مشاهدة النسخة كاملة : في محراب ابليس
ورد الياسمين
12-07-2008, 12:25 AM
رواية
(( في محراب إبليس ))
للكاتب : بحور الغالي
-----------------
" في محراب إبليس "
( 1 )
في مكان ما .. في الكرة الأرضية ..
لكن ليس على سطحها !! ..
في عمق أعماقها ..
في الأماكن المجهولة والمنسية ..
التي استحالة أن تخطر على بال مخلوق.. في غياهب الخوف والظلمة ..
والنار والعتمة ..
استقام في وسط براثن نيران الأراض معبد ضخم ..
ربما يطلق إسم المعبد على أماكن عبادة الآلهة ..
سواء في العصور الوثنية ..
أو روما القديمة ..
وحتى عندنا نحن المسلمون مساجدنا هي معابدنا ..
لكن هذا المعبد كان مختلف ..
يبدو قديماً .. لكن ليس أزلياً ..
ويبدو قوياً .. لكنه ليس أبدياً..
في هذا المعبد كانت تمكث المعصية .. ويسجر الفجور ..
في هذا المعبد كانت الشياطين تنتشي غبطة بشرب كؤوس معاصي بني آدم .. حيث تقدم ذنوب وآثام البشر من قبل
الشياطين ،،
قرابين لإرضاء وتحقيق رغبة قائدها ..
قائد الشر..
الذي أقسم بجلال الله..
ليغوينهم أجمعين ..
هناك في محراب إبليس!!
تقدم يمشي بثقة من خلال ممر طويل .. على جانبي الممر كانت النيران تفور وتخمد باستمرار ..
كما أن الممر حتى نهاية القاعة التي يؤدي لها تعج برائحة نتنة ..
أشبه برائحة الجثث المتعفنة ..
وواصل التقدم حتى وصل لمنتصف القاعة ..
كان يرتدي ثياباً سوداء ..
يلتف حولها الحديد من كل جانب كالثعابين ..
وكانت رائحته لا تقل كراهية عن رائحة القاعة ..
كان هناك شيئا يحمله في يده ..
شيء أشبه بقارورة ممتلئة بجسم مشع بالداخل ..
لكنه كان يشع ظلاماً..
وصل أخيراً إلى نهاية القاعة ..
حيث كان هناك عرشاً قائماً..
يجلس عليه رئيس الشياطين ..
إبليس ..
كان إبليس يتأوه ويصرخ متألماً..
وكان يبدو أشد قبحاً مما يبدو عليه ..
تقدم الشيطان الآخر وانحنى أمام العرش ..
وأراد أن يتحدث ..
فتحدث إبليس قبله صارخاً
إبليس: اللعنة ..
اللعنة على هؤلاء القوم
الشيطان وهو منحنياً : عاش مولاي .. أتأذن لي ؟
إبليس : اللعنة .. قل
الشيطان : ماذا يعذب مولاي؟
إبليس وقد كان ينزع رمحاً منيراً منغرساً في جسده الذي كان ممتلىء بغيره من الرماح والسهام النورانية
إبليس : ألا تعرف مالوقت الآن ! ألا تعرف مالشهر!
الشيطان : بلى .. إنه المحرم يامولاي
إبليس: أجل يا مغفل .. المحرم .. وهؤلاء الشيعة الأوغاد ..
لايفتأوون يقيمون مجالس العزاء الحسيني .. أ وتعرف من ماذا يكثرون في هذه المجالس
الشيطان : من ماذا؟
إبليس: أبله ..
إنهم يكثرون من اللطم والبكاء على الحسين ..
والأسوء من ذلك أنهم يكثرون من الصلاة على محمد وآله ،،
فتمسح ذنوبهم التي أتعب أنا في جعلهم يقعون فيها ،،
وأبلى أنا بهذه الرماح والأسهم التي ترشقني بها الملائكة كلما صلوا على محمداً وآله..
قالها إبليس وهو قد أخرج الرمح من جسده وقد صرخ صرخة ترددت في أنحاء معبده..
الشيطان : وماذا لو جلبت لمولاي مايثلج صدره ويفرح خاطره
إبليس: ماعندك؟
الشيطان: في هذه القارورة أحمل إليك أحب المعاصي إلى قلبك
إبليس: وماهي؟
الشيطان: لقد جعلت رجل مؤمن يزني .. وبمن ؟
إبليس : بمن ؟
الشيطان: بزوجة جاره
إبليس: أبله .. أهذا ماعندك ..
أقول له شهر محرم يقول لي هذا .. أعطني القارورة
ومد إبليس يده التي كان شكلها كجثة متعفة ينهش الدود فيها ..
ولها أظافر سوداء مدببة..
وأخذ القارورة وفتحها ..
فخرج الجسم المشع وانتشر كهالة غبار مظلمة مصحوبة برائحة كريهة حول إبليس .. فبدا وكأن الهالة تدخل إلى جسد إبليس شيئاً فشيئاً حتى اندمل القليل من جراحه ..
التي أحدثتها الرماح والأسهم
إبليس : أرأيت ماصنعته فعلتك .. لم تفعل الكثير .. أغرب عن وجهي ولا تأتي إلا بما هو جرم عظيم
أصدر الشيطان صرخة حادة ..
وكأنها صرخة عذاب وغادر بلمح البصر ليغزو عالمنا ويبحث عن عبد آخر ليغذي إبليس بما يجعله يرتكب من معاصي .. وحالما غادر ..
سمع إبليس وقع خطوات ثقيلة ..
تتقدم من خلال ذلك الممر ..
صوتها يدوي في أنحاء المعبد ..
فتبسم إبليس وكأنه ميّز صاحب الخطى ..
ورد الياسمين
12-07-2008, 12:27 AM
تتمه :
لاح لأبليس من باب القاعة ..
جسم ضخم .. أسود من حلكة الليل .. له عينان طوليتان وحمراء..
لايميز من سواده إلا سلاسل الحديد التي تلف حوله كالأفاعي ومايتدلى منها من أجسام تبدو كأسرجة الخيول ..
وكان يحمل في يده صندوقاً يبدو ثقيلاً جداً ..
وحين وصل عند عرش إبليس ..
أنحنى ..
كان إبليس في قمة السعادة لرؤياه .. وابتسم ابتسامة عريضة ..
حتى بان مابفمه من أنياب..
وكأنه نسي كل آلامه
إبليس: إنهض يا مبهج صدري فمثلك لا ينحني
نهض الشيطان الآخر وقال : مايزعج مولاي اليوم؟
إبليس: تعلم أيها الوسواس الخناس أننا في شهر المحرم وأنت تعلم ما يحدث فيه
الوسواس الخناس: أجل مولاي أعلم .. ولقد أحضرت لك مايبرأ ويشفي جراحك ..
طبعاً بمساعدتك بإعطائي هذه الأسرجة التي أمتطي بها البشر المغفلون بعد أن أغرقهم في المعاصي فأقودهم كما تقاد الماشية كيفما أشاء
إبليس : وماعندك ؟
الوسواس الخناس : مايثلج صدرك من قوارير الإثم المملؤة بمعاصيهم ..
الملايين منها
إبليس: ليس كافياً.. وماعندك أيضاً؟
تبسم الوسواس الخناس بخبث وقال: عندي شيء عظيم في هذا الصندوق ..
وأنت أعلم بما أستخدم هذا الصندوق
إبليس: أجل أعلم ولكن أخبرني كيف وماذا استخدمت هذه المرة.. أفرحني؟
الوسواس الخناس: أحمل في الصندوق .. روح عبد صالح ..
ظل في خدمة الله وأهل بيته خمسة وثلاثون سنة ..
ولكن في آخر حياته وفي كبره ..
أخذت أسوّف له ..
وأجعله يؤجل في الصلاة ..
بأن أوسوس له قبل كل أذان وكل فريضة ..
أن ينام أو حتى يغفو..
وأن يصلي فيما بعد..
أو تعلم ماذا؟
إبليس مبتسماً وبنشوة: ماذا؟
الوسواس الخناس : المغفل ..
في البداية كان يتعوذ مني فأرحل هارباً كي لاتحرقني الملائكة ..
ولكن بعد محاولات ..
أعترف أنها مضنية ..
نجحت وصار يصلي بعد أن يستيقظ .. وشيئاً فشيئاً..
وقليلاً قليلاً..
حتى ألقيت الكسل في قلبه ..
حتى ترك الصلاة ..
وحين تركها ألقيت به إلى جندي الصغار ..
فألقوا في قلبه نقطاً سوداء ..
حتى أغرقوه في بحور المعاصي .. وأعطيتهم الأسرجة التي أعطيتني إياها .. فصاروا يتناوبون في قيادته كالماشية ..
كل يوم لون وشكل من المعاصي ..
حتى مات ..
ويوم موته .. حين احتضاره .. حضرت ..
كما حضر أهل البيت ،،
تعرف لأنه كان من خدامهم وبحكم أنهم لاينسون من خدمهم ..
فأصابه العطش الشديد من النزاع .. فمددت له كأساً من الماء ..
ومد إليه ..
من يسمى حيدر أو علياً يده ..
كما كان أهله يلقنونه الشهادة ،،
فآثر الأبله الماء من يداي هاتان وشربه .. فانعقد لسانه ..
ومات وهو أخرس ولم ينطق حتى الشهادتين ..
والآن صارت روحه لي وبالتالي لك يامولاي..
مد الوسواس الخناس الصندوق وقربه إلى إبليس ..
نهض إبليس من عرشه ..
ونزل بضع عتبات يطلق عليها عتبات الكبائر ..
وفتح الصندوق ..
فخرج منه هالة من ظلام كبير ..
ورائحة نتنة ..
وأخذت تدخل في جسمه قليلاً قليلاً .. حتى أزالت كل الجراح ..
وحتى ماتبقى من رماح وأسهم من جسده ..
رفع إبليس رأسه منتشياً ..
مغتبطاً ،،
ونظر في عين الوسواس الخناس
إبليس: دائما تبرأ جراحي .. أنت الأفضل منذ القدم .. وستبقى عندي الأفضل .. فدائماً ماتنجح طريقتك أيها الخبيث في خداع العباد المغفلين..
فكل ماعليك أن تلقي في قلوبهم كلمة :
" فيما بعد " فيأخذهم تأخير الخير في تأخيره ..
حتى ينسوه ..
وتبتلعهم الآثام والمعاصي..
وجائزتك هذه الأسرجة الجديدة .. لتستخدمها في قيادتهم وإغوائهم
الوسواس الخناس: جائزتي هي أن تبقى أنت قوياً ..
وأن ينسى العباد ذكر الله ومحمد وآله هذه هي أفضل جائزة ..
والآن وقد شفيت جراحك مولاي..
خذ قوارير المعاصي هذه كي تستخدمها في حال عاودوا الكره ..
...يتبع ...
ورد الياسمين
12-08-2008, 12:05 AM
(2)
" متشابهاً ومختلف "
في مكان آخر ..
لا في أعماق الأرض ولا في غياهب الظلمة ..
ولا في محراب إبليس .. بل على سطحها .. في منزل صغير متواضع ..
صحيح أنه يبدو للناظر صغير ..
لكنه من الداخل واسع رحيب ..
واسع بذكرالله والدعاء والصلاة ..
على عكس غرار معبد إبليس يبدو ضخم ..
لكن مافيه من ذنوب وشياطين جعله من الداخل ضيقاً ضنكاً ..
كان ذلك منزل عبداً صالح ..
كان يعرف باسم " عمار الخير " بين أهل منطقته..
كان الوقت فجراً ..
وكانت الرياح الهادئة تنقل في جنابتها عبقاً عطراً من صوت شجي ..
صوت لم يفتأ يناجي ربه ليلاً ..
من صلاة إلى دعاء ودموع..
إلى زيارة إلى قرآن ..
بعد أن أنهى ترانيمه القرآنية التي أضاءت ظلمة الليل ..
توجه نحو نافذته التي كانت ذات نصفين يدخلان للداخل ..
ويغلقان بالدفع نحو الخارج ..
وقف ونظر يتأمل للسماء .. ونجومها ..
وكأنه يراها لأول مرة ..
ابتسم ابتسامة صغيرة ..
دفع النافذة لإغلاقها ..
أخذ عكازه الخشبي ..
وارتدى غترة بيضاء تدلّت على جانب كتفيه .. وأخذ قارورة من دهن العود موضوعة على منضدةً جنب فراشه ..
تعطر بها وسار نحو باب الغرفة ..
وما إن فتح الباب حتى أصدر صريراً يخال لك أن هذا الصرير هو تسبيح الباب ..
لشدة إيمان هذا العمار ..
هذا كان عمار ..
رجلاً تبدو عليه ملامح الكبر والوقار ..
رجلاً في الستين من عمره ..
لكنه يبدو لازال يحمل في طيات ملامح وجهه نظارة الشباب ..
وهكذا كان يقضي كل ليله..
خرج من بيته .. وسار بهدوء ..
بخطى هادئة .. نحو المسجد ..
كان قدماه تسير إلى المسجد ..
ولسانه كان يحلق نحو الله ..
إذ لم يقف لسانه لحظة ..
عن تسبيح الله واستغفاره ..
وصل إلى بوابة المسجد بعد أن مشى مسافة استغرقت من الوقت حول الخمس دقائق .. أدخل يده في جيب ثوبه الأيمن وأخرج منه مفتاحاً فتح به باب المسجد..
أنار الأضواء ..
وسار نحو اللاقطة .. أشغلها ..
وقف باستعداد أمامها ..
وأطلق العنان لكلمات تخترق جميع الحجب .. تصل إلى العرش ..
تحيطه تسبيحاً وتهليلاً ..
مترامية حوله ..
" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" ..
في منزل آخر ..
كان هناك طفلاً يختلف عن الكثير من الأطفال ..
وهناك القليل من الأطفال مثله ..
لا في الشكل بل في الروح .. والمضمون .. وقف هذا الطفل بجانب والده الذي كان على استعداد أن يغلق المصحف ..
أخذ يدق على كتف أبيه مستعجلاً إياه ..
أبا مهدي وهو يغلق المصحف:
صدق الله العظيم .. ماذا تريد؟
سأل هذا السؤال وهو يعلم ماذا كان يريد
مهدي: أخبرتك يا أبي أني أريد أن أكون في المسجد منذ أن يأتي عمار الخير ..
والآن هو هناك ..
اسمع صوته يؤذن
أبو مهدي : حسناً ..
غداً نذهب حتى قبل أن يأتي عمار الخير
خرج أبو مهدي ومهدي ..
كان المسجد يبعد شارعين عن منزل أبو مهدي ..
فخرجا سيراً .. حتى وصلا إلى المسجد..
كان هذا مهدي ..
طفلاً في الثامنة من عمره ..
شديد التعلق بعمار ..
فكثيراً ماكان يزور عمار في منزله ..
يجلس معه .. يعلمه القرآن ..
حتى أنه كان يستعير من الكتب ..
التي تحتوي معلومات أكبر من عمره ..
وكان يقرأها ويستشف مابها من مضمون .. حتى حين يكون عمار في مكتبته الدينية تجده هناك يساعده في كل شيء..
كان عمار بمثابة الجد لمهدي ..
الجد الذي لم يلتقي به يوم..
فقد كان يقضي وقتاً مع عمار أكثر من الوقت الذي يقضيه مع أترابه..
مهدي : عمار ..
عمار: ماذا.. ياصغيري؟
مهدي: ليلة أمس لقد رأيت مناماً..
مناماً تكرر علي ..
مرات كثيرة
كان عمار ينقل مجموعة من كتب عن سير الائمة المعصومين وصلت حديثاً ..
ليضعها على أحد الرفوف
عمار: ألم تقرأ المعوذات ودعاء الحفظ قبل أن تنام كما علمتك؟
مهدي والقلق بادٍ على وجهه:
بلى ..
لكن الحلم لايزال يتكرر ويتكرر
عمار: وما هو الحلم ياصغيري؟
مهدي: يأتي الحلم متكرراً ..
متشابهاً.. ومختلف..
لكني..
لكني أكون مدمياً في آخره
استرعت كلمات مهدي عمار بالكامل..
فأقبل عليه..
وبفيض من الحنان أمسك بيد مهدي ليطمئنه
عمار: أخبرني .. ياصغيري ..
وإن شاء الله سنجد حلاً ..
لاتخف..
في هذه الأثناء ..
وعلى مايبدو أن المكتبة خالية إلا من عمار ومهدي..
لكن لو كشف الغطاء ..
لأعين بني آدم ..
لرأى أن أحد الشياطين كان يحوم بالمكتبة بقلق..
وهو ينظر إليهما بحقد وغضب ..
غاضباً من إيمان الشيخ ..
الذي يفيض به إلى الطفل ..
لينتج فيضاً من الأجيال المتقده بنيران الولاء المتدفق لمحمد وآله ..
وكان ينظر إلى تلك الكتب ويتمنى لو يستطيع إحراقها ..
وكان يحوم وفي عينيه نذير شؤم ..
كما كان التشاؤم من الغراب والبوم..
وكان وجوده ينذر بقدوم شر مستطير ..
فقد اكتشف مدينة معظم أهلها من المؤمنين ..
وكان أكبر معين لهم هو عمار ..
وكان ينشىء مهدي ليكون شاباً صالحاً ..
يأخذ مكانه من بعد إلتهام اللحد له ..
كان الشيطان الذي هناك هو الوسواس الخناس..
... يتبع ...
أحلى زهر
12-08-2008, 05:36 PM
مشكوره خيتو عالقصه
وبانتظار التكمله
دمعة طفله يتيمه
12-09-2008, 09:20 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
دائما راااااااااااااائعه رااائعه رااائعه
بجد قصه عجبتني
ماشـــــــاءالله عليك غناتي
موفقه لكل خير
دمتي بود
ورد الياسمين
12-09-2008, 05:45 PM
مشكوره خيتو عالقصه
وبانتظار التكمله
هلا وغلا بكـ خيتي :
أحلى زهر
شاكرة لكـ حضوركـ الطيب
دمتِ عزيزتي بجمال روحكـ
ورد الياسمين
12-09-2008, 05:50 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
دائما راااااااااااااائعه رااائعه رااائعه
الاروع هو حضوركـ عزيزتي
بجد قصه عجبتني
حمداً لله ذاكـ من ذوقكـ
ماشـــــــاءالله عليك غناتي
موفقه لكل خير
دمتي بود
شاكرة لكـ حضوركـ الطيب
ربي لا يحرمني من نور اطلالتك
ودعواتكـ الطاهرة كطهر قلبكـ
دمتِ عزيزتي بجمال روحكـ
ورد الياسمين
12-09-2008, 06:05 PM
( 3 )
" حتى في نفسه "
كان الوقت ليلاً ..
والأجواء صامتة ..
بهدوء خاشع استسلم لظلمة الليل ..
يقطع سكون الصمت أصوات متقطعة من الجنادب المعروف بـــ " مناوس الليل " ..
وكانت السماء تطل حالكة العتمة ..
لكن بين نجومها نجوم متقدة ..
ماهي إلا أضواء ناس قاموا يضيؤن كشموع الليل بينما الناس نائمون ..
من بين هذه الشموع عمار الخير
كانت سجادته خضراء ..
رسم عليها صورة لحرم النبي الكريم
" صلى الله عليه وآله"..
جلس عليها بخشوع .. مطأطئ الرأس ..
تدور في يديه حبيبات من نور تربة أبا عبدالله ..
يعطرها بأنفاس من تسابيح الزهراء ..
فكأنما تلتقي روح الزهراء بنحرالحسين ..
كلما أدار السبحة وسبح الله ..
وكان القرآن عن يمينه ..
كحارس ينتظر أن يسل سيفه ..
حالما تتلى آياته في وجه كل شيطانٍ مريد..
وزين خده بلآلئ صنعت في لحظات ..
لامن حبات الرمال ..
لكن من حب الله ..
في هذه الأثناء..
لكن ..
في أجواء مغايرة ..
قطب إبليس حاجبيه ..
وهو ينظر إلى الوسواس الخناس ..
وأخذ يسير ذهاباً وأياباً ..
وهو يحك أظافره في جدار المعبد ..
تاركاً أثراً فيها ..
والوسواس الخناس ..
ينظر إليه وهو واقفاً في مكانه ..
الوسواس الخناس : أتقترح أن نعقد اجتماعاً لكل جندنا؟؟
إبليس: تريث .. تريث
الوسواس الخناس : ولِـمَ التريث ..
ليزيد إيمانهم .. ويكثر أتباعهم
إبليس: مابك؟ .. لم أعهدك أحمقاً متعجل...
الوسواس الخناس: إذاً ماذا تريد ؟
مابجعبتك ؟
إبليس: قلت لي ما إسمه؟
الوسواس الخناس : عمار ..
عمار الخير يلقبه أهل قريته لشدة إيمانه..
إبليس : إنه تحدي .. أَنتظرَهُ منذ زمن ..
فكما ترى لقد ماجت الأرض وضاجت فسادا ًبفضلنا ..
ومنذ فترة طويلة ..
لم نرتطم بموجة عاتية كهذا ههه العمار..
الوسواس الخناس: إذا تريدني أن ..
إبليس يقاطع : أريدك أن تقيس إيمانه بادئ الأمر ..
أريدك أن تعقد له كل عقده ..
وأن تكيد كل مكيدة ..
عن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته..
الوسواس الخناس : وحتى في نفسه .. لاتقلق مولاي..
إبليس : أوتعلم ماذا؟؟!
الوسواس الخناس: ماذا؟
إبليس: أريدك أن تذهب من فورك ..
الآن ..
فكما يقولون خير البر عاجله هههه....
الوسواس الخناس: أسعدتني..
في لحظات ..
في وقت أقل من لفظ كلمة ..
كان الوسواس الخناس ..
يقف خلف عمار في الغرفة ..
دار دورات كالمسعورحول عمار ..
يعاين الأجواء ومدى إيمانها وخطورتها عليه ..
ثم عاد واقفاً خلف عمار بينما كان يسبح ..
عمار رفع رأسه وكأنما أحسه ..
نظر نظرة حادة إلى يساره ..
فكأنما فطن إلى وجوده ..
عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
صرخ الوسواس الخناس .. وفرَّ هارباً ..
لكنه سرعان ماعاد ..
أحس عمار بهواء خافت مرَّ من بين أصبعه من جهة اليسار وهو يمسك المسبحة ..
نظر إليها فوجدها قد انعقدت ..
فصار من غير الممكن التسبيح بها..
عمار : عقد الله لسانك أيها الشيطان ..
أحكم قبضته على المسبحة ممسكاً بها بيده ..
عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
اللهم صلي على محمد وآل محمد ..
انحلت عقدت المسباح ..
فولى الوسواس الخناس هارباً ..
ومالبث أن عاد ..
فأحس عمار بريح خفيفة جداً..
عبرت من جهة اليمين من بين أصابعه ..
نظر إلى المسبحة ..
فوجدها قد انعقدت مجدداً..
عمار: تريد أن تطفأ نور الله أيها الشيطان ..
هيهات ..
إن الله متم نوره حتى لو أبيت ..
أمسك المسبحة وقبض عليها بيده ..
عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
اللهم صلي على محمد وآل محمد ..
انحلت عقدت المسباح ..
وبسرعة ماغادر الوسواس الخناس بسرعة ماعاد ..
الوسواس الخناس : سنرى الآن
فأحس عمار بريح خفيفة باردة ..
أتت جسده كله من الخلف ..
نظر إلى المسبحة ..
وإذا بها قد انعقدت ثلاث عقد..
عمار وبقلب كله يقين وإيمان بالله :
والله ما زعزتني ولا ثانية عن سويعات خشوعي ..
نظر الوسواس الخناس إلى عمار منتظراً مايفعل ..
لكن انتظاره لم يطول ..
عمار: إلهي بفاطمة وأبيها .. وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ..
إني أعيذ نفسي بك من الشيطان الرجيم ..
وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون ..
انحلت عقد المسباح مجدداً ..
هنا صرخ الوسواس الخناس ..
على إثر سهمين نوريين أتيا في صميم عينيه ..
ونشبت نيران من نوريه في أطراف ردائه ..
وغاب مباشرة في عمق الأرض ..
حتى صار تحت قدمي إبليس يتلوى ألماً كالفرخ الذي خرج تواً من بيضته ..
الوسواس الخناس : اللعنة عليه ..
اللعنة عليه .. مولاي اجعله يتوقف..
اجعل هذا الألم يتوقف ..
إبليس: تستحق ..
أن أجعل الألم يتوقف ..
تناول إبليس قارورة من قوارير المعاصي ..
وسكبها على الوسواس الخناس..
فنهض وكأنه لم يكن ..
إبليس: والآن أخبرني ما وجدت من عمار؟
الوسواس الخناس : وجدت أنه مؤمن لعين ..
قصة المسباح مقتبسة من قصة واقعية
.. المصدر ..
القصص العجيبة ..
... يتبع ...
أحلى زهر
12-10-2008, 03:26 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
بصراحه القصه هادفه جدا
يعطيك ألف عافيه
دمتي بخير
دمعة طفله يتيمه
12-10-2008, 10:34 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
رووووووووووووووووعه بكل معنى الكلمه
ربي يعطيك الف عافيه
الله لايحرمنا من جديدك
دمتي بود
اسير الضلام
12-10-2008, 10:11 PM
يسلممموووووووووووووووووو
ورد الياسمين
12-10-2008, 11:21 PM
أحلى زهر
دمعة طفلة يتيمة
أسير الظلام
يعافيكم يارب ويسلمكم
شاكرة لكم الحضور الطيب
دمتم بجمال ارواحكم
ورد الياسمين
12-10-2008, 11:30 PM
( 4 )
" ماالذي دفعه للهرب ؟"
بعد أن غادر الوسواس الخناس عمار ..
كان الليل أوشك أن يغص بظهور الفجر ..
نهض من على سجادته ..
وتهيأ كي يذهب إلى المسجد كعادته ..
ليفتح أبواب الخير مع بداية كل يوم ..
فجأة سمع طرقاً خافتاً على باب بيته ..
لكنه كان طرقاً سريعاً..
ينقطع لثواني قليلة جداً .. ثم يعود ..
توجه عمار إلى الباب في عجل وهو متعجباً ..
من عساه أن يكون في مثل هذا الوقت ..
عمار: من هناك
لم يلقى أي رد ..
سوى أن الطرقات أخذت تقوى
اقترب عمار من الباب ..
عمار بريبة : من .. من هناك
فتح عمار الباب ..
وإذا به يجد مهدي الصغير .. واقفاً مذعوراً ..
حافي القدمين ..
مرتدياً ملابس غير مرتبة .. بدا أنها ملابس النوم ..
وكان ينظر إلى عمار بعينين خائفتين غارقتين في بحورٍ من الدموع ..
وما إن فتح عمار الباب ..
حتى ألقى مهدي نفسه في حضن عمار بقوة ..
حتى أن عمار رجع خطوة إلى الخلف ..
من قوة دفع مهدي له ..
ثم أخذ يجهش في البكاء ..
عمار: مابك ياصغيري؟ طمئني ماذا حدث ؟
وما إن أنهى عمار كلامه ..
حتى رأى أبا مهدي مسرعاً نحوهما ..
وعلى وجهه ملامح ذعرٍ تفوق تلك التي على وجه مهدي..
أبو مهدي : الحمدلله
واندفع نحو مهدي وهو يلهث ..
وانتزعه من حضن عمار..
وأخذ يمسح على وجه وجسد إبنه وهو يلهث ..
وكان وكأنه يتفقده إذا كان جسمه سليماً أم لا ..
بينما كان عمار ينظر متعجباً ..
أبو مهدي: لماذا فعلت ذلك ياصغيري ..
لماذا هربت من المنزل ..
لماذا؟
ولم يزد سؤال أبومهدي إبنه إلا زيادة في البكاء ..
عمار: ماذا يحدث ؟ ماذا جرى؟
أبو مهدي: لا أعلم ..
كنت وأم مهدي نائمين ..
فجأة سمعت باب الطريق يغلق بقوة ..
نظرت من نافذة الغرفة .. وإذا أرى مهدي يجري يقطع الطريق ..
فتبعته مباشرة .. والحمدلله أنه جاء عندك ..
عمار : فعلاً غريب ..
اسمع ..
سأذهب إلى المسجد الآن ..
وعد أنت بمهدي إلى البيت ..
وسأمركم إن شاء الله بعد صلاة الصبح ..
لأطمئن عليه ..
أبو مهدي : نلتقي إذاً
حمل أبو مهدي إبنه .. وسار به عائداً إلى المنزل ..
بينما دس مهدي وجهه قرب كتف أبيه ..
ودموعه لازالت تنهمر متدافعه ..
وكأنما ضاقت بها عيناه ..
فلم يعد أمامها إلا أن تخرج متدافعه من عينه ..
دخل أبو مهدي إلى منزله ..
وكانت زوجته بانتظاره ..
وكانت كالذي مات ألف مره ..
لكن روحه لم تخرج منه .. وما إن رأت إبنها حتى انقضت عليه ..
تحضنه وتقبله ..
أم مهدي: ماذا حدث .. أين ذهب؟
أبو مهدي : ذهب إلى عمار ..
أم مهدي : عمار.. تقصد عمار الخير ؟؟
أبو مهدي : ومن غيره ؟
أم مهدي : لكن لماذا يذهب إلى عمار ..
ولم يأت إلينا ؟
أبو مهدي : لاأعرف المهم أنه بخير ..
أم مهدي : لا أدري ماالذي دفعه للهرب ..
في هذه الأثناء صدح صوت عمار بالأذان ..
وأرسل صوته عبقاً في الأجواء ..
مردداً نداء الخلود
" إن الله وملائكته يصلون على النبي"
أبو مهدي : حاولي أن تسأليه ..
لكن لا تلحي عليه يكفي مابه ..
والآن سأذهب للمسجد ..
وبالمناسبة سيأتي عمار بعد الصلاة ليطمئن على مهدي ..
بعد الصلاة ..
خرج عمار وأبو مهدي متجهين إلى منزل أبو مهدي ..
وأثناء الطريق تبادلا الحديث
عمار:برأيك ماالذي دفع بمهدي للخوف والهرب من البيت هكذا ..؟
أبو مهدي: لاأعلم .. كنت على وشك أن أسألك نفس السؤال ..
كما تعلم مهدي يقضي معظم وقته معك ..
عمار: فعلاً ..
لكنه لم يخبرني عن شيء قد يدفعه إلى الهرب من البيت ..
أبو مهدي: لكنه في الواقع لم يهرب ..
بل كان يقصدك .. جاء إليك ..
عمار : فعلاً ..
لقد حدثني أمس عن حلمٍ يتردد عليه وأنه يرعبه ..
أبو مهدي : لكن ..
لا أعتقد أن تكرر حلماً مخيفاً قد يدفع بطفلٍ إلى الهرب من منزله في وقتٍ متأخر ..
بل يقصد والديه ..
عمار : حقاً .. كلامك صحيح ..
في هذه الأثناء وصلا إلى منزل أبي مهدي
أبو مهدي : تفضل ..
فتح أبو مهدي الباب لعمار ..
فدخل عماراً إلى المنزل .. ثم مباشرة إلى المجلس من خلال باب خارجي ..
كان المجلس يوحي بالراحة النفسية ..
فعندما تدخل يقابلك لوحة ببرواز مذهب ..
كتب فيها
"اللهم صلي على محمد وآل محمد"
بخطٍ متشابك في بعضه ..
وعلى جدارٍ آخر توجد صورة من الصور التقريبية للإمام علي (عليه السلام) ..
وبالقرب من النافذة كانت مكتبة مشبعة بمختلف الكتب الدينية ..
اضافة إلى رائحة البخور ..
الذي يضفي على الجو نفساً طيباً ..
أبو مهدي : إسترح .. فأم مهدي تعد الإفطار ..
عمار: ليس قبل أن أرى وأطمئن على مهدي ..
أبو مهدي: للأسف ..
لقد استسلم للنوم بعد أن غادرنا في حجر أمه ..
والآن هو في الصالة نائم..
عمار : إذاً دعه نائماً ..
... يتبع ...
ورد الياسمين
12-10-2008, 11:40 PM
( 5)
" حان اللقاء "
إذا كان للشوق حدود فمهدي هو حدوده ..
وإذا كان للقلق مقياس فمهدي هو مقياسه ..
كم أرتاب وهو غارق في بحور من دموع العذاب والصمت ..
وأنا لا يسعني إلا أن أشاهد ..
ويداي مغلولتان ..
ونبضات قلبي تخفق معترضة ..
لكن لا ينالني منها سوى صوتها ..
ربما كان صوت الأسى ..
الذي يطلق دعاء يطير شغوفاً لسابع سماء ..
ويطرق أبوابها مستأذن بالدخول ..
.. ياإلهي ..
إحمي هذا الصغير ..
كانت كلمات تكلمها عمار مع نفسه ..
بينما كان جالساً على كرسيه في مكتبته ..
بعد أن وضع كتاباً مفتوحاً أمامه وكان ينظر إلى صفحاته ..
لكنه لم يكن يرى حروفه ..
كان يرى وجه مهدي في كل صفحه ..
وإذا به يسمع صوتاً مألوفاً ..
صوتاً كان بانتظاره ..
صوتاً آنسه وأحب سماعه ..
مهدي : جدي عمار .. كيف حالك؟
عمار نظر إليه نظرة أب لم يرى إبنه لسنين ..
أب أخذ منه القلق مأخذه .. حتى خنقه ..
فجاءت رحمة من السماء لتزيل عنه ذاك البلاء ..
عمار : إبني الغالي .. كيف أصبحت ..
هل أنت بخير الآن ؟
مهدي : أجل .. ماعدا..
عمار: قبل أن تخبرني .. قل لي ..
لست هارباً من بيتكم الآن أيضاً ؟
مهدي : كلا ..
أبداً فقد أخبرت أمي قبل أن أخرج ..
عمار : حسناً .. وهل أخبرتها لما هربت البارحة ..
فقد كانت غاية في القلق كما أخبرني والدك ..
مهدي : كلا .. فقد أخبرتني ألا أخبر أحداً ..
عمار : أنا أخبرتك ألا تخبر أحداً !!
مهدي : نعم
عمار: عن ماذا؟
مهدي : لقد أخبرتني ..
إذا رأيت مناماً مزعجاً ألا أخبر أحداً ..
عمار: وماذا رأيت يا صغيري ؟
أحنى مهدي رأسه للأرض ..
وبدا عليه ملامح القلق والخوف ..
مهدي : نفس الحلم ياجدي عمار ..
يتكرر ويتكرر لكن بشكل مختلف ..
عمار: وكيف بشكل مختلف ؟
مهدي : حبكت الحلم أني أكون مطارداً من ..
من شيء لكني أهرب ..
وفي النهاية ينال مني ..
عمار: أخبرني بالتفاصيل
مهدي : مرة أكون طائراً أحلق في السماء ..
وفجأة يأتي غراب يطاردني وهو يضمر لي الأذى ..
وأنا أهرب وأهرب لكن في النهاية ينال مني ..
ومرات أخرى ..
أرى نفسي مهراً أجري في مروج خضراء ..
ويأتي ضبع يطاردني وأهرب لكنه يتمكن مني في النهاية ..
لكن في المرة الأخيرة ..
حين أتيتك هارباً هي التي أفزعتني ..
عمار : يا إلهي .. وما كانت آخر مره ..
مهدي : لقد كنت أنا نفسي في الحلم ..
وكنت ألعب في أزقة حارتنا ..
وفجأة أظلمت الدنيا .. وهب غبار شديد ..
ومن بين الغبار .. جاء رجل .. رجل بغيض ..
لم أتبين ملامحه ..
وأحسست أنه يضمر لي الشر ..
فهربت بسرعة وهو لايزال يتبعني .. ويطاردني ..
هربت وهربت إلى أن أدركني وأمسك رأسي ..
وأخذ يضربه في الأرض مراراً ومراراً ..
كان مهدي يروي حلمه بانفعال ..
وكأنه يعاين فعلاً ماحدث ..
عمار: هل عانيت كل هذا ياصغيري ؟
مهدي : أوتدري ماالغريب في الأمر !!
عمار : ماذا؟
مهدي : أني أشعر بكل جرح .. بكل ألم يحدث في الحلم ..
لكن في نهايته ..
في نهايته أشعر .. وكأنما غار جسمي في ماء بارد ..
وكأنه يعيد لي روحي بعد أن تفارقني ..
هنا بدا على وجه عمار الخوف ..
مهدي: هل أنا بخير ياجدي .. هل سيصيبني مكروه ؟
عمار: لن يصيبنا إلا ما كتب الله ..
مهدي: هل يحبني الله ؟
عمار: أجل ياصغيري .. فالله سبحانه يحب عباده المؤمنين ..
فكيف وأنت طفل صغير ومؤمن ..
مهدي : إذا لِـمَ يريني هذه الأحلام ؟
عمار : ربما تكون تنبيهاً لك ..
وربما تكون ليست من الله ..
قد تكون شيطانية .. وقد تكون مجرد أضغاث ..
مهدي : حقاً
عمار : حقاً ..
والآن ماأريدك أن تقوم به ..
هو أن تخرج كل يوم صدقةً عن نفسك ..
وأن تقرأ المعوذات قبل أن تنام ..
ولا تنسى دعاء الحفظ ..
مهدي : حسناً ..
بعيداً وعميقاً ..
حتى ينتحر آخر شعاع نور من ضوء المشمس ..
وحتى يختنق آخر نسيم من الهواء ..
ولا تتبقى إلا راقصات من الظلمات العارية .. تتمايل بفتور على عتبات المعاصي..
الوسواس الخناس : مولاي وماذا قررت أخيراً بشأن اللعين ؟
إبليس : وماذا برأيك ؟
الوسواس الخناس : أن نسجر له كل الشياطين كل جيشونا ومردتنا ..
إبليس : مبتدئون .. فأنت الأفضل وقد رأيت ماصنع بك ..
الوسواس الخناس : إذاً ماالحل ؟
إبليس : لاتقلق ..
الوسواس الخناس : وكيف لا أقلق .. وأتباعه يزيدون كل يوم عن الذي قبله ..
إبليس: ليزيدوا ليزيد المرح ..
فما هي إلا أيام معدودة ..
ولا ترى لهم وجود أو عودة ..
نهض إبليس مختالاً متأهباً ..
وعلى وجهه إبتسامة مكر وسعاده ..
كأنما كان مستعداً للمغادرة ..
الوسواس الخناس : إلى أين ؟
إبليس : سأزور أحدهم .. زيارة خفيفة ..
فقد حان اللقاء ..
الوسواس الخناس : تقصد عمار الخير؟َ!
إبليس : ستعرف لاحقاً ..
واختفى إبليس في لمحة عين ..
وبقي الآخر في مكانه متسائلاً ..
.. إلى أين ذهب..
... يتبع ...
أحلى زهر
12-11-2008, 01:53 AM
بصرااحه القصه ولا أروع
بانتظار الجزء الشيق
ورد الياسمين
12-12-2008, 12:20 AM
بصرااحه القصه ولا أروع
بانتظار الجزء الشيق
هلا وغلا بكـ خيتو :
أحـــلى زهـــر
لاخلا ولا عدم من نور تواجدكـ الذي تتحفيني به
دمت عزيزتي بجمال روحكـ
ورد الياسمين
12-12-2008, 12:29 AM
( 6 )
" لمن النصر ؟!"
بين كلمات تصغي لسماعها الآذان ..
وتدمع لوقعها العيون ..
وتخشع لصداها القلوب ..
كلمات ليست كالكلمات العادية .. لأنها تواصل مع الله تعالى ..
كلمات تبقى تدق أبواب السماء بإلحاح مستميت ..
" إلهي يامن يعطي الكثير بالقليل .. إرحم من رأس ماله الدعاء وسلاحه البكاء " ..
أطلق عمار هذه الكلمات للسماء ..
وهو رافعاً رأسه من سجود ..
فسرت دموعه متسابقة أيها يبلل شيبة لحيته أولاً ..
دموع اليمين أم اليسار ..
رفع عمار يديه إلى السماء ..
عمار: إلهي ..
أنت أرحم من الأم على طفلها ..
ونحن رعاياك وفي أمانتك ..
فاحفظ رعاياك ياالله .. ولاسيما مهدي بحقك ياالله وبحق محمد وآل محمد ..
نهض من على سجادته كالمغصوب ..
الذي أرغم على مفارقة حبيبه ..
وكله شوق للعودة إلى أحضانه ..
ارتدى غترته ..
وكعادته نظر من نافذة غرفته للسماء للحظة وابتسم ..
توجه نحو عطر العود على المنضدة بجانب فراشه ..
وتعطر به ..
ثم أخذ عكازه ..
وخرج ليأذن لصلاة الفجر ..
أقفل عمار باب بيته ..
وسار بتمهل إلى المسجد ..
وتسابيحه تسبقه إلى المسجد ..
متسللة لتعلن بقوة كلمة حق ..
تبقى للأبد .. " الله أكبر " ..
بينما كان عمار يسير في الطرقات الخالية ..
لم يكن يسمع سوى صوت وقع نعله ..
وهمس خافت ..
هو صوت تسبيحه واستغفاره ..
هنا كانت أعين متربصة تنظر لعمار ..
تنظر والحقد يتطاير منها .. حتى أنه لو كان ناراً لأحرق الأرض بما فيها ..
لقد كانت عين المرجوم .. عين الكفر والتكبر ..
عين إبليس ..
أخذ إبليس يرصد خطى عمار بحذر ..
مراعياً ألا يحسه ولو لوهلة ..
وعندما عاين طريق المسجد .. سبق عمار في السير ..
فمسح بردائه الأسود على الطريق ..
فامتلأ حفراً من الطين .. وتنحى جانباً وأخذ يراقب ..
واصل عمار مسيره ..
حتى وصل بقرب حفرة من الطين ..
فداست رجله فيها مما أدى إلى اتساخ ثوبه ..
فقرر مباشرة أن يعود ليغير لباسه ..
ابتسم إبليس ظناً منه أنه انتصر ..
لكنه مالبث أن سمع صوتاً ذب الرعب في كل خلية من خلايا جسده ..
حاول الهرب لكنه لم يقدر ..
وكأنما ثبت في مكانه ..
الصوت : أتعتقد أنك انتصرت .. أنتظر وسترى لمن النصر ..
وإذا به يرى عمار قد غيّرَ ملابسه وعاد ..
استشاط غضب اللعين .. وأصر إلا أن يثني عمار عن الذهاب للمسجد ..
الصوت : لقد غفر الله لعمار ماسبق وتقدم من ذنوبه ..
جزاءاً لعمله والله يجزي المحسنين ..
عندها فار غضب اللعين ..
وزاد حفر الطين في طريق عمار ..
فداس عمار في حفره .. واتسخت ملابسه .. فعاد أخرى ليغيّرها ..
فظن إبليس أنه استسلم ..
فأخذ يصرخ وهو ينظر للسماء ..
إبليس : لمن النصر الآن هاه .. لمن ؟
وليست إلا وهلة .. حتى عاد عمار ..
الصوت : إن الله متم نوره ولو كرهت .. لقد غفر الله لعمار وجيران عمار ..
وصل الغضب بإبليس درجاته ..
حتى وكأن عيناه جحظتا من مكانهما ..
بينما عمار واصل سيره ..
فرأى رجلاً واقفاً في أحد الزوايا أمامه ..
ويحمل مصباحاً ..
وهو ينظر لعمار بغضب ..
عمار : من أنت ياهذا .. وماذا تفعل في هذا الوقت ؟
تقدم الرجل منه .. وهو صامت ..
وهو ينظر إليه بنظرات مباشرة .. من العين للعين ..
الرجل : خذ .. خذ هذا المصباح ..
ومدَّ المصباح نحو عمار فأخذه ..
عمار باستغراب : ولماذا المصباح ؟
الرجل : حتى ترى حفر الطين في طريقك فلا تقع فيها ..
عمار: وما أدراك ؟
الرجل : حين وقعت أول مره ..
وعدت وغيّرت ملابسك .. ثم رجعت للمسجد غفر الله لك كل ذنوبك ..
وفي الثانية غفر الله لك ولجيرانك ..
وخشيت أن تقع وتعود ثالثة ..
فيغفر الله لآهل قريتك جميعاً ..
فيذهب عملي هباءاً ..
عمار : وكيف عرفت كل هذا ..؟؟
الرجل : ليس صعباً على من أخرج أباك آدم من الجنة أن يعرف هذا ..
عمار : أتقصد أنك إبليس ..
الرجل : أجل أنا هو ..
وسنرى يا عمار من سينتصر ..
فما هذه إلا البداية ..
وإن لم أتغلب عليك فالتغلب على من حولك أسهل ..
وسنلتقي قريباً ..
قريباً جداً .. أعدك ..
وابتسم إبتسامة خبث ..
واختفى وكأنه لم يكن ..
وواصل عمار طريقه إلى المسجد ..
وحرر الأذان في كفوف الريح .. لتنقله إلى الآذان الموالية ..
ليبقى أذاننا حبل صلة بيننا وبين الله .. وبين أهل البيت ..
قصة إبليس والعبد الصالح مقتبسة من قصة واقعية على لسان السيد الفالي حفظه الله
... يتبع ...
ورد الياسمين
12-12-2008, 12:39 AM
( 7 )
" فبعزتك لأغوينهم أجمعين "
لو كان في تلك اللحظات ينبوع للغضب ..
لكان هو ..
كاد أن يسمع صرير أسنانه في بعضها ..
لشدة غيظه ..
كما كان يضرب أخماساً في أسداس ..
وهو يتمتم بصوت منخفض ..
إلى أن قاطعه الوسواس الخناس..
الوسواس الخناس : إذن .. إلى أين كانت زيارتك؟
إبليس : اللعين .. اللعين ..
لم يُجدي معه أعلى درجات مكري ..
لقد وصل إلى درجات المؤمنين .. الذين يحفظهم الله ويعصمهم منا معشر الأباليس ..
الوسواس الخناس : حقاً ! .. وماذا حدث ؟
روى إبليس ماحصل .. بينه وبين عمار ..
إلى الوسواس الخناس ..
وكأنه بئر مملوء بالغضب ..
وكأنما كان يعيش الوضع من جديد ..
الوسواس الخناس : من حسن حظك أنك وليت الأدبار ..
وإلا أبلاك بفيض من الملائكة .. ورماح وأسهم النور ..
إبليس بغضب وهو يلطم يداه ببعض :
من حسن حظي ..
أجل ..
من حسن حظي ..
لكن إعلم أيها الوسواس الخناس ..
أن هذه ليست نهاية المعركة ..
والحرب كـرٌّ وفر ..
وإن لم أقوى على عمار ..
فمن حول عمار ..
كالعجين بالنسبة لي أشكلهم كيفما أريد ..
الوسواس الخناس بغبطة : هذه أخبار جديدة لم نعلمها .. لكن لا تستخف بأتباعه يامولاي ..
إبليس : لاتقلق .. سأعدّ لهم العدّةَ من كل صوب حتى أفتك بهذا العمار ..
الوسواس الخناس : وما دوري يا سيدي
إبليس : في الوقت الحاضر ومن لحظتك ..
جلَّ ما أريد منك ..
أن تجمع أكبر وأخبث الشياطين ..
وتعدّ لي جيشاً لا كان ولا سيكون له في المثل ..
أريد أن تسكن المعصية أرجاء المعمورة ..
أريد من الفسق أن يمشي منتشياً بين مايبني البشر ..
وكأني أرى الفتنة ترقص بين البشر وهم في غيهم يعمهون ..
وأنت خير من يعلم بقسمي ..
الوسواس الخناس : فبعزتك لأغوينهم أجمعين ..
إبليس : من الجنة والناس ..
والآن إذهب .. وحالما تجمعهم ..
أعلمني فقط ..
الوسواس الخناس : في الحال
وماهي إلا لحظات ..
حتى تجمهر في قاعة محراب إبليس .. آلاف من الشياطين والمردة ..
فأخذ إبليس ينقل نظره بينهم وكأنه يحصيهم ..
وقف منتصباً من على عرشه .. ومشى خطوات قليلة ..
وهو حانياً رأسه يفكر ..
الوسواس الخناس : مارأيك
إبليس : جيد .. جيد
استقبل إبليس الجيش الذي أمامه .. وخطب فيهم
إبليس: تعلمون يا أبنائي ويا أتباعي ..
أني نذرت على نفسي قسماً قديم .. قديم جداً ..
ومنذ ذاك اليوم وأنا أعيش لأجله .. لأجله فقط ..
وهو الغواية ..
قد أقسمت بعزة الله أن أغوي الجميع من الجنة والناس ..
.. وفعلاً ..
حققت ذلك .. ليس لوحدي ..
لكن بمساعدتكم ..
وملأنا الأرض ظلماً وجوراً ..
كما ملأت قسطاً وعدلاً بدين محمد ..
فأحسنتم صنيعاً وعملاً ..
لكن هناك من قوي إيمانه .. واشتد ساعده ..
وهو كالمنارة يهدي من حوله من الناس ..
بل معظمهم وأوشك أن يذيع صيته ..
ويدمر ما أنجزناه ..
.. اسمه عمار ..
حتى أن أهل قريته .. يلقبونه عمار الخير ..
حتى إني ذهبت وكدت له بنفسي ..
فلم أفلح ..
بل حول كيدي إلى صالحه ..
فما أريده منكم .. أن تدمروا ما أنجز هو ..
وتكيدوا للناس حوله..
وأهل قريته فرداً فرداً .. كبيرهم وصغيرهم .. رجالهم ونساؤهم ..
انصبوا لهم حتى حين يشربوا الماء ..
والآن انصرفوا مباشرة .. إلى هناك وساحة معركة البداية هي الأسواق ..
والراية بيد قائدكم الوسواس الخناس ..
انحنى جميع الشياطين لإبليس ..
وذهبوا في الحال ..
كان صوت تقليب صفحات الكتاب بين يدي عمار ..
كهمس جميل في أذني مهدي ..
كان واقفاً بباب المكتبة لايعمل شيئاً ..
فقط يتأمل عمار .. مع ابتسامة خفيفة تعلو ثغره ..
فحانت إلتفاتة من عمار فرآه ..
عمار : منذ متى وأنت هنا يا صغيري ؟
مهدي : ليس طويلاً ..
عمار : ولماذا لم تدخل ؟
مهدي : أردت أن أفاجئك فقط .. كما أني لم أرد أن أقاطعك حين رأيتك منهمكاً في الكتاب ..
عمار : إن رؤيتي لك كل يوم ياصغيري هي أجمل مفاجأة ..
مهدي : وما تقرأ .. ياجدي عمار ؟
عمار : هذا الكتاب ياصغيري يتحدث عن أسباب الغيبة الصغرى والكبرى
للإمام الحجة (عجل الله فرجه ) ..
مهدي : ولماذا هو غائب ؟
عمار : هذه حكمة يريدها الله ..
لكن حين يحين الوقت سيظهر ..
وسيملأ كل هذه الأرض التي تراها والتي لاتراها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ..
فادعوا الله أن يرزقك حضور ذاك اليوم ..
وأن تكون من أنصاره ..
مهدي : حقاً .. أتمنى لو يحصل ذلك ..
في هذه الأثناء ..
وصل صوت مشاجرة إلى مسامع عمار ومهدي ..
فخرجا على عجل من المكتبة ..
... يتبع ...
دمعة طفله يتيمه
12-13-2008, 11:32 AM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
مـــــــــــــ شاءالله ــــــــــــــا
قصه اكثر من روووووووووووووووووعه
غييير عن الباقي
بجد عجبتني واااااااااااااااايد
في ميزان حسناتك غاليتي
وحوائج مقضيه بحق الحبيب محمد وآل محمد
ربي يعطيك الف عافيه
دمتي بود
موفقه
ورد الياسمين
12-13-2008, 11:29 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
مـــــــــــــ شاءالله ــــــــــــــا
قصه اكثر من روووووووووووووووووعه
غييير عن الباقي
نعم تختلف ولأنها هادفة حبذت ادراجها
لتعم الفائدة
بجد عجبتني واااااااااااااااايد
ذاك من جمال ذوقك
في ميزان حسناتك غاليتي
وحوائج مقضيه بحق الحبيب محمد وآل محمد
وانتم كذلك بوركت وبورك دعائك الطاهر
ربي يعطيك الف عافيه
يعافيك ويسلم قلبك الطاهر كطهر روحك
دمتي بود
موفقه
شاكرة لك توقفك بصفحتي
وما انحرم تواصلك يا كل الغلا
دمتِ بجمال روحك
ورد الياسمين
12-13-2008, 11:42 PM
( 8 )
" زمن المال والجشع "
كان شخصاً ممتلىء الجسم ..
في الأربعينات ..
يرتدي ثوباً يزهو بياضاً ..
ونعلاه يرى فيهما لمعاناً .. لشدة نظافتهما ..
وكان يمسك في يده اليسرى ملفاً ..
بينما كان يرتدي في يده اليمنى .. خاتماً فضياً مزين بفص ياقوت ..
كما كان وجهه قد تحول أحمراً لاشتداد الغضب فيه ..
وكأنما كل دم جسمه قد تجمع في وجهه ..
بينما كان يقابله شاب نحيف .. في الثامنة عشرة ..
كان يرتدي مايلبس تحت الثوب ..
كما أن ملابسه كانت متجعدة ..
وكان يجلو على وجهه ملامح البؤس والعناء ..
وكأنها قد حولته من شاب في مقتبل العمر ..
إلى عجوز على شفير القبر..
اسم الرجل .. أبو عيسى ..
والشاب هو أحمد..
وكانا هما من ارتفع صوت شجارهما..
أبو عيسى : إستمع إليَّ جيداً يا بني ..
لقد مضى الآن شهران على موعد الدفع ..
وأنت لازلت تماطلني ..
أحمد : أقسم لك بانني لا أماطل ..
وقد أخبرتك مسبقاً .. ما إن أملك المال وإن شاء الله قريباً جداً سأسدد لك ..
وأنت خير من يعلم بالحال ..
أبو عيسى : وتقول لا تماطل ..
إذن ماتسمي هذا .. هل أنا طفل أم أحمق بنظرك !
أحمد : ومن قال ذلك يا سيدي ..
فقط أعطني شهراً ..
شهراً .. واحد ..
واستر عورة أهلي بهذا البيت ..
أبو عيسى: إسمع جيداً ..
لقد صبرت عليكم كثيراً ..
وقد بلغني أن أساسات البيت قد اهترأت ..
نتيجة لإهمالكم وقلة اهتمامكم بالمنزل ..
أحمد : صدقني أننا نهتم في المنزل ..
فهو المكان الذي نعيش فيه .. فكيف لا نهتم به ..
لكنها الجرذان قد ملأت المنزل ..
ولانعرف سبيل ولا نملك المال للقضاء عليها ..
كما أنها مسؤليتك ..
فأنت لم تخبرنا حين وقعنا العقد ..
أننا سنشارك العيش في المنزل مع جرذان ..
أصغر واحد منها بحجم القط الصغير ..
أبو عيسى : وأنت لم تخبرني حين وقعت العقد .. أنك ستماطل في الدفع ..
هنا أقبل عمار ..
وشق تجمهر الناس حول المشاحنة ..
وأخذ يدعوهم إلى التفرق حتى انفضوا ..
مشى عمار صوبهما ..
بينما كان مهدي ممسكاً بتلابيب ثوبه ..
وهو ينظر بارتياب..
عمار: صلوا على محمد وآل محمد ..
الجميع : اللهم صلِ على محمد وآل محمد
عمار: ماالقضية ؟
أبو عيسى : هذا الشاب .. أجرته وأسرته هذا المنزل ..
والآن مضى أكثر من شهران على موعد الدفع ..
وهم لايزالون يماطلون
أحمد : والله ياعمار أني لا أماطل ..
وهو يعلم بحالتي المادية جيداً ..
حتى أنها المرة الأولى التي أتأخر فيها عن الدفع منذ ثلاث سنين ..
لكن لا أعلم ..
يبدو أن أبا عيسى مصممٌ أن يزُجَّ بي وأسرتي إلى الشارع ..
أبو عيسى : ناهيك عن التخريبات ياشيخ عمار التي أحدثوها بأساسات المنزل ..
أحمد : وكيف نحدث ضرراً بأساسات المنزل .. أنت تعلم جيداً أنها الفئران ..
عمار : حسناً .. حسناً ..
مارأيك يا أبا عيسى أن تعطيه شهراً واحداً كما طلب ..
وأنا أكفله لك ..
أبو عيسى : شهر واحد .. ومن أين آكل أنا وعيالي ..
عمار: أعذرنا يا أحمد ..
لكن أريد أن أكلم أبا عيسى على انفراد ..
فادخل إلى بيتك .. واطمئن ..
خير إن شاء الله ..
أمسك عمار بيد أبو عيسى برفق ..
ومشى معه إلى المكتبة ..
وبرفقتهما مهدي ..
ودخل الجميع إلى الداخل ..
عمار: اسمع يا أبا عيسى .. لأكون صريحاً معك ..
أبو عيسى : قل يا شيخ
عمار : الجميع ..
وأقصد جميعنا ..
يعلم أن لك من العقارات ما يقارب الثلاثون منزلاً ..
وكلها وبحمد الله مؤجرة ..
ناهيك عن دكانك ..
والذي هو أيضاً الزبائن تقبل عليه يومياً ..
أبو عيسى باستنفار : وماذا تريد أن تقول
ياشيخ ؟
عمار : وما تنفقوا من شيء تجدوه عند الله أعظم ..
أبو عيسى : وضّح أكثر ياشيخ ..
عمار: تبرع بالبيت لعائلة أحمد ..
فأنت تعرف أنه شاب يتيم ..
وقد قام بأمه .. وأخوته منذ نعومة أظفاره ..
فهل تريد أن يكون هذا جزاؤه من المجتمع ..
في أجزاء أقل من الثانية ..
كان هناك شيطاناً يقف خلف أبو عيسى ..
لكن أين للعين البشرية أن ترى ..؟
الشيطان : تتبرع له ..
ثم يطمع باقي المؤجرون .. ويأتون عماراً ..
ليكلمك أن تتبرع ببعض المنازل الأخرى ..
وما يدريك ..
لعلهم حتى يجبروك أن تعطي لهم الطعام مجاناً من دكانك وذلك بحجة الفقر ..
وثم ينفذ مالك وتصبح فقيراً مثلهم ..
وما إن أنهى الشيطان كلامه ..
حتى لكز أبو عيسى بإصبعه في ظهره ..
فوقف أبو عيسى غاضباً ..
أبو عيسى : ماذا تقول .. ومن قال لك يا شيخ أني متُّ وصارت أملاكي تورث ..
ولمن للغريب ؟؟
عمار : يا أبا عيسى إهدأ إنه ليس الا اقتراح .. أولسنا نسير على منهاج أهل البيت ..
أبو عيسى : بلى
عمار : أوليس أهل البيت يطعمون الطعام ..
على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ..
حتى وهم لا يملكون ما يسد رمق جوعهم ..
وأحمد وأسرته يتامى ..
فاافعل بهم خيراً .. يجزيك الله به أضعافاً ..
الشيطان : هذا الكلام سابقاً ..
لا يخدعك هذا العجوز الخرف ..
فنحن في زمن المال والجشع ..
وما إن تهبهم المنزل .. حتى يطمعون في البقية ..
وهنا دفع الشيطان أبو عيسى بيده ..
فسار أبو عيسى متجهاً خارج المكتبة ..
ثم توقف عند الباب
أبو عيسى : إسمع جيداً ياشيخ عمار..
إما يأتيني غداً بايجار المنزل ..
وإلا فليخرج و وأهله .. و لا يهمني إلى أين ..
ثم سار منطلقاً ..
يتخبطه الشيطان إلى دكانه ..
بعد أن خرج أبو عيسى ..
أطلَّ مهدي على وجه عمار بتساؤل لوهله ..
ثم قال :
مهدي : جدي عمار .. تبدو قلقاً
عمار : فعلاً .. ياصغيري ..
لكن لا تشغل بالك
مهدي : أليس هذا الرجل ظالماً ..
عمار : لاتصدر أحكاماً سريعة على الأشخاص ..
فربما كان غاضباً فقط .. وعندما يهدأ سيعود لرشده ..
أتعلم يا صغيري ..
أن أبا عيسى .. لم يكن كما رأيته الآن في الماضي ..
مهدي : حقاً
عمار : حقاً .. لقد كان شاباً مقتدراً ..
ليس غنياً ولا فقيراً ..
وأسس نفسه يوماً بعد يوم ..
حتى صارت عنده هذه الأملاك .. لكن أتعلم ماذا غيره ..
مهدي : ماذا ياجدي عمار؟
عمار : المال .. المال يا صغيري .. إما أن يسعد صاحبه وإما أن يتعسه ..
مهدي : وماذا صنع بأبي عيسى ..
عمار: أتمنى ألا يتعسه ماله ..
ثم استطرد عمار
عمار : مهدي صغيري .. أتعلم لماذا أبقيتك معنا أثناء النقاش ..
مهدي : لأنك تحبني
عمار : فعلاً .. لكن هناك سبباً آخر أيضاً ..
مهدي : وما هو؟
عمار : أردتك أن تشهد ماحصل كي تتعلم ..
أريدك أن تنشأ رجلاً في جسد رجل ..
مهدي : كيف ذلك ؟
عمار : إن شاء الله ستكبر لتصبح رجلاً ..
والرجل ليس بالمظهر فقط ..
لكن الرجل من كانت أعماله .. أعمال الرجال
مهدي : سأكون كذلك ياجدي عمار ..
ربت عمار بيده على رأس مهدي ..
ونظر إليه بعطف وابتسم ..
ثم خرج من المكتبة .. وتوجه إلى بيت أحمد
مهدي : إلى أين ياجدي عمار؟
عمار: راقب وسترى
... يتبع ...
ورد الياسمين
12-13-2008, 11:49 PM
( 9 )
" الضمائر النائمة "
سار عمار ..
وهو ممسكاً بيد مهدي إلى بيت أحمد ..
الشمس أوشكت على المغيب..
وكانت هناك هبات من الهواء الحار تارة ..
والبارد تارة ..
مما يجعل قطرات من العرق تنزل من على الجبين وتتبخر سريعاً ..
حتى وصل إلى باب بيت أحمد ..
أو بالأحرى بيت أبو عيسى المؤجر..
ودق جرس البيت ..
فتح الباب بصعوبة .. مصدراً صوتاً خشناً ..
يدل على أن الباب قديم كقدم البيت ..
وأطل من خلفه أحمد ..
عمار: السلام عليكم
أحمد : وعليكم السلام .. مرحباً بعمار الخير ..
عمار : كيف أمسيت يابني ؟
أحمد : بخير .. نحمد الله
عمار : إسمع .. لقد كلمت أبا عيسى .. وقد كان جافياً .. لكن هناك حلاً أخيراً ..
أحمد بحماس : وماهو ؟ أنا مستعد لصنع أي شيء ..
لا أهتم لنفسي ..
لكن لأمي وإخوتي أين يذهبون لو خرجنا..
عمار : لقد أعطاكم أبو عيسى مهلة .. حتى الغد ..
أحمد مقاطعاً : ماذا ؟؟
حتى الغد فقط ..
عمار : كن صبوراً يا بني ..
وأنا سوف أعطيك ما معي من مال ..
آمل أن يغطي ايجار البيت ..
بالمناسبة بكم ايجاره؟
أحمد : ياليت لو أن ايجار البيت يستحق وضع البيت ..
إنه أربعة عشر ألف في السنة ..
عمار : ما معي لا يغطي حتى نصف المبلغ ..
لكن لا تقلق ..
بعد صلاة المغرب ..
سأدعو أصحاب القلوب الرحيمة .. ليمدوا لك العون ..
أحمد : لكنك تعرف أني لا آخذ الصدقات ..
وليست إلا فترة ضيق أمر بها ..
شدة وستزول ..
لكن هذا الجشع يأبى أن يعطيني فقط شهراً واحداً ..
إنه شهراً واحداً يا عمار ..
عمار: ليست صدقات .. إنها مساعدة منَّا من أهل حارتك ..
وأهلك ..
وليس إلا وقت ضنك تمر فيه ..
يمكن أن يحدث لأي أحد منا ..
وضع أحمد يده على فمه ..
وأطرق رأسه إلى الأرض ..
لوهلة يفكر .. واختنقت العبرات في عينيه ..
أحمد : أتعلم لو كان أبي على قيد الحياة ..
عمار: أعلم ..
أعلم لكانت الحال مختلفة ..
لكنها الدنيا يا بني ..
وإن توفي أباك .. فأنا أباك ..
وكل رجل صالح هو أب لك ..
لا تحزن يا بني هذه سنة الحياة ..
رخاء وشدة ثم رخاء ..
ستفرج .. صدقني
أحمد : أترى ذلك ياعمار ؟
عمار : نعم .. ونحن جميعاً أهلك ..
ومادمنا نستطيع المساعدة سنساعد..
والآن يجب أن أذهب إلى المسجد ..
أستأذنك يا بني ..
وتوكل على الله ..
أحمد : لاحول ولا قوة إلا بالله ..
بعد صلاة المغرب ..
أستعطف عمار أصحاب القلوب الرحيمة ..
بدعوتهم إلى التقرب إلى الله .. بمساعدة أحد البيوت ..
فلم يبخل أهل الحارة ..
وجمع مبلغ من المال .. وبعد أن تفرق الناس ..
بقي عمار وأحمد في المسجد ..
وأخذا يعدان المال ..
أحمد : أرأيت ياعمار .. قلت لك أنها قد تعسرت ..
عمار : لاتقلق .. فكم بحوزتك ؟
أحمد : ألفان وخمس مئة .. وأنت ؟؟
عمار: ألف .. إضافة إلى ذلك .. رأس مالي .. وهو حول الأربعة آلاف ..
أحمد : إذن المجموع هو حول الستة آلاف وخمس مئة ..
هذا بالكاد يغطي نصف المبلغ ياعمار ..
عمار: سأكون غداً صباحاً معك ..
وآمل أن يكون الرجل قد عاد إلى رشده ..
وإن شاء الله ..
سأحاول إقناعه بأن يقبل بنصف المبلغ إلى نهاية الشهر الذي تريده ..
وسأكفلك عنده أيضاً .. فما رأيك ؟
أحمد : وهل بقي لي خيار ..
كما ترى ياعمار ..
لن أنسى لك ذلك ماحييت
عمار : لاتقل ذلك يا بني فهذا واجبنا نحوك ..
والآن إذهب إلى بيتك وطمئن أهلك واسترح ..
فأمامك يوماً طويل بالغد ..
أحمد : نعم إنه كذلك ..
إنه وقت نشاط عملكم ..
الآن هو الليل ..
لاأريدكم أن تبحثوا عن العيون النائمة ..
لكن ابحثوا في الضمائر النائمة .. بعثروا كل قلب ونفس ..
ادخلوا في خلجات كل واحد ..
وأشعلوا الرغبات الدفينة ..
فهذا هو وقتنا .. معركتنا ..
هيا .. انطلقوا ..
هكذا أثار خطاب الوسواس الخناس حماس الشياطين ..
فانطلقوا بلا هوادة كالمجانين ..
كما النار التي تركت لتنتشر في الهشيم ..
هكذا كانوا ..
فاختار كل واحد منهم .. ضحية من أصحاب الأنفس الضعيفة ..
وابتدأت الحرب ..
فالذي كان من أبي عيسى ليس إلا البداية ..
في فجر اليوم الثاني ..
لم يستيقظ أهل الحارة على صوت أذان عمار الرخيم كما اعتادوا ..
لكن استيقظوا على صوت قرع قوي مدوّي .. على أحد أبواب البيوت ..
مع صوت صراخ رجل ينادي بأعلى صوته ..
وكأنه يريد أن يسمع القاصي والداني بما يقول ..
لقد كان أبو عيسى يطرق على باب أحمد ..
وهو يصرخ
أبو عيسى : أخرج أيها اللص !!
فتح أحمد الباب ..
وبدت ملامحه مخلوطة بملامح النوم والذعر ..
وإذا به يفاجأ بحجر متوسط الحجم ..
يصطدم بجبينه ويشجه ..
وأخذ دمه ينهمر .. متحرراً من جبينه بلا توقف ..
.... يتبع ....
ارسم العشق
12-13-2008, 11:53 PM
ماشاء الله تبارك الرحمن
قصه رووعه
ورد الياسمين
12-14-2008, 11:52 PM
خيتي ارسم العشق
شاكرة لك حضورك الطيب
دمتِ بجمال روحك
المضاءة بحب آل البيت
ورد الياسمين
12-15-2008, 12:03 AM
( 10 )
" لا يزال يقاوم "
مع وصول أول شخص من أهل القرية إلى مصدر الصوت ..
كان أبو عيسى ..
آخذاً بعنق أحمد يخنقه .. وهو مستلقٍ على الأرض ..
بينما أهل أحمد .. يصرخون طالبين للغوث ..
فاندفع الرجل حول أبو عيسى .. ودفعه من فوق أحمد ..
فشهق شهقة كادت أن تخرج روحه معه ..
وأجلسه يساعده على التنفس ..
لقد كان الرجل أبو مهدي ..
أبو مهدي : هل فقدت عقلك ..
أتحاول أن تقتل شاباً ضعيفاً في عمر أولادك ..
ماذا حصل لك ؟
أكلُ هذا بسبب المال ؟
أبو عيسى : ليس المال فقط ..
هذا اللص يستحق الموت ..
فلم يكتفي فقط بعدم دفع الايجار ..
بل وسرق دكاني ..
تستطيع أن تذهب وترى بنفسك
في هذه الأثناء ..
بدأ أهل الحي بالتجمع .. ومن بينهم عمار ..
الذي أقبل نحو أحمد مسرعاً ..
عمار: أنت تنزف ؟؟ ماذا حدث ؟!
لم يكن أحمد في حالٍ تمكنه من الكلام ..
فرد أبو مهدي
أبو مهدي: لولا أني تدخلت لكان أحمد مقتولاً الآن ..
على يد أبو عيسى
هنا علا تهامس الناس .. واستنكارهم للأمر !!
عمار: ماذا تقول .. يقتله !!
أبو مهدي: أجل ..
لقد كان آخذاً بعنق الفتى المسكين يخنقه ..
لولا رحمة الله لَأجهزَ عليه ..
ولم يرحم لا توسل أمه ولا صياح اخوته ..
أبو عيسى : يستحق الموت هذا اللص الوقح ..
عمار: وافترض أنه لص .. اللص لايقتل ..
أبو عيسى : لكن هذا يقتل لأنه وقح ..
لم يكتفي بعدم دفع الايجار ..
بل وسرق دكاني ..
والآن أريده أن يدفع مبلغ الايجار ..
ويعيد المال المسروق ..
وأن يخرج من بيتي من ساعته ..
اضافة اني سأتقدم ببلاغ إلى الشرطة ..
أبو مهدي : اتقي الله يارجل .. ليسوا إلا أيتام ..
أبو عيسى : ليسوا إلا لصوص ..
عمار: وما أدراك أنه هو من سرق ؟
هل رأيته ؟!
أبو عيسى : لم أره ..
لكن من البديهي أن يعمل ذلك ..
كي ينتقم مني هذا التعس اللعين ..
عمار: أرجو أن تبقى محترماً يا أبا عيسى ..
فلا يكفيك أنك تهجمت على الرجل .. وحاولت قتله ..
واتهمته ..
وأخرتنا عن وقت صلاة الفجر ..
الآن ترميه بالألقاب ..
كن حليماً ..
أبو عيسى : لا تقلق ياشيخ ..
سترى كم أنا حليماً في مركز الشرطة ..
وأريده خارج منزلي حين أعود ..
وإلا سيخرج هو وأهله بالقوة ..
وسَأزُجّ بأغراضه إلى الشارع ..
وله وقت حتى الثالثة عصراً ..
انصرف أبو عيسى وهو يلهث ..
كأنه يبحث عن أي ذرة أكسجين ليتنفسها ..
وكأنما الشيطان الذي سخر له ..
كان يتنفس كل الهواء الذي يتنفسه هو ..
تعاون رجل مع أبو مهدي في حمل أحمد إلى سيارة .. وأخذوه إلى المستشفى ..
بينما عاد عمار إلى منزله ..
وجهز نفسه للصلاة ..
وذهب إلى المسجد وأذّن ..
كان ذلك ..
هو أول يوم يؤذّن فيه أذان الصبح متأخراً ..
حمل إبليس أحد قوارير المعاصي ..
أتى له بها الوسواس الخناس ..
وأخذ يتأملها .. وهو مبتسم ..
بينما كان مستلقياً على جنبه ..
وإحدى قدميه موضوعة على ذراع عرشه ..
بينما الأخرى متدلية تلامس الأرض ..
وأخذ يضحك ضحكاً متقطعاً..
إبليس : ههه .. هه .. أقلت لي أن هذه من أبي عيسى ؟
الوسواس الخناس : أجل .. لقد كان سهلاً جداً ..
حتى أن من اهتم به أضعف شيطان في جيشنا ..
وما هذه إلا بداية الغيث ..
إبليس : حقاً .. هذه بداية الغيث ..
لكن حين يأتي الغيث ..
أنا من سأقصم ظهر عمار ..
وأخذ يواصل الضحك..
وهو ينظر إلى القارورة بسرور ..
مع ظهور أول شعاع شمس ..
كان عمار بجانب سرير أحمد في المستشفى ..
الذي كان رأسه ملفوفاً بلفاف أبيض ..
ويظهر على سطحه بقعة دم حمراء ..
عمار : كيف تشعر الآن ؟ كيف جرحك ؟
أحمد : جرح رأسي لا يألمني يا عمار ..
الذي يألمني جرحٌ هنا ..
وأشار نحو قلبه .. وأشاح بوجهه عن عمار..
وانحدرت على خده دمعة حارة ..
لو وقعت في بحر لبخرته .. لحرقة قلب أحمد ..
مسح دمعته ..
ثم أعاد النظر إلى عمار ..
أحمد : لقد أهانني ..
وضربني أمام الملأ .. وأمام أهلي ..
أنا لست لصاً يا عمار ..
لست لصاً
عمار : أصدقك يا بني ..
وأنا متيقن كل اليقين أنه لا يدٌ لك في ما حدث ..
أحمد : مؤكد أنه الآن في مركز الشرطة ..
وسيخرج أهلي من البيت ..
سيحدث ما خشيت حدوثه ياعمار ..
سيضيعني ويضيع أهلي ..
عمار: ماذا تقول يا أحمد ..
لن يضيع أحد منكم وأنا موجود ..
ستسكنون في بيتي
أحمد : وأنت أين ستذهب ..
عمار : لا تقلق علي ..
فأنا أستطيع أن أتكفل بنفسي ..
سأعيش في مخزن مكتبتي حالياً ..
وسأذهب من ساعتي إلى بيتك ..
وأخبر أهلك بأن يجهزوا أغراضهم لينتقلوا إلى بيتي ..
وسأساعدهم أيضاً
أحمد : لا أعلم كيف سأردُّ لك هذا الجميل ياعمار ..
عمار: لا تقل جميلاً.. إنه واجب علي
هنا أدار الوسواس الخناس وجهه لحائط الغرفة ..
واختفى وهو يقول ..
الوسواس الخناس : اللعين ..لا يزال يقاوم
... يتبع ...
ورد الياسمين
12-15-2008, 12:20 AM
( 11 )
" حصيلة اليوم "
إحساس بشع ..
تملَّـك أعماق نفسه ..
غمرات وخلجات .. من الشعور بالذنب ..
اعترت روحه ..
لأنه لم يقدر أن يعيل أهله ..
والدموع كانت تخنق عيناه ..
فلا تدع إلا انعكاسات مشوشة للعالم أمامه من خلال جفون بللها ألم عبراته ..
هذه كانت حال أحمد .. حين تركه عمار ..
على غير عادة ..
في الساعة العاشرة والنصف ..
كانت مكتبة عمار موصدة ..
كان عمار واقفاً عند باب بيت أحمد ..
بينما كان أخ أحمد الصغير ..
.. جعفر ..
يخرج أمتعة وأغراض أهله ..
فأقبل حاملاً حقيبة سوداء ..
ذات حجم كبير .. لها قفلان أحدهما مكسور ..
جعفر : انتهينا هذا آخر شيء ..
عمار : جيّد ..
الآن سنأخذ كل هذه الأغراض إلى منزلي ..
لقد استأجرت سيارة نقل ..
سننقل الأغراض أولاً .. ثم سنعود لنقلك وأهلك ..
مهدي: هل يمكنني أن أساعد ياجدي عمار ..
أرجوك .. أرجوك
عمار: بالطبع تستطيع ..
لكن هذه الأغراض ثقيلة كما ترى ..
ولن تقدر على تحريكها ..
استدار عمار بناحية السيارة ..
وأشار إلى العمال أن يحملوا الأمتعة .. ثم صعد معهم ..
تقدم جعفر نحو الشاحنة بسرعة ..
وأطرق وجهه إلى الأرض بخجل ..
جعفر: عمار..
عمار: نعم .. هل تريد شيئاً آخر يا بني ..
جعفر : لا .. لكن ..
لكن لا أدري كيف أشكر لك هذا الصنيع ..
عمار: لا داعي لأن تشكرني فنحن أهل ..
وإذا ساعدتكم اليوم ساعدتموني غداً ..
ولا تقلق أبداً ..
هل تريد شيئاً آخر الآن ؟
جعفر: لا .. شكراً لك ..
عمار: سأعود خلال نصف ساعة مع العمال ..
مهدي إبقى هنا مع جعفر ..
فكما ترى لا يوجد متسع في السيارة ..
مهدي: حسناً
عند االظهر ..
كان عمار قد أنهى الترتيبات كاملة ..
فانتقلت عائلة أحمد إلى بيت عمار ..
وعمار انتقل إلى مخزن مكتبته ..
استلقى عمار على الفراش ..
الذي نقله إلى مخزن مكتبته ..
فقد كان صباحاً متعباً لرجل في عمره ..
وأخذ يحدق متأملاً في سقف مكتبته ..
الذي كان قد اهترأ وتقشر وظهر لون مواد البناء الأصلية ..
" مالذي يحدث .. ماذا أصاب الناس؟
.. لم يكن الحال هكذا منذ شهر!!
وكأن شيئاً طرأ عليهم فأخرج معدنهم وجوهرهم ..
كما اهترأ سقف مخزني وظهر لونه الأصلي ..
ليتني أعرف مايحدث!! " ..
سمع عمار طرقاً على باب مكتبته ..
ثم سمع أحدهم يناديه ..
نهض بتثاقل .. وسار نحو الباب وفتحه ..
عمار : أبا مهدي !!
أبو مهدي : السلام عليكم ..
عمار: وعليكم السلام ..
أبو مهدي: ماهذا الذي سمعته من مهدي ؟
عمار: وما سمعت ؟
أبومهدي: تنتقل للسكن في المكتبة ..
وبيتي مفتوح لك .. لا بل هو بيتك ..
عمار: أعلم أنك كلك خير ..
لكن صدقني ..
أني أجد راحتي هنا بين كتبي ..
أبو مهدي : عدني ..
عمار : بماذا؟
أبو مهدي : أنك إذا احتجت أي شيء ..
في أي وقت فلن تتردد ..
عمار : أنت أخ عزيز يا أبا مهدي ..
أعدك ..
دفع الوسواس الخناس ..
بصندوق مملوء بقوارير المعاصي ..
تحت عرش إبليس ..
ثم ذهب وعاد محملاً بآخر ..
الوسواس الخناس : خذ هذا حصيلة اليوم من مدينة عمار ..
إبليس : وكيف صديقنا عمار ؟
الوسواس الخناس : لايزال يقاوم اللعين ..
ضد أبو عيسى ..
إبليس ضحك بخبث : إذا فالخطة تسير حسبما أريد ..
الوسواس الخناس : ماذا تعني .. إنه لايزال يقاوم ..
إبليس : ألا تنظر للبعيد ..
هذا ما أردته منذ البداية ..
هل ترى الصناديق أمامك ؟
الوسواس الخناس : بالتأكيد أراها !!
إبليس : مابها؟
الوسواس الخناس : هل تستغفلني ..
بالطبع قوارير المعاصي
إبليس : من أين جاءت ؟
الوسواس الخناس : من أهل مدينة عمار ..
إبليس : أها .. لقد قلتها ..
من أهل مدينة عمار ..
ولو لم يكن عمار مشغولاً مع عائلة أحمد ضد صديقنا العزيز أبو عيسى ..
لما تمكنا من حصد هذا الكم الهائل من القوارير..
ولما كان بمقدورنا غواية حتى أكثر من نصف مدينة عمار ..
لكن الآن أنظر ..
بعد انشغاله عن الناس .. قد أثرنا في معظمهم ..
بعد مضي شهر ..
تمكن أحمد من استدراك مبلغ من المال ..
واستئجار بيت جديد بعيد عن لعنة أبو عيسى ..
وعاد عمار إلى منزله ..
لكن خلال هذه الفترة ..
سعى إبليس في الناس فصار الوضع مشتداً على عمار ..
... يتبع ...
دمعة طفله يتيمه
12-15-2008, 02:16 AM
رااااااااااااااااااااااااااااااااائعه مثل روحك الطاهره
ماشــــــــــــــاءالله قصه بجد معبره
غاليتي ورد الياسمين في ميزان حسناتك غناتي
ربي يعطيك الف عافيه
وحوائج مقضية بحق محمد وآل محمد
موفقه لكل خيروصلاح
دمتي بود
ورد الياسمين
12-16-2008, 12:50 AM
رااااااااااااااااااااااااااااااااائعه مثل روحك الطاهره
ماشــــــــــــــاءالله قصه بجد معبره
غاليتي ورد الياسمين في ميزان حسناتك غناتي
ربي يعطيك الف عافيه
وحوائج مقضية بحق محمد وآل محمد
موفقه لكل خيروصلاح
دمتي بود
خيتي دمعة :embarrest:
كل الشكر لنور تواجدك يا كل الغلا
يعافيك يارب ويسلم قلبك
ما انحرم تواصلك ودعواتك الطاهرة
دمتِ عزيزتي بجمال روحك
ورد الياسمين
12-16-2008, 01:00 AM
( 12 )
" لابد أن تعرف الحقيقة"
كالمجنون ..
أو كالمتوتر الذي أضاع شيئاً ثميناً ..
دخل أبو عيسى إلى منزله ..
وأخذ يصيح
أبو عيسى : عيسى .. عيسى .. أين أنت ؟
عيسى يصيح من غرفته : ماذا تريد ؟
أبو عيسى : تعال هنا أيها العاق ..
عيسى : ماذا تريد يا موسى ..
كان ينادي والده بإسمه
أبو عيسى : قلت لك مليون مرة ألا تناديني بإسمي ..
فلست أحد أصدقاءك الحمقى ..
عيسى : وماذا تريد الآن؟
أبو عيسى : ستأتي معي إلى المسجد في صلاة المغرب ..
ثم إلى الدكان فهمت ؟
عيسى : لكنك تعرف جيداً أنني لم أذهب إلى المسجد منذ سنتين ..
وتعرف جيداً أني لا أحب الذهاب إلى هناك ..
أبو عيسى بغضب ..
وقد تقدم خطوة نحو الأمام : قلت لك فهمت ..
عيسى : حسناً .. حسناً
أبو عيسى : والآن اغرب عن وجهي ..
وارتدي شيئاً مناسباً .. ثم عُد لنذهب ..
صعد عيسى غرفته ..
وارتدى ثوباً .. وأغلق باب غرفته بقوة تذمراً منه ..
ثم عاد ..
وذهب الإثنان إلى المسجد ..
حين دخل عيسى إلى المسجد ..
كان بعض المتواجدين يحدقون فيه تعجباً ..
فقد كانت مدينتهم صغيرة والجميع يعرف بعضهم ..
والجميع يعرف أن عيسى لم يضع قدماً في مسجد أو مناسبة دينية منذ فترة طويلة ..
وكان عمار ينظر إليه مبتسماً ..
" أرجو أن يكن الله قد هدى هذا الشاب
وأباه "
ونظر عيسى إلى عمار باحتقار ..
" إلى ماذا ينظر هذا العجوز الخرف الصدئ "
بعد الصلاة ..
سار أبو عيسى وإبنه مباشرة إلى الدكان ..
وتوقفا عند بوابته المغلقة ..
رمى أبو عيسى بمفاتيح الدكان بيد عيسى ..
أبو عيسى : خذ إفتح الباب
عيسى : لماذا ؟ أين العمال ..
أتريدني أن أعمل في الدكان يا موسى ..
أبو عيسى : لقد صرفت العمال الليلة ..
فليس هناك إلا أنا وأنت ..
وهيا إفتح الباب .. فأمامنا الليل بطوله لنقف ..
أما الدكان نثرثر يا أحمق ..
فتح عيسى الدكان وأضاء الأنوار ..
أخذ والده المفاتيح من يده نهباً ..
وجلس خلف مكتبه .. وأشار إلى عيسى أن يجلس ..
وفتح خزنةً في الدكان .. كانت من النوع الرمادي الغالي الذي يقفل بمفتاح وبرقم سري ..
ثم أخرج منها صندوقاً معدنياً أحمر كان مقفلاً الآخر ..
وفتحه بمفتاح صغير في نفس ميدالية مفتاح الدكان ..
وأخرج منه ورقة بدت عتيقة وقديمة ..
حتى بانت بها آثار الإصفرار .. والتفتت بها ..
في نفس الوقت .. في بيت أبي مهدي ..
أتت أم مهدي لأبنها بمبلغٍ قليل ..
وطلبت منه أن يذهب لدكان أبي عيسى .. ويجلب خبزاً للعشاء ..
مهدي : أمي لكني لا أحب الذهاب إلى هناك فهذا الرجل ..
هذا الرجل مجنون ..
أم مهدي : لا يصح أن تقول عن الناس هذا ..
والآن إذهب ياصغيري ..
فأباك يعمل حتى الآن ..
وعندما يعود سيكون متعباً ..
لذلك من الجيد أن يكون العشاء معداً حين يعود ..
مهدي : حسناً
خرج مهدي يسير إلى الدكان من غير رغبة ..
كان يسير كالمدفوع .. وكأن كل رجل تجبر الأخرى على السير ..
وكان يحرك بقدمه .. ما يصادف من احجار صغيره ..
لكنه في الواقع لم يكن يسير بمفرده ..
بل كان هناك إثنان ينظران ويرصدان ..
إبليس والوسواس الخناس ..
إبليس : أترى إن الأمور تجري كما خططت لها ..
الوسواس الخناس : لست أرى إلا طفلاً ذاهباً يشتري خبزاً ..
مهلاً ..
إنه الطفل الذي برفقة عمار !!
إبليس : بالضبط .. ومن هنا سأسدد لعمار ضربتي الأخيرة ..
الوسواس الخناس : سنرى
كان سير مهدي هادئاً ..
لذلك لم يكن أبو عيسى وإبنه ليشعران به حين وصل بقرب باب الدكان ..
فتوقف مهدي فجأة بجانب الدكان ..
بعد أن سمع أبو عيسى يتحدث مع إبنه ..
مرر أبو عيسى الورقة القديمة إلى إبنه ..
إبو عيسى : ماذا ترى ؟
عيسى: وماذا أرى ورقة قديمة مهترئة ..
نهض أبو عيسى ثائراً من خلف مكتبه ..
وأمسك بذقن عيسى بغضب ..
وأنزل وجهه نحو الورقة القديمة الموضوعة على المكتب ..
بينما كان مهدي يراقب ..
أبو عيسى : لقد أصبحت رجلاً كبيراً ومسؤولاً ..
وأنت من سيدير أملاكي من بعدي ..
فلا بد أن تعرف الحقيقة حتى تحذر ..
والآن أخبرني ماترى في الورقة إقرأ..
عيسى : مكتوب " أقر أنا موسى العامر أن يوسف الخليل قد شاركني بماله في نصف ماأملك ..
وقد غطيت بأمواله معظم مستحقات ديوني ..
وبهذا أصبح شريكاً رسمياً وشرعياً في نصف
أملاكي "
أبو عيسى : هل عرفت الآن إن يوسف الخليل هو أبو أحمد وقد توفي منذ خمسة عشر سنة ..
وحسب ما أعرف ..
أنه لم يترك مايثبت ما قرأت للتو سوى هذه الورقة المبصومة والموقعة من كلانا فقط ..
فكما تعلم كنا صديقين ونثق ببعض ..
لكن بعد موته ..
وأقولها لك وبصراحة ..
استوليت على كل شيء فالحلال حلالي منذ البداية ..
عيسى : إذاً لِـمَ لا تتلف الورقة ؟
أبو عيسى : أحمق ..
وماذا لو كان بحوزة أبو أحمد ما يثبت أنه يملك النصف ..
وماذا لو ادعى أحد أبناءه حتى أن الحلال كله من حقهم ..
فهذه الورقة تثبت على الأقل أن النصف من حقنا ..
فهمت..؟
بدت علامات الشرود والتفكير على وجه عيسى : أجل فهمت ..
تراجع مهدي إلى الخلف ..
واصطدم بباب الدكان فأصدر صوتاً ..
وولى عائداً إلى البيت سريعاً ..
عيسى : هل سمعت ياموسى ؟
أبو عيسى : أجل وماذا تنتظر .. لقد سمعنا أحدهم إلحق به ..
... يتبع ...
ورد الياسمين
12-16-2008, 01:09 AM
( 13 )
" سأخبرك في الغد "
قفز عيسى سريعاً من على كرسيه ..
ولحق بمصدر الصوت ..
وأخذ يركض خلف صوت الجري ..
بكل سرعه ..
وقف إبليس متكتفاً .. وعلى وجهه إبتسامة رضى وانتصار ..
إبليس : أرأيت
الوسواس الخناس : أجل تأزمت الأمور ..
إنك داهية ..
وماذا سيحدث عندما يمسك بالصغير
اللعين ؟؟..
إبليس : لنذهب ونرى ..
دفع الخوف بمهدي أن يجري بسرعة ..
ويعود إلى البيت ..
دون أن يدركه عيسى أو حتى يراه ..
فلم يعرف عيسى من كان ينصت لهم ..
فعاد إلى أبيه بخيبته ..
أبو عيسى : من كان هناك؟
عيسى : لا أعلم لقد جريت بكل سرعتي لكني لم أرى أحداً ..
وكأن الأرض انشقت وابتلعته ..
أبو عيسى : لا تقلق ..
الآن ما أريده منك ألا تخبر أحداً بما علمت الليلة وكأنك لم تعرف ..
واترك الباقي علي ..
والآن تستطيع أن تذهب إلى البيت ..
عيسى : وماذا عمن سمعنا؟
أبو عيسى : لانستطيع أن نجزم أنه سمعنا ..
واطمئن لن ينالوا شيء ..
عاد مهدي إلى البيت ..
وأنفاسه تتقطع ..
لايلبث أن يأخذ نفساً .. حتى يتبعه سريعاً بآخر ..
حتى رأته أمه ..
أم مهدي : ما بك لماذا تلهث يا صغيري ؟
مهدي : لاشيء .. فقط عدت إلى البيت جرياً
أم مهدي : سأجلب لك ماء لتشرب ..
هل حقاً ليس هناك شيء ؟
تبدو مرعوباً !!
مهدي : حقاً يا أمي لاشيء ..
ذهبت أم مهدي .. وعادت بكأس ماء إلى مهدي الذي شربه بنهم ..
أم مهدي : وأين الخبز
مهدي : ماذا الخبز !! ..
لم يكن هناك خبزاً ..
أجل لم يكن ..
أم مهدي : غريب ..
لا بأس .. إذا سأخبر أباك أن يجلب معه في طريق عودته ..
في صباح اليوم الثاني ..
كان أبو مهدي في دكان أبو عيسى ..
يشتري حاجات لبيته ..
ومن باب الحديث فقط سأل أبو عيسى ..
أبو مهدي : لقد أتى مهدي أمس إلى الدكان .. ولم يكن هناك خبزاً ..
حدق أبو عيسى إلى أبو مهدي بتعجب وشك
ثم بادر :
أجل لم يكن هناك خبز .. فلم تأتي سيارة المخبز ..
أبو مهدي : إذاً كم الحساب ؟
دفع أبو مهدي حسابه وخرج ..
بينما رفع أبو عيسى هاتفه ..
وطلب من عيسى أن يأتي من فوره إليه ..
أبو عيسى : أظن أني عرفت من كان يتنصت علينا في البارحة ..
عيسى : من ؟
أبو عيسى : إنه مهدي ذلك الصغير اللعين ..
عيسى : وكيف عرفت ؟
أبو عيسى : أتى أباه اليوم صباحاً ..
وقال أن ابنه أتى البارحة لشراء الخبز ..
لكنه لم يجد خبزاً .. وتوقع ماذا
عيسى : ماذا ؟
أبو عيسى : مهدي لم يأتِ بالأمس لشراء الخبز ..
اضافة إلى أنه كان لدينا خبزاً بالدكان البارحة ...
عيسى : إذاً كان هو قادماً ليشتري خبزاً ..
وسمح حديثنا مصادفة..
فولى هارباً ..
أردف أبو عيسى : ولى هارباً .. ليخبر الخرف عمار ..
عيسى : ما العمل ..
أبو عيسى : سأضع خطة الليلة للتخلص من الصغير اللعين ..
في العصر ..
كان عمار قد استلم حمولة جديدة من الكتب ..
وصلت حديثاً ..
وكان مشغولاً في ترتيبها وخزنها ..
وفجأة ..
دخل مهدي من باب المكتبة ..
فتوجه إليه عمار : مرحباً ياصغيري كيف حالك اليوم ؟
مهدي بقلق : بخير ..
عمار : ماالمشكلة ياصغيري تبدو قلقاً ..
مهدي : عندي ما أخبرك به ..
في هذه الأثناء دخل أحد الزبائن إلى المحل ..
ليستلم مجموعة من الكتب التي وصلت ..
كان قد طلبها مسبقاً ..
عمار: مارأيك يا صغيري أن تخبرني لاحقاً ..
مهدي : لكنه ضروري جداً ..
عمار : كما ترى ياصغيري .. أنا مشغول جداً اليوم بالكتب الجديدة ..
كما أنه يوجد زبوناً ينتظر ..
وافترض مهدي أنه لا بأس بأن يخبر عمار في الغد ..
إذ أنه لا أحد يعلم بأنه يعلم بقضية
أبو عيسى :
حسناً سأخبرك في الغد يا جدي ..
... يتبع ...
دمعة طفله يتيمه
12-17-2008, 03:52 AM
يااااااااااااعلي مسكين مهدي ويش بسوي له....؟؟؟
بصراحه كل يوم احب القصه اكثر
بجد معبره ورااااااااائعه
في ميزان حسناتك غاليتي
الله لايحرمنا من جديدك المميز
دمتي بود
موفقه
أحلى زهر
12-17-2008, 02:13 PM
ويش بسوي الظالم ؟؟
ماكفاه ظلمه
والله حرام
مشكوووره خيتو ويعطيك ألف عافيه وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
بانتظار الجزء الجديد
ورد الياسمين
12-18-2008, 12:11 AM
هلا بك يالغلا
يااااااااااااعلي مسكين مهدي ويش بسوي له....؟؟؟
ويش بيصير لمهدي راح تعرفي في الجزء الجديد
بصراحه كل يوم احب القصه اكثر
تحبك العافية غناتي
بجد معبره ورااااااااائعه
في ميزان حسناتك غاليتي
الله لايحرمنا من جديدك المميز
دمتي بود
موفقه
غاليتي دمعة كل الشكر لنور تواجدك
لاعدمت هالنور و دعواتك الصادقة
دمتِ بجمال روحك
ورد الياسمين
12-18-2008, 12:13 AM
ويش بسوي الظالم ؟؟
ماكفاه ظلمه
والله حرام
مشكوووره خيتو ويعطيك ألف عافيه وفي ميزان حسناتك ان شاء الله
بانتظار الجزء الجديد
هلا وغلا بك أحلى زهر
راح تعرفي ويش بيصير اذا تابعتي الجزء الجديد
شاكرة لك دعواتك وتواجدك العطر
دمتِ عزيزتي بجمال روحك
ورد الياسمين
12-18-2008, 12:36 AM
( 14 )
" يغيبون ليعودوا "
كان طوال فترة العصر ..
قلقاً مضطرباً ..
يجول البيت جيئةً وذهاباً ..
لايثبت على حال مدة دقيقة ..
كمن يتأرجح على أرجوحة .. وهو خائف من أن يقع في أي لحظة ..
حتى فترة العشاء بعد المغرب ..
أتت أم مهدي تتساءل : مابك ياصغيري؟
ابتسم مهدي ابتسامة باردة : لاشيء ..
فقط لاشيء .. لاشيء ..
أم مهدي : إذاً ما رأيك ياصغيري أن تذهب لتشتري خبزاً من الدكان؟
توتر مهدي : خبز .. كلا لن أذهب ..
أم مهدي : مابك ياصغيري ..
لأول مره ترفض مني طلباً أطلبه منك ..
هنا حدث مهدي نفسه :" لا أحد يعلم أني أعلم ..
وسيكون أمراً طبيعياً أن أذهب بهدوء ..
وأشتري الخبز "
آسف يا أمي حسناً أنا ذاهب ..
توجه مهدي إلى دكان أبو عيسى ..
وكله خوف وتشكك ..
حتى أنه أوشك أن يعود ..
لكن حين تذكر أمه واصل طريقه ..
حتى دخل الدكان ..
وألقى السلام وهو مضطرب : السلام عليكم
كان عيسى في الدكان ..
ورأسه محنياً بحيث لا ينظر إلى من دخل ..
فرد بدون اهتمام : وعليكم السلام
مهدي : أريد خبزاً
رفع عيسى رأسه ..
ونظر إلى مهدي فنهض بحماس ..
بينما تراجع مهدي خطوة للخلف
عيسى : أهلاً ..
أهلاً بالجار الغالي ..
أين أنت .. لم تزورنا منذ مدة
مهدي : لكني لا أزوركم
فرد عيسى مستهزئاً وهو يبتسم : أعلم ..
أعلم أيها الصغير ..
لكني قصدت لم تزرنا بالدكان
مهدي : أريد خبزاً فقط ..
عيسى : أتريد خبزاً فقط ..
أم تريد أن تسمع أخبارنا أيضاً ..
توجه عيسى نحو بوابة الدكان وهم بغلقها
مهدي : ماذا تفعل ؟!
عيسى : ألا ترى أيها الصغير أغلق البوابة ..
لأني سمعت أن صغيراً ..
أساء التصرف وهو بحاجة إلى تأديب ..
وأغلق عيسى بوابة الدكان
مهدي رد بخوف : ماذا تقصد ؟؟
أقترب عيسى من مهدي ..
ووضع كفه على كتف مهدي : نحن نعلم أنك تعلم يا مهدي ..
مهدي : أعلم ماذا .. ماذا تقصد ؟
عيسى : تعلم جيداً ماذا أقصد ..
لقد كنت بالأمس تتنصت على كلامي أنا وموسى ..
ولاحقاً ستخبر الخرف عمار ..
هذا إذا كنت لم تخبره للآن ..
مهدي : أنا .. أنا..
أنا لم أخبره ولن أخبره ..
عيسى : أنظروا الآن من يكذب ..
كيف تقول أنك لا تعلم ..
ثم تقول أنك لن تخبره ؟!
ألا تعلم أن من يكذب ياصغيري يدخل النار ؟!
ولهذا سوف أعاقبك ..
وانقض عيسى على مهدي كالمجنون ..
ورفعه من عنقه وأخذ يخنقه ..
تملص مهدي من عيسى .. ووقع أرضاً وحاول أن يهرب ..
لكن بوابة الدكان كانت ثقيلة بالنسبة له ..
فلم تفتح حين دفعها إلا قليلاً ..
فأمسكه عيسى مرة أخرى من ثوبه ..
عيسى : إلى أين أيها الشيطان .. إنها نهايتك
مهدي : إن اسمي مثل اسم الإمام الحجة
فهل ستؤذيني ؟؟
عندما سمع عيسى عبارت مهدي .. اقشعر بدنه وأفلته ..
ففتح مهدي البوابة بشق أنفاسه .. أو ما تبقى منها وهرب ..
فجاء صوت همس في أذن عيسى ..
إبليس : أتتركه ..
إن تركته سيخبر الجميع أنك حاولت قتله ..
الوسواس الخناس : وتعلم ما النتيجة ..
شرطة وسجن .. وربما إعدام ..
إبليس : كما أنه سيخبر الناس بما كتب في الورقة ..
والآن اتبعه بسرعة .. قبل أن يبتعد ..
ثار عيسى وهاج ..
وجرى مباشرة خلف مهدي ..
واختفى العالم الكبير من حوله ولم يعد يرى إلا مهدي ..
لشدة خوف مهدي وارتباكه .. هرب في اتجاه مغاير لطريق بيته ..
ودخل في أسوأ الطرق وأظلمها ..
وحانت منه إلتفاتة للخلف ..
ليرى عيسى يلحق به وهو مهتاج ..
وأخذ مهدي يجري حتى تعالى صوت لهاثه ..
وعيسى لا يزال خلفه يقترب ..
وهو يجري لا يدري إلى أين والخوف قد ربط لسانه ..
ونظر إلى الخلف .. فتعثر فجأة بحجر في طريقه ..
وسقط مستقبلاً الأرض بصدره ..
في نفس الوقت أخذت الريح تشتد ..
وأخذت تصدر صفيراً مخيفاً في كل الأرجاء ..
حتى أثارت غباراً .. لا يمكّن العين من النظر أكثر من نصف متر ..
وهنا كان مهدي واقعاً أرضاً ..
ينظر برعب ولا يرى حوله غير الغبار ..
وفجأة ..
تبين له خيالاً من بين الغبار..
" لا إنه أكثر من خيال واحد إنهم ثلاثة
.. هذا ..
هذا عيسى .. ومن هذان المخيفان عن يمينه وشماله ..
إنهم لا يبدون من البشر ..
لماذا انعقد لساني ؟
لماذا لا أستطيع الصراخ يا إلهي "
أخذ مهدي يزحف بيديه إلى الخلف .. وهو مستقبلاً عيسى ..
بينما عيسى .. يتقدم نحو مهدي ببطء ..
وهو ماداً يديه نحوه ..
وقليلاً قليلاً ..
حتى اعتلى عيسى جسم مهدي ..
وجلس على بطنه ..
وهنا أخذ كلٍ من مهدي وعيسى يسمع همساً
" اقتله .. اقضي عليه اقتله .. اقتله "
كان مهدي ينظر إلى عيسى .. وإلى الخيالين بجانبه برعب ..
وعينه كلها خوف وتوسل ..
والدموع تنهمر من عيناه بلا توقف ..
مسترجياً ذلك الشيطان الجاثم فوقه أن لايضره ..
أمسك عيسى بمهدي من أذنيه ..
ورفع رأسه بينما كان هو جالساً على بطنه ..
وضرب رأسه بكل قوته في الأرض ..
أصدر مهدي أنةً واحدة أشبه بالتنهيدة ..
وأغمض عيناه ..
استمر عيسى يضرب رأس مهدي في الأرض خمس مرات وحين توقف ..
كان وجه مهدي مغطى بالدم ..
حتى أن ملامح وجهه لا ترى ..
نظر إليه عيسى .. وأمال وجهه قليلاً إلى اليسار ..
وهو ينظر إليه ..
وكأنه مسرور بما صنع ..
فرأى أن مهدي لايزال يتنفس ..
فسمع نفس الأصوات تهمس في أذنه ..
إبليس : أجهز عليه
الوسواس الخناس : عليك بالحجر
إبليس : أجل الحجر الذي تعثر به ..
قم .. وخذه
مسك عيسى الحجر ..
الذي تعثر به مهدي .. ورفع يده عالياً ..
وهوى به على جبين مهدي مرتين ..
حتى سمع في الثانية .. صوت تهشم العظام ..
عندها توقفت الأنفاس في صدر مهدي وفارق الحياة ..
وتوقف عيسى .. وترك المكان بسرعة هارباً ..
عاد عيسى إلى الدكان ..
ليجد أباه ينتظره .. وقد احمر وجهه من إثر الغضب :
أيها الأحمق .. كيف تترك الدكان مفتوحاً وتخرج ؟
عيسى : لقد قتلته
أبوعيسى : ماذا؟
عيسى : لقد قتلته .. قتلت مهدي .. وهو ميت الآن ..
أبو عيسى : أأنت متأكد ؟
عيسى : أجل
أبو عيسى : لم يَركَ أحد؟
عيسى : كلا لقد كان طريقاً مظلماً وخالياً ..
أبوعيسى : متأكد ..
عيسى : أجل .. أجل متأكد ..
أبو عيسى ربت على كتف عيسى : أحسنت ..
إذهب إلى البيت واغتسل ..
وإياك أن تخبر أحداً بفعلتك ..
لا أحد أنا وأنت فقط ..
أغلق عمار نافذة غرفته ..
بعد أن لاحظ قوة الريح والغبار في الجو..
" ماالذي غير الجو في دقائق .. وكأنه غضب قد حلَّ من السماء "
رن هاتف أبو مهدي ..
وإذا به يفاجأ بصوت مضطرب من خلف السماعة ..
إنها زوجته ..
لكنها تبدو غاية في الخوف ..
وصوتها يرتجف وهي تبكي : عزيزي ..
لقد أرسلت مهدي منذ ساعتين ليشتري الخبز من الدكان ..
لكنه لم يعد حتى الآن ..
أبومهدي : ماذا ؟
أنا قادم في الحال ..
أغلق أبو مهدي السماعة .. وفي غضون دقائق كان في بيته ..
وعندما دخل .. كان وجه زوجته أشد اصفراراً من جثة ميته ..
وأقبلت نحوه .. وأمسكت بيده : هل رأيته .. هل وجدت مهدي ؟
أبو مهدي : كلا .. تقولين أنك أرسلته لشراء الخبز ؟
أم مهدي : أجل ولم يعد حتى الآن ..
يا إلهي ماذا حدث لصغيري
وخبأت وجهها بين كفيها ..
وأخذت تبكي بنياح ..
أبو مهدي : ربما ذهب لعمار سأذهب لأرى ..
ضرب أبو مهدي باب بيت عمار بشدة ..
عمار: من ؟
أبو مهدي : أنا أبو مهدي
فتح عمار الباب : خير يا أبا مهدي مابك ؟ تبدو قلقاً !!
أبو مهدي : مهدي يا عمار أليس عندك ؟
عمار : لا .. لماذا ؟
أبو مهدي : لقد أرسلته أمه .. منذ أكثر من ساعتين من الآن ..
لشراء الخبز لكنه لم يرجع ..
ألا تعرف عنه خبر ..
ألم يعرج عليك؟
عمار : لا .. وسأخرج معك الآن نبحث عنه ..
ورد الياسمين
12-18-2008, 12:38 AM
تتمه :
بعد ساعة زمن ..
توقف أبو مهدي عند جثة ملقاة في الأرض
" لا .. لابد أني أحلم .. ربما يكون طفلاً آخر .. لكنه مؤكد ليس مهدي " ..
اقترب أبو مهدي من الجثة ..
وجثى على ركبتيه ..
كان الدم جافاً على وجه الجثة .. مماجعله يبدو كالمحترق ..
" لا أستطيع أن أميز الوجه في هذا الظلام والغبار ..
لكن ياإلهي .. لا .. لا .. هذه الملابس .. هذه الملابس أعرفها جيداً ..
إنها ملابسه .. إنها ملابس مهدي "
رفع أبو مهدي رأسه إلى السماء ..
وصرخ : يا إلهي .. لا.. لا ..
وضم مهدي إلى صدره .. وأجهش في البكاء
فتح أبو مهدي باب بيته ..
كان يحمل مهدي ..
يداً تحت رقبته ويداً تحت مفاصل ركبتيه ..
وكان رأس مهدي مائلاً للأسفل ..
قفزت أم مهدي من مكانها : الحمد لله لقد وجدته أين ؟
أم مهدي : أين وجدته ؟؟
لم يرد عليها أبو مهدي ..
وجثى على ركبتيه بجمود ..
ورفع مهدي إليها وهي واقفة ..
وحين نظرت لوجه مهدي ..
صرخت بتعصب : لا ..لا .. هذا ليس إبني ..
إنهض واحضر لي إبني
ووضعت عباءتها على رأسها ..
وخرجت تنادي في الطريق : مهدي .. يامهدي ..
أين أنت ياصغيري .. مهدي .. ولدي .. إرجع لي ..
إرجع لأمك أين أنت
كان عمار بالجوار ..
وحين رأى أم مهدي تصرخ بالطريق ..
دخل إلى بيتها مسرعاً ..
بينما أمسكت بها أحد الجارات تهدأها ..
وحين دخل عمار المنزل ..
رأى أبو مهدي جالساً على الأرض ورأسه مطأطئ ..
ومهدي جثة ممدة أمامه ..
حينها توقفت اللحظات في عمر عمار ..
وأخذت الدنيا تدور من حوله ..
ودار شريط من ذكريات مهدي في باله
" جدي عمار .. كيف حالك ..
لقد أخبرتني إذا رأيت مناماً مزعجاً ألا أخبر أحداً ..
نفس الحلم ياجدي عمار ..
يتكرر ويتكرر لكن بشكل مختلف ..
هل أنا بخير ياجدي .. هل سيصيبني مكروه ..
وما تقرأ .. ياجدي عمار ؟..
جدي عمار .. تبدو قلقاً ..
هل يمكنني أن أساعد ياجدي عمار .. أرجوك .. أرجوك ..
عندي ما أخبرك به ..
لكنه ضروري جداً ..
حسناً سأخبرك في الغد يا جدي "
ألقى عمار بعكازه ..
وسالت دموع صمت .. وحرقة قلب على إبنه من عيناه ..
وسار بخطى بطيئة ..
وجلس عند رأس مهدي
باكياً : ماذا كنت تريد أن تخبرني ياصغيري .. هاه ..
ماذا أخبرني ..
أنا جدك عمار ياصغيري لِـمَ لا تخبرني من فعل بك ذلك من .. من ؟
في صباح اليوم الثاني ..
كان عمار يقوم بتغسيل مهدي ..
ولاحظ أن يده مغبضة على شيء ..
وحين فتحها .. وجد بداخلها المال الذي أعطته إياه أمه لشراء الخبز ..
فتساقطت دموعه
" يالشدة وفائك وأمانتك ياصغيري حتى وأنت متوفى " ..
وسكب عمار الماء على وجه مهدي ..
وعندما زالت الدماء عن وجهه ..
زادت دموع عمار في الإنحدار ..
وبكى بآهات متقطعة من صدره
" إذن هذه الإبتسامة التي كنت تحدثني عنها في آخر حلمك .. ليتني أعرف من الشيطان الذي صنع بك ذلك " ..
في اليوم الثاني ..
كان عمار جالساً فوق قبر مهدي ..
وبيده قرآن ..
لكنه لا يقرأ فيه ..
ورأسه محنياً على القبر .. وهو يمسح عليه بيده ..
كما كان يمسح على رأس مهدي ..
أقبل عندها أحمد : قم ياعمار الخير ..
ألايكفي أنك عاكف منذ الأمس على قبر مهدي ..
قم فالناس بحاجتك .. أنظر ماحلَّ بهم ..
وكأن الشياطين تلعب بهم ..
قم ياعمار الخير
عمار : لقد كان مهدي هو الخير ..
والآن ذهب ..
وبقي عمار وحيداً ..
ورفع رأسه ينظر إلى أحمد ..
لكنه لم يكن ينظر ..
إذ ابيضت عيناه حزناً ..
ووقف يردد وهو مغادراً المقبرة : لقد كان مهدي هو الخير ..
والآن ذهب .. وبقي عمار وحيداً ..
وغادر عمار .. وهو يحمل القرآن في يده ..
ضحك إبليس منتصراً : أرأيت الضربة التي قضت وأقصت عمار ؟
الوسواس الخناس : لقد أثبت جدارتك مجدداً .. أيها الخبيث الماكر ..
هنا ظهر صوت هز فرائص الشياطين : وتمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
الوسواس الخناس : دائماً تنقص فرحتنا ..
برأيك إلى أين غادر عمار ..
إبليس : لاأعلم ..
لكن أمثاله يغيبون ليعودوا مرة أخرى محاربين أقوياء ..
وإذا لم يعودا ..
فإنهم يولدون مجدداً في ألف عمار .. وألف مهدي جدد ..
لكننا سنكون جاهزين ومستعدين
في اليوم التالي ..
أخذ أحمد يضرب باب بيت عمار .. مرات متتابعة ..
لكن دون جدوى ..
فلم يكن هناك أي عمار في البيت ..
ولم يرد عليه سوى صوت صرير باب غرفة عمار ..
الذي تعبث فيه الرياح تفتحه وتغلقه ..
لكن لو أصغى أحدهم جيداً إلى صوت الباب ..
لسمعه يدعوا بدعاء الفرج الأزلي
" اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن .. صلواتك عليه وعلى أبائه .. في هذه الساعة .. وفي كل ساعة .. ولياً وحافظاً .. وقائداً وناصراً .. ودليلاً وعيناً .. حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً ..
ويملأها عدلاً وقسطاً كما ملأت ظلماً
وجوراً " ..
... تمت ...
دمعة طفله يتيمه
12-18-2008, 02:54 AM
يااااااااااااااااااااااااعلي
والله تقطع قلبي على الصغير مهدي
قلوب من حجر..
قصه معبره وحزينه جداااا
غاليتي ورد الياسمين
في ميزان حسناتك غناتي
ربي يعطيك الف عافيه يالغاليه
الله لايحرمنااا من جديدك المميز دائما
حوائج مقضيه بحق الحبيب محمد وآل محمد
دمتي بود
موفقه لكل خير وصلاح
(بس بسالك خلاص يعني خلصت القصه...؟)
أحلى زهر
12-18-2008, 04:24 AM
بصراحه القصه مره حزينه ومؤثره..
مسكين عور بقلبي والله مايستاهل
يعطيك العافيه ولا تحرمينا من جديدك المميز
دمتي بخير
ورد الياسمين
12-19-2008, 06:27 AM
هلا بك يالغالية
يااااااااااااااااااااااااعلي
والله تقطع قلبي على الصغير مهدي
صحيح ماتفضلتي به
فعند قرأتي للقصة بقيت 3 أيام متضايقة جداً
فمهدي شخصية رائعة في القصة لم اتوقع له هذه النهاية
وبالفعل ماحدث يقطع القلوب
وبالخصوص الجملة التي قالها "اسمي كاسم الامام الحجة"
أثرت فيَّ كثيراً ولان من نطق بها طفل صغير
قلوب من حجر..
صدقاً عزيزتي قلوب من حجر بل هي أشد
قلوب كأنها صبت من الرصاص
قصه معبره وحزينه جداااا
غاليتي ورد الياسمين
في ميزان حسناتك غناتي
تسلمين ياقلبي
ربي يعطيك الف عافيه يالغاليه
يعافيك يارب ويسلم قلبك الطيب
الله لايحرمنااا من جديدك المميز دائما
ولا منك ياالغالية
حوائج مقضيه بحق الحبيب محمد وآل محمد
اللهم صلِ على محمد وآل محمد
وانتِ كذلك
دمتي بود
موفقه لكل خير وصلاح
(بس بسالك خلاص يعني خلصت القصه...؟)
نعم القصة انتهت
وحمداً لله ان وفقت لادراجها كاملة
كل الشكر لك لجميل تواجدك ومتابعتك
فقد سررت بمرافقتك
دمتِ بجمال روحك المضاءة بحب آل البيت
ورد الياسمين
12-19-2008, 06:32 AM
بصراحه القصه مره حزينه ومؤثره..
مسكين عور بقلبي والله مايستاهل
سلامة قلبك
فحقاً مهدي لايستحق هذه النهاية
يعطيك العافيه
يعافيك يارب ويسلم قلبك
ولا تحرمينا من جديدك المميز
وانت كذلك لا تحرميني من روعة تواصلك
دمتي بخير
وانت من أهل الخير
دمتِ بجمال روحك