المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو عيّد المسلمون معاً؟



سعيد درويش
10-25-2005, 10:47 PM
ماذا لو عيّد المسلمون معاً؟













لا تزال مسألة بداية الشهر الهجري تثير مجموعة من التساؤلات بين المسلمين خصوصاً مع اطلالة شهر رمضان المبارك في كل عام.
وقد فرِحَ العالم الإسلامي عندما أعلن الأزهر الشريف في مصر عن اتفاق مع بعض شركات الأقمار الصناعية لصنع قمر تتم بواسطته رؤية الهلال، حيث يرافق القمر منذ ولادته حتى وصوله إلى المحاق والخروج منه، وهكذا كما هي عادة القمر الدائبة.
وسيشكل الأزهر الشريف لجنة علمائية من كافة البلاد الإسلامية للإشراف على مداراته ومنازله، بالتعاون مع مجموعة خبراء من علماء الفلك ومع كل الجمعيات الفلكية الشهيرة في الغرب والشرق حتى تكون الإستفادة عامة والنتائج مُطَمئنة.
والظاهر أننا بتنا على قاب قوسين أو ادنى من لمسات هذا القمر. وبالتالي، أصبحنا أكثر قرباً من استحداث هذا الموقع المتطور، والذي سوف يوحِّد العالم الإسلامي بتوحيد الهلال في أوائل الشهور، وأهمها شهر رمضان وشوال وذو الحجة ومحرم.
فلا خلاف بعد على بداية أي شهر. وبالتالي لا خلاف على آخره، ولا استعمال لتقية من مؤمن متحرج مع جماعة منفتحين أو منغلقين.
هذا ما ينتظره الجميع. لكننا، الى الآن، لم نَرَ الإرهاصات المناسبة والإعدادات والمقدمات لهذا الحدث.
وما حدث في بداية شهر رمضان المبارك لم يكن نتيجة الرصد الفلكي، بل لا يزال العالم الاسلامي يعتمد على الرؤية المجردة. وهذا ما ادى الى التشرذم والاختلاف. ففي حين اعلنت مصر بداية شهر رمضان هذا العام من حين خروجه من المحاق، إلا ان ذلك لم يحقق اجماعاً اسلامياً فلم يتبعها في ذلك سوى ثماني دول من أصل 56 دولة اسلامية. بينما أعلن الفلكيون وخصوصاً الجمعية الفلكية الكندية والجمعية الفلكية للبحرية الأميركية أن القمر يولد قبل مغيب شمس يوم الإثنين في الثالث من تشرين الاول 2005 بثلاث ساعات إلى أربع ساعات تقريباً، وأنه سوف يغيب بعد سقوط قرص الشمس مباشرة. فهو حينذاك أرفع من خيط ولا مجال ولا إمكان لرؤيته مساء الإثنين أبداً. فكيف تسنى لعين اعتيادية أن تلتقط هلال شهر رمضان في مثل هذه الحال فتمّ من خلاله اثبات شهر رمضان يوم الثلاثاء في 4 تشرين الثاني!
وإذا كان الهلال في الليلة الثانية أي ليلة الأربع، بقي 31 دقيقة وبعد مرور 28 ساعة على ولادته، فكيف تمت رؤيته قبل ذلك؟
وإذا كانت العواصم الإسلامية كلها في يوم الإثنين الثالث من تشرين الاول لم تَرَ الهلال، فهذا ما شكل عاملاً سلبياً يضعف من قيمة الشهود الذين رأوه. فإذا كانت المراصد تقول بأنه لا يُرى في مساء الإثنين المذكور، فأية دعوة لرؤيته لا يمكن قبولها. وكيف تعجز المراصد المجهرية المكبرة عن رؤية الهلال، ثم يدعي إنسان عادي رؤيته بالوسائل العادية ويؤخذ قوله ويعمم على ملايين المسلمين؟
ولا بد من القول ايضاً ان اثبات الهلال لا يتحقق فقط برؤية شاهدين او اكثر بقليل بل المقصود بالرؤية بحسب بعض المرويات هو (ظاهرة الرؤية) اي ان تصبح الرؤية ظاهرة عامة للمسلمين فقد ورد في الحديث عن الامام الصادق عليه السلام: <<وليس رؤية الهلال ان يقوم عدة فيقول واحد قد رأيته ويقول الآخرون لم نره. اذا رآه واحد رآه مئة واذا رآه مائة رآه ألف>>.
فمن هنا ينبغي التأكيد على ضرورة ان تعم الرؤية بلاداً إسلامية عدة ولا يكفي اثباته من خلال عدد قليل من الشهود في بلد من البلدان.
وعليه فإننا نؤكد على أن مجرد خروج القمر من المحاق ليس كافياً في جعله قمراً شرعياً تترتب عليه آثار الصيام او الافطار. لأنّنا نفرِّق بين القمر الطبيعي والقمر الشرعي، فالقمر الطبيعي هو بداية خروجه من المحاق ولو قليلاً. والقمر الشرعي يبدأ من خلال اثباته طبقاً للمعايير الشرعية التي يأخذ بها الفقيه.
وعلى هذا الاساس فإن آراء الفقهاء قد تتعدد في هذا المجال نظراً لاختلاف المنهج العلمي الذي سيسلكه الفقيه. فحتى اننا لو استخدمنا علم الفلك كوسيلة لاثبات الشهر فإن ذلك لا يكفي، على اعتبار ان العلماء غير متفقين ما اذا كان التولد الفلكي كافياً لثبوت بداية الشهر ام انه لا بد من مراعاة جانبٍ آخر وهو ما يطلق عليه ب<<امكانية الرؤية>>. وقد يُقصد بامكانية الرؤية هنا امكانية رؤيته بالمنظار الفلكي (التلسكوب) ففي هذه الحالة يكفي لامكانيته خروج القمر من المحاق مدة لا تقل عن 12 ساعة . في حين ان القول بامكانية الرؤية بالعين المجردة تتطلب مدة اطول من ذلك لا تقل عن خمس عشرة ساعة وكذلك الامر يرتبط بمدة مكث الهلال في الأفق الغربي بعد غروب الشمس على ان لا تكون هذه المدة أقل من نصف ساعة تقريباً. ومن ثم يُلاحظ بعد ذلك موقع ولادة الهلال واتجاهه، ومراعاة البلدان المشتركة في الليل.
ومن هنا، لا بد من التفريق بين القمر الطبيعي والقمر الشرعي. فالقمر عندما يخرج من المحاق يكون هو القمر الطبيعي، وهذا القمر يظل طبيعياً، فإذا اضفنا الى ذلك رأي الفقيه، فيطلق عليه حينئذ <<القمر الشرعي>> بسب تدخل الشرع في اعطاء حيثية زائدة عما هو موجود في الاثبات الفلكي للهلال.
وحتى لو اننا تجاوزنا مسألة <<امكانية الرؤية>> لندخل في باب <<التولد الفلكي>>. وبالتالي ليصبح القمر الفلكي هو نفسه القمر الشرعي فسوف ندخل في جدال آخر حول بداية اليوم: هل يبدأ من الغروب ام بعد منتصف الليل ام من حين الشروق.
الا ان المسألة حالياً لا تطرح بهذه الصيغة بل تطرح بصيغة ما اذا كان بالامكان تجاوز الرؤية البصرية المجردة الى امكانية الرؤية العلمية. وامكانية الرؤية كمسألة علمية تطرح على اساس ان القمر بعد ان يولد بفترة قصيرة يصبح قابلاً للرؤية بالعين المجردة وهذه الفترة قد تكون خمس عشرة ساعة. وفي حين لم يُر الهلال بعد هذه الفترة لأسباب ما، أو انه لم تتم عملية الاستهلال بالمطلق، فإن هذه الفترة كافية في اثبات الهلال، لاعتقادنا بأن الهلال موجود بالفعل الا ان الرؤية البصرية لم تحصل في حينها. وما أحسن ما قاله الإمام الصدر: <<الرؤية تكون بالعقل والمشاهدة تكون بالعين>>.
فعلى قاعدة امكان الرؤية قد يتم بالفعل توحيد المسلمين، فهي مبنية على الآتي:
أولاً: على الدقة العلمية لولادة الهلال والتي لا يختلف بها علماء الفلك بتاتاً. ومن هنا ينبغي عدم التشكيك بالتقنيات الفلكية، التي يحاول البعض ان يُنقص من قيمتها انحيازاً للقول الفقهي بوجوب الرؤية البصرية المجردة.
ثانياً: على أن الهلال موجود وقابل للرؤية لولا الموانع الطارئة عليه.
ولنحاول ان نطبق هذه القاعدة على بداية شهر شوال اول ايام عيد الفطر السعيد.
يولد هلال شهر شوال حسب بيانات قاعدة البحرية الاميركية يوم الاربعاء في 2/11/2005 في تمام الساعة الواحدة واربع وعشرين دقيقة بعد منتصف الليل بحسب توقيت غرينيتش. اي في تمام الساعة الثالثة واربع وعشرين دقيقة حسب توقيت بيروت (الشتوي). وعليه فإن وقت الهلال من حين ولادته الى حين الغروب في الساعة الرابعة واربع واربعين دقيقة، من يوم الاربعاء (ليلة الخميس) 2/11/2005، تكون ثلاث عشرة ساعة وعشرين دقيقة. وعليه فإن امكانية الرؤية تكون متوفرة خصوصاً اذا اخذنا بعين الاعتبار البلدان التي ستلحقنا في التوقيت فيكون مدة الهلال قد تجاوزت الخمس عشرة ساعة في كثير من بلدان العالم. وبهذا يمكن القول ان بداية شهر شوال تكون يوم الخميس في 3/11/2005, فإذا تم تطبيق هذه النظرية بدقة ستكون حلا جذرياً للمسلمين ولن يعود ثمة خلاف حول بداية الشهر.
رئيس هيئة علماء جبل عامل

بيسان
10-25-2005, 11:22 PM
مشكوور اخي على النقل

سعيد درويش
10-26-2005, 12:27 AM
تسلمي أختي بيسان

المستجير
11-01-2005, 12:25 PM
الاخ سعيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسال الله الهدايه للجميع كما نساله ان يجمع شمل الامه وان يوحد كلمتها
وانا اشاطرك الراى ونتمنى ان يتوحدوا فى الاعياد وفى كل شؤون الحياه
لكن للاسف الشديد الامه اختلفت على كل شىء وتوحدت على ان تعادى بعضها البعض
وتسلم يدينك على نقل المشاركه الطيبه

بنت القطيف
11-01-2005, 07:29 PM
يسلمو اخوي على الهكلام الرائع
يعطيك ربي الف عافيه
تحياتي

ابو طارق
11-02-2005, 02:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي العزيز سعيد درويش الموقر

(اولا اقدم لك خالص عزائي بوفاة الوالد واسئل الله ان يسكنه فسيح جناتة انه سميع مجيب )

اما موضوع التوحد في الاعياد وابتداء الصيام فهي امنية كل مخلص من هذه الامة المشرذمة ليس بأهلها بل بحكامنا الجهلة الذين يدخلون (السياسة ) في امور لاتتحمل اللغو السياسي لانها افعال عبادية وليس هرطقات سياسية نحن نعرف ذلك من خلال الممارسات التي نجدها على الارض عندنا في لبنان

وصدقني في احدى السنين (تم الاحتفال بالعيد ليومين مختلفين ) الخلاف ليس بين المذاهب بل بين المذهب الواحد وقد حصلت اشكالات عدة في تلك الفترة والحمد لله انتهت على خير

وفي هذه الايام

اطال الله بعمر ( آية الله السيد محمد حسين فضل الله )الذي يعتمد على علماء الفلك في عدة دول ويتبنى الوقت الشرعي ولايخاف لومة لائم وقد اثبتت الايام انه على حق ونحن نعتمد على الفتوة التي يصدرها في الجمعة الاخيرة من شهر شعبان لتحديد يوم الصيام والجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك بالنسبة للافطار
كل عام وانت بالف خير وعسى ان يعاد عليكم بالصحة والعافية
........والحمد لله رب العالمين........

ahmed
11-03-2005, 04:36 PM
اطال الله بعمر ( آية الله السيد محمد حسين فضل الله )الذي يعتمد على علماء الفلك في عدة دول ويتبنى الوقت الشرعي ولايخاف لومة لائم وقد اثبتت الايام انه على حق ونحن نعتمد على الفتوة التي يصدرها في الجمعة الاخيرة من شهر شعبان لتحديد يوم الصيام والجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك بالنسبة للافطار
كل عام وانت بالف خير وعسى ان يعاد عليكم بالصحة والعافية
........والحمد لله رب العالمين........
شكرا لك على الوضوع يعطيك العافيه
تحياتى
ابوهشام