كميل الفضلي
05-11-2008, 12:42 AM
الضغوط العائلية في اختيار الشريك الآخر
السلام عليكم
قد تلعب الخلفيات العائلية دورا كبيرا في رغبة الشاب والشابة في عملية اختيار أحدهما للآخر ، فيحاول الأب أو الام أو الأقرباء الذين يملكون سلطة الضغط ان يفرضوا الزوجة التي يرونها على الشاب أو يفرضوا الزوج الذي يختارونه على الفتاة انطلاقا من علاقات ذاتية تفرضها الصداقات الشخصية أو الأوضاع العائلية أو الاعتبارات المالية أو الاجتماعية وقد يمثل ذلك في بعض التقاليد العشائرية التي تفرض زواج ابن العم من ابنة عمه ، بالمستوى الذي يجعل لهُ ولأهلهُ الحق الاجتماعي في رفض أي إنسان يريد الزواج منها ، حتى في الحالات التي لا تساعدهُ الظروف على إتمام الزواج منها . وقد ساهم هذا الواقع في حدوث كثير من المشاكل العاطفية والعائلية والاجتماعية كنتيجة طبيعية لعدم الانسجام العاطفي أو الفكري أو الروحي بين الرجل والمرأة في هذه العلاقات المفروضة بل ربما نجد هنا انسجاما مضاداً (ان صح التعبير) كما في الحالات التي يتمثل فيها الشعور الداخلي في الرفض المطلق للشريك المفروض ، أو التعاطف مع إنسان آخر في حالة انسجام ، فترتكز الحياة الزوجية المفروضة على أساس التنافر والاختلاف والتصادم مما يعّجل في حدوث المشاكل العاطفية والاجتماعية وقد تؤدي إلى انحرافات أخلاقية تفرض نفسها على واقع هذه الحياة . إننا نشعر بضرورة التخلص من هذا الواقع بالاعتراف بأن العلاقات الإنسانية التي ترتكز على المشاعر الداخلية العميقة للإنسان وعلى الانسجام الفكري والروحي بين الناس لا يمكن ان تفرض فرضاً أو تمارس بأسلوب الضغط التي تخنق حرية الإرادة لدى الإنسان . بل يجب ان يُفسح المجال فيها لحرية الاختيار لدى الطرفين .فيتحمل كل منهما مسؤوليته تجاه نفسه في تقرير مصيره ومستقبله .اما في الحالات التي نجد فيها المصلحة في الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يسير فيه الشاب أو الشابة فبإمكاننا العمل على تقديم النصح والإرشاد لهما بمختلف الأساليب الفكرية ومحاولة عرض الواقع بالطريقة التي تجسد لهما الخطأ في هذه العلاقة الجديدة .وقد كان الإسلام منسجما مع طبيعة الحرية الإنسانية في عملية الاختيار في العلاقة الزوجية ضمن الشروط الشرعية فلم يوافق على أية علاقة تتم بالضغط والإكراه لان شرعية أي علاقة تنطلق من التعاقد وتخضع للإرادة الحرة لدى المتعاقدين . والحمد لله رب العالمين.
تحياتي لكم وشكرا
السلام عليكم
قد تلعب الخلفيات العائلية دورا كبيرا في رغبة الشاب والشابة في عملية اختيار أحدهما للآخر ، فيحاول الأب أو الام أو الأقرباء الذين يملكون سلطة الضغط ان يفرضوا الزوجة التي يرونها على الشاب أو يفرضوا الزوج الذي يختارونه على الفتاة انطلاقا من علاقات ذاتية تفرضها الصداقات الشخصية أو الأوضاع العائلية أو الاعتبارات المالية أو الاجتماعية وقد يمثل ذلك في بعض التقاليد العشائرية التي تفرض زواج ابن العم من ابنة عمه ، بالمستوى الذي يجعل لهُ ولأهلهُ الحق الاجتماعي في رفض أي إنسان يريد الزواج منها ، حتى في الحالات التي لا تساعدهُ الظروف على إتمام الزواج منها . وقد ساهم هذا الواقع في حدوث كثير من المشاكل العاطفية والعائلية والاجتماعية كنتيجة طبيعية لعدم الانسجام العاطفي أو الفكري أو الروحي بين الرجل والمرأة في هذه العلاقات المفروضة بل ربما نجد هنا انسجاما مضاداً (ان صح التعبير) كما في الحالات التي يتمثل فيها الشعور الداخلي في الرفض المطلق للشريك المفروض ، أو التعاطف مع إنسان آخر في حالة انسجام ، فترتكز الحياة الزوجية المفروضة على أساس التنافر والاختلاف والتصادم مما يعّجل في حدوث المشاكل العاطفية والاجتماعية وقد تؤدي إلى انحرافات أخلاقية تفرض نفسها على واقع هذه الحياة . إننا نشعر بضرورة التخلص من هذا الواقع بالاعتراف بأن العلاقات الإنسانية التي ترتكز على المشاعر الداخلية العميقة للإنسان وعلى الانسجام الفكري والروحي بين الناس لا يمكن ان تفرض فرضاً أو تمارس بأسلوب الضغط التي تخنق حرية الإرادة لدى الإنسان . بل يجب ان يُفسح المجال فيها لحرية الاختيار لدى الطرفين .فيتحمل كل منهما مسؤوليته تجاه نفسه في تقرير مصيره ومستقبله .اما في الحالات التي نجد فيها المصلحة في الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي يسير فيه الشاب أو الشابة فبإمكاننا العمل على تقديم النصح والإرشاد لهما بمختلف الأساليب الفكرية ومحاولة عرض الواقع بالطريقة التي تجسد لهما الخطأ في هذه العلاقة الجديدة .وقد كان الإسلام منسجما مع طبيعة الحرية الإنسانية في عملية الاختيار في العلاقة الزوجية ضمن الشروط الشرعية فلم يوافق على أية علاقة تتم بالضغط والإكراه لان شرعية أي علاقة تنطلق من التعاقد وتخضع للإرادة الحرة لدى المتعاقدين . والحمد لله رب العالمين.
تحياتي لكم وشكرا