ابو طارق
06-26-2008, 05:12 PM
من فضائل اهل البيت السلام الصلوات عليهم
[قد عرفت من مقالات «آية التطهير»
ذيل عنوان «اهل البيت عليهم السلام فى القرآن الكريم»
أن على بن ابى طالب من اهل بيت النبي الاكرم صلي الله عليهما و آلهما و هنا نقول ]إن من حقوق أهل البيت عليهم السلام هي الصلوات عليهم عند الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم،قال سبحانه:إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما.
(1)
ظاهر الآية هو تخصيص الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم لكن فهمت الصحابة ان المراد هو الصلاة عليه و على أهل بيته،و قد تضافرت الروايات على ضم الآل إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم عند التسليم و الصلاة عليه،و قد جاء ذلك في الصحاح و المسانيد،نقتصر منها على ما يلي:
1.أخرج البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،قال:لقيني كعب بن عجرة،قال:ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه و آله و سلم،فقلت:بلى،فأهدها لي،فقال:سألنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،فقلنا:يا رسول الله،كيف الصلاة عليكم أهل البيت،فان الله قد علمنا كيف نسلم؟قال:
«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد،كما صليت على إبراهيم و علىآل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك على محمد و على آل محمد،كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
(2)
و أخرجه أيضا في كتاب التفسير عند تفسير سورة الأحزاب.
(3)
كما أخرجه مسلم في باب الصلاة على النبي من كتاب الصلاة.
(4)
2.أخرج البخاري أيضا،عن أبي سعيد الخدري،قال:قلنا يا رسول الله،هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟قال:«قولوا:اللهم صل على محمد عبدك و رسولك،كما صليت على آل إبراهيم،و بارك على محمد و على آل محمد،كما باركت على إبراهيم». (5)
3.أخرج البخاري،عن ابن أبي حازم،عن يزيد،قال:«كما صليت على إبراهيم،و بارك على محمد و آل محمد،كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم».
(6)
4.أخرج مسلم، عن أبي مسعود الأنصاري،قال:أتانا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و نحن في مجلس سعد بن عبادة،فقال له بشير بن سعد:أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك،يا رسول الله:فكيف نصلي عليك؟
قال:فسكت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى تمنينا انه لم يسأله.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد،كما صليت على آل إبراهيم،و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيمفي العالمين انك حميد مجيد،و السلام كما قد علمتم».
(7)
إن ابن حجر ذكر الآية الشريفة، و روى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها،و ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه،لما سئل عن كيفية الصلاة و السلام عليه،قال:و هذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته،و بقية آله مراد من هذه الآية،و إلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته و آله عقب نزولها و لم يجابوا بما ذكر،فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به،و انه صلى الله عليه و آله و سلم أقامهم في ذلك مقام نفسه،لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه،و منه تعظيمهم،و من ثم لما أدخل من مر في الكساء،قال:«اللهم انهم مني و أنا منهم،فاجعل صلاتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي و عليهم»،و قضية استجابة هذا الدعاء:ان الله صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه.
و يروى:لا تصلوا علي الصلاة البتراء،فقالوا:و ما الصلاة البتراء؟قال:تقولون:اللهم صل على محمد و تمسكون،بل قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد.ثم نقل عن الإمام الشافعي قوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له
فقال:فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل،و يحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.
(8)
هذا كله حول الصلاة على الآل عند الصلاة على الحبيب.
و أما حكم الصلاة على آل البيت في التشهد،فقال أكثر أصحاب الشافعي:انه سنة.
و قال التربجي: من أصحابه هي واجبة،و لكن الشعر المنقول عنه يدل على وجوبه عنده،و يؤيده رواية جابر الجعفيـ الذي كان من أصحاب الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام،و في طبقة الفقهاءـ ،عن أبي جعفر عن أبي مسعود الأنصاري،قال:قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:«من صلى صلاة لم يصل فيها علي و لا أهل بيتي لم تقبل منه».
(9)
و جابر الجعفي ممن ترجمه ابن حجر في تهذيبه، و نقل عن سفيان في حقه:
ما رأيت أورع في الحديث منه،و قال وكيع:مهما شككتم في شيء فلا تشكوا في أن جابرا ثقة .
و قال سفيان أيضا لشعبة:لأن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك.إلى غير ذلك.
(10)
قال ابن حجر: أخرج الدار قطني و البيهقي حديث من صلى صلاة و لم يصل فيها علي و على أهل بيتي لم تقبل منه،و كأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي أن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة،كالصلاة عليه صلى الله عليه و آله و سلم لكنه ضعيف،فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه،قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد،و الأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
(11)
و قال الرازي: إن الدعاء للآل منصب عظيم،و لذلك جعل هذا الدعاءخاتمة التشهد في الصلاة،و قوله:اللهم صل على محمد و على آل محمد،و ارحم محمدا و آل محمد.
و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل،فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب،و قال الشافعي :
يا راكبا قف بالمحصب من منى
و اهتف بساكن خيفها و الناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى
فيضا كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي
(12)
و قال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى كفى شرفا لآل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و فخرا ختم التشهد بذكرهم و الصلاة عليهم في كل صلاة.
(13)
و روى محب الدين الطبري في الذخائر عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه انه كان يقول:لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد و على آل محمد ما رأيت أنها تقبل.
(14)
و قال المحقق الشيخ حسن بن علي السقاف: تجب الصلاة على آل النبي صلى الله عليه و آله و سلم في التشهد الأخير على الصحيح المختار،لأن أقصر صيغة وردت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثبت فيها ذكر الصلاة على الآل،و لم ترد صيغة خالية منه في صيغ تعليم الصلاة،فقد تقدم حديث سيدنا زيد بن خارجة،ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال:«صلوا علي و اجتهدوا في الدعاء،و قولوا:اللهم صل على محمد و آل محمد».
(15)
بلاغ و إنذار
لقد تبين مما سبق كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم و انه لا يصلى عليه إلا بضم الآل إليه،و مع ذلك نرى أنه قد راجت الصلاة البتراء بين أهل السنة في كتبهم و رسائلهم،مع أن هذه البلاغات من النبي صلى الله عليه و آله و سلم نصب أعينهم و لكنهم رفضوها عملا و اكتفوا بالصلاة عليه خاصة،حتى أن ابن حجر الهيتمي(899ـ 974 ه)نقل كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم و لكن كتابه المطبوع مليء بالصلاة البتراء .و إليك نص ما قال:و يروى لا تصلوا علي الصلاة البتراء،قالوا:و ما الصلاة البتراء؟قال :تقولون:اللهم صل على محمد و تمسكون،بل قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد و لا ينافي ما تقرر حذف الآل في الصحيحين،قالوا:يا رسول الله:كيف نصلي عليك؟قال:قولوا اللهم صل على محمد و على أزواجه و ذريته،كما صليت على إبراهيم إلى آخره.
لأن ذكر الآل ثبت في روايات أخر،و به يعلم أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر.
(16)
و في الختام نذكر ما ذكره الرازي، انه قال:أهل بيته ساووه في خمسة أشياء:في الصلاة عليه و عليهم في التشهد،و في السلام،و الطهارة،و في تحريم الصدقة،و في المحبة.
(17)
تعليقات:
1ـ الأحزاب: .56
2ـ صحيح البخاري:4/146 ضمن باب«يزفون النسلان في المشي»من كتاب بدء الخلق.
3ـ صحيح البخاري:6/151،تفسير سوره الأحزاب.
4ـ صحيح مسلم:2/ .16
5ـ صحيح البخاري:6/151،تفسير سورة الأحزاب.
6ـ المصدر السابق.
7ـ صحيح مسلم:2/46،باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم بعد التشهد من كتاب الصلاة.
8ـ الصواعق المحرقة:146،ط عام 1385 ه.
9ـ سنن الدار قطني:1/ .355
10ـ تهذيب التهذيب:2/ .46
11ـ الصواعق المحرقة:234،ط الثانية،عام 1385 ه.
12ـ تفسير الفخر الرازي:27/166،تفسير سورة الشورى.
13ـ تفسير النيسابوري:تفسير سورة الشورى.
14ـ ذخائر العقبى:19،ذكر الحث على الصلاة عليهم.
15ـ صحيح صفة صلاة النبي: .214
16ـ الصواعق المحرقة:146،ط الثانية،عام .1385
17ـ الغدير:2/303،ط طهران نقله عن تفسير الرازي:7/391 و لم نعثر عليه في الطبعتين.
أهل البيت(ع) سماتهم و حقوقهم في القرآن الكريم ص 154
مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
[قد عرفت من مقالات «آية التطهير»
ذيل عنوان «اهل البيت عليهم السلام فى القرآن الكريم»
أن على بن ابى طالب من اهل بيت النبي الاكرم صلي الله عليهما و آلهما و هنا نقول ]إن من حقوق أهل البيت عليهم السلام هي الصلوات عليهم عند الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم،قال سبحانه:إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما.
(1)
ظاهر الآية هو تخصيص الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم لكن فهمت الصحابة ان المراد هو الصلاة عليه و على أهل بيته،و قد تضافرت الروايات على ضم الآل إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم عند التسليم و الصلاة عليه،و قد جاء ذلك في الصحاح و المسانيد،نقتصر منها على ما يلي:
1.أخرج البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،قال:لقيني كعب بن عجرة،قال:ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه و آله و سلم،فقلت:بلى،فأهدها لي،فقال:سألنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم،فقلنا:يا رسول الله،كيف الصلاة عليكم أهل البيت،فان الله قد علمنا كيف نسلم؟قال:
«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد،كما صليت على إبراهيم و علىآل إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك على محمد و على آل محمد،كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
(2)
و أخرجه أيضا في كتاب التفسير عند تفسير سورة الأحزاب.
(3)
كما أخرجه مسلم في باب الصلاة على النبي من كتاب الصلاة.
(4)
2.أخرج البخاري أيضا،عن أبي سعيد الخدري،قال:قلنا يا رسول الله،هذا التسليم فكيف نصلي عليك؟قال:«قولوا:اللهم صل على محمد عبدك و رسولك،كما صليت على آل إبراهيم،و بارك على محمد و على آل محمد،كما باركت على إبراهيم». (5)
3.أخرج البخاري،عن ابن أبي حازم،عن يزيد،قال:«كما صليت على إبراهيم،و بارك على محمد و آل محمد،كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم».
(6)
4.أخرج مسلم، عن أبي مسعود الأنصاري،قال:أتانا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و نحن في مجلس سعد بن عبادة،فقال له بشير بن سعد:أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك،يا رسول الله:فكيف نصلي عليك؟
قال:فسكت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى تمنينا انه لم يسأله.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد،كما صليت على آل إبراهيم،و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيمفي العالمين انك حميد مجيد،و السلام كما قد علمتم».
(7)
إن ابن حجر ذكر الآية الشريفة، و روى جملة من الأخبار الصحيحة الواردة فيها،و ان النبي صلى الله عليه و آله و سلم قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه،لما سئل عن كيفية الصلاة و السلام عليه،قال:و هذا دليل ظاهر على أن الأمر بالصلاة على أهل بيته،و بقية آله مراد من هذه الآية،و إلا لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته و آله عقب نزولها و لم يجابوا بما ذكر،فلما أجيبوا به دل على أن الصلاة عليهم من جملة المأمور به،و انه صلى الله عليه و آله و سلم أقامهم في ذلك مقام نفسه،لأن القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه،و منه تعظيمهم،و من ثم لما أدخل من مر في الكساء،قال:«اللهم انهم مني و أنا منهم،فاجعل صلاتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك علي و عليهم»،و قضية استجابة هذا الدعاء:ان الله صلى عليهم معه فحينئذ طلب من المؤمنين صلاتهم عليهم معه.
و يروى:لا تصلوا علي الصلاة البتراء،فقالوا:و ما الصلاة البتراء؟قال:تقولون:اللهم صل على محمد و تمسكون،بل قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد.ثم نقل عن الإمام الشافعي قوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر إنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له
فقال:فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقا لقوله بوجوب الصلاة على الآل،و يحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.
(8)
هذا كله حول الصلاة على الآل عند الصلاة على الحبيب.
و أما حكم الصلاة على آل البيت في التشهد،فقال أكثر أصحاب الشافعي:انه سنة.
و قال التربجي: من أصحابه هي واجبة،و لكن الشعر المنقول عنه يدل على وجوبه عنده،و يؤيده رواية جابر الجعفيـ الذي كان من أصحاب الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام،و في طبقة الفقهاءـ ،عن أبي جعفر عن أبي مسعود الأنصاري،قال:قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:«من صلى صلاة لم يصل فيها علي و لا أهل بيتي لم تقبل منه».
(9)
و جابر الجعفي ممن ترجمه ابن حجر في تهذيبه، و نقل عن سفيان في حقه:
ما رأيت أورع في الحديث منه،و قال وكيع:مهما شككتم في شيء فلا تشكوا في أن جابرا ثقة .
و قال سفيان أيضا لشعبة:لأن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك.إلى غير ذلك.
(10)
قال ابن حجر: أخرج الدار قطني و البيهقي حديث من صلى صلاة و لم يصل فيها علي و على أهل بيتي لم تقبل منه،و كأن هذا الحديث هو مستند قول الشافعي أن الصلاة على الآل من واجبات الصلاة،كالصلاة عليه صلى الله عليه و آله و سلم لكنه ضعيف،فمستنده الأمر في الحديث المتفق عليه،قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد،و الأمر للوجوب حقيقة على الأصح.
(11)
و قال الرازي: إن الدعاء للآل منصب عظيم،و لذلك جعل هذا الدعاءخاتمة التشهد في الصلاة،و قوله:اللهم صل على محمد و على آل محمد،و ارحم محمدا و آل محمد.
و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل،فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب،و قال الشافعي :
يا راكبا قف بالمحصب من منى
و اهتف بساكن خيفها و الناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى
فيضا كما نظم الفرات الفائض
إن كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي
(12)
و قال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى كفى شرفا لآل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و فخرا ختم التشهد بذكرهم و الصلاة عليهم في كل صلاة.
(13)
و روى محب الدين الطبري في الذخائر عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه انه كان يقول:لو صليت صلاة لم أصل فيها على محمد و على آل محمد ما رأيت أنها تقبل.
(14)
و قال المحقق الشيخ حسن بن علي السقاف: تجب الصلاة على آل النبي صلى الله عليه و آله و سلم في التشهد الأخير على الصحيح المختار،لأن أقصر صيغة وردت عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثبت فيها ذكر الصلاة على الآل،و لم ترد صيغة خالية منه في صيغ تعليم الصلاة،فقد تقدم حديث سيدنا زيد بن خارجة،ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال:«صلوا علي و اجتهدوا في الدعاء،و قولوا:اللهم صل على محمد و آل محمد».
(15)
بلاغ و إنذار
لقد تبين مما سبق كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم و انه لا يصلى عليه إلا بضم الآل إليه،و مع ذلك نرى أنه قد راجت الصلاة البتراء بين أهل السنة في كتبهم و رسائلهم،مع أن هذه البلاغات من النبي صلى الله عليه و آله و سلم نصب أعينهم و لكنهم رفضوها عملا و اكتفوا بالصلاة عليه خاصة،حتى أن ابن حجر الهيتمي(899ـ 974 ه)نقل كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم و لكن كتابه المطبوع مليء بالصلاة البتراء .و إليك نص ما قال:و يروى لا تصلوا علي الصلاة البتراء،قالوا:و ما الصلاة البتراء؟قال :تقولون:اللهم صل على محمد و تمسكون،بل قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد و لا ينافي ما تقرر حذف الآل في الصحيحين،قالوا:يا رسول الله:كيف نصلي عليك؟قال:قولوا اللهم صل على محمد و على أزواجه و ذريته،كما صليت على إبراهيم إلى آخره.
لأن ذكر الآل ثبت في روايات أخر،و به يعلم أنه صلى الله عليه و آله و سلم قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر.
(16)
و في الختام نذكر ما ذكره الرازي، انه قال:أهل بيته ساووه في خمسة أشياء:في الصلاة عليه و عليهم في التشهد،و في السلام،و الطهارة،و في تحريم الصدقة،و في المحبة.
(17)
تعليقات:
1ـ الأحزاب: .56
2ـ صحيح البخاري:4/146 ضمن باب«يزفون النسلان في المشي»من كتاب بدء الخلق.
3ـ صحيح البخاري:6/151،تفسير سوره الأحزاب.
4ـ صحيح مسلم:2/ .16
5ـ صحيح البخاري:6/151،تفسير سورة الأحزاب.
6ـ المصدر السابق.
7ـ صحيح مسلم:2/46،باب الصلاة على النبي صلى الله عليه و آله و سلم بعد التشهد من كتاب الصلاة.
8ـ الصواعق المحرقة:146،ط عام 1385 ه.
9ـ سنن الدار قطني:1/ .355
10ـ تهذيب التهذيب:2/ .46
11ـ الصواعق المحرقة:234،ط الثانية،عام 1385 ه.
12ـ تفسير الفخر الرازي:27/166،تفسير سورة الشورى.
13ـ تفسير النيسابوري:تفسير سورة الشورى.
14ـ ذخائر العقبى:19،ذكر الحث على الصلاة عليهم.
15ـ صحيح صفة صلاة النبي: .214
16ـ الصواعق المحرقة:146،ط الثانية،عام .1385
17ـ الغدير:2/303،ط طهران نقله عن تفسير الرازي:7/391 و لم نعثر عليه في الطبعتين.
أهل البيت(ع) سماتهم و حقوقهم في القرآن الكريم ص 154
مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني