ، فقد طال بكاء السماء وبكاء الانبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء ، ثم بكى وقال : يا أبا بصير ، إذا نظرت الى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أوتى الى أبيهم واليهم . يا أبا بصير إن فاطمة لتبكي ... » .

ثم يستطرد الامام فيقول :

« أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة . فبكيت حين قالها فما قدرت على النطق من البكاء »


2 ـ وفي « إقناع اللائم » أيضاً ما نصه :

« عن معاوية بن وهب قال : دخلت يوم عاشوراء الى دار مولاي جعفر الصادق عليه السلام فرأيته ساجداً في محرابه فجلست من ورائه حتى فرغ ، فأطال في سجوده ، وبكائه ، فسمعته وهو ساجد يناجي ربه ويدعو بالغفران لنفسه ولإخوته ولزوار أبي عبد الله الحسين ويكرر ذلك ... » .

ثم يستطرد معاوية فيقول :

« فلما رفع مولاي رأسه أتيت اليه وسلمت عليه وتأملت وجهه ، فإذا هو كاسف اللون ، متغير الحال ، ظاهر الحزن ، ودموعه تنحدر على خديه كاللؤلؤ الرطب . فقلت : يا سيدي ممن بكاؤك لا أبكى الله لك عيناً ؟ وما الذي حل بك ؟ فقال لي : أو في غفلة أنت عن هذا اليوم ؟ فبكيت لبكائه ، وحزنت لحزنه . فقلت : يا سيدي فما الذي فعل في مثل هذا اليوم ؟ فقال : يا ابن وهب ، زر الحسين عليه السلام من بعيد أقصى ، ومن قريب أدنى وجدد الحزن عليه ،وأكثر البكاء عليه والشجو له ... » .

ثم يواصل معاوية الكلام ويقول :

« فقلت : جعلت فداك ، لم أدر أن الأجر يبلغ هذا كله حتى سمعت دعاءك لزواره . فقال لي : يا ابن وهب إن الذي يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعون لهم في الارض ، فإياك أن تدع زيارته لخوف من أحد . فمن تركها لخوف أحد رأى الحسرة والندم . يا ابن وهب ، أما تحب أن يرى الله شخصك ؟ أما تحب أن تكون غداً ممن يصافحه رسول الله عليه السلام يوم القيامة ؟

قلت : يا سيدي فما قولك في صومه من غير تبييت ؟ فقال لي : لاتجعله صوم يوم كامل . وليكن إفطارك بعد العصر بساعة ، على شربة من ماء ، فإنه في ذلك الوقت انجلت الهيجاء عن آل الرسول وانكشفت الغمة عنهم ، ومنهم في الارض ثلاثون قتيلاً ، يعزعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصرعهم ، ولو كان حياً لكان هو المعزى بهم .

ثم بكى الصادق عليه السلام حتى اخضلت لحيته بدموعه ، ولم يزل حزيناً كئيباً


ول يومه ذلك : وأنا أبكي لبكائه وأحزن لحزنه ... » .


3 ـ روى الصدوق في « الامالي » ، وابن قولويه في « الكامل » بسنديهما عن أبي عمارة المنشد ، عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام قال لي :

يا أبا عمارة ، أنشدني في الحسين بن علي . فانشدته فبكى ، ثم انشدته فبكى قال : فو الله ما زلت أنشده فيبكي حتى سمعت بكاء من في الدار . فقال : يا أبا عمارة من أنشد في الحسين بن علي شعراً فأبكى خمسين فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى ثلاثين فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى عشرة فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فأبكى واحداً فله الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فتباكى فله الجنة ... » .


4 ـ وروى الكشي في كتاب « الرجال » عن زيد الشحام قال :

كنا عند أبي عبد الله جعفر الصادق ، ونحن جماعة من الكوفيين . فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله ، فقربه وأدناه . ثم قال : يا جعفر . قال : لبيك ، جعلني الله فداك . قال : بلغني أنك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد فقال له : نعم ، جعلني الله فداك . قال : قل . فأنشده ، فبكى ومن حوله حتى صارت الدموع على وجهه ولحيته . ثم قال : يا جعفر ، والله لقد شهدت ملائكة الله المقربين هاهنا يسمعون قولك في الحسين ، ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر . ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك الجنة بأسرها ، وغفر الله لك فقال : يا جعفر ، أولا أزيدك ! قال : نعم يا سيدي . قال : ما من أحد قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له .. » .


5 ـ وروى أبو الفرج الاصفهاني في أغانيه ، بسنده عن علي بن إسماعيل التميمي ، عن أبيه قال


: « كنت عند بي عبد الله جعفر بن محمد ، فاستأذن آذنه للسيد الحميري ، فأمر بإيصاله ، واقعد حرمه خلف ستر . ودخل فسلم وجلس ، فاستنشده فأنشده قوله :


امــرر على جــدث الحسين * فقــل لأعظمــه الزكيــه

آ أعظمــاً لا زلــت مـن * وطفــاء ساكبــة رويــه

واذا مــررت بـقـبـــره * فأطل بــه وقــف المطيـه

وأبــك المطهــر للمطهـر * والمــطهـــرة النقيـــه

كبكــاء معولــة أتـــت * يومــاً لواحــدهـا المنيـة



قال : فرأيت دموع جعفر بن محمد عليه السلام تتحدر على خديه ، وارتفع الصراخ من داره حتى أمره بالإمساك فأمسك ... » .


وروى ابو الفرج في أغانيه ، عن التميمي ، عن أبيه ، عن فضيل الرسان . قال : أنشد جعفر بن محمد قصيدة السيد :


لأم عمرو باللــوى مربــع * دارســة أعلامــه برقــع

فسمعت النحيب من داره فسألني لمن هي ؟ فأخبرته انها للسيد . وسألني عنه فعرفته وفاته ، فقال : رحمه الله ... » .


6 ـ وروى الصدوق في « ثواب الاعمال » بالاسناد الى أبي هارون المكفوف . قال :

أدخلت على أبي عبد الله الصادق فقال لي : يا أبا هارون ، أنشدني في الحسين ، فأنشدته ، فقال لي : أنشدني كما تنشدون ـ يعني بالرقة ـ فأنشدته .


أمرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكيه .



قال : فبكى .. ثم قال : زدني ، فأنشدته القصيدة الأخرى .


ما لذ عيش بعــد رضــك * بــالجيــاد الأعــوجيــه


فبكى . وسمعت البكاء من خلف الستر.


7 ـ وفي « إقناع اللائم » عن خالد بن سدير عن الصادق عليه السلام قال :

« لقد شققن الجيوب ، ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي عليه السلام . وعلى مثله تلطم الخدود ، وتشق الجيوب ... » .


8 ـ وفي بعض الروايات :

« إن الصادق عليه السلام قال : من قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى غفر الله له ، ووجبت له الجنة ».


9 ـ في الصفحة 159 من المجلد الأول « المجالس السنية » ما نصه :

« روي عن الصادق أنه قال : ما اكتحلت هاشمية ، ولا اختضبت ، ولا رؤي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتى قتل عبيد الله بن زياد .

وعن فاطمة بنت علي بن أبي طالب انها قالت : ما تحنأت امرأة منا ، ولا أجالت في عينها مروداً ، ولا امتشطت حتى بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد .. » .


10 ـ وفي صفحة «81» من كتاب « المجالس الحسينية » السالف الذكر ، من دعاء للامام الصادق عليه السلام :

« اللهم أرحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا . وأرحم تلك القلوب التي حزنت واحترقت لنا .. وأرحم تلك الصرخة التي كانت لنا ... » .


11 ـ جاء في الصفحة «108» من « إقناع اللائم » ما يلي :

« روى ابن قولويه في الكامل بأسانيده عن أبي عماره المنشد قال : ما ذكر الحسين بن علي عند أبي عبد الله جعفر الصادق في يوم قط فرؤي مبتسماً ذلك


اليوم الى الليل . وكان أبو عبد الله يقول : الحسين عبرة كل مؤمن ».


12 ـ وجاء في الصفحة «105» منه أيضاً ما يلي :

« روى الشيخ الطوسي في الأمالي ، عن المفيد ، بسنده عن أبي عبد الله الصادق أنه قال : « كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين ... ».


وروى ابن قولويه في الكامل بسنده عن الصادق انه قال : « إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي عليه السلام فأنه فيه مأجور ».


ومما يجدر الاشارة اليه هنا : ان النائحين على الحسين قد وجدوا متنفساً على أواخر عهد الامام الباقر وطوال عهد الامام الصادق لبيان حزنهم ، وإقامة مآتمهم ، وإحياء ذكرى عزاء الحسين وآله وأصحابه .

إذ إن الفترة الواقعة في زمن هذين الإمامين بين عهد مروان الحمار آخر الخلفاء الأمويين ، وأبي العباس السفاح أول الخلفاء العباسيين ، كانت فرصة مؤآتية للامام محمد الباقر وابنه الامام جعفر الصادق لبث علوم أهل البيت ونشرها على الناس ، وإحياء ذكرى الامام الحسين وإذاعتها ، والنياحة عليه علناً بعد أن كانت سراً .


في كل عامٍ لنا بالعشر ِ واعيـة .. تطبق الدور والارجـاء والسكـكا

وكـل مسلمـة ترمي بزينتها .. حتى السماء رمت عن وجهها الحبـكا

يا ميّتاً ترك الالباب حائـرةً .. وبالعراء ثلاثـا ً جسمـه تـُرِكا

My tears
02-04-2006, 02:51 PM
بكاء الإمام موسى بن جعفر عليه السلام


والمرويات عن نياح وبكاء الامام السابع موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام ضئيلة . وأنقل تالياً ما عثرت عليه من ذلك في بطون الكتب .

نقل عن الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام المدفون في مشهد طوس بخراسان في إيران أنه قال :

« كان أبي إذا دخل محرم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي منه عشرة أيام . فإذا كان اليوم العاشر منه كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه . ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه جدي الحسين ».


أما سبب عدم تحرك أهل البيت ونشاطهم ومواليهم في إحياء ذكرى مجزرة كربلاء ومقتل الامام الشهيد وأصحابه على عهد هذا الامام ، فهو الضغط الشديد عليهم من جراء السياسة الخشنة التي كان يمارسها الخلفاء العباسيون ولا سيما هارون الرشيد ضد آل البيت والعلويين ، وما كان يلاقيه الامام موسى الكاظم من عنت ومعارضة وتحديد لحريته ، وتقييد لحركاته وسكناته من قبل السلطات الممثلة للخلفاء العباسيين ، وكانت نكبة آل البيت وشيعتهم على هذا العهد رهيبة للغاية ، وأصبحت اجتماعاتهم ومجالسهم محدودة جداً ، ومراقبة مراقبة شديدة كما كانت تحصى عليهم حركاتهم وسكناتهم وحتى أنفاسهم . خاصة وأن إمامهم موسى بن جعفر علهيما السلام قضى أكثر أيامه مطارداً أو رهين سجن العباسيين ، ذلك السجن الذي قضى فيه نحبه مسموماً .



اشرقت تبكي عليه اسفا ً حور الجنان .. وبكى الكرسي والعرش عليـه آسفين

ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح .. أ حسين خر ام برج السماك السابح

ام هـو البدر وقد حل بسعد الذابح .. ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين

اي عينين بقان الدمـع لا تنهرقان .. وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان

دمـه والطين فـي منحره مختلطان .. ولـه قدر تعالى فوق هام الشرطين

My tears
02-06-2006, 12:49 PM
بكاء الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام


وقد امتلأت كتب التاريخ ومؤلفات الرواة بأخبار حزن ونياحة الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام على جده الحسين عليه السلام وأنقل تالياً نبذاً منها :


1 ـ جاء في كتاب « إقناع اللائم » انه :

« روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الرضا عليه السلام قال : إن المحرم شهر كان
أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النار في مضاربنا ، وانتهبت ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا . إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، وأورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ».


2 ـ وروى الصدوق في « الأمالي والعيون » بسنده عن الريان بن شبيب قال :

« دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم محرم . قال : يا ابن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتل لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ، ولا حرمة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً .

يا ابن شبيب ، إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ، فانه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل الى الارض من الملائكة أربعة الآف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث غبر الى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم : ( يا لثارت الحسين ) .

يا ابن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه عن جده أنه لما قتل جدي الحسين عليه السلام أمطرت السماء دماً وتراباً أحمراً . يا ابن شبيب ، إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيراً كان أو كبيراً ، قليلاً كان أو كثيراً ... » الى آخر الحديث .


3 ـ وحكي عن الشاعر الشهير دعبل الخزاعي أنه قال :

« دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى عليهما السلام بمرو في أيام عشرة المحرم ، فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه جلوس حوله . فلما رآني مقبلاً قال لي : مرحباً بك يا دعبل ، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه ، ثم إنه وسع لي في مجلسه ، وأجلسني الى جانبه ، ثم قال : يا دعبل أحب أن تنشدني شعراً فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيام سرور كانت على أعدائنا ، خصوصاً بني أمية . ثم إنه نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين . ثم التفت اليّ وقال يا دعبل ، إرث الحسين ، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حياً . قال دعبل : فاستعبرت ، وسالت دموعي وأنشأت :


أفاطــم لو خلت الحسين مجدلاً * وقد مات عطشانــاً بشط فرات

إذاً للطمت الخد فاطــم عنـده * وأجريت دمع العين في الوجنات


الى آخر القصيدة التائية التي تناقلتها جميع كتب التاريخ وأسفار الحديث ، واعتبرتها من أبلغ القصائد رثاء وفجيعة وحزناً .


4 ـ وفي « إقناع اللائم » ما نصه :

روى الصدوق في « عيون أخبار الرضا » بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : دخل دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله على ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمرو فقال له : يا ابن رسول الله ، إني قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك . فقال عليه السلام : هاتها فأنشده :


مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما بلغ البيت :


أرى فيئهم في غيرهم متقسماً * وأيديهم من فيئهم صفرات

بكى الامام الرضا عليه السلام وقال له : صدقت يا خزاعي .



5 ـ نقلت كتب الحديث عن الامام الرضا عليه السلام عن يوم عاشوراء ما يلي :

« من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت في الجنان عينه ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك فيما ادخر ».


6 ـ وجاء في الروايات : إن الشاعر إبراهيم بن عباس دخل على الامام الرضا عليه السلام وأنشد قصيدته التي يقول في أولها :

أزال عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد

فبكى الامام عليه السلام ، وبكى من في مجلسه عند إنشاد هذه القصيدة .


7 ـ جاء في الصفحة «178» من كتاب « الشيعة والحاكمون » عند ذكر قصيدة دعبل التائية وإنشادها أمام الامام الرضا قوله :

« وبكى الامام الرضا حين أنشد دعبل القصيدة ، وبكت معه النسوة والأطفال . وما زال الشيعة يتلونها الى اليوم على المنابر ويبكون ... » .

أقول : إن قصيدة دعبل الخزاعي هذه بلغت «120» بيتاً ، وكل أبياتها شجية ، ومن أشجاها هذان البيتان :


سأبكيهم ما ذر في الأرض شـارق * ونادى منــاد الخيـر للصلوات

وما طلعت شمس وحـان غروبها * وبالليل أبكيهــم وبالغـدوات


وقد عاش دعبل «98» سنة وكان مجيئه الى مرو لزيارة الامام الرضا عن طريق البصرة سنة «198 هـ» ، وبقى فيها عند الامام الى سنة 200 هـ وتوفي سنة «246 هـ» بالطيب ، وهي بلدة بالقرب من الاهواز .

وأجد مناسباً هنا بأن أنقل بعض ما نظمه دعبل في رثاء الامام الشهيد عليه السلام والنياحة عليه . فمن قصيدة له فيه :

زر خيــر قبــر بالعراق يزار * واعص الحمار فمن نهاك حمـار

لم لا أزورك يــا حسين لك الفدا * قومي ومن عطفــت عليه نزار

ولك المودة من قلوب ذوي النهى * وعلى عدوك مقتــة ودمــار

يابن الشهيد ويا شهيـداً عمــه * خير العمومة جعفــر الطيـار

ولدعبل أيضاً من قصيدة :


رأس ابن بنت محمـد ووصيــه * ياللرجــال على قنـاة يرفــع

والمسلمون بمنظــر وبمسمــع * لا جازع مـن ذا ولا متخشــع

أيقظت أجفاناً وكنــت لها كرى * وأنمت عيناً لم تكن بــك تهجع

كحلت بمنظرك العيـون عمايـة * وأصم نعيـك كـل أذن تسمــع

ما روضـــة الا تمنت أنهـا * لك مضجع ولحط قبرك موضــع


يقول ابن العرندس الحلي عليه الرحمة


وقفتُ على الدار التي كنتُم ُ بها - فمغناكُـمُ من بَعد معناكُـمُ فقرُ

و قد دُرست منها الدروس و طالما و قد دُرست منها الدروس و طالما

وسالت عليها من دموعي سحائبٌ - إلى أن تروّى البانُ بالدمع والسدر

فَراق فِراقُ الروح لي بعد بُعدكم - و دار برسم الدار في خاطري الفكر

وقد أقلعتْ عنها السحاب ولم يُجد - و لا درّ من بعد الحسين لها درّ

إمام الهدى سبط النبوّة والد الأئمّـ - ــــة ربّ النهي مولىً له الأمر

إمامٌ أبـوه المرتضى علم الهدى - وصيّ رسول الله والصنو والصهر

إمامٌ بكته الإنس و الجنّ و السما - و وحش الفلا والطير والبرّ والبحر

My tears
02-06-2006, 12:53 PM
بكاء الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام


وقد امتلأت كتب التاريخ ومؤلفات الرواة بأخبار حزن ونياحة الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام على جده الحسين عليه السلام وأنقل تالياً نبذاً منها :


1 ـ جاء في كتاب « إقناع اللائم » انه :

« روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الرضا عليه السلام قال : إن المحرم شهر كان
أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال ، فاستحلت فيه دماؤنا ، وهتكت فه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النار في مضاربنا ، وانتهبت ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا . إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، وأورثنا الكرب والبلاء الى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام ».


2 ـ وروى الصدوق في « الأمالي والعيون » بسنده عن الريان بن شبيب قال :

« دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم محرم . قال : يا ابن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتل لحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ، ولا حرمة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم ، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً .

يا ابن شبيب ، إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ، فانه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل الى الارض من الملائكة أربعة الآف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث غبر الى أن يقوم القائم فيكونون من أنصاره وشعارهم : ( يا لثارت الحسين ) .

يا ابن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه عن جده أنه لما قتل جدي الحسين عليه السلام أمطرت السماء دماً وتراباً أحمراً . يا ابن شبيب ، إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيراً كان أو كبيراً ، قليلاً كان أو كثيراً ... » الى آخر الحديث .


3 ـ وحكي عن الشاعر الشهير دعبل الخزاعي أنه قال :

« دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى عليهما السلام بمرو في أيام عشرة المحرم ، فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه جلوس حوله . فلما رآني مقبلاً قال لي : مرحباً بك يا دعبل ، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه ، ثم إنه وسع لي في مجلسه ، وأجلسني الى جانبه ، ثم قال : يا دعبل أحب أن تنشدني شعراً فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيام سرور كانت على أعدائنا ، خصوصاً بني أمية . ثم إنه نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين . ثم التفت اليّ وقال يا دعبل ، إرث الحسين ، فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حياً . قال دعبل : فاستعبرت ، وسالت دموعي وأنشأت :


أفاطــم لو خلت الحسين مجدلاً * وقد مات عطشانــاً بشط فرات

إذاً للطمت الخد فاطــم عنـده * وأجريت دمع العين في الوجنات


الى آخر القصيدة التائية التي تناقلتها جميع كتب التاريخ وأسفار الحديث ، واعتبرتها من أبلغ القصائد رثاء وفجيعة وحزناً .


4 ـ وفي « إقناع اللائم » ما نصه :

روى الصدوق في « عيون أخبار الرضا » بسنده عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : دخل دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله على ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام بمرو فقال له : يا ابن رسول الله ، إني قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك . فقال عليه السلام : هاتها فأنشده :


مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما بلغ البيت :


أرى فيئهم في غيرهم متقسماً * وأيديهم من فيئهم صفرات

بكى الامام الرضا عليه السلام وقال له : صدقت يا خزاعي .



5 ـ نقلت كتب الحديث عن الامام الرضا عليه السلام عن يوم عاشوراء ما يلي :

« من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت في الجنان عينه ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارك فيما ادخر ».


6 ـ وجاء في الروايات : إن الشاعر إبراهيم بن عباس دخل على الامام الرضا عليه السلام وأنشد قصيدته التي يقول في أولها :

أزال عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد

فبكى الامام عليه السلام ، وبكى من في مجلسه عند إنشاد هذه القصيدة .


7 ـ جاء في الصفحة «178» من كتاب « الشيعة والحاكمون » عند ذكر قصيدة دعبل التائية وإنشادها أمام الامام الرضا قوله :

« وبكى الامام الرضا حين أنشد دعبل القصيدة ، وبكت معه النسوة والأطفال . وما زال الشيعة يتلونها الى اليوم على المنابر ويبكون ... » .

أقول : إن قصيدة دعبل الخزاعي هذه بلغت «120» بيتاً ، وكل أبياتها شجية ، ومن أشجاها هذان البيتان :


سأبكيهم ما ذر في الأرض شـارق * ونادى منــاد الخيـر للصلوات

وما طلعت شمس وحـان غروبها * وبالليل أبكيهــم وبالغـدوات


وقد عاش دعبل «98» سنة وكان مجيئه الى مرو لزيارة الامام الرضا عن طريق البصرة سنة «198 هـ» ، وبقى فيها عند الامام الى سنة 200 هـ وتوفي سنة «246 هـ» بالطيب ، وهي بلدة بالقرب من الاهواز .

وأجد مناسباً هنا بأن أنقل بعض ما نظمه دعبل في رثاء الامام الشهيد عليه السلام والنياحة عليه . فمن قصيدة له فيه :

زر خيــر قبــر بالعراق يزار * واعص الحمار فمن نهاك حمـار

لم لا أزورك يــا حسين لك الفدا * قومي ومن عطفــت عليه نزار

ولك المودة من قلوب ذوي النهى * وعلى عدوك مقتــة ودمــار

يابن الشهيد ويا شهيـداً عمــه * خير العمومة جعفــر الطيـار

ولدعبل أيضاً من قصيدة :


رأس ابن بنت محمـد ووصيــه * ياللرجــال على قنـاة يرفــع

والمسلمون بمنظــر وبمسمــع * لا جازع مـن ذا ولا متخشــع

أيقظت أجفاناً وكنــت لها كرى * وأنمت عيناً لم تكن بــك تهجع

كحلت بمنظرك العيـون عمايـة * وأصم نعيـك كـل أذن تسمــع

ما روضـــة الا تمنت أنهـا * لك مضجع ولحط قبرك موضــع


يقول ابن العرندس الحلي عليه الرحمة


وقفتُ على الدار التي كنتُم ُ بها - فمغناكُـمُ من بَعد معناكُـمُ فقرُ

و قد دُرست منها الدروس و طالما و قد دُرست منها الدروس و طالما

وسالت عليها من دموعي سحائبٌ - إلى أن تروّى البانُ بالدمع والسدر

فَراق فِراقُ الروح لي بعد بُعدكم - و دار برسم الدار في خاطري الفكر

وقد أقلعتْ عنها السحاب ولم يُجد - و لا درّ من بعد الحسين لها درّ

إمام الهدى سبط النبوّة والد الأئمّـ - ــــة ربّ النهي مولىً له الأمر

إمامٌ أبـوه المرتضى علم الهدى - وصيّ رسول الله والصنو والصهر

إمامٌ بكته الإنس و الجنّ و السما - و وحش الفلا والطير والبرّ والبحر

فراشة اللهب
02-06-2006, 03:42 PM
اختي اثابك الله على عملك .... وجعله في ميزان حسناتك .....


تقبلي خالص تحياتي ...فراشة

My tears
02-06-2006, 09:32 PM
شكراً لك على التعقيب أختي فراشة ..
ومأجوره إن شاء الله ..

مع خالص تحياتي .. أختك My tears ..

My tears
02-08-2006, 02:21 PM
بكاء بقية أئمة الهدى عليهم السلام على جدهم

أما شعائر النياحة والحزن ، وإقامة المآتم والعزاء على شهيد كربلاء وآله بعد الامام الثامن علي بن موسى الرضا وعلى عهد الأئمة الاربعة الآخرين ـ الامام التاسع : محمد بن علي التقي ، والامام العاشر : علي بن محمد النقي ، والامام الحادي عشر : الحسن بن علي العسكري ، والامام الثاني عشر : القائم ، محمد بن الحسن عليهم السلام ـ فقد أخذت تسير سيراً صعودياً أحياناً ، وهبوطياً أحياناً أخرى ، تبعاً للساسة التي كان يمارسها الخلفاء العباسيون وسلطاتهم تجاه شيعة آل محمد عليه السلام وهؤلاء الأئمة الأربعة الهداة .

وكانت الحرية تطلق بعض الوقت لهؤلاء الأئمة ومواليهم وشيعتهم بإقامة شعائرهم ومناحاتهم على الامام الشهيد ، فيقيمونها سراً أو علناً كما كانت تحدد هذه الحرية زمناً ، ويمنع إقامة هذه الشعائر الحزينة علناً ، وحتى سراً أحياناً .


ففي عهد الامام التاسع محمد الجواد التقي ، نالت الشيعة بعض الحرية في إقامة شعائرهم الكئيبة هذه ، لأن الخليفة المأمون كان متساهلاً معهم خاصة وأن الامام محمد الجواد كان صهره على ابنته أم الفضل ، وكانت المآتم على الامام الحسين تقام في دور العلويين علناً ودون أي ضغط ، وليس من يعارضهم في ذلك . وقد استمرت هذه الحالة على عهد المعتصم ايضاً الذي كان يسعى لمراعاة شعور العلويين والموالين لآل البيت ، ويمنع إدخال الضغط عليهم الى حد ما ، ويسمح لهم بإقامة المناحات على الحسين الشهيد ، في دورهم وخارجها ، سراً وعلناً .

أما بعد المعتصم ـ أي على عهد الأئمة الثلاثة الآخرين ـ فقد أخذت السلطات الحاكمة بإيعاز من الخلفاء العباسيين الذين خلفوا المعتصم تشدد على هؤلاء الأئمة عليهم السلام وشيعتهم ومواليهم ، وتمنعهم من إقامة شعائر العزاء والحزن على الحسين عليه السلام ، وتحد من حرياتهم في ذلك .

غير أن المقيمين لهذه المآتم لم يمتنعوا عن إقامتها سراً في دورهم وإن لم يستطيعوا إقامتها علناً وجهاراً ، وكانوا يستعملون التقية ، ويسدلون الأستار على الأماكن التي كانوا يقيمون فيها هذه الشعائر الحزينة في دورهم ، وخاصة عند قبور الأئمة ، كقبر الامام الحسين بكربلاء ، وقبر الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام في النجف ، وقبري الامامين الجوادين في الكاظمية ـ مقابر قريش ـ . ولذلك نجد أخبار وروايات إقامة هذه الشعائر المأتمية على عهد هؤلاء الأئمة الثلاثة شحيحة جداً .

وهكذا كان شأن إقامة هذه النياحات والمآتم ، وحفلات الحزن وشعائر العزاء على الحسين الشهيد ، على عهد الأئمة الأطهار الاثني عشر عليهم السلام بين مد وجزر ولكنهم عليهم السلام كانوا لا يتركون أية فرصة في كل عصر وجيل إلا حثوا شيعتهم ومواليهم على البكاء على الحسين عليه السلام ، والحزن لقتله ، ورثائه بالأشعار والقصائد ، وإقامة العزاء والمآتم عليه ، واتخاذ يوم عاشوراء خاصة يوم حزن وبكاء ونياحة .


يا لها من مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيّتها في الإسلام، وقد أجاد الشاعر حيث قال:

أنْسَتْ رَزيّتكُمْ رزايانا الّتـي * سَلَفَتْ وَهــَوَّنَتْ الرَّزايا الآتية

وَفَجــائِـعُ الأيـّام تَبْقـى مُدَّةً * وَتَزولُ وَهِيَ إلى القِيامَةِ باقية


فسلام على تلك الأجساد الطاهرة والقلوب المتفطرة والنساء المسبيات


** بقي لنا وقفة أخيرة مع الامام صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجة **

My tears
02-10-2006, 10:37 PM
هذه بعض مقاطع زيارة الناحية المقدسة المروية عن الامام صاحب الامر (عج)

تأملوا ايها المؤمنون في خطاب الامام الحجة (عج) لجده الحسين (ع) كلمات ما اعظمها


السلام على المرمل بالدماء السلام على المهتوك الخباء السلام على خامس أصحاب أهل الكساء السلام على غريب الغرباء السلام على شهيد الشهداء السلام على قتيل الأدعياء السلام على ساكن كربلاء السلام على من بكته ملائكة السماء السلام على من ذريته الأزكياء.

السلام علي يعسوب الدين السلام على منازل البراهين السلام على الأئمة السادات السلام على الجيوب المضرجات السلام على الشفاه الذابلات السلام على النفوس المصطلمات السلام على الأرواح المختلسات السلام على الأجساد العاريات السلام على الجسوم الشاحبات السلام على الدماء السائلات السلام على الأعضاء المقطعات السلام على الرءوس المشالات السلام على النسوة البارزات....


السلام على الأبدان السليبة السلام على العترة القريبة السلام على المجدلين في الفلوات السلام على النازحين عن الأوطان السلام على المدفونين بلا أكفان السلام على الرءوس المفرقة عن الأبدان...


السلام على من نكثت ذمته السلام على من هتكت حرمته السلام على من أريق بالظلم دمه..

السلام على المغسل بدم الجراح السلام على المجرع بكاسات الرماح السلام على المضام المستباح..

السلام على المنحور في الورى السلام على من دفنه أهل القرى ...


السلام على المقطوع الوتين السلام على المحامي بلا معين ...


السلام على الشيب الخضيب السلام على الخد التريب السلام على البدن السليب السلام على الثغر المقروع بالقضيب...

السلام على الرأس المرفوع السلام على الأجسام العارية في الفلوات تنهشها الذئاب العاديات و تختلف إليها السباع الضاريات..

السلام عليك سلام العارف بحرمتك المخلص في ولايتك المتقرب إلى الله بمحبتك البري‏ء من أعدائك سلام من قلبه بمصابك مقروح و دمعه عند ذكرك مسفوح سلام المفجوع الحزين الواله المستكين سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف و بذل حشاشته دونك للحتوف و جاهد بين يديك و نصرك على من بغى عليك و فداك بروحه و جسده و ماله و ولده و روحه لروحك فداء و أهله لأهلك وقاء فلئن أخرتني الدهور و عاقني عن نصرك المقدور و لم أكن لمن حاربك محاربا و لمن نصب لك العداوة مناصبا فلأندبنك صباحا و مساء و لأبكين لك بدل الدموع دما حسرة عليك و تأسفا على ما دهاك و تلهفا حتى أموت بلوعة المصاب و غصة الاكتياب...

الى أن يقول أرواحنا لتراب مقدمه الفداء


أمر اللعين جنوده فمنعوك الماء و وروده و ناجزوك الفتال و عاجلوك النزال و رشقوك بالسهام و النبال و بسطوا إليك أكف الاصطلام و لم يرعوا لك ذماما و لا راقبوا فيك أثاما في قتلهم أولياءك و نهبهم رحالك و أنت مقدم في الهبوات و محتمل للأذيات قد عجبت من صبرك ملائكة السماوات فأحدقوا بك من كل الجهات و أثخنوك بالجراح و حالوا بينك و بين الرواح و لم يبق لك ناصر.

و أنت محتسب صابر تذب عن نسوتك و أولادك حتى نكسوك عن جوادك فهويت إلى الأرض جريحا تطئوك الخيول بحوافرها أو تعلوك الطغاة ببواترها قد رشح للموت جبينك و اختلفت بالانقباض و الانبساط شمالك و يمينك تدير طرفا خفيا إلى رحلك و بيتك و قد شغلت بنفسك عن ولدك و أهاليك..

و أسرع فرسك شاردا إلى خيامك قاصدا محمحما باكيا فلما رأين النساء جوادك مخزيا و نظرن سرجك عليه ملويا برزن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لاطمات الوجوه سافرات و بالعويل داعيات و بعد العز مذللات و إلى مصرعك مبادرات و الشمر جالس على صدرك و مولغ سيفه على نحرك قابض على شيبتك بيده ذابح لك بمهنده...


قد سكنت حواسك و خفيت أنفاسك و رفع على القناة رأسك و سبي أهلك كالعبيد و صفدوا في الحديد فوق أقتاب المطيات تلفح وجوههم حر الهاجرات يساقون في البراري و الفلوات أيديهم مغلولة إلى الأعناق يطاف بهم في الأسواق فالويل للعصاة الفساق لقد قتلوا بقتلك الإسلام و عطلوا الصلاة و الصيام و نقضوا السنن و الأحكام و هدموا قواعد الإيمان و حرفوا آيات القرآن و هملجوا في البغي و العدوان ....


لقد أصبح رسول الله ص موتورا و عاد كتاب الله عز و جل مهجورا و غودر الحق إذ قهرت مقهورا و فقد بفقدك التكبير و التهليل و التحريم و التحليل و التنزيل و التأويل و ظهر بعدك التغيير و التبديل و الإلحاد و التعطيل و الأهواء و الأضاليل و الفتن و الأباطيل...

فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول ص فنعاك إليه بالدمع الهطول قائلا يا رسول الله قتل سبطك و فتاك و استبيح أهلك و حماك و سبيت بعدك ذراريك و وقع المحذور بعترتك و ذويك فانزعج الرسول و بكى قلبه المهول و عزاه بك الملائكة و الأنبياء و فجعت بك أمك الزهراء و اختلف جنود الملائكة المقربين تعزي أباك أمير المؤمنين و أقيمت لك المأتم في أعلى عليين و لطمت عليك الحور العين و بكت السماء و سكانها و الجنان و خزانها و الهضاب و أقطارها و البحار و حيتانها و الجنان و ولدانها و البيت و المقام و المشعر الحرام و الحل و الإحرام .....


اللهم فبحرمة هذا المكان المنيف صل محمدا و آل محمد و احشرني في زمرتهم و أدخلني الجنة بشفاعتهم ... الى اخر هذه الزيارة العظيمة..

نســـألكـــم الدعـــاء
مع خالص تحياتي .. أختكـم My tears ..