المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملح ..



علي pt
07-22-2008, 03:02 AM
•• لماذا نختتم بالملح
يأكل الإنسان الطبيعي البالغ حوالي /5-8غم/من الصوديوم يومياً، ويستفيد من /20-30غم/ كذلك في مختلف نشاطات أجهزة الجسم، وخصوصاً الجهاز الهضمي أي أنه يستهلك مابين /25035غم/ من الصوديوم يومياً لكي يقوم بفعالياته العادية. مما يقدم لنا دليلاً آخر على أهمية الصوديوم بالنسبة لأعمالنا الحيوية، وإدراكاً لمغزى تأكيد الأئمة (عليهم السلام) على عدم إهمال الملح وتركه، لأن تركه يعني تهيئة أجواء مناسبة للاختلال في نشاط الأنظمة المختلة للجسم. ونود هنا أن نضع بعض الملاحظات، قبل أن نسترسل بعرض الحقائق العلمية في عمل الملح ونشاطه:


1ـ لو فرضنا أنه ليس هناك فائدة صحية تنتج عن عدم استعماله بعد الأكل، والأمر بعيد عن طرفي السلب والإيجاب في هذه المعادلة، وهو يعود كلياً لإرادتنا أو عدمها، فعند ذاك ينبغي علينا أن لا نترك الملح، ليس لشيء سوى رغبة منا للتأسي بالأئمة (عليهم السلام) وتعبداً لله عز وجل بسلوك سنة الصالحين من عباده، حيث أن هذه الغاية تكفينا ولسنا بحاجة للتفتيش عن حقائق علمية داعمة لهذه السنة، وإن شرط التقرب لله مجز عن البحث في متاهات النظريات العلمية عن أدلة تسند هذا التأكيد منهم (عليهم السلام) أو ذلك النهي، لأن هدفنا هو الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى بطاعة أوليائه، ويعزز ذلك قناعتهم أنهم (عليهم السلام) لا يأمرون بباطل من القول أو العمل، ولا يرشدون إلى شيء يجلب الضرر على الإنسان.


2 ـ إن ما تقدم من القول إنما إذا كنا جاهلين بالفوائد والأسرار المترتبة على وصايا وإرشادات المعصومين (عليهم السلام)، فكيف يكون الأمر إذا علمنا بما تعود به علينا نصائحهم (عليهم السلام) وعرفنا الأسباب العلمية التي من أجلها وجهونا هذه الوجهة دون سواها؟ إذن فالنتيجة الحتمية والتي لا بد لأي عاقل منصف من الوصول إليها ستكون مزيداً من التمسك بخطهم (عليهم السلام) تعمقاً في فهم أسلوب عملهم بحثاً مستمرا دائباً عن دواعي وأسباب وخلفيات أقوالهم وأعمالهم لأن فيها صلاح الدنيا وخير الآخرة…
ومواصلة لما تقدم من موضوع البحث عن أسباب وآثار الاختتام بالملح نطرح هنا الدور الذي يضطلع به الملح بعد تناول الطعام في الفهم، حيث يقوم بعملية تطهير شاملة تجنب الفم وتراكيبه الداخلية أخطاراً جسيمة محتملة الوقوع حال إهماله، وكما هو معروف أن بقايا الطعام المتروكة داخل الفم والتي لا يدركها الماء المستعمل عادة في غسل الفم بعد تعاطي الوجبة الغذائية ستظل عالقة في تجاويف الفم وأخاديده، وبما أن الفم يحوي على تجمعات بكتيرية بشكل دائم، لذا ستصبح هذه العلائق الغذائية وسطاً لنمو الكتيريا وزيادة نشاطها، نتيجة لتوفر الغذاء الملائم والمتمثل بالعلائق الغذائية، وتؤدي هذه العملية إلى توليد النواتج النهائية للإيض الغذائي البكتيري داخل الفم، ومن هذه النواتج هي الغازات الكريهة والرائحة التي تصدر من الفم عادة إضافة إلى مواد حامضية أخرى مثل حامض اللاكتيك lactic acid، وبتراكم هذه المواد الحامضية يتحول وسط الفم إلى وسط حامضي acidia medium الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أما أمراض الفم المختلفة وأمراض اللثة والأسنان بشكل خاص، حيث تضعف الأسنان وتفقد صلابتها لأن ايون الكالسيوم Ca +2 الذي له دور مباشر ورئيسي في تقوية العظام والأسنان بشكل خاص وكما أثبتت التجارب الحديثة ينتقل في الوسط الحامضي من داخل العظم إلى الخارج، وبالاتجاه المعاكس في الوسط القاعدي، مما يعني أن ايون الكالسيوم Ca + 2 الذي يتركز في الأسنان بنسبة كبيرة يغادرها إلى جوف الفم حال كون هذا الجوف حامضياً، جاعلاً الأسنان هشة وعرضة للتسوس والتساقط، وهنا يتجلى لنا الدور الذي من الممكن أن يلعبه الملح، لأنه يعمل على إفشال عمل البكتريا والقضاء عليها أولا بالطريقة التي أسلفنا الحديث عنها وتحويل جوف الفم إلى وسط قاعدي ثانياً وبذلك يقطع الطريق أما المشاكل التي تنجم عن تركه، ويدفع من جهة ثالثة ايون الكالسيوم نحو داخل الأسنان، لتقويتها وزيادة صلابتها.


http://www.mii.org/Minerals/Minpics1/Halite.jpg
ولعلنا لو تابعنا حركة الملح من الفم إلى داخل أجزاء الجهاز الهضمي الأخرى فسنلمس آثاراً بارزة الأهمية يسببها الملح منها تتعلق بهضم الطعام والأخرى ترتبط بامتصاصه، حيث تشير الدراسات العلمية التي أجريت إلى أرقام مذهلة في هذا الخصوص، يكفي أن نعلم أن الملح هو الذي يساهم بدور متميز في حفظ بطانة المعدة من الإفرازات الهاضمة لغددها بما يؤخره ومجموعة أخرى من الإيونات من غشاء واقي يغلف تراكيب وجدران المعدة الداخلية، ويمنع وصول الأحماض والإفرازات المعدية الأخرى التي تذيب الجدران، كذلك فإن للملح مشاركة أخرى في إفراز حامض الهيدروكلوريك من خلال خلايا خاصة تسمى oxyntic cell عن طريق تبادله مع عنصر البوتاسيوم الذي له دور رئيسي في هذه العملية، إذ أن الصوديوم يحافظ على إبقاء التوازن الإيوني داخل هذه الخلية وخارجها، كي تنجز إفرازها للحامض بكفاءة عالية ودون تلكؤ للحصول على هظم كامل للغذاء وخاصة البروتينات التي تهضم داخل المعدة.
أما الحديث عن أهمية الصوديوم في الامتصاص فهو حديث بغاية الضرورة والحساسية، إذ لا تستطيع أجسامنا الإستفادة من الكربوهيدرات والبروتينات التي نتناولها في غذائنا ما لم يتوفر الملح في جوف الأمعاء. ذلك لأثره بالغ الأهمية في عملية الامتصاص كما سنبين ذلك.
•• امتصاص الكربوهيدرات absorption carbohydrates
كل أنواع الكربوهيدرات تمتص بشكل سكريات أحادية ما عدى نسبة قليلة جداً منها تمتص على شكل سكريات ثنائية، وتقول الأبحاث: إن امتصاص السكريات الأحادية مثل الكلوكوز(clucose) والكلاكتور galactose يتوقف نهائياً إذا كان هناك نقص في ملح الطعام، لأن هذه السكريات لا تستطيع الانتقال إلى الدم بطريقة النافذ diffusion لأن الانتقال بالطريقة المذكورة يخضع لقوانين التركيز، وبما أن تركيزها داخل الوعاء المعوي، لذلك يصبح انتقالها إلى الدم أمر شبه مستحيل، للاختلاف الكبير بالتركيز، وللتغلب على هذا التركيز العالي فإن العملية تستوجب طاقة ترغم السكريات على دخول الدم برغم من تركيزها العالي فيه، وهذه الطاقة توفرها عملية النقل الفعال التي تستوجب بدورها حامل لنقل المواد المراد حملها إلى الجهة الأخرى (الدم) وعادة يأخذ الحامل الطاقة اللازمة لحركته من جزيئة Atp الخازنة للطاقة، إلا أنه هنا لا يستطيع كسر هذه الجزيئة والاستفادة من طاقتها، لذا فالأمر يستدعي طاقة خارجية تدفع الحامل للحركة، ومن ثم نقل المواد التي يحملها من جوف الوعاء المعوي إلى الدم. هذه الطاقة كما أثبتت البحوث يوفرها الملح (الصوديوم) وتفصيل العملية كما يلي: لما كان تركيز الملح (الصوديوم) في الغذاء عالياً، وإنه أعلى من تركيزه داخل الدم يبلغ تركيز الصوديوم داخل الدم (135-145 meqi/l)فإن هناك ميلا قوياً للصوديوم لكي ينفذ غشاء الأمعاء، ولعدم وجود منفذ يستطيع الصوديوم من خلاله للوصول إلى الدم، فإن الحامل البروتيني proten carrierالموجود في الغشاء الخلوي الفاصل بين الجوف المعوي والدم، يعطي الصوديوم فرصة الدخول إلى الدم، حيث يوجد على هذا الحامل موضعان للاستقبال sites receptor الأول لجزئي الكسر والآخر للصوديوم، وبتأثير من قوة دفع الصوديوم وميله الشديد لدخول الدم، يتحرك الحامل البروتيني ناقلاً معه السكر إلى داخل الوعاء الدموي، وبذلك يوفر الصوديوم الطاقة اللازمة لحركة الحامل.
وتقول الأبحاث: أنه لا يمكن للحامل أن يتحرك إلا بعد أن يشغل كلا الموضعين، عليه في ذات الوقت، إذ أن أشغال واحد منهما لا يكفي لحركة الحامل إلى الدم بل اللازم ارتباط السكر والصوديوم في الحامل في نفس الوقت لكي تحصل الحركة ويتم النقل، وهكذا نرى أن وجود الصوديوم في امتصاص السكريات ضروري وشرطي ولا مجال للاستغناء عنه، وإذا وجد نقص في تناول الملح وبالتالي نقص في الصوديوم نستطيع أن نتنبأ بالمشاكل الصحية المترتبة عن إعاقة امتصاص السكر ومن ثم تأخير وصوله إلى الأنسجة الحساسة مثل عضلة القلب. وأنسجة الدماغ الكبد إذ أن السكر يعد المصدر الرئيسي في الجسم للحصول على الطاقة الضرورية لعمل الأجهزة المهمة الفعالة، إذن فنعود للتأكيد على أهمية مراعاة توفر الملح في الأغذية وعلى ضرورة الافتتاح والاختتام به. كما أشار الأئمة (عليهم السلام) إلى ذلك.
http://blog.americanfeast.com/images/Sea%20Salt.jpg


•• امتصاص البروتينات Protein absorpion
إن آلية امتصاص البروتينات في داخل الأمعاء لا زالت فوق بساط البحث والدراسة، إذ أنها عملية أكثر دقة وحساسية من امتصاص الكربوهيدرات وتفيد الدراسات المستحصلة في هذا المجال أيضاً على دور الملح المتميز في العملية حيث تقول:
إن البروتينات عادة تمتص على شكل أحماض أمينية (amino acid) في الأجزاء العلوية من الأمعاء الدقيقة أي الأجزاء التي تكون إفرازاتها الغددية حاوية على الصوديوم وأملاح أخرى أما نظام الامتصاص فإنه ينقسم إلى أربعة شعب:
ـ الأولى تختص بالأحماض الأمينية القاعدية (basic aminoacid)
ـ والثانية بالأحماض الأمينية المتعادلة (neutral amiuoacid)
ـ والثالثة بالأحماض الأمينية الحامضية (acidic aminoacid)
ـ والرابعة تختص بحامض البرولين(proline) وهيدروكسي برولين hydroxy prolire
ويعتمد هذا النظام الفائق الدقة في اختيار مواد عمله وانتخابها بكفاءة نادرة، على عنصري الصوديوم الكلورايد ايضاً كشرط في جريان ميكانيكية الامتصاص، بطريقة تماثل إلى حد بعيد ما يحصل في نقل السكريات، فكذلك يحتوي نظام نقل البروتينات على حامل بروتيني carrier protcin system له موضعان للصوديوم ولحامض أمين آخر يختار بدقة عالية، واعتماداً على نفس المبدأ السابق في امتصاص الكربوهيدرات يتحرك الحامل ناقلا الحامض الأميني والصوديوم إلى الدم، وبما أن وجباتنا الغذائية تحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات بشكل رئيسي، وأن الملح قد ثبت له كل هذا الدور المركزي في امتصاص هاتين المادتين الحيويتين لذلك فليس من الغريب أبداً أن نلمس هذا التركيز على تعاطي الملح والحث على استعماله سواء قبل الطعام أو بعد الطعام أو مع الطعام، شرط أن لا يقع الإسراف في استعماله، لأن الإسراف له أضراره وآثاره الوبيلة على نظام جسم الإنسان المحفوظ بدقة مدهشة.
أدعولي ..

منقول

اصالة الشرق
07-22-2008, 09:13 PM
بارك الله بك وجزاك خير الجزاء


معلومات قيمة

ورده محمديه
07-23-2008, 01:09 AM
http://alfrasha.com/up/12653013071411644944.gif
http://alfrasha.com/up/1368432503285236906.gif

علي pt
07-23-2008, 03:41 PM
أصالة الشرق
وردة محمدية

مشكووووووووووووووووووورين على المرور

علوكه
07-30-2008, 07:36 PM
الله يعطيك العافيه

علي pt
08-01-2008, 04:01 AM
مشكورين على كرم التواجد ...

لا عدمناكم ،،

ودمتم بحفظ المولى

شموخ عزي
08-07-2008, 03:08 AM
ثآآنكـس ع المعلومـه المفيدة
الله يعطيك العافيهـ

khozam
08-07-2008, 01:24 PM
يعطيك العافية اخويي

على المعلومات المفيدة

تحياتي لك والى الامام

علي pt
08-07-2008, 02:15 PM
مشكورين جميا
على المرور الرائع ~

لاعدمناكم ،،