المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام علي الهادي ( عليه السلام )



إبتسام السهم
07-10-2008, 09:51 AM
الإمام علي الهادي ( عليه السلام )



تأليف: سيّد مهدي آيت اللّهي



ترجمة: كمال السيّد




الميلاد : وُلد الإمام علي الهادي في 15 ذي الحجة سنة 212 هجرية في المدينة المنورة .



أبوه : الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) ، والإمام الهادي هو الإمام العاشر من أئمة أهل البيت .



أمه : مغربية ؛ امرأة فاضلة تقية اسمها ' سمانة ' .



استشهد أبوه مسموماً وله من العمر 8 سنوات فتصدّى إلى الإمامة وهو في هذه السن . دعاه الناس بألقاب عديدة ؛ من بينها : المرتضى ، الهادي ، النقي ، العالم ، الفقيه ، المؤتمن ، الطيب . وأشهرها : الهادي والنقي




أخلاق الإمام :



عاش الإمام حياته زاهداً عابداً ، في حجرة خالية ليس فيها من متاع الدنيا شيء سوى حصير ، يقضي وقته في قراءة القرآن وتدبّر معانيه ، يستقبل الناس بوجه بشوش ، يعطف على فقيرهم ويساعد محتاجهم ، أرسل له الخليفة المتوكل مبلغ ألف دينار ، فوزعها الإمام بين الفقراء والبائسين .



ومرض المتوكل يوماً فحار الأطباء في علاجه ، فأرسلت أمهُ وزيرَه ' الفتح بن خاقان ' إلى الإمام ، فوصف له دواءً سرعان من بأن أثره ، وأدهش الأطباء ، فبعثت أم المتوكل مبلغ ألف دينار هدية ، فوزعها الإمام على المحتاجين .




المتوكل :



توفي ' المعتصم ' وجاء بعده الواثق ، وكانت مدّة خلافته خمس سنين وتسعة اشهر .




وجاء بعده إلى الحكم الخليفةُ ' المتوكل ' ، وفي عهده انتشر الفساد والظلم ، واتسع نفوذ الأتراك في الحكم حتى اصبحوا الحكام الفعليين ، وصارت الخلافة لعبة في أيديهم .



وبلغ حقد التوكل على أهل البيت ( عليهم السلام ) وشيعتهم أن أمر بفتح النهر على قبر سيدنا الحسين ( عليه السلام ) ومنَع المسلمين من زيارته وقتَل عدداً كثيراً من الزوّار ؛ وإلى ذلك يشير الشاعر :



تالله إن كانت أمية قد أتت



**



قتل ابن بنت نبيها مظلوماً



فـلقد أتته بنو أبيه بـمثله



**



فغدا لعـمرك قبره مهدوماً



أسفوا على ألاّ يكونوا شاركوا



**



في قتله ، فتتبّعوه رمــيماً





كان المتوكل قد فرَض رقابة شديدة على الإمام في المدينة المنورة ، وكان الجواسيس ينقلون له مباشرة حركات الإمام وأحاديثة .




خاف المتوكلُ بعد أن اصبح الإمام شخصية مرموقة محبوبة من قبل الناس ، فلقد كان يُحسن إليهم ويقضي أكثر وقته في المسجد الشريف ،أرسل المتوكل مبعوثاً خاصاً لإحضار الإمام ، ودخل ' يحيى بن هرثمة ' المدينة المنورة ، وانتشرت شائعات حول أهداف المتوكل ، واجتمع الناس حول محل إقامة مبعوث المتوكل للتعبير عن قلقهم بشأن مصير الإمام .



يقول ' يحيى بن هرثمة ' نفسه : فجعلت اُطمئِنهم وأحلف لهم بأني لم أؤمر فيه بمكروه .



كان المتوكل يفكّر في طريقة للحطّ من مكانة الإمام ( عليه السلام ) فاقترح بعض مستشاريه أن يشوش على سمعة الإمام الهادي بالاستفادة من أخيه ' موسى ' وكان سيئَ السيرة منحرفَ الأخلاق .



ورحب المتوكل بهذه الفكرة ، فأرسل وراء موسى ، وكان الإمام الهادي قد حذر أخاه قائلاً : إنّ الخليفة قد أحضرك ليهتكك ويضع من قدرك فاتّقِ الله يا أخي ولا ترتكب محظوراً . ولم يصغِ موسى إلى نصيحة الإمام ، وأصرّ على موقفه ، ويبدو أن المتوكل قد احتقره فلم يستقبله أبداً .




سياسة المتوكل :كان المتوكل يتلاعب بأموال المسلمين ، وكانت حياته كلها ترف وبذخ ، وقضى عمره في السكر والعربدة واللهو ، ويبعثر الملايين ، فيما يعيش الناس في حياة صعبة ، وفي فقر وبؤس . أما العلويون فقد كانوا يعيشون حالة من الفقر المدقع ، محرومين من أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة .استُدعي الإمام الهادي ( عليه السلام ) إلى سامرّاء فوصلها مع ابنه الحسن ( عليه السلام ) وأُنزل في إحدى الخيام حيث يرابط جيش المتوكل هناك ، ليكون تحت مراقبة جنودٍ غاية في القسوة والشدّة والجهل بمنزلة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فقد كانوا أتراكا غلاظاً ساعدت بيئتهم وتربتهم في تكوين شخصية لا تعرف غير طاعة الملوك والحكام




في مجلس المتوكل :



في لحظة سكر ، أمر المتوكل بإحضار الإمام فوراً ، وانطلق الجلاوزة واقتحموا الدار بقسوة ، واقتادوا الإمام إلى قصر الخلافة .



كان المتوكل يشرب الخمر ويعربد . وقف الإمام قريباً منه ، فناوله المتوكل كأساً من الخمر .



اعتذر الإمام قائلاً : والله ما خامر لحمي و دمي .



فقال المتوكل : إذن أنشدني شعراً .



فاعتذر الإمام وقال : أني لقليل الرواية للشعر .



أصرّ المتوكل على موقفه ، فانطلق الإمام يهزّه بشعر لم يكن يتوقّعه أبداً :




باتوا على قلل الأجبال تحرسهم



**



غلب الرجال فما أغنتهم القللُ



واستنزلوا بعد عزٍّ من مـعاقلهم



**



فأُودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا



ناداهم صارخٌ من بعد ما قبروا



**



أين الأسرّة والتيجان والحُللُ



أين الوجوه التي كانت منعّمة



**



من دونها تُضرب الأستار والكُلَلُ



فأفصح القبرُ عنهم حين ساءلهم



**



تلك الوجوهُ عليها الدود ينتقلُ



قد طالما أكلوا دهراُ وما شربوا



**



فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا



وطالما عمّروا دوراً لتـحصنهم



**



ففارقوا الدور والأهلين وانـتقلوا



وطالما كنزوا الأموال وادّخـروا



**



فخلّفوها إلى الأعداء وارتـحلوا



أضحت منازلهم قفراً معـطلـة



**



وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا





وكان الشعر مؤثراً جداً . . إنّ نهاية كل شيء هو الفناء . نهاية القصور والطواغيت والنفوذ الشرف وكل ما يخدع الإنسان مصيره الزوال .



وهنا انفجر المتوكل باكياً ونهض إجلالاً للإمام وودَّعه باحترام .




استشهاد الإمام :لقي المتوكل مصرعه في إحدى المؤامرات التي تحوكها الأطماع ، وجاء بعد ابنه المنتصر وقد حكم ستة اشهر فقط ، ثم أعقبه خليفة آخر هو المستعين فحكم ثلاث سنوات ، وتلاه المعتزّ الذي عمل على اغتيال الإمام بالسم ، فمضى إلى ربّه شهيداً ، وذلك سنة 254 هجرية . وله من العمر 42 سنة ، ومرقده اليوم في مدينة سامراء قبة ذهبية تعانق السماء و مزاراً للمسلمين .


**************************************************




اليوم الاحد: 6يوليو2008



3رجب 1429هـ




المصادف شهادة الإمام الهادي عليه السلام




لقد كرَّس الإمام الهادي عليه السلام حياتَه لِخِدمة الدين ، ومواجهة الحُكَّام المتسِلِّطين ، ولاقَى مِن حُكَّامِ عصره من خلفاء بني العباس الملاحقة ، والإرهاب ، والتضييق .



وأُخرِج عليه السلام من مدينة جَدِّه رسول الله صلى الله عليه وآله ، حيثُ كان يُمارس مَهَامَّه العلميَّة والسياسية والاجتماعية ، إلى مدينة سامرَّاء - عاصمة الخلافة العباسيَّة - ليكونَ تحت الرقابة المباشرة من جهة ، وليُعزَل عن قيادة الأمة المتجهة نحو أهل البيت عليهم السلام من جهة أخرى



وفي سامرَّاء قضى الإمام الهادي عليه السلام شطراً من حياته ، وفي الثالث من رجب 254 هـ ، مضى الإمام علي الهادي عليه السلام شهيداً مسموماً في زمن الخليفة العباسي المتوكِّل .




اسمه ونسبه عليه السلام: علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام




أمُّه عليه السلام: جارية يُقال لها : سُمانة ، وقيل غير ذلك




كُنيته عليه السلام : أبو الحسن ، أبو الحسن الثالث




ألقابه عليه السلام : الهادي ، المتوكل ، الفتاح ، النقي ، المرتضى ، النجيب ، العالم ، وغيرها




تاريخ ولادته عليه السلام : 15 ذي الحجة 212 هـ ، وقيل غير ذلك




محل ولادته عليه السلام : المدينة المنورة / قرية صريا ، وتبعد ثلاثة أميال عن المدينة المنورة




زوجاته عليه السلام : جارية يُقال لها : سَوْسَن ، وقيل غير ذلك




أولاده عليه السلام :



الإمام الحسن العسكري عليه السلام – الحسين – محمد – جعفر




نقش خاتمه عليه السلام : حِفْظُ العُهُودِ مِن أخلاق المَعبُود ، وقيل غير ذلك




مُدة عُمره عليه السلام : 42 سنة




مُدة إمامته عليه السلام : 33 عاماً




حُكَّام عصره عليه السلام : المعتصم - الواثق - المتوكل




تاريخ شهادته عليه السلام : 3 رجب 254 هـ




مكان شهادته عليه السلام : سامراء




سبب شهادته عليه السلام : قُتل عليه السلام مسموماً في زمن الخليفة العباسي المتوكل .



محل دفنه عليه السلام : سامراء






الإيميل

ورده محمديه
07-11-2008, 02:28 AM
http://www.arabsys.net/pic/thanx/9.gifhttp://www.arabsys.net/pic/thanx/15.gif

إبتسام السهم
07-11-2008, 04:31 PM
شكرا لمروووركم :amuse: