سعيد درويش
01-11-2006, 10:49 PM
قصة النبيه صالح بالبحرين .
الشيخ صالح النبيه يكون قبره في جزيرة (أكل) أو (سترة) جزيرة النبيه صالح حاليّاً وأخيرا عرفت به .
كان النبيه صالح رحمه الله من الأفاضل التقاة و في زمانه كان يصلي صلاة الجماعة خلف أحد علماء
عصره في الجزيرة نفسها ، وكان يحضر صلاة الجماعة ويخرج ليلاً.
وفي يوم من الأيام أتت زوجته و شكته عند العالم الذي يصلي خلفه، وقالت : ان صالح يخرج من المنزل
ليلا بعد العتمة و لا يعود إلا بعد صلاة الصبح في ثلاث ليال من كل أسبوع ولا أعلم أين يذهب طول
ليلته وإذا قلت له في ذلك يلزم الصمت ولا يرد على سؤالي له . فقال لها العالم خيراً
فلما انتهى العالم من صلاة المغرب والعشاء استدعى الشيخ صالح واخبره بماقالت له زوجته و أنها تشتكيه عنده ، ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها ، فلم يرد النبيه جوابا ، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها و خرج ، فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته ، و بعد الصلاة ليلا أحضره و أعاد عليه السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا ، هذا و الشيخ صالح مطأطئ رأسه و هو ساكت ، وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال و على سكوته.
فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معنى إصرار الشيخ صالح على مواصلة خروجه
من منزله وعلى سكوته عند السؤال ، ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته أو أحد به ، فلما
أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح و سألها : في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان
بحيث يرى ولا يراه أحد ، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد الذي يكون
غربا من الجزيرة ، وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين
لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر و عبر عليه . ففعل العالم مثله و تبعه هو الآخر على
الإزار و الشيخ صالح لم يشعر به ، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي . فلما
صار على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل مثله ، حتى جاء
الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت قبلتها من إرشاد أمي
المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد خلافته و يكون غرب القرية ، وإذا بحلقة من العلماء
جلوس ينتظرون و بمجرد أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا
هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدا لي ، هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث لا يراه أحد . ثم تقدم
الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا يفوق مستوى العالم فتوقف يسمع بحثه حتى قرب وقت
صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا للصلاة ، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على
الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله من التأنيب و التهديد
للشيخ صالح.
فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم جالس ينتظر فقال له
الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح فقالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره ، فلما جاء أخبروه فدعا
وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له :
بل أنت كفو لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما سمع فتح عينه مبتهرا
وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا فالصلاة إنما أقيمت لكم ، فأعاد
العالم الطلب ، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي ( وهمس في أذن العالم ) ولكن
إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك ، فابتهر العالم من هذا الكلام و قال : وكيف ؟ قال : لا عليك ، ثم أوصاه بما أراد .
فلما صلى دعا الله وسجد سجدة الشكر ، ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى
العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار، و قد اظهر هذا العالم الحزن والألم ، ودفنوه في محل قبره الآن .
ونصب له العالم الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين. و على أثر ذلك نذرت إليه النساء فاستجاب
الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح ، و انتشر خبره في القرى و المدن من البحرين و
أخذت تفد الزوار و أهل النذور إلى مرقده الشريف رحمه الله .
الفاتحة لروحه ولأرواح المؤمنين والمؤمنات بعدها نختم بالصلاة على محمد وآله الأطهار
الشيخ صالح النبيه يكون قبره في جزيرة (أكل) أو (سترة) جزيرة النبيه صالح حاليّاً وأخيرا عرفت به .
كان النبيه صالح رحمه الله من الأفاضل التقاة و في زمانه كان يصلي صلاة الجماعة خلف أحد علماء
عصره في الجزيرة نفسها ، وكان يحضر صلاة الجماعة ويخرج ليلاً.
وفي يوم من الأيام أتت زوجته و شكته عند العالم الذي يصلي خلفه، وقالت : ان صالح يخرج من المنزل
ليلا بعد العتمة و لا يعود إلا بعد صلاة الصبح في ثلاث ليال من كل أسبوع ولا أعلم أين يذهب طول
ليلته وإذا قلت له في ذلك يلزم الصمت ولا يرد على سؤالي له . فقال لها العالم خيراً
فلما انتهى العالم من صلاة المغرب والعشاء استدعى الشيخ صالح واخبره بماقالت له زوجته و أنها تشتكيه عنده ، ثم قال له : وانك تعلم أن لها الحق في ذلك إلا أنها كانت لك زوجة غيرها ، فلم يرد النبيه جوابا ، فلما كان وقت خروجه من بيته ليلا وقفت زوجته أمامه وقالت ألا تمتثل أمر العالم و تترك الخروج أو تخبرني عن سبب غيابك؟ فلم يجبها و خرج ، فجاءت إلى العالم في اليوم الثاني و أخبرته ، و بعد الصلاة ليلا أحضره و أعاد عليه السؤال ثم قال له : و أنت غير جاهل بما يترتب عليك من الجزاء شرعا ، هذا و الشيخ صالح مطأطئ رأسه و هو ساكت ، وفي المرة الثالثة هدده على عدم الامتثال و على سكوته.
فلما رجع العالم إلى منزله أخذ يفكر و يسأل نفسه عن معنى إصرار الشيخ صالح على مواصلة خروجه
من منزله وعلى سكوته عند السؤال ، ثم قال لعله يعمل شيئا لا يريد اطلاع زوجته أو أحد به ، فلما
أصبح استدعى زوجة الشيخ صالح و سألها : في أي ليلة اعتاد الخروج ؟ فأخبرته فوقف العالم في مكان
بحيث يرى ولا يراه أحد ، فجاء الشيخ صالح على عادته وهو لا يعلم حتى دخل في المسجد الذي يكون
غربا من الجزيرة ، وموقعه على ساحل البحر و يعرف عند أهل الجزيرة مسجد الغبة، فصلى ركعتين
لاستجابة الدعاء ثم فرش إزاره على وجه ماء البحر و عبر عليه . ففعل العالم مثله و تبعه هو الآخر على
الإزار و الشيخ صالح لم يشعر به ، حتى وصل إلى الساحل الشرقي من توبلي عند قرية جد علي . فلما
صار على اليابسة خرج و أخذ إزاره و نفضه ووضعه على كتفه و العالم يتبعه و يفعل مثله ، حتى جاء
الشيخ صالح إلى المسجد المعروف مسجد الحرم وهو أحد المساجد السبعة التي كانت قبلتها من إرشاد أمي
المؤمنين علي ابن أبى طالب عليه السلام في عهد خلافته و يكون غرب القرية ، وإذا بحلقة من العلماء
جلوس ينتظرون و بمجرد أن رأوه تباشروا و قالوا : جاء الشيخ ثم قالوا له : يا شيخنا لقد أبطأت علينا
هذه الليلة ؟ فقال لهم : لشغل بدا لي ، هذا و العالم يرى و يسمع كل ذلك من حيث لا يراه أحد . ثم تقدم
الشيخ صالح وأخذ يلقي على الجماعة بحثا علميا يفوق مستوى العالم فتوقف يسمع بحثه حتى قرب وقت
صلاة الليل فقام الشيخ صالح و من معه و تهيئوا للصلاة ، فعند ذلك رجع العالم إلى الجزيرة على
الطريقة الأولى وقد أكبر الشيخ صالح و عظم في عينه و داخله الندم على ما فعله من التأنيب و التهديد
للشيخ صالح.
فلما جاء وقت صلاة الصبح و حضر العالم المسجد وأذن المؤذن للإعلان و العالم جالس ينتظر فقال له
الجماعة في ذلك فسألهم عن الشيخ صالح فقالوا : لم يحضر بعد قال : ننتظره ، فلما جاء أخبروه فدعا
وقال له تقدم وصل بنا فأبى وتواضع أمام العالم و قال : لا يجوز لي أن أتقدم شيخنا في الصلاة فقال له :
بل أنت كفو لذلك وأني كنت معك في الليلة الماضية من أولها حتى الأخير . فلما سمع فتح عينه مبتهرا
وقال : اطلعت على كل شيء من أمري ؟ قال : نعم . قال : ومع هذا فالصلاة إنما أقيمت لكم ، فأعاد
العالم الطلب ، فلما ألح عليه قال الشيخ صالح : إذا كان ولابد فأنا أصلي ( وهمس في أذن العالم ) ولكن
إذا فرغت من الصلاة لا تبرح حتى تجهزني أنت وأصحابك ، فابتهر العالم من هذا الكلام و قال : وكيف ؟ قال : لا عليك ، ثم أوصاه بما أراد .
فلما صلى دعا الله وسجد سجدة الشكر ، ولما أطال سجوده حركوه وإذا هو ميت فقاموا في تجهيزه ومشى
العالم في تشييعه بكل تبجيل واكبار، و قد اظهر هذا العالم الحزن والألم ، ودفنوه في محل قبره الآن .
ونصب له العالم الفاتحة و تصدر المجلس و استقبل المعزين. و على أثر ذلك نذرت إليه النساء فاستجاب
الله تعالى نذرهن ولبى دعائهن كرامة لعبده الصالح ، و انتشر خبره في القرى و المدن من البحرين و
أخذت تفد الزوار و أهل النذور إلى مرقده الشريف رحمه الله .
الفاتحة لروحه ولأرواح المؤمنين والمؤمنات بعدها نختم بالصلاة على محمد وآله الأطهار