فرح
10-17-2008, 03:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد ايامكم اعـــــــــزاااائــــي...
نحن صم.. ولسنا معاقين!
هند بنت عبدالعزيز الشويعر ٭
كثيرا ما نسمعهم في مجتمعنا يطلقون على الصم لفظ «ذوي الإعاقة السمعية» فهل حقاً الصم معاقون؟ وهل يعتبر الصمم اعاقة؟
اذكر في احد الأيام عندما كنت في امريكا كنت اتجاذب الحديث مع احدى الفتيات الأمريكيات وهي صماء وحاصلة على شهادة الماجستير وأثناء تنزهنا مررنا بأحد المواقف المخصصة للمعاقين فسألتها (وطبعا الحديث كان يتم بلغة الإشارة الأمريكية لأن كلتينا مصابتا ن با الصمم): هل بإمكان الصم ايقاف سياراتهم في هذه المواقف؟ فقالت: لا. هذه المواقف خاصة بالمشلولين ومن يستعملون الكرسي المتحرك والصم ليسوا معاقين.
وكلامها صحيح فلا يجوز ان يطلق على الصم لفظ «معاقون» فهذا غير محبذ عالمياً لما تحمله من معان سلبية.
والصم في جميع الدول المتقدمة تمكنوا من حذف كلمتي «اعاقة» و«بكم» والتي عادة ما تطلق على الصم.
ففي عام 1991م تم التصويت في الاتحاد العالمي للصم world Federation of Deaf ومركزه فنلندا على الغاء مسمى «اعاقة» واتفقوا جميعا على عدم اطلاق هذه الكلمة لما لها من معان سلبية. لأن الصم يعتبرون من الأقليات التي لها لغتها وثقافتها الخاصة بها وبما ان لهم لغة يتحاورون عن طريقها، فلا يجوز ان يطلق عليهم بكم. فبعض الصم يجيد التحدث بطلاقة تامة كالسامعين، والبعض الآخر يستعمل لغة الإشارة. ولغة الإشارة تعتبر هي لغته الأم، فلم يطلق علينا كلمة «بكم»؟.
نحن صم، نعم، لكننا لسنا بكما.
نحن صم، نعم، لكننا لسنا معاقين.
لدي خادمة اندونيسية عندما تحاول التحدث الي لا افهم عليها جيدا لأنها لا تنطق الحروف بشكل سليم وتتكلم بسرعة لدرجة انه حتى السامع لا يفهم ما تقول. فهل يجوز لنا ان نطلق عليها لقب «بكماء معاقة» فقط لأننا لا نفهم كلامها جيداً ولأنها تقلب الحروف مثل «الفارس»، «بارس»، «ثوم»، «بوم»؟
مثال آخر لو يحصل ويتقابل شخص ياباني مثلا مع آخر عربي وكلاهما لا يجيد لغة الآخر فهل يصح لكل منهما ان يطلق على الآخر لقب «ابكم معاق» لأن كلاهما لا يفهمان لغة الطرف الآخر؟ لا!
فكل منهما لديه لغة خاصة يتحدث بها وعدم معرفة الشخص الآخر للغة الحديث لا يعطيه الحق بإطلاق لفظ «أبكم ومعاق».
كذلك الصم لديهم لغتهم الخاصة بهم وهي لغة الإشارة لذا لا يجوز اطلاق لفظ «بكم ومعاقون» عليهم. وهذا شيء معمول به دوليا ما جبت شيء من عندي.
كنت اتمنى ان تأتي المبادرة منا نحن العرب اسياد الغرب وليس من الغرب. الآن هم من يبادرون ويضعون القوانين ونضطر نحن للاستشهاد بهم حتى نثبت صحة كلامنا. هم عندما غيروا المسميات وحذفوها كانت كلمتا «اعاقة» و«بكم» منتشرين ليس فقط في امريكا وإنما في العالم اجمع لكنهم استطاعوا اقناع السامعين بحقهم في اختيار المسمى الذي يطلق عليهم وهو مسمى «الصم» فقط ويفتخرون بكونهم صما ولا يعتبرونه اعاقة.
وبالنسبة لضعاف السمع فهم يندرجون تحت نفس المسمى لأنهم بدون المعينات السمعية يصبحون صما لا يسمعون شيئا. وهم دائما يجدون انفسهم اقرب لعالم الصم من عالم السامعين باستثناء من حرمهم اهلهم من تعلم لغة الإشارة فهؤلاء هويتهم ضائعة فلا هم ينتمون لعالم السامعين ولا هم يعرفون لغة ......
اتيحت له الفرصة من ضعاف السمع لتعلم لغة الإشارة يصنف نفسه في عالم الصم لأنه العالم الأقرب اليه ولأنهم يتفهمون احتياجاته ومطالبه. مع الاخذ في الاعتبار ان من لديه ضعف بسيط في السمع قد يجد نفسه اكثر في عالم السامعين لأنه يسمع ولا يواجه نفس المشاكل التي تواجه الصم وضعاف السمع.
وجميع الجمعيات والمنظمات الخاصة بالصم وضعاف السمع في جميع انحاء العالم لا تستعمل ابدا مصطلح «اعاقة سمعية» وإنما تكتفي بكلمة «صم» للدلالة على الصم وضعاف السمع. ففي الولايات المتحدة الأمريكية الجمعية التي تمثل الصم وضعاف السمع على مستوى الدولة هي «الجمعية الوطنية للصم».
National Association of the Deaf (NAD)
وهي التي تمثلهم في المحافل الدولية وفي الاتحاد الدولي للصم World Federation of the Deaf ويرأسها ويديرها الصم وضعاف السمع وليس السامعون. طبعاً في امريكا توجد جمعيات للصم في كل ولاية كما توجد جمعيات خاصة بضعاف السمع. لكن كلهم يتحدون ويعملون بالقرارات التي تصدر من «National Association of the Deaf (NAD)» لأن الجمعية الوطنية للصم تحمي حقوق كل من الصم وضعاف السمع وتعمل جاهدة لتذليل المصاعب والعقبات التي تواجه الصم وضعاف السمع أليس من يديرها صم وضعاف سمع؟ هم الأقدر على فهم احتياجات هذه الفئة التي يمثلونها.
تأملوا معي مسميات بعض الجمعيات التي تمثل الصم في الدول المتقدمة وحتى النامية: في الولايات المتحدة الأمريكية «الجمعية الوطنية للصم».
National Association of the Deaf (NAD).
في السويد والتي خدمات الصم فيها تنافس ماهو موجود في امريكا:
Swcdish National Assciation of the Deaf (SDR).
في فنلندا (المقر الرئيسي للاتحاد العالمي للصم:
The Finnish Assciation of the Deaf.
في استراليا:
Australian Assciation of the Deaf (AAD).
في نيو زيلاندا:
Deaf Assciation of New Zealand (DANZ).
في بريطانيا:
British Deaf Assciation.
في الكويت:
Kuwait Club for the Deaf.
وحتى في الصين:
China Association of the Deaf.
جميع هذه المنظمات والجمعيات الخاصة بالصم وضعاف السمع في جميع انحاء العالم تكتفي بإطلاق كلمة «صم» وللعلم جميع هذه المسميات تم اخذها من موقع الفيدرالية العالمية للصم.
ولماذا نبتعد؟ تأملوا معي مسمى الاتحاد العالمي للصم:
World Federation of the Deaf.
الاتحاد العالمي الذي يمثل جميع الصم وضعاف السمع في جميع دول العالم ويسن القوانين ويحمي حقوق الصم وضعاف السمع اكتفوا بكلمة «صم» للدلالة على الصم وضعاف السمع لأنه كما ذكرت ضعاف السمع بدون المعينات السمعية يعتبرون صما.
٭ عضوة في الاتحاد العالمي للصم
عضوة في الجمعية السعودية للصم
رئيسة اللجنة التعليمية في المركز الثقافي النسائي للصم
م/ن
يسعد ايامكم اعـــــــــزاااائــــي...
نحن صم.. ولسنا معاقين!
هند بنت عبدالعزيز الشويعر ٭
كثيرا ما نسمعهم في مجتمعنا يطلقون على الصم لفظ «ذوي الإعاقة السمعية» فهل حقاً الصم معاقون؟ وهل يعتبر الصمم اعاقة؟
اذكر في احد الأيام عندما كنت في امريكا كنت اتجاذب الحديث مع احدى الفتيات الأمريكيات وهي صماء وحاصلة على شهادة الماجستير وأثناء تنزهنا مررنا بأحد المواقف المخصصة للمعاقين فسألتها (وطبعا الحديث كان يتم بلغة الإشارة الأمريكية لأن كلتينا مصابتا ن با الصمم): هل بإمكان الصم ايقاف سياراتهم في هذه المواقف؟ فقالت: لا. هذه المواقف خاصة بالمشلولين ومن يستعملون الكرسي المتحرك والصم ليسوا معاقين.
وكلامها صحيح فلا يجوز ان يطلق على الصم لفظ «معاقون» فهذا غير محبذ عالمياً لما تحمله من معان سلبية.
والصم في جميع الدول المتقدمة تمكنوا من حذف كلمتي «اعاقة» و«بكم» والتي عادة ما تطلق على الصم.
ففي عام 1991م تم التصويت في الاتحاد العالمي للصم world Federation of Deaf ومركزه فنلندا على الغاء مسمى «اعاقة» واتفقوا جميعا على عدم اطلاق هذه الكلمة لما لها من معان سلبية. لأن الصم يعتبرون من الأقليات التي لها لغتها وثقافتها الخاصة بها وبما ان لهم لغة يتحاورون عن طريقها، فلا يجوز ان يطلق عليهم بكم. فبعض الصم يجيد التحدث بطلاقة تامة كالسامعين، والبعض الآخر يستعمل لغة الإشارة. ولغة الإشارة تعتبر هي لغته الأم، فلم يطلق علينا كلمة «بكم»؟.
نحن صم، نعم، لكننا لسنا بكما.
نحن صم، نعم، لكننا لسنا معاقين.
لدي خادمة اندونيسية عندما تحاول التحدث الي لا افهم عليها جيدا لأنها لا تنطق الحروف بشكل سليم وتتكلم بسرعة لدرجة انه حتى السامع لا يفهم ما تقول. فهل يجوز لنا ان نطلق عليها لقب «بكماء معاقة» فقط لأننا لا نفهم كلامها جيداً ولأنها تقلب الحروف مثل «الفارس»، «بارس»، «ثوم»، «بوم»؟
مثال آخر لو يحصل ويتقابل شخص ياباني مثلا مع آخر عربي وكلاهما لا يجيد لغة الآخر فهل يصح لكل منهما ان يطلق على الآخر لقب «ابكم معاق» لأن كلاهما لا يفهمان لغة الطرف الآخر؟ لا!
فكل منهما لديه لغة خاصة يتحدث بها وعدم معرفة الشخص الآخر للغة الحديث لا يعطيه الحق بإطلاق لفظ «أبكم ومعاق».
كذلك الصم لديهم لغتهم الخاصة بهم وهي لغة الإشارة لذا لا يجوز اطلاق لفظ «بكم ومعاقون» عليهم. وهذا شيء معمول به دوليا ما جبت شيء من عندي.
كنت اتمنى ان تأتي المبادرة منا نحن العرب اسياد الغرب وليس من الغرب. الآن هم من يبادرون ويضعون القوانين ونضطر نحن للاستشهاد بهم حتى نثبت صحة كلامنا. هم عندما غيروا المسميات وحذفوها كانت كلمتا «اعاقة» و«بكم» منتشرين ليس فقط في امريكا وإنما في العالم اجمع لكنهم استطاعوا اقناع السامعين بحقهم في اختيار المسمى الذي يطلق عليهم وهو مسمى «الصم» فقط ويفتخرون بكونهم صما ولا يعتبرونه اعاقة.
وبالنسبة لضعاف السمع فهم يندرجون تحت نفس المسمى لأنهم بدون المعينات السمعية يصبحون صما لا يسمعون شيئا. وهم دائما يجدون انفسهم اقرب لعالم الصم من عالم السامعين باستثناء من حرمهم اهلهم من تعلم لغة الإشارة فهؤلاء هويتهم ضائعة فلا هم ينتمون لعالم السامعين ولا هم يعرفون لغة ......
اتيحت له الفرصة من ضعاف السمع لتعلم لغة الإشارة يصنف نفسه في عالم الصم لأنه العالم الأقرب اليه ولأنهم يتفهمون احتياجاته ومطالبه. مع الاخذ في الاعتبار ان من لديه ضعف بسيط في السمع قد يجد نفسه اكثر في عالم السامعين لأنه يسمع ولا يواجه نفس المشاكل التي تواجه الصم وضعاف السمع.
وجميع الجمعيات والمنظمات الخاصة بالصم وضعاف السمع في جميع انحاء العالم لا تستعمل ابدا مصطلح «اعاقة سمعية» وإنما تكتفي بكلمة «صم» للدلالة على الصم وضعاف السمع. ففي الولايات المتحدة الأمريكية الجمعية التي تمثل الصم وضعاف السمع على مستوى الدولة هي «الجمعية الوطنية للصم».
National Association of the Deaf (NAD)
وهي التي تمثلهم في المحافل الدولية وفي الاتحاد الدولي للصم World Federation of the Deaf ويرأسها ويديرها الصم وضعاف السمع وليس السامعون. طبعاً في امريكا توجد جمعيات للصم في كل ولاية كما توجد جمعيات خاصة بضعاف السمع. لكن كلهم يتحدون ويعملون بالقرارات التي تصدر من «National Association of the Deaf (NAD)» لأن الجمعية الوطنية للصم تحمي حقوق كل من الصم وضعاف السمع وتعمل جاهدة لتذليل المصاعب والعقبات التي تواجه الصم وضعاف السمع أليس من يديرها صم وضعاف سمع؟ هم الأقدر على فهم احتياجات هذه الفئة التي يمثلونها.
تأملوا معي مسميات بعض الجمعيات التي تمثل الصم في الدول المتقدمة وحتى النامية: في الولايات المتحدة الأمريكية «الجمعية الوطنية للصم».
National Association of the Deaf (NAD).
في السويد والتي خدمات الصم فيها تنافس ماهو موجود في امريكا:
Swcdish National Assciation of the Deaf (SDR).
في فنلندا (المقر الرئيسي للاتحاد العالمي للصم:
The Finnish Assciation of the Deaf.
في استراليا:
Australian Assciation of the Deaf (AAD).
في نيو زيلاندا:
Deaf Assciation of New Zealand (DANZ).
في بريطانيا:
British Deaf Assciation.
في الكويت:
Kuwait Club for the Deaf.
وحتى في الصين:
China Association of the Deaf.
جميع هذه المنظمات والجمعيات الخاصة بالصم وضعاف السمع في جميع انحاء العالم تكتفي بإطلاق كلمة «صم» وللعلم جميع هذه المسميات تم اخذها من موقع الفيدرالية العالمية للصم.
ولماذا نبتعد؟ تأملوا معي مسمى الاتحاد العالمي للصم:
World Federation of the Deaf.
الاتحاد العالمي الذي يمثل جميع الصم وضعاف السمع في جميع دول العالم ويسن القوانين ويحمي حقوق الصم وضعاف السمع اكتفوا بكلمة «صم» للدلالة على الصم وضعاف السمع لأنه كما ذكرت ضعاف السمع بدون المعينات السمعية يعتبرون صما.
٭ عضوة في الاتحاد العالمي للصم
عضوة في الجمعية السعودية للصم
رئيسة اللجنة التعليمية في المركز الثقافي النسائي للصم
م/ن