المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~ توقيع بِلَون الدم ~ ..



لؤلؤة البحر
01-12-2004, 01:09 PM
~ توقيع بِلَون الدم ~

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أحببتُ أن تقرأوا هذه القصة الأكثر من رائعة والمؤثرة ..

هذه القصة واقعية حدثت في الجمهورية الاسلامية الايرانية عن الشهيد السيد مجتبى صالحي وقد

عرضت على خبراء خطوط فأكدوا ان صاحب الامضاء هو الشهيد صالحي وصدق على صحة الحادثة

ابو القاسم خزعلي وهي محفوظة في متحف الشهداء..

(القصة للكاتبة اللبنانية: نسرين ادريس)..

كانت تسير على الرصيف بتمهل، مطرقة الرأس، شاردة الذهن، وصدى صوت استاذها يطرق مسامعها

( يجب ان يوقع ولي الامر على ورقة برنامج الامتحان) تمنت لو أن الهواء المتطاير يحمل تلك

الورقة ويسافر بها بعيدا.. ربما الى حيث والدها الشهيد الذي تخيلت لو انها تجده في المنزل، لركضت

اليه مرتمية في حضنه، معانقة اياه بحنان، ولكانت أخبرته بحالها، وجلبت له القلم الأزرق ليمهر

إمضاءه عليها...

لكنها تدري أنها عندما تصل إلى البيت وتعبر العتبة، سترمق صورة والدها معلقة على الحائط، وعلى

طرفها إشارة سوداء وعلم الجمهورية..

لكن ماذا ستفعل؟ سألت زهراء صالحي نفسها؟ لقد جرح الأستاذ قلبها عندما أصر ان يوقع ولي الأمر

على بطاقتها، حاولت أن تقول أن والدها استشهد منذ شهر على الجبهة، لكن الكلمات خذلتها، وبسط

الكوت دهشته على شفتيها الصغيرتين... هل هي يا ترى تتوقع أن يعود أباها في أية لحظة..!!

من الصعب جداً أن يستسلم المرء لواقع الموت بسهولة،

ويبقى وهم اللقاء عصفوراً يرفرف فوق الأفئدة المشتاقة..

لم تكن زهراء صالحي البالغة من العمر حوالي السبع سنوات، تستطيع أن تفلسف الشهادة وتمنطقها،

ولكن فؤادها الصغير كان يردد بداخلها أن الشهداء عند الله في الجنة، ويسمعون همس الأطفال، أو

ليس الأطفال ملائكة تطير بأجنحة الطهر إلى حيث تشاء بخيالها وأحلامها..

ها قد وصلت إلى البيت، مسحت دمعاتها وعبأت رئتيها الصغيرتين بهواء سرعان ما خرج تنهيدة طويلة

رسمت أمامها خيارها الوحيد بالدخول إلى منزل ما عاد يجدي فيه عد الأيام وشطبها عن المفكرة

انتظارا لعودة والدها من الجبهة ليزرع الضحكات على شفتيها..

دخلت المنزل ساكتة حيرى اللب.. حاولت أن تحافظ على رباطة جأشها، كي لا يمتد الحزن إلى وجه

أمها.. وكانت إحدى زوايا البيت ملاذها الوحيد، فهناك تجلس وحيدة مقابل صورة ابيها، تحدثه عما

يختلج في نفسها، وتبكي.. كثيرا ما كانت تبكي زهراء على فقدان والدها.. وكثيرا ما كانت تقف على

ناصية الشارع تنتظر أية سيارة أجرة قد تقف لينزل منها والدها، فتركض إليه مشتاقة مهنئة إياه

بالسلامة، ولتتعلق بساعده متهادية فرحة.. لكنها دوما كانت تعود وحدها، متلفتتة عدة مرات عند

سماعها أي خطوة خلفها..

حاولت والدتها أن تخفف عنها بأحاديث مختلفة، وبمتابعتها لدروسها، لكن زهراء كانت تتخبط بين وجه

الأستاذ ووجه ابيها وبرنامج الامتحان وكلما همت بإخبار والدتها عن أمر البرنامج، تجد نفسها

تخبرها بمواضيع أخرى لا تمت إلى الامتحان بصلة..

خيم الليل على وجهها الملائكي، وغفت عيناها على دموع الحنين إلى اللقاء، وإلى جانب سريرها

بطاقة برنامج الامتحان، خالية خانة ملاحظاتها من "إمضاء ولي الأمر"..

وحملها النوم على صهوة الحلم، كانت تبكي وحدها وتحمل برنامج الامتحان، فامتدت يد إلى كتفها تربت

عليه، وجاءها صوت خفق قلبها لسماعه فرحاً :

ــ ما بك يا حبيبتي، ما الذي يبكيك؟

استدارت زهراء، فرأت والدها، ارتمت في حضنه، شاكية: "لقد طلب إلي الاستاذ أن توقع بطاقة

برنامج الامتحان، ولم استطع أن أخبره بأنك استشهدت..."

فمسح السيد مجتبى على رأس ابنته برأفة وحنو: أين هي بطاقة الامتحان، هاتها لأوقعها لك..

فسارعت زهراء للبحث عن قلم أزرق، فكانت كلما اختارت قلما وجدته أحمر اللون، وبعد بحث طويل

وجدت قلما أخضر اللون، فأعطته للشهيد "العائد" ليوقع أسمه ولتهدأ نفسها المضطربة منذ الصباح..

أستيقظت زهراء في الصباح الباكر، وكان الحلم الجميل برؤية والدها يدغدغ إحساسها بالسكينة..

هيأت نفسها للذهاب إلى المدرسة، وكادت أن تنسى بطاقة الامتحان، لكنها اقتربت من سريرها

وحملتها، فقرأت في خانة الملاحظات جملة مكتوبة بالأحمر: "أنا ولي أمر التلميذة السيد مجتبى

صالحي " وإلى جانبها إمضاءه..

بسم الله الرحمن الرحيم..

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)..

صدق الله العلي العظيم..

في أمان الماء..نسألكم الدعاء..

اللهم أرزقني شهادةً قلَّ نظيرها .. يتفتَتُ بها جسدي ..فأفوزُ فوزاً عظيماً ..


فـروته..

ولد القطيف
01-12-2004, 02:19 PM
قصة رائعة موؤثرة يسلمو

لؤلؤة البحر
01-12-2004, 08:16 PM
تسلم خيووه على المرور الكريم...


فروته

القلب المكسور
01-13-2004, 05:32 PM
مشكوره خيتو على القصه
وعساش على القوه

لؤلؤة البحر
01-14-2004, 02:44 AM
العفو خيو ..

الله يعطيك العافيه على هالمرور ..

فــــــــــــروته..

شبكة الناصرة
01-14-2004, 04:54 PM
سبحان الله الله اما ارزقنا مثل مارزقتهم

مشكورة اختي فروته على الموضوع

لؤلؤة البحر
01-14-2004, 07:49 PM
العفو اخوي شبكة يسلموا على هالطله

فروته

شجن
01-18-2004, 07:59 AM
مشكورة فرات

لؤلؤة البحر
01-18-2004, 09:53 AM
العفو خييتو .

تسلمين والله على هالرد ..

فــروته..

مضراوي
07-27-2008, 05:06 AM
يسلمووووووووووووووووو