اريام الدلوعة
08-14-2008, 12:00 PM
تاريخ النشر: الخميس 5/6/2008
ما أحوج أهل السنة والجماعة إلى...
كتب:د.أحمد يوسف الدعيج
الشيعة الاثنا عشرية موجودون تقريبا منذ القرن الهجري الأول ولا يزالون، لهم علماؤهم وفقهاؤهم ومقدساتهم ومقاماتهم ومزاراتهم وثقافتهم وتاريخهم، التقية مبدأ مهم في مذهبهم، يقول البعض بأنها تستخدم عند الخوف على النفس أو المال، والمحافظة على المخاف عليه لكتمان مخالفة المخاف منه سواء أكان في الهدف أم العقيدة أم غير ذلك، وقاية لشر الظالم ودفعا للضرر الذي يؤول من جانبه، ويروي الشيعة عن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد زين العابدين بن الحسين بن علي رضـي الله عـنـه، الامام السادس في مذهبهم أنه قال »التقية ديني ودين آبائي« وانه قال، »من لا تقية له لا دين له«.
من حق الشيعة أن ينشروا مذهبهم ويدعون اليه لأنهم يؤمنون ويعتقدون بأنهم على حق وصواب، مثلما هو حق لنا نحن أهل السنة والجماعة أن ندعو لمذهبنا وننشره لأننا نؤمن ونعتقد بأننا على حق وصواب، ولقد اجتهد الشيعة في ذلك اجتهادا كبيرا خاصة بعد ثورة آية الله الخميني الذي تمر على وفاته هذه الأيام تسع عشرة سنة، تلك الثورة التي كان لها أثر مدوي ليس في ايران وحسب وانما في العالم أجمع، لقد اجتهد الشيعة في نشر مذهبهم وكان سفراء جمهورية ايران الاسلامية في كل دول العالم التي لهم فيها تمثيل دبلوماسي يعملون بكل جد واجتهاد في نشر مذهبهم والدعوة اليه، في الوقت الذي انشغل فيه الكثير من سفراء دول أهل السنة والجماعة بالمناسبات البروتوكولية وحفلات المناسبات الوطنية وقص الشريط والتمترس أمام الكاميرات وما شابه ذلك من أنشطة لا فائدة منها.
ان السبب في بروز الشيعة اللافت للنظر منذ ثورة الخميني هو ديناميكية علمائهم واخلاص رجالهم لمبادئ مذهبهم، كما ان علماءهم يحظون باحترام وتقدير واضحين من كبار المسؤولين في البلاد الشيعية، وبتوقير وتبجيل من أبناء المذهب الشيعي، في الوقت الذي يتم فيه التضييق على علماء أهل السنة والجماعة في الدول السنية، ومحاربتهم ومراقبتهم والسخرية منهم، ووصمهم بالتطرف والتخلف والارهاب، وكما هو معلوم فان ايران تعتبر أكبر دولة شيعية ويمتاز رجال الدولة فيها بالجدية والعزم والحزم، ان من يطلع على سيرة الرئيس الايراني الدكتور محمود أحمدي نجاد، سوف يذهل من جدية هذا الرئيس وشجاعته وبساطته وتواضعه وتقشفه، آمل أن تتاح لي الفرصة للقائه في الشتاء القادم. ان من حق ايران ان يكون لها مفاعل نووي، سواء للاستخدامات السلمية مثلما يؤكد المسؤولون الايرانيون في كل مناسبة، وآخرها ما صرح به مرشد الثورة آية الله الخامنئي، أو لصنع سلاح نووي لتحقيق مبدأ توازن الرعب، فما الذي يجعل لاسرائيل الكيان المسخ الحق في المفاعل النووي، وامتلاكها لأكثر من مائة وخمسين سلاحا نوويا على الأقل كما قال الرئيس الامريكي جيمي كارتر قبل أيام، بينما يكون مثل هذا الأمر محرما على العرب والمسلمين.
نأمل أن تتعاون دول الخليج العربي بل والدول العربية اجمع مع ايران، فالعدو المشترك ليس ايران وانما اسرائيل، ولا حاجة لدول الخليج العربي للخوف من ايران، ومثلما يدعو الايرانيون الشيعة لمذهبهم فمن ذا الذي يمنعكم من الدعوة لمذهبكم بمثل اخلاصهم ونشاطهم وجديتهم؟ وكما تسعى ايران الدولة النفطية الكبرى لامتلاك التقنية النووية فمن يمنعكم ان تحذوا حذوها؟ وبمناسبة الكلام عن التقية فان التقية مبدأ الضعفاء وايران اليوم وكما هو معلوم ليست ضعيفة، بل هي دولة قوية مرهوبة الجانب لا حاجة لها للتقية بل على العكس من ذلك نجد ان في دولنا اليوم الكثير من كبار المسؤولين أصبحوا يطبقون مبدأ حاجي تقي الذي كانوا يتندرون عليه، وهاهم اليوم يتملقون القادة الايرانيين في مناسبات كثيرة، نرجو ألا تتورط دولنا في الحرب التي يخطط بشنها المحافظون الجدد واسرائيل على ايران حماية لاسرائيل، فان ايران اذا اضطرت للدفاع عن نفسها فلا حاجة لها للسلاح النووي فمدى صواريخها عالية الكفاءة يصل الى كل منشأة حيوية في الدول التي تقع الى الغرب منها.
ما أحوج أهل السنة والجماعة في البلاد الاسلامية في ظل الأوضاع المتردية جدا التي يعيشونها فيما يتعلق بأوضاع مذهبهم، الى حركة اصلاحية تصحيحية يقوم بها علماء ربانيون من أمثال امام أهل السنة والجماعة الامام أحمد بن حنبل وشيخ الاسلام ابن تيمية، ومن سار على دربهم، حتى يعود للأمة شيء من هيبتها وتعود الى وضعها الصحيح.
ما أحوج أهل السنة والجماعة إلى...
كتب:د.أحمد يوسف الدعيج
الشيعة الاثنا عشرية موجودون تقريبا منذ القرن الهجري الأول ولا يزالون، لهم علماؤهم وفقهاؤهم ومقدساتهم ومقاماتهم ومزاراتهم وثقافتهم وتاريخهم، التقية مبدأ مهم في مذهبهم، يقول البعض بأنها تستخدم عند الخوف على النفس أو المال، والمحافظة على المخاف عليه لكتمان مخالفة المخاف منه سواء أكان في الهدف أم العقيدة أم غير ذلك، وقاية لشر الظالم ودفعا للضرر الذي يؤول من جانبه، ويروي الشيعة عن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد زين العابدين بن الحسين بن علي رضـي الله عـنـه، الامام السادس في مذهبهم أنه قال »التقية ديني ودين آبائي« وانه قال، »من لا تقية له لا دين له«.
من حق الشيعة أن ينشروا مذهبهم ويدعون اليه لأنهم يؤمنون ويعتقدون بأنهم على حق وصواب، مثلما هو حق لنا نحن أهل السنة والجماعة أن ندعو لمذهبنا وننشره لأننا نؤمن ونعتقد بأننا على حق وصواب، ولقد اجتهد الشيعة في ذلك اجتهادا كبيرا خاصة بعد ثورة آية الله الخميني الذي تمر على وفاته هذه الأيام تسع عشرة سنة، تلك الثورة التي كان لها أثر مدوي ليس في ايران وحسب وانما في العالم أجمع، لقد اجتهد الشيعة في نشر مذهبهم وكان سفراء جمهورية ايران الاسلامية في كل دول العالم التي لهم فيها تمثيل دبلوماسي يعملون بكل جد واجتهاد في نشر مذهبهم والدعوة اليه، في الوقت الذي انشغل فيه الكثير من سفراء دول أهل السنة والجماعة بالمناسبات البروتوكولية وحفلات المناسبات الوطنية وقص الشريط والتمترس أمام الكاميرات وما شابه ذلك من أنشطة لا فائدة منها.
ان السبب في بروز الشيعة اللافت للنظر منذ ثورة الخميني هو ديناميكية علمائهم واخلاص رجالهم لمبادئ مذهبهم، كما ان علماءهم يحظون باحترام وتقدير واضحين من كبار المسؤولين في البلاد الشيعية، وبتوقير وتبجيل من أبناء المذهب الشيعي، في الوقت الذي يتم فيه التضييق على علماء أهل السنة والجماعة في الدول السنية، ومحاربتهم ومراقبتهم والسخرية منهم، ووصمهم بالتطرف والتخلف والارهاب، وكما هو معلوم فان ايران تعتبر أكبر دولة شيعية ويمتاز رجال الدولة فيها بالجدية والعزم والحزم، ان من يطلع على سيرة الرئيس الايراني الدكتور محمود أحمدي نجاد، سوف يذهل من جدية هذا الرئيس وشجاعته وبساطته وتواضعه وتقشفه، آمل أن تتاح لي الفرصة للقائه في الشتاء القادم. ان من حق ايران ان يكون لها مفاعل نووي، سواء للاستخدامات السلمية مثلما يؤكد المسؤولون الايرانيون في كل مناسبة، وآخرها ما صرح به مرشد الثورة آية الله الخامنئي، أو لصنع سلاح نووي لتحقيق مبدأ توازن الرعب، فما الذي يجعل لاسرائيل الكيان المسخ الحق في المفاعل النووي، وامتلاكها لأكثر من مائة وخمسين سلاحا نوويا على الأقل كما قال الرئيس الامريكي جيمي كارتر قبل أيام، بينما يكون مثل هذا الأمر محرما على العرب والمسلمين.
نأمل أن تتعاون دول الخليج العربي بل والدول العربية اجمع مع ايران، فالعدو المشترك ليس ايران وانما اسرائيل، ولا حاجة لدول الخليج العربي للخوف من ايران، ومثلما يدعو الايرانيون الشيعة لمذهبهم فمن ذا الذي يمنعكم من الدعوة لمذهبكم بمثل اخلاصهم ونشاطهم وجديتهم؟ وكما تسعى ايران الدولة النفطية الكبرى لامتلاك التقنية النووية فمن يمنعكم ان تحذوا حذوها؟ وبمناسبة الكلام عن التقية فان التقية مبدأ الضعفاء وايران اليوم وكما هو معلوم ليست ضعيفة، بل هي دولة قوية مرهوبة الجانب لا حاجة لها للتقية بل على العكس من ذلك نجد ان في دولنا اليوم الكثير من كبار المسؤولين أصبحوا يطبقون مبدأ حاجي تقي الذي كانوا يتندرون عليه، وهاهم اليوم يتملقون القادة الايرانيين في مناسبات كثيرة، نرجو ألا تتورط دولنا في الحرب التي يخطط بشنها المحافظون الجدد واسرائيل على ايران حماية لاسرائيل، فان ايران اذا اضطرت للدفاع عن نفسها فلا حاجة لها للسلاح النووي فمدى صواريخها عالية الكفاءة يصل الى كل منشأة حيوية في الدول التي تقع الى الغرب منها.
ما أحوج أهل السنة والجماعة في البلاد الاسلامية في ظل الأوضاع المتردية جدا التي يعيشونها فيما يتعلق بأوضاع مذهبهم، الى حركة اصلاحية تصحيحية يقوم بها علماء ربانيون من أمثال امام أهل السنة والجماعة الامام أحمد بن حنبل وشيخ الاسلام ابن تيمية، ومن سار على دربهم، حتى يعود للأمة شيء من هيبتها وتعود الى وضعها الصحيح.