king of love
07-12-2008, 01:04 AM
أ.د. حسن القحطاني
تقنية تشعيع الأغذية معالجة فيزيائية تستخدم مصادر الطاقة مثل أشعة جاما والأشعة السينية والإلكترونات للقضاء على الإصابة الحشرية بجميع أطوارها عند جرعات منخفضة جداً لا تؤدي إلى تأثيرات سلبية على خصائص المنتجات الزراعية والغذائية المعالجة. وينظر إلى هذه التقنية على أنها البديل الأول لمواد التبخير التقليدية المستخدمة مثل بروميد الميثيل.
الطرق القديمة لحفظ المنتجات الزراعية:
يستخدم بروميد الميثيل على نطاق واسع كمبيد لمكافحة الحشرات الزراعية والأحياء الدقيقة في التربة وتعقيم المناطق المغلقة مثل المباني والمخازن ومصانع الأغذية ومعالجة المنتجات الزراعية بعد الحصاد مثل التمور والعنب والزبيب والمكسرات داخل غرف محكمة وقد يحقن في التربة على عمق 1- 2قدم قبل الزراعة بمحاصيل الطماطم والفراولة للقضاء على الديدان والقواقع والفيروسات والأحياء الدقيقة ثم تغطى التربة بأغطية بلاستيكية، لا يترك الغاز آثار سامة في التربة وتستمر تأثيراته طوال موسم الزراعة.
يعرف غاز ميثيل البروميد بأنه تبخير fumigant عديمة اللون والرائحة عند درجات الحرارة العادية والضغط العادي وقد تم تداوله كغاز مسال تحت ضغط معتدل وله خواص فيزيائية محددة مثل الوزن النوعي والكثافة ونقطة الغليان والضغط التجاري واللزوجة. الغاز خطر شديد السمية مسرطن ويسبب تهيج شديد للجهاز التنفسي السفلي والرئتين كما له تأثير ضار على الجهاز العصبي للعاملين من المزارعين الذين يستخدمونه في مجال التعقيم، وتظهر الأعراض من 4- 24ساعة بعد التعرض وتشمل الأعراض دوخة وصداع وغثيان وتلعثم بالكلام وضعف في العضلات ورعشة واعتلال المزاج وعند ملامسته للجلد يسبب حرقانا وتهيجا وحروقا قد تكون عميقة.
بروميد المثيل وتلوث البيئة:
يلحق غاز بروميد الميثيل ضررا بطبقة الأوزون حيث يهاجم الطبقة ويعمل على تآكلها، وبالتالي يسمح بمرور المزيد من الأشعة فوق البنفسجية التى تصل الارض وتسبب سرطان الجلد للبشر وجدير بالذكر إن حوالى 50-95% من بروميد الميثيل المحقون فى التربة يتسرب الى الجو الخارجى ففى أمريكا تبلغ كميات بروميد الميثيل المستخدمة فى الزراعة حوالي 27ألف طن، 87% منها تستخدم فى تبخير أو تعقيم التربة.وتخضع عمليات التصنيع والتصدير والاستيراد وفق انظمة وتراخيص شديدة التعقيد وتعتبر من المواد المسببة أضرارا على البيئة، كما شرعت أنظمة تتعلق بالمشترين والبائعين بخصوص الاحتفاظ بالسجلات لمدة خمس سنوات وتعهدات بالتطبيقات المستخدم من اجلها والبيع فقط للجهات أو الافراد المصرح لهم باستخدامه.لقد حظرت عدة دول (تسع دول حتى الآن) ومن بينها الولايات المتحدة واستراليا استخدام بروميد الميثيل منذ بداية يناير 2005م وكانت عملية الحظر قد تمت بصورة مرحلية منذ عام 2001م فى الدول المتقدمة فى حين لن يتم حظره فى الدول النامية الا فى عام 2015م ولقد ترتب على حظر غاز بروميد الميثيل الكثير جدا من الخسائر الاقتصادية للمزارعين والمربين فى ظل عدم توفر البديل المناسب بنفس كفاءة الغاز وخصوصا فى مجال تعقيم التربة، كما لحق الضرر بالشركات المنتجة لغاز بروميد الميثيل، ولكن بالرغم من هذه الخسائر الاقتصادية الا إن تطبيق القانون واولويات الاهتمام بالصحة العامة للبشر ترجح كفة الاهمية بهذه الجوانب وتجعل الحاجة ماسة للبحث عن بديل لغاز بروميد الميثيل
التشعيع بالمملكة:
يتوفر في المملكة في مدينة الرياض وحدة تشعيع تجارية عملاقة في المنطقة الصناعية الثانية وتعمل حاليا على استقبال التمور والمنتجات الأخرى وبطاقة إنتاجية قد تصل إلى ألف طن من التمور ما بين 125- 150ريالاً في حين تشير بعض التقديرات الأولية إلى أن التكلفة في حالة بروميد الميثيل ما بين 99- 120ريالاً للطن (حسب الأسعار قبل حذر أستخدامه في عام 2005) إي تكاليف مقاربة لتكاليف غاز بروميد الميثيل، بالإضافة الى السرعة بالمعالجة التي تستغرق دقائق معدودة وعدم ترك أي بقايا واختصار وقت التهوية التي تستمر لساعات طويلة جدا في حالة إستخدام غاز برويد المثيل سواء في المعالجة أو التهوية اللاحقة والأهم في فاعلية التشعيع في القضاء على جميع الأطوار الحشرية بما في ذلك البيض الذي قد يفقس حتى بعد المعالجة بالغاز وكذلك احتمالية وجود متبقيات المبيد في التمور الرطبة أو عند اختصار زمن التهوية.
الخاتمة:
ينبغى أن تقوم الجهات المسئولة ممثلة في وزارة الزراعة بحث مصانع التمور على عدم الاستمرار باستخدام غاز بروميد المثيل ليس فقط بسبب تأثيراته البيئية والصحية ولكن أيضاً في صعوبة الحصول عليه بدءا من السنة الحالية وأكثر صعوبة في المستقبل (بعد سريان مفعول تحريمه بدءا من 2005/5/1م)، وأن عليهم الاستفادة من تقنية التشعيع كبديل أمن ومتوفر في المملكة. كما ينبغي النظر إلى صادرات التمور السعودية المعالجة بالغاز المحظور استخدامه مقارنة بالتمور المعالجة بتقنية التشعيع وخصوصاً في أسواق الدول المتقدمة وتأثير إتفاقيات التجارة العالمية (اتفاقيات الصحة والصحة النباتية SPS) التي أصبحت المملكة عضواً فيها على صادرات التمور السعودية.
تقنية تشعيع الأغذية معالجة فيزيائية تستخدم مصادر الطاقة مثل أشعة جاما والأشعة السينية والإلكترونات للقضاء على الإصابة الحشرية بجميع أطوارها عند جرعات منخفضة جداً لا تؤدي إلى تأثيرات سلبية على خصائص المنتجات الزراعية والغذائية المعالجة. وينظر إلى هذه التقنية على أنها البديل الأول لمواد التبخير التقليدية المستخدمة مثل بروميد الميثيل.
الطرق القديمة لحفظ المنتجات الزراعية:
يستخدم بروميد الميثيل على نطاق واسع كمبيد لمكافحة الحشرات الزراعية والأحياء الدقيقة في التربة وتعقيم المناطق المغلقة مثل المباني والمخازن ومصانع الأغذية ومعالجة المنتجات الزراعية بعد الحصاد مثل التمور والعنب والزبيب والمكسرات داخل غرف محكمة وقد يحقن في التربة على عمق 1- 2قدم قبل الزراعة بمحاصيل الطماطم والفراولة للقضاء على الديدان والقواقع والفيروسات والأحياء الدقيقة ثم تغطى التربة بأغطية بلاستيكية، لا يترك الغاز آثار سامة في التربة وتستمر تأثيراته طوال موسم الزراعة.
يعرف غاز ميثيل البروميد بأنه تبخير fumigant عديمة اللون والرائحة عند درجات الحرارة العادية والضغط العادي وقد تم تداوله كغاز مسال تحت ضغط معتدل وله خواص فيزيائية محددة مثل الوزن النوعي والكثافة ونقطة الغليان والضغط التجاري واللزوجة. الغاز خطر شديد السمية مسرطن ويسبب تهيج شديد للجهاز التنفسي السفلي والرئتين كما له تأثير ضار على الجهاز العصبي للعاملين من المزارعين الذين يستخدمونه في مجال التعقيم، وتظهر الأعراض من 4- 24ساعة بعد التعرض وتشمل الأعراض دوخة وصداع وغثيان وتلعثم بالكلام وضعف في العضلات ورعشة واعتلال المزاج وعند ملامسته للجلد يسبب حرقانا وتهيجا وحروقا قد تكون عميقة.
بروميد المثيل وتلوث البيئة:
يلحق غاز بروميد الميثيل ضررا بطبقة الأوزون حيث يهاجم الطبقة ويعمل على تآكلها، وبالتالي يسمح بمرور المزيد من الأشعة فوق البنفسجية التى تصل الارض وتسبب سرطان الجلد للبشر وجدير بالذكر إن حوالى 50-95% من بروميد الميثيل المحقون فى التربة يتسرب الى الجو الخارجى ففى أمريكا تبلغ كميات بروميد الميثيل المستخدمة فى الزراعة حوالي 27ألف طن، 87% منها تستخدم فى تبخير أو تعقيم التربة.وتخضع عمليات التصنيع والتصدير والاستيراد وفق انظمة وتراخيص شديدة التعقيد وتعتبر من المواد المسببة أضرارا على البيئة، كما شرعت أنظمة تتعلق بالمشترين والبائعين بخصوص الاحتفاظ بالسجلات لمدة خمس سنوات وتعهدات بالتطبيقات المستخدم من اجلها والبيع فقط للجهات أو الافراد المصرح لهم باستخدامه.لقد حظرت عدة دول (تسع دول حتى الآن) ومن بينها الولايات المتحدة واستراليا استخدام بروميد الميثيل منذ بداية يناير 2005م وكانت عملية الحظر قد تمت بصورة مرحلية منذ عام 2001م فى الدول المتقدمة فى حين لن يتم حظره فى الدول النامية الا فى عام 2015م ولقد ترتب على حظر غاز بروميد الميثيل الكثير جدا من الخسائر الاقتصادية للمزارعين والمربين فى ظل عدم توفر البديل المناسب بنفس كفاءة الغاز وخصوصا فى مجال تعقيم التربة، كما لحق الضرر بالشركات المنتجة لغاز بروميد الميثيل، ولكن بالرغم من هذه الخسائر الاقتصادية الا إن تطبيق القانون واولويات الاهتمام بالصحة العامة للبشر ترجح كفة الاهمية بهذه الجوانب وتجعل الحاجة ماسة للبحث عن بديل لغاز بروميد الميثيل
التشعيع بالمملكة:
يتوفر في المملكة في مدينة الرياض وحدة تشعيع تجارية عملاقة في المنطقة الصناعية الثانية وتعمل حاليا على استقبال التمور والمنتجات الأخرى وبطاقة إنتاجية قد تصل إلى ألف طن من التمور ما بين 125- 150ريالاً في حين تشير بعض التقديرات الأولية إلى أن التكلفة في حالة بروميد الميثيل ما بين 99- 120ريالاً للطن (حسب الأسعار قبل حذر أستخدامه في عام 2005) إي تكاليف مقاربة لتكاليف غاز بروميد الميثيل، بالإضافة الى السرعة بالمعالجة التي تستغرق دقائق معدودة وعدم ترك أي بقايا واختصار وقت التهوية التي تستمر لساعات طويلة جدا في حالة إستخدام غاز برويد المثيل سواء في المعالجة أو التهوية اللاحقة والأهم في فاعلية التشعيع في القضاء على جميع الأطوار الحشرية بما في ذلك البيض الذي قد يفقس حتى بعد المعالجة بالغاز وكذلك احتمالية وجود متبقيات المبيد في التمور الرطبة أو عند اختصار زمن التهوية.
الخاتمة:
ينبغى أن تقوم الجهات المسئولة ممثلة في وزارة الزراعة بحث مصانع التمور على عدم الاستمرار باستخدام غاز بروميد المثيل ليس فقط بسبب تأثيراته البيئية والصحية ولكن أيضاً في صعوبة الحصول عليه بدءا من السنة الحالية وأكثر صعوبة في المستقبل (بعد سريان مفعول تحريمه بدءا من 2005/5/1م)، وأن عليهم الاستفادة من تقنية التشعيع كبديل أمن ومتوفر في المملكة. كما ينبغي النظر إلى صادرات التمور السعودية المعالجة بالغاز المحظور استخدامه مقارنة بالتمور المعالجة بتقنية التشعيع وخصوصاً في أسواق الدول المتقدمة وتأثير إتفاقيات التجارة العالمية (اتفاقيات الصحة والصحة النباتية SPS) التي أصبحت المملكة عضواً فيها على صادرات التمور السعودية.