ابوحسن التونسي
06-14-2008, 09:02 PM
بسمه تعالى
للشيخ الاملي
إنّ العبادات ومن جملتهاالحج مثل سائر موجودات العالم نزلت من خزائن الغيب الإلهي: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾(1)، وهو كسائر الموجودات يتكيء على الواقعيات المتنزّلة من مخازن الغيب. إذاً فالذي يعرف هذه الأمور العبادية، ويعمل بها، يصل الى أصلها وهو مخزن الغيب. والرواية التي أوردناها حول الصور الباطنية للاعمال العبادية ناظرة الى هذا المعنى، والإنسان في البرزخ النزولي،أو البرزخ الصعودي يتعرّف على هذه الواقعيات. نعم فإنّ الأوحدي من الناس له معرفة بها قبل تنزّل حقائق تلك الأعمال الى هذا العالم (في برزخ النزول)، كما أنّ سائر الناس بعد الموت (في البرزخ الصعودي) يفهمونحقيقة لاصلاة والحج والزكاة، ويرونها بصورها الملكوتية.
والذي هو في مخزن الغيب كان مجرداً، فهو مصون ومنزّه من النقص والعيب. وبالإلتفات الى هذه النكتة، وهي أنّ من يعلم أنّ حقيقة وسرّ الصلاة والحج وسائر العبادات هي أمور ملكوتية، وأنّ المصلّي والحاجّ الواقعي مسافر ومحلّق مع هذه الأمور الملكوتية، والملائكة معه ومرافقة له، فإنه يتوجه لذلك عند إقامة الصلاة وأدائها ويدخل فيها بنية أفضل.
فهناك أسرار ورموز في كل مكان من الحرم، ومناسك الحج والعمرة أيضاً لا تنكشف إلاّ للزائرين الخواص الذين يشاهدون صاحب البيت في مجالٍ مختلفة، ويحظون بلقاء رب البيت، وشهود آياته الآفاقية والنفسية، وامتثال الحج الإبراهيمي، والإعتمار الخالص الحسيني (عليهما السلام).
1ـ سورة الحجر، الآية 21.
المصدر: «صهباي حج، ص323»؛ «صهباء الحج».
للشيخ الاملي
إنّ العبادات ومن جملتهاالحج مثل سائر موجودات العالم نزلت من خزائن الغيب الإلهي: ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾(1)، وهو كسائر الموجودات يتكيء على الواقعيات المتنزّلة من مخازن الغيب. إذاً فالذي يعرف هذه الأمور العبادية، ويعمل بها، يصل الى أصلها وهو مخزن الغيب. والرواية التي أوردناها حول الصور الباطنية للاعمال العبادية ناظرة الى هذا المعنى، والإنسان في البرزخ النزولي،أو البرزخ الصعودي يتعرّف على هذه الواقعيات. نعم فإنّ الأوحدي من الناس له معرفة بها قبل تنزّل حقائق تلك الأعمال الى هذا العالم (في برزخ النزول)، كما أنّ سائر الناس بعد الموت (في البرزخ الصعودي) يفهمونحقيقة لاصلاة والحج والزكاة، ويرونها بصورها الملكوتية.
والذي هو في مخزن الغيب كان مجرداً، فهو مصون ومنزّه من النقص والعيب. وبالإلتفات الى هذه النكتة، وهي أنّ من يعلم أنّ حقيقة وسرّ الصلاة والحج وسائر العبادات هي أمور ملكوتية، وأنّ المصلّي والحاجّ الواقعي مسافر ومحلّق مع هذه الأمور الملكوتية، والملائكة معه ومرافقة له، فإنه يتوجه لذلك عند إقامة الصلاة وأدائها ويدخل فيها بنية أفضل.
فهناك أسرار ورموز في كل مكان من الحرم، ومناسك الحج والعمرة أيضاً لا تنكشف إلاّ للزائرين الخواص الذين يشاهدون صاحب البيت في مجالٍ مختلفة، ويحظون بلقاء رب البيت، وشهود آياته الآفاقية والنفسية، وامتثال الحج الإبراهيمي، والإعتمار الخالص الحسيني (عليهما السلام).
1ـ سورة الحجر، الآية 21.
المصدر: «صهباي حج، ص323»؛ «صهباء الحج».