المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاتا القطيف الهاربتان ..!!!!



Abert Sapeel
07-27-2008, 12:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


فتاتا القطيف الهاربتان
نشرها : علي شعبان

هناك من الحوادث ما يتحول إلى رموز عندما يصل إلى الإعلام كفتاة القطيف أو شرعاء الطفلة التي توفيت من التعذيب وهناك ما لا يظهر إلى الإعلام ولا يعرف أحد عنه شيئا، مأساة أخرى من مآسي مجتمعنا أعتقد أخوتي بإنه من المهم أن تكتب إليكم لتعرفوها.
قبل نحو ثلاثة أعوام وبينما أنا جالس لوحدي في غرفتي تلقيت اتصالا من رقم غير معرف، رفعت السماعة بفضول فكلمني شخص مجهول عرف نفسه لي بإنه فلان بن فلان ابن عم أحد زملائي بالجامعة من منطقة الأحساء، أصابني قلق شديد سألته عما يريد فقال إنه موضوع خاص وحاول طمأنتي وطلب مقابلتي في أقرب وقت ممكن مما زاد في قلقي، حددنا موعدا، ذهبت إليه في مقر عمله بمستشفى المانع وعشرات الأسئلة تدور في رأسي.
حين وصلت إليه طلب مني أن أمهله عشرة دقائق كي يوقع على ورقة إنهاء الدوام، مرت هذه العشر دقائق كأنها عشر سنين. اتجهنا إلى أحد المقاهي القريبة على كورنيش الدمام وبدأ الرجل يحكي قصته.
فتاتان من القطيف هاربتان موجودتان عند أخته بالبيت منذ عدة أيام، طلبت منه أن يخبرني بقصة الفتاتين ولماذا اختارني أنا بالذات لحل المشكلة؟
أخبرني إنه لا يعرف أحدا من القطيف لذا طلب من ابن عمه بحكم وجود طلاب من القطيف في جامعة البترول أن يرشده إلى شخص من القطيف يمكنه المساعدة فدله علي.
باختصار الفتاتان توفي والدهما وتزوجت والدتهما وانتقلت إلى بيت زوجها ولم تعد تسال عن بناتها بالإضافة إلى معاناتها من ابنها العاق الذي يرفض دخولها البيت. ابنها مطلوب أمنيا بتهمة الترويج للمخدرات والخمور وتجارة الأسلحة ومعروف بفساده الأخلاقي باختصار «وين الحرام يدوره». كانت أختاه تعانيان من معاملته القاسية وتتعرضان للضرب والإهانة لدرجة أن آثاره يكون ظاهرا على وجهيهما مما يحرجهما في المدرسة مع زميلاتهما خصوصا مع هذا المجتمع الفضولي «اللي يسال عن البيضة من باضها والدجاجه من جاجها».
وفي أحد الأيام كانت الفتاتان جالستان في المنزل مع صديقاتهما فتفاجأتا بدخول أخيهما وبصحبته إحدى الفتيات مما تسبب في احراجهما أمام الضيوف، وعندما اعترضتا على فعله الشائن قام بضربهما ضربا مبرحا وقال لهما: «هم الداخلين وإنتو الطالعين» مما يعني تهديدا بالطرد - وهذا الكلام نقلا عن الفتاتين-. قررت الفتاتان على إثره الخروج من المنزل.
كانت العلاقة بين الأعمام والأخوال مفقودة لم يكن لهما أحد تلجآن إليه. حالة الفتاتين أثرت في نفسي وأصابتني بالحزن فهما تعيشان في حالة تفكك اسري بالإضافة إلى غياب الوالدين، الأذى النفسي والجسدي وخطر الفشل الدراسي وهي كافية لتثير الرحمة في أقسى القلوب. أخبرني الشاب إنه يرغب بالزواج من إحدى الفتاتين لكن يجب أن نسعى لحل الموضوع أولا، على الفور بعد رجوعي إلى البيت اتصلت بصديق من أهالي منطقة الفتاة يدعى (أ. م) وطلبت مقابلته في موضوع مهم.
وعندما إلتقيته في اليوم التالي وأخبرته بالموضوع وتفاصيله وتطوراته الأخيرة حيث بلغني أن الفتاتان قد خرجتا إلى مكان مجهول وأخبرتا أخت الشاب إنهما لا تريدان أن تحرجاها مع زوجها خصوصا أن منزلهما صغير ورفضتا إخبار المعلمة التي كانت تستضيفهما عن مكانهما الجديد.
اقترح علي صديقي أن نذهب إلى أحد كبار مشايخ المنطقة واخترنا وقت صلاة المغرب حيث يجلس في المسجد مع مريديه بعد أداء صلاة المغرب وعندما انتهينا من شرح المشكلة أجابنا بإجابة صاعقة: «كلموا أعمامها ليش جايين لي».
نظرت في وجه صديقي الذي إحمر من الخجل من وقاحة الرد وانعدام الغيرة في هذا الرجل الذي تأملنا منه الكثير تأملنا منه الحل ولم نكن نطلب نصائحه وتوجيهاته، وزاد حزني على مصير الفتاتين اللتين لم تجدا أحدا ينقذهما من وضعهما المزري. وليس مستغربا بعد مرور عدة سنوات على هذه الحادثة أن يكون هذا الرجل ضمن مجموعة اتخذت موقفا غير مشرف من قضية فتاة القطيف، فأخذت استرجع الماضي وأتسائل أهو حقد على المرأة أم نظرة دونية لها بأنها أقل من مرتبة الإنسان؟ لماذا كل هذا الظلم؟ ظلم دفع بفتاتين شريفتين مخدرتين إلى الخروج بيأس من خدرهما إلى الشوارع أو بيوت الغرباء.
ذهبت أنا مع صديقي نسأل عن أهل الفتاتين وعن أخوهما فأنكر الجميع معرفتهم بهم رغم أن بعض من سألناهم كانو أبناء عم مباشرين لهما، ربما ظنا منهم إننا من رجال البحث الجنائي نبحث عن أخيها أو ربما لسمعته السيئة لا يريدون الإعتراف بأنه قريبهم، الله أعلم.
انتهى بنا المطاف إلى أحد المشايخ الذين ينشطون بالجمعيات الخيرية وشرحنا له الموضوع وأعطيناه جميع المعلومات وأرقام الإتصال الخاصة بأطراف القضية ووعدنا بتولي أمر القضية وانقطعت علاقتي بالموضوع منذ ذلك الحين وكلي أمل أن تكون الفتاتان الآن مستورتين سعيدتين رغم تشاؤمي الشديد من هذا المجتمع ووجهاءه اللامبالين والفاقدي الغيرة.
وقبل أن أنهي كتابة هذا المقال فكرت أن أسال آخر من سلمناه القضية رغم يقيني بأن سماحته قد وضع الملف في درجه وأقفله وبلع المفتاح لأني وصديقي لم نتلقى اتصالا منذ خرجنا من عنده، وبعد جهد استطعت أن أحصل على رقم هاتفه وبعد محاولات تفضل ورد على هاتفه الجوال فعرفته بنفسي مذكرا إياه بالقضية والفتاتين وإجابته كانت حرفيا: «ما صارت متابعة منذ ذلك الحين». وهكذا يا إخوة ضاعت الفتاتان الله أعلم بعد سنتين منذ هذه الحادثة أين الفتاتان وما هو مصيرهما البائس؟
الفتاتان لا تعرفان من أنا لكن ربما هما تقرءان هذا المقال الآن وتعرفان إنه يتحدث عنهما وعن قصتهما المؤلمة أتمنى أن تكونا بخير وأقول لهما عذرا أختاي فنحن مجتمع نصفه نساء والنصف الآخر يدعي الرجولة وليس له منها إلا الفحولة بمعناها الحيواني، عذرا أختاي لأني لا أستطيع لكما شيئا غير ما أسطره بقلمي هذا.
ما يجري الآن من تحت الماء أضعاف ما نرى أو نسمع وليست قضية الفتاتين حالة استثنائية أو شاذة بل هي من القضايا التي تطوى ولا تروى، وأعلم أن هناك الكثير ممن يقرأون مقالي الآن لا يقبلون الحديث عن هذه المواضيع ويعتبرونها من المحرمات والتابوهات الإجتماعية والبعض الآخر يقرأها ويدفن رأسه في الرمال وآخرون يعتبرونها مشبوهة تهدف إلى تشويه مجتمعنا الملائكي.
لماذا تقمع المرأة وتستضعف في مجتمعنا ويساء إليها ولا يوجد من يوفر لها الحماية؟ لماذا تحرم من أداء دورها في المجتمع؟ وهي المدرسة التي إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق كما يقول حافظ ابراهيم.
أليست هذه المرأة هي خديجة التي ضحت بكل ثروتها الطائلة لنصرة الرسول؟ أليست المرأة هي فاطمة أم أبيها التي كانت تخفف عنه ألم تكذيب قومه له؟ أليست هي أم البنين والخنساء اللتان قدمتا أقمارهما قرابين؟ أليست هي زينب التي لولاها لما انتصرت الثورة ضد الظلم والإستبداد؟ لماذا هذا الإجحاف بحق من إذا صلحت صلح المجتمع وإذا سلبت حقوقها وصارت ذليلة ذل المجتمع بأسره؟
أتمنى أن تكون هناك في وطني جمعية مستقلة أو على الأقل لجنة تحت إحدى الجمعيات الخيرية العاملة تستقبل هذه الحالات وتوفر لها الحماية والملجأ كي لا يضيع أبناءنا ولا تضيع أخواتنا وبناتنا، وأتمنى أن تكون هناك ناشطات من أخواتنا في هذا المجال كي تجتمع جهودهن وطاقاتهن ليخففوا الألم عن مثل هذه الحالات..
أنا متفائل جدا في شباب وطني وشاباته فالثورة كما يقولون لا تخرج إلا من رحم الأحزان، فجروحنا النازفة هي وقود طاقاتنا، فكما استطاعت فتاة متواضعة كفتاة القطيف واللتي أسميها فتاة الوطن مع زوجها الشهم أن تجعل من جرحها قوة وتوصل صوتها إلى كل العالم فنحن قادرون بتضافر جهودنا على التغيير.

(منقوول)
المصدر : [مركز الأخبار - أمان]

مع تحياتي

اسير الهوى
07-27-2008, 01:30 PM
موضوع شيق يطول فيه الحديث لكن لو كان مكانه غير الصحيفة والاخبار...

لكم تحياتي

LUCKY
07-27-2008, 02:44 PM
لا استغرب ان يحدث مثل هذا الموضو ع في هذا الزمان مع تحفظي على بعض النقاط

يسلموااااا على الموضوع

نور الهدى
07-27-2008, 02:51 PM
المجتمع راح يستنهظ ويبذل كل ما في وسعه للبعض وفي قضايا معينه


والبعض الآخرى في الطقاق


هذا حال مجتمعنا كما هو مجتمعكم القريب منا والمتقارب 99 % تقريبا


شكرا لك اخية

أسرار الليل
07-27-2008, 11:39 PM
لاحول ولا قوة إلا بالله
ولله قصتهم تقطع القلبـ ..
الله يستر عليهم وعلى بناتـ المؤمنين والمؤمناتـ ,,
وكل شي يصير في هالدنيا ..مافي شي غريبـ

jod
07-28-2008, 12:48 AM
أن لله وأن إليه راجعون هذه النخوة أن ننجب الأولاد ونتركهم للشوارع وللذئاب

جورجي
07-28-2008, 02:25 AM
فعلا مجتمع متناقض و غريب و فريد جدا
وفي حكايات اعظم بعد

ايات الروح
07-29-2008, 04:01 PM
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

شكرا لك