الفراشه الحائرة
06-17-2008, 01:54 PM
الضوضاء وأثرها في إنجاب أولاد متخلفين عقلياً
http://www.balagh.com/woman/tefl/images/29-6-2003.jpg (http://www.balagh.com/woman/tefl/images/29-6-2003.jpg)
الضوضاء مشكلة العصر
تحقيق زيد خلوصي
من المسلم به أنه كلما زادت وسائل الحضارة تقدما أو تقدم الانسان تكنولوجيا زاد ذلك وضاعف من حدوث الأصوات والضوضاء الناتجة عما يخترعه وما يصيب من تطور في التكنيك العلمي وبالتأكيد فإن القرن الماضي لم تكن فيه حياة الفرد الاعتيادية لتحفل بما تحفل به اليوم من ضوضاء مفروضة عليه يصادفها أنى ذهب وسار بفعل المنجزات التكنيكية التي أحرزها في مجال العلم في كل ناحية من نواحي النشاط التكنولوجي.
ولما كان التقدم التكنولوجي شأنه شأن أي نشاط أو ابتداع أو ابتكار إنساني يحمل في تضاعيفه جانبيه الايجابي والسلبي فإذا كان الجانب الايجابي قد تمثل فيما أحرزه الانسان من تقدم وتذليل وتطويع للصعوبات التي تعترض حياته فإن الجانب السلبي يقوم على ما أفرزه هذا التقدم من مشكلة تعد من أهم مشاكل العصر ألا وهي مشكلة الضوضاء التي من شأنها أن تؤثر على أعصاب الناس وترهقهم وفي محاولة من مجلة الأم والطفل لتقصي النتائج الكامنة والمترتبة على الضوضاء وعبر سلسلة التحقيقات التي دابت على تزويد القارئ بها قام مندوبها بإجراء هذه المقابلة مع الدكتور عدنان عباس فضلي الاختصاصي بالأمراض النفسية في مؤسسة مدينة الطب والذي تفضل بالإجابة على أسئلة مندوبنا بما يلي:
س1: ما هو أثر الضوضاء في تحفيز المراكز العصبية وإحداث التهيج والتنرفز بوجه عام على شخص معافى وسليم؟
ـ يتفاوت الناس في درجة احتمالهم للضوضاء وعلى العموم فإن الشخص المعافى السليم يتحمل الضوضاء إلى حد معين على إن الناس المصابين بالاعياء كالإرهاق العصبي والانهماك في العمل تنخفض درجة احتمالهم للأصوات العالية حيث أن الضوضاء تسبب لهم النرفزة وسرعة الإثارة والتهيج وفي مجال الطب النفسي فإن ظاهرة عدم تحمل الأصوات العالية تعد من الظواهر البارزة التي تصاحب القلق النفسي وداء الكآبة سيما في هذا الأخير حيث نجد المصاب يميل إلى الانفراد بنفسه ويركن إلى العزلة والهدوء.
س2: ما هي الآثار المستقبلية التي تتركها على الجسم والصحة النفسية في حالة تعرض الفرد للضوضاء في أحوال قسرية وبسبب الضجيج والضوضاء في ورشته أو عمله الخاص أو في المكان القريب للأشخاص الذين تتواجد محلات عملهم قرب هذه الورشات؟
ـ لقد ثبت من الدراسات أن تعرض الشخص للضوضاء والضجيج ولمدة طويلة تضعف مقاومته النفسية كما لوحظ إن العاملين في الورشات ذات الضجيج العالي يتعرضون للإصابة بما يسمى ـ العصاب المهني ـ ومن أهم ميزات هذا العصاب هو الميل إلى الاكتئاب والنحول وفقدان الاهتمام بالعمل وسرعة التهيج.
س3: ما هو أثر سماع الأصوات العالية باستمرار وبرغبة طوعية كالإنصات إلى موسيقى الجاز وما شاكل على الجهاز العصبي للإنسان؟
ـ طالما تاق الانسان إلى سماع تلك الموسيقى وحقيقة إن الشخص يلتذ بهذه العملية فليس ثمة أثر مخدش أو مخرب على الجهاز العصبي في مثل هذه الحالة حيث تنشأ في المراكز العصبية استعداد ـ تعود ـ لسماع مثل هذه الأصوات وكما ذكرنا سابقاً فإن درجة احتمال الأصوات العالية تختلف من شخص إلى آخر وأود أن أضيف أن الحالة المزاجية للانسان هي التي تعين درجة احتماله لتلك الأصوات وهذا ما نلاحظه لدى معظم الناس في حالات الأعراس والأفراح حيث يتعرضون إلى ضوضاء عالية دون أي رد فعل ملحوظ.
س4: ما هي آثار الضوضاء على المرأة الحامل وضرورة تمتعها بصحة نفسية أثناء فترة حملها؟
ـ لقد ثبت مؤخرا وبما لا يقبل الشك أن للضوضاء آثاراً سلبية على المرأة الحامل وعلى جنينها فمن المعلوم أن المرأة تتعرض لضغوط نفسية مختلفة في فترة حملها وكنتيجة لهذه الضغوط فإن المرأة الحامل تشعر بالقلق والاكتئاب وفي كلتي الحالتين فإنها لا تحتمل أي إثارة صوتية أو ضوضاء أما بالنسبة للجنين فهنالك حالات من التخلف العقلي يعزي سببها إلى تعرض الأم الحامل إلى الضوضاء أثناء فترة حملها.
س5: ما هو أثر الصخب على الوليد الجديد في الدقائق الأولى من ولادته لا سيما ما درجن عليه النسوة والعوائل العراقية من إطلاق الزغاريد العالية بعد الولادة ولمدة قد تطول نسبياً بالنسبة للطفل لحظة استقبال العالم الجديد له؟
إن انتقال الطفل المفاجئ من عالم الظلام إلى عالم النور ـ الولادة ـ تولد عند الطفل حالة من الذهول ـ المزهر ـ كما أطلق عليه ـ وليم جيمس ـ العالم النفسي ومن ناحية المبدأ فإن تعرض الطفل إلى الأصوات العالية قد يفقده توازنه النفسي فقد نصح الطبيب الفرنسي (لوبوير) الاختصاصي بأمراض الولادة والتوليد أن يتم انتقال الطفل من عالم الرحم إلى عالمنا هذا بصورة تدريجية.
ولئن الطفل تعود على دقات قلب الأم فإنه ينصح بوضع الطفل على بطن أمه بعد الولادة مباشرة لتتيح له الانصات والاستمرارية على الجو الذي كان معتاداً عليه قبل الولادة ولا شك إن الأصوات العالية تحدث خللاً في حالة الانتقالة المفاجئة.
س6: هل إن لدى بعض الأشخاص استعداداً معيناً لتحمل الضوضاء أكثر من الآخرين؟
ـ نعم إذ أن هنالك تفاوتاً في تحمل الضوضاء من شخص إلى آخر وفي درجة استعداده لتقبل ذلك.
س7: إن أثر الضوضاء يتزايد باختلاف العمر بمعنى آخر هل إنه كلما تقدم الانسان في العمر كلما زاد تضجره من الضوضاء؟
ـ لا شك أن تقدم الانسان بالعمر يحدث أثره في مجمل التغييرات النفسية والبايولوجية كإصابة الفرد بتصلب الشرايين وضعف الذاكرة وعدم القدرة على التكيف مع المحيط بصورة سهلة فالبعض في مثل هذه السن يميلون إلى العزلة والابتعاد والاكتئاب وطبعاً يصاحب ذلك الرغبة في تجنب الضوضاء والأصوات العالية.
س8: كيف نفسر أن بعض الناس يميلون إلى الهدوء التام مع سلامة قواهم النفسية؟
ـ إن الميل إلى الهدوء التام هو ظاهرة صحية ولا تعني أن الشخص مصاب فكل إنسان معرض إلى ضغوط نفسية مصحوبة بالإرهاق وهذا يتطلب بالضرورة الهدوء وهي عملية فسلجية صرفة وليس لها من أساس مرضي.
س9: ما هو أثر الضوضاء التي جلبتها المدنية الحديثة على أعصاب المواطن العادي في الطريق لا سيما أبواق السيارات التي تزمر أحياناً لغير ما سبب بل لمجرد نوازع شخصية عند قائد المركبة؟
ـ يلاحظ إن سكان المدن المزدحمة هم أكثر عرضة للانهيار العصبي من سكان القرى والأرياف وإن الأمراض النفسية والإرهاق العصبي يتواجد بنسبة أكبر لديهم وهذا ناتج بالطبع من الازدحام السكاني وتعرض الفرد إلى مختلف المؤثرات الصوتية من أصوات مكائن وأصوات سيارات وضجيج الآلات البنائية. كل ذلك يؤدي إلى إضعاف مناعة الفرد النفسية.
س10: ما هو أثر الضوضاء الطبيعية المتواصلة كقصف الرعود والصواعق على أعصاب الناس وارتباطها بمخاوف معينة قد تولد لديهم عقداً نفسية؟
ـ إن الخوف من قصف الرعود والصواعق هو أمر غريزي حيث إن كل فرد منا يخشى كما خشى آباؤنا وأجدادنا من أصوات البرق والرعد والزلازل والبراكين والأصوات التي تبعثها وذلك لما يصاحب تلك الظواهر من آثار مدمرة وقد بحث الانسان منذ قديم الزمان عما يقيه من آثار تلك الظواهر وسببت له القلق النفسي فهنالك أناس يصابون بالرعب من أثر حدوث الرعود والصواعق وهذا ناتج عن فعل انعكاسي مرتبط في ذاكرة الطفل وهو ما يطلق عليه بالعقدة النفسية وهذا الرعب قد يحدث حالات من الإغماء لدى البعض والعلاج يكمن في تتبع جذور المشكلة منذ عهد الطفولة.
س11: ما هو أثر الضوضاء المفاجئة على صحة الانسان؟
ـ إن الأفراد الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض نفسي أو عقلي فإن الضوضاء المفاجئة يمكن ن تشكل عاملاً مرسباً (العامل الذي يعجل في إنضاج المرض) فكثير من الحالات التي تردنا إلى العيادة نجد إنهم قد تعرضوا لمثل هذه الضوضاء ومنها مثلاً حالات الصرع حيث يؤكد ذوو المريض إن الحالة نشأت بعد ـ فزة ـ وهذا أيضاً ينطبق على حالات الفصام ـ الشيزفرنيا ـ ومن المعلوم أن الضوضاء بحد ذاتها ليست هي العامل المسبب للمرض لكنها عامل إضافة للاستعداد التكويني لدى المصاب.
س12: ما هي المخاطر المترتبة على القراءة في ظل الضوضاء مع إمكانية تعويد المرء نفسه عليها. بمعنى هل يمكن في ظروف خاصة عدم إمكانية الفرد القراءة مع هذه الضوضاء؟
ـ ليست هنالك مخاطر حقيقية بالمعنى العلمي إذ أن هنالك أناساً كثيرون لهم الاستعداد والقابلية على القراءة في ظل الضوضاء ومن المعلوم أنه كلما قلت المحفزات الخارجية كلما زاد تركيز الانسان وبالتالي سرعة استيعابه للمادة التي يقرأها.
س13: هل تعتقدون أن من الضروري للمرء أن يسمع يومياً قدراً معيناً من الضوضاء على سبيل التجوز لتعويد نفسه على الضوضاء الاعتيادية بصورة عامة:
ـ هناك قاعدة فسلجية وهي إن الإرهاق يتبعه الراحة وإن الحركة يتبعها الهدوء وهذا أمر ضروري من الناحية البايولوجية للانسان وهون ينطبق أيضاً على ضرورة تعرض الانسان إلى قدر مناسب من الضوضاء ليتناسب مع الإيقاع البايولوجي لدى الفرد والذي يقصد به (حالة تذبذب الفرد بين الحركة والركود وبين الرغبة وعدم الرغبة).
س14: هل إن هنالك عقارات تخفف من اثر الضوضاء المفروضة على الشخص وتجعل من تلقيها له أمراً بحكم الاعتيادي؟
ـ قد تصل درجة عدم احتمال الضوضاء إلى مرتبة المرض كالأشخاص الذين يعانون من القلق والكآبة النفسية وإن تناول الفرد للعقارات المضادة للقلق والاكتئاب تخفف إلى حد كبير من آثار الضوضاء والجلبة وتجعل من المرء قادراً على احتمال الضوضاء مع اختلاف نسبي من شخص إلى آخر.
س15: ما هو أثر الشجارات والصراخات المتعالية بين الزوجين في ساعة غضب على مجمل عواطفهما مستقبلاً؟ وعلى مجمل الحالة الصحية لأطفالهما لا سيما إذا كانوا لا يزالون في سني مبكرة من العمر؟
ـ إن الغضب يذهب بنور العقل ومن البديهي أن تصدر من الزوج أو الزوجة تصرفات قد تعصف بالحياة الزوجية والسعادة الزوجية فتفكك الأسرة تاركة آثاراً وخيمة على كل من الزوجين والأطفال فالأسرة السعيدة الهادئة تنجب أبناء هادئين والأسرة المشاكسة تنجب أبناء منحرفين نفسياً ولدينا من الشواهد ما يثبت أن الأطفال الجانحين والمصابين بشذوذ في السلوك ينحدرون من أسر متفككة يكثر فيها الشجار والصخب.
س16: إن مرضى الأعصاب بجميع درجاتهم بحاجة بوجه عام إلى الهدوء فكيف يمكن توفير ذلك لهم خارج المنزل في أثناء ممارستهم لحياتهم الاعتيادية من جهة والوظيفية من جهة أخرى؟
ـ لا يمكن التعميم والإطلاق في مثل هذه الحالة حيث إنه ليس من الضروري أن مرضى الأعصاب يحتاجون إلى الهدوء ذلك إن هناك مرضى أعصاب يشتغلون في ورش تسود فيها الضوضاء ولا يؤثر ذلك أو لا يتطلب الهدوء بالنسبة لمرضى الأعصاب إلا في حالتي المرضى المصابين بالقلق والمرضى المصابين بالاكتئاب حيث يميل الفرد هنا إلى الهدوء ومن الضروري في مثل هاتين الحالتين توفير أجواء مناسبة لهم وفيما عدا ذلك فإنه يمكن للمرضى العصابيين الآخرين العمل بصورة طبيعية.
س17: ألا تعتقدون بأنه يتطلب تطبيق صارم لقانون منع الضوضاء ووضع غرامات فورية لمن يخل به أسوة بالغرامات الفورية التي يتخذها ويتبعها رجال شرطة المرور بحق سواق المركبات المخالفين؟
ـ سبق وإن صدر قانون منع الضوضاء الذي منع بموجبه إزعاج الناس بإحداث الأصوات العالية الصادرة من مكبرات الصوت وأجهزة المذياع حرصاً على توفير الراحة والهدوء للمواطنين لا سيما المرضى منهم. ونحن نأمل من المسؤولين تطبيق ذلك بصورة جدية.
س18: ما هي إرشاداتكم وتوجيهاتكم بالنسبة لمن يتحسسون من الضوضاء بصورة غير اعتيادية؟
ـ إن من بين مؤشرات الصحة النفسية للفرد هي القدرة على تحمل قدراً معيناً من الضوضاء والصخب بحكم ما تفرضه الحضارة الحديثة وما جاءت به من وسائل لخدمة الانسان كالسيارة وزعيقها والأدوات البنائية والصناعية وأصواتها على أن تعرض الفرد للضوضاء لمدة طويلة وبصورة متواصلة يؤدي حتماً إلى التوتر العصبي وسرعة التهيج ومن هنا أصبح لزاماً على الفرد أن يتحين الفرص فينظم وقته للابتعاد عن جو ا لعمل من خلال فترات الهدوء والراحة في بيته والاستماع إلى الموسيقى الهادئة وإلى تنظيم سفرات إلى خارج نطاق عمله ومسكنه لكي تجدد نشاطه وتعيد للجهاز العصبي المرهق راحته كمما أننا لا ننصح بفرض الهدوء التام على جو البيت والغلو في ذلك إذ أن ذلك يجعل الأطفال يتعودون على نمط معين من الهدوء قد يصعب معه مستقبلاً مواجهة أي صخب أو ضجيج والذي لا مناص من التعرض إليه في المستقبل وإن قدراً معيناً من الضجيج يكسب الطفل مناعة لمواجهة ضوضاء الحياة ككل بما فيها من مشكلات ومعوقات واحباطات.
لعلي افدتكم بشيء
تحياااااااااتي
http://www.balagh.com/woman/tefl/images/29-6-2003.jpg (http://www.balagh.com/woman/tefl/images/29-6-2003.jpg)
الضوضاء مشكلة العصر
تحقيق زيد خلوصي
من المسلم به أنه كلما زادت وسائل الحضارة تقدما أو تقدم الانسان تكنولوجيا زاد ذلك وضاعف من حدوث الأصوات والضوضاء الناتجة عما يخترعه وما يصيب من تطور في التكنيك العلمي وبالتأكيد فإن القرن الماضي لم تكن فيه حياة الفرد الاعتيادية لتحفل بما تحفل به اليوم من ضوضاء مفروضة عليه يصادفها أنى ذهب وسار بفعل المنجزات التكنيكية التي أحرزها في مجال العلم في كل ناحية من نواحي النشاط التكنولوجي.
ولما كان التقدم التكنولوجي شأنه شأن أي نشاط أو ابتداع أو ابتكار إنساني يحمل في تضاعيفه جانبيه الايجابي والسلبي فإذا كان الجانب الايجابي قد تمثل فيما أحرزه الانسان من تقدم وتذليل وتطويع للصعوبات التي تعترض حياته فإن الجانب السلبي يقوم على ما أفرزه هذا التقدم من مشكلة تعد من أهم مشاكل العصر ألا وهي مشكلة الضوضاء التي من شأنها أن تؤثر على أعصاب الناس وترهقهم وفي محاولة من مجلة الأم والطفل لتقصي النتائج الكامنة والمترتبة على الضوضاء وعبر سلسلة التحقيقات التي دابت على تزويد القارئ بها قام مندوبها بإجراء هذه المقابلة مع الدكتور عدنان عباس فضلي الاختصاصي بالأمراض النفسية في مؤسسة مدينة الطب والذي تفضل بالإجابة على أسئلة مندوبنا بما يلي:
س1: ما هو أثر الضوضاء في تحفيز المراكز العصبية وإحداث التهيج والتنرفز بوجه عام على شخص معافى وسليم؟
ـ يتفاوت الناس في درجة احتمالهم للضوضاء وعلى العموم فإن الشخص المعافى السليم يتحمل الضوضاء إلى حد معين على إن الناس المصابين بالاعياء كالإرهاق العصبي والانهماك في العمل تنخفض درجة احتمالهم للأصوات العالية حيث أن الضوضاء تسبب لهم النرفزة وسرعة الإثارة والتهيج وفي مجال الطب النفسي فإن ظاهرة عدم تحمل الأصوات العالية تعد من الظواهر البارزة التي تصاحب القلق النفسي وداء الكآبة سيما في هذا الأخير حيث نجد المصاب يميل إلى الانفراد بنفسه ويركن إلى العزلة والهدوء.
س2: ما هي الآثار المستقبلية التي تتركها على الجسم والصحة النفسية في حالة تعرض الفرد للضوضاء في أحوال قسرية وبسبب الضجيج والضوضاء في ورشته أو عمله الخاص أو في المكان القريب للأشخاص الذين تتواجد محلات عملهم قرب هذه الورشات؟
ـ لقد ثبت من الدراسات أن تعرض الشخص للضوضاء والضجيج ولمدة طويلة تضعف مقاومته النفسية كما لوحظ إن العاملين في الورشات ذات الضجيج العالي يتعرضون للإصابة بما يسمى ـ العصاب المهني ـ ومن أهم ميزات هذا العصاب هو الميل إلى الاكتئاب والنحول وفقدان الاهتمام بالعمل وسرعة التهيج.
س3: ما هو أثر سماع الأصوات العالية باستمرار وبرغبة طوعية كالإنصات إلى موسيقى الجاز وما شاكل على الجهاز العصبي للإنسان؟
ـ طالما تاق الانسان إلى سماع تلك الموسيقى وحقيقة إن الشخص يلتذ بهذه العملية فليس ثمة أثر مخدش أو مخرب على الجهاز العصبي في مثل هذه الحالة حيث تنشأ في المراكز العصبية استعداد ـ تعود ـ لسماع مثل هذه الأصوات وكما ذكرنا سابقاً فإن درجة احتمال الأصوات العالية تختلف من شخص إلى آخر وأود أن أضيف أن الحالة المزاجية للانسان هي التي تعين درجة احتماله لتلك الأصوات وهذا ما نلاحظه لدى معظم الناس في حالات الأعراس والأفراح حيث يتعرضون إلى ضوضاء عالية دون أي رد فعل ملحوظ.
س4: ما هي آثار الضوضاء على المرأة الحامل وضرورة تمتعها بصحة نفسية أثناء فترة حملها؟
ـ لقد ثبت مؤخرا وبما لا يقبل الشك أن للضوضاء آثاراً سلبية على المرأة الحامل وعلى جنينها فمن المعلوم أن المرأة تتعرض لضغوط نفسية مختلفة في فترة حملها وكنتيجة لهذه الضغوط فإن المرأة الحامل تشعر بالقلق والاكتئاب وفي كلتي الحالتين فإنها لا تحتمل أي إثارة صوتية أو ضوضاء أما بالنسبة للجنين فهنالك حالات من التخلف العقلي يعزي سببها إلى تعرض الأم الحامل إلى الضوضاء أثناء فترة حملها.
س5: ما هو أثر الصخب على الوليد الجديد في الدقائق الأولى من ولادته لا سيما ما درجن عليه النسوة والعوائل العراقية من إطلاق الزغاريد العالية بعد الولادة ولمدة قد تطول نسبياً بالنسبة للطفل لحظة استقبال العالم الجديد له؟
إن انتقال الطفل المفاجئ من عالم الظلام إلى عالم النور ـ الولادة ـ تولد عند الطفل حالة من الذهول ـ المزهر ـ كما أطلق عليه ـ وليم جيمس ـ العالم النفسي ومن ناحية المبدأ فإن تعرض الطفل إلى الأصوات العالية قد يفقده توازنه النفسي فقد نصح الطبيب الفرنسي (لوبوير) الاختصاصي بأمراض الولادة والتوليد أن يتم انتقال الطفل من عالم الرحم إلى عالمنا هذا بصورة تدريجية.
ولئن الطفل تعود على دقات قلب الأم فإنه ينصح بوضع الطفل على بطن أمه بعد الولادة مباشرة لتتيح له الانصات والاستمرارية على الجو الذي كان معتاداً عليه قبل الولادة ولا شك إن الأصوات العالية تحدث خللاً في حالة الانتقالة المفاجئة.
س6: هل إن لدى بعض الأشخاص استعداداً معيناً لتحمل الضوضاء أكثر من الآخرين؟
ـ نعم إذ أن هنالك تفاوتاً في تحمل الضوضاء من شخص إلى آخر وفي درجة استعداده لتقبل ذلك.
س7: إن أثر الضوضاء يتزايد باختلاف العمر بمعنى آخر هل إنه كلما تقدم الانسان في العمر كلما زاد تضجره من الضوضاء؟
ـ لا شك أن تقدم الانسان بالعمر يحدث أثره في مجمل التغييرات النفسية والبايولوجية كإصابة الفرد بتصلب الشرايين وضعف الذاكرة وعدم القدرة على التكيف مع المحيط بصورة سهلة فالبعض في مثل هذه السن يميلون إلى العزلة والابتعاد والاكتئاب وطبعاً يصاحب ذلك الرغبة في تجنب الضوضاء والأصوات العالية.
س8: كيف نفسر أن بعض الناس يميلون إلى الهدوء التام مع سلامة قواهم النفسية؟
ـ إن الميل إلى الهدوء التام هو ظاهرة صحية ولا تعني أن الشخص مصاب فكل إنسان معرض إلى ضغوط نفسية مصحوبة بالإرهاق وهذا يتطلب بالضرورة الهدوء وهي عملية فسلجية صرفة وليس لها من أساس مرضي.
س9: ما هو أثر الضوضاء التي جلبتها المدنية الحديثة على أعصاب المواطن العادي في الطريق لا سيما أبواق السيارات التي تزمر أحياناً لغير ما سبب بل لمجرد نوازع شخصية عند قائد المركبة؟
ـ يلاحظ إن سكان المدن المزدحمة هم أكثر عرضة للانهيار العصبي من سكان القرى والأرياف وإن الأمراض النفسية والإرهاق العصبي يتواجد بنسبة أكبر لديهم وهذا ناتج بالطبع من الازدحام السكاني وتعرض الفرد إلى مختلف المؤثرات الصوتية من أصوات مكائن وأصوات سيارات وضجيج الآلات البنائية. كل ذلك يؤدي إلى إضعاف مناعة الفرد النفسية.
س10: ما هو أثر الضوضاء الطبيعية المتواصلة كقصف الرعود والصواعق على أعصاب الناس وارتباطها بمخاوف معينة قد تولد لديهم عقداً نفسية؟
ـ إن الخوف من قصف الرعود والصواعق هو أمر غريزي حيث إن كل فرد منا يخشى كما خشى آباؤنا وأجدادنا من أصوات البرق والرعد والزلازل والبراكين والأصوات التي تبعثها وذلك لما يصاحب تلك الظواهر من آثار مدمرة وقد بحث الانسان منذ قديم الزمان عما يقيه من آثار تلك الظواهر وسببت له القلق النفسي فهنالك أناس يصابون بالرعب من أثر حدوث الرعود والصواعق وهذا ناتج عن فعل انعكاسي مرتبط في ذاكرة الطفل وهو ما يطلق عليه بالعقدة النفسية وهذا الرعب قد يحدث حالات من الإغماء لدى البعض والعلاج يكمن في تتبع جذور المشكلة منذ عهد الطفولة.
س11: ما هو أثر الضوضاء المفاجئة على صحة الانسان؟
ـ إن الأفراد الذين لديهم استعداد للإصابة بمرض نفسي أو عقلي فإن الضوضاء المفاجئة يمكن ن تشكل عاملاً مرسباً (العامل الذي يعجل في إنضاج المرض) فكثير من الحالات التي تردنا إلى العيادة نجد إنهم قد تعرضوا لمثل هذه الضوضاء ومنها مثلاً حالات الصرع حيث يؤكد ذوو المريض إن الحالة نشأت بعد ـ فزة ـ وهذا أيضاً ينطبق على حالات الفصام ـ الشيزفرنيا ـ ومن المعلوم أن الضوضاء بحد ذاتها ليست هي العامل المسبب للمرض لكنها عامل إضافة للاستعداد التكويني لدى المصاب.
س12: ما هي المخاطر المترتبة على القراءة في ظل الضوضاء مع إمكانية تعويد المرء نفسه عليها. بمعنى هل يمكن في ظروف خاصة عدم إمكانية الفرد القراءة مع هذه الضوضاء؟
ـ ليست هنالك مخاطر حقيقية بالمعنى العلمي إذ أن هنالك أناساً كثيرون لهم الاستعداد والقابلية على القراءة في ظل الضوضاء ومن المعلوم أنه كلما قلت المحفزات الخارجية كلما زاد تركيز الانسان وبالتالي سرعة استيعابه للمادة التي يقرأها.
س13: هل تعتقدون أن من الضروري للمرء أن يسمع يومياً قدراً معيناً من الضوضاء على سبيل التجوز لتعويد نفسه على الضوضاء الاعتيادية بصورة عامة:
ـ هناك قاعدة فسلجية وهي إن الإرهاق يتبعه الراحة وإن الحركة يتبعها الهدوء وهذا أمر ضروري من الناحية البايولوجية للانسان وهون ينطبق أيضاً على ضرورة تعرض الانسان إلى قدر مناسب من الضوضاء ليتناسب مع الإيقاع البايولوجي لدى الفرد والذي يقصد به (حالة تذبذب الفرد بين الحركة والركود وبين الرغبة وعدم الرغبة).
س14: هل إن هنالك عقارات تخفف من اثر الضوضاء المفروضة على الشخص وتجعل من تلقيها له أمراً بحكم الاعتيادي؟
ـ قد تصل درجة عدم احتمال الضوضاء إلى مرتبة المرض كالأشخاص الذين يعانون من القلق والكآبة النفسية وإن تناول الفرد للعقارات المضادة للقلق والاكتئاب تخفف إلى حد كبير من آثار الضوضاء والجلبة وتجعل من المرء قادراً على احتمال الضوضاء مع اختلاف نسبي من شخص إلى آخر.
س15: ما هو أثر الشجارات والصراخات المتعالية بين الزوجين في ساعة غضب على مجمل عواطفهما مستقبلاً؟ وعلى مجمل الحالة الصحية لأطفالهما لا سيما إذا كانوا لا يزالون في سني مبكرة من العمر؟
ـ إن الغضب يذهب بنور العقل ومن البديهي أن تصدر من الزوج أو الزوجة تصرفات قد تعصف بالحياة الزوجية والسعادة الزوجية فتفكك الأسرة تاركة آثاراً وخيمة على كل من الزوجين والأطفال فالأسرة السعيدة الهادئة تنجب أبناء هادئين والأسرة المشاكسة تنجب أبناء منحرفين نفسياً ولدينا من الشواهد ما يثبت أن الأطفال الجانحين والمصابين بشذوذ في السلوك ينحدرون من أسر متفككة يكثر فيها الشجار والصخب.
س16: إن مرضى الأعصاب بجميع درجاتهم بحاجة بوجه عام إلى الهدوء فكيف يمكن توفير ذلك لهم خارج المنزل في أثناء ممارستهم لحياتهم الاعتيادية من جهة والوظيفية من جهة أخرى؟
ـ لا يمكن التعميم والإطلاق في مثل هذه الحالة حيث إنه ليس من الضروري أن مرضى الأعصاب يحتاجون إلى الهدوء ذلك إن هناك مرضى أعصاب يشتغلون في ورش تسود فيها الضوضاء ولا يؤثر ذلك أو لا يتطلب الهدوء بالنسبة لمرضى الأعصاب إلا في حالتي المرضى المصابين بالقلق والمرضى المصابين بالاكتئاب حيث يميل الفرد هنا إلى الهدوء ومن الضروري في مثل هاتين الحالتين توفير أجواء مناسبة لهم وفيما عدا ذلك فإنه يمكن للمرضى العصابيين الآخرين العمل بصورة طبيعية.
س17: ألا تعتقدون بأنه يتطلب تطبيق صارم لقانون منع الضوضاء ووضع غرامات فورية لمن يخل به أسوة بالغرامات الفورية التي يتخذها ويتبعها رجال شرطة المرور بحق سواق المركبات المخالفين؟
ـ سبق وإن صدر قانون منع الضوضاء الذي منع بموجبه إزعاج الناس بإحداث الأصوات العالية الصادرة من مكبرات الصوت وأجهزة المذياع حرصاً على توفير الراحة والهدوء للمواطنين لا سيما المرضى منهم. ونحن نأمل من المسؤولين تطبيق ذلك بصورة جدية.
س18: ما هي إرشاداتكم وتوجيهاتكم بالنسبة لمن يتحسسون من الضوضاء بصورة غير اعتيادية؟
ـ إن من بين مؤشرات الصحة النفسية للفرد هي القدرة على تحمل قدراً معيناً من الضوضاء والصخب بحكم ما تفرضه الحضارة الحديثة وما جاءت به من وسائل لخدمة الانسان كالسيارة وزعيقها والأدوات البنائية والصناعية وأصواتها على أن تعرض الفرد للضوضاء لمدة طويلة وبصورة متواصلة يؤدي حتماً إلى التوتر العصبي وسرعة التهيج ومن هنا أصبح لزاماً على الفرد أن يتحين الفرص فينظم وقته للابتعاد عن جو ا لعمل من خلال فترات الهدوء والراحة في بيته والاستماع إلى الموسيقى الهادئة وإلى تنظيم سفرات إلى خارج نطاق عمله ومسكنه لكي تجدد نشاطه وتعيد للجهاز العصبي المرهق راحته كمما أننا لا ننصح بفرض الهدوء التام على جو البيت والغلو في ذلك إذ أن ذلك يجعل الأطفال يتعودون على نمط معين من الهدوء قد يصعب معه مستقبلاً مواجهة أي صخب أو ضجيج والذي لا مناص من التعرض إليه في المستقبل وإن قدراً معيناً من الضجيج يكسب الطفل مناعة لمواجهة ضوضاء الحياة ككل بما فيها من مشكلات ومعوقات واحباطات.
لعلي افدتكم بشيء
تحياااااااااتي