واحد فاضي
10-20-2008, 08:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرني
واللعن الدائم على أعدائهم من الآن وما قبل الى قيام يوم الدين
بداية هي قصة من واقع عشته فترة من الزمن قبل حوالي الــ12 عاماً أو أكثر قليلاً
أثر فيّ هذا الشخص تأثيراً مباشراً وجعل نظرتي للحياة تختلف كثيراً منذ ذاك الوقت
وأدين له بالشيء الكثير على الرغم من أنه لا يرض بما أقول من فضل له
عموماً أسرد لكم قصة أحمد <<<<هو ليس إسمه الحقيقي بل رمز لما يحبه
كنت مع صاحبي ذاهبين الى لبنان في سنة من السنوات ، وطبعاً من يذهب الى لبنان
كان يأخذ قروب سياحي أفضل له حتى لا يتورط بالتكاسي وغيرها ، وكنت أنا وصاحبي لا نذهب مع
القروب في بعض الأحيان بل نجلس في الفندق طلباً للراحة والإستجمام
وفي ثالث يوم لوصولنا وقد كانت الرحلة بمجملها 6 أيام وبنما كنا نتمشى على الكورنيش
مع صديق لبناني حيث تواعدنا أن نلتقي في مقهى من المقاهي هناك
وبينما نحن جلوس نتكلم في شتى المواضيع ، دخل علينا صبي صغير لا يتجاوز عمره العاشرة من العمر
ولفت نظري لأنه كان يحمل بيد باقة أزهار وفي اليد الأخرى عصا يحركها ليدل طريقه وما لفت نظري أكثر
أنه وضع ورقة فيها سعر الزهرة الواحدة ....................
ومن بين شفتيه يستل إبتسامة هي أشبه بدمعة ...........وتقدم منا وفي أثناء تحريكه لعصاه ضرب
من غير قصد رجل أحد الزبائن الجالسين ....وقام هذا الزبون بقذحه بأفذع الألفاظ ...يا إبن الــ.......
ياللي .........وياللي .........وضربه ضربة عصر قلبي وقلب أغلب الموجودين لما فعل وتلقى الملامة من
الكل حتى أن صاحب المقهى بنفسه قام له وطرده وأخذ بيد هذا الصبي وأجلسه بجانبه ، وبعد أن عاد
الهدوء الى المكان سمعت بعض الكلمات منه ....شو بدي أعمل لك يا أحمد ....ما إلت الك ما تتعب
حالك يا إبني ، لكني لم أرهذا الصبي يرد على صاحب المقهى بأي كلمة ، وإستمر الحال على هذا لأمر لفترة ،
صاحبي :- ويش ما بتروح
أنا :- لا روح انت أنا با أجلس شوي
صاحبي :- براحتك ، أنا باأمشي مع ......الفندق ولا تتأخر علينا
أنا :- أوكيه خلاص
وعدت لمتابعة هذا المشهد الذي أمامي ، وتشجعت ومشيت الى صاحب المقهى وسلمت عليه
أنا :- أنا بس با أسئلك عن هذا الشخص
صاحب المقهى :- مين أحمد ؟؟
أنا :- إي هو إسمه أحمد
صاحب المقهى :- شو فيه شو بدك منو ؟؟
أنا :- لا ما بدي منو إشي بس ما أدري أشوفك تكلمه وهو ما يرد عليك ، لفت انتباهي ممكن تعلمني قصته .
صاحب المقهى :- أهم إشي ما تكون بس تحب تتمصخر .
أنا :- أعوذ بالله يا حج ، أنا بس حبيت أعرف قصته وإذا ممكن أساعده إعرف ما راح أتردد إني أساعده
صاحب المقهى :- إذا هيك ما في مشكله
وسرد لي صاحب المقهى القصة كلها وهي قصة تدمي القلب وكيف أن أهل أحمد جميعاً قد قتلو في مذبحة للكيان الإسرائيلي وأنه هو الناج الوحيد بينهم وكيف أن عمه ظلمه وجعله خادماً
وكيف فقد أحمد النطق من هول ما رآه وبعد حين فقد بصره بسبب المعاملة السيئة من عمّه
وحذرني أن أردد هذه القصة لأن عمّه هذا لديه من النفوذ الكثير
وسرد لي بعض القصص عنه وسألني سؤال وقفت له متحيراً لولا أني تذكرت أنني شاهدت فيلماً
عن كيفية التعامل مع هذه النوعية من الإعاقة فقررت أمراً في نفسي .
جلست قليلاً مع صاحب المقهى وقررت أن أبادره بأنني سوف أتكلم مع أحمد بعدما قلت له بأنني سأشتري جميع الزهور التي معه ، وأعجبني موقفه حينما زدت مبلغ الورود فأرجع الباقي رافضاً في الوقت نفسه أن يأخذ أي مبلغ زيادة على أجره
فقلت لصاحب المقهى :- هل أستطيع أن أطلب منك خدمة .
صاحب المقهى :- إنته تأمر يا أخ .
أنا :- فقط أعلمني أين يسكن أحمد
فأنزل رأسه قليلاً وأعلمني أين يسكن ومن هو الذي يشرف عليه ( وأعتذر عن سرد هذا الجزء لحاجة في نفسي )
عموماً جلست مع أحد الشباب في مركز معين ومع باحث إجتماعي في مكان معين وأعلمتهم بنيتي التكفل بمتابعة شئون هذا الشاب وهم بدورهم أخبروني بشيء لم يكن في الحسبان ، وهو أنهم سيتكفلون بكل شئونه من الألف الى الياء ، وأنا أستطيع مشاركتهم ببعض الأمور
وكانت المعضلة كيف يتفاهمون مع أحمد
فأعطيتهم الطريقة التي لا تزال في ذاكرتي من مشاهدتي للفلم كما ذكرت
وهي هذه :- أن تعرّف له مثلا ( التفاحة ) بهذه الطريقة >>>>
تجعله يلمس التفاحة وتضع يدك في يده وتعمل إشارة بيدك ليعرف أن هذه تفاحة
وقام بعد ذلك الباحث الإجتماعي وبمساعدة من أحد الأشخاص الذي يعمل على بحث لمشروع
ماجستير لهذه النوعية من الإعاقة بإتباع هذه الطريقة والمعروفة في أميركا في مركز معين ووحيد فقط
وجاء له بالمنهج المقرر في ذاك المعهد وأخذوا بتدريبه على مدى أربع سنوات لم يمل فيها أحمد
من الدراسة أو التعلم وظهرت له مواهب جمّة لم تكن في الحسبان
فهو بارع في عدة أمور منها على سبيل المثال لا الحصر ........... النحت ، أعمال الفخار ...وغيرها
والحمد لله هو الآن في أمريكا مع الدكتور الذي كان يحضّر الماجستير في ذاك الوقت
وهو على فكرة من الموالين لآل البيت عليهم السلام
عموماً لم أذكر هذا الشيء لأنني من فعلته لكن ذكرته لأن أمثال هؤلاء يستحقون الانتباه لهم وإحتوائهم بكل أشكال العناية والإلتفات لهم ولما يملكون من مواهب جمّة
وعذراً فلقد توقف القلم وسالت في مكان كتاباته .............الدمعة
لكم مني خالص التحيات
فمان الكريم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرني
واللعن الدائم على أعدائهم من الآن وما قبل الى قيام يوم الدين
بداية هي قصة من واقع عشته فترة من الزمن قبل حوالي الــ12 عاماً أو أكثر قليلاً
أثر فيّ هذا الشخص تأثيراً مباشراً وجعل نظرتي للحياة تختلف كثيراً منذ ذاك الوقت
وأدين له بالشيء الكثير على الرغم من أنه لا يرض بما أقول من فضل له
عموماً أسرد لكم قصة أحمد <<<<هو ليس إسمه الحقيقي بل رمز لما يحبه
كنت مع صاحبي ذاهبين الى لبنان في سنة من السنوات ، وطبعاً من يذهب الى لبنان
كان يأخذ قروب سياحي أفضل له حتى لا يتورط بالتكاسي وغيرها ، وكنت أنا وصاحبي لا نذهب مع
القروب في بعض الأحيان بل نجلس في الفندق طلباً للراحة والإستجمام
وفي ثالث يوم لوصولنا وقد كانت الرحلة بمجملها 6 أيام وبنما كنا نتمشى على الكورنيش
مع صديق لبناني حيث تواعدنا أن نلتقي في مقهى من المقاهي هناك
وبينما نحن جلوس نتكلم في شتى المواضيع ، دخل علينا صبي صغير لا يتجاوز عمره العاشرة من العمر
ولفت نظري لأنه كان يحمل بيد باقة أزهار وفي اليد الأخرى عصا يحركها ليدل طريقه وما لفت نظري أكثر
أنه وضع ورقة فيها سعر الزهرة الواحدة ....................
ومن بين شفتيه يستل إبتسامة هي أشبه بدمعة ...........وتقدم منا وفي أثناء تحريكه لعصاه ضرب
من غير قصد رجل أحد الزبائن الجالسين ....وقام هذا الزبون بقذحه بأفذع الألفاظ ...يا إبن الــ.......
ياللي .........وياللي .........وضربه ضربة عصر قلبي وقلب أغلب الموجودين لما فعل وتلقى الملامة من
الكل حتى أن صاحب المقهى بنفسه قام له وطرده وأخذ بيد هذا الصبي وأجلسه بجانبه ، وبعد أن عاد
الهدوء الى المكان سمعت بعض الكلمات منه ....شو بدي أعمل لك يا أحمد ....ما إلت الك ما تتعب
حالك يا إبني ، لكني لم أرهذا الصبي يرد على صاحب المقهى بأي كلمة ، وإستمر الحال على هذا لأمر لفترة ،
صاحبي :- ويش ما بتروح
أنا :- لا روح انت أنا با أجلس شوي
صاحبي :- براحتك ، أنا باأمشي مع ......الفندق ولا تتأخر علينا
أنا :- أوكيه خلاص
وعدت لمتابعة هذا المشهد الذي أمامي ، وتشجعت ومشيت الى صاحب المقهى وسلمت عليه
أنا :- أنا بس با أسئلك عن هذا الشخص
صاحب المقهى :- مين أحمد ؟؟
أنا :- إي هو إسمه أحمد
صاحب المقهى :- شو فيه شو بدك منو ؟؟
أنا :- لا ما بدي منو إشي بس ما أدري أشوفك تكلمه وهو ما يرد عليك ، لفت انتباهي ممكن تعلمني قصته .
صاحب المقهى :- أهم إشي ما تكون بس تحب تتمصخر .
أنا :- أعوذ بالله يا حج ، أنا بس حبيت أعرف قصته وإذا ممكن أساعده إعرف ما راح أتردد إني أساعده
صاحب المقهى :- إذا هيك ما في مشكله
وسرد لي صاحب المقهى القصة كلها وهي قصة تدمي القلب وكيف أن أهل أحمد جميعاً قد قتلو في مذبحة للكيان الإسرائيلي وأنه هو الناج الوحيد بينهم وكيف أن عمه ظلمه وجعله خادماً
وكيف فقد أحمد النطق من هول ما رآه وبعد حين فقد بصره بسبب المعاملة السيئة من عمّه
وحذرني أن أردد هذه القصة لأن عمّه هذا لديه من النفوذ الكثير
وسرد لي بعض القصص عنه وسألني سؤال وقفت له متحيراً لولا أني تذكرت أنني شاهدت فيلماً
عن كيفية التعامل مع هذه النوعية من الإعاقة فقررت أمراً في نفسي .
جلست قليلاً مع صاحب المقهى وقررت أن أبادره بأنني سوف أتكلم مع أحمد بعدما قلت له بأنني سأشتري جميع الزهور التي معه ، وأعجبني موقفه حينما زدت مبلغ الورود فأرجع الباقي رافضاً في الوقت نفسه أن يأخذ أي مبلغ زيادة على أجره
فقلت لصاحب المقهى :- هل أستطيع أن أطلب منك خدمة .
صاحب المقهى :- إنته تأمر يا أخ .
أنا :- فقط أعلمني أين يسكن أحمد
فأنزل رأسه قليلاً وأعلمني أين يسكن ومن هو الذي يشرف عليه ( وأعتذر عن سرد هذا الجزء لحاجة في نفسي )
عموماً جلست مع أحد الشباب في مركز معين ومع باحث إجتماعي في مكان معين وأعلمتهم بنيتي التكفل بمتابعة شئون هذا الشاب وهم بدورهم أخبروني بشيء لم يكن في الحسبان ، وهو أنهم سيتكفلون بكل شئونه من الألف الى الياء ، وأنا أستطيع مشاركتهم ببعض الأمور
وكانت المعضلة كيف يتفاهمون مع أحمد
فأعطيتهم الطريقة التي لا تزال في ذاكرتي من مشاهدتي للفلم كما ذكرت
وهي هذه :- أن تعرّف له مثلا ( التفاحة ) بهذه الطريقة >>>>
تجعله يلمس التفاحة وتضع يدك في يده وتعمل إشارة بيدك ليعرف أن هذه تفاحة
وقام بعد ذلك الباحث الإجتماعي وبمساعدة من أحد الأشخاص الذي يعمل على بحث لمشروع
ماجستير لهذه النوعية من الإعاقة بإتباع هذه الطريقة والمعروفة في أميركا في مركز معين ووحيد فقط
وجاء له بالمنهج المقرر في ذاك المعهد وأخذوا بتدريبه على مدى أربع سنوات لم يمل فيها أحمد
من الدراسة أو التعلم وظهرت له مواهب جمّة لم تكن في الحسبان
فهو بارع في عدة أمور منها على سبيل المثال لا الحصر ........... النحت ، أعمال الفخار ...وغيرها
والحمد لله هو الآن في أمريكا مع الدكتور الذي كان يحضّر الماجستير في ذاك الوقت
وهو على فكرة من الموالين لآل البيت عليهم السلام
عموماً لم أذكر هذا الشيء لأنني من فعلته لكن ذكرته لأن أمثال هؤلاء يستحقون الانتباه لهم وإحتوائهم بكل أشكال العناية والإلتفات لهم ولما يملكون من مواهب جمّة
وعذراً فلقد توقف القلم وسالت في مكان كتاباته .............الدمعة
لكم مني خالص التحيات
فمان الكريم