جـــــــــوري
11-25-2008, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
احمد الهبدان_الاحساء
وسط بساتين النخيل وعبر استراحتهم المتواضعة التي تضم أكثر من ست غرف فكل مجموعة من الشباب قد استأجرت لها مكاناً خاصاً بها يجمعهم المعسل والبلاي ستيشن أو لعب الورقة أو يتسمرون أمام شاشة التلفزيون فلكل مجموعة نشاطها، إلا أن هذه الغرفة الشبابية تختلف نوعاً ما عن غيرها فالجالسون فيها يسودهم الصمت المطبق بخلاف الغرف الأخرى التي تخرج منها الأصوات العالية والمرتفعة لتخرق الجدران وتدق الآذان،إلا أن هؤلاء الشباب الصامتين ربما كان بودهم أن تعلو أصواتهم مثل جيرانهم إلا أن الإعاقة منعتهم من ذلك لتحل لغة الإشارة محل اللسان،فعددهم ثمانية أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وحَّدتهم الإعاقة وضمتهم غرفة واحدة. (اليوم) زارت هؤلاء المعاقين في إحدى الاستراحات وكان هذا اللقاء.
مدير الديوانية
بداية استعنا بأحد جيرانهم من أجل أن يترجم لنا ويحول لغة الإشارة إلى الصوت والكلام،دخلنا الغرفة وكانوا مندمجين جداً في مشاهدة التلفزيون.
استقبلنا بابتسامة عريضة من مصطفى الحداد وهو كما يقول انه مدير الديوانية والمسئول عنها فرحب بنا وبدأنا الحديث معه.
يقول الحداد وهو خريج من المرحلة الثانوية انهم كانوا قبل فترة يقضون أوقاتهم في الليل في إحدى الجلسات في مزرعة إلا أن الفوضى والزحمة وكثرة المشاكل في تلك المكان جعلتهم يفكرون في استئجار مكان هادئ يضمهم وبالفعل بحثوا ووجدوا هذه الغرفة التي هم فيها الآن واستأجروها بقيمة 5500ريال في العام الواحد.
اختيار المجموعة
ويذكر انه تم اختيار المجموعة بعناية ووفق شروط مسبقة فجميعهم من الصم وتجمعهم لغة الإشارة فكل واحد منهم يقوم بعمل في الديوانية فهذا يعد الشاي والقهوة وآخر مسئول عن التنظيف وغيره عن الغسيل وآخر يقوم بإعداد الجمر والمعسل وهكذا فلكل واحد منهم عمل خاص وهم متعاونون فيما بينهم وهم على قلب واحد.
موعد اللقاء
وتفتح الديوانية من الساعة الثامنة مساءً حتى الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل فيأتون بالتوافد عليها كل حسب ظروفه ولا تحلو الجلسة في الديوانية إلا بتواجدهم جميعهم بحسب قولهم.
فكان أول الحضور مصطفى الحداد ومنذر الكري وبعد فترة حضر علي المهيني وفور وصوله سأله مصطفى عن أخويه ماجد وجعفر ولماذا تأخرا ورفق السؤال بابتسامة كبيرة وإشارات لم نفهمها،بعد ذلك تبين أنهما كانا خاطبين وربما انشغلا بالحديث مع رفيقات وزوجات المستقبل كما يقول مصطفى متسائلاً متى يكون مثلهما،فالديوانية ومن باب المصادفة تضم ثلاثة إخوة من الصم هم علي وجعفر وماجد المهيني.
الاندماج مع الغير
منذر الكري متزوج ولديه بنت وولد يعمل في إحدى الشركات الأهلية وترك العمل منذ عدة شهور وذلك لضغط العمل وقلة المرتب يقول انهم يواجهون مشكلة كبيرة وعائقا يجعلهم لا يستطيعون التواصل مع غيرهم وإن كان بودهم الاندماج مع الغير إلا أنهم يجدون مشكلة في التواصل لذا اضطروا الى أن يستأجروا ديوانية خاصة بهم فالوضع بهذه الصورة جيد وهم مرتاحون بهذه اللقاءات فيما بينهم إلا أنهم يفضلون ألا تكون جلستهم مقتصرة عليهم فقط.
أسباب التجمع
بينما كنا نتحدث معهم إذ جاء جعفر المهيني واعتلت الابتسامات منهم وارتفعت الأيادي مرحبة بالعريس الجديد وبعد جلوسه تحدث معنا وقال بالفعل كان تأخره بسبب بعض الترتيبات للزواج.
أما عن أسباب تواجدهم وتجمعهم في الديوانية فقال المهيني ان حالهم مثل حال إخوانهم الأشخاص العاديين لهم رغباتهم فهم يجتمعون ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم ويشاهدون التلفاز ويلعبون الورقة والبلاي ستيشن بطريقتهم الخاصة إضافة إلى شرب المعسل.
تمنيات
أما أمنياتهم التي يتمنون أن تتحقق فقد كانت فرص عمل ووظيفة تؤمن لهم مستقبل حياتهم وكذلك أن يكون التعامل معهم كما يتم التعامل مع الأصحاء فهم لا ينقصهم شيء بحسب قولهم ولديهم الكثير من المهارات التي تحتاج إلى رعاية والى من ينميها.
جريده اليوم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
احمد الهبدان_الاحساء
وسط بساتين النخيل وعبر استراحتهم المتواضعة التي تضم أكثر من ست غرف فكل مجموعة من الشباب قد استأجرت لها مكاناً خاصاً بها يجمعهم المعسل والبلاي ستيشن أو لعب الورقة أو يتسمرون أمام شاشة التلفزيون فلكل مجموعة نشاطها، إلا أن هذه الغرفة الشبابية تختلف نوعاً ما عن غيرها فالجالسون فيها يسودهم الصمت المطبق بخلاف الغرف الأخرى التي تخرج منها الأصوات العالية والمرتفعة لتخرق الجدران وتدق الآذان،إلا أن هؤلاء الشباب الصامتين ربما كان بودهم أن تعلو أصواتهم مثل جيرانهم إلا أن الإعاقة منعتهم من ذلك لتحل لغة الإشارة محل اللسان،فعددهم ثمانية أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وحَّدتهم الإعاقة وضمتهم غرفة واحدة. (اليوم) زارت هؤلاء المعاقين في إحدى الاستراحات وكان هذا اللقاء.
مدير الديوانية
بداية استعنا بأحد جيرانهم من أجل أن يترجم لنا ويحول لغة الإشارة إلى الصوت والكلام،دخلنا الغرفة وكانوا مندمجين جداً في مشاهدة التلفزيون.
استقبلنا بابتسامة عريضة من مصطفى الحداد وهو كما يقول انه مدير الديوانية والمسئول عنها فرحب بنا وبدأنا الحديث معه.
يقول الحداد وهو خريج من المرحلة الثانوية انهم كانوا قبل فترة يقضون أوقاتهم في الليل في إحدى الجلسات في مزرعة إلا أن الفوضى والزحمة وكثرة المشاكل في تلك المكان جعلتهم يفكرون في استئجار مكان هادئ يضمهم وبالفعل بحثوا ووجدوا هذه الغرفة التي هم فيها الآن واستأجروها بقيمة 5500ريال في العام الواحد.
اختيار المجموعة
ويذكر انه تم اختيار المجموعة بعناية ووفق شروط مسبقة فجميعهم من الصم وتجمعهم لغة الإشارة فكل واحد منهم يقوم بعمل في الديوانية فهذا يعد الشاي والقهوة وآخر مسئول عن التنظيف وغيره عن الغسيل وآخر يقوم بإعداد الجمر والمعسل وهكذا فلكل واحد منهم عمل خاص وهم متعاونون فيما بينهم وهم على قلب واحد.
موعد اللقاء
وتفتح الديوانية من الساعة الثامنة مساءً حتى الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل فيأتون بالتوافد عليها كل حسب ظروفه ولا تحلو الجلسة في الديوانية إلا بتواجدهم جميعهم بحسب قولهم.
فكان أول الحضور مصطفى الحداد ومنذر الكري وبعد فترة حضر علي المهيني وفور وصوله سأله مصطفى عن أخويه ماجد وجعفر ولماذا تأخرا ورفق السؤال بابتسامة كبيرة وإشارات لم نفهمها،بعد ذلك تبين أنهما كانا خاطبين وربما انشغلا بالحديث مع رفيقات وزوجات المستقبل كما يقول مصطفى متسائلاً متى يكون مثلهما،فالديوانية ومن باب المصادفة تضم ثلاثة إخوة من الصم هم علي وجعفر وماجد المهيني.
الاندماج مع الغير
منذر الكري متزوج ولديه بنت وولد يعمل في إحدى الشركات الأهلية وترك العمل منذ عدة شهور وذلك لضغط العمل وقلة المرتب يقول انهم يواجهون مشكلة كبيرة وعائقا يجعلهم لا يستطيعون التواصل مع غيرهم وإن كان بودهم الاندماج مع الغير إلا أنهم يجدون مشكلة في التواصل لذا اضطروا الى أن يستأجروا ديوانية خاصة بهم فالوضع بهذه الصورة جيد وهم مرتاحون بهذه اللقاءات فيما بينهم إلا أنهم يفضلون ألا تكون جلستهم مقتصرة عليهم فقط.
أسباب التجمع
بينما كنا نتحدث معهم إذ جاء جعفر المهيني واعتلت الابتسامات منهم وارتفعت الأيادي مرحبة بالعريس الجديد وبعد جلوسه تحدث معنا وقال بالفعل كان تأخره بسبب بعض الترتيبات للزواج.
أما عن أسباب تواجدهم وتجمعهم في الديوانية فقال المهيني ان حالهم مثل حال إخوانهم الأشخاص العاديين لهم رغباتهم فهم يجتمعون ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم ويشاهدون التلفاز ويلعبون الورقة والبلاي ستيشن بطريقتهم الخاصة إضافة إلى شرب المعسل.
تمنيات
أما أمنياتهم التي يتمنون أن تتحقق فقد كانت فرص عمل ووظيفة تؤمن لهم مستقبل حياتهم وكذلك أن يكون التعامل معهم كما يتم التعامل مع الأصحاء فهم لا ينقصهم شيء بحسب قولهم ولديهم الكثير من المهارات التي تحتاج إلى رعاية والى من ينميها.
جريده اليوم