المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر .. مأجورين .



ZHRAA AWHDYAA
07-27-2008, 11:45 PM
الإمام موسى الكاظم عليه السلام .. نموذج عصره ، وفريد دهره ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، مهيب الطلعة ، كثير التعبد ، يطوي ليله قائما ونهاره صائما ، عظيم الحلم ، شديد التجاوز ، حتى سمي لذلك كاظما ، لاقى من المحن ما تنهد لهولها الجبال فلم تحرك منه طرفا ، بل كان ( عليه السلام ) صابرا محتسبا كحال آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) . يعرف بألقاب عديدة تدل على بعض مظاهر شخصيته، وجملة من جوانب عظمته، وهي كما يلي:

الصابر : لأنه صبر على الآلام والخطوب التي تلقاها من حكام الجور، الذين قابلوه بجميع ألوان الاسائة والمكروه.

الزاهر : لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول(صلى الله عليه وآله).

العبد الصالح : ولقب بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب المثل في عبادته على ممرّ العصور والاجيال وقد عرف بهذا اللقب عند رواة الحديث فكان الراوي عنه يقول: حدثنى «العبد الصالح».


الكاظم : وانما لقّب بذلك لما كظمه من الغيظ عما فعل به الظالمون من التنكيل والارهاق حتى قضى شهيداً مسموماً في ظلمات السجون لم يبد لاحد آلامه وأشجانه بل قابل ذلك بالشكر لله والثناء عليه، ويقول ابن الاثير: «انه عرف بهذا اللقب لصبره، ودماثة خلقه، ومقابلته الشر بالاحسان<<


ذو النفس الزكية : وذلك لصفاء ذاته التي لم تتلوّث بمآثم الحياة ولا بأقذار المادة حتى سمت، وانبتلت عن النظير.


باب الحوائج : وهذا أكثر ألقابه ذكراً، وأشهرها ذيوعاً وانتشاراً، فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام،

وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول:
« ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب»
وقال الإمام الشافعى: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب»

لقد كان الإمام موسى في حياته مفزعاً وملجأ لعموم المسلمين وكذلك كان بعد وفاته حصناً منيعاً لمن استجار به .


000 000 000 000

مراحل حياة الإمام الكاظم (عليه السلام)


المرحلة الاُولى : :

هي مرحلة نشأته وحياته في ظلّ أبيه(عليهما السلام) وهي تناهز العقدين من عمره الشريف. وقد تميزت هذه المرحلة بظهور علمه الربّاني وقدرته الفائقة على الحوار والحجاج حتى أفحم مثل أبي حنيفة وهو صبي لم يتجاوز نصف العقد الواحد من عمره المبارك.


ومن المناظرات التي وقعت بينه وبين أبي حنيفه ماروي عن محمّد بن مسلم قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلّي والناس يمرّون بين يدَيه فلا ينهاهم، وفيه ما فيه!

فقال أبو عبدالله عليه السّلام: ادعوا لي موسى. فدُعيَ فقال له: يا بُنيّ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي والناس يمرّون بين يديك.. فلم تَنْهَهم. فقال: نعم يا أبتِ، إنّ الذي كنت أُصلّي له كان أقربَ إليّ منهم، يقول الله عزّوجلّ: « ونحنُ أقربُ إليهِ مِن حبلِ الوريد).
قال محمّد بن مسلم: فضمّه أبو عبدالله عليه السّلام إلى نفسه، ثمّ قال: بأبي أنت وأُمّي يا مُودَعَ الأسرار


000 000 000 000


المرحلة الثانية :

وتبدأ بتسلّمه لزمام الامور الدينية (العلمية والسياسية والتربوية) بعد استشهاد أبيه في ظروف سياسيّة قاسية كان يخشى فيها على حياته المباركة حتى اضطرالإمام الصادق(عليه السلام) لان يجعله واحداً من خمسة أوصياء في وصيته المشهورة التي بدّد فيها تخطيط المنصور لاغتيال وصي الإمام الصادق(عليه السلام).


وفي هذه المرحلة عاصر الإمام عليه السلام عدة من ملوك بني العباس ومنهم المهدي الذي اتبع منهج أسلافه العباسيين في معاملة البيت العلوي وعلى رأسهم الإمام الكاظم عليه السلام حتى عمد يوم إلى مؤامرة للقضاء عليه في السحر بمعونة من بعض جنده ، فنام فرأى في منامه علياً يشير اليه ويقرأ: (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطّعوا أرحامكم) ،فانتبه مذعوراً، ونهى حميداً عمّا أمره، وأكرم الإمام الكاظم(عليه السلام) ووصله بشكل ظاهر أمام الملأ ..


ومن أبرز الأحداث التي جمعته مع الإمام الكاظم عليه السلام أيضا تلك المناظرة التي كانت بينه وبينه عليه السلام بمحضر علي أبن يقطين..

صدقتَ يا رافضيّ!

• في ( الكافي ) للكليني: عن عليّ بن يقطين قال: سأل ( المهدي العباسي ) أبا الحسن ( الكاظم ) عليه السّلام عن الخمر، هل هي محرّمة في كتاب الله؛ فإنّ الناس إنّما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها! فقال له أبو الحسن عليه السّلام:

بل هي محرّمة في كتاب الله عزّوجلّ.

فقال له: في أيّ موضعٍ هي محرّمة في كتاب الله يا أبا الحسن ؟

قال عليه السّلام: قول الله عزّوجلّ: إنّما حرَّمَ ربّيَ الفواحشَ ما ظَهَر منها وما بَطَنَ والإثمَ والبغيَ بغيرِ الحقّ ( سورة الأعراف:33 )،

فأمّا قوله: ما ظَهَرَ مِنْها يعني الزنا المُعلَن ونَصْبَ الرايات التي كانت ترفعها الفَواجر للفواحش في الجاهلية. وأمّا قوله عزّوجلّ: « وما بَطَن » يعني ما نكح الآباء؛ لأنّ الناس كانوا قبل أن يُبعَث النبي صلّى الله عليه وآله،

إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوّجها ابنُه مِن بعده إذا لم تكن أُمَّه؛ فحرّم الله عز‍ّوجلّ ذلك، وأمّا « الإثم » فإنّها الخمرة بعينها؛ وقد قال الله تبارك وتعالى في موضعٍ آخر: « يَسألونَك عنِ الخمرِ والمَيسِرِ قُلْ فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للناس »( سورة البقرة:219 )،

فأمّا الإثمُ في كتاب الله فهي الخمر والمَيْسِر، وإثمهما كبير كما قال عزّوجلّ.


فقال المهدي: يا عليَّ بن يقطين ( وكان وزيره، وهو شيعيّ يتستّر ): ـ هذه ـ واللهِ ـ فتوى هاشميّة!
فقال عليّ بن يقطين: صدقتَ واللهِ يا أمير المؤمنين، الحمد لله الذي لم يُخرِجْ هذا العلمَ منكم أهلَ البيت.

قال الراوي: فوَاللهِ ما صبَرَ المهديّ إلاّ أن قال لابن يقطين: صدقتَ يا رافضيّ!




موقف الإمام الكاظم(عليه السلام) من ثورة الحسين بن علي ابن الحسن ـ صاحب ثورة فخ:


استولى على الحكم موسى الهادي بعد وفاة أبيه وبالرغم من قصر المدّة التي حكم فيها موسى الهادي إلاّ أنها قد تركت آثاراً سيّئة على الشيعة وامتازت بحدث مهم في التاريخ الاسلامي وهو «واقعة فخ» التي قال عنها الإمام الجواد(عليه السلام): «لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ» ،

وكانت من الأسباب التي أدّت الى الثورة عديدة، نذكر منها سببين:


الأوّل: الاضطهاد والإذلال الذى مارسه الخلفاء العبّاسيون ضد العلويين واستبداد موسى الهادي على وجه الخصوص .
الثاني: الولاة الذين عيّنهم موسى الهادي على المدينة مثل تعيينه اسحاق ابن عيسى بن علي الذى استخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز.

وفي سنة ( 169 هـ ) عزم الحسين بن علي ـ صاحب فخ ـ على الخروج فجمع أصحابه واستولى على المدينة و توجّه نحو مكة وبعد أن وصل الى ( فخ ) فعسكر فيه وكان معه (300 ) مقاتل ولحقته الجيوش العبّاسية وبعد صراع رهيب استشهد الحسين وأصحابه

وأرسلت رؤوس الأبرار الى الطاغية موسى الهادي، ومعهم الأسرى وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبراً وصلبوا على باب الحبس.

ولمّا سمع الإمام الكاظم بمقتل الحسين رضي الله عنه بكاه وأبّنه بهذه الكلمات : «إنّا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً، صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله»


000 000 000 000

ZHRAA AWHDYAA
07-27-2008, 11:47 PM
المرحلة الثالثة : :

وهي مرحلة معاصرته لحكم الرشيد وهذه المرحلة هي من أحرج مراحل حياة الإمام(عليه السلام) وأدقّها من حيث تشديد التضييق عليه، ولم ينته العقد الأول من حكم الرشيد إلاّ والإمام في مطامير سجونه،تارة في البصرة واُخرى في بغداد. وتميّزت هذه السنوات العجاف بالتخطيط المستمر من قبل الرشيد لادانة الإمام(عليه السلام) والسعي المتواصل لسجنه واغتياله.



بما أننا نعيش مرحلة الهضم والظلم التي عايشها الإمام الكاظم عليه السلام في عهد الطاغية الرشيد.. لا بأس بأن نقف وقفة تأمل في خط سير بعض الشخصيات التي كانت تمثل أنموذج رائع لأتباع خط ومنهاج أهل البيت عليهم السلام ..

علي ابن يقطين احد وزراء الرشيد المرموقين والذين كانوا يبطنوا الولاء لأهل البيت عليهم السلام:

ركّز الإمام(عليه السلام) على بعد الانتماء لخطّ أهل البيت(عليهم السلام) ولا سيّما الانتماء السياسي لهم وتحرك الإمام على مستوى تجويز اندساس بعض أتباعه في جهاز السلطة الحاكمة، وأبرز مثال لذلك توظيف علي بن يقطين ووصوله الى مركز الوزارة; وقد طلب علي بن يقطين من الإمام الكاظم(عليه السلام) التخلي عن منصبه أكثر من مرة، وقد نهاه الإمام (عليه السلام) قائلا له :

«يا علي إنّ لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي»
وقال له في مرة اُخرى : «لا تفعل فإن لنا بك اُنساً ولإخوانك بك عزّاً وعسى الله أن يجبر بك كسيراً أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه. يا علي كفارة أعمالكم الاحسان الى اخوانكم .. اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثاً، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته واكرمته أضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً ولا ينالك حد السيف أبداً ولا يدخل الفقر بيتك أبداً...»

يا عليّ، مَن سَرَّ مومناً فبالله بدأ، وبالنبي صلّى الله عليه وآله ثنّى، وبنا ثلّث.



هشام ابن الحكمـ


كان هشام بن الحكم من أفذاذ الاُمة الإسلامية ومن كبار علمائها وفي طليعة المدافعين عن خط أهل البيت(عليهم السلام).


كان من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) وبعد وفاته اتّصل بالامام الكاظم(عليه السلام).
وخاض هشام مع علماء الأديان والمذاهب مستدلا على صحة مبدأه وبطلان أفكارهم.


ونظراً لخطورة استدلاله وقوة حجته كان الرشيد يحضر من وراء الستار فيصغي اليها ويعجب بها، ولقد خاض في عدة مناظرات مع زعيم المعتزلة الروحي عمرو بن عبيد


ووجه يحيى بن خالد البرمكي سؤالا لهشام بحضرة الرشيد من أجل احراجه قائلا له: أخبرني عن علي والعباس لما اختصما الى أبي بكر في الميراث أيهما كان المحق من المبطل؟

فاستولت الحيرة على هشام لأنه قال في نفسه: ان قلت علياً كان مبطلا كفرت وان قلت العباس كان مبطلا ضرب الرشيد عنقي.

فقال هشام: لم يكن من أحدهما خطأوكانا جميعاً محقين، ولهذا نظير قد نطق به القرآن في قصة داود (عليه السلام)حيث يقول الله:(وهل أتاك نبأالخصم إذ تسوّروا المحراب)، الى قوله تعالى: (خصمان بغى بعضنا على بعض) فأي الملكين كان مخطئاً؟ وأيهما كان مصيباً؟ أم تقول: انهما كانا مخطئين فجوابك في ذلك جوابي بعينه.


فقال يحيى: لست أقول : الملكين أخطآ، بل أقول انهما أصابا وذلك انهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وانّما أظهرا ذلك لينبّها داود على الخطيئة ويعرّفاه الحكم ويوقفاه عليه.


فقال هشام: كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وانما أظهرا الاختلاف والخصومة لينبّها أبا بكر على غلطه ويوقفاه على خطيئته ويدلاّه على ظلمه في الميراث ولم يكونا في ريب من أمرهما.


فتحيّر يحيى ولم يطق جواباً، واستحسن الرشيد هذا البيان الرائع الذي تخلص به هشام



((_(((_(((__((((())))((())))((())))____))))__))




قصة سجن الإمام الكاظم عليه السلام وأعتقاله المتكرر :


اعتقال الإمام (عليه السلام)

وبعد زيارة الرشيد لقبر الرسول(صلى الله عليه وآله) ولقائه بالإمام(عليه السلام) أمر الطاغية هارون باعتقال الإمام(عليه السلام) وفعلا اُلقي القبض على الإمام وهو قائم يصلي عند رأس جدّه النبي(صلى الله عليه وآله) ولم يمهلوه لإتمامها.
فحمل وقيّد فشكى الإمام لجدّه الرسول(صلى الله عليه وآله) قائلا: «اليك أشكو يا رسول الله»
فتألمت الاُمة كثيراً فلم يبق قلب الاّ وتصدّع من الأسى والحزن فخافت السلطات أن يكون اعتقال الإمام محفزاً للثورة عليها.فحمل جملين، واحداً الى البصرة والثاني الى الكوفة لغرض الايهام على الناس، أي: لئلاّ يعرف محل حمل الإمام في أيّهما.



الإمام(عليه السلام) في سجن البصرة :

وسارت القافلة التي كانت تعتقل الإمام الكاظم عليه السلام تطوي البيداء حتى وصلت البصرة وأخذه عيسى بن أبي جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس وأقفل عليه أبواب السجن فكان لا يفتحها الاّ في حالتين: احداهما في خروجه للطهور، والاُخرى لادخال الطعام له(عليه السلام).



الايعاز لعيسى باغتيال الإمام(عليه السلام):

وأوعز الرشيد الى عيسى يطلب منه فوراً القيام باغتيال الإمام لكن لمّا وصلت أوامر الرشيد لعيسى باغتيال الإمام(عليه السلام) ثقل عليه الأمر ، وكتب الى الرشيد رسالة يطلب فيها اعفاءه عن ذلك.




حمل الإمام(عليه السلام) الى بغداد:

واستجاب الرشيد لطلب عيسى وخاف من عدم تنفيذه لطلبه أن يساهم في اطلاق سراح الإمام(عليه السلام) ويخلّي سبيله، فأمره بحمله الى بغداد ، ولمّا وصل الإمام الى بغداد أمر الرشيد باعتقاله عند الفضل فأخذه وحبسه في بيته.


اما أنه من رهبان بني هاشمـ

وأشرف هارون على سجن الإمام(عليه السلام) إذ كان يتوجّس في نفسه الخوف من الإمام(عليه السلام) فلم يثق بالعيون التي وضعها عليه في سجنه فكان يراقبه ويتطلّع على شؤونه خوفاً من أن يتصل به أحداً ويكون الفضل قد رفّه عليه، فأطلّ من أعلى القصر على السجن فرأى ثوباً مطروحاً في مكان خاص لم يتغيّر عن موضعه.

فقال للفضل : ماذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟!
فقال الفضل : يا أمير المؤمنين، وما ذاك بثوب، وانّما هو موسى بن جعفر له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الى وقت الزوال، فانبهر هارون وقال: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم !


والتفت اليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بعبادة وزهد الإمام قائلا له:
يا أمير المؤمنين مالك قد ضيقت عليه في الحبس ؟!!
فأجابه هارون قائلا: هيهات ، لابد من ذلك.

ولمّا أوعز الرشيد للفضل باغتيال الإمام(عليه السلام) امتنع ولم يجبه الى ذلك وخاف من الله لأنه كان ممّن يذهب الى الإمامة ويدين بها.




طامورة السندي ابن شاهك

وبعد سجن الفضل أمر هارون بنقل الإمام(عليه السلام) الى سجن السندي بن شاهك وأمره بالتضييق عليه فاستجاب هذا الاثيم لذلك فقابل الإمام(عليه السلام) بكل جفوة وقسوة، والإمام صابر محتسب فأمره الطاغية أن يقيّد الإمام(عليه السلام) بثلاثين رطلا من الحديد ويقفل الباب فيوجهه ولا يدعه يخرج الاّ للوضوء.

ZHRAA AWHDYAA
07-27-2008, 11:51 PM
وقفة مع نشاط الإمام (عليه السلام) داخل السّجن:

قام الإمام بنشاط متميّز من داخل السجن، وفيما يلي نلخّص ذلك ضمن عدة نقاط:

1 ـ عبادته داخل السّجن :
أقبل الإمام كما قلنا على عبادة الله تعالى فكان يصوم النهار ويقوم الليل ولا يفتر عن ذكر الله.
وهذه اُخت الجلاّد السندي بن شاهك تحدّثنا عمّا رأته من اقبال الإمام وطاعته لله والتي أثّرت في نفسها وأصبحت فيما بعد من الصالحات فكانت تعطف على الإمام(عليه السلام) وتقوم بخدمته وإذا نظرت اليه أرسلت ما في عينيها من دموع وهي تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ..


ـ اتّصال العلماء به :
واتّصل جماعة من العلماء والرواة بالإمام(عليه السلام) من طريق خفي فانتهلوا من نمير علومه فمنهم موسى بن إبراهيم المروزي، وقد سمح له السندي بذلك لأنّه كان معلّماً لولده، وقد ألّف موسى بن إبراهيم كتاباً مما سمعه من الإمام


3 - إرسال الاستفتاءات إليه:وكانت بعض الأقاليم الإسلامية التي تدين بالإمامة ترسل عنها مبعوثاً خاصاً للإمام(عليه السلام) حينما كان في سجن السندي، فتزوده بالرسائل فكان (عليه السلام) يجيبهم عنها، وممن جاءه هناك علي بن سويد، فقد اتّصل بالإمام(عليه السلام) وسلّم إليه الكتب فأجابه(عليه السلام).


نصب الوكلاء :
وعيّن الإمام(عليه السلام) جماعة من تلامذته وأصحابه، فجعلهم وكلاء له في بعض البلاد الإسلامية، وأرجع إليهم شيعته لأخذ الأحكام الإسلامية منهم، كما وكّلهم في قبض الحقوق الشرعية، لصرفها على الفقراء والبائسين من الشيعة وانفاقها فيوجوه البر والخير، فقد نصب المفضل بن عمر وكيلا له في قبض الحقوق وأذن له في صرفها على مستحقيها.ومن هنا بدأت ظاهرة الوكالة في تخطيط أهل البيت(عليهم السلام) .


وقد نتساءل : كيف كان (ع) يتصل بهم ، لعله بطرق غيبية ، ولكن أحاديث كثيرة تبيّن لنا أن أكثر من سجن عندهم الإمام (ع) قالوا بإمامته ، بالرغم من أن السلطة كانت تختار سجّانه من بين أغلظ الناس وأكثرهم ولاءً لها ، لما كانوا يرونه فيه من شدة الإجتهاد في العبادة ، وغزارة العلم ومكارم الأخلاق ، ولما كانوا يرونه منه من كرامات .


تعيينه لولي عهده :
ونصب الإمام(عليه السلام) من بعده ولده الإمام الرضا(عليه السلام) فجعله علماً لشيعته ومرجعاً لاُمة جدّه، فقد حدّث الحسين بن المختار، قال: لمّا كان الإمام موسى(عليه السلام) في السجن خرجت لنا ألواح من عنده وقد كتب فيها «عهدي الى أكبر ولدي».




المؤامرة لقتل حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:


أوعز الرشيد الى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام(عليه السلام) فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفضع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم(صلى الله عليه وآله) فعمد السندي الى رطب فوضع فيه سماً فاتكاً وقدّمه للإمام فأكل منه عشر رطبات فقال له السندي «زد على ذلك»

فرمقه الإمام بطرفه وقال له: «حسبك قد بلغت ما تحتاج اليه».

ولمّا تناول الإمام تلك الرطبات المسمومة تسمّم بدنه وأخذ يعاني آلاماً شديدة واوجاعاً قاسية.

وفي الاثناء استدعى السندي بعض الشخصيات والوجوه المعروفة في قاعة السجن، وكانوا ثمانين شخصاً كما حدّث بذلك بعض شيوخ العامة ـ حيث يقول: أحضرنا السندي فلما حضرنا انبرى إلينا فقال:

انظروا الى هذا الرجل هل حدث به حدث ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه قد فُعل به مكروه، ويكثرون من ذلك ، وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره ، وها هو ذا موسّع عليه في جميع اُموره فاسألوه.. .
يقول الراوي: فانبرى إلينا وقال لنا: أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك ، فهو على ما ذكر،غير أني أُخبركم أيها النفر أني قد سقيت السمّ في تسع تمرات، واني اصفر غداً وبعد غد أموت».

ولمّا سمع السندي ذلك انهارت قواه واضطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة فقد أفسد عليه ما رامه من الحصول على البراءة من المسؤولية في قتله.



قل لشيعتي أن الفرج على الجسر ببغداد :

ثم إنّ علي بن سويد اتصل بالإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو في طامورة السندي ابن شاهك فسأله: سيّدي متى الفرج لقد ضاقت صدورنا قال له الإمام: «الفرج قريب ياابن سويد»

قال: متى سيّدي؟

قال: «يوم الجمعة ضحى على الجسر ببغداد».

يقول عليّ بن سويد: جئتُ في ذلك اليوم إلى جسر الرصافة وإذا بجنازة مطروحة والمنادي يُنادي: هذا إمام الرافضة قد مات حتف أنفه فانظروا إليه فجعل الناس يتفرّسون في وجهه.
يقول علي بن سويد: جئت لأنظر إليه وإذا به سيّدي ومولاي موسى بن جعفر (عليه السلام) فأخذ علي بن سويد بالبكاء والنحيب عند رأس الإمام
.



مبادرة سليمان : ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر.

كان سليمان بن أبي جعفر المنصور رجلا محنّكاً وذا عقل متزن. وقد رأى أنّ الاعمال التي قام بها هارون ما هي إلاّ لطخة سوداء في جبين العباسيين .. ويروى بأنّ قصر سليمان كان مطلاًّ على نهر دجلة وحين سمع النداء والضوضاء ورأى بغداد قد اضطربت، قال لولده وغلمانه : ما هذا ؟

قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر، وأخبروه بذلك النداء الفظيع.
فصاح بولده قائلا: انزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فأضربوهم ،


وانطلق أبناء سليمان وغلمانه الى الشرطة فأخذوا جثمان الإمام منهم، ولم تبد الشرطة معهم أية معارضة، فسليمان عم الخليفة وأهم شخصية لامعة في الاُسرة العبّاسية وأمره مطاع عند الجميع ،


وحمل الغلمان نعش الإمام(عليه السلام) فجاءوا به الى سليمان فأمر في الوقت أن ينادى في شوارع بغداد :

ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليحضر.

وخرج الناس على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان الإمام وخرجت الشيعة فعبّرت عن حزنها وأساها بعد هذا التشييع الكبير.





تجهيز الإمام (عليه السلام) :

وقام سليمان بتجهيز الإمام فغسّله ، وكفّنه ، ولفّه بحبرة قد كتب عليها القرآن الكريم بأسره كلّفته الفين وخمسمائة دينار

وقال المسيب بن زهرة: والله لقد رأيت القوم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنّطونه ويكفّنونه وأراهم أنهم لا يصنعون شيئاً، ورأيت ذلك الشخص الذي حضر وفاته ـ وهو الإمام الرضا (عليه السلام) ـ هو الذي يتولّى غسله وتحنيطه وتكفينه، وهو يظهر المعاونة لهم، وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره إلتفت إليَّ فقال(عليه السلام):
«يا مسيّب مهما شككت في شيء فلا تشكنّ فيّ، فإني إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي .

يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ومثلهم مثل إخوته حين دخلواعليه وهم له منكرون[ وبعد انتهاء الغسل حُمل الإمام الى مرقده».



تشييع الإمام(عليه السلام) ودفنه
وبعد الغسل هرعت جماهير بغداد الى تشييع الإمام فكان يوماً مشهوداً لم تر مثله في أيّامها فقد خرج البر والفاجر لتشييع جثمان الإمام(عليه السلام) والفوز بحمل جثمانه، وسارت المواكب وهي تجوب شوارع بغداد وتردد أهازيج الحزن واللوعة، متّجهة نحو باب التبن يتقدمهم سليمان حافياً حاسراً متسلّباً مشقوق الجيب الى مقابر قريش، وحفر له قبر فيها وأنزله سليمان بن أبي جعفر.
وبعد الفراغ من الدفن أقبلت الناس تعزّيه بالمصاب الأليم.


إن لله وإن إليه راجعون


الأخبارُ النَّوادِر.. عن الإمام الصّابِر


عن أبي المَغْراء أنّه سمع الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه يقول:
ـ إنّ أشقى أشقيائكم مَن يُكذّبنا في الباطن ممّا يُخبَر عنّا، ويُصدّقنا في الظاهر. نحن أبناء نبيّ الله وأبناء رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأبناء أمير المؤمنين، وأحباب ربّ العالمين. نحن مفتاح الكتاب، بنا نطق العلماء، ولولا ذلك لَخَرسوا، نحن رَفَعنا المَنار وعَرَفنا القِبلة، نحن حجر البيت في السماء والأرض... نحن مكتوبون على عرش ربّنا، مكتوبٌ: محمّدٌ خير النبيّين، وعليٌّ سيّد الوصيّن، وفاطمة سيّدة نساء العالمين.



عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه السّلام، عن آبائه عليهم السّلام: دخل موسى بن جعفر عليه السّلام على رجلٍ قد غَرِق في سَكَرات الموت وهو لا يُجيب داعياً، فقالوا له:
ـ يا ابن رسول الله، وَدِدْنا لو عَرَفنا كيف الموت! وكيف حالُ صاحبِنا!
فقال: الموت هو المصفاة تُصفّي المؤمنين مِن ذنوبهم، فيكون آخِرُ ألمٍ يُصيبهم كَفّارةَ آخِرِ وِزْرٍ بقيَ عليهم.. وتصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون آخِرُ لذّةٍ أو راحةٍ تَلحَقُهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم. وأمّا صاحبكم هذا، فقد نُخِل من الذنوب نَخْلاً، وصُفّي من الآثام تصفية، وخَلُص حتّى نُقّي كما يُنقّى الثوب من الوَسَخ، وصلح لمعاشرتنا أهلَ البيت في دارنا دار الأبد.



الموضوع معتمد على المصادر التالية :

http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book03/index.htm

http://www.imamreza.net/arb/list.php?id=22

ZHRAA AWHDYAA
07-27-2008, 11:52 PM
(لم يكن لنا بعدَ الطفِّ مصرعٌ أعظمُ مِن فخّ) . ماذا تعرف عن واقعة فخ؟
..


بسم الله الرحمن الرحيم


قبور بكوفان و أخرى بطيبة ... و أخرى بفخ نالها صلوات

ويقول الإمام الجواد سلام الله عليه : «لم يكن لنا بعدَ الطفِّ مصرعٌ أعظمُ مِن فخّ»


فماذا تعرف عن فخ ؟

وفي عهد من من أئمة أهل البيت سلام الله عليه كانت ؟

ماهي الدواعي التي دعت إلى القيام بها؟ وماذا كان موقف الامام المعصوم منها؟

و هل أشار نبي الرحمة صلى الله عليه وآله يوما بحديثه ؟
..............................................





يطلعنا التاريخ عن بعض ابشع جرائم العباسيين الفضيعة والقاسية ‌التي اريقت ‏وابيحت فيها دماء ذرية آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في واقعة فخ ‏الفاجعة في مكة المكرمة وكان على رأس الشهداء الحسين بن علي بن الحسن بن ‏علي بن ابي طالب (عليهم السلام).‏


فلم يراعي العباسيون كل قيم وحدود الاسلام والاخلاق ولم يراعوا قرابتهم من ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع ان العباسيين ماقامت دولتهم وسلطانهم الا على ‏التسول في سكك الكوفة والعراق من المسلمين باسم القرابة من العلويين وباسم ‏شعار يا لاثارات الحسين (عليه السلام) فما ان استتبت لهم الامور في ايدهم حتى ‏راحوا يقتلون ويتتبعون العلويين في كل مكان، قال الشاعر:‏

والله ما فعلت امية فيهم
معشار ما فعلت بنو العباس


اقول: في عام 132 هجرية انتقلت زعامة مكة وسائر البلاد الاسلامية الى الحكم ‏العباسي وقد ثار في زمن المهدي العباسي من الحسنيين الحسين بن علي بن الحسن ‏المجتبي بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) ثار ضد العباسيين فقتل في فخ وهو ‏مكان قريب من مكة بعد ان اعد له العباسيون جيشاً كبيراً فقتلوه فدفن في موقع فخ ‏وتسمى اليوم بمقبرة شهداء فخ.‏

قال الشاعر دعبل الخزاعي في شعره:‏

قبور بكوفان واخرى بطيبة
واخرى بفخ نالها صلواتي

‏جاء في كتاب قاموس الحرمين الشريفين للنعمتي: (فخ هو وادي الزاهر وفيه قبور ‏جماعة ‌من العلويين قتلوا فيه في واقعة فخ كانت لهم مع اصحاب موسى الهادي بن ‏المهدي بن المنصور العباسي في ذي الحجة سنة تسع وستين ومائة (169) هـ وقبر ‏الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) على يمين الداخل ‏الى مكة ويسار الخارج منها يقرب الموضع المعروف بالزاهر ويعرف مكان ‏الموقعة التي بفخ اليوم بالشهداء وفي الشرائع وتجرد الصبيان من المخيط من فخ) ‏‏.


جاء في كتاب أداب الحرمين: (ومن المزارات شهداء فخ (رضوان الله تعالى عليهم) ‏وفيها قتل نحو مائة نفر من ذرية فاطمة (عليها السلام) على ايدي عمال موسى ‏الهادي العباسي.‏
ونقل عن المحدث القمي قال: قال في كتابه الكنى والالقاب نقلاً عن الامام الجواد ‏‏(عليه السلام): (لم يكن لنا بعد الطف مصرع اعظم من فخ) .


وأرسلت رؤوس الأبرار الى الطاغية موسى الهادي، ومعهم الأسرى وقد قيّدوا بالحبال والسلاسل ووضعوا في أيديهم وأرجلهم الحديد، وأمر الطاغية بقتلهم فقتلوا صبراً وصلبوا على باب الحبس.

ولمّا سمع الإمام الكاظم بمقتل الحسين رضي الله عنه بكاه وأبّنه بهذه الكلمات : «إنّا لله وإنا إليه راجعون ، مضى والله مسلماً صالحاً، صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله»



قبور بكوفان واخرى بطيبة واخرى بفخ نـالها صـلواتي

نعم وقد أشار دعبل بن علي الخزاعي بهذا البيت إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة , إذ أن الغري كان طرف جبانة الكوفة من الغرب , وذكر قبور الأئمة الأربعة الذين هم بالبقيع , وطيبة هي المدينة المنورة , وأما القبور التي بفخّ فهي قبر الحسين بن علي بن الحسن المثنى بن الحسن بن الحسن السبط , وأصحابه الذين قتلوا بفخ ,

وفخ : بئر قريبة من مكة المكرمة , على فرسخ منها , ولقد أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما نزل بفخ وصلى ركعتين وبكى , وبكت أصحابه , وقال صلى الله عليه واله وسلم : « نزل علي جبرئيل وقال : إن رجلاً من ولدك يقتل في هذا المكان وأجر الشهيد معه أجر شهيدين » .

ومر الصادق بفخ عند رواحه الى الحج , فنزل وتوضأ وصلى ثم ركب عليه السلام , فقيل له : هذا من الحج ؟ قال : « لا , ولكن يقتل ههنا رجل من أهل بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم الجنة » .



.... ... ....

الحد الذي شابهت به واقعة كربلاء واقعة فخ :

إنّ الّذي يقف على وقعة فخ ومأساتها وأهميّتها التاريخية والحركية يدرك أنّها تكرار لواقعة كربلاء وصدىً لصوت الحسين السبط الشهيد، حتّى أنّ الّذي يقرأ تقريعَ زينبَ لاهلِ الكوفة ، ويُصغي إلى لوعتها وشكواها ، لا يشكُّ أنّ كربلاء تكرّرت في فخ ، وأن مأساة أهل البيت (ع) تجدّدت في هذه الارض الطّاهرة ، فزينب بنت الامام عليّ بن أبي طالب ، بنت فاطمة بنت رسول الله (ص) بالامس تخاطب أهل الكوفة بعد أن شهدت المأساة ووقفت على مصارع أهل البيت وقتلاهم :
«ويلكم ، أتدرونَ أيّ كبد لرسولِ الله فريتم ؟ وأيّ كريمة لم أبرزتم ؟ وأيّ دم له سفكتم ؟ وأيّ حُرمة له انتهكتم ؟ » .


ويعيد التاريخ نفسه فيحدِّثنا أن زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب اُمّ الحسين بن عليّ صاحب ثورة فخ الشهيرة تعيشُ المأساةَ نفسها ، وتعاني اللّوعةَ ذاتها ، تلكَ المرأة العابدة الّتي قَتَلَ أبو جعفر المنصـور أباها وأخاها وعمومتها وبنيهم وزوجها ، فكانت تلبسُ المسـوحَ ولا تجعلُ بين جسدِها وبينها شعاراً حتّى لحقت بالله عزّ وجلّ ، وكانت تندِبُهُم وتبكي حتّى يُغشى عليها ، ولا تذكر أبا جعفر بسوء تحرُّجاً مِن ذلك وكراهة لان تشفي نفسها بما يؤثمها ولا تزيد على أن تقول :
«يا فاطرَ السّماوات والارض ، يا عالِمَ الغيبِ والشّهادة ، الحاكمَ بينَ عباده احكُمْ بيننا وبينَ قومِنا بالحقِّ وأنتَ خيرُ الحاكمين»

«وكانت زينب تُرقِّصُ الحسينَ وهو صغير وأخاه الحسن وتقول :
تَعَلّمْ يابنَ زينب وهِندْ *** كَم لكَ بالبَطحاءِ مِن مَعَد
مِن خالِ صِدق ماجد وَجَد»


فيأتي دور الحسين ولدها العلوي الثائر ليقتفي أثر الحسين السبط الشهيد ، ويحمل راية الجهاد والشهادة فيُراقُ دمه الطاهر ويفجع به رسـول الله (ص) ، كما فجع من قبل في كربلاء ، ولقد كانت هاتان الواقعتان (فخ ، وكربلاء) عظيمتـين على نفسِ رسول الله وأهل بيته ، وكان قد أنبأ عنهما وبكى ألماً ولوعةً لما يجري على أهل بيته فيهما .






علوكه
07-28-2008, 12:09 AM
مشكوووووووووووووره اختي على الموضوع جعله الله في ميزان اعمالك

jod
07-28-2008, 12:58 AM
عظم الله اجركم ياموالين بإستشهاد راهب أهل البيت

ايات الروح
07-28-2008, 01:03 AM
نعزي صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه
والامام السيد الخامنائي دام ظله
وجميع المراجع والعلماء
والشيعة في أنحاء العالم
باستشهاد الامام المظلوم باب الحوائج (ع)

السلام على باب الحوائج إلى الله الإمام موسى الكاظم (ع)
السلام على الإمام المظلوم المسجون المسموم روحي فداه
السلام على الإمام السابع من الأئمة المفروضي الطاعة
السلام على المعصوم التاسع من المعصومين الميامين

جررريح الررروح
07-28-2008, 02:09 AM
عظم الله اجوركم ياموالين

وتشكري اختي الكريم على الطرح الرائع
في موازين حسناتك ان شاء الله

ام الحلوين
07-28-2008, 09:42 AM
عظم الله لك الأجر يارسول الله .

عظم الله لك الأجر يا امير المؤمنين.

عظم الله لكِ الأجر يافاطمة الزهراء.

عظم الله لك الأجر يامولانا ياصاحب العصر والزمان.

عظم الله لكم الأجر ايها الأخوة المؤمنون برحيل الامام صاحب السجدة الطويلة المعذب بقعر السجون وظلم المطامير باب الحوائج الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه وعلى ابائه وابنائه افضل التحيات واتم التسليم ثبتنتا الله واياكم على ولايتهم والبراءة من اعدائهم ورزقنا شفاعتهم

الله يعطيش العافيه

ورحم الله والديش

Abert Sapeel
07-28-2008, 10:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

بمناسبة
شهادةسيدناومولانا حليم أهل البيت الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) .
نتقدم بأحر آيات العزاء من قائم آل محمد بالحق سيدنا ومولانا الإمام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
ومن جميع مراجعنا وعلماؤنا الأفاضل في مشارق الأرض ومغاربها.
ومن جميع الموالين أينما كانوا وحلوا .

عظَّم الله لكم الأجر وأحسن لكم العزاء بهذا المصاب الجلل ..

جوزيت خيراً أختي الفاضلة زهراء
على هذا الموضوع بشأن الإمام موسى الكاظم عليه السلام


مع تحياتي

اسير الهوى
07-28-2008, 11:57 AM
عظم الله اجورنا واجوركم

احسنتي أُخية وجُزيتي خيرا وطابت انفاسك لهذا الذكر الشريف..


لنطيل الجلوس في نحات الانوار الاطهار فهم موسعة رزقنا ومصفات اعمالنا ثبتنا الله وإياكم على ولايتهم والحشر معهم..
تقبلو مروري..

شذى الزهراء
07-28-2008, 07:53 PM
عظم الله اجورنا واجوركم باسشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم المعذب في قعر السجون وظلم المطامير عليه السلام
ورزقنا الله واياكم في الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته...
طرح جدااا راائع
بوركتي اختي ع الموضوع
في ميزاان الاعمااال
تحياااااتي

ZHRAA AWHDYAA
07-30-2008, 01:02 PM
بارك الله فيكم جميعا لهذا المرور الطيب.. وقضى الله حوائجكم بحق سيدي ومولاي باب الحوائج موسى ابن جعفر عليه السلام.