المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة أعماق ...



أحلى زهر
07-11-2008, 04:16 AM
بسم الله الرحمن ا لرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أعزائي أحضرت لكم قصة رائعة أتمنى أن تنال أعجابكم وتتعايشون مع أحداثها،،

وللأمانه هي من تأليف أختي وأهدتني إياها
و أحببت أن أضعها الآن بين ايديكم
أترككم الآن مع القصة ....





الإهداء:
إلى كل من طاف حول سطوري..
ونالت إعجابه كلماتي..
وبالأخص أختي العزيزة :أحلى زهر ..
***********




عند همس النجوم.. و رحيل القمر
تشرق الشمس لتهنئ كل صديق بلقاء عين
صديقه.. حتى بعد عشرين عاماً........




تارجحت غصون البان، وامتدت أشجار الزيزفون لتعزف فوق أغصانها الطيور الغادية من أعشاشها...


في قصر حديث..أنهت فتاة في عمر الربيع درجات السلم الشاهق الواسع وتقدمت بخطواتها الثابتة إلى المطبخ وهي تتلفت يمنة ويسرة باحثة عن شيء..
وقفت عند باب المطبخ فرات الخادمات منهمكات في عمل الغذاء.. سألت إحداهن:
_أين أمي؟
_سيدتي في المكتبة..
وبخفة!..
اتجهت إلى غرفة المكتبة الكبيرة التي تضم مختلف الكتب العربية والأجنبية ولمختلف المجالات العلمية والأدبية..
طرقت طرقاً خفيفاً على الباب حتى سمعت صوت أمها تقول:
-تفضل
دخلت مبتسمة قائلة:
-.بحثت عنك كثيراً..
فردت الأم وهي ما زالت تتصفح الكتاب الذي لديها دون أن ترفع رأسها..
_ها أنذا .. ماذا أردت ِ ياحبيبتي؟
فردت وقد أحاطت أمها بذراعيها :
_فقط..اشتقت لحضنك الدافئ..
_ألن تعقلي يا(حلا)
_حتى لو خضبني الشيب سأظل ابنتك الصغرى..
فاكتفت الأم بابتسامة..
وبادرت (حلا)من جديد:عمّ تبحثين؟
_أبحث عن حل لمشكلتي..
_وأي مشكلة؟..
_أنتِ تعرفينها تماماً..فلمَ تسألين ؟!!..
_بالمناسبة..أين أبي؟..
_ابحثي عنه و اخبريه بأننا سنتناول الغذاء الآن..
_حسناً..
ودارت (حلا ) أرجاء القصر باحثة عن أبيها فلم تجده..
إلى أن اهتدت إلى الحديقة فأخذت تتجول في أرجائها إلى أن وجدت أبيها يجلس متكئاً متأملاً شجرة التين..
دون أن يلمحها..تنهدت بأسى وقالت:
-ما سر هذه الشجرة..وما سر الحزن المرتسم على وجه أبي كلما نظر إليها؟
فقالت بصوت مسموع حاولت أن تجعله طبيعياً..
_أبي..
فاستدار وهو يمسح دمعة على خده..
فبدت على آثارها (حلا ) كأنها لا ترى دموعه..
_أبي..الغذاء جاهز
فأومأ برأسه علامة للإيجاب..
واجتمعت الأسرة الصغيرة حول المائدة..
فابتدأت الأم:
_أين أختك يا (حلا )
_في غرفتها..
_(أسعد الله مسائك يا أحلى أم) قالتها البنت التي تكبر (حلا ) بسنتين ـ
وهي تقبل أمها وتبعث بمثلها لأبيها..
جلست ..وشرعوا جميعاً في تناول الغذاء..
بدا الأب واجماً على غير عادته..لمحته الأم كذلك فتنهدت بأسى وأبدت اللامبالاة أمام ابنتيها..فهي تعلم جيداً مالذي يجول في خلده.. مرت لحظات صمت إلا من صوت الملاعق والصحون قطعتها (غلا ) بقولها لأختها:
_ كيف هي الأمور معك في المستشفى..
_بخير.. وعلى حسن ما يرام.. فمهنة التمريض مهنة تستهويني.. صحيح أنني في بداية الأيام وقد ارتبك بعض الأعمال..ولكنني سأعتاد ذلك..
فضحكت (غلا ) وأردفت:
-ذلك يحتاج لقلب كالصخر! و أنت.. رقيقة.. حساسة.. مرهفة.. ( توقفت عند هذه الكلمات وهي تنظر إلى أبيها فلاحظت وجومه وبطئه في تناول الطعام فقالت محاولة تبديد ما هو فيه) :
-أبي.. يبدو أنك خائف من (حلا ) فربما دست في جيبها إبرة لتغرزها فيك..
اغتصب ابتسامة فاترة جعلته يغادر مكانه.. مما حذا بـ (غلا ) التفكير فيما قالته وان الظرف لا يلائم المزاح والمرح فتوجهت إليها الأم بهمس قولها:
- ما بك يا (غلا )ألا ترين أباك كيف لا يطيق حتى نفسه.
_ أهذا ذنبي لأنني حاولت إضحاكه..
_ليس في هذا الوقت.. يكفي أنه يرثي لحالك..
_وما به حالي؟!
_جلوسك في البيت بلا هدف ..ألا يستحق الرثاء؟..
وماذا أفعل إذا كنت لا أحب الدراسة..يكفي أنني أكملت الثانوية العامة..
_وذلك في نظرك إنجاز عظيم!.. ها؟ اخبريني كم من السنوات مكثت في البيت هكذا بدون دراسة وبدون عمل.
_أوه يا إلهي..ذلك قدري..
_لو أنك حاولت وأكملت لـ......
_أمي.. أرجوك كفي عن الكلام سأغادر حالاً..
_ما بك يا بلهاء..
_أعرف.. أعرف..تريدين مني مغادرة المكان.. سأغادره حالاً..
فنهضت متجهة لغرفتها .. والدهشة عقدت لسان الأم..
نظرت إلى ( حلا ) التي ما كان منها إلا أن ضحكت.. وضحكت ملئ فمها.. قالت الأم:
-هل تحمل في رأسها عقلاً؟!!
فردت (حلا ):
- ألا تعرفين أختي..تبدي الحماقة دائماً..أما ذكائها فلمصالحها فقط..

بعد انتهاء تناول الغذاء..
انفردت (حلا ) بغرفتها.. جلست عند مكتبها واستخرجت من أحد أدراجه دفتراً كبيراً بدا كدفتر مذكرات تصفحته ببطء..حتى وجدت بين الأوراق صورة فوتوغرافية..
ابتسمت ابتسامة واسعة حينما سقط نظرها عليها ..
ولمع في عينها بريق الذكرى ..
تبين أن الصورة تحويها يوم كانت طفلة ومعها طفل وقد تشابكت أصابع يديهما تخلفهما زرقة بحر واسع...
قبلت الصورة وأخذت تتأملها ملياً وكأنها حديثة العهد بها..
حتى رن هاتفها المحمول فأجابته:
-أهلاً (فاطمة)
_أهلاً بك ..أين أنت..
_أنا في البيت.
_ولماذا في البيت ؟! إنه يوم إجازتك فلماذا تمكثين فيه.
_و إلى أين اذهب ؟
_تعالي إلي.. أنا جارتك ولي حق عليك..
_حسناً يا جارتي العزيزة.. ومتى تريدين مني الزيارة..
_آ.. لاحقاً إن شاء الله..أما اليوم فانا التي سأزورك..
ضحكت (حلا ) حتى قالت:
-إذن..كنت تمهدين لك الطريق للمجيء ..تفضلي في أي وقت شئت..
_شكراً..انتظريني بعد دقائق..
_حسناً.. مع السلامة
********



البقية تأتي...

أحلى زهر
07-14-2008, 07:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفصل الثاني:
في العيادة الطبية الخاصة بأمراض النساء والولادة..
حيث تعمل(حلا ) ممرضة لدى الدكتور(محمد) ،، بدا الدكتور منشغلاً بأوراق ملف أمامه راحت أصابعه تعبث بها..
و(حلا) تقف بالقرب منه إذ رن الهاتف..مرة،، وأخرى ،،
فقال لــ(حلا )وعينه لم تفارق الأوراق:
-أجيبي فإنني مشغول ..
فرفعت سماعة الهاتف :
_نعم.. عيادة الدكتور محمد.. أهلاً وسهلاً..
_أهلاً بابنتي.. أنا أم الدكتور..أين هو؟
_ماذا أقول لكِ يا خالة..ولكن الدكتور محمد مشغول الآن.. تستطيعين التحدث معه لاحقاً.
فأجابت بيأس:
_ ماباليد حيلة..حسناً اخبريه أنني اتصلت وإذا انتهى من عمله اجعليه يتصل بي.. مع السلامة.
_ في أمان الله وحفظه..

أغلقت السماعة وأعادت كلمات الأم الأخيرة للدكتور ،، فرفع رأسه إليها وهي تنهي كلماتها وقد افتعل الانزعاج..
فاحمر وجهها بالرغم من عهدها القريب بالعمل إلا إنها لم تعتده مع الرجال ..
فــ(حلا ) فتاة مهذبة خلوقة قد أحاطت وجهها بحجاب أبيض أضفى جمالاً وهالة من نور إليها ..
لاحظ الدكتور احمرار وجهها واهتزاز صوتها فابتسم وهو يعيد النظر للأوراق قائلاً بلين:
_ولِــــمَ لم تخبريني بأن المتحدث هو أمي؟
_لقد أمرتني بأن أجيب أنك مشغول ..
_لا باس عليكِ الآن.. خذي هذا الملف وأودعيه مع الملفات لأن صاحبته غادرت المستشفى اليوم ..
_حسناً..


..عادت (حلا) لبيتها مرهقة بعض الشيء ..
فالمسافة بين البيت و المستشفى بعيدة قليلاً تستغرق نصف ساعة ودوامها الرسمي ينتهي الساعة الثانية ظهراً..
تلقت كوباً من الماء من احدى الخادمات ..تلك التي تدعى (تناكا)..
فتاة في مثل عمر (حلا) قادها القدر لأن تعمل خادمة في بلد يبعد الكثير عن موطنها الأصلي..
تحب (حلا) وتستقبلها كل يوم بهذا الكوب من الماء.. مما حذا بها أن تأخذ مكاناً في قلب (حلا)..
صعدت لغرفتها لتغيير ملابسها .. ثم نزلت قاصدة قاعة الطعام لتجد الغذاء جاهزاً .. فهي لا تنعم بتناول الطعام مع أسرتها إلا في أيام الإجازات..
حيث إنها تتأخر في المستشفى لوقت لا يستطيع أحدهم انتظارها فيه..
أنهت طعامها بسرعة ولم تذق سوى لقيمات قليلة.. حيث شهيتها لا تكون مفتوحة وهي تأكل بمفردها..
صعدت لغرفتها ،،وفي طريقها إليها تمر بجانب غرفة والديها ،، فسمعت صوتيهما يتشاجران ،،فجعلت تركيزها في أن لا تستمع لما يقولانه ،، ولكن شاء لها الله أن تسمع جملة أمها :
-ولكن .. هناك سر خطير ما تزال تخفيه عني و.... جرت بسرعة لغرفتها وأوصدت الباب خلفها وهي تلهث ،، خائفة ،، دائماً ما يعتريها هذا الشعور كلما تشاجر والديها ،، وسرعان ما أبعدت هذا الخاطر عنها واسترخت فوق سريرها الفاخر .. وبدون أن تشعر غطت في نوم عميق..

******
استيقظت فجأة لدى سماعها رنين هاتفها المحمول .. أمسكت به وهي تتثاءب فقرأت اسم (فاطمة) _جارتها _ فأجابتها:
-أهلاً (فاطمة)..
فجاءها صوت محدثتها باكية:
-ألحقيني يا (حلا)..
تسارعت دقات قلب (حلا) وهي تعتدل في جلستها:
-ما بكِ يا (فاطمة).. أفزعتِ قلبي .
_ أخي أصيب بحادث ،، وقد ذهب إليه أبواي ،، ولم استطع اللحاق
بهما ،، فهلاّ ذهبتِ إليهم ..
_.........
_ (حلا) .. هل تسمعيني؟.
فانتفضت (حلا) وكأنها مستيقظة من كابوس فأجابتها بكلمات متقطعة:
-و متى.. حدث.. ذلك..؟؟
_ منذ دقائق فقط،، أجيبيني بالله عليكِ،، هل تستطيعين الذهاب معي ،،
_ في أي .. مسـ .. تشفى ؟
_ في نفس المستشفى الذي تعملين فيه..
تحسست (حلا) جبينها بإرهاق وقد تصبب منه العرق..
_حسناً..سأدع السائق يوصلنا الآن..
أغلقت السماعة وهي تلهث :. سترك يا رب ..
وثم.. ركبتا السيارة التي قادها السائق بسرعة لم تشعرا بها.. فـ( فاطمة) لم تستطع إخفات إجهاشها بالبكاء و (حلا) عليها أن تهون الأمر على (فاطمة).. ولكنها أيضاً بحاجة إلى من يهون عليها ذلك .. ولمَ كل هذا الحزن و القلق ..ألانه جارها.. أم شفقة لـ(فاطمة)..أم لشيء آخر تجهله..أو فلنقل تتجاهله ..
ووصلت الفتاتان إلى المستشفى ،، وصعدتا للطابق الثاني بسرعة وذلك لعلم (حلا) بقسم الحوادث ..
وحين التقتا بوالدي (فاطمة)..ارتمت (فاطمة) في حضن والدتها وكلاً منهما تصب دموعها بنحيب ، فقال الأب محاولاً تهدئة الوضع :
-لا خوف عليه إن شاء الله .. لاتضخما الموضوع .. سيتشافى بإذن الله .. عليكما بالدعاء له..
تركت هذه الكلمات أثرها في نفسيهما فهدأتا قليلاً ..
أما (حلا) فاستأذنتهم بالذهاب للاطمئنان على المريض .. فسألت الطبيب المشرف على علاجه ،، وقد كان أخاً للدكتور (محمد) :
_ ها .. ما أخباره..
_جروح في الرأس.. كسر في اليد ..وهو الآن في حالة غيبوبة .
فشهقت بالبكاء وهي تقول :
-ماذا ؟ غيبوبة ..
فرفع حاجبيه مستفهماً:
-يبدو أنه قريبكِ..
حاولت تدارك الموضوع فقالت وهي تمسح دموعها:
-لا..إنه جارنا .. واعتبره كأخي .. فقد تربينا سوياً .
_ آها .. لابأس لابأس .. سيتماثل للشفاء بإذن الله.
_يا رب
رجعت للبيت بدموع حبيسة فمرت بأمها و (غلا) وهي قاصدة غرفتها ..
مرت دون أن تسلم أو تعيرهما إلتفاتة،، تساءلت (غلا) :
-ماهذا الحال الذي تسير به (حلا) .. ومن أين جاءت ؟ .
_ لقد خرجت مع جارتنا (فاطمة) ..ربما تشاجرتا ..
_ لا .. لاأظن .. فصلة (حلا) بـــ(فاطمة) أقوى من صلتها بي
_ احذري .. لا تتطفلي عليها الآن .. دعيها حتى تهدأ ثم افعلي ما تشائين..
انفردت (حلا) بغرفتها وقد أغلقت الباب بالمفتاح ،، ألقت بخمارها جانباً وانكبت على مكتبها تبكي ..وتبكي وتبكي .. فبكت ما شاء الله لها أن تبكي ..
رفعت رأسها وقد احمرت عيناها وابتل وجهها بالدموع الساخنة ،، وسقط نظرها على الصورة الفوتوغرافية .. تلك الصورة التي ضمتها وطفل أمام بحر واسع.. تأملتها طويلاً .. ثم أمسكت بها وقالت :
_ لا علم لي بمن أهوى حتى الآن..
************

الـمـشـاكـسـه
07-14-2008, 08:40 PM
حلوه القصه
تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب عي

أحلى زهر
07-19-2008, 12:54 AM
أختي "المشاكسة" :



مرورك بصفحتي هو الأحلى


تسلمين شاكرة لك،،




دمتي بود..

أحلى زهر
07-19-2008, 01:02 AM
الفصل الثالث:



ماذا جنا عقلي ليُــــعاقب قلبي ؟!..
ما الذي ارتكبته لأحظى بعذاب لازم قلبي سنوات..
مذ كنت طفلة ولها من العمر سبع سنوات..
سافرت وأسرتي الصغيرة إلى "بريطانيا " استجابة لبعثة أطباء للخارج ولمدة سنتين كان أبي من جملة من بُــــعثوا..
استقلينا بالسكن في شقة ..
درست و (غلا) سنتين من مرحلة الابتدائية ..ارتدينا فيها الحجاب الإسلامي .. كانت المدارس هناك مختلطة &بنين وبنات& ..
كنت وأختي نتجنب الحديث مع الصبيان ما عدا أحدهم لأنه كان ينتمي لبلدي..
تكونت لدينا مشاعر طفوليه أخويه.. ليس بيننا فحسب..بل بين أمي وأمه .. وأبي وأبيه..
أصبحت الأسرتان تتبادلان الزيارات..كنا نخرج سوّياً للرحلات و النزهات..
حتى التقطنا آخر صورة فوتوغرافية .. احتفظت بها لكي لا يحل بها ما حل بسابقاتها ..
أيام دافئة جميلة.. رائعة..تمنيت عودتها كثيراً ..
ما زلت أذكر جملته وهو وأبويه يودعوننا في المطار حيث اقترب مني ليهمس في أذني *ظاهراً* حيث كان صوته مسموعاً:
-عندما أعود للبلد سأتزوجكِ..
فضحك عليه الجميع .. فاختبأ وراء أمه يداري خجله ..
بعدها .. لم تربطنا بهذه الأسرة أي وسيلة اتصال ..
لقد كبرت ..وكبرت معي مشاعري ومعاناتي ..
فبالرغم مما أنا فيه إلا أنني لست راضية عن نفسي .. أبداً ..
إذ كيف إنني وإلى الآن أفكر في رجل أجنبي عني؟؟..
نعم، لقد كبر هو الآخر لأنه في سن أختي (غلا)..
آه ..ما بيدي أن أفعل .. بودي أن أنسى هذه المعرفة القديمة.. فما الذي سأجنيه من وراء تفكيري و تعلقي به..لقد نسي هو الآخر ..
وذاك الذي يرقد في المستشفى.. لا أعلم ما سبب تعلقي به ..!!
ألأنني أبحث عن الحنان ..كلا ..كلا ..فأبي و أمي يغدقان عليّ به.. ويعاملاني و كأنني مازلت طفلة وديعة..
أسأل الله له العافية ولقلبي الهداية ..
@@@@@@@
اكتفت (حلا) بهذا القدر من الكتابة .. أحست بصداع في رأسها فاستسلمت للنوم الذي لم تشعر بلذته تلك الليلة
############
التزمت (حلا) بدوامها الرسمي ..وصارت تزور جارها في العناية المركزة بين الفينة والأخرى بدون إلفات نظر أي أحد..


..وفي عيادة الدكتور محمد..


بدا منزعجاً حيث (حلا) داخلة عليه تواً..سألها وقد عقد حاجبيه:
_أين كنتِ.. لقد احتجت وجودك في هذه الدقائق..
أجابته بارتباك واضح وقد بان عليها الشحوب وآثار البكاء:
-كنت.. كنت في دورة المياه.. وصادفت في قدومي امرأة كبيرة في السن طلبت مني أن أرشدها إلى عيادة أمراض العظام ففعلت..
هدأت نبرة صوته و كذا ملامحه :
-ما بكِ ؟
-أنا آسفة يا دكتور.. لن أعيدها ثانية..
-قلت مابكِ (قالها وهو يضغط على أسنانه)
-لا شيء.. ماذا علي أن افعل الآن..
-اجلسي إذا سمحتِ..
جلست وهي تتحسس جبينها متنهدة.. وقد لاذ نظرها بالأرض ..
انتظرته حتى يتكلم.. فلم ينبس ببنت شفة .. رفعت رأسها إليه لتراه يتأمل عينيها وكأنه يحاول الوصول لما هي فيه فأردف:
- (حلا)! أخبريني بالحقيقة ..
-أي حقيقة ؟!!
-أين كنت؟..
-ولماذا تسأل إلى الآن؟.. ألم تصدقني ؟
-(حلا) .. أسلوبكِ في العمل لا يعجبني ،بالأمس واليوم ..لقد تغيرت أحوالكِ ..إذا كنت مجهدة فلا باس بأخذ إجازة قصيرة تستعيدي فيها نشاطكِ وحيويتكِ..
-بل أستعيد حزني وهمي...
-ماذا قلتِ؟
-ها.. للـ .. لا شيء لاشيء..
نظر إلى ساعته وهو يقول :.
-بقي على نهاية الدوام عشر دقائق ..تستطيعين مغادرة العيادة منذ الآن ..
فابتسمت بوهن قائلة:
-شكراً جزيلاً..
-نحن بالخدمة ..


*******


و في اليوم التالي .. طلب الدكتور محمد من (حلا) مرافقته إلى غرفة مريضة واضعة في ذلك اليوم.. وفي طريقهما إلى الغرفة استرسل لمسمعيهما أصوات صراخ.. داهمهما الفضول فاتجها لمصدر الصوت وقد كان في عيادة أخرى..
حتى إذا وصلا ..
تفاجأ (حلا) بأن جارتها( فاطمة) و أمها هما اللتان تصرخان.. وقد التقطت هذه الكلمات من الجارة الأم:
- آه.. يا ولدي ..يا حسرةً على الشباب ..
عندها.. لم تتمالك (حلا) نفسها فأسندت رأسها إلى الحائط القريب منها وأخذت تبكي بصمت.. التفت إليها الدكتور فقال بلا مبالاة:
-هيا لنباشر العمل..
فردت بصوت غلبه البكاء:
-اذهب بمفردك..
وجرت مسرعة إلى حيث لا يعلم..
فغضب من تصرفها.. وذهب بسرعة للإشراف على المريضة ..
و ما هي إلا دقائق حتى دخل غرفة مكتبه ففوجئ بـ(حلا) تقف بجانب المكتب وبيدها سكين بالقرب من وجهها تتأملها بغضب و دموعها صامتة فاقترب ليأخذ السكين منها خوفاً من أن تضر نفسها..
فما كاد أن يفعل إلا وقد سقطت أرضاً بلا وعي...








البقية تأتي..

مضراوي
07-27-2008, 08:35 PM
يسلموووووووو
اختي احلى زهر

أحلى زهر
07-29-2008, 06:33 PM
يسلموووووووو
اختي احلى زهر





الله يسلمك


شاكرة لك مرورك

أحلى زهر
07-29-2008, 06:55 PM
الفصل الرابع:

رفعت جفنيها الذابلين لتلتقي عيناها بسقف الغرفة..
تلفتت في أنحاء الغرفة وما هي عليه ..
فعلمت أنها ترقد في المستشفى والدكتور (محمد) يقف بالقرب من طرف السرير وبيده أوراق يخط عليها سرعان ما ناولها الممرضة التي تقف بجانبه ..
ثم اختطف كرسي وجلس عليه بالقرب من السرير .. صامتاً ..
وعيناه يشع منهما الغضب ..
بادرت (حلا) بقولها:
-ماذا حدث ؟!..
_.............
_ ما بك؟؟ أجبني لمَ أنا راقدة هنا؟؟
_ إلى أي حال وصلتِ بنفسكِ ؟!.
فاجأتها كلماته ..
فهزت رأسها مستفهمة..
فأجاب بصوت غاضب :
-يبدو أنكِ مرهفة الحس .. ورقيقة..
لا تقوي على هول المواقف ..
بدليل أنكِ فقط سمعتِ بخبر وفاته..
أما لو رأيته فماذا كان سيحدث لكِ ؟!
" قال جملته الأخيرة بهدوء مفتعل" ..
أما (حلا) فحاولت أن تجيبه بثقة:
-وما شأنك بي.. هل أصبحت مسئولاً عن تصرفاتي وردّة فعلي ..
_ لا.. فقط أحببت أن أنبهكِ إذا كنتِ غافلة عن نفسكِ.. اليوم سقطتِ بلا وعي..
وفي الأيام الأخيرة صرتِ تزورين المستشفى في غير وقت دوامكِ الرسمي..
وتدخلين وتخرجين ودموعكِ تصب على خديكِ ..
ما الخبر ؟!..
هل ينسب إليكِ من أجهدتِ نفسكِ من أجله ؟..
-وما ضيرك في الموضوع ..
لا شأن لك بي ..
ثم عليك أن تحادثني في حدود العمل فقط فلا تخرج عن هذه الدائرة وتتدخل في أموري الشخصية..

فجأة..

سمعا طرقاً خفيفاً على الباب وإذا بعائلة (حلا) تتقدم للداخل..
سلموا جميعاً على الدكتور الذي بدا خجلاً خوفاً من أن يكونوا قد سمعوا شيئاً من حواره مع (حلا)..
بل قل شجاره..واستأذن خارجاً ..

وبعد الترامي في الأحضان وامتزاج الدموع ..
استقر بهم المقام .. بدت أشكالهم على غير عادتهم ..
كأنه قد نُـــعي إليهم خبر موت أحد..
ابتدأ الأب :
- مابكِ يا ابنتي .. ماذا حدث ؟..
_ لقد توفي جارنا ..
_ يرحمه الله .. وسقوطكِ في المستشفى لم يجعلني أستكمل الدفن مع الجماعة ..
_ ليس بيدي ..
فقالت الأم محاولة استفزاز الأب بقولها له :
-إنك لم تصدق أن (غلا) تخبرك عن (حلا) وسقوطها في المستشفى حتى استطيرت فرحاً وهرباً من مواساة جارك في ابنه ..
ردت (غلا) محاولة تدارك الموقف:
-لا يا أمي.. فأبي سارع للذهاب لجارنا ..غير أن سقوط (حلا) حال بينه وبين ذلك ..
_ سقوط (حلا) ؟!..أم شيء آخر ..
رد الأب بثقة غاضبة:
-أي شيء تقصدين ؟
فأجابت الأم كالسيل الهادر :
-دوام حزنك ومكوثك في الحديقة ..
حاولت بشتى الطرق أن أعرف ما يدور في خلدك ..
أحببت مساعدتك لكنك دائماً ترفض و....
صرخت (حلا ):
-أمي ..أبي...يكفيكما شجاراً الآن .. دعوا البقية حتى نصل إلى البيت ..

أنهت كلمتها الأخيرة لتسمع و أسرتها طرقاً على الباب .. وإذا به الدكتور (محمد) يتقدم بثقة وابتسام..
قال موجهاً حديثه للأب:
-حالة (حلا) النفسية مستقرة حتى الآن..تستطيع مفارقة السرير ..
رد الأب مداعباً:
-السرير.. بل قل المستشفى ..
فأجاب الدكتور بجدية مفتعلة :
- ولِـــــمَ .. بقيت ساعتان على انتهاء دوامها الرسمي ..
فضحك الجميع وقالت الأم:
-سامحها هذه المرة لأجلي يا دكتور..
ألقى بنظرة خاطفة على (حلا) التي سرعان ما أشاحت عنه بخفة،
فقال:
-لأجلكِ فقط.. سأسامحها هذه المرة..
*************
رجعت (حلا) مع أسرتها إلى الفيلا ..
انفردت بغرفتها كعادتها بحجة أنها مازالت مرهقة ..
أما والديها و(غلا) فذهبوا لبيت جارهم قياماً بالواجب .. وفي طريقها إليها صادفت الخادمة (تناكا) :
_ حمداً لله على سلامتكِ آنستي ..
_ شكراً لكِ..
_ هل تودين أن أجهزلكِ شيئاً ..
_ آ.. عصير برتقال إذا سمحتِ..
_ حاضر..
دخلت (حلا) غرفتها ..
وبخفة..
اتجهت إلى مكتبها لتبحث عن صورتها يوم كانت طفلة ومعها طفل..
وكالعادة..
أخذت تتأملها ملياً ..
ثم قبلتها بهدوء لتبعدها قليلاً وترى دمعتها قد صافحت الصورة ..
مسحت الدمعة ..
وإذا بها تسمع طرقاً خفيفاً على الباب تنبأت أنها (تناكا) فقالت بوهن :
- تفضلي ..
فدخلت وبيدها كوباً من العصير .. وضعته على المكتب قائلة :
- هاهو العصير الذي طلبته يا آنستي ..
_................
تأملتها الخادمة وهي مازالت على حالها ممسكة بالصورة .. بالرغم من أنها أول مرة تفعلها ..
حيث لا أحد يعلم بشأن هذه الصورة..
ترددت (تناكا) في الخروج أو البقاء لتستحث (حلا) بأن تتكلم وتخبر بما يجول في خلدها ..
ثم تقدمت لها بخطوات جريئة قائلة :
- ما بكِ آنستي .. لِــــمَ أنتِ مرهقة ..
_ ليس الآن فقط ..
_ ماذا ؟.. منذ متى ؟.
_ منذ سنين..سنين..
"قالتها بشيء من البطء"
_ أخبريني .. ماذا هناك..
فناولتها الصورة وهي تقول:
- هذا ما يعذبني..
أخذت (تناكا ) الصورة وكأنها غير قادرة على استيعاب ما تسمع فقالت :
- ولكنني ظننتكِ حزينة على موت ابن جارنا ..
-ذاك هم أوشكت على الانتهاء
منه.. لا أعرف ماذا جرى لي وكأن مشاعري قد تبلدت..
- لا أفهمك جيداً .. هل يمكنكِ توضيح الأمر..
- حاولت أن أبعد عني خاطر الحزن على ابن جارنا وهو _رحمه الله_لا يعلم بما بدا لي تجاهه .. لكني الآن لا أفكر فيه ..بل أفكر في ..
- في ماذا ؟..تكلمي أنا أسمعكِ..
فانتفضت (حلا) وكأنها مستيقظة من حلم مزعج ونظرت إلى (تناكا) ..
مازالت تحمل بيدها الصورة ..
فاختطفتها منها (حلا) وخبأتها بين طيات أوراق لديها .. وقالت :
-أما زلتِ هنا؟..
- نعم آنستي .. إني أستمع لما تقولين ..
- ماذا ؟ .. وماذا قلت ..
- لقد أخبرتني بما يدور في خلدكِ.. لكنكِ لم توضحي الأمر كلياً ..
- هاه (تناكا) عزيزتي ..
إني مرهقة وأرجو أن تقدري ما أمر به..
أنا متأكدة أنني كنت أهذي ..
فلا تجعلي اعتبار لما سمعته مني..
وأرجو أن لا يعلم به أحد..
- حسناً .. كما تريدين..
وهمت بالخروج..
فاستوقفتها (حلا) بقولها بشبه رجاء :
- أ رجو أن لا يعلم أحد بما دار بيننا ..
وخصوصاً الصورة..
- لا تخافي .. هذا ليس أول سر تودعينني إياه..
فاكتفت (حلا) بابتسامة ..
وخرجت (تناكا) لتدع (حلا) تصارع هماً جديداً :
" يا إلهي .. كيف أبحت بسري .. ولمن ؟ للخادمة !.. آه .. ذاك ذنبي .. إذ إنني لم أقرب شخصاً بي في البيت سواها "..
فتوقفت عند هذه الكلمات لدى سماعها رنين هاتفها المحمول لترى رسالة واردة من رقم جديد..
فتحتها لتقرأ :
قصيدة القمر تنشدها النجوم
لتسمعها الطيور وترسلها الغصون
لأحلى (حلا) في دنيا الجنون
" ماذا ؟!
المرسل يقصدني ويعرف اسمي أيضاً ..
من هو يا ترى ؟!
..أوه.. سأتجاهل الأمر ..
حتى إذا تكرر أتصرف تصرفاً آخر "
*************



البقية تأتي..

أحلى زهر
08-08-2008, 02:10 PM
الفصل الخامس والاخيييير :


في عيادة الدكتور (محمد)..
حيث أنهى إطلاعه على ملف مريضة،،
أمال برأسه لـ (حلا) بأن اتبعيني وهو يتجه خارجاً من مكتبه..
تبعته وبرفقتها هاتفها المحمول..
فقد أصبح شغلها الشاغل بعدما امتلأ صندوقه الوارد من رسائل الرقم المجهول..
وصلا لغرفة المريضة المقصودة..
وأخذ الدكتور يفحص المريضة بينما ( حلا ) التهت بهاتفها.. قامت بالضغط على أزراره..
وفجأة!
رن هاتف الدكتور!؟ توقف عن عمله ليتناول هاتفه من جيب معطفه..
وما إن وقع بصره على اسم المتصل حتى احمر وجهه.. اضطرب للحظات وحاول إخفائه..
وبسرعة اقفل جهازه وتابع عمله بعقل شارد...
وانتهى من تسجيل ملاحظاته وغادر الغرفة دون أن يعير (حلا ) أي التفاته..
تبعته ( حلا ) حتى إذا وصلا لمكتبه الخاص..
جلست (حلا) قبالة الدكتور..حتى استغرب منها ذلك.. فابتدأت :
- دكتور.. أيمكن أن أعرض عليك مشكلتي؟..
بدا هادئاً وطبيعياً:
- تفضلي..
_ في هذه الأيام والأيام القليلة الماضية.. تزعجني رسائل ترد لهاتفي من رقم مجهول..
_...........
_ وحاولت اليوم ولأول مرة افعلها.. الإتصال على ذلك الرقم لكنني لم ألقى أي جواب..
_ وماذا أستطيع أن أفعل لكِ؟.
- لو سمحت.. حاول الاتصال على ذلك الرقم من هاتفك فربما نلقى رداً..
- حسناً.. أملي عليَّ الرقم..
ففعلت وأجرى الاتصال.. وماهي إلا ثوان حتى أقفل الخط وهو يقول:
- الرقم مشغول!
فابتسمت:
- شكراً.. سأحاول أنا الاتصال الآن..
حاول أن يمنعها لكنه تراجع فقال:
- كما تشائين..
واتصلت..ثم أقفلت الخط وهي تقول:
- فعلاً..الرقم مشغول..
وسادت لحظات صمت..(حلا ) مشغولة تفكر..
والدكتور مندهش متردد..
بادرها بقوله:
- هل لي بسؤال يا (حلا ) ؟
- اسأل ما شئت....
- ما سر عرضكِ مشكلتكِ عليَّ.. بالرغم من انك سابقاً منعتني من التدخل في أموركِ الشخصية..
- فقط .. أحببت معرفة صاحب أو صاحبة الرقم..
فعندما اتصلت لم ألقى أي جواب فقلت ربما ألقاه عندما اتصل على نفس الرقم من هاتف آخر..
وأنا باستطاعتي أن أطلب من أحد والديَّ أو أختي ذلك لكنني فضلت ذلك الآن..!
*************

وفي منزل الدكتور محمد بدا يصارع هماً دفيناً..
يدور في غرفته ذهاباً وإياباً ..
يتوقف ..
يتطلع أنحاء الغرفة ..
ثم يدور من جديد ..
يشبك أصابع يديه ليخبئهما خلف رأسه .. دوامة من الأفكار.. ولا يعرف ماذا عليه أن يصنع ،، يتوقف فجأة!ليبتسم قائلاً:
- سأحسم الأمر وابدأ المواجهة!....
وقصد الدكتور محمد بيت ( حلا) ..
دق الجرس لتجيبه الخادمة:
- نعم...
- السلام عليكم
- وعليكم السلام..
- والد ( غلا ) موجود؟
- نعم .. تفضل ...
ففتحت له الباب أن تفضل .. فرافقته إلى غرفة الضيوف الخاصة بالرجال..
واستأذنته لتنادي صاحب البيت...
وماهي إلا ثوانٍ حتى تقدمت الخادمة ( تناكا ) بكوب من العصير،، بدت منهكة .. في حيرة..
قدمته إليه:
- تفضل ياسيد..
فقال مازحاً:
- بل قولي يا دكتور..
وما أن أتم كلماته حتى استبشرت وقالت:
- فعلاً ؟ أنت دكتور؟؟!
رد مندهشاً من ردة فعلها:
- نعم.. أنا الدكتور محمد...
- أهلا وسهلاً .. هل تستطيع مساعدتي؟
- على الرحب والسعة..
- أريدك أن ترشدني إلى طبيب الأمراض النفسية..
- خيرٌ إن شاء الله لعليّ استطيع مساعدتكِ..
- في الحقيقة .. لست أنا من أحتاج لذلك وإنما.....
- من؟..( قالها بانزعاج )
فردت وهي تتلفت خائفة:
- أخشى أن يأتي سيدي الآن...
- تكلمي لا عليكِ..
- في الحقيقة.. آنستي ( حلا ) تعاني من قصة حب قديمة ما زالت تتألم لها حتى الآن..
فقال وهو يزدرد ريقه:
- كيف ؟ أنا لم أفهم ...
- لديها صورة فوتوغرافية مع طفل.. التقطت لها منذ سنين.. وهي ما زالت تتذكر الطفل كما لو كان شاباً قريباً منها..
- وكيف عرفتِ ذلك؟
- حلا لاتخفي عني شيء وهذا من ضمن الأسرار التي أودعتني إياها..
وأنا لم أبح بهذا لأحد سواك أملاً في أن تدلني على دكتور يحاول تبديد ما هي فيه..
- إنه شيء طبيعي.. أن ترسم لها أحلاماً وأن لا تغيب عنها ذكريات الماضي..
- لكنها تبكي كلما تأملت الصورة حتى تودعها في كل مرة قبلة خالصة من الأعماق..
سكت للحظات ثم أردف:
- هل أستطيع رؤية الصورة؟!
فأخرجت له من جيبها الصورة وناولته إياها..
فما أن وقع بصره عليها حتى رفع حاجبيه مستغرباً..
ووصلهما وقع أقدام قادمة إلى المجلس فخطفت الصورة منه بسرعة ،، وخبأتها وخرجت بسرعة ،، حيث كان والد (غلا)قادماً..
رحب بالدكتور..
حتى استقر بهما المقام.. وخاضا أحاديث شتى...


******وبعد أيام******


في عيادة الدكتور محمد..
قدمت ( حلا ) متأخرة وآثار النوم القليل بادية على عينيها..
سلمت وكأنها متوقعة السيل الهادر من اللوم بسبب التأخير..
رد الدكتور محمد السلام بجدية مفتعلة:
- وعليكم السلام ، لم تأخرتِ؟!..
- انشغلت البارحة بأمور جعلتني أنام في وقت متأخر وهذا ماجعلني استيقظ متأخرة..
- وماذنب العمل هنا ؟! من المسؤول عن تأخيركِ.....
-...............
- أجيبيني ...
(قالها بحده وهو يضرب على الطاوله بقوه)
انتفضت صامته..
- أجيبي والا حسمت نصف مرتبكِ هذا الشهر..
- البارحة .. البارحة كان عيد ميلادي..
وهذا ما.......
فهدأت نبرة صوته:
- كل عام وانتِ بخير ..
مازالت عينيها ملازمتان الارض..
- قلت .. كل عام وانتِ بألف خير
فشهقت ببكائها .. استغرب منها ذلك
فقال:
- هل قسوتُ عليكِ ؟؟
مازالت مستمرة في بكائها الصامت وهي تمسح دموعها ..
فقام متوجهاً
إلى الباب :
- سأتركك الآن ريثما تهدئين..
فخرج للحظات ثم دخل ليرى ( حلا ) جالسه بهدوء.. فبتسم وهو يتوجه إلى مكتبه جالساً..
فابتدأ:
- لدي إليكِ شيئان .. احببت ان اهديهما لكِ في هذا اليوم خصيصاً..
- ولماذا في هذا اليوم ؟ وبأي صفة؟
- لاتنزعجي كثيراً.. فان أريتكِ إحداهما ربما شفعت لي بأن أُريكِ الأخرى..
أشعلت الكلمات في نفسها الحماس فقالت بشبه تردد:
- هات مالديك..
فأخرج لها صورة فوتوغرافية لطفلان أمام شاطئ البحر.. شهقت وهي تمسك بها قائلة:
- من أين لك هذه؟.. كيف وصلت إليك؟..و.....
فقاطعها:
- رويدكِ.. على مهلكِ ..
أيمكن أن تخبريني عن هذين الطفلين؟..
ردت وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
- هذه أنا.. وهذا.. هذا رفيق الطفولة...
- من هو؟ هل تعرفينه الآن..
- لا.. ليتني أعرفه....
- مالذي يجعلكِ تفكرين به طوال هذه السنين؟!...
- لقد أحببته وأنا مازلت طفلة.. رافقني حبه في صباي وشبابي.. وحتى الممات ..
(قالت جملتها الأخيرة وهي تتنهد)
- إذا دللتكِ عليه فبأي شيء تجازينني..
- اطلب مني ما تريد.. فقط أريد رؤيته
- اطلب ما أريد.. آآ..أي شيء؟..
- أي شيء!..
- توافقين على الزواج مني..
- مـــــــــــــــــاذا؟!!...
- هل ستتراجعين في كلامكِ؟
- وكيف ستجعلني أراه..
- هاهو أمامكِ!!!!!
ففغرت فاها.. ثم قالت:
- ماذا؟
فرد مؤيداً..
نعم هذا أنا..(محمد)..
ذاك الصغير الذي أودعك سر كلماته في المطار و.....
- لا.. لاأصدق ما أسمع .. كيف يحدث هذا...
- حادثني إحساسي بأن شكلك ليس غريباً عليَّ ..
ومنذ أيام شاهدتُ الصورة واكتشفتُ أن لدي نسخةً منها التقطها والدي ..
عندها..
تيقنت أن ( حلا ) التي في الصورة هي ذاتها التي أمامي...
- لا أكاد أصدق.. أيعقل هذا؟.. كيف!...
- ولديَّ أيضاً شيء آخر...
- ماهو؟
فاخرج باقة ورد فخمة قدمها إليها قائلاً :
- كل عام وأنتِ بألف ألف خير..
ابتسمت قائلة:
- آسفة .. لا أستطيع قبولها..
- بل ستقبلينها لأنكِ الآن خطيبتي...
- من قال هذا الكلام؟
- أنــــــا.. لأنني حادثتُ والدكِ في الموضوع وقال أنه سيعرضه عليكِ وقتما تسمح الظروف..
فأنزلت رأسها صامتة ..
فقال:
- على فكرة .. خادمتك ( تناكا ) لا تكتم الأسرار إياكِ أن تبوحي لها بسر بعد الآن..
فاستفهمت قائلة:
- وما أدراك بـ (تناكا) وأسراري المودعة لديها؟!
- تلك قصة طويلة سأخبركِ بها ليلة عقد زواجنا ...
- ومن أخبرك أنني سأوافق على الزواج منك؟...
_ بقاؤكِ حتى الآن بدون زواج....


***********************
تــــــمــــــــت

الـمـشـاكـسـه
08-17-2008, 09:54 PM
قصه حلووه ونهايه احلى
يعطيك الف الف عافيه

ورد الياسمين
08-18-2008, 02:11 AM
قصة رائعة حقاً



جهود مشكورة اخيه



يعطيك العافية

علوكه
09-16-2008, 07:51 AM
يسلمووووووووووووو
الله يعطيج العافيه خيتوووو

أميرة الأحساس
10-20-2008, 02:07 PM
يسلموو على القصة

لاعدمنا جديدك

~ {قمر البلد..
12-07-2008, 03:18 PM
شكرا عزيزتي ع القصة بارك الله فيج :)