همسات وله
05-06-2008, 12:21 PM
لأن لا قصر لك وعمرك قصير!
تصحو إلى أقرب موقع إلكتروني. تنقر بأصابعك النعسانة على نافذة الأخبار. لا يهمك كثيراً إنْ كانت
هيلاري كلينتون تقدمت على أوباما في ولايتين أخريين. ولا يهمك إنْ تواصل التحقيق من دون نتيجة
في مقتل الأميرة ديانا. فقد قتلت وانتهى، وانتهت أسطورة جمال تمرد في قصر على القصر و.. أحب!
قد لا يهمك إنْ ارتفع منسوب دجلة وما حول الفرات من دم. إذ، ما يضيرك بعد أن ذبح العراق. فالذي
يجري ذبح للجثة. وربما يستفزك أن ترى على موقع ما يدَين تتصافحان وابتسامتين تتعانقان في مشهد
مأساوي. يد القاتل والمقتول، ابتسامة الضحية والجلاد. وبعد المشهد أو قبله جنازتين، أو أكثر، تسيران
سريعاً في غزة إلى حيث تسير فلسطين.. ولا تصل.
ما أرادوه لك أن يهمك هو ما لا يهمك، وما لا يضمك إليك في حنان ثنائي الدفء. ما يهمك أن تطمئنك
الأخبار أن البلد الذي نمت فيه الليلة هو نفسه الذي صحوت فيه. أنه مايزال بلد ساكنيه منذ مئات
السنين ولم يصبح بلد محتليه العابرين في جوف دبابة أو في لحظة جنون.. جنون العظمة.
تتمهل كثيراً قبل أن تفتح عيون الصبح. تدلك بلطف مشكلاتك الصغيرة. ترمم إخفاقاتك وإحباطاتك. وتدع
قلبك يخفق أمامك وخلفك. أما أخطاؤك وخطاياك فتتركها نائمة علها تذبل وتموت من تلقائها فلا تعود تلقاك وتلقاها.
ولأنك لا قصر لك وعمرك قصير، تبحث عن شبيهك الذي يشبهك بالقيصر من دون روما ولا أعمدة ماتزال
ترفع حضارة الرومان فوق أرضك المحتلة، المزمنة في الاحتلال، رومان وتتار وهكسوس وأتراك وإنجليز
وفرنسيين. تكاد تقول: الاحتلال أصل والاستقلال نزوة. لكنك تستدرك: لكنهم كلهم احتلوا ورحلوا. وتستنتج أن المقاومة قدر.
لكن، لم يعد المقاوم مقدساً كما كان، ولم يعد له مكان في الأجندات الخجولة للحكام، ولا في البيانات
التي اختفت للأحزاب التي.. اختنقت واختفت. ومنذ تفجيرات نيويورك وبدء تاريخ جديد مشوه للتاريخ
شطبت كلمة مقاوم من قاموس اللغة العربية. أصبح المقاوم إرهابياً والمقاومة فعل تخريب لا تحرير. وويل
لمن يموت وفي جسده ثقب رصاصة أو كان يحمل حزاماً يقاوم به محتلاً، ذاك الذي، بصمت القنابل الرسمية، حوّل نفسه إلى قنبلة بشرية.
لكن الطريق طويل. والألغام لم تعد مرتبطة بالحقول. يقولون حقول ألغام إمعاناً في قتل خصب الحياة.
أصبح السياسي المتأمرك لغماً. والمسؤول الصامت لغماً. والخائف من وصف المقاوم بالمقاوم لغماً.
والمتنازل عن أرضه ونفطه وسيادته لغماً..
يا لنا، كم أصبحنا ألغاماً وأنعاماً. يا لهذا الزمن الرديء، كم زمناً يحتاج ليضيء. ولا يعود فوز هيلاري كلينتون أو أوباما قضيتنا الوطنية الأولى؟!
وصلني عبر الايميل
اعجبني فاحببت ان تقرؤه
تحيااااتي
تصحو إلى أقرب موقع إلكتروني. تنقر بأصابعك النعسانة على نافذة الأخبار. لا يهمك كثيراً إنْ كانت
هيلاري كلينتون تقدمت على أوباما في ولايتين أخريين. ولا يهمك إنْ تواصل التحقيق من دون نتيجة
في مقتل الأميرة ديانا. فقد قتلت وانتهى، وانتهت أسطورة جمال تمرد في قصر على القصر و.. أحب!
قد لا يهمك إنْ ارتفع منسوب دجلة وما حول الفرات من دم. إذ، ما يضيرك بعد أن ذبح العراق. فالذي
يجري ذبح للجثة. وربما يستفزك أن ترى على موقع ما يدَين تتصافحان وابتسامتين تتعانقان في مشهد
مأساوي. يد القاتل والمقتول، ابتسامة الضحية والجلاد. وبعد المشهد أو قبله جنازتين، أو أكثر، تسيران
سريعاً في غزة إلى حيث تسير فلسطين.. ولا تصل.
ما أرادوه لك أن يهمك هو ما لا يهمك، وما لا يضمك إليك في حنان ثنائي الدفء. ما يهمك أن تطمئنك
الأخبار أن البلد الذي نمت فيه الليلة هو نفسه الذي صحوت فيه. أنه مايزال بلد ساكنيه منذ مئات
السنين ولم يصبح بلد محتليه العابرين في جوف دبابة أو في لحظة جنون.. جنون العظمة.
تتمهل كثيراً قبل أن تفتح عيون الصبح. تدلك بلطف مشكلاتك الصغيرة. ترمم إخفاقاتك وإحباطاتك. وتدع
قلبك يخفق أمامك وخلفك. أما أخطاؤك وخطاياك فتتركها نائمة علها تذبل وتموت من تلقائها فلا تعود تلقاك وتلقاها.
ولأنك لا قصر لك وعمرك قصير، تبحث عن شبيهك الذي يشبهك بالقيصر من دون روما ولا أعمدة ماتزال
ترفع حضارة الرومان فوق أرضك المحتلة، المزمنة في الاحتلال، رومان وتتار وهكسوس وأتراك وإنجليز
وفرنسيين. تكاد تقول: الاحتلال أصل والاستقلال نزوة. لكنك تستدرك: لكنهم كلهم احتلوا ورحلوا. وتستنتج أن المقاومة قدر.
لكن، لم يعد المقاوم مقدساً كما كان، ولم يعد له مكان في الأجندات الخجولة للحكام، ولا في البيانات
التي اختفت للأحزاب التي.. اختنقت واختفت. ومنذ تفجيرات نيويورك وبدء تاريخ جديد مشوه للتاريخ
شطبت كلمة مقاوم من قاموس اللغة العربية. أصبح المقاوم إرهابياً والمقاومة فعل تخريب لا تحرير. وويل
لمن يموت وفي جسده ثقب رصاصة أو كان يحمل حزاماً يقاوم به محتلاً، ذاك الذي، بصمت القنابل الرسمية، حوّل نفسه إلى قنبلة بشرية.
لكن الطريق طويل. والألغام لم تعد مرتبطة بالحقول. يقولون حقول ألغام إمعاناً في قتل خصب الحياة.
أصبح السياسي المتأمرك لغماً. والمسؤول الصامت لغماً. والخائف من وصف المقاوم بالمقاوم لغماً.
والمتنازل عن أرضه ونفطه وسيادته لغماً..
يا لنا، كم أصبحنا ألغاماً وأنعاماً. يا لهذا الزمن الرديء، كم زمناً يحتاج ليضيء. ولا يعود فوز هيلاري كلينتون أو أوباما قضيتنا الوطنية الأولى؟!
وصلني عبر الايميل
اعجبني فاحببت ان تقرؤه
تحيااااتي