نور الشمس
12-18-2008, 09:03 AM
قل لا وارتاح
=======
قل
تقول «نعم» لدعوة عشاء تعلم مسبقاً أنها ستكون مضجرة حتى الموت... «نعم» لزميل في العمل يطلب منك للمرة الثالثة منذ بداية الأسبوع مساعدته في تحضير ملفّ معيّن... تقولين «نعم» لمزيّن الشعر الذي يقترح عليك قصّة شعر قصيرة بينما قصدته لصبغ شعرك... لماذا يصعب عليك الرفض إلى هذا الحدّ؟
بحسب علماء النفس، يصعب على البعض الرفض بسبب خصائص معيّنة في شخصيّتهم. هؤلاء أشخاص عاطفيّون عموماً، يتجنّبون الصراعات والمخاطر، يصعب عليهم تحديد رغباتهم، وتنتابهم مشاعر عدم الأمان والنقص.
خوف
غالباً ما يميل الأشخاص الذين يخشون ألا يحبهم الآخرين إلى قول «نعم» في المناسبات كافّة، لأنهم يخافون أن يعرّضهم الرفض لانتقادات قد تتحوّل إلى غضب أو نبذ موقّت. على صعيد آخر، يمكن تفسير هذا التصرّف بالرغبة في الشعور بالسيطرة التامة: تعني كلمة «نعم»: «أنا الأفضل، قادر على فعل أي شيء وإدارة كلّ شيء وتحمّل المسؤولية كاملة».
ضعف
من لا يجرؤ على قول «لا»، تُنسب إليه فوراً صفة «ضعيف الشخصية» الحاضر لتنفيذ كلّ ما يُطلب منه بلا عناء يُذكر، فيُعتبر شخصاً يمكن التلاعب به بسهولة ويفقد بالتالي احترام الآخرين له، وهو أمر منطقي، لأنّ عدم امتلاك الجرأة لقول «لا» يعني عدم احترامك لذاتك والعيش في استسلام دائم لمشيئة الغير.
يختار هذا الشخص حلّ الهروب الدائم، فلا يجيب عن هاتفه لتفادي مواجهة موقف يحتّم عليه الموافقة على ما يمليه عليه الغير، أو يغوص في أكاذيب عجيبة لتجنّب قول «نعم».
في المقابل، من يستطيع المجاهرة بكلمة «لا» من دون الشعور بتأنيب الضمير هو شخص واثق بنفسه، يعرف حدوده، ويحترم نفسه والآخرين لأنّه يتحمّل مسؤولية رفضه للأمور.
تربية
يتعلّم الطفل قول «صباح الخير»، «إلى اللقاء»، «شكراً»، لكن ليس «لا». حين يتفوّه بها عفويًّا، خلال مرحلة الرفض التي يمرّ فيها بين العامين والثلاثة أعوام، يتصدّى الأهل لكلمات الرفض التي تدلّ على سلوك استقلالي لديه، ولا يكترثون إلاّ لفرض سيطرتهم عليه. هكذا نكبر ومقولة «لا يجوز قول لا» مترسّخة فينا.
عبء
يتصدّى البعض لربّ العمل، لكنه يعجز عن مواجهة أحد أفراد العائلة. مَن يعتبر الفريق الذي يعمل معه بمثابة عائلة ثانية، يصعب عليه الرفض أكثر ممّن يبقى على مسافة من بيئته المهنية. كذلك، يُعتبر استعمال كلمة «لا» في العلاقة الغرامية أمراً حسّاساً. أما مع الأصدقاء، فالأمر أكثر تعقيداً لأن الصداقة ترتكز على التعاون والتضامن... نظراً إلى صعوبة الرفض في تلك الحالة، يجب تعلّم قول «لا» إيجابية، أي بطريقة تضمن احترام الطرفين ولا تكون قاطعة وقاسية.
في حالات معيّنة، قد تحمل «لا» معنى الأنانيّة: لا ترفض خدمة الآخرين إذا طلب منك زميل أن تحلّ مكانه في العمل بسبب حالة طارئة؛ أو إذا طلبت منك صديقتك الاعتناء بطفلها لأنها مضطرّة لدخول المستشفى؛ وغيرهما من المواقف التي يختفي فيها ضعف الشخصية ويحلّ مكانه كرم الأخلاق.
هكذا تعبّر عنها:
• في إطار الأسرة، لتفادي دعوة تقليدية على الغداء في نهاية الأسبوع: «لن أحضر في نهاية الأسبوع المقبل لأني خطّطت للقيام بنشاط آخر. لا يعني ذلك أنني لا أرغب في رؤيتكم! هكذا سنتحدّث كثيراً خلال 15 يوماً!».
• في العمل، حين يطلب منك المسؤول عنك العمل ساعات إضافية والحلول مكان زميل آخر: «لا مجال أبداً اليوم. آسف، لكنني واثق من وجود حلّ آخر للمشكلة».
• في حياتك اليومية، مع بائعة تصر على شرائك حذاء بقياس 42 بينما قياس قدمك 44: «أفهم أنكِ تقومين بعملك، وأنت تبرعين فيه، لكن من الغباء أن أشتري حذاء بقياس 42 بينما قياس رجلي 44!».
• مع صديق يدعو نفسه إلى العشاء من دون سابق إنذار: «ما كنت لتعرف ذلك، لكن ينتظرني يوم عمل شاق غداً. أفضّل أن نخطط لعشاء آخر ونتقابل بهدوء في الأسبوع المقبل».
7 نصائح
حين تتعلّم قول كلمة «لا»، تكتسب ثقتك بنفسك، تعزّز احترامك لذاتك، وبكلّ بساطة، تكرّس وقتاً لنفسك. عليك الاعتراف في البداية بأنك تجد صعوبة في قولها وأن تلك المشكلة تثقل حياتك. يُفضّل أن تباشر بمواجهة الأشخاص الذين لا يعنون لك كثيراً. هكذا، تدخل كلمة «لا» تدريجاً في سياق حياتك. إليك بعض النصائح:
1) استرخِ وتنفّس جيّداً: التحكّم بالجسم في مواجهة الآخرين أمر أساسيّ. قم بتمارين الاسترخاء وتنفّس بشكل منتظم في المنزل. هكذا، حين تواجه موقفاً يتطلّب منك رفض أمر معيّن، ستتحكّم بتنفّسك وتوتّرك. كذلك، يساهم التنفّس بشكل صحيح في استقامة كتفيك، ما يعطي انطباع الثقة بالنفس.
2) فكّر قبل اتخاذ القرار: هل يطلب منك زميلك تبديل أوقات العمل؟ هل يرجوك ابنك المراهق أن تدعه يحضر حفلة من دونك؟ ببساطة، أخبر الشخص الذي تتعامل معه بأنك تحتاج بعض الوقت وسيفهم أنّك غير موافق كلياً.
3) كرّر الأسباب نفسها: رفضت أمراً لا ترغب فيه... هذا جيّد، لكن عليك التمسّك بقرارك. إذا أصرّ الشخص الذي رفضت طلبه، كرّر الأسباب نفسها بطريقة مختلفة لتظهر له صلابة موقفك، لكن من دون عدائيّة.
4) أرفض بأسلوب جيّد: لا تقول «لا» بعدائية وقسوة. كن حازماً وواضحاً، لكن لطّف الرفض بجملة «آسف، الأمر غير ممكن هذه المرّة». تجنّب قول «لا... ولكن» التي تعطي محدّثك مجالاً لإقناعك.
5) لا تستسلم للابتزاز: لا تعني «لا» أنك أناني، أو جبان. حتى لو حاول محدّثك أن يشعرك بالذنب بقوله «لست لطيفاً»، لا تتردّد بالرد عليه مع ابتسامة على وجهك «صحيح، لست لطيفاً اليوم!» المهمّ هو ألاّ ترضخ للابتزاز العاطفي.
6) أطرد الأفكار السلبيّة: غالباً ما تشوّه تلك الأفكار الواقع، لذلك يجب التخفيف منها. إذا لم تقبل البقاء لساعة عمل إضافية هذا المساء، هذا لا يعني أنك ستُطرد صباح اليوم التالي. يجب تحويل تلك الأفكار السلبية إلى أفكار مثل «يحقّ لي تكريس بعض الوقت لنفسي» أو «يمكنني التعبير عن رغبتي كما يفعل الجميع».
7) إقترح حلاً آخر. إذا رفضت مرافقة صديقك لقضاء يوم معه، إدعه إلى احتساء الشاي حين ينتهي. هكذا تلطّف وقع كلمة «لا» لأنك اقترحت حلاً بديلاً. بتلك الطريقة تظهر لصديقك رغبتك في إرضائه ولا تشعر بتأنيب الضمير.
=======
قل
تقول «نعم» لدعوة عشاء تعلم مسبقاً أنها ستكون مضجرة حتى الموت... «نعم» لزميل في العمل يطلب منك للمرة الثالثة منذ بداية الأسبوع مساعدته في تحضير ملفّ معيّن... تقولين «نعم» لمزيّن الشعر الذي يقترح عليك قصّة شعر قصيرة بينما قصدته لصبغ شعرك... لماذا يصعب عليك الرفض إلى هذا الحدّ؟
بحسب علماء النفس، يصعب على البعض الرفض بسبب خصائص معيّنة في شخصيّتهم. هؤلاء أشخاص عاطفيّون عموماً، يتجنّبون الصراعات والمخاطر، يصعب عليهم تحديد رغباتهم، وتنتابهم مشاعر عدم الأمان والنقص.
خوف
غالباً ما يميل الأشخاص الذين يخشون ألا يحبهم الآخرين إلى قول «نعم» في المناسبات كافّة، لأنهم يخافون أن يعرّضهم الرفض لانتقادات قد تتحوّل إلى غضب أو نبذ موقّت. على صعيد آخر، يمكن تفسير هذا التصرّف بالرغبة في الشعور بالسيطرة التامة: تعني كلمة «نعم»: «أنا الأفضل، قادر على فعل أي شيء وإدارة كلّ شيء وتحمّل المسؤولية كاملة».
ضعف
من لا يجرؤ على قول «لا»، تُنسب إليه فوراً صفة «ضعيف الشخصية» الحاضر لتنفيذ كلّ ما يُطلب منه بلا عناء يُذكر، فيُعتبر شخصاً يمكن التلاعب به بسهولة ويفقد بالتالي احترام الآخرين له، وهو أمر منطقي، لأنّ عدم امتلاك الجرأة لقول «لا» يعني عدم احترامك لذاتك والعيش في استسلام دائم لمشيئة الغير.
يختار هذا الشخص حلّ الهروب الدائم، فلا يجيب عن هاتفه لتفادي مواجهة موقف يحتّم عليه الموافقة على ما يمليه عليه الغير، أو يغوص في أكاذيب عجيبة لتجنّب قول «نعم».
في المقابل، من يستطيع المجاهرة بكلمة «لا» من دون الشعور بتأنيب الضمير هو شخص واثق بنفسه، يعرف حدوده، ويحترم نفسه والآخرين لأنّه يتحمّل مسؤولية رفضه للأمور.
تربية
يتعلّم الطفل قول «صباح الخير»، «إلى اللقاء»، «شكراً»، لكن ليس «لا». حين يتفوّه بها عفويًّا، خلال مرحلة الرفض التي يمرّ فيها بين العامين والثلاثة أعوام، يتصدّى الأهل لكلمات الرفض التي تدلّ على سلوك استقلالي لديه، ولا يكترثون إلاّ لفرض سيطرتهم عليه. هكذا نكبر ومقولة «لا يجوز قول لا» مترسّخة فينا.
عبء
يتصدّى البعض لربّ العمل، لكنه يعجز عن مواجهة أحد أفراد العائلة. مَن يعتبر الفريق الذي يعمل معه بمثابة عائلة ثانية، يصعب عليه الرفض أكثر ممّن يبقى على مسافة من بيئته المهنية. كذلك، يُعتبر استعمال كلمة «لا» في العلاقة الغرامية أمراً حسّاساً. أما مع الأصدقاء، فالأمر أكثر تعقيداً لأن الصداقة ترتكز على التعاون والتضامن... نظراً إلى صعوبة الرفض في تلك الحالة، يجب تعلّم قول «لا» إيجابية، أي بطريقة تضمن احترام الطرفين ولا تكون قاطعة وقاسية.
في حالات معيّنة، قد تحمل «لا» معنى الأنانيّة: لا ترفض خدمة الآخرين إذا طلب منك زميل أن تحلّ مكانه في العمل بسبب حالة طارئة؛ أو إذا طلبت منك صديقتك الاعتناء بطفلها لأنها مضطرّة لدخول المستشفى؛ وغيرهما من المواقف التي يختفي فيها ضعف الشخصية ويحلّ مكانه كرم الأخلاق.
هكذا تعبّر عنها:
• في إطار الأسرة، لتفادي دعوة تقليدية على الغداء في نهاية الأسبوع: «لن أحضر في نهاية الأسبوع المقبل لأني خطّطت للقيام بنشاط آخر. لا يعني ذلك أنني لا أرغب في رؤيتكم! هكذا سنتحدّث كثيراً خلال 15 يوماً!».
• في العمل، حين يطلب منك المسؤول عنك العمل ساعات إضافية والحلول مكان زميل آخر: «لا مجال أبداً اليوم. آسف، لكنني واثق من وجود حلّ آخر للمشكلة».
• في حياتك اليومية، مع بائعة تصر على شرائك حذاء بقياس 42 بينما قياس قدمك 44: «أفهم أنكِ تقومين بعملك، وأنت تبرعين فيه، لكن من الغباء أن أشتري حذاء بقياس 42 بينما قياس رجلي 44!».
• مع صديق يدعو نفسه إلى العشاء من دون سابق إنذار: «ما كنت لتعرف ذلك، لكن ينتظرني يوم عمل شاق غداً. أفضّل أن نخطط لعشاء آخر ونتقابل بهدوء في الأسبوع المقبل».
7 نصائح
حين تتعلّم قول كلمة «لا»، تكتسب ثقتك بنفسك، تعزّز احترامك لذاتك، وبكلّ بساطة، تكرّس وقتاً لنفسك. عليك الاعتراف في البداية بأنك تجد صعوبة في قولها وأن تلك المشكلة تثقل حياتك. يُفضّل أن تباشر بمواجهة الأشخاص الذين لا يعنون لك كثيراً. هكذا، تدخل كلمة «لا» تدريجاً في سياق حياتك. إليك بعض النصائح:
1) استرخِ وتنفّس جيّداً: التحكّم بالجسم في مواجهة الآخرين أمر أساسيّ. قم بتمارين الاسترخاء وتنفّس بشكل منتظم في المنزل. هكذا، حين تواجه موقفاً يتطلّب منك رفض أمر معيّن، ستتحكّم بتنفّسك وتوتّرك. كذلك، يساهم التنفّس بشكل صحيح في استقامة كتفيك، ما يعطي انطباع الثقة بالنفس.
2) فكّر قبل اتخاذ القرار: هل يطلب منك زميلك تبديل أوقات العمل؟ هل يرجوك ابنك المراهق أن تدعه يحضر حفلة من دونك؟ ببساطة، أخبر الشخص الذي تتعامل معه بأنك تحتاج بعض الوقت وسيفهم أنّك غير موافق كلياً.
3) كرّر الأسباب نفسها: رفضت أمراً لا ترغب فيه... هذا جيّد، لكن عليك التمسّك بقرارك. إذا أصرّ الشخص الذي رفضت طلبه، كرّر الأسباب نفسها بطريقة مختلفة لتظهر له صلابة موقفك، لكن من دون عدائيّة.
4) أرفض بأسلوب جيّد: لا تقول «لا» بعدائية وقسوة. كن حازماً وواضحاً، لكن لطّف الرفض بجملة «آسف، الأمر غير ممكن هذه المرّة». تجنّب قول «لا... ولكن» التي تعطي محدّثك مجالاً لإقناعك.
5) لا تستسلم للابتزاز: لا تعني «لا» أنك أناني، أو جبان. حتى لو حاول محدّثك أن يشعرك بالذنب بقوله «لست لطيفاً»، لا تتردّد بالرد عليه مع ابتسامة على وجهك «صحيح، لست لطيفاً اليوم!» المهمّ هو ألاّ ترضخ للابتزاز العاطفي.
6) أطرد الأفكار السلبيّة: غالباً ما تشوّه تلك الأفكار الواقع، لذلك يجب التخفيف منها. إذا لم تقبل البقاء لساعة عمل إضافية هذا المساء، هذا لا يعني أنك ستُطرد صباح اليوم التالي. يجب تحويل تلك الأفكار السلبية إلى أفكار مثل «يحقّ لي تكريس بعض الوقت لنفسي» أو «يمكنني التعبير عن رغبتي كما يفعل الجميع».
7) إقترح حلاً آخر. إذا رفضت مرافقة صديقك لقضاء يوم معه، إدعه إلى احتساء الشاي حين ينتهي. هكذا تلطّف وقع كلمة «لا» لأنك اقترحت حلاً بديلاً. بتلك الطريقة تظهر لصديقك رغبتك في إرضائه ولا تشعر بتأنيب الضمير.