عفاف الهدى
05-01-2008, 12:54 PM
الطلاق أحب الحلال عند الناس
بقلم جنان محمد الجشي - 17 / 4 / 2008م - 3:18 م
انه واقع مر، ذلك الذي نسمع به يوميا، ويشكل ثقلاً علينا، يثقل كواهلنا وقلوبنا واعصابنا، ازمات ومصائب تتعلق بحياتنا، نعيش تفاصيلها نتكلم عنها، نغضب منها، نفكر فيها، ولكن دون جدوى، لاننا وبأختصار لسنا من اصحاب الحلول، واصحاب الحلول لا يفكرون بها بشكل جدي، ولا ينظرون الى ابعد من ارنبة انوفهم.
صار الأمر مألوفاً لدى الجميع، ان ترى تلك الوجوه البريئة البائسة، هؤلاء هم ضحايا الأسر المفككة، يتشاجر الآباء، يتطلقان، متجاهلان ان أبغض الحلال عند الله الطلاق، متناسيان أبنائهما، وفلذات أكبادهما!
وبعد ذلك، يستيقظون على أبناء منحرفة، أبناء قد تربوا في الشوارع، فيندمون، ولكن ما لندمهم من فائدة!!
كثيرة هي حالات الطلاق التي يكون فيها الزوج سيئا والزوجة صالحة، ولكننا نرى أن "الزوج المطلق" يتزوج بسهولة رغم سوء سمعته، و"المرأة المطلقة" ربما تقضي عمرها عزباء الأمر الذي قد يدفع بعضهن "تبعا للوازع الديني" للانخراط في سوق القذارة والانحراف.
هموم مطلقة
في رسالة طويلة ابكتني بعثتها لي اخت رمزت الى اسمها بـ(س، ن) تقول في رسالتها "خيّم اليأس على حياتي وكدرت صفوها سحابة سوداء منذ لحظة طلاقي حيث شعرت بالضياع، شعرت بالغربة، وما أقسى الشعور بالغربة وأنت في حضن الوطن، وحضن الأسرة، كثرت الخلافات وتفاقمت المشاكل بيننا أدت في النهاية إلى الطلاق.
عدت إلى بيت اهلي، الذي كان من المفترض أن يكون لي درعاً آمناً وحضناً دافئاً، لكنني عوملت كما الخادمة، هذا بالاضافة الى الاهانات والضرب الذي كان يكيله اخي عليّ، استغلوني، تعذبت كثيراً، هربت إلى المدينة المنورة بعد ان ضاقت بي الوسيعه.
لا اريد العودة الى اهلي، لا اريد اولادي، اريد ان انتحر!! "الى هنا انتهت رسالة الاخت (س، ن)، ولكنها لم تنتهي معاناتها.
مشكلة مجتمع
مشكلة الاخت (س، ن) ليست مشكلة أسرة فقط بل هي مشكلة المجتمع بأسره، مشكلة ينبغي علاجها كأي مشكلة تواجه المجتمع.
هنالك تخلفا في نظرة المجتمع إلى المرأة بصفة عامة، وإلى المرأة المطلقة بصفة خاصة، فينُظر الى المرأة المطلقة نظرة دونية، نظرة ريبة وشك في تصرفاتها وسلوكها، وعلى هذا الحال لابد من تنمية الشعور الإنساني في مجتمعنا سواء في نظرته للمرأة أو للحلقات الضعيفة في المجتمع.
فالمرأة المطلقة قبل أن تكون مطلقة هي إنسانه له مشاعرها وإحتياجاتها الخاصة وفشلها في مجال من الحياة لا يعني محو إنسانيته.
لابد لمعالجة مثل هذه القضايا البدأ بعمل جاد من قبل قيادات المجتمع الفاعلة، بصناعة ثقافة إنسانية راقية، والأهم من ذلك أن تعالج المشكلة في مؤسسات متخصصة، ويجب أن لا توكل إلى اشخاص يستغلوا لحظة الضعف عند هذه الإنسانة التي تمر بأزمة نفسية وإجتماعية.
في الغرب نلاحظ ان هنالك معالجات مؤسساتية لمشاكل المطلقات، وليس من الإنصاف القول أن الغرب ينظر بشكل مطلق نظرة دونية للمرأة والمرأة المطلقة بشكل خاص. نعم لقد أفرط الغرب في إعطاء المرأة الحرية الغير مقيدة بمرجعية دينية وأخلاقية محددة، لكنه من الناحية الإنسانية حماها بمؤسسات تقف معها حين يخذلها التوفيق في الحياة الزوجية.
وفي هذه النقطة قد يكون من الحسن الإستفادة من التجربة الغربية مع الإلتزام بالشريعة الإسلامية في نظام مؤسسات حماية المطلقات ومعالجة قضاياهن وفق الشرع الحنيف.
(س، ن) لا زال مصيرها مجهول، ولكن سؤالي هنا موجه لنا نحن جميعاً، ولكل من كانت له علاقة بمثل هذه القضية، هل ساهمنا كأفراد وكمجتمع في حل مثل هذه القضايا؟
بقلم جنان محمد الجشي - 17 / 4 / 2008م - 3:18 م
انه واقع مر، ذلك الذي نسمع به يوميا، ويشكل ثقلاً علينا، يثقل كواهلنا وقلوبنا واعصابنا، ازمات ومصائب تتعلق بحياتنا، نعيش تفاصيلها نتكلم عنها، نغضب منها، نفكر فيها، ولكن دون جدوى، لاننا وبأختصار لسنا من اصحاب الحلول، واصحاب الحلول لا يفكرون بها بشكل جدي، ولا ينظرون الى ابعد من ارنبة انوفهم.
صار الأمر مألوفاً لدى الجميع، ان ترى تلك الوجوه البريئة البائسة، هؤلاء هم ضحايا الأسر المفككة، يتشاجر الآباء، يتطلقان، متجاهلان ان أبغض الحلال عند الله الطلاق، متناسيان أبنائهما، وفلذات أكبادهما!
وبعد ذلك، يستيقظون على أبناء منحرفة، أبناء قد تربوا في الشوارع، فيندمون، ولكن ما لندمهم من فائدة!!
كثيرة هي حالات الطلاق التي يكون فيها الزوج سيئا والزوجة صالحة، ولكننا نرى أن "الزوج المطلق" يتزوج بسهولة رغم سوء سمعته، و"المرأة المطلقة" ربما تقضي عمرها عزباء الأمر الذي قد يدفع بعضهن "تبعا للوازع الديني" للانخراط في سوق القذارة والانحراف.
هموم مطلقة
في رسالة طويلة ابكتني بعثتها لي اخت رمزت الى اسمها بـ(س، ن) تقول في رسالتها "خيّم اليأس على حياتي وكدرت صفوها سحابة سوداء منذ لحظة طلاقي حيث شعرت بالضياع، شعرت بالغربة، وما أقسى الشعور بالغربة وأنت في حضن الوطن، وحضن الأسرة، كثرت الخلافات وتفاقمت المشاكل بيننا أدت في النهاية إلى الطلاق.
عدت إلى بيت اهلي، الذي كان من المفترض أن يكون لي درعاً آمناً وحضناً دافئاً، لكنني عوملت كما الخادمة، هذا بالاضافة الى الاهانات والضرب الذي كان يكيله اخي عليّ، استغلوني، تعذبت كثيراً، هربت إلى المدينة المنورة بعد ان ضاقت بي الوسيعه.
لا اريد العودة الى اهلي، لا اريد اولادي، اريد ان انتحر!! "الى هنا انتهت رسالة الاخت (س، ن)، ولكنها لم تنتهي معاناتها.
مشكلة مجتمع
مشكلة الاخت (س، ن) ليست مشكلة أسرة فقط بل هي مشكلة المجتمع بأسره، مشكلة ينبغي علاجها كأي مشكلة تواجه المجتمع.
هنالك تخلفا في نظرة المجتمع إلى المرأة بصفة عامة، وإلى المرأة المطلقة بصفة خاصة، فينُظر الى المرأة المطلقة نظرة دونية، نظرة ريبة وشك في تصرفاتها وسلوكها، وعلى هذا الحال لابد من تنمية الشعور الإنساني في مجتمعنا سواء في نظرته للمرأة أو للحلقات الضعيفة في المجتمع.
فالمرأة المطلقة قبل أن تكون مطلقة هي إنسانه له مشاعرها وإحتياجاتها الخاصة وفشلها في مجال من الحياة لا يعني محو إنسانيته.
لابد لمعالجة مثل هذه القضايا البدأ بعمل جاد من قبل قيادات المجتمع الفاعلة، بصناعة ثقافة إنسانية راقية، والأهم من ذلك أن تعالج المشكلة في مؤسسات متخصصة، ويجب أن لا توكل إلى اشخاص يستغلوا لحظة الضعف عند هذه الإنسانة التي تمر بأزمة نفسية وإجتماعية.
في الغرب نلاحظ ان هنالك معالجات مؤسساتية لمشاكل المطلقات، وليس من الإنصاف القول أن الغرب ينظر بشكل مطلق نظرة دونية للمرأة والمرأة المطلقة بشكل خاص. نعم لقد أفرط الغرب في إعطاء المرأة الحرية الغير مقيدة بمرجعية دينية وأخلاقية محددة، لكنه من الناحية الإنسانية حماها بمؤسسات تقف معها حين يخذلها التوفيق في الحياة الزوجية.
وفي هذه النقطة قد يكون من الحسن الإستفادة من التجربة الغربية مع الإلتزام بالشريعة الإسلامية في نظام مؤسسات حماية المطلقات ومعالجة قضاياهن وفق الشرع الحنيف.
(س، ن) لا زال مصيرها مجهول، ولكن سؤالي هنا موجه لنا نحن جميعاً، ولكل من كانت له علاقة بمثل هذه القضية، هل ساهمنا كأفراد وكمجتمع في حل مثل هذه القضايا؟