ناصر الجوادي
09-04-2008, 03:09 AM
14 ألف سجين وتسعة منسيين
الكاتب : حسين اليوسف-صفوى
طالعتنا الصحف المحلية أمس وعلى عادتها في كل عام أوائل شهر رمضان المبارك يُزف الخبر للشارع عن قيام الدولة بإطلاق عفو عن المساجين بلغ إجمالي المعفي عنهم 14 ألف سجيناً مع استثناء لقضايا المخدرات الكبيرة، وقضايا الدم،"وزنا المحارم" وغابت بالكامل قضايا الضمير وأبرزها التسعة الملقبين بالسجناء المنسيين.
إن قضية السجناء المنسيين باتت تأخذ طابع النسيان بالكامل إلا من يوم حُدد لذكرى اعتقالهم حسب الشارع والمجتمع الذي ينتسبون له بخلاف ذكراهم المؤلمة والمستمرة عند الأهل في الدائرة الضيقة للزوجة والأولاد والأم والأب والأخت والأخ الذين لا حول لهم ولا قوة خلت معرفتهم من طرق الباب للوصول لهم، فباتت الذكرى وحدها السلوى وتجرع المرارة والأسى لغيابهم المستمر من سِني أعمارهم يحوِّل الشاب لكهل والكهل لخَرِف، وقد غاب عنهم صوت الضمير الإنساني واستسلمت العائلات للفرج غير المعلن بزمان وهذا الملاحظ في أمرهم، وأصبحت عائلاتهم تترقب أي مناسبة عند الدولة تقوم من خلالها بالإفراج العام عن السجناء، فكم كانت الأهالي من أبناء القطيف وتوابعها تتطلع أن يشمل هذا العفو الذي خرج عليهم بالأمس أبناءً لهم غابوا في السجون لأكثر من عقد ونيف، على خلفية انفجار الخبر الذي وقع في سنة 1996م بمبنى تابع للجيش الأمريكي.
وبما أن الأمر يعني الأمريكيين خرجت التصريحات الأولى من الإدارة الأمريكية تحمل اتهاما مبطنا باتجاه الإيرانيين. وكأن الأمر لا يخلو من تصفية حسابات بين الإدارة الأمريكية من جهة والإيرانيين من جهة أخرى مسرحها تفجير الخبر. حيث دأبت الاستخبارات الأمريكية بمتابعة التحقيقات والإدارة تلوح بالقصاص ممن يقف وراء هذا العمل. والإيرانيون لم يصرحوا بأية رد على الصراخ الأمريكي كون الأمر لا يعنيهم في شيء.
استكملت التحقيقات المطولة صحبتها حملة واسعة من الاعتقالات التي طالت العشرات من أبناء منطقة القطيف على خلفية الانفجار وتم التحفظ على هؤلاء التسعة، وعندها غابت زوبعة التصريحات الأمريكية. مما يضعنا أمام عدة تساؤلات، وبعدها أضحى مصير التسعة مجهولاً لسنوات عدة دون أن يُعلم عنهم أي شيء مما ترك حيرة في الشارع لغياب الشفافية حيال هذه القضية.
وعادت القضية تتجدد عندما أطلق الملك عبدالله عفوا عن الإرهابيين وجُددت الدعوة لهم أكثر من مرة بطلب من المؤسسة الدينية وخُصِّصَ لهم برنامج مناصحة وإعادة تأهيل وهذا عزز الأمل في قضية التسعة المنسيين ليحظوا بما حظي به الآخرين مما ترك ارتياحا لدى عائلات السجناء وابتهجت أطفالهم خيرا إلا أن هذا الأمل سرعان ما تلاشى وعادت قضيتهم تتواصل بمضيها في النفق المظلم الذي بدأت به.
ومن هنا نقول أن هذه القضية تحديدا تركت أثرا عند الشارع الشيعي لدى أكثر من مليونين ونصف من أبناء الوطن لغياب الشفافية عنها مستشعرة نوعا من التمييز لأنهم أمام قضية "إنسانية" يلفها الغموض.
علما أن الدولة لا زالت مشرعة الأبواب عبر مؤسسة المتاوبة وهذا ما يدعونا للتطلع أن يُدرج هؤلاء المنسيين للمناصحة أو على الأقل وضع الشارع في نوع من المعرفة بدلا من أن يترك لمن يتصيد بالقول أن الشيعة لا يحظون بأي اهتمام وحالة التمييز هي السمة البارزة.
أخيرا إننا في شهر رمضان المبارك شهر الخير، شهر الألفة، شهر يقبل الله فيه عتق الرقاب فما أجمل أن يعفي من قدر عمن ليس له حول ولا قوة لا سيما أن الملك قد وعد خيرا لأكثر من مرة، وكم وددنا أن البسمة تعود لشفاه أهالي المنسيين قبل أن يغادرنا شهر رمضان المبارك.
الكاتب : حسين اليوسف-صفوى
طالعتنا الصحف المحلية أمس وعلى عادتها في كل عام أوائل شهر رمضان المبارك يُزف الخبر للشارع عن قيام الدولة بإطلاق عفو عن المساجين بلغ إجمالي المعفي عنهم 14 ألف سجيناً مع استثناء لقضايا المخدرات الكبيرة، وقضايا الدم،"وزنا المحارم" وغابت بالكامل قضايا الضمير وأبرزها التسعة الملقبين بالسجناء المنسيين.
إن قضية السجناء المنسيين باتت تأخذ طابع النسيان بالكامل إلا من يوم حُدد لذكرى اعتقالهم حسب الشارع والمجتمع الذي ينتسبون له بخلاف ذكراهم المؤلمة والمستمرة عند الأهل في الدائرة الضيقة للزوجة والأولاد والأم والأب والأخت والأخ الذين لا حول لهم ولا قوة خلت معرفتهم من طرق الباب للوصول لهم، فباتت الذكرى وحدها السلوى وتجرع المرارة والأسى لغيابهم المستمر من سِني أعمارهم يحوِّل الشاب لكهل والكهل لخَرِف، وقد غاب عنهم صوت الضمير الإنساني واستسلمت العائلات للفرج غير المعلن بزمان وهذا الملاحظ في أمرهم، وأصبحت عائلاتهم تترقب أي مناسبة عند الدولة تقوم من خلالها بالإفراج العام عن السجناء، فكم كانت الأهالي من أبناء القطيف وتوابعها تتطلع أن يشمل هذا العفو الذي خرج عليهم بالأمس أبناءً لهم غابوا في السجون لأكثر من عقد ونيف، على خلفية انفجار الخبر الذي وقع في سنة 1996م بمبنى تابع للجيش الأمريكي.
وبما أن الأمر يعني الأمريكيين خرجت التصريحات الأولى من الإدارة الأمريكية تحمل اتهاما مبطنا باتجاه الإيرانيين. وكأن الأمر لا يخلو من تصفية حسابات بين الإدارة الأمريكية من جهة والإيرانيين من جهة أخرى مسرحها تفجير الخبر. حيث دأبت الاستخبارات الأمريكية بمتابعة التحقيقات والإدارة تلوح بالقصاص ممن يقف وراء هذا العمل. والإيرانيون لم يصرحوا بأية رد على الصراخ الأمريكي كون الأمر لا يعنيهم في شيء.
استكملت التحقيقات المطولة صحبتها حملة واسعة من الاعتقالات التي طالت العشرات من أبناء منطقة القطيف على خلفية الانفجار وتم التحفظ على هؤلاء التسعة، وعندها غابت زوبعة التصريحات الأمريكية. مما يضعنا أمام عدة تساؤلات، وبعدها أضحى مصير التسعة مجهولاً لسنوات عدة دون أن يُعلم عنهم أي شيء مما ترك حيرة في الشارع لغياب الشفافية حيال هذه القضية.
وعادت القضية تتجدد عندما أطلق الملك عبدالله عفوا عن الإرهابيين وجُددت الدعوة لهم أكثر من مرة بطلب من المؤسسة الدينية وخُصِّصَ لهم برنامج مناصحة وإعادة تأهيل وهذا عزز الأمل في قضية التسعة المنسيين ليحظوا بما حظي به الآخرين مما ترك ارتياحا لدى عائلات السجناء وابتهجت أطفالهم خيرا إلا أن هذا الأمل سرعان ما تلاشى وعادت قضيتهم تتواصل بمضيها في النفق المظلم الذي بدأت به.
ومن هنا نقول أن هذه القضية تحديدا تركت أثرا عند الشارع الشيعي لدى أكثر من مليونين ونصف من أبناء الوطن لغياب الشفافية عنها مستشعرة نوعا من التمييز لأنهم أمام قضية "إنسانية" يلفها الغموض.
علما أن الدولة لا زالت مشرعة الأبواب عبر مؤسسة المتاوبة وهذا ما يدعونا للتطلع أن يُدرج هؤلاء المنسيين للمناصحة أو على الأقل وضع الشارع في نوع من المعرفة بدلا من أن يترك لمن يتصيد بالقول أن الشيعة لا يحظون بأي اهتمام وحالة التمييز هي السمة البارزة.
أخيرا إننا في شهر رمضان المبارك شهر الخير، شهر الألفة، شهر يقبل الله فيه عتق الرقاب فما أجمل أن يعفي من قدر عمن ليس له حول ولا قوة لا سيما أن الملك قد وعد خيرا لأكثر من مرة، وكم وددنا أن البسمة تعود لشفاه أهالي المنسيين قبل أن يغادرنا شهر رمضان المبارك.