المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طيف من عالم آخر ..



ورد الياسمين
01-18-2009, 11:30 PM
طيف من عالم أخر
للكاتب : غريب في وطنه

-----------------------

فتحت عيني ،،
فلم أرى شيئاً فقد كنت في ظلام حالك ،،
حاولت الحراك فلم أستطع إلى ذلك سبيلاً ،،
حاولت الصراخ فلم أجد لي صوت يخرج ،،
أحس بالاختناق فلا هواء هنا لأتنفسه ،،
أحس بأني محتجزة في شيئٍ صغير ،،
جالت في ذهني الكثير من الأسئلة منها :
أين أنا ؟ كيف وصلت إلى هنا ؟
يجب أن أخرج أكاد أموت ..
بصعوبة بالغة استطعت رفع يدي ،،
لأتحسس ما في الأعلى ..
فوجدت رمال تسقط عليّ بروية من خلال شقوق في شيئٍ صلب لم أعرف ما هو ,،
استجمعت قواي أو ما تبقى من قواي ،، ورفعت بكلتا يداي ما في الأعلى ،،
وبقوة عجيبة حركته ،،
أنا عن نفسي ،، لا أعرف من أين جاءت تلك القوة ،،
تحرك ذلك الشيء وكأنه جبلاً ،،
لأغرق بعدها في بركة من الرمال التي دخلت إلى عيني وأنفي وفمي لتزيد من اختناقي ،،
استطعت رفع جسدي على أخر رمق بي ،،
وما أن شعرت بالهواء ،، حتى بدأت بالسعال الشديد ،،
حتى خلت أن قلبي سيخرج من مكانه ،،
نهضت من بركة الرمال ،، وجلت ببصري في المكان فلم أستطع الرؤية ،،
أغلقت عيني وفتحتها مراراً ..
لعلي أهتدي لمكاني فلم أنجح ،،
وبعد مرور شيئٍ من الوقت ،، ظهر ضوء خافت ،،
من خلاله رأيت ،، أرض جرداء بها جزء من الرمال
المرتفعة ،،
وفي بدايتها شيئاً عريض ،،
مكتوب عليه بعض العبارات التي لم استطع قراءتها ،،
تجولت في المكان بقلبٍ خائف مضطرب ،،
كنت أسير بين تلك الرمال المرتفعة ،، فأتعثر بإحداها وأسقط عليها فأنهض فزعة ،،
أنا عطشى ،،
والظمأ يكاد يفتك بي ،،
ليحيلني لميته أن كنت على قيد الحياة ..




وجدت باباً معدنياً كبيراً ،،
وقلت في نفسي : هذه الوسيلة الوحيدة للخروج ،،
ولكنه كبير وصلب ،، وأنا لا طاقة لي على دفعه فما
العمل ؟
هل أبقى هنا لحين طلوع الشمس فلربما رآني أحدهم وأخرجني ؟
ولكن لا يوجد أحد هنا غيري ،،
أخذت أوجه بصري هنا وهناك ،، فلربما أبصر طريقة للخروج ،،
نظرت للباب ملياً ،، فوجدت شيئاً مرتفع قليلاً
بجواره ،،
مددت يداي وأمسكت به ،، فأحسست بالخدر
فيهما ،،
ولكني قاومت ورفعت برجلي لتصل لأعلى ذلك الشيء ،،
ثم حاولت رفع جسدي ،، وبصعوبة بالغة نجحت ،،
فوصلت لسطحه ،، ورميت بجسدي عليه ،، وأنا أتنفس بقوة ،،
بعد مضيء شيئاً من الوقت ،، استعدت جزءاً من
قوتي ،،
ووقفت على رجلي المرتجفة ،،
ثم نظرت للمكان بعين متفحصة ،،
فرأيت شيئاً أعلى منه ،، فقفزت إليه ،،
أصبحت قريبة من الجدار الملتصق بالباب ،،
مددت يدي إليه ،، فأمسكت به ،، ثم رفعت جسدي محاولةً تسلقه ،،
نجحت في ذلك ،،
ولكن ،،
لضعف جسدي ،، لم أتزن فسقطت من عليه للجهة الأخرى ،،
وكانت سقطة غير سهلة ،،
فأحسست بعدد من عظامي تتكسر ،، إن لم تتكسر بأكملها ،،
بقيت هناك مرمية على الأرض ،،
أتأوه من فرط الألم ،، ولقد مر من الزمن ما مر ،،
مددت يدي استند للجدار ،، أحاول النهوض ،،
فنهضت كعجوز احدودب ظهرها ،،
وضعت يدي على ظهري ،، وسرت الهوينة ،،
و أنا متعبة ،، عطشى ،، جائعة ،، وخائفة حد الجنون ،،
سرت في أرض جرداء خاليه ،،
فكنت أسير تارة ،، ثم أقع تارة أخرى ،،
وهكذا حتى بصرت بضوءٍ قادم من بعيد ،،
هرولت له سعيدة ،،
حتى تبين لي أن الضوء يخرج من كوخٍ صغير ،،
وصلت للباب وأنا الهث ،،
طرقته بما أوتيت من قوة ،،


خرج لي صاحب الدار ،، وما أن رآني حتى كادت عيناه تخرج من محجريها ،،
وقال بصوت مرتعب :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،، بسم الله الرحمن الرحيم ،،
لابد أني أحلم ..
ثم أغلق الباب بقوة ،،
طرقت الباب مجدداً ،، ولكن بشكل أقوى من
السابق ،،


ففتح الباب بوجه مصفر وقال :
لم أكن أحلم ،، لم أكن أحلم ،،
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
ما باله خائفاً هكذا ؟!

دخلت للداخل ،، فتراجع هو رامياً الأشياء من خلفه ،، وهو يكرر كلامه السابق ،،
حاولت النطق فلم استطع ،،
فلساني كالخشبة المسندة من العطش ،،
حركت يدي لأفهمه ما أريد ،،
فازداد هلعه حتى وقع على الأرض ساكناً ..
هززت جسده بيدي ،، فلم يجبني هل مات يا ترى ؟
حاولت مجدداً ،، ولكن بدون جدوى ،،


تركته ثم بحثت عن بغيتي .... الماء ،،
لمحته من بعيد ،،
فأسرعت إليه ،، أمسكت بالإناء بيداً مرتجفة ،،
حتى أن نصفه أنسكب على الأرض ،،
قربته من فمي ،، وارتشفته ارتشافاً بللني من أعلاي حتى قدماي ،،
شربت وشربت حتى ارتويت ،،
بحثت عن شيئاً أكله ،، فوجدته ثم أكلت حتى شبعت ،،
رأيت الفراش ،،
وأنا أشعر بالتعب ،، فاستلقيت عليه ،،
ثم أسدلت جفوني ،، ورحت في نومٍ عميق ..

ورد الياسمين
01-18-2009, 11:40 PM
<<<


ظلام حالك ،،
أين أنا ،،
لقد كنت أنام في الكوخ الصغير ،، حاولت الحراك فلم
استطع ،،
إلهي لقد عدت لذلك المكان الضيق المظلم !!!!
عليَّ الخروج ،،
صرخت ولم يخرج صوتي ،،
يا صاحب الكوخ أخرجني ،،
سأموت ... سأموت ،،
أنا خائفة ،، لا أريد البقاء هنا ،،
يجب أن أخرج ،،
حركت جسدي بعنف ،، وحاولت الخروج كما خرجت في المرة الأولى ،،
فرفعت يدي ،، وركلت برجلي فلم أفلح ..


********************

فتحت عيني ،،
فرأيت الصباح قد أنبلج ،،
نهضت من الفراش الذي أنام عليه ،، وجسدي يتصبب عرقاً ،،
رأسي يؤلمني بشدة ،، كأن بداخله قنبلة توشك على الانفجار ،،
تجولت في أرجاء المكان ،،
فلم أرى ذلك الفتى صاحب الدار ،، فتساءلت أين عساه ذهب ،،
خرجت لأبحث عنه ،، وسرت قليلاً ،،
فرأيته مستلقياً تحت جذع شجرة سقطت أوراقها ،،
أمسكت بيده أهزها ليستيقظ ،،
وبعد برهة استيقظ ،، وما أن فتح عينيه ورآني حتى أرتجف
هلعاً ،،
لدرجة أنه ضرب رأسه في جذع الشجرة ،،
تأوه من الألم ،، فحاولت مساعدته ،،
ولكنه أبتعد زحفاً للخلف ،،
وقال باضطراب :
بسم الرحمن الله ال..... ،، أعوذ من الشيطا........
بالله ،،
ماذا....... مني...... تريدين ،،
أبتعدي ...... لم أوذي ....أحد منك ...... أو من ...... غيركم ..
قلت مستفهمة : منا ؟! من نحن ؟
قال : منكم أنتم ..
قلت : نحن ,، من نحن ؟
قال : أرحلي..... من ....هنا..... فوراً ..
بسم لله ،، اعتصم.... بكلمات الله ... من أن ....... تؤذيني ..
قلت : إلى أين أذهب ؟
قال : إلى عشيرتك ..... ،، بني جنسك ....،،
للمكان الذي ..... منه ....
قلت : خرجت من مكان ضيق ،،
مظلم ،، مدفون تحت الرمال ،،
ولقد خرجت منه بصعوبة ،،
لأرى أرض بها رمال مرتفعة في بدايتها أعمدة مكتوب عليها بعض العبارات ..
قال : خرجتي من قبر !!!!!!!!!!!
يا إلهي أكاد أجن ،،
عودي لقبرك ،، هيا انصرفي ..

تركني وذهب مسرعاً ،،
ولقد كان خائفاً حد الجنون ،،
فكان يسير حيناً ،، ويقع حيناً آخر ،،
ويلتفت للخلف فيراني فيزداد خوفه ..

جلست القرفصاء في مكاني ،، متسائلة :
من هم عشيرتي وبني جنسي الذين تحدث عنهم الفتى وأين أجدهم ،،
هل أعود لذلك القبر كما دعاه الفتى ؟

نهضت وسرت على غير هدى ،،
حتى وجدت نفسي أعود للكوخ ،،
جلست أمام الباب حتى انتصف النهار ،، واشتد الحر ،،
فشعرت بالعطش والجوع كذلك ..


فُتِحَ الباب ،،
فخرج ذلك الفتى ،، وما إن رآني حتى عاد أدراجه ..

سمعت صوته من خلف الباب ،،
يقرأ كلمات عذبه ،،
تسللت إلى روحي ،، فأسكنت الطمأنينة فيها ،،
أحس أني أعرف تلك الكلمات ،،
نعم ،، أنه القران الكريم ،،
آآآآآآه رأسي ،، رأسي يكاد ينفجر ،،
أحس بالاختناق ،، أريد هواء أتنفسه ،،
أخذ صدري يعلو ويهبط ،، وضربات قلبي في ازدياد مخيف ،،
توجهت ناحية الباب أريد طرقه ،،
ولكني هويت على الأرض ،، غائبة عن الوعي ...

دمعة طفله يتيمه
01-19-2009, 03:23 AM
روووووووووووووووووووعه
روووووعه ... رووووعه
راااائعه انتي بكل معنى الكلمه
قصه حليو... بجد كنت انتظرها بفرغ الصبر
موفقه لكل خير وصلاح
دمتي بود غاليتي

ورد الياسمين
01-20-2009, 12:47 AM
هلا بك يالغلا

~~ الرائع حضورك ودائماً في المقدمة ~~

" حلوّت دنياش ببركات محمد وآله"

ذاك من ذوقك

اشكر لك طيب تواجدك

ورد الياسمين
01-20-2009, 12:57 AM
>>>>


رأيت نفسي في ممر متشعب ،، مظلم ،،
سرتُ خائفة ،، حتى وصلت لنهايته ،،
فوجدت باباً ففتحته ،،
ورأيت مكاناً تملؤه حمم نارية ،، فخلت أنني في جوف بركان ،،
وهناك رأيت شخص يخرج من جسده نار ،، من غير أن يحترق ،،
وكان ينظر لتلك الحمم بسعادة ،،
ثم نظر إليَّ بعينه الحمراء ،،
نظرة اقتلعت قلبي من مكانه ،، فابتسم لي ثم اختفى ،،
بحثت عنه وناديته فلم أجد له أثر ..

---------------------------



استعدت وعيي ،،
وفتحت عينيَّ ،،
لأرى ذلك الفتى جالساً على مقعدٍ بعيدٍ عني ،،
وقال : أخيراً نهضتي ..
قلت : كيف جئت إلى هنا ؟
قال : لقد خرجت قاصداً الذهاب للمسجد ،، لأداء الصلاة ،،
فرأيتك ملقاة على الأرض ،، وأشعة الشمس تحرقك ،،
فَـرَقَّ قلبي لحالك ،، وحملتك إلى هنا ،،
أرجو أن تبادلي الإحسان بالإحسان ،،
وأن لا تلحقي بي سوءاً ..
قلت : ولماذا ألحق بك السوء كما تقول ؟
قال : لأن لا عمل لكم إلا إلحاق الضرر بنا ..
قلت : نلحق الضرر بكم !!!!
بكم من أنتم ؟
قال متبرماً : نحن البشر
قلت : أنت تقول نحن ،، تعني نفسك من البشر ،،
وتقول أنتم تعني نحن فمن نحن ؟
قال : أنتم معشر الجن ..
قلت حائرة : الجن !!!!
هل أنا من الجن ؟ ومن هم الجن ؟
قال ينهي الحديث :
الحديث معكِ يطول ،،
ويجب الآن أن أغادر لعملي ،، فالبحر لا يجود بعطاياه للمتكاسل ..
وعند عودتي ،،
أتمنى أن لا أجد كل عشيرتك هنا ،، كما أرجو أن لا تعبثي في المنزل في غيابي ،،
أريد أن أعود لأجد كل شيء كما هو هل هذا واضح ..

تركني وانصرف ،،
فأخذت أردد عباراته في ذهني ،، لعلّي أفقه شيئاً مما قال ..
أنا من الجن وهو من البشر فكيف ذلك ،،
فكرت وفكرت ،، حتى شعرت بألمٍ شديدٍ في رأسي ،،


تجولت في المنزل ،، أتعرف الأشياء ،،
فلربما اهتديت لمعرفة هويتي ..
لم أجد شيئاً ذا قيمة ،، فخرجت أبحث عن هويتي في الخارج ،،
فلم أهتدي سبيلاً لذلك ،،


وعدت أدراجي لداخل المنزل ،،
وقفت أمام المرآة ،، وهالني منظري ،،
التراب يغطيني من الأعلى حتى الأسفل ،،
وثيابي ممزقة ،، والجراح تملأ جسدي،،
فقلت في نفسي يجب أن أزيل هذه الأتربة عني ،،
وكما ينبغي تبديل هذه الثياب ،،
بحثت عن ثياب ارتديها ،،
فوجدت شيئاً صالحاً فأخذته ،،
ثم توجهت لغسل جسمي ،، وتبديل ملابسي ..

قاربت الشمس على المغيب ،،
ولم يعد ذلك الفتى ،،
فخفت كثيراً من أن يرحل ،، ويتركني هنا وحيدة حائرة بين
أفكاري ،،


وما هي إلا لحظات حتى فُتِحَ الباب ،، ليدخل ذلك لفتى ،،
ألقى عليَّ كلاماً أعتقد بأنه تحية أو ما شابه ،،
فلم أقابله بالمثل لجهلي بذلك ،،


فقال : ردي السلام ...... يا لغبائي فأنت لست منّا لتردي سلامنا ..
قلت في نفسي : لقد عاد لحديثه السابق أنتم ونحن ..
تسمر في مكانه ولم يتحدث ،،
وأخذ ينظر إليَّ فاغراً فاه ،،
فقلت في نفسي : هل عاد لخوفه مني ؟



وبعد برهة
قال : أنت غاية في الجمال ،، سبحان من خلقك ،،
لقد رأيت العديد من الجميلات ،، ولكن بمثل جمالك لم أرى ..
صَمَتَ لفترة ،، ثم نكَسَ رأسه ،،
وأخذ يتمتم بكلمات ،، سمعت منها :
أستغفر الله ربي ،، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
جلس مبتعداً وقال :
يا لحمقي !!!!
بسبب سوء مظهرك السابق ،، وخروجك من قبرٍ في منتصف
الليل ،،
ظننت بأنك من الجن ،،
ولكن الآن لا أرى اختلاف بينك وبيني ،،
فأطلب عفوك ..
قلت غاضبة :
قبل رحيلك تقول بأني سألحق بك الضرر ،، لأني من الجن ،،
والآن تقول بأني من البشر ،،
كن واضح في كلامك ،، يكفيني تيه وحيره ،،
هل أنا من البشر أم من الجن ؟
قال : أنا آسف ،، أنت من البشر ..

حسنٌ ،،
فلنتعارف ،، أنا يوسف ،،
وأنت ما أسمك ؟
قلت : أنا !!!!!!!!
اسمي !!!!!!! ........ لا أعرف ..
ثم انتابني ألم شديد في رأسي ..
قال : لا بأس ،،
لماذا كنت في القبر ،، وكيف خرجت منه ..
قلت ،، وألم رأسي في ازدياد :
لا أعرف لماذا ،، ولا أعرف أني كنت في قبر ،،
فأنت من يقول ذلك ،،
فإذا كنت تقصد ذلك المكان الضيق ،،
فأنا لا أعرف من أين جاءتني الفكرة ،، أو القوة ،، لأخرج من هناك ..
قال : يبدو أنكِ فقدتِ الذاكرة ،، وأن وراءكِ سراً كبيراً .
قلت ممسكة برأسي ،، صارخة :
لا أعرف ..... لا أعرف ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآه رأسي ..
ثم سقطت على الأرض ،، فاقدة الإدراك ..



<<<<

ورد الياسمين
01-20-2009, 01:06 AM
>>>>



استرديت وعيي ،،
وكنت مستلقية في غرفة يملؤها اللون الأبيض ،، تفوح منها رائحة غريبة ،،
وكنت محاطة بساتر أبيض اللون ،،
ومن خلفه كان يوسف يجلس ،، ومعه رجل آخر يلبس معطف أبيض ..
سمعت يوسف يقول له :
أيها الطبيب كيف حالها الآن ،، هل هي بخير ؟
فرد عليه الرجل الذي دعاه بالطبيب :
حالتها مستقرة الآن ،،
ولكن أخبرني هل تواتيها حالة الإغماء هذه باستمرار ؟
- يوسف : لحد علمي هذه المرة الثانية .
- الطبيب : وتقول بأنها تصرخ من ألم رأسها ..
- يوسف : نعم ،، واعتقد بأنها فاقدة للذاكرة ،،
فكلما سألتها عن شيئ يخصها تقول بأنها لا تعرف ..
- الطبيب : إذن أنت لا تعرفها ؟
- يوسف : لا ،، أنا لا أعرفها ،،
فقد كانت مجرد عابرة سبيل ،، وأنا أشفقت عليها ،،
واتيت بها إلى هنا ،،
- الطبيب : في هذه الحالة ،، يجب أن تذهب لمركز الشرطة ،،
وتقدم بلاغ بوجود الفتاة معك ،،
لتخلي مسؤوليتك من الأمر،، وحتى لا تتهم بخطف الفتاة ..
وليتم التعرف على هوية الفتاة ،،
فلا بد بأن أهلها يبحثون عنها الآن ..
- يوسف : خطفها!!!!!!
أخبرتك بأنها طرقت بابي تريد المساعدة ،،
وأنا ساعدتها فقط ..




نهضت من على الفراش ،،
وتوجهت ناحيتهما ،، وقلت :
وهل يستطيع هؤلاء مساعدتي حقاً في معرفة من أكون ؟
- الطبيب : تعالي هنا يا بنيتي ،،
أخبريني ألا تتذكرين أي شيئ عن حياتك ،، ولو كان شيئاً صغيراً .

فقلت : لا ......
لا أذكر..
- الطبيب : حسنٌ أجلسي هنا ،،
وأخبريني ما هذا الشيء الذي تجلسين عليه ؟
قلت : مقعد

- الطبيب : وهذه التي أضع عليها أشيائي ؟
قلت : منضدة

وأخذ يسألني عن عدة أشياء ،،
وأنا أجيب ،، ويوسف يستمع لحديثنا ،،
انتهى الطبيب ،، ووجه حديثه ليوسف قائلاً :

إنها تعاني من فقد جزئي للذاكرة ،،
فالأساسيات موجودة في ذهنها والحمد لله ،،
وسأجري لها عدة فحوصات ،، للتأكد من سلامة الدماغ ووظائفه الأخرى..
- يوسف : ولكن ما سبب ألم الرأس الذي تعاني منه ؟
- الطبيب :

ذلك من رغبتها المتزايدة في تذكر ماضيها ،،
نتيجة ذلك ،،
يحدث ضغط على الأعصاب الموصولة بالدماغ فتشعر بالآلام ،،
فعليها أن لا تجهد عقلها في هذا الأمر ،،
فذلك قد يسبب تلف الأعصاب ،، وبالتالي العاقبة الغير محمودة للدماغ لا سمح الله ..



قام الطبيب بالفحوصات التي تحدث عنها ،،
ثم انتظرنا مدة من الوقت ،، حتى تظهر نتيجة الفحوصات ،،
فلما ظهرت ،،
أخبرنا الطبيب بأن كل شيء سليم ،،
وسوف تعود ذاكرتي تدرجياً ،،
ولكن ،،
ينبغي لي أن لا أجهد عقلي في التذكر ..
شكرنا الطبيب ،، وغادرنا ،،


وفي الطريق ،، أخبرني يوسف بأننا يجب أن نذهب لمركز
الشرطة ،،
كما قال الطبيب ،،
ولكن أولاً ،، يجب علينا الذهاب للسوق ،،
لأنه يريد أن يشتري لي ملابس ،، وعباءة تغطي جسدي ..

فقلت له : وهذه الملابس التي أرتديها ألا تصلح ؟؟

قال متبسماً : أنك ترتدين ملابسي ،، وهي ملابس رجالية ،،
أنا أقصد ملابس نسائية ,،
وكما يجب أن ترتدي العباءة ،، لتحميك من أعين الناظرين الجشعة ..
قلت مستسلمة : كما تشاء ..




ذهبنا للسوق ،،
ورأيت العديد من البشر ،، كما يسميهم يوسف ،،
ولكن ،،
أين الجن الذين تحدث عنهم ؟؟!
فلا أرى أحد منهم ،،
فسألت يوسف قائلة : كل هؤلاء يشبهونني أو يشبهونك ،، أي من البشر كما تسميهم ،،
فأين الجن الذين تخاف منهم ؟؟

فقال ضاحكاً : نحن لا نرى الجن ،،
نعم هم يعيشون معنا ،، ونحس بهم ،،
ولكنا لا نرى منهم إلا القليل النادر ..

قلت : ولماذا تخاف منهم ؟

قال : لأن الإنسان بطبعه ،، يخاف ما يجهله ،،
مثل الموت والمستقبل ،، فالإنسان لا يعرف عنهما شيئاً لذلك يخاف منهما ..
فنحن لا نعرف عن الجن إلا بما أخبرنا به القران الكريم ،، والسنة النبوية الشريفة ..

قلت : وماذا يقول القران الكريم عنهم ؟

قال : يقول القران أن من الجن :
مؤمن صالح ،، وهؤلاء لا خوف منهم ،،
ومنهم كافر مثل الشياطين ،، الذين يكرهون البشر ،، ويحبكون له المكائد ..

قلت : ولماذا كل هذا الكره ؟

قال : ذلك حديث يطول ،،
مفاداه أن الله سبحانه لما خلق أدم عليه السلام ،،
كانت الملائكة تعبد الله سبحانه_ وكان الشيطان معهم يعبد الله كذلك_ ،،
أمرهم بالسجود لأدم ،، فسجدوا له ،،
إلا الشيطان الأكبر ،، إبليس اللعين ،،
أبى السجود له حقداً وحسداً ،،
وعصى أمر ربه ،،
وتعهد لكل بني البشر بالغواية نكاية في أبيهم أدم ..

قلت : وهل يصح السجود لغير الله سبحانه ؟

قال : لا يصح ،،
فالله أمرنا بالسجود له وحده ،، ومن يفعل ذلك يلقى اللعن وسوء المصير ،،
أما ما كان من سجود الملائكة لأدم ،،
فهذا امتثال لأمر لله وإطاعة له .


شردت بذهني بعيداً ،،
بالقرب من عصيان الشيطان الأكبر لربه ،، وإطاعة الملائكة
لربهم ،،
وأن السجود لا يصح إلا لله سبحانه ..


<<<<

دمعة طفله يتيمه
01-20-2009, 02:20 AM
ماشاءالله رووووووووووووووووووووووعه بجد
قصه ولااااا احلى
انتظرك بفارغ الصبر غناتي
لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
حوائج مقضيه غناتي
دمتي بود
موفقه

ورد الياسمين
01-21-2009, 02:32 PM
هلا وغلا بك أحلى دمعة

منوره دائماً عزيزتي

عذراً ع التأخير

لاعدمتك ياكل الغلا



دمتِ بجمال روحكِ

ورد الياسمين
01-21-2009, 02:36 PM
<<<<



انتهينا من التسوق ،، بعد أن جعلني يوسف أذهب لمكان تبديل النساء لملابسهن ،،
لأبدل ملابسه ،،
وأرتدي الملابس الجديدة ،، وكذلك العباءة ،،
تلك القطعة السوداء التي لم أعرف كيف أرتديها ،،
طلبت منه المساعدة ،،
فساعدني في ذلك ،، ولف الحجاب على رأسي ،،
ليحميني من أعين الناظرين كما يقول ..



ذهبنا لمركز الشرطة ،،
وهو مكان به الكثير من الرجال الذين يرتدون الملابس نفسها ،،
ولكن لا أعلم لماذا أوجست منهم خيفة ..
خاطب يوسف أحدهم قائلاً :
جئت لأقدم بلاغ ،، بأن لدي فتاة تعاني من فقد الذاكرة ،،
وهي لا تعلم من تكون ،، أو من هم أهلها ،،
ولديَّ تقرير من الطبيب الذي عالجها يؤكد صحة كلامي ..
- الرجل : وكيف صارت معك ؟
- يوسف : لقد كانت عابرة سبيل ،، طرقت بابي تريد المساعدة فساعدتها ..

ثم توجه بنظره ناحيتي ،،
فازداد خوفي ،، وحاولت الاختباء خلف يوسف ،،
ثم قال بطريقة فظة: أيتها المرأة هل صحيح ما يقول هذا الرجل ؟

فقلت خائفة : نعم صحيح ما قال ..

قال : ألا تذكرين اسمك ،، أو اسم عائلتك ،،
أو أي شيئ ممكن أن يدلنا على هويتك ؟
فقلت بخيبة أمل : لا .....
لا أتذكر شيئاً ..


توجه بحديثة ناحية يوسف ،،
وطلب منه أن يكتب معلومات عنه ،، في سجل خاص لديهم بحد تعبيره ،،
وبعد أن انتهى يوسف من ذلك قال له الرجل :

ستبقى عندنا ،، حتى يتم التعرف على هويتها ،،
سننشر في الصحف المحلية إعلان ،،
عن وجود فتاة فاقدة لذاكرتها ،، مع ذكر أوصافها بالطبع ،،
فلربما قرأ أهلها الإعلان وجاءوا لأخذها ..
- يوسف مستنكراً : وكيف تبقى فتاة في مركزٍ للشرطة يحوي العديد من الرجال ،،
بالإضافة للسارقين والمجرمين وغيرهم ..
- الرجل مستهزئاً :
وهل تريد لها مثلا ًأن تبقى في القصر الملكي ..
- يوسف : سوف أعود بها للمنزل حتى تجدوا أهلها ..
- الرجل : وهل أنت متزوج ،، أو لديك أم أو أخت أو أحد الأقارب في منزلك ؟
- يوسف : لا لست متزوج ،، وأعيش بمفردي ..

- الرجل صارخاً : وهل تريد أن تبقى معها منفرداً بها ،، والشيطان ثالث لكما ،،
بالطبع لن نسمح بذلك ،، فحمايتها من مسؤولياتنا ..


خفت كثيراً ،،
وأخذت ضربات قلبي في ازدياد ،،
أمسكت بطرف ثوبه ،، مخافة أن يتركني هنا ويرحل ،،
قلت له راجية :

يوسف ،، أرجوك لا تدعني هنا وترحل أنا خائفة .....
- يوسف : أنا أسف لا استطيع أخذكِ معي ،،
كلامه فيه جانب من الصحة ،، فلا رابط بيننا يخول لنا البقاء لوحدنا في المنزل ..

قلت وقد شارفت على البكاء :
أن كنت تريد مني أن أترك منزلك ،، فسوف أغادر ،،
ولكن لا تتركني هنا ..

ثم وجه حديثه للرجل : وماذا لو تركتها مع أحد معارفي من
النساء ؟

فقال الرجل ساخراً : وما الذي يجعلني أصدقك ،،
وما يدريني ،،
لعلك من أوصلها لحالة فقدان الذاكرة ،، وجئت بها إلى هنا لتبعد الشبهات عن نفسك ..

غضب يوسف ،،
وهمَّ بضرب الرجل ،، ولكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة ،،
وانصرف ليتركني خلفه ،،
حاولت اللحاق به ،، ولكن ذلك الرجل وقف حائلاً بيني وبين بغيتي ،،
ونظر لي نظرة مرعبة ،،
ذكرتني بنظرة ذلك الرجل الناري في حلمي ،،
اقترب مني ،، فابتعدت للخلف وصرخت بأعلى صوتي :
يوسف أنقدني ،، يوسف .... يوسف ..




>>>>>

ورد الياسمين
01-21-2009, 02:40 PM
<<<<<



مرت عدة دقائق ،، خلتها دهراً ،،
حتى عاد يوسف ،،
ولقد أرتاح قلبي المضطرب ،، فخاطب الرجل :
وماذا لو تزوجتها ،، هل ستدعونها تغادر معي ..
- الرجل : وما يدريني أنك ستتزوجها حقاً ..
- يوسف : أتزوجها الآن أمامك ..
- الرجل ساخراً : هذا مركز شرطة ،، وليس مكان للزواج أو الطلاق ..
- يوسف غاضباً : لقد حيرتني ،، أنا لا أريدها أن تبقى هنا ،،
وأنت ترفض زواجي بها فما الحل برأيك ؟
- الرجل يريد الخلاص من الموضوع : حسن ٌ حسن ٌ سندعو أحد رجال الدين ليزوجكما ..



بعد وقت طويل من الانتظار ،،
جاء رجل ملتحي ،، خاطبه الرجل المخيف قائلاً :
إنهما يريدان الزواج .
- الرجل الملتحي : في هذا الوقت وهذا المكان ؟!!
- يوسف : الظروف اضطرتنا إلى ذلك ..
- الرجل الملتحي : أنت الزوج وهذه الزوجة ؟
- يوسف : نعم .
- الرجل الملتحي : وأين ولي أمرها ؟
- يوسف : إنها فاقدة الذاكرة ولا نعرف أهلها .
- الرجل الملتحي : وما يثبت كلامك ؟
- يوسف : لدي تقرير طبي يثبت صحة كلامي .
ثم سلمه يوسف الأوراق وأطلع عليها فقال : هذه أغرب حالة زواج تمر بي ،،
سنبدأ بالإجراءات ،، أعطني بطاقة هويتك .
فأعطاه يوسف ما أراد ثم قال : أنت يوسف بن .... تريد الزواج من هذه الفتاة ،،
على سنة الله ورسوله بصداق وقدره ....... كم صداق المرأة ؟
- يوسف في خجل : أنا لا أملك المال في الوقت الراهن .
- الرجل الملتحي : ولو بخاتم من حديد .
- يوسف : أعلمها كتاب الله وأحكام الدين .
- الرجل الملتحي : وخير الصداق ذلك .
توجه بخطابه ناحيتي وقال : أيتها المرأة ،،
هل تقبلين الزواج من هذا الرجل بالصداق الذي ذكره ؟
في الحقيقة ،،
أنا لم أفقه مما دار حولي ،،
ولكني فهمت ،،
بأني سأغادر هذا المكان المخيف مع يوسف ،،
فقلت : نعم أقبل .
- الرجل الملتحي : على بركة الله .
ثم دون ذلك في أوراق أمامه ،، وقال ليوسف : أين الشهود ؟
- الرجل المخيف : أنا مع زميلي هذا .
وكان رجل يقف بجواره ،، ناولاني بطاقة هويتكما..
ثم عاد للكتابة في أوراقه ،،
وقال ليوسف : خذ زوجتك وانصرف ،،
ولابد أن تحضر غداً صباحاً ،،
لتوثيق عقد الزواج ،، في محكمة الزواج .
وافق يوسف ،،
ثم رحلنا من ذلك المكان المخيف ..



---------------



عدنا للكوخ ،،
ولقد كان يوسف صامتاً طوال سيرنا ،،
فلما دخلنا ،،

سألته : أراك صامت على غير المعتاد ..

قال : أنا خجل منك ،،
لو أني لم أستمع لما قال الطبيب ،،
ما عرضتك لكل ذلك ..

لم أفهم ما يقصد ،،
ولكنه بدا لي حزيناً ،، فحاولت رفع حزنه ..

فقلت له : لا بأس عليك ،،
المهم أنني بخير الآن .

قال : بالنسبة للمال ،،
سوف أهبك إياه ،، عندما أجني ربحاً من بيع السمك ،،
وسوف أبذل قصارى جهدي لأوفر لك حياة كريمة تليق بك ..

قلت : وما حاجتي للمال ،، فكل ما أريده أن أعرف من أكون .




>>>>>

دمعة طفله يتيمه
01-21-2009, 10:51 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
ماشاءالله عليك ورد
بجد دائماااا مميزه...
بجد رووووووووووووووعه مررره
موفقه لكل خيـــــر
دمتي بود
لاخلا ولاعدم منك جديدكِ الرااائع

ورد الياسمين
01-23-2009, 02:37 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد

مرحبا بك يالغلا

الروعة والتميز يكمنان في حضورك الذي يضفي التألق دائماً

لاعدمت تواصلك ودعواتك الطاهره


دمتِ بجمال روحك ودوام التوفيق من الله تعالى

ورد الياسمين
01-23-2009, 02:40 AM
<<<<



انتصف الليل ،، وذهب يوسف لينام ،،
أما أنا فبقيت أتأمل النجوم في السماء .
أقول مخاطبة النجوم والقمر :

من أنا
ومن أكون

أرى نفسي

وسط طريق متشعب مظلم مخيف
إلى أين أمضي
وإلى أين أتجه
أرفع رأسي
لأرى القمر بازغا
ونجوم مضيئة
أرفع يدي لأمسك بيد القمر
أقول راجية
أخبرني أيها القمر
من أكون
أخبريني أيتها النجوم
من أنا
كيف بدأت
وكيف سأنتهي
بالله عليكم أجيبوني
من أكون
ومن أنا

شعرت بالنعاس ،،
وشيئاً فشيئاً أخذت جفوني بالاسترخاء ،، لأرحل إلى عالم الأحلام .

رأيت بأني في ذلك الطريق المظلم من جديد ،،
سرت خلاله حتى وصلت إلى باب ،،
الباب نفسه الذي رأيته في السابق ،،
فتحته لأرى حمم نارية تتطاير في كل مكان ،،
رأيت ذلك الرجل الناري ،، جالساً على عرش ،،
وحوله عدة أشخاص ،،
وكانت النيران تخرج من أجسادهم ،، دون أن يحترقوا ،، وكانوا يسجدون له ،،
نظر لي بعينيه الحمراء ،، وقال بصوت أجش بشع :

هيا قومي بالعمل الموكل إليك .

ثم اختفى كل شيء ،،
وعدت لذلك الطريق المظلم ،،
بحثت بنظري عنهم فلم أجدهم ،،
وقعت على الأرض من شدة اهتزاز جسدي خوفاً ،،
وصوته الكريه ما زال يدوي في رأسي :
قومي بعملك ،، قومي بعملك .

وضعت يداي على أذناي ،،
وصرخت كفى ،، كفى ثم ......

فتحت عيني ،،
وكنت أنام بجوار يوسف ،،
نهضت وأنا مبللة بعرقي ،، وجسدي يهتز بشدة من الخوف ورأسي يؤلمني .
كلمت يوسف ليستيقظ ،، فلم يرد علي ،،
هززت يده ،، ثم فتح عينه ،،

وقال : أريد أن أنام ،، فليلة البارحة لم أنم جيداً .

قلت له بوهن : هيا لقد ظهر الصباح ،، هيا انهض .

نهض بفزع وقال : كم الساعة الآن ؟

قلت : لا أعلم ،، ولكن ضوء النهار أنار السماء .

قال: لقد ضيعت صلاة الفجر ،، أعوذ بالله من الشيطان ،، أستغفر الله ربي .

ثم نهض ،، واستعد لأداء الصلاة ،،
ثم صلى ،،
مظهره وهو يسجد لله في صلاته ،، أعاد لي حلم ليلة البارحة .
لما انتهى من صلاته قلت له :

ليلة البارحة ،، رأيت أشخاص تخرج من أجسادهم نار من غير أن يحترقوا يسجدون لأحدهم .

قال : أعوذ بالله ،،
لا بد انه كابوس ،، عليك قبل أن تنامي أن تتوضأي ،، وتذكري الله ،،
فمن نام على ذلك ،، كأنه في محرابه ،،
يعبد الله حتى يقوم ،، وذلك يبعد عنك الشيطان كذلك .

قلت : لكني لا أعرف كيف أتوضأ .

قال : سوف أعلمك .

ثم بدأ بتعليمي الوضوء ،،
ثم الصلاة ،،
لما انتهينا ،، أخذ يقرأ القران ،، وأنا أردد خلفه ،،
ولقد سكنت الطمأنينة روحي ،، لتجعلني نابضة بالحياة .
أنصرف إلى عمله بعد أن حذرني أن أعبث في أي شيء في المنزل ،،
مخافة أن يلحق بي أذى ،، لجهلي باستخدام أدوات المنزل .




>>>>>

ورد الياسمين
01-23-2009, 02:46 AM
<<<<



خرجت من المنزل ،، أرفه عن نفسي ،،
فالهواء كان عليلاً ،،
والجو صحو ،، والعصافير تمرح هنا وهناك ،،
قلت في نفسي : أن من خلق هذه الأشياء أهلٌ بأن ُيعبد .


سرت وسرت حتى وصلت للمقبرة ،،
هممت بالدخول ،، على رجاء أن أجد شيئاً يدلني على ذاتي
الضائعة ،،
ولكني تراجعت في الخطوة الأخيرة ،،
لا أعلم ما السبب ،،
ولكن هناك شيئاً داخلي منعني من ذلك ،،
عدت أدراجي للمنزل ،، وجلست عند الباب ،،
أنتظر قدوم يوسف ،،
حاولت جاهدت تذكر الماضي ،، ولكني لم أجد إلا الآلام التي تعصف برأسي .



قاربت الشمس على الغروب ،،
وحان وقت عودة يوسف ،، وما هي إلا دقائق حتى ظهر أمامي ،،
حيّاني فلم أرد عليه فقال لي :

عندما يلقي عليك أحدهم التحية ،، لابد أن ترديها بمثلها أو بأفضل منها ،،
فهكذا علمنا القران الكريم.
ولكن ما يبقيك في الخارج ؟

قلت : لقد مللت الجلوس في الداخل وحيدة ،،
فخرجت أتأمل الأشياء من حولي ،،
ثم سرت حتى وصلت للمقبرة ،،
أردت الدخول ،، ولكن هناك شيئاً لا أعلم ما هو منعني ،،
فعدت أنتظر عودتك .

قال : أولاً : يجب أن تبقى المرأة في المنزل ،، وأن لا تخرج كلما شعرت بالملل ،،
ثانياً : أين عباءتك ؟
فينبغي عليك ارتداءها كلما خرجت .
ثالثاً : لا تقتربي من المقبرة .

قلت : ولماذا لا تريد مني أن أقترب منها ؟

قال: أخاف عليك أن تزداد حالتك سوءاً .
هيا للداخل ،،
لقد جلبت معي السمك ،، سوف أعلمك كيف نعده ،، ليصبح صالحاً للأكل .

دخلنا للداخل ،، وبدأ بتعليمي كيفية طبخ السمك ،،
فكان يلقي عليَّ التعليمات ،، وأنا أنفذ ،،
ولقد كنت سعيدة بأول تجربة طبخ أقوم بها .
انتهينا ،، وبدأنا الأكل ،،
وهو في كل الأحوال يعلمني ما لا أعرفه ،، في أحوال الدين والدنيا على حد قوله .
ثم قال لي :

ينبغي أن نطلق عليك اسم ،، لوقت استعادتك لذاكرتك ،، فماذا تحبي أن اسميك ؟

قلت حائرة : لا أعلم .

قال : ما رأيك بنرجس أو زينب أو رغد ،، أمال ،، هند ،، دلال أو....

قلت أستوقفه : كفى .......كفى ،،
كل هذه الأسماء تحفظ ،، أريد أسم جميلاً كاسمك يوسف .

قال : اسمي جميل .......
هل تعلمين إلى من يرجع ؟
أنه يرجع لنبي الله يوسف عليه السلام وله قصة ............

ومضى يروي لي قصة نبي الله يوسف عليه السلام ،،
وبعد أن انتهى

قلت له : سمني مثل اسم أم يوسف راحيل ،، فهو اسم جميل .

قال : كما تشائين يا راحيال .


------------------------------


وهكذا أمضيت أيامي معه ،،
هو أستاذي ،، وأنا طالبته النجيبة ،،
لقد تعلمت على يديه الكثير من الأمور ومنها:
أعمال المنزل ،،
فلقد أصبحت سيدة منزل ممتازة ،، أغسل الملابس ،،
أنظف المنزل ،، أطبخ الطعام ،،
وأنتظر عودة زوجي من العمل متعباً ،، لأزيل عنه تعبه بأحلى ابتسامة كما يقول .
لقد ترك له مكانة كبيرة في قلبي ،،
فأنا أأنس بوجوده معي ،، وأسعد به ،،
وأتمنى أن يتوقف الزمن وأنا بجواره ،، أستمع إليه وأنظر لعينيه.
وإذا غاب عني ،، أشتاق إليه ،،
وأتمنى أن تمر الساعات سريعاً لألتقي به مجدداً .
كان دائماً يخبرني ،، بأني أحلى جنية طرقت بابه في منتصف الليل لأرعبه ،،
فأغضب منه ،،
فيسارع ليزيل عني غضبي وينال رضاي ،،
حرصه على مشاعري ،، واهتمامه بي ،،
كفيل بأن ينسيني كل غضبي منه ،، فأصفح عنه سريعاً ،،
في بعض الأوقات ،، أتصنع الغضب ،،
لأرى لهفته في إسعادي ،،
وخوفه على مشاعري ومحبته لي ،،
لم أعد أهتم بأن أتذكر الماضي ،،
فما أريده وجوده معي ،، بجواري ،،
فهو بالنسبة لي الماضي والحاضر والمستقبل .



>>>>>

ورد الياسمين
01-23-2009, 02:49 AM
<<<<<



في أحد الأمسيات ،،
أقول له بدلال أنثوي : يوسف هل تجدني جميلة ؟

فيقول بعشق محبب لي: أن الجمال ليستحي أن يوصف بك ،، فأنت

اكبر من أن توصف به .

فأسعد بإجابته ،، وأقول بدلال أكثر من السابق : هل تحبني ؟

فيقول : بل أعشقك لا أهيم بك .
وأنت هل تكنين الشيء ذاته .

فتحمر وجنتاي ،، وأنظر للأسفل ،،
وألوذ بالصمت فيقول :

خجلك المحبب لقلبي ،، يزيدك محبة في قلبي ،، ولكني أريد أن أعرف .

فأقول : يوسف ..... كفاك .
فأنهض وأنا أقول في نفسي : أعشقك حتى الثمالة ،،
أنت هويتي الضائعة ،، أنت حروف اسمي ،،
أنت بوابتي للماضي وللحاضر والمستقبل .


-----------------------------------------------------------

محتجزة في ذلك القبر مجدداً ،،
حاولت الحراك للخروج ،،
ففتحت لي فتحة في الأسفل،، وكانت مثل النفق ،،
تدحرجت حتى خرجت منها ،، إلى كهف ناري ملتهب ،،
سرت على وجل ،،
حتى وجدت الرجل الناري جالس على عرشه ،،
فقال بصوته البشع :
لقد أعطيتك من الفرص الكثير ،، ولم تغتنمي إحداها حتى نفذت ،،
لقد نفذ صبري هيا عودي ،، عودي الآن .
ثم اختفى كل شيء ،، لأعود لذلك القبر .

نهضت من نومي فزعة ،،
ثم وقفت على قدمي ،، وهممت بالمغادرة ،،
لأنه يجب عليَّ العودة إلى هناك.
على أثر الصوت الذي أحدثته ،،
استيقظ يوسف ،،
وقال : راحيل إلى أين أنت ذاهبة ..
قلت : للمكان الذي يتوجب عليَّ العودة إليه ..
قال : وما هذا المكان الذي يتوجب عليك العودة إليه ؟
قلت : سوف أعود لذاك القبر الذي خرجت منه ..
نهض فزعاً وقال : أي جنون هذا ،،
تعوذي من الشيطان وعودي للنوم .
قلت باكية : يجب عليّ العودة لقد أمرني بذلك ،،
أنا أخاف منه ..
قال : ومن هذا الذي أمرك ؟
قلت : الرجل الناري ،، الذي أراه دائماً في أحلامي .
قال : أذكري الله ،، وعودي للنوم ،،
لابد أنها أحلام مزعجة .
في الغد سأصطحبك إلى الطبيب ،، لنرى سبب هذه الأحلام .
قلت صارخة : لا ....لا أريد الذهاب للطبيب ،، يجب أن أذهب للقبر الآن .

ثم هممت بالخروج ،،
حاول يوسف إيقافي ،، ولكني أبعدته بالقوة ،،
قوة لا أعرف من أين امتلكتها ،،
أمسك بذراعي ،، فغرست أظفاري فيه ،،
حتى صرخ من الألم ،، وترك يدي ،،
هربت منه ،،وخرجت من المنزل فلحق بي ،،
ركضت بكل طاقتي ،،
وهو يحاول مجاراتي في الركض ،،
ثم أخذ يناديني راجياً مني العودة للمنزل ،،
ولكن هناك شيء أقوى مني ،، يطلب مني العودة لذلك القبر ،،
وصلت للمقبرة ،، فأصابتني الحيرة ،،
فإلى أي قبر يجب أن أذهب ،،
وما هي إلا لحظات ،، حتى أحسست بشيء في داخلي يوجهني لقبر معين ،،
ذهبت إليه وبدأت أحفر،،
وصل يوسف منهك القوى يلهث ،،
ولما رآني ،، سارع إلى منعي ،،
فأمسك بذراعي فقاومت بكل شراسة ،،
"رص" على ذراعي بقوة ،، فعضضت ساعده بأسناني ،،
حتى تأوه من الألم وترك ذراعي ،،
تحركت أكمل الحفر ،،
ولكنه كان أسرع مني ،، فحملني ثم أخذت أتعفر بين يديه ،،
فأصرخ باكية ،، وأقاومه بيدي ورجلي ،،
وهو يقول : راحيل أرجوك لا تفعلي هذا بي ،، أرجوك دعينا نعد للمنزل ......
يا ربي ساعدني لقد جنت راحيل ،، لقد جنت .
سار بي وأنا أقاومه ،،
أخذ يذكر أسم الله عليّ ،، ويتعوذ من الشيطان ،،
فما زادني ذلك إلا نفوراً ومقاومة ..
رماني أرضاً ،، ورفع يده ليهوي بها على وجهي .
أخرسني فعله هذا ،، ثم قال صارخاً :
راحيل عودي إلى رشدك ،، أي شيطان لعين مسك .
قلت باكية :
يوسف.......
يوسف أرجوك ،، أفهمني ،،
ذلك أقوى مني ،، هو يأمرني ،،
ألا تسمع صوته ....... أسمع ......
ألا تسمع ذلك الصوت الكريه الذي يأمرني بالعودة .
كفى آآآآآآآآه كفى رأسي آآآآآآآآآآآآآآآآآآه رأسي .
ثم سقطت على الأرض غائبة عن الوعي .




>>>>>

ورد الياسمين
01-23-2009, 02:55 AM
<<<<<


فتحت عيني ،،
وإذا بالصبح قد انبلج ،،
نهضت فرأيت يوسف نائم على المعقد الذي بجواري ،،
وكان مغطى بالجراح ،،

قلت له : يوسف ..... يوسف استيقظ .

ثم هززت يده ،، فاستيقظ فزعاً ،،
ذكرت اسم الله عليه .
قلت له: آسفة لم أقصد أخافتك ،، لماذا تنام على المقعد ،،
ولماذا وجهك ويديك مليئة بالجراح ؟

قال لي : حمداً لله على سلامتك ،، كيف حالك الآن .

قلت مستغربة سؤاله : بخير ،، لم تخبرني ماسبب الجراح التي تعلوك .

قال : لنفس السبب الذي جعل الجراح تعلوك .

نظرت لنفسي ،،فوجدت الجراح تغطيني ،،
فزادت حيرتي ،،
قلت له : ولماذا تغطيني الجراح ؟

قال : ألا تتذكرين ما حدث ليلة البارحة .

قلت : لا .... لا أتذكر

قال : راحيل ألا تتذكري ما فعلته بي ،، وبنفسك ليلة البارحة ،، ألا تذكرين .

قلت : يوسف بالله عليك ،،
لقد أخفتني ،، ماذا حدث ليلة البارحة ؟

قال : لقد جن جنونك في منتصف الليل ،،
وأردت نبش قبر من قبور المقبرة ،،
بزعم أن هناك من أمرك بالعودة إلى هناك ،، ولما حاولت إيقافك ،،
فعلتي هذا بي وبنفسك .

قلت غير مصدقة : يوسف لا تتلاعب بي ،، ليس وقت مزاحك الثقيل .

قال وقد تعالى غضبه :
أنا لا أمزح معك ،، أن كنت غير مصدقة ،،
اذهبي لذلك القبر الذي حاولت حفره ،، ستجدينه كما هو.

ثم نهض ،،
وتركني أعاني حيرتي ،، والآم رأسي ،،
و استدار يقول ،، سنذهب للطبيب لنرى سبب الأحلام التي تواتيك باستمرار .

بعد مضي الشيء الكثير من الوقت ،،
ذهبنا لزيارة الطبيب ،،
وأخبره يوسف عن الأحلام المزعجة ،، وعن الآلام الرأس ،،
وبالطبع أخفى عنه الحادث الأخير ،،
فقال الطبيب : سنجري لها الفحوصات لمعرفة أسباب تلك الآلام .

أخذ تلك الفحوصات ،،
وسألني عدة أسئلة ،، وبعد مضي عدة ساعات ،،
ظهرت نتائج الفحوصات ،،
فقال الطبيب : الفحوصات سليمة ،، وكأنها مولودة جديدة ،،
وهذا نادر الحدوث ،، فحمدا لله على ذلك ،،
أما بالنسبة للأحلام ،، فهي متعلقة بعقلها الباطن ،،
والذي يحاول أخبارها بشيء متعلق بحياتها الماضية عن طريق الأحلام ،،
أما عن ألم الرأس ،،
فهذا الأمر كما أخبرتك سابقاً ناتج عن إجهادها لعقلها في تذكر ما نسيته .

وصف لي الطبيب عدد من الأقراص المسكنة للآلام ،،
فشكرنا الطبيب ،، ثم عدنا للمنزل ،،
ولقد كنت خجلة من يوسف ،، مما بذر مني ليلة البارحة ،،
فحاولت الاعتذار منه .
قلت له بخوف: يوسف هل كففت عن محبتي ؟

فيقول : ومن المجنون الذي يقول ذلك ،،
هل يكف المرء عن محبة ذاته ،، روحه .
حبك خالط دمي ليصل إلى قلبي فينعشه ،، إن قلبي ينبض بحبك لا بدمي .

أقول مطرقة برأسي : أنا آسفة عما بذر مني .

فيقول : وأنا أسف للصفعة التي تلقيتها مني .

أفاجئ من ذلك وأقول : صفعتني الويل لك مني ،، سأردها لك عشقاً وغراماً .

فيقول بألفة حميمية : كفاك ،،
لقد غرقت في بحر هواك ،، أحاول المقاومة ،،
ولكني أجد نفسي أغرق أكثر .

فأقول : وأنا أريد لك الغرق أكثر وأكثر ،،
لتمتزج روحك مع روحي ،،
ونصبح روح واحدة ،، في جسدين حتى يفرق الموت بيننا .

يقول متبرماً : إياك وذكر الموت ،، أطال الله في عمرك ،،
لأراك تحملين أطفالي ،، فتلعبين مع أحدهم وتعتني بالأخر .

أقول : أطفال ...... أنا أم لأطفالك ......
أنه لشيء رائع ،، أليس كذلك ؟

فيقول : نعم لهو كذلك . ......
الحديث والمكوث معك لا يُمل ،، ولكني ينبغي أن أذهب لكسب رزقنا .

نهض يهم بالخروج ،،
ثم قال : ماذا ستطبخين طعام الغذاء .

قلت : أسطوانة الغاز فارغة ،، لقد أخبرتك بذلك هل نسيت .

قال : آه لقد نسيت ،، لا بأس سوف أجلب معي الطعام ،،
وعندما أعود سأملأ الأسطوانة .



>>>>>

دمعة طفله يتيمه
01-23-2009, 04:00 AM
قسم بالله راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه انتي بكل معنى الكلمه
قصه ولااااااااااااااااااااااااااحلى
بجد معبره ...
مشكوره ياقلبي على هيك طرح راااائع
لاخلا ولاعدم من جديدك الميز
موفقه لكل خير وصلاح
دمتي بود
حوائج مقضيه يااا قلبي بحق محمد وآل محمد

ورد الياسمين
01-24-2009, 12:18 AM
هلا بك يا كل الحلا

شاكرة لك طيب تواجدك

وما انحرم تواصلك ودعواتك يارب

اتمنى لك قراءة ممتعة


دمتِ بجمال روحكِ

ورد الياسمين
01-24-2009, 12:22 AM
<<<<<



ودعني وانصرف ،،
وأنا سارحة بخيالي في الأطفال الذين سأنجبهم ،،
قمت بالأعمال المنزلية ،، حتى جهزت الطعام ووضعته على الموقد ،،
أريد طهوه ،،
فتذكرت أن الأسطوانة فارغة ،،
أشعلت الموقد على سبيل المحاولة ،،ولكنه لم يشتعل ،،
خاطبت الموقد بغباء ،، كأنه يفهمني :
أشتعل أيها الموقد ،، فزوجي سيعود من العمل جائعاً ويريد طعامه جاهزاً ،،
هيا اشتعل ،، اشتعل ،، اشتعل ........

ثم اشتعل ،، لتخرج منه النار المناسبة لطهي الطعام ،،
قلت له : موقد جيد .
ثم أخذت في طهي الطعام حتى نضج ،،
وأصبح صالحاً للأكل ،، مصحوباً بمحبتي وشوقي لرؤية زوجي .

قاربت الشمس على الغروب ،، فتثأبت وبدأت بالاختفاء ،،
ليظهر القمر ،،
ويتمنى لها ليلة سعيدة ،، ومن ثم يحتل مكانها ،، ليزين لوحة السماء .


حينها ،،
حانت عودة يوسف ،، فهيئت نفسي لاستقباله ،،
فتزينت بأحلى زينة ،، وتطيبت بأجود أنواع الطيب.
دخل المنزل ،، فرسمت أجمل ابتسامة على وجهي ،،
ورحبت به ترحيباً يدل على شوقي لرؤيته ،، فرحب بي بشوق ولهفه .

قلت له : لابد أنك جائع ،،
اذهب لتستحم ،، فرائحتك نتنه ،، وسوف أسكب الطعام .

ضحك وقال : رائحتي نتنه شكراً لك ،،
سأذهب دونما إحراج .

غادر ،، ولكنه توقف في منتصف الطريق ،،
وقال :

راحيل ،، كيف طهوت الطعام ،، وأسطوانة الغاز فارغة ؟؟

قلت له ضاحكة :
لقد هممت بالطبخ ،،
ثم تذكرت بأنها فارغة ،، وبالتالي الموقد لن يعمل ،،
فخاطبت الموقد ببلاهة ،،
وطلبت منه أن يشتعل ،، فاشتعل فطهوت الطعام .

تجهم وجهه وقال :
راحيل لا تتلاعبي بي ،،
هل ترينني طفلاً صغير لأصدق كلامك ،،
هيا أخبريني بالحقيقة .

قلت ،، وقد علاني شيء من الضيق ،،
لتكذيبه إياي :
لماذا أكذب عليك ،، هذا ما حدث فعلاً .

قال : عزيزتي راحيل ،،
لسنا في رسوم متحركة ،، حتى يعمل الموقد من غير وقود .

قلت بضيق أكثر : ولماذا سأكذب عليك ؟

قال : عزيزتي ،،
أنا لم أقصد بأنك كاذبة ،،
ولكن ربما كان في الأسطوانة الشيء القليل من الغاز ،،
والذي جعل الموقد يعمل ،، فهذا منطقي أكثر من أمرك له
بالعمل ،، فأطاع الأمر وعمل .
قلت له : لعله مثلما تقول .



==============


جلسنا نتناول الطعام بهدوء على غير المعتاد ،،
وفي أثناء ذلك ،،
توقفت عن الطعام ،، وقمت بجلب الملح ،،
وقدمته ليوسف ،،
فقال : وما أدراك أني أريد الملح ؟
فقلت له : أنت قلت أن الطعام يحتاج لقليل من الملح .
قال مندهش : أنا لم أنطق بحرف .
قلت متضايقة : لا قلت ،، وأنا سمعتك أم أنك تشكك في سمعي أيضاً .
قال يوسف : أنا لم أقل أني أريد الملح ،، انما فكرت بذلك .
قلت متذمرة : لا ،، لقد قلت ،، وسمعتك بأذني هذه .
قال يوسف : ............. أنا أسف ،،
لربما نطقت بها من غير وعي ،، فأحيانا تفكرين في شيء ثم تجدين نفسك تتحدثين به ،،
أنا اعتذر إليك .
قلت له : لا بأس.
ثم عدنا لتناول الطعام ،،
ولكن بشهية أقل ،، لا أعلم ما باله يوسف اليوم .
قلت :أنا لم أنزعج منك ،، ولكن انزعجت لعدم تصديقك إياي.
شهق يوسف وقال : أقسم بالله أني لم أنطق حرفاً .
قلت مستنكرة : لا تحلف بالله كذبا ،، لقد سمعتك .
قال : أنا لم أحلف بالله كذباً .....حقاً أنا لم أتحدث ،،
فكيف عرفت ما دار في خلدي ؟
قلت : أنا صادقة فيما أقول ،،
لا أعلم ماذا دهاك اليوم ،، تريد افتعال المشكلات ،،
لربما مللت مني ،، وتريد الخلاص مني بهذه الطريقة .
قال : راحيل ،، لماذا تقولين ذلك ،،
أنا لم أمل منك ،،
ولكنك اليوم تبدين غريبة الأطوار ،، ابتداء بالموقد ،، وانتهاء بما يدور في عقلي .
نهضت باكية وأنا أقول : أنت لا تصدقني ....
أنت لا تحبني ......
للهم خذني إليك ،، ليرتاح يوسف مني .
قال يوسف : راحيل عزيزتي ،، كفي عن الدعاء على نفسك بالموت ،،
صدقيني أنا أحبك ،، ولا أريد الخلاص منك ،،
فأنت أجمل حدث في حياتي ،،
راحيل توقفي عن البكاء ،، فذلك يؤذي قلبي .
جلست القرفصاء في ركن من أركان البيت،، منكسة رأسي باكية ،،
فأقبل يوسف يعتذر مني ،،
مسح بيده الحانية على رأسي ،،
وقال : أنا أسف ،، أرجوك توقفي عن البكاء ،، لقد قطعت قلبي .
رفعت رأسي ،، أنظر إليه ،،
ثم هممت بالحديث ،، ولكنه قاطعني بقوله :
راحيل لما عيونك تبرق بهذا الشكل الغريب ؟
صرخت به : وعن أي بريق تتحدث الآن ؟
قال خائفاً : عيونك تبرق ،، مثل عيون القطط في الليل .
قلت صارخة : يوسف ماذا أصاب عقلك ؟
هل أنا مثل القطط ،، أبتعد عني لا أريد الحديث معك ....
ابتعد .
ثم أخذت أبكي بشكل هستيري ،،
لدرجة أن يوسف خاف حقاً ،،
فابتعد عني لعلي أهدأ .
هدأت ثورتي ،،
فنهضت من مكاني ،، وأخذت أجمع أغراضي ،، أهم بترك المنزل .
قال يوسف : ماذا تفعلين ؟
قلت : كما ترى ،،
أجمع متاعي ،، سأغادر المنزل ،، لأريحك مني إلى الأبد .
قال: وإلى ستذهبين ؟؟
وليس لك أحد سواي .
قلت : لي رب العالمين ،، يحميني ..
قال : والله أهل لذلك ،،
ولكنه لا يرضى للزوجة الخروج من منزلها ،، لمجرد شجار بسيط ،،
حدث بينها وبين زوجها .....
حسنٌ إلى أين ستذهبين ؟
قلت غير أبهة به : إلى المقبرة ،، إلى المكان الذي خرجت منه .
قال صارخاً : هل عدت لجنونك ؟؟
لا....... لن تخرجي .
فأقول بتحدي : ومن يمنعني....... أنت ؟
اتجهت ناحية الباب ،،
فثار كالبركان وقال : أن خرجت من المنزل رغماً عني ،،
سأغضب عليك ولن أرضى حتى يأتي يوم الحساب ،،
وعلى ما أعتقد ،، أني قد علمتك ماذا يعني غضب الزوج ،،
يعني غضب الله ،، ولعنه للمرأة الخارجة عن طوع زوجها ،، فمن خرجت من منزل زوجها مخالفة أمره ،،
لعنها الله وملائكته حتى تعود ،،
ومن نامت وزجها غاضب عليها ،، لعنها الله وملائكته حتى تستيقظ .
أن كنت تريدين ذلك فالباب أمامك .
ثم تركني وانصرف .

حرت في أمري ،،
أيهما أختار : غضب الله ولعنه لي ،، أم الثأر لكرامتي .
ثم قلت : سحقاً لكرامتي أمام رضا ربي ،،
عدت أدراجي ،، وأعدت الأشياء لمكانها ،،
وأنا أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،،
ولكني لا أعرف لماذا أحسست بوخز في قلبي .



>>>>>

ورد الياسمين
01-24-2009, 12:28 AM
<<<<<



مضت عدة أيام ونحن على خصام ،،
هو غاضب مني ،، وأنا كرامتي تجرحني ،،
ولكني لا استطيع أن أحيى وهو غاضب مني ،،
دائماً أراه شارد الذهن ،، لا يطيب له طعام ،، يتقلب على الفراش يشحذ النوم ،،
فيذهب إلى العمل من دون أن يغمض له جفن ،،
ثم يعود وهموم العالم على رأسه ،،
أود أن أتحدث إليه ،، فلقد اشتقت لحديثه العذب ،،
ولكن كرامتي تأبى الانصياع لأوامر قلبي .
كرامتي ..... سحقاً لها ،،
فلا كرامة في المحبة ،، وحبي له من أسمى أنواع المحبة ،،
أود الاعتذار منه ،، ولكني أخاف أن يصدني ،،
معه كل الحق أن فعل ،، فلقد رميت بكلامه عرض الحائط ،، وهممت بالخروج ،،
ماذا أفعل .......
ثم خطرت في ذهني فكرة ،، لعلها تنجح .
أوقعت نفسي على الأرض ،،
وأخذت أصرخ : قدمي ....آآآآآآه قدمي ،، أنها تؤلمني بشدة .

وحدث ما توقعت ،، سارع لي بلهفة وحنين ،، رأيت الخوف في عينيه ثم قال :

راحيل عزيزتي ،، هل أصابك مكروه ؟

فأقول بدلال : آآآآه قدمي تؤلمني ،، لقد لويت كاحلي ،،
أني لا استطيع الحراك.
ثم مددت يداي إليه ،، مثل طفلة تود أن يحملها والدها ،،
حملني ليرفعني عن الأرض ،، ثم أجلسني على المقعد المجاور ،،
أخذ يتأمل في قسمات وجهي ،،
ثم قال : يجب أن أذهب بك للطبيب ،،
حتى يرى قدمك .

قلت له : لا ،، من غير الضروري أن نذهب ،،
فقط ضع يدك عليها ،، وستطيب ،،
فأنت البلسم المداوي لجراحي .

قال : دعيني أرى .

مددت رجلي إليه ،،
ثم قلت بتأوه مصطنع ،، ممزوج بدلال :
حذار فأنها تؤلمني .

نظر إليها فوجدها من غير سوء ،،
فنظر لي نظرة ،، معناها لقد اكتشفت حيلتك ،،
رسم أجمل ابتسامة على محياه ،،
وقال : قدمك ها ،،
أيتها الماكرة ،، لقد جعلت قلبي يضطرب خوفاً عليك .

قلت بدلال : ولماذا تخاف علي ،، هل تحبني مثلا ً؟

قال :أنا !!!!!!!!! لا ،، من قال بأني أحبك ؟

قلت مشارفة على البكاء :
يوسف ألا تحبني ، هل كرهتني ؟

قال : أنا لا أحبك ...........
أنا أعشق حتى الثمالة .

فأقول سعيدة :
أنا آسفة عما بذر مني ،،
لم أتعمد مخالفة أوامرك ،، ولكنها ثورة الغضب التي أعمت عيني .

قال : وأنا أيضاً آسف .
كيف لي الغضب منك وأنت نبض روحي .




وزالت الغمة ،، وعادت حياتنا لصفائها التي لا يعكرها إلا الأحلام المزعجة ،،
التي تسبب لي الصداع الدائم لأبقى معكرة المزاج ،،
زرنا الطبيب لمرات عده ،،
وقال أن لا حيلة له في الأمر ،، ثم نعود من عنده بخيبة أمل.

في يوم من الأيام ،،
عاد يوسف من عمله مبكراً ،، وكان سعيداً جداً ،،
فقال لي : أني أحمل لك البشرى .

قلت له مستبشرة : أسعدني بها .

قال : لقد اتصلوا بي مركز الشرطة ،،
وقالوا بأن هناك من هاتفهم ،، وقال بأنه قرأ الإعلان عن الفتاة المفقودة ،،
وأن لديهم فتاة مفقودة أيضاً وبنفس مواصفاتك ،،
وفقدت منهم بنفس المدة التي بقيتها عندي .
علينا أن نذهب لرؤيتهم ،،
فلربما كانوا أهلك.

فرحت كثيراً ،،
لا بل طرت من فرط سعادتي ،،
أخيراً سأعرف من أكون ،،
أخير سأعثر على هويتي الضائعة ،، سأعرف إلى من أنتمي ،،
وأيضاً سأعرف سبب هذه الأحلام .
أخيراً سيهنأ بالي

قلت له بلهفة : متى سنذهب إلى هناك ؟

قال : لقد حددت معهم موعد ،، في صباح الغد ..

قلت : غداً صباحاً ،، أنه وقت بعيد ..

قال : صبرت كل هذه المدة ،،
ألا تستطيعين الصبر لمدة عدة ساعات ،،،
لقد مضى الكثير ،، ولم يبقى إلا أقل القليل ،،
فرويدك عزيزتي ..

قلت : لا تعلم يا يوسف ،، كم أتحرق شوق للقيا أهلي ،،
لا تعرف كم أرغب في معرفة من أكون ،،
آآآآآآآآآآآآآه متى يأتي الصباح ..

قال : صبراً عزيزتي ،، أليس الصبح بقريب ...




>>>>>

ورد الياسمين
01-24-2009, 12:53 AM
<<<<<




مرت الساعات بطيئة كئيبة ،،
لا أعلم لماذا أحس بأنها تعاندني ،، وتأبى أن تمر ،،
أقول ليوسف : ألا تظن أن اليوم طويل على غير المعتاد ..

فيضحك ويقول أنه يوم عادي ،، ولكنك تطيلين النظر في عقارب الساعة ،،
فيخيل لك بأنها لا تمر ..

فأقول : يوسف يا تُرى كيف هو مظهر أهلي ،،
هل والدِايَّ على قيد الحياة ،، هل لي أخوة وأخوات ،،
كيف ستقابلني أمي ،، هل ستأخذني إلى حضنها الدافئ ،،
هل سيسعد أبي بوجودي ،، سأعرفهم عليك ،،
لا بد أنهما سيسعدان ،، أن علما أني تزوجت من أروع إنسان في الكون .

فقال : الله أعلم ،، أصبري حتى الغد وستعلمين .

فأقول : يوسف ،،
لقد بحثت كثيراً في غياهب عقلي عن سبب خروجي من قبر ،، وإلى الآن لم أعرف السبب ،،
هل يكرهني أهلي ،، حتى يواروني تحت التراب وأنا حية ؟!
ما العمل الذي ارتكبته لأستحق هذا العقاب القاسي .

اغرورقت عيناي بالدموع ،،
للنتيجة التي وصلت إليها ،، فسارع يوسف لاحتوائي ،،
قال مشجعاً : عزيزتي راحيل ،، لقد عرفتك كزهرة جورية ،، طفلة بريئة ،، بيضاء نقية ،،
ومثلك ،، من المستحيل أن ترتكب جرماً بشعاً لتعاقب بهذه الطريقة البشعة ،،
ربما كان هناك سبب قوي وراء ذلك ،،
ولن نعرفه إلا إذا عادت لك ذاكرتك ،،
أو وجدنا أهلك .

فأقول : تباً لهذه الذاكرة اللعينة .

فيقول : عزيزتي راحيل صبراً ستعرفين كل شيء في وقته .

جاء الليل ،،
وعيني تأبى أن تنام ،، أحاول جاهدة إرغامها على ذلك ،،
ولكن شوقي لأهلي أكبر من محاولتي في أن أنال عطف النوم
ليريحني ،،
أخذت أرسم لوحات من الأمنيات ،،
عندما أرى أمي سأعانقها ،، لا سأقبل رأسها ،،
وماذا أفعل أن رأيت أبي .....
وهكذا حتى غفوت لتهاجمني الأحلام المزعجة ،،
لا هو حلم واحد ،، الحلم المزعج ذاته ،،
القبر ذاته ،، الممر ذاته ،، الرجل الناري ذاته ،،
ثم طلبه بعودتي .



استيقظت فزعة ،،
فإذا بالصبح قد تنفس ،، والعصافير غادرت أوكارها تجمع قوتها ،،
صرخت في يوسف أريده أن يستيقظ ،،
فاستيقظ فزعاً ،، ثم قال: راحيل ،،
هل هذه طريقة مهذبه لأيقاظ النائم .

فأخجل من نفسي وأقول : أن آسفة أن أفزعتك ،،
ولكن النهار قد ظهر ،،
هيا بنا لنذهب لنرى أهلي .

فينظر للساعة ويقول : هل جننت أنها الخامسة صباحاً ،،
عودي للنوم ،، ما زال الوقت مبكراً .

فأقول : لم أنم إلا لبرهة صغيرة ،، وما أن أغلقت عيني حتى داهمتني الأحلام فاستيقظت مرعوبة .

لم ألقى جواباً منه ،، فعلمت بأنه عاد للنوم ،،
نهضت من فراشي ،، وأخذت أتأمل السماء ،، أعد الغيوم ،،
أستمتع بتغريد العصافير ،، أشاكس النمل الصغير .



مر الوقت ،، ولم ألحظه حتى استيقظ يوسف ،،
رآني شاردة العقل ،، فأحب أن يرد لي الصاع صاعين ،،
أقترب خلسة من أذني وصرخ .
سقطت من مقعدي فزعة ،،
ثم أخذ يقهقه بصوت عالي ،، عبست في وجهه وقلت :
غير مضحك ،، لا تحاول أن تكون ظريفاً .

نهضت من على الأرض ،، وذهبت وتركته ،، فلحق بي

وقال : صباح الخير ،، كيف حالك ؟

قلت له أصطنع الغضب : لست بخير ،، لقد أوقفت قلبي ..

قال بحنان أعشقه : سلم الله قلبك لي ،، هل نذهب لمركز الشرطة .

تحول عبوسي لأكبر ابتسامة في العالم ،، وقلت : بالتأكيد .

قال : ولكني جائع ،، أريد تناول الإفطار .

قلت بغضب حقيقي : يوسف ،،
أنا لم أنم ليلة البارحة شوقاً لهذه اللحظة ،،
وأنت تحدثني عن الطعام ،، لا طعام عندي هيا بنا .

قال : أمرك سيدتي ،،
ولكني سأشكوك لأهلك عندما نراهم .

قلت وقد نفذ صبري : يوسف كفاك ،، هيا لنذهب .

قال : حسنٌ ،، حسنٌ .




>>>>>

ورد الياسمين
01-24-2009, 01:00 AM
<<<<<



ارتديت عباءتي ،، وخرجت مع يوسف ،،
وسرنا حتى وجدنا سيارة تقلنا إلى مركز الشرطة ،،
وصلنا فارتعدت فرائصي خوفاً ،،
ماذا لولم يكونوا أهلي ....
أبعدت هذه الفكرة عني وتوكلت على الله .
دخلنا المركز ،، ولقد تذكرت أول مرة دخلت فيها المركز ،،
فزداد خوفي ،،
وأمسكت يد يوسف استمد منه الشجاعة ،، فربت على يدي مطمئناً ،،
خاطب يوسف أحدهم وأخبره بسبب قدومنا فوجهه لمكان معين ،،
ذهبنا للمكان الذي يقصده ،، وكان غرفة يجلس فيها رجل خلف مكتب ،،
وأمامه تجلس امرأة متشحة بالسواد معها رجل ،،
حياهم يوسف ،، ففعلت مثله ،، ثم قال للرجل خلف المكتب :
- لقد جئنا بطلب منكم بشأن أهل زوجتي .
- الرجل : نعم هذا الرجل وهذه المرأة يدعيان بأن أبنتهم مفقودة ،، وقد تكون زوجتك ،،
دعها تنظر إليهم فلربما عرفتهم .
أخذت أنظر للرجل مع المرأة ،، مرة بعد أخرى ،،
وأعصر ذاكرتي عصراً ،،
علها تنقدني ،، ولكنها تأبى ذلك ،،
شددت يد يوسف بيدي المرتجفة ،، فشد عليها بدوره ،،
ثم قلت والدموع تجمعت في مقلتي : أنا لا أعرفهم .
- يوسف : ألا تذكرين أي شيء قد يتعلق بهم ؟
قلت وقد سالت دموعي : لا ..... لا أتذكر شيئاً .

فقال يوسف : معذرة ،، ولكن زوجتي مصابة بفقد الذاكرة ،،
ولا تتذكرهم .

فقال الرجل خلف المكتب :
أذن دعهما يشاهدان وجهها ،، فلربما يتعرفان عليها .

ثارت الغيرة في صدر يوسف ،،
ثم قال : المرأة فقط تراها ،، وتكونان لوحدهما أيضاً .

عبس الرجل ،، ثم قال : كما تشاء .
غادر الرجال الثلاثة ،، وبقيت أنا مع المرأة ،، فكشفت كل واحدة غطائها ،،
رأيتها امرأة رسم الحزن عليه لوحاته ،،
قلت في نفسي : هل هذه أمي .

نظرت لي تتفحصني ،، ثم قالت بعد صمت رهيب دام لدهر : لا ،، لست أبنتي .
ثم أخذت بالبكاء ..

وقعت كلماتها عليَّ كخنجر ،، غرس في قلبي ليقتلعه ويتركني بلا حياة ،،
تسمرت في مكاني ،، مصدومة مذهولة ،،
كنت كالذي بنى قصراً عظيماً فخرَّ أمامه متحطماً ،،
هكذا كانت أحلامي التي رسمتها مع أهلي .

لم أشعر إلا بيد يوسف ،، والتي كانت تربت على كتفي،،

قال لي : راحيل أمنية روحي هل أنت بخير ؟

ارتميت على صدره باكية ،،
أخذ يواسني ،، ويمسح على رأسي ،، ويسمي بالرحمن ،،
قال لي : عزيزتي أين صبرك ،، أن الله يحب الصابرين ،،
فأن الله إذا أحب عبداً أبتلاه ،،
قوي عزيمتك بالله ،، وستجدين أهلك في نهاية المطاف صدقيني .

قلت باكية : يوسف لقد تعبت من الحيرة ،، من التيه ،،
أريد أن أعرف من أنا ،،
من هم أهلي ،، أريد أن يكون لي أب ،، وأم ،، وأخوة ،،
لقد تعبت من الوحدة .

قال مواسياً ،، وهو يمسح دمعي بيده : وأين أنا ،،
ألا يمكنك اعتباري أب لك ،، وأم وأخوة ،،
ألا يمكنك اعتباري هويتك ،، ذاتك ،، ملاذك ،، وطنك .

قلت : وأنت كذلك .

غادرنا ذلك المكان ،، بقلوب حزينة كسيرة ،،
بعد أن كانت ترقص طرباً .



>>>>>

دمعة طفله يتيمه
01-24-2009, 10:21 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
مــــــــــاشاءالله قصه ولاااا احلى
مسكينه راحيل تعور القلب....
ويش قصه القبر...؟؟؟ والاحلام...؟؟
غاليتي ورد الياسمين انتي رااااائعه بكل معنى الكلمه
وهذا مو غريب عليك غناتي...
حوائج مقضيه بحق الحبيب محمد وآل محمد
موفقه لكل خير وصلاح
لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
دمتي بود يالغلاااا

ورد الياسمين
01-25-2009, 12:33 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد

مــاشاء الله عليك دموعه ،،

ولا احلى من تواصلك معي ،، الذي يزيدني حماس ،،


قصه القبر... والاحلام...

ستعرفين ذاك اذا تابعتي للنهاية

غاليتي الرائع هو حضورك الذي يضفي التألق لصفحتي

موفقه و حوائجك مقضيه ببركة محمد وآل محمد

لاخلا ولاعدم من طيب تواجدك ودعواتك



دمتِ بجمال روحك

ورد الياسمين
01-25-2009, 12:38 AM
<<<<<




توالت الأيام ،،
وتوالى ذهابنا إلى مركز الشرطة ،، لرؤية من يدعي بأنهم أهلي ،،
لنعود بخفي حنين ،،
فقدت الأمل برؤيتهم ،، ولكني أعزي نفسي بأن يوسف معي وهو كل عالمي .
الأحلام المزعجة لم تنقطع ،، حتى أني أصبحت لا أنام أبداً ،،
فإذا داهمني النوم ،، أستيقظ فزعة ،،
وهذا ما أضر بصحتي ،، وجعلني هزيلة ،،
وكذلك كثرة محاولتي لنبش ذلك القبر ،، الذي يرشدني إليه
أحدهم ،،
منعني يوسف أكثر من مرة أن أضر بنفسي تاركة الكثير من الجراح في جسدي وجسده ،،
أصبحت حياتنا جحيم لا يطاق ،،
يوسف يقف حائر ،، لا يعرف ماذا يصنع .
وأنا أموت في اليوم مئات المرات .


حدث في أحد الأمسيات التي كنت أتأمل الأشياء من حولي
_ كما هي عادتي _
أن سكن الكون فجأة ،، وأصبح الجو حاراً ،،
وعيوني أصبحت غائرة ،،
والرؤية أصبحت غير واضحة ،،
خفت كثيراً ،، وهممت بنداء يوسف ،،
ولكن أوقفني صورة شخص قادم من بعيد ،،
ثم أخذ يقترب شيئاً فشيئاً ،، حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى
مني ،،
لقد عرفته ،،
أنه الرجل الناري ،، الذي يظهر لي في أحلامي !!!!!
قلت في نفسي: لابد أني أحلم .
فقال ليعود بي للواقع : أنت يقظة ولست تحلمين .
خفت كثيراً ،، وارتعدت أوصالي ،،
هممت بالهرب ،، فقال : لا داعي لهربك ،، فأينما تذهبين ستجديني .
قلبي يكاد يتوقف من شدة الخوف ،،
قلت له : من أنت وما تريد .
قال ساخراً : هل حياة البشر جعلتك لا تتذكرين أن تقدمي احترامك لسيدك .
قلت صارخة به : من أنت ،، وعن أي احترام تتحدث .
قال صارخاً وقد أشتعل نار : قدمي الاحترام لي يا مملوكتي .
قلت : لست ملك لك أنا حرة .
قال غاضباً وقد أشتعل أكثر: اسجدي لسيدك .
قلت غاضبة : أنا لا أسجد إلا إلى ربي وخالقي .
أشتد غضبه ،، فخرجت الحمم منه ،،
حتى أني خلت بأنه سيحرق المكان ،،
ثم قال : أبعدما حصلت على ما تريدين خالفت الاتفاق .
قلت وأنا أكاد أحترق بناره : عن أي أتفاق تتحدث ،، أنا لا أفهم ما ترمي إليه ،،
من أنت ؟
قال بكل فخر وعزة : أنا من أخرج أدم وحواء من الجنة ،،
أنا من شجع الأخ ليقتل أخاه ،، أنا من أمر بقتل الأنبياء ،،
أنا من أوحى بقتل الأبرياء ،،
أنا من نشر الفساد في الأرض ،،
أنا الشيطان الأكبر ،، أنا أبو الشياطين ،، أنا إبليس !!!!!!!!!




>>>>>

ورد الياسمين
01-25-2009, 12:42 AM
<<<<<



قلت صارخة فيه : خسئت يا لعين .
اشتد غضبه ،، والتفت النيران حوله ،، فغطته بالكامل ،،
وأصبح المكان أشبه بباطن بركان ،،
قال مزمجراً : يا مملوكتي قدمي الاحترام ،، وإلا ستعاقبين أشد العقاب .
قلت له : أنا لا أسجد إلا لربي وخالقي ولا أخاف إلا منه ....
قاطع كلامي بضحكه المقرف ،،
ثم قال : لا تسجدين إلا لخالقك ها ،، وماذا عن هذا .




ثم أشار بيده في الهواء ،، لتظهر صورة معلقة في الهواء ،،
وكانت صورة له على عرشه ،، وأمامه أحدهم يسجد له ،،
تمعنت النظر في الساجد له ،،
أنه ....... أنها .........
يا للمصيبة ،، لا يا الفاجعة أنها .......... أنا .....
لا مستحيل ،،
لا يمكن أن يحدث هذا ،،
آآآآآآآآآآآآآآه رأسي ،، رأسي .


سقطت على الأرض ،، أتلوى من فرط الألم ،، ألم يشق رأسي إلى نصفين ،،
أخذت أصرخ: يوسف الحق بي ،، يوسف أعني .
ضحك باشمئزاز ،، وقال : لن ينقدك أحد من براثني ،، اصرخي كما تشائين ،،
- ألهي أنقدني ،، آآآآآآآآآآآآه رأسي .


فجأة دارت أحداث حياتي ،، كالشريط السينمائي أمام عيني ،،
لقد تذكرت من أكون ،، ومن أنا ،،
عرفت أهلي ،، وعشيرتي ،،
والأعظم ،، والأمر تذكرت سجودي له ،،
رحماك ربي ،، غفرانك ربي ،،
لا لن أعيد الكرة ،، أن فعلتها في السابق لن أفعلها الآن ،،

قلت له ،، وأنا خائرة القوى : لن أسجد لك مهما فعلت بي .
قال ساخراً : وماذا عن زوجك الإنسي ؟
ذهلت ،، لا بل جننت ،،
إلا يوسف لن أسمح لأحد أن يصيبه بمكروه .
قلت صارخة بكل ما لدي من قوة ،، لن أسمح لك بأذيته .
قال مستهزئ : ومن يمنعني..... أنت ؟؟
ماذا لو تلبست جسده ،، أو جعلته لعبة عند شياطيني ،،
سواء كانوا جناً أم من البشر،،
لنرى ماذا يساوي يوسف عندك .
قلت له باكية : إلا يوسف دعه وشأنه ،، أقتلني ،، أحرقني ،،
أفعل ما تشاء بي ،، ولكن لا تلحق الضرر بيوسف .
قال : إذن اسجدي لي .
قلت صارخة : لا وألف لا .
قال : اللعبة تجري على هذا النحو أنت ،،
بعتني روحك ،، وسجدتي لي ،،
بالمقابل أعطيتك ما أردتي ،،
فأما أن تسجدي لي ،، وتقدمي فروض الطاعة ،، والولاء ،،
أو أن أتسلى بيوسف ،، فماذا تختارين ؟؟


عصفت بي الأمور ،، أيهما أختار ؟!
ربي وخالقي ،، ومولاي أنعم عليَّ ،،
ورباني وحماني ،،
فلو عصيته ،، أكون ناكرة للجميل ..


زوجي وحبيبي ،،
من احتواني في أصعب مواقف حياتي ،،
صبر عليَّ ،، وعلمني ،، ووضعني بين عينيه ،،
أن تركته للشياطين أكون ناكرة للمعروف .


ألهي عبدتك ،، وأنت أهلٌ للعبادة ،،
أغفر لي ما قد سلف مني وتب عليِّ ،،


الهي أنت في عون العبد ،، إذا ما رجاك ،،
وها أنا ذا أرجوك ،، فكن في عوني ،،
وعون زوجي .



لقد اخترت ................




>>>>>

دمعة طفله يتيمه
01-25-2009, 04:09 AM
ياااااااااااااااالله مسكينه راحيل
والله عورني قلبي عليها هههه
بس والله قصه روووعه
والمعبره بجد ....
غاليتي ورد الياسمين انتي راااائعه بكل معنى الكلمه
حوائج مقضيه بحق محمد وآل محمد
في ميزان حسناتك يااارب
موفقه لكل خير وصلاح
دمتي بود
لاخلا ولاعدم من جديدك المميز

ورد الياسمين
01-26-2009, 02:58 AM
هلا بك أحلى دمعة

سلامة قلبك حبيبتي

والروعة دائماً تكمن في حضورك ودعواتك الطاهرة

ما انحرم منها يارب


دمتِ بجمال روحك

ورد الياسمين
01-26-2009, 03:01 AM
<<<<<


لقد اخترت طاعة ربي ،،
ثم وجهت وجهي ناحية يوسف ،، وقلت منتحبة :
عليك مني السلام يا منية روحي ،، سامحني يا قرة عيني ،،
أحصنك بكلمات الله التامات ،، كان الله في عونك .
ثم صرخت باللعين : لقد اخترت طاعة ربي ولن أسجد لك .
قال مشتعلاً ،، والحمم تتطاير هنا وهناك : يا شياطيني عليكم بيوسف ،، وأنت تعالي معي .
ثم امتدت نيران من جسده ،،
لتحكم على كل أجزاء جسدي ،، وتسحبني على الرغم مني ،،
وأنا أحاول المقاومة ،، ولكن دون جدوى ،،
ذهب بي باتجاه المقبرة ،،
ودخل في ذلك القبر ،، الذي طالما حاولت نبشه ،،
ثم عبرنا في ذلك الممر المظلم الذي أراه في أحلامي ،،
ثم الباب ،، ليظهر من خلفه مقر ذلك اللعين ،،
حبسني هناك ،، وأخذ بتعذيبي ،،
وأنا أرفض الاستسلام له ،،
ولقد عذبني حتى خلت أن روحي ستفارق جسدي ،،
حينها غبت عن الوعي .


أفقت على صوت يوسف ،،
وقبل أن أفتح عيني ،، أخذت أدعو أن يكون ما حدث حلم من أحلامي المزعجة ،،
فتحتها ،، فإذا بي في المكان الملتهب ،،
ويوسف أمامي يرتجف من الخوف .

قلت له : ما الذي جاء بك إلى هنا ،، هيا غادر بسرعة قل أن يأتي ويراك .

التفت يميناً ويساراً بخوف ،، وقال : من سيأتي ؟

قلت رحمة بحاله : يوسف لا عليك .
كيف جئت إلى هنا ؟

قال : لقد سمعتك تتحدثين ،، وتصرخين ،،
ثم تنتحبين ،، وليس هناك أحد معك ،،
حدثتك فلم تردي عليَّ ،، كأنك في عالم أخر غير عالمي ،،
هززت يدك فلم تنتبهي لي ،،
أمسكت بذراعيك ،، وهززتك بقوة ،، ولم ألقَ إجابة منك ،،
صفعتك ولم تتأثري ،، خفت عليك كثيراً .
ثم رأيتك تسيرين بسرعة شديدة ،، كأنك تسحبين من قبل
أحدهم ،،
فتبعتك ،،
ثم رأيتك تتجهين جهة المقبرة ،، تبعتك ،، فرأيت ذلك القبر الذي طالما حاولت نبشه ،، يفتح لوحده ،،
أردتي الدخول فيه ،، وحاولت منعك فلم أستطع ،،
ثم رأيت الكثير من القطط السوداء تلحق بي لتحاصرني ،،
هجمت عليَّ ،، وخدشتني بمخالبها ،،
وعضتني بأنيابها ،، ولقد أصابني الكثير من الجراح بسببها ،،
حاولت ابعادها عني ،، فلم أجد منها إلا ازدياد أعدادها ،،
وازدياد هجومها علي َّ،، خفت كثيراً ،، وأرتجف قلبي هلعاً ،،
ذكرت الله ،، وأخذت أقرأ المعوذات ،، فزادت من هجومها ،،
أحسست بدخان أسود كثيف يقترب مني ،،
ويلتصق بي ،، فازداد هلعي ،،
قرأت أجزاء من سورة الجن ،، وأنا أتراجع للخلف ،،
حتى سقطت في ذلك القبر ،،
ولا أعلم كيف وصلت إلى هنا .
هيا عودي معي للمنزل .

قلت باكية : ليتني أستطيع فعل ذلك ،، أرحل من هنا ،، واتركني وعد للمنزل .

صرخ بي ،، وقال : بأي جنون تتحدثين ،، هيا أمرك باالعودة معي .

قلت باكية : ألا ترى قيودي ،، ألا ترى جراحي ،، كيف تريد مني المغادرة معك ؟

قال بخوف : عن أي قيود تتحدثين ،، أنا لا أرى شيئاً .
راحيل يكفيني ما مررت به ،، أرجوك لا طاقة لي بتحمل المزيد .

قلت رحمة بحاله : يوسف عزيزي ،،
أنا أعتذر منك ،، لقد حملتك فوق طاقتك ،،
وأنا شاكرة لك ،،
ولكني لا أستطيع العودة معك ،،
عليك أن ترحل من هنا قبل أن يأتي ويراك ،، لابد أن شياطينه أخبروه بقدومك .

قال صارخاً : من هذا الذي سيأتي ،، ومن هم شياطينه ؟

قلت بصوت منخفض ،،
مخافة أن يسمعني أحد ،، أو مخافة على يوسف من الصدمة ،،
فحاله لا يسمح بمفاجأة من هذا النوع :
الشيطان الأكبر ،، إبليس اللعين !!!!!!!!

قهقه بأعلى صوته ،، وبطريقة هسترية ،،
حتى ظننت أن عقله غادر جسده ،،
قال : إبليس ،، إبليس سيأتي ،، أكذبي كذبة أخرى قابلة
للتصديق .
ثم دمعت عيناه وأخذ بالبكاء ،،
تقطع قلبي لمنظره ،، فأصعب شيء في الوجود أن تجد أعز الناس إلى قلبك خائف ،، ضعيف ،،
مقارب على الجنون ،،
قلت له بكل ما أملك له من مشاعر :
يوسف أن كانت لي محبة صغيرة في قلبك ،، غادر هذا المكان ،، ولا تعد إلى هنا .

قال : بأي جنون تهذين ،،
لن أتركك ما حييت ،، وأن صدقت مقولة أن الشيطان أسرك ،،
فالشيطان لا يستطيع أذية البشر جسدياً ،،
وإنما أذاه يكون من خلال الوساوس ،، والصراعات النفسية ،،
أو أن يتلبسه ،، فكيف يستطيع أن يأسرك ،، ويجرح جسدك .

قلت صارخة به : أنا لست من البشر ،، أنا من الجن ،،
و يستطيع أذيتي ،،
لأني من نفسه خلقته التي خلق منها .



>>>>>

ورد الياسمين
01-26-2009, 03:04 AM
<<<<<



تسمر يوسف في مكانه ،،
أكاد أجزم بأنها الضربة القاضية ،، التي ستقضي عليه ،،
ندمت كثيراً لأخباره بالموضوع بهذه الطريقة الرعناء .
قلت له مواسية : أعلم بأن الأمر يصدمك كما صدمني ،،
ولكنها الحقيقة المرة ،،
صمت ،، وطال صمته ،، ثم نظر لي بعين جامدة ،،
ووجه خالي من الملامح ،، وقال : هل استعدت ذاكرتك ،،
أم أنك لم تفقديها في الأصل ،، وكل ذلك محض كذبة ؟
قلت له بحزن : لم تكن كذبة ،، وكنت فاقدة للذاكرة ،،
والآن استعدتها ،، وليتها لم تعد .
قال : هذا يفسر خروجك من القبر في منتصف الليل ،،
ويفسر الأمور الغريبة التي كانت تصدر منك ،،
ولكن لماذا اخترتني أنا بالذات ،،
لماذا تزوجت بك ،، لماذا أحببتك دوناً عن كل النساء ،،
لماذا كنت مثل النساء الإنسيات .
قلت : هذا قدري وقدرك .
قال غاضباً : هيا أخبريني من تكونين ،،
وكيف كانت حياتك قبل أن تظهري لي ،،
ولماذا وجدتك مثل النساء الإنسيات ؟
قلت : لقد كنت أحب التعرف على عالمكم المختلف عن عالمنا ،، كنت أجده مثيراً ،،
به الكثير من الأشياء الجميلة ،،
الشمس الساطعة ،، الهواء العليل ،، السماء ،، النجوم،، القمر ،، الأشجار ،، الطيور ،،
حتى أحببت أن أكون من هذا العالم ،،
كنت دائماً أسأل والدايَّ _ والذين هم من الجن المؤمنين _ عن عالمكم ،،
فيقال لي القليل الذي لا يروي فضولي ،،
حاولت الاقتراب عن كثب ،، ومراقبتكم ومراقبة عالمكم ،،
فمنعني أهلي من الاقتراب منكم ،، لما فيه من الأذى لي ولكم ،،
تمنيت كثيراً أن أكون إنسية ،،
أحيا حياة الإنسيات ،، أرتدي ملابسهن ،، وأتزين بزينتهن وأتصرف مثلهن .
وقع علي َّ أبي في أحد المرات ،،
وأنا أتجسس على عالمكم ،، فغضب مني أشد الغضب ،،
ونهرني بشدة ،، ومنعني من فعل ذلك مرة أخرى ،،
ابتعدت عنه ،، وأخذت أبكي بشدة ،،
متمنية أن أكون إنسية ،، أعيش في عالم البشر ،،
خرج لي أحد الجن ،، وأدعى بأنه صالح ،،
وأنه يريد لي الخير ،، وأنه سيحقق لي كل أمنياتي ،، وكان من بينها:
أن يعلمني كيف أتصور بصورة البشر،،
ولكنه أشترط شرط واحد وهو:
أن أبيعه روحي ،، وهذا يتطلب مني السجود له ،،
وطلب مني أيضاً ،،
أن أجعل بني البشر يسجدون له .
رفضت بشدة ،، وقلت له بأن السجود لغير الله لا يصح ،،
فقال لي ،،
وماذا عن سجود الملائكة لأبي البشر أدم ،،
وأنهم فعلوا ذلك ،، في محضر ربهم ،، وبعلمه فلم يمانع ،،
إذن ،،
لا بأس بالسجود لغير الله ،،
ثم أخذ يزيّن لي الفكرة ،،
ولحمقي الشديد ،، وولعي بعالم البشر ،،
صدقت ما قال ،،
وبعته روحي و............ سجدت له ،،


وبذلك صرت إنسية ،،
ولكن الانتقال من عالم لآخر ،، عن طريق القبر ،،
أثر على عقلي ،، وجعلني أفقد ذاكرتي ،،
والباقي أنت تعرفه .

قال بحزن شديد : رحماك ربي ،،
أكاد أفقد عقلي ،، أن لم أفقده بالفعل ،،
تلك قصة خرافية ،، ويستحيل لأي عقل أن يصدقها ،،
زوجتي راحيل الغالية ،، من الجان ،،
وباعت الشيطان روحها ،، وسجدت له أيضاً .
قلت باكية : يوسف لا تعيرني بذنبي ،،
لقد أدركت أي معصية عظمى فعلت ،، وأي جرم في حق نفسي ارتكبت .
أنا عائدة لربي ،، ليغفر لي ،، وهو الغفور الرحيم .
قال : أن كنت سجدت له ،، فلماذا يأسرك الآن ،، ويعذبك ؟
قلت : لأني رفضت السجود له مجدداً ،،
ورفضت أن أدعو البشر لعبادته .
قال : وماذا عن القطط التي هاجمتني ؟
قلت : هؤلاء الجن الكفرة ،،
وهم أعوان الشيطان ،، ولقد أمرهم بإلحاق الضرر بك ،، لأن في ذلك جرح لي .



ثم سمعنا أصوات أقدام تقترب ،،
خفت كثيراً ،،
وقلت ليوسف : أنه قادم ،، لابد أن أعوانه أخبروه بأنك هنا ،،
أذهب ناحية الشرق ،، ستجد تله هناك ،،
أصعدها ،، ونادي الجن الصالحين ،،
وقل بأنك وحيد ،، وغريب ،، وتحتاج المساعدة ،،
سيخرجون لك ،، ويدلوك على طريق الخروج من هنا .
أن كنت تحبيني يا يوسف ،،
غادر هذا المكان ،، وعد للمنزل ،، ومارس حياتك اليومية ،،
كما لو أنك لم تقابلني قط .
خاف يوسف ،، وتخبط في مشيته ،،
يسير بسرعة ،، فيتعثر ويسقط ،، ثم يقف ويهرول ،، ثم يسقط مرة أخرى ،،
تألمت لحاله ،، وكرهت نفسي ،،
لما جلبت لأعز مخلوق على قلبي ،، الخوف ،، والحزن ،، والألم .
تمنيت أن تنشق الأرض لتبتلعني ،،
على أن أراه بهذه الصورة ،،
لقد كان لي مصدر الأمان ،، والحنان ،،
وأنا الآن أكافئه بالخوف ،، والألم ،، والحزن .



>>>>>

دمعة طفله يتيمه
01-26-2009, 04:49 AM
يااااااااااااااعلي راحيل من....
بسم الله الرحمن الرحيم
مسكين يوسف والله عورني قلبي عليهم بقوووه
قصه بجد عجبتني بقووووووووه معبره ومؤثره
راااااااااااااااائعه انتي ياورد الياسمين
حوائج مقضيه غناتي
لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
موفقه لكل خير وصلاح
دمتي بود يالغلاااااااااااا

ورد الياسمين
01-27-2009, 08:16 AM
دمووووعه

اسم الله عليك

وسلامة قلبك حبيبتي

هذا من ذوقك

ومعذرة على التأخير

ورد الياسمين
01-27-2009, 08:33 AM
<<<<<



جاء ذلك اللعين ،، وجلس على عرشه أمامي ،،
قال : يا مملوكتي ،،
أنا أعلم بأن ذلك الإنسي هنا ،، ولكني أحب أن أتسلى به قليلاً،، فلن أعجل بالقضاء عليه ،،
وأنت ألم تغيري رأيك ،، وتقدمي لي فروض الطاعة والولاء .
قلت صارخة به : لا وألف لا .
ضربني بسوطه الناري ،، فخرجت مني تأوهات مريرة ،،
قلت : لو قتلتني لن أفعل ما تريد .
قال : ماذا لو أعطيتك كنوز العالم ،،وأعطيتك كل
ما تحلمين به ،،
السلطة ،، والجمال ،،والعمر المديد ،،
سأجعلك إنسية دائماً ،،
لتعودي لذلك الإنسي لتنجبي الأطفال الذين حلمت بهم ،،
سأهبك السعادة الدائمة ،، وسأسخر شياطيني في خدمتك ،،
كل هذه الأمور وأكثر ،،
بمجرد سجدة صغيرة منك .
قلت مستهزئة منه : وهل ستخرجني من نار جهنم التي سأخلد فيها أن أطعتك ؟
قال : أنت من نار ،، والنار التي تتحدثين عنها لن تضر بك ،،
فقط أتبعي ما أقول وستفوزين فوزاً عظيماً .
قلت صارخة به : خسئت أيها الكاذب اللعين ،،
لن أفعل ما تريد ،،
سأعود لربي ،، وهو كفيل بإعطائي كل ما أريد فهو أكرم الأكرمين .
غضب وأشتعل ناره قال : وأين ربك الآن ،، أطلبي منه أن يخلصك مني أن كان يقدر ،، لقد تخلى عنك .
صرخت به : سبحان ربي الذي وسعت قدرته كل شيء ،، هو قادر على سحقك قبل أن يرتد طرفك إليك ،، أنت تتبجح بما أعطاك ،، وظننت بحلمه عليك بأنه غير قادر عليك .
هو لن يتخلى عني ،، فهو يمهل عبده ولا يهمله ،،
ولا يتخلى عن عبده مهما فعل ذلك العبد ،،
فسبحانه من عظيم ما أعظمه .
قال : حسنٌ سنرى من سينتصر في النهاية .
تركني وأنصرف ،،
قلت : نعم أيها اللعين سنرى من المنتصر .


مرت أيامٌ وليالٌ وأشهرٌ ،، وأنا محبوسة عند ذلك اللعين ،،
أحاول الاتصال بأهلي ذهنياً ،،
ولكني لا أستطيع ،، يوسف لا علم لي به ،، ولا أعلم أن كان على قيد الحياة أو ......... لا سمح الله ،،
عليَّ أن أبعد هذه الفكرة عن رأسي .
وذلك اللعين ما زال مستمر في تعذيبي ،، سواء بسياطه أو بوسوسته ،، أو بالصور التي يريني إياها ،،
ففي أحد المرات أراني صورة ليوسف ،، وهو يتعذب على يد أحد شياطينه ،، جسده مُلئ بالجراح ،،
والدماء تسيل من كل مكان منه ،، والكدمات السوداء تتجمع في وجهه وأنحاء جسده ،،
أغرقت نفسي في دموعي من شدة البكاء ،، أخذت أتضرع إلى الله بأن يحميه ،،
طلبت من ذلك اللعين مراراً أن يكف عن تعذيب يوسف ،،
فأنا غايته لا هو ،، ولكنه يرفض الاستماع لي ما دمت على رفضي لطلبه .


حدث في أحد الأيام ،، أن سمعنا أصوات حوافر خيول ،،
تضرب الأرض بعنف ،،
ثم سمعنا صوت قائل من بعيد : أيها اللعين ،، سلم نفسك المكان محاصر.
لقد عرفت الصوت .............
أنه صوت يوسف ،،
فرحت بذلك أيما فرح ،، سجدت إيماءً لله ،،
شكراً على سلامة يوسف ،،
انتقلنا بطريقةٍ ما للخارج ،، ورأينا جيش جرار ،، مؤلف من الجن الصالحين بقيادة يوسف ، ،
خذت أجول ببصري في وجوههم ،، ثم رأيت ............ أبي ،، وهذا أخي ،، وذاك عمي وهذا أبنه ،، إنهم أهلي ،، عشيرتي ،،
سعدت كثيراً ،، وأحسست بأني لست وحيدة ،، فلدي الكثير من الأحباء الذين جاءوا لإنقاذي .
صرخ يوسف ،، وقال : سلمنا زوجتي ،، وإلا قلبنا أسفل الأرض لأعلاها على رأسك .
زمجر ذلك اللعين وقال : أرحلوا من هنا قبل أن أبيدكم عن بكرة أبيكم .
صرخ به والدي : لن نرحل من هنا حتى تسلمنا أبنتي،، وأن لم تفعل لقيت حتفك على أيدينا .
غضب ذلك اللعين ،، وهاج وماج ،، ثم قال تجمعوا يا شياطيني . فتجمع أعوانه ،، وكونوا جيشاً ،، وقف ذلك اللعين في المقدمة وقال : أهجموا عليهم ولا تبقوا لهم من باقية .
قال يوسف صارخا : بسم الله وعلى ملة رسول الله نقاتل ذلك اللعين ،، أهجموا عليهم .

دارت معركة حامية الوطيس ،، هناك من يضرب برمح،،
وهناك من يرمي بسهم ،، وهناك من يقاتل بالسيف .
أخذت أراقب أحبتي ،، وكلما أقترب منهم لعين ،،
صرخت أحذرهم ،، وأدعو الله من كل قلبي أن يحفظهم ،،
تمنيت لو تُفك قيودي ،، لأحارب معهم صفاً بصف .
خر المقاتلون صرعى من كل جانب ،، وبقي القليل من الفريقين ،، صرخ اللعين : هذه حربي مع يوسف أتركونا لوحدنا .
تراجع شياطينه ،، فأمر يوسف الجن الصالحين بالتراجع كذلك . قال اللعين : أيها الإنسي لماذا دخلت إلى عالمنا ولماذا تقاتلنا ؟
قال يوسف : دخلت أدافع عن زوجتي التي أسرتها وعذبتها . فقال : إذن ،، أنت لا تقاتلني لأني أمرتها بالسجود لي ،، أنت لا تدافع عن أمر ربك .
قال يوسف غاضباً : خسئت يا لعين ،، أني أدافع عن أمر ربي ،،
ثم أدافع عن زوجتي التي أحبها .
قال اللعين : إذن ما يهمك في الأمر هذه المرأة ،، فأنت تحبها أكثر مما تحب ربك ،، ها أنتم البشر دائماً تقدمون محبة النساء على محبة ربكم .
أشتد غضب يوسف وقال : أنا أحب ربي وأعبده ،، وأن كنت أحب زوجتي فهذا أمر طبيعي خُلقت عليه .
قال اللعين : عزيزي يوسف ،، أنا أعلم ما في صدرك ،، وما تحاول أن تخفيه ،، لا بأس أن اعترفت بالحقيقة فلن يلومك أحد ،،
عزيزي لا فائدة من قتالك إياي من أجلها ،، فهي في الأخير ستعود لذويها ،، وتنساك لتعود وحيداً كما كنت دائماً .
قال يوسف : راحيل تحبني ولن تتركني وحيداً .
قال اللعين : ربما كانت تحبك ،، لأنها كانت وحيدة تائهة ،،
وأنت ملجأها الوحيد ،،
ولكن بعد أن وجدت أهلها أصبحت بغنى عنك .
أنزل يوسف سيفه ،، وأبعد ذرعه ،،ثم أطرق برأسه للأرض مفكراً ثم نظر لي بعيون حزينة .




>>>>>

ورد الياسمين
01-27-2009, 02:40 PM
<<<<<<




أدركت ما يرمي له ذلك اللعين ،،
قلت ليوسف : عزيزي يوسف ،، أنا أحبك أكثر من أي شيء أخر ،،
ولن أتخلى عنك ما حييت ،،
أخلص نيتك لله سبحانه ،، وقاتل ذلك اللعين فلقد علمتني أن نفعل جميع أمور حياتنا تقرباً لله تعالى ،،
أنه يحاول أن يثنيك عن قتاله ،، أنت أقوى منه بإيمانك ،،
أنظر حولك ألا ترى شياطينه صرعى ،،
أشدد عزيمتك ،، وقاتله على بركة الله .

قويت عزيمة يوسف ،، فشد على سيفه ورمحه ،،
وقال صارخا باللعين هاجماً عليه :
أقاتلك دفاعاً عن أمر ربي ،، أقاتلك لأرفع كلمة لا إله إلا الله محمداً رسول الله عالياً ،،
أقاتلك دفاعاً عن زوجتي ،،
التي أمرني بالإحسان إليها ،، والدفاع عنها ومحبتها .

قاتله بشراسة ،، ببطولة قلما نجد لها نظير ،،
قلت مشجعة : نعم ،، هذا زوجي الذي أعرفه ،،
هذا زوجي باسل من البواسل ،، شجاع من الشجعان الأشداء .
أخذت أدعو الله في سري ليحميه ،، قلت : ربي برز للقتال أغلى الناس على قلبي ،،
جهاداً في سبيلك ،، فاحفظه بحفظك .

دار قتال عنيف بين يوسف واللعين ،،
يوسف يهجم عليه تارة بسيفه ،، وتارة برمحه ،،
والشيطان يدافع بدرعه الناري ،، ثم يهجم على يوسف ،،
ليأخذ يوسف موقف المدافع ،،
توقف يوسف يستجمع قواه ،، ثم قال للعين :
إستسلم فأنك خاسر لا محالة ،، فأنت الشيطان الرجيم الذي لعنه الله وملائكته ،،
وتوعد له بسوء المصير ،،
أنا أقوى منك ،، فأنا أقاتلك بسلاح باطنه الرحمة ،، وظاهره العذاب المهين .
قهقه ذلك اللعين بصوته المقرف ،،
وقال : أنت أقوى مني ،،
أنا من أخرج أباك وأمك من الجنة ،، أنا من شجع الأخ على قتل أخاه ،،
أنا من أمر بقتل الأنبياء ،، أنا من تلاعب بكم كدمى ،،
فيكفي وسوسة صغيرة مني ،، لتفعلوا ما أمركم به ،،
أنت لا قدرة لك على قتالي ،، فتراجع قبل أن تهزم شر هزيمة .
قال يوسف : لا........ أنا مع الحق والحق معي ،،
أنت تتفاخر بأن هناك من أتبعك ،، وأنت وهم في الدرك الأسفل من النار ،،
ولكني مع المخلَصين بأذن الله الذي لا سلطان لك عليهم .
في أثناء ذلك غرس يوسف درعه في الأرض ،، وصعد على قمته ،،
وقفز عالياً رافعاً سيفه ،، ليهوى به على عنق اللعين ،،
ليفتك به ويحيله لذرات من النار ،،
سعدنا كثيراً ،، وأطلنا النظر في تلك الذرات ،،
وغفلنا عن سيف الشيطان الناري ،،
الذي أرسله لِيُغمد في صدر يوسف ،،
ضحك ذلك اللعين ،، وقال : هذه جولة من الجولات ،، وليست الحرب .



خر يوسف على الأرض ،، يرفل بدمه ،،
فُكت عني قيودي ،، وأسرعت لأحتواء يوسف ،،
ووضعت رأسه في حجري ،، وصرخت بأعلى صوت لدي:

يـــــــوســـــــــف


فليساعدني أحدكم ،، يوسف جريح ،، ساعدوه أرجوكم .

أجتمع حولي الجن ،،
رأيت أبي مقبلاً ،، رميت بنفسي على صدره ،،
وقلت باكية منتحبة : أبي زوجي جريح أرجوك ساعده .
ربت على كتفي مطمئناً .
حمله الجن ،، ثم أخذوه إلى الحكيم ،،
نظر في حاله وقال: الحمد لله الضربة ابتعدت قيد أنملة عن قلبه ،،
ولكنه نزف دماً كثيراً ويحتاج لدم بديل .
قلت باكية : خذوا دمي بأكمله ،،وأعطوه إياه .
قال الحكيم : ذلك لا يفيد ،، فأنت من خلقة وهو من خلقة
أخرى ،، وتركيبة دمك يختلف عن تركيبة دمه .
أنه بحاجة لدم بشري .
قلت : دعوني أرحل به لعالمه لِيُنقل له ذلك الدم .
نتقلنا بطريقةٍ ما لعالم البشر ،، بعد أن تهيئ أبي ومن معه على هيئة البشر ،،
أما أنا فبقيت على هيئة الإنسية راحيل .
وصلنا لعيادة الطبيب ،، الذي نذهب إليه دائماً ،،
وهممت بطرق الباب ،،
ولكني تذكرت أمراً فقلت لأبي : لقد نسيت ارتداء عباءتي ،، فيوسف يرفض خروجي من دونها .
فرقعت بأصابعي ،، ظهرت عباءتي فأرتديتها ،،
ثم دخلنا للعيادة ،، وطلبنا المساعدة ،، فقُدمت لنا ،،
وأُحضر له الدم الذي يحتاجه ،، ثم وُصِل بجسده ،، وجُعل تحت المراقبة .
قال الطبيب : أن جرحه عميق ،، ولقد فقد كمية كبيرة من الدم ،،
وهو في حالة حرجة ،، لقد عملنا له اللازم ويبقى أن ندعو له .
ولكن ما سبب أصابته ؟
فحرت بما أجيب فقلت له : عندما يستعيد عافيته بأذن الله سيخبرك .
قال : أنه جرحه عميق ،، ولابد من التحقيق في الأمر ،،
سأحول الموضوع لمركز الشرطة ،، لأخلي مسؤوليتي .
قلت له : لا داعي لأخبارهم ،، الموضوع بسيط ،، وعندما يفيق سيخبرك بنفسه .
قال : لا ذلك أمر ضروري ،، يجب عليَّ فعله .
غضبت ،، وصرخت به: قلت لك لا داعي لذلك .
قال بصوت مرتفع : لقد كنت أشك بأمرك منذ البداية ،، والآن تأكد شكي ،، أنت سبب جرحه ذاك سأبلغ الشرطة عنك .

نهض أبي ،، وواجه الطبيب ،،
نظر في عينيه فبرقت عيون أبي ،،
فسيطر على الطبيب بطريقة ما ،،
ثم قال أبي له : أخبرتك بأنه عندما يشفى بإذن الله سيخبرك بنفسه ،، ألا تفهم .
أخفض الطبيب رأسه مطيعاً ثم انصرف .
أقترب مني والدي فعانقني وقبل رأسي ،،
رميت نفسي في بحر حنانه ،،
أرتشف منه فقد قارب الظمأ على الفتك بي ،،
قلت له باكية : هل سينجو يوسف يا أبي ،، إن أصابه مكروه لن أسامح نفسي .
قال أبي ماسحاً على رأسي مواسياً: هوني عليك يا عزيزتي ،، سينجو بإذن الله الواحد الأحد .
أبعدني عنه ،، وأخذ ينظر لوجهي بحنان أبوي ،،
ثم قال : لقد اشتقت إليك يا صغيرتي ،، الحمد لله الذي أعطاني العمر لأراك مرة أخرى .
لقد أثر اختفاءك فينا كثيراً ،،
أمك وقعت طريحة الفراش حزناً عليك ،، وأخواتك فقدن بهجتهن ومرحهن ،،
وأخوك ذبل عوده بدونك .
بحثنا عنك كثيراً فلم نجد لك أثر ،، حتى خلنا بأنك فارقت الحياة لا سمح الله .
قلت له وأنا أقبل يديه : أنا آسفة يا والدي ،، لقد خالفت
أوامرك ،، وانتقلت لعالم البشر ،، أصبحت إنسية أعيش بينهم .
قال : نعم ،، لقد أخبرني يوسف بما جرى لك ،،
وأنا شاكر له كل الشكر على حسن صنيعه معك ،،
فهو رجل قلما نجد له نظير في هذه الأيام .
قلت له : كيف وجدكم يوسف ،، وكيف تمكنت من تكوين ذلك الجيش .
قال : لقد وجدناه تائهً ،، حائراً ،، خائفاً ،،
يبحث عن مأوى يلجأ إليه ،، آويناه وأكرمناه ،،
ولما أطمئنت نفسه ،، وسكن روعه ،، روى لنا قصته ،،
فتوصلت إلى أن زوجته التي تحدث عنها ما هي إلا أنت .
تجمع أكابر العشيرة ،، وبحثوا في الأمر ،،
ثم طلبوا مساعدة العشائر الأخرى ،، فلبوا النداء فتكون ذلك الجيش ،،
ولقد أنظم لنا يوسف ،، وأبلى بلاء حسن .
قلت له : أين أمي وأخواتي ،، لقد اشتقت إليهن كثيراً ،،
لقد كنت أعيش في عالم البشر وحيدة ضائعة بلا هوية ولا انتماء .
قال أبي : أمك ستأتي بعد قليل ،، ولكن أخوتك لا يستطيعون القدوم فهم دون السن القانوني للانتقال للعالم الأخر .
قلت له والدهشة تعلوني : السن القانوني وكيف ذلك ؟
قال : نحن معشر الجن ،، لا نستطيع الظهور في العالم الآخر ،،
إلا بعد أن يتجاوز الفرد منا ،، عدد معين من السنوات ،،
ولابد من التدريب المستمر من أجل تحقيق تلك الغاية .
قلت بغضب : إذن ذلك اللعين أستغل جهلي بهذا الأمر وخدعني .
قال : للأسف يا صغيرتي نعم لقد فعل .



>>>>>

دمعة طفله يتيمه
01-28-2009, 04:07 AM
يااااااااااااااااااااالله بجد قصه روووووووووووعه
مسكين يوسف...
ورد الياسمين في ميزان حسناتك غناتي
طرح اكثر من روووووعه
لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
دمتي بود
موفقه

ورد الياسمين
01-28-2009, 10:53 PM
هلا بك أحلى دمعة


شاكرة عزيزتي تواجدك العطر


قراءة ممتعة

ورد الياسمين
01-28-2009, 11:02 PM
<<<<<





لمت نفسي كثيراً على غبائي .
بعد عدة دقائق ،، حضرت امرأة متشحة بالسواد ،،
عرفتها على الفور ،، إنها أمي ،،
فرحت كثيراً ،، وتسابقت دموعي للهطول ،،
أخيراً وجدت الحضن الدافئ ،، أخيراً وجدت ملجأي ،، وجدت موطني .
رميت بنفسي عليها ،، أعانقها ،، أقبلها ،،
أشكو لها ما جرى لي .
فتحت ذراعها لي ،، واستقبلت دموعي بدموعها ،،
عانقتني ،، قبلتني ،، شكت لي أثر بعدي عنها .
بقينا في أحضان بعضنا البعض دهراً ،،
حتى قال أبي : ألن تنتهي حفلة الدموع هذه .
ابتعدت كل واحدة منا خجلة من تعليق والدي ،، وهي تمسح دموعها ،،
ثم قالت أمي : كيف حال يوسف الآن ؟
قلت لها : أمره عند الله يا أمي .
قالت : عليك بالصبر يا أبنتي ،، سيقوم معافى بأذن الله تعالى .



مرت أيام ،، ويوسف ما زال فاقد الوعي ،،
ولقد خشينا عليه أن يدخل في حالة غيبوبة .
منعني الأطباء من المكوث بجواره ،، ولكني أبيت إلا أن أظل
معه ،،
وأمي وأبي في زيارة دائمة لنا ،،
محملين بسلام وأشواق أخوتي لي .

في أحد الأيام التي كنت فيها أجلس بجواره أقرأ القران الكريم ،،
إذا بعيني تغمض ،، لأنام نوماً خفيفاً ،،
فإذا بي أحس بيد تمسح على رأسي ،، فاستيقظت فزعة .
قال : اسم الله يحرسك هل أرعبتك ؟

تنبهت للمخاطب لي ،، وقلت صارخة : يوسف هل استيقظت ؟

رميت برأسي على صدره ،، وقد سبقتني دموعي .
تأوه من الألم ،، فسارعت لانتشال رأسي .

قلت له : هل آذيتك أنا آسفة .

قال بوهن : لا عليك ،، ولكن كيف جئت إلى هنا ؟

قلت : غير مهم ،، سوف أذهب لأدعو الطبيب .

جاء الطبيب ،، وفحص يوسف ،،
ثم قال : الحمد لله على سلامتك ،، لقد خفنا عليك من أن تدخل في حالة غيبوبة لا سمح الله .
فحوصاتك تشير إلى أنك بخير ،،
ولكن سوف نبقيك تحت المراقبة لمدة يومين ،، للتأكد من أن جميع الأمور تسير على ما يرام .

سجدت لربي شكراً ،، ثم أبلغت والدايَّ باستعادة يوسف لوعيه ،،
فقال والدي: سوف نأتي في القريب العاجل .

جاء والدايَّ فرحبنا بهما ،،
تعرّف يوسف بوالدتي ،، وتعرفت هي عليه ،، وشكرته على ما قدم لي ،،
فقال يوسف لها : لا تشكريني يا أمي على شيء ،، فهذا من دواعي سروري .

بقينا نتسامر لشيء يسير من الوقت ،،
ثم هَمَّ والدايَّ بالانصراف ،،
فقال يوسف : راحيل عزيزتي لابد أنك متعبة عودي معهما .

قلت : لا لست متعبة سأبقى معك .

حاول معي أبي ولم ينجح فقال : فتاة عنيدة ،، كما عهدتك .

قال يوسف : أنت كنت تحبينني يا راحيل ،، غادري معهم .

أحمرت وجنتاي خجلاً ،، وأطرقت برأسي في الأرض ،،ولذت بالصمت .
فقال يوسف : أفهم من ذلك بأنك لا تحبينني .
فقلت بدون وعي : بل أعشقك .
تنبهت لوجود والدايِّ فزاد خجلي .
ضحك الجميع من خجلي ،،
فقال يوسف : إذن سترحلين معهم .

نهضت وقلت : أراك في الغد

فقال يوسف : لا حاجة لذلك .

وقفت عند عبارته هذه وأخذت أفكر بها ،، ماذا قصد يا ترى ،،
قطع أبي حبل أفكاري قائلاً : هيا لنغادر .

فغادرت معهم ،، مشغولة البال بعبارة يوسف تلك .



>>>>>

ورد الياسمين
01-28-2009, 11:15 PM
<<<<<



عدت إلى منزلي ،، فلقيت أخواتي في انتظاري ،،
ولقد كان لقاء ساخن المشاعر ،، عانقتهن واحدة تلو الواحدة ،،
قبلت وجنتيهن وأخبرتهن بمدى شوقي لهن ،،
رأيت أخي فحييته وحياني بحب أخوي محبب إلى القلب ،،
أخبرني بأنه سعيد بسلامتي ،، وسلامة زوجي ،،
باركن لي أخواتي زواجي _ وأن كانت مباركة متأخرة _
سألنني عن يوسف ،، كيف هي صفاته ،، ومن يشبه ،،
فقلت لهن : أني أغار عليه ،، ولن أخبركن كيف يبدو ،،
فتظاهرن بالغضب ،، فقبلت وَجْنَة كل واحدة منهن حتى رضين عني ،،
استأذنتهن للذهاب لغرفتي ،، أريد أن أخلد للنوم ،،
فلقد عشت أياماً مريرة متعبة ،، والحمد لله أنها انصرمت .
دخلت غرفتي ،،
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه لكم اشتقت لها ،، اشتقت لكل ركن فيها ،،
جلت فيها ببصري ،،
عادت لي الذكريات ،، هنا ضحكت ،، وهناك تسامرت مع أخواتي وصديقاتي ،، وهناك حزنت وبكيت.
استلقيت على فراشي ،، ووجدت دميتي بجوار وسادتي ،، مكان ما تركتها ،،
عانقتها وأخبرتها كم اشتقت إليها ،،
فعانقتني بدورها ،، وأخبرتني بحزنها لغيابي ،،
أخبرتها بأني لن أفارقها أبداً ،، وسآخذها معي لبيت زوجي ،،
فسعدت بذلك ،،
وضعت رأسي على الوسادة ،، أريد النوم ،،
تذكرت يوسف ،، وقلت في نفسي : ماذا يفعل الآن يا ترى؟
سأتلصص عليه ،، ثم وبخت نفسي على هذه الفكرة الغبية ،،
وقلت : وإن كان زوجي ،، فله خصوصية ،، ويجب علي احترامها .
ورحت في نوم عميق .
في الصباح ،، استيقظت على أصوات ضحكات أخواتي ،،
وتسللت إلى أنفي رائحة الخبز اللذيذ الذي تعده أمي .
نهضت من فراشي ،،
وأنا أتثاءب وأفرد يداي وأقول ما أحلى العودة للمنزل .
خرجت من الغرفة ،، فاجتمعن أخواتي حولي قلن : أخيراً استيقظت ،،
كنا نحاول إيقاظك ،، ولكن أمي منعتنا من ذلك ،،
تقول بأنك متعبة ،، ويجب أن تأخذي قسطك كاملاً من الراحة .
توجهت ناحية أمي ،، فوجدتها منشغلة في إعداد الطعام ،،
ففاجأتها باعتناقي لها من الخلف ففزعت ،،
و قالت : بسم الله الرحمن الرحيم ،،
يا بنت ألن تكبري بعد !!!!! أنت متزوجة الآن .
قلت لها : نعم ،، ولكني سأظل طفلتك المدللة أليس كذلك ؟
قالت : بكل تأكيد يا حلوتي .
لمعت عينيها بالدموع و تدحرجت دمعة منها ،،
سارعت إلى مسحها ،، ثم قلت لها : لا دموع بعد اليوم يا أمي .
قالت : أنها دموع الفرح يا عزيزتي ،، متى ستذهبين لرؤية زوجك ؟
قلت لها ،، ولقد عادت عبارته تلك إلى ذهني : بعد قليل يا أمي .
قالت : خذي الإذن من والدك أولاً .
قلت : حاضر ،، أبي تاج على رأسي يا أمي ،، حتى لو تزوجت ،،
سأبقى آخذ الإذن منه .



بعد مضي الشيء القليل من الوقت ،،الكثير بالنسبة لي ،،
ذهبت مع والدي لزيارة يوسف .
ذهب أبي للطبيب ليسأل عن صحة يوسف .
أما أنا فتوجهت للغرفة التي ينام بها يوسف ،، طرقت الباب ودخلت فحييته بشوق فقال : أخيراً جئت لقد اشتقت لك .
قلت له بدلال : أن كنت مشتاق لي ،، فلماذا لم ترد لي زيارتك ؟
قال : لأنك كنت متعبة ،، وأردت لك أن ترتاحي

طُرِق الباب ثم دخل والدي ،، حيا يوسف ثم رأى حمرة وجهي فضحك ثم قال : جعلكم الله في هناء دائم .
كيف حالك يا بني ؟
- يوسف : بخير والحمد لله .
- أبي : لقد سألت الطبيب عن حالك ،، فقال كل شيء يسير على ما يرام وجرحك في اندمال .
فحمدنا الله على ذلك .

ثم جلسنا نتسامر لبعض الوقت ،، استأذن أبي لبعض شؤونه . قال لي يوسف : عزيزتي راحيل ،، هل عذبك كثيراً ذلك اللعين ؟
عبست لكراهة ما ذكر ،، ثم قلت : لا عليك يا عزيزي ،، فلنحاول نسيان ذلك الموضوع المؤلم .
قال يوسف : أنا آسف لقد فتحت لك جراحك .
قلت : لا تأسف على شيء ،، المهم أننا خرجنا من كل ذلك أحياء
قال : الحمد لله .
جاء أبي وقال هيا يا أبنتي علينا الرحيل ،،لابد أن نترك يوسف ليرتاح .
فقال يوسف في لهفة : لا عليك يا والدي ،، فوجودها بجانبي راحة لي .
قلت بخجل : يوسف .
قال : ماذا !!!!!!!!! أنه والدك هل تخجلين منه .
قلت: يوسف كف عن ذلك .
ضحك والدي وقال : لا بأس يا عزيزي ،، أنت متعب ،، ولابد أن ترتاح ،، وأنا أعرف أبنتي ما أن تبدأ بالحديث لن تتوقف .
نظرت لأبي بدهشة وقلت : أبي !!!!!!!
ضحك الاثنان معاً ،،
فغضبت منهما ،، ونهضت أريد المغادرة ،، فأمسك يوسف بيدي وقال : إلى أين ؟ هل غضبت من الحقيقة إنا نمازحك فقط . نزعت يدي من يده ،، وأخرجت لساني له مثل الأطفال ثم خرجت .
قال والدي : لقد اشتقت لتلك المشاغبة كثيراً ،، سوف ألحق بها مع السلامة يا بني .
قال يوسف : مع السلامة ،، أوصيك بها ،، فهي جزء من روحي
قال أبي : أطمئن يا بني .



>>>>>>

ورد الياسمين
01-28-2009, 11:42 PM
<<<<<



مر يومان ،، واليوم سيخرج يوسف ،،
بعد أن خضع لفترة المراقبة تلك ،، والتي خرج منها بنتيجة إيجابية،، أنا الآن في أسعد أيام عمري ،، ها أنا ذا أجهز أغراضه استعداداً لخروجه ،،
أمسكت بذراعه أساعده على النهوض ،، فتأوه من الألم ،،
خفت عليه كثيراً ،،وظهر ذلك على وجهي ،،
قلت له : هل أذيتك ؟ أنا آسفة .
رسم أجمل ابتسامة على وجهه ،،
وقال : لا لم أتأذى ولكني أحببت أن أرى مدى خوفك علي َّ . هل تحبينني ؟
قلت غاضبة : لا .......لا أحبك
قال : لا أصدقك ،، أنت تكذبين .
قلت : لا أحبك
قال : إذن سأنزع الضمادة عن صدري ،، لأنزف حتى الموت .
وشرع بنزعها ،،
قلت بلهفة : يا مجنون لا تفعل .
قال : نعم ،، لقد جن جنوني ،، عندما علمت بأنك لا تحبينني .
قلت بدلال مفرط : بل أهيم بك عشقا .
قال : هذه راحيل التي أعرفها .
قلت : يوسف بالمناسبة اسمي جنار
قال : اسم غريب كصاحبته .
قلت : وكيف ذلك ؟
قال : لا يهم ،، ستبقي دائماً راحيلي التي أحبها .
صمت لوهلة ،، ثم قال : راحيل ......
دعيني أنظر لشكل الحقيقي .
قلت له : ..............أنا آسفة لا أستطيع ،،
أريد لصورتي أن تظل جميلة في ذهنك
قال : لماذا ؟ هل أنت قبيحة ؟ هيا اعترفي..............اعترفي ،،
سأظل أحبك ولو كنت أبشع المخلوقات .
ضربته على يده ،،
وقلت : لا لست قبيحة ،، ولكني من تركيبة تختلف عن تركيبتك وخلقة تختلف عن خلقتك ،،
وهذا الاختلاف واضح على هيئتي الحقيقية ،، وهناك أمر أخر ،، مقياس الجمال عندنا يختلف عن مقياسكم .
قال : لك حرية الأمر ،، ولن أرغمك على شيء .


خرجنا من عند الطبيب ،، وعدنا لمنزلنا .
بعد عدة أيام ،، جاءنا والدي ،،
يدعونا لوليمة أقيمت على شرف سلامة يوسف ،،
تردد يوسف في قبولها ،،
وظهر ذلك جلياً على وجهه ،، ولقد عرفت ما يفكر به لقدرتي على قراءة الأفكار ،، ولكني لم أظهر ذلك له .
قلت له : يوسف أن كنت لا تريد الذهاب فلا تذهب ،،
لن يجبرك أحد على ذلك .
قال : ليس الأمر ما فهمت ،، ولكن طعامكم يختلف عن طعامنا وهيئتي تختلف عن هيئتكم ،،
ولا أخفي عليك سراً ،،
أنا لا أريد أن أدخل قبراً حتى أصل إلى عالمكم .
ضحكت بملء فمي ،،حتى أن دموعي تساقطت .
غضب يوسف مني ،، وتركني وانصرف ،،
لحقت به ،، وأنا أكتم ضحكاتي ،،
قلت له بعد أن سكنت من نوبة الضحك :
يوسف عزيزي ،، لم أضحك عليك استهزاءاً بك ،،
ولا بكلامك ،، ولكن تصورك لعالمي أضحكني ،،
عزيزي سوف نقدم لك طعام تأكله بالطبع ،،
أما عن الهيئة،،
ألم تلاحظ بأنك لم ترى أي فرد منا بشكله الحقيقي ،،
هم يقصدون ذلك حتى لا يخيفونك ،،
وبالنسبة للقبر،،
فصدقني عزيزي لا حاجة لذلك ،، سأنقلك بطريقتي الخاصة .
قال بعد أن سكن غضبه : أن كان كذلك فلا بأس .


في اليوم التالي ،، انتقلنا إلى عالمي ،،
ولقد حاولت قدر الإمكان ،، أن يبدو كل شيئ مألوف ليوسف ،، جلس يوسف في مجلس الرجال ،،
وأنا انضممت للسيدات مع أخواتي وصديقاتي ،،
ولقد أمضيت معهن وقت ممتع ،، ثم وضع الطعام وتناولناه ،،
بعد أن حرصت على طعام يوسف .
خرجت من مكاني ،، لأتفقد أحوال يوسف ،،
فقال : بأن كل شيء يسير على ما يرام ،، وليس هناك ما يخيف في الموضوع ،،
باستثناء الأشياء المتحركة ،، كالأطباق والملاعق والقدور ،،
والتي نهرها والدك ،، فعادت لوضعها الطبيعي ،،
ثم قدم والدك اعتذاره لي على الإزعاج التي سببته له .


انتهت السهرة ،، ورحل الحضور ،، وبقي الأهل فقط ،،
فاجتمعنا كلنا في مكان واحد ،،
ولقد عَرَّفت يوسف بأخواتي ،، الآتي كن متشحات بالسواد ،،
حتى لا يخاف يوسف منهن ،، لعدم قدرتهن على التحول .
أخذت كل واحدة منهن تقول : زوجك رائع ،،
والأخرى تقول: أنه وسيم ،،
والثالثة تقول : أتمنى أن يكون لي زوج مثله .
قرصت وجنة كل واحدة منهن ،، وقلت إياكن أن تنظرن إلى زوجي وإلا قتلتكن .
فضحك الجميع .
تركناهم وانصرفنا بنفس الطريقة التي قدمنا بها،،


وفي طريق العودة ،، أمسكت بذراع يوسف ،،
وأرخيت رأسي على كتفه ،،
وقلت له : يوسف هل تحبني ؟
قال : وكيف لا أحب أحلى جنية طرقت بابي ،،
لتفزعني في منتصف الليل .
ابتعدت عنه وقلت : يوسف .
قال : أنا أمازحك فقط . وأنت هل تحبيني ؟
قلت : أعشقك حتى الثمالة .


وصلنا لكوخنا المتواضع ،، الذي حمل ألمنا وأملنا ،، أفراحنا وأتراحنا وأما عن أطفالنا ،، واختلاف تركيبنا عن بعضنا البعض ،،
فتركناه بيد خالقنا ليدبره بحسن تدبيره.






***تمت بحمد الله والصلاة على نبيه وآله***

دمعة طفله يتيمه
01-29-2009, 05:57 AM
مــــــــــــــــــــــــــــاني خلصت... خساره
اللهم صلي على محمد وآل محمد
رووووووووووووووعه بجد
كما انتي دائمااااا رااااائعه...
غاليتي ورد الياسمين ... قصه اكثر من رووعه
معبره بجد...
في ميزان حسناتك
وحوائج مقضيه غاليتي بحق محمد وآل محمد
لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
موفقه لكل خير وصلاح
دمتي بود