المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مساعدة الغدة النخامية..نصف غرام {يصنع}الجسم



ورده محمديه
05-14-2008, 11:02 PM
الغدة النخامية..نصف غرام {يصنع}الجسم

بسم الله الرحمن الرحيم


تعتبر الغدة النخامية من أهم الغدد في الجسم على الإطلاق، بل هي، كما وصفها البعض، «مايسترو» الغدد الصماء (الغدة الصماء لا تملك قناة لطرح مفرزاتها التي تطرح مباشرة في الدم) لأنها بمفرزاتها تسيطر على بقية الغدد التي بدورها تعمل على طرح هورمونات تؤثر في غالبية أعضاء الجسم. والغدة النخامية نفسها يشرف على إدارتها مركز عصبي يعرف باسم ما تحت السرير البصري (الهيبوتالاموس).

تستقر الغدة النخامية في حفرة خاصة في أسفل قاعدة الدماغ تدعى السرج التركي (لأنها تشبه سرج الفرس التركي) أي في منطقة تقع بين سقف الحنك وأسفل الدماغ، ويحدها من الأعلى مركزان عصبيان مهمان جداً هما السرير البصري (التالاموس) وما تحت السرير البصري (الهيبوتالاموس)، ولا يتجاوز حجم الغدة حبة الحمص ووزنها يبلغ نصف غرام تقريباً. وتتألف الغدة النخامية من فصين هما الفص الأمامي والفص الخلفي، يختلفان عن بعضهما بعضاً بنية ووظيفة على رغم انهما متلاصقان ويكوّنان جسداً واحداً. ويفرز الفص الأمامي للغدة النخامية هورمونات في غاية الأهمية منها:

1- هورمون النمو الذي يتولى بناء الجسم بإعطائه الأوامر التي تهدف الى صناعة المزيد من المواد البروتينية التي تشارك في بناء الأنسجة المختلفة، خصوصاً العظام، ومن خلال تأثيره في هذه الأخيرة يؤمّن إطالة قامة الأطفال، إذ يعمل في شكل خاص على أجزاء تعرف بغضاريف الاتصال التي تتكاثر خلاياها بحيث تضمن إطالة العظم خصوصاً عظمة الساق. ان نقص هورمون النمو يقود الى مشاكل تختلف باختلاف المرحلة العمرية، فإذا حدث النقص قبل سن البلوغ، فإنه يؤدي الى توقف نمو عظام الطفل فيصاب بالقزامة مع تراجع في القوى العقلية وتأخر في النضوج الجنسي، ويعتبر نقص هورمون النمو سبباً نادراً للقزامة. لكنه قابل للعلاج. أما إذا وقع النقص بعد البلوغ فإنه يعرض للإصابة بالبدانة المفرطة والى ضعف في القوة الجنسية.



وكما ان لنقص الهرمون نتائجه السلبية، فإن زيادة الهورمون أيضاً تترك آثاراً سلبية في الجسم، فالزيادة قبل البلوغ تؤدي الى مرض العملقة الذي ينمو فيه الجسم في شكل متناسب بحيث تكون نسبة زيادة طول الأطراف بنسبة زيادة طول الجسم نفسها، وفي الطور الأول للمرض تكون حيوية المريض نشطة على الصعيدين الجسمي والجنسي. أما إذا عاش المريض حتى سن الشباب فيخف نشاطه وتقل حيويته ويتوفى عادة بسبب العدوى بالميكروبات أو بسبب العجز المترقي أو نتيجة قصور الغدة النخامية. أما زيادة هورمون النمو بعد البلوغ فتؤدي الى الإصابة بضخامة النهايات، أي ان زيادة النمو تكون ناطقة بوضوح في الرأس واليدين والقدمين. ففي الرأس يزداد حجم الجمجمة في شكل ملحوظ، ويكون الوجه متطاولاً والوجنتان ناتئتين والأنف ضخماً والشفتان غليظتين واللسان كبيراً. أما اليدان والقدمان فتكون غليظة مع ثخانة واضحة في الأصابع، والواقع ان التبدلات الحاصلة في الرأس واليدين والقدمين هي التي تسترعي انتباه المريض، اذ يكبر حجم القبعة وحجم القفاز وحجم الحذاء. وإضافة الى هذه التغيرات الطارئة، تحصل تبدلات أخرى على صعيد الجلد والمفاصل والأحشاء والغدد الأخرى في الجسم.

2- الهورمون المنشط للجريب الذي يشارك في تكوين الحيوانات المنوية عند الرجل في مراحلها الأولى، أما لدى النساء فيحث المبيض على إطلاق هورمون الإستروجين. ان نسبة هذا الهورمون لدى النساء تتباين وفقاً لمراحل الدورة الشهرية، وهي أعلى عندهن مقارنة بالرجال.

3- الهورمون اللوتيني الذي يحرض على إنتاج هورمون الذكورة التيستوستيرون من الخصية، وهو يوجد بكمية ضئيلة لدى الرجل. أما عند المرأة فهو مسؤول عن الإباضة وافراز هورمون الإستروجين والبروجيستيرون، وتتأرجح نسبته صعوداً وهبوطاً مع مراحل الدورة الشهرية.

4- الهورمون المدر للحليب (البرولاكتين) الذي يوجد عند الرجل والمرأة بنسب معينة ومتباينة لكل منهما. ان ارتفاع هذا الهورمون لدى الرجل يسبب تضخم الثدي وإدرار الحليب، سواء في شكل عفوي او نتيجة الضغط اليدوي، والى عرقلة إنتاج الحيوانات المنوية، وتراجع القدرة الجنسية. أما لدى المرأة فيؤدي نقص هذا الهورمون أو زيادته الى خلل في افراز هورمون الإستروجين وهورمون البروجيستيرون وبالتالي الى الإصابة باضطرابات سواء على صعيد الدورة الشهرية أو على صعيد الإباضة، وتعاني المرأة من مشكلة العقم ومن جفاف في المهبل ومن فقدان الرغبة الجنسية وتدفق الحليب المستمر من الثدي. ان ارتفاع الهورمون المدر للحليب يعتبر من أهم الأسباب المانعة لحدوث الإباضة، وعند انكشاف هذا الارتفاع لا بد من فحص مسكن الغدة شعاعياً للتأكد من عدم وجود تضخمات أو أورام فيها.

5- الهورمون المحفز للغدة الدرقية. ويعمل هذا الهورمون على حث الغدة الدرقية لإفراز هورمونين هما التيروكسين والتري يودوتيرونين، كما يشرف على تنظيم انسيابهما الى الدم. وفي حال نقص هذا الهورمون المحفز يقل نشاط الغدة الدرقية فتنتج منه اشكالات صحية متعددة، وإذا حصل هذا لدى الأطفال حديثي الولادة، فإن العاقبة وخيمة إذ يتوقف النمو جسدياً وعقلياً. وإذا زاد إفراز الهورمون المحفز للغدة الدرقية، فإن المصاب يشكو من عوارض وعلامات فرط نشاط هذه الأخيرة التي تترك مفرزاتها الفائضة آثارها المزعجة على مختلف أعضاء الجسم.

6- الهورمون المحفز للغدة فوق الكلية، وهو مسؤول عن حض مفرزات الغدة فوق الكلية وتنظيمها خصوصاً هورمون الكورتيزون، فعندما يهبط مستوى هذا الأخير في الدم تباشر الغدة النخامية بإفراز الهورمون المحفز للغدة فوق الكلية، أما عند ارتفاع الكورتيزون في الدم الى الحد المطلوب فتتوقف الغدة عن طرح الهورمون المحفز.

7- الهورمون المحفز لنشاط الخلايا الصباغية.

الفص الخلفي للغدة هو في الواقع ليس غدة حقيقية بل يتألف من خلايا شبه عصبية، تعمل كمحطة لتخزين هورمونات صنعت في منطقة ما تحت السرير البصري، ويصدر عن هذا الفص هورمونان هما الهورمون المضاد لإدرار البول وهورمون الأوكستوسين، اللذان يتميزان بأنهما الأسرع تأثيراً بين هورمونات الجسم الأخرى، وفي ما يأتي لمحة عنهما:

الهورمون المضاد لإدرار البول يؤثر في الكلية للحد من تدفق البول، وأكدت الاختبارات العلمية ان الغالبية العظمى من الأطفال الذين يعانون من التبول اللإرادي لديهم نقص في مستوى الهورمون المضاد لإدرار البول الذي يقلل من عملية طرح البول ليلاً لخلق توازن بين كمية البول المنتجة وقدرة المثانة على الاستيعاب. كذلك يحرض الهورمون المضاد لإدرار البول على تقليص العضلات الملساء للأوعية الدموية فيسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، ولهذا يتم الاستنجاد به خلال العمليات الجراحية في حال هبوط الضغط. وهناك عوامل عدة تؤثر في إطلاق الهورمون المضاد لإدرار البول زيادة أو نقصاناً، فالخوف والغضب والألم عوامل تزيد من افرازه وكذا الأمر مع بعض الأدوية مثل النيكوتين والأستيل كولين وبعض المهدئات والمورفين والإيتير. أما الكحول فتلجم افراز الهورمون المضاد لإدرار البول. في المقابل يعتبر النزف أقوى محرض لإفراز الهورمون المضاد لإدرار البول.

اما هورمون الأوكستوسين فيملك ثلاثة تأثيرات: الأول أنه يثير انقباض الخلايا العضلية السطحية للثدي من أجل دفع الحليب داخل القنوات اللبنية الى الحلمة ومنها الى فم الطفل. والثاني أنه يستعمل بكثرة لتحريض الطلق وتسريع عملية الولادة. والثالث انه يساعد الرحم على طرد محتوياته من الملحقات الجنينية التي بقيت داخله.

__________________

ورده محمديه
05-14-2008, 11:05 PM
انتظر ردودكم ودمتم سالمين