المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سر عظمة فاطمة ع



ابوحسن التونسي
06-25-2008, 09:23 PM
سر العظمة فاطمة عليها السلام
سر العظمة..القرب من الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه الأيام هي ذكرى شهادة مولاتنا الزهراء عليها صلوات الرحمن,وبناء على المنهج الذي اعتمدته لهذه الأحاديث في هذا الملتقى فإن العلاقة بالمعصومين من أهم الأسس التي لابد من الوقوف عندها..

في الرواية عن علي بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم عليه السلام "إن فاطمة عليها السلام صديقة شهيدة"وما أدراك ما ذكرى شهادة الزهراء!
كيف كانت المدينة المنورة عشية انتقالها إلى جوار الله عز وجل..

ينقل بعض العارفين أن سلمان الفارسي رضوان الله تعالى عليه فوجئ- قبل شهادة الزهراء- بالمرتضى والزهراء يطرقان باب بيته إبان تلك الجولة التاريخية على الأنصار ..طرق الباب..فتح سلمان الباب: سيّديّ ما الذي جاء بكما؟! سيدتي يا فاطمة ..ما الذي جاء بك؟ قالت يا سلمان رأيت عليا وحيداً..!

غربة علي أقضت مضجع الزهراء, وهاهو بعد شهادتها أشد غربة ..بربك أيها الموالي ..غربة علي أشد مضاضة أم غربة الحسين في كربلاء؟!
حتى الواحد والسبعون لم يكن لهم ذكر ..أصبح علي غريباً إلى درجة انه رغم الجلد العلوي.. رغم كل التصبر فهو يقول أنه قد قل صبره بعد فجيعته بالزهراء!!قبل شهادة الزهراء كانت الفجيعة بالمصطفى موزعة بين المرتضى والزهراء , وهاهو ثقل الفجيعة الآن ينصب بكامله على المرتضى ..ويضاف إليه فجيعته بفقد الزهراء! غربة أبكت رسول الله من قبل .. يحدّث أمير المؤمنين أنه كان يسير مع المصطفى الحبيب في بعض شوارع المدينة , وعندما وصلا إلى مكان خال من الناس وضع رسول الله رأسه على كتف أمير المؤمنين وأجهش بالبكاء ..ويسأله المرتضى عن السبب فيقول: "يا علي ..ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي"

أيها الحبيب ..في ذكرى شهادة الزهراء كيف ينبغي أن نتعاطى مع الزهراء ؟
ماذا نعرف عن عظمتها ؟ عند أي خصائص نقف؟
ينقل السيد المرعشي عن الإمام المنتظر تعليمات كثيرة من جملتها أنه أمر بهذا القنوت أن يقنت به في الصلاة باستمرار: " اللهم صل على محمد وآله , اللهم إني أسألك بحق فاطمة وأبيها , وبعلها وبنيها , والسر المستودع فيها أن تصلي على محمد وآل محمد , وأن تفعل بي ما أنت أهله , ولا تفعل بي ما أنا أهله".
عظمة الزهراء كما يظهر في هذا النص هي عظمة محورية : "بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها" معرفة الزهراء عليها السلام هي الطريق إلى معرفة الله عز وجل ,والخلل في معرفتها لابد وأن ينعكس خللا في المعتقد , بمعنى أن الإنسان لا يستطيع أن يقول إنه على سلامة من معتقده إذا لم يعرف الزهراء عليها السلام ,عندما نريد أن نتكلم من بعيد عن مكامن العظمة في هذه الشخصية المحمدية العظيمة..كيف نتعامل معها ..بم نصفها؟

نحن نصنع معايير لسر العظمة وما هو المعيار في الحقيقة إلا القرب من الله عز وجل ..طاعة الله سبحانه وتعالى , وبعبارة ثانية : عندما يطيع الإنسان الله فهو عاقل , وعندما يعصي الله فقد خرج من دائرة العقل بهذا المقدار.
ومن لا تعرف سيرتُه إلا الطاعة الأتم لله عز وجل فهو العاقل الأتم , أقرب الناس إلى الله والمتمحضِ في طاعته سبحانه عندما يقترب الإنسان قليلا من الله عز وجل لابد وان تظهر نتائج هذا القرب , كلنا نسمع أو نقرأ الحديث القدسي : "عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون"كلنا نقرأ في كتاب الله تعالى (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)ونقرأ (يد الله فوق أيديهم)
رسول الله لشدة قربه من الله عز وجل وصل إلى مقام لا يمكننا أن نتصور كنهه ,الإنسان العادي إذا أطاع الله عز وجل فبمقدار طاعته يقترب,فإذا وصل إلى مرحلة مميزه من الطاعة تصدر عنه أمور من الغرائب , ما أكثر العلماء الأجلاء من أصحاب الكرامات الذين كانوا لقربهم من الله عز وجل يقومون بمثل هذه الأمور , ما أكثر ما سمعتم ..ما أكثر ما قرأتم من هذه الكرامات ..وما هو المحور... ؟انه القرب من الله عز وجل.

إذا أردنا أن نتعرف إلى بعض جوانب قرب رسول الله .. وأهل البيت من الله عز وجل فينبغي أن نقف أولا عند مثال يوضح الصورة,( المثال يذكره بعض العلماء): لو فرضنا أننا وضعنا حديده في النار .. وطال بقاء هذه الحديدة في النار , ما ذا نرى بعدئذ ..ما هي النتيجة.؟ نرى أن الحديدة اكتسبت جميع خصائص النار .. ومن يضع يده عليها يتألم .. ومن ينظر إليها يظن أنه ينظر إلى النار, لقد اكتسبت من شدة القرب ومن طول مدة القرب جميع خصائص النار, لكن هل أصبحت هذه الحديدة نارا.. هل تغير جوهرها ؟ أو تغيرت حقيقتها؟ أم أنها ما تزال حديده ؟ والنار هل أصبحت حديدا أم إنها ما تزال نارا؟
شدة قرب المؤمن من الله عز وجل تجعل هذا المؤمن مظهرا لهذه الخصائص الإلهية , هذا بالنسبة للمؤمن العادي فكيف بالنسبة إلى رسول الله هل هناك بين الخلق جميعا أقرب إلى الله من المصطفى الحبيب ؟ ..إذا ما هي نتائج هذا القرب؟
نتائجه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)يد رسول الله يعبر عنها بيد الله تعالى, نطق رسول الله(وما ينطق عن الهوى , إن هو إلا وحي يوحى).
ماذا تريد أن تقول لنا هذه الحقائق :المصطفى الحبيب هو مظهر قدرة الله عز وجل , مظهر علم الله , مظهر حلم الله تعالى, والزهراء روح المرتضى التي بين جنبيه ...بَضعة منه.. شُجنة منه .
ينبغي أن نبحث عن عظمة فاطمة عليها صلوات الرحمن في عظمة رسول الله "إن الله ليرضى لرضى فاطمة.."ألم نسمع جميعنا بهذا الحديث؟ يقف عنده أحد كبار العلماء فيقول ما خلاصته : لو كان الحديث هكذا : إن فاطمة لترضى يرضى الله وتغضب لغضبه..لكان هذا الحديث يدل على درجة عظيمة للزهراء , ولكنه بصيغته الحالية يدل على درجة أعظم بكثير , لا يقول الحديث إن فاطمة ترضى لرضى الله وتغضب لغضبه ولكن يقول : " إن الله ليرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضبها"هذه مرتبه أعلى .
متى يصبح الإنسان مطيعا تمام الطاعة لله عز وجل ؟ عندما يصبح عاقلا وكلما كانت الطاعة أتم كان العقل أكمل كما مر ..يقول هذا العالم الجليل : هذه الرواية تدل على عظمة مميزة للزهراء عليها صلوات الرحمن.

من كتاب (في محراب فاطمة للشيخ الجليل حسين الكوراني عالم لبناني)

نور الهدى
06-28-2008, 07:16 AM
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد


سلام الله على سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام



الله يرزقك وايانا زيارة الزهراء وابيها وبعلها وبنيها في الدنيا ,, وشفاعتهم في الاخرة