المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولادة ملاك



شاهزنان
11-22-2003, 01:31 AM
جو هادئ و ربيعي يسود غرفتي و كذلك باقي منزلنا ,هناك بعض نسمات من الهواء المعتدل تحرك ستائري ,و أنا واقفة في هدوء أراقب من نافذتي الحديقة المطلة على منزلنا و أرى كيف أن الهواء يداعب أوراق الشجر فتبدوا الاغصان كأنها مجموعة من النساء يملنا على بعضهن و يتناقلنا سر لا يردن مني سماعة . فتقترب منها الطيور و تغرد بصوتها الجميل فتخترق حرمة الصمت السائدة في ذلك المكان ..و فجأة و من بين أغصان الشجر لمحة منظر سيارة تقترب من المنزل ..آآه إنها خالتي قد جاءت لزيارتنا إنها حامل في شهرها الاخير و تبدو منتفخة كالكرة تجر خطواتها كما لو أنها عجوز . بعد لحظات دخلت خالتي المنزل و سمعت صوتها تلقي التحية على أمي و البقية و تسأل عني فخرجت لألقي التحيه و عدت لغرفتي مجددا أراقب المنظر الذي أسرني ..كان الصمت مستمرا ..ولكن فجأة لم يعد هناك من صمت بل كان صوت خالتي فقط . .و فتح باب غرفتي فجأة إنها أمي كانت تطلب مني مساعدتها ...في ماذا لا أعلم قالت العديد من الكلمات في نفس واحد و كأنها في مسابقة أطول نفس ...لم أفهم منها غير أن خالتي ستلد في منزلنا !!!!!!!! ماذا؟؟!!في المنزل ..هل جنت أمي ؟ كيف؟ و أين ؟ ...ثار جنون كل من في المنزل وعلى رأسهم أنا ...لم أعرف مالمطلوب مني هل أجلس في غرفتي هادئة ؟كلا طبعا ..هذا ما كنت أتمناه ولكن ما كانت تفكر فيه أمي فهو مختلف تماما ...
أمسكت بيادي وقالت :هل ستبقين واقفة هنا طوال النهار ؟ إذهبي للمطبخ وسخني القليل من الماء ..
فجأة ..فتحت عيني من الذهول ؟ ماذا يحدث ؟ هل نحن في فيلم عربي؟ فأنا اسمع هذه الجملة فيها كثيرا...
المهم .إنطلقت بسرعة للمطبخ لتنفيذ ما طلبته أمي . و أنا أراقب الماء يغلي و أستمع لصراخ أمي نظرت من نافذة المطبخ لأجد بأن الاشجار باتت تتحرك بجنون و العصافير .هربت من جنونها فحلقت بعيدا ..حينها عرفت بأن ما كان يحدث ليس الا الهدوء الذي يسبق العاصفة ....و أن الشجار كانت تتناقل خبر ولادة خالتي في منزلنا و أنها الان ثائرة تضحك علي وعلى ذهولي و تصرفاتي الحمقاء .
سمعت صوت أمي تناديني ...و تطلب الماء ...كانت أمي تتكلم دائما بنبرة حادة وبصراخ وكأنها تتنافس مع خالتي فيمن سيكون صوتها أعلى ..و أنا منطلقة بالماء الساخن إلى أمي سمعت صوت جرس الباب أتجهت أختي الصغرى لتفتح الباب و إذا بجارتنا تدخل ..تفاجأت لوجودها و تفاجأت أكثر حينما سألتني أمك و خالتك في أي غرفة .كيف عرفت؟ اهااااااااا. لابد وأن أمي قد أخبرتها بالهاتف . ولكن لماذا؟ ....
دخلت الغرفة و دخلت معها . وضعت الماء و هببت للخروج و أنا اتمنى أن أخرج من باب الغرفة بسلام ..
ولكنه كان حلم بعيد المنال ..فإذا بي أسمع نبرة أمي الحادة مرة أخرى ..إلى أين؟؟أبقي نحن بحاجة لك..
صرخت بداخلي:لماذااااااااااااا لماذا انا؟ إبتسمت إبتسامة مغتصبة و متصنعة و قلت لا أنا فقط كنت أهم بإقفال الباب بالطبع لن أخرج ؟؟؟
كانت تلك اللحظات التي بقيتها في تلك الغرفة اصعب لحظات عشتها و أنا أرى خالتي تتألم كل ذلك الالم كم كان الامر صعبا و لكن السؤال هل هو أمر يستحق العناء؟..
و بعد عناء و أنا اقف بجوار خالتي أحاول تهدأتها و أنا استمع لنصائح جارتنا التي تبين بأنها قد ساعدت في إنجاب الكثير من الاطفال . كانت تلك الجارة تردد بأننا إقتربنا من النهاية و سوف تنتهي بسرعة . بعد ها بقليل خرج الجنين و كان صوت بكاءة يملأ المكان ..نظرت بذهول غاضب .هل هذا المخلوق الصغير . هو سبب كل هذا العناء وهذه العاصفة . إنه صغي جدا و هو قذر أيضا . ويبدو قبيحا أيضا . .. الحمد لله أن جارتنا أخذته و سارعت به خارجا تقول بأنه ستذهب لتنظيفه ..
بقيت و أنا أنظر لحال خالتي المسكينة وكم أنها تعذبت كثيرا من أجل هذا الصغير و خرجت أمي لتخبر و إتصلت بزوج خالتي لتخبره بأن زوجته قد أنجبت في منزلنا ...و ليست الا دقائق معدوده و إذابه في منزلنا ..أنا قررت أن أترك كل هذا العناء لأذهب لغرفتي علي أنشد بعض الهدوء الذي سرقة مني ذلك الصغير ...
لم استطع البقاء في غرفتي أكثر من بضع دقائق .فأنا أريد أن اسمع نصيبي من الشكر لما فعلته . فهذا حقي و أقل حتى . و أنا متجهة للخارج ..فأقتربت من غرفة الضيوف .و حينها دق قلبي بطريقة غريبة للمرة الاولى في حياتي أحس بأحساس كهذا ..كان هناك ملاك صغير ملفوف برداء ابيض بين يدي زوج خالتي . يا إلهي كم هو جميل ؟..
كان زوج خالتي ينظر له بسعاده كبيرة .. فحمله و قرب فمه من أذن ذلك المخلوق الجميل و بدأ يردد الاذان على مسامعه و كان الملاك الصغير هادئا بين يدي و الده كاد قلبي يتوقف فجأه لقد شعرت حينها بأنني أنا من كنت بين ذراعي والدي وهو يردد الاذان على مسامعي . و كيف أنه حينها تسرب حب كبير و عميق لكل ما يتعلق بتلك اللحظة الرومانسية . ففي تلك اللحظه أحببت صوت والدي وأحببته , عشقت إسم الله و مجدته ,تشربت حب النبي و أيقنته ,احببت كل ما حملته تلك اللحظة كل ما عناه الاذان من معاني ,أحببت حتى اللغة التي أنشد بها الاذان في أذني .....حسدت ذلك الصغير . تمنيت أن أعود صغيرة مثله لأحظى ببعض الاهتمام الذي حضي به ....
علمت أنني كنت محظوظة لأنني شهدت لحظة ولادته لأصفها لكل من يريد سماعها ...رأني زوج خالتي و أنا أتلصص عليه .فطلب مني الاقتراب و قال لي شاكرا ..تعالي فأنتي لل فضل في ساعدتي اليوم ايتها البطلة ..إبتسمت في خجل .فعرض علي أن أحمل الصغير ..ترددت فهو يبدو صغيرا جدا و سريع العطب أخشى أن أتلف شيء فيه عندما ألمسه ؟؟!! ولكنني حزمت أمري و وضعته بين ذراعي . كم كان دافئا و ناعما ...
و تسألت حينها إن كنا جميعا في يوم من الأيام مثله فلماذا .هناك حروب و حقد وتفرقة ونزاع ..فأنا لا أظن هذا الطفل يوما قادرا على الشر أبدا ...أم أن الحياة أقسى من أن تبقينا كما نحن في منتهى الطهر و البراءة . لماذا تستكثر علينا أن نبقى أنقياء ؟؟...
كل يوم يمر و نكبر فيه تأخذ منا الحياة شيئا من البراءة .لذلك سنسعى جميعا قدرما نستطيع أن نحافظ على براءتنا ...

أتمنى أن تنال قصتي إستحسانكم

شجن
11-22-2003, 01:05 PM
تسلمي على القصة الحلوه يا كاتبتنا

شاهزنان
11-23-2003, 02:00 AM
مشكوووووووووووووورة حبيبتي شجن عالتعقيب الجميل
اللي أخجلني و اسعدني

القلب المكسور
11-23-2003, 11:58 AM
مشكوره اختي شاهزنان على القصة الرئعة والمشوقة

مع اجمل تحياتي
القلب الصغير والمكسور

أبو قاسم
11-23-2003, 07:08 PM
مشكورة أختي على القصة
بس لو تكتبيها في أجزاء مقسمة كان تصير أكثر تشويق
لأني أصلا ماقريتها بس شفتها طويلة وقلت أقترح عليش تقصريها(10)

alnassrah
11-23-2003, 08:05 PM
مشكورة والله اختي ملاك على القصة الرائعة

وماتقصرين وعساك على القورة

تحياتي

شاهزنان
11-23-2003, 11:03 PM
مشكورة حبيبتي القلب المكسور على تعقيبش اللي أسعدني ..

شاهزنان
11-23-2003, 11:06 PM
ههههههههههههههههههههههههههههه...
مشكور أخوي أبو قاسم عالملاحظة ...و إن شاء الله المرة الجاية راح
أخلي القصص بشكل أجزاء ....عشان تقراها ..
و شكرا عالتعقيب

شاهزنان
11-23-2003, 11:07 PM
شكرا أخوي جارح القلوب على التعقيب ..

أبو قاسم
11-24-2003, 02:31 AM
مشكورة أختي
لأن ما حد يرد علي كل ما أرد في موضوع ما حد يرد بعدي(11)

شاهزنان
11-26-2003, 05:04 AM
اكيد ما يردون بعدك لان ما يعرفوا و يش يقولوا !!......
بس شاهزنان طول دايما عندها شي تقوله .......
و مشكور عالتعقيب مرة ثانية

دلع الود
12-05-2003, 05:23 AM
مشكورة شهزنان على القصة الحلوة (6)

شاهزنان
12-05-2003, 06:41 AM
العفو يا لغالية

ahmed
12-08-2003, 03:31 AM
مشكوره شاهزنان على الكلمات الجميله وسلوبك فى الرد الرائع

شاهزنان
12-11-2003, 03:42 AM
الله يخليك ...
العفو أخوي بس الشكر لك على المرور