المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التلوث والامراض



نور الشمس
04-26-2008, 08:43 AM
التلوث والامراض
=============

تعرف البيئة بأنها اجمالي الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر في وجود الكائنات الحية على سطح الأرض متضمنة الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات، كما يمكن وصفها بأنها مجموعة من الأنظمة المتشابكة مع بعضها بعضا لدرجة التعقيد والتي تؤثر فينا وتحدد بقاءنا في هذا العالم الصغير والتي نتعامل معها بشكل دوري، ويعتبر تلوث الهواء أبرز ملوثات البيئة وهي ليست قاصرة على الهواء الخارجي وانما يحدث ايضا في الهواء الداخلي، فجودة الهواء الداخلي سواء في المساكن أو المكاتب تشكل اهمية قصوى نظرا لمكوث الناس في هذه الاماكن المغلقة لفترات طويلة قد تصل الى 20 ساعة يوميا، حيث بينت الدراسات ان الناس يقضون 90% من الوقت في اماكن داخلية و 5% في السيارة و 5% في الاماكن الخارجية.
ومع تطور الحياة في استخدام نظم التبريد والتهوية داخل المباني المكيفة والمحكمة الإغلاق، بالاضافة الى استخدام معطرات الهواء ومستلزمات تنظيف السجاد والمطابخ والمكاتب، بينت الدراسات ارتفاع تركيزات ملوثات مختلفة داخل هذه المباني منها دخان السجائر والمواد الكيميائية المنبعثة من السجاد الصناعي والدهانات، بجانب الغازات الناتجة من حرق الوقود للاغراض المنزلية ومشتقات غاز الرادون المنبعثة من بعض مواد البناء، ومن الاعراض الرئيسية لقاطني هذه الاماكن المغلقة التهابات العين والانف وضيق التنفس والاضطرابات العصبية.
«بيئتنا حياتنا» سلطت الاضواء على تلوث الهواء الداخلي وبينت اهم اسبابة وكيفية تجنبه والاعراض التي تصيبنا جراء هذا التلوث.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية الاهتمام بالحفاظ على الطاقة توجهت معظم الاهتمامات الى توفير استهلاك الطاقة في المباني وقد روعي في تصميم تلك المباني أن تحفظ الطاقة الداخلية وذلك بجعلها محكمة الغلق او شبه مغلقة بمواد عازلة مع تطوير اجهزة وانظمة للتبريد والتسخين لأجواء البيئات الداخلية والتي تعتمد بشكل اساسي على الهواء المعاد تدويره لتكييف هذه البيئات واستخدام أقل كمية ممكنة من الهواء الخارجي، وقد كان يعتقد في السابق والى عهد قريب ان البيئة الداخلية انظف وأنقى من الهواء خارج المبنى، الا انه تبين العكس، وفي بعض الدراسات أوضحت ان تركيز الملوثات في البيئات الداخلية أكثر بستة أضعاف من خارج المبنى.

تكنولوجيا
ونتيجة للتطور التلكنولوجي في استحداث الاجهزة والمعدات الكيماوية المستخدمة في المنازل والمباني الإدارية والأسواق والتي يطلق عليها بشكل عام المباني المقفلة والتي قضى بها أفراد المجتمعات المختلفة خصوصا المتقدمة منها جل وقتهم (90%) كانت النتيجة ظهور امراض متنوعة تبعث على القلق خصوصا الأمراض المستعصية التي لم تكن تعرف أسبابها لولا اهتمام الباحثين في هذا المجال وسميت بالأمراض المتعلقة بالمباني Syndrome Sick Building.
هذا بالاضافة الى كونها بيئة مقفلة لا يتجدد الهواء فيها بصورة تضمن تنقية أجواء البيئة الداخلية الأمر الذي يساعد على انتقال الفيروسات والبكتيريا من الشخص المصاب الى الشخص السليم بواسطة أنظمة التهوية المستعملة في هذه المباني المقفلة. علما بأن ملوثات البيئة الداخلية تستوطن داخل المباني او قد تأتي من البيئة الخارجية ففي حالة عدم التمكن من السيطرة على هذه الملوثات فإنه سيترتب عليها زيادة في مشاكل البيئة الداخلية حتى ولو أن أنظمة التهوية مجهزة ومصممة بأحدث التصاميم مما يؤدي الى ارتفاع مستويات بعض الملوثات في الداخل حتى تكون أعلى منها في الخارج. وأكثر الناس تأثرا بملوثات البيئة الداخلية هم الصغار الذين هم أقل من اربع سنوات، وكبار السن الذين يزيدون على ستين سنة - الذين يقضون وقتهم بالأماكن المغلقة وبصفة دائمة لأكثر من 12 ساعة – مرضى الصدر والحساسية والقلب والحوامل من النساء.

تلوث
ومن مؤشرات تلوث البيئة الداخلية للمباني الاحساس بهواء المبنى أول المنزل يبدو كما لو كان غير متجدد، ومع ملاحظة نقص في حركة وتغير الهواء، الشعور بالكسل والخمول والصداع وشم روائح غير مألوفة، ارتفاع درجة الحرارة أو برودة المبنى أو المنزل زيادة عن الحد المسموح به والمقبول، الإحساس بزيادة الرطوبة النسبية داخل المبني وتكثف قطرات من الماء على زجاج النوافذ والحوائط، وتواجد الأتربة هنا وهناك على أثاث ومفروشات اوضيات ونوافذ المبنى.
وللمحافظة على نظافة أجواء البيئات الداخلية وضعت العديد من الاقتراحات والمعايير منها المحافظة على نظافة وترتيب المنزل، وعدم ترك الملابس هنا وهناك في أماكن متفرقة من المنزل، حتى لا تتعرض للغبار والمخلوقات المسببة لهجمات الربو الليلية، والحفاظ على هدوء بيئة المنزل عند إستخدام وسائل التسلية المسموعة والمرئية، وعدم اقلاق راحة الآخرين وازعاجهم، وايضا الإقلاع عن عادة التدخين وعدم مخالطة المدخنين والجلوس معهم في الاماكن المغلقة، الامتناع عن التدخين للتقليل من احتمالات التعرض لغاز الرادون في حالة تواجده في المبنى، وتحسين جودة الطعام والشراب اليومي، بحيث يحتوى وبصفة دائمة على الخضروات والفواكه الطازجة، حيث ثبت ان الطعام الجيد يساعد على مقاومة التعرض لغاز الرادون، بالاضافة الى عدم الجلوس والتعرض لأجهزة الكمبيوتر لفترة زمنية طويلة، مع مراعاة اغلاق الاجهزة المختلفة فور الانتهاء من استخدامها، الاهتمام بتهوية المنزل او المكتب بصفة مستمرة وترك جزء من احد النوافذ دائما مفتوح ، كما تترك دائما الابواب بين الغرف وباقي اجزاء المنزل مفتوحة، الاهتمام بغسيل شراشف وستائر غرف النوم بالماء الساخن اسبوعيا او كل عشرة أيام ، كما يجب فتح ابواب غسالة الملابس ونشاف الملابس بعد الاستخدام مباشرة كي تجف بالسرعة الممكنة ولا تتحول لأماكن مناسبة لنمو الأحياء الدقيقة، ويجب التقليل من الابخرة العضوية التي تتطاير في أثناء غسيل الاطباق نتيجة استخدام المنظفات والماء الساخن، او في أثناء الحصول على حمام ساخن واستعمال الانواع المختلفة من الشامبو، فرشاة الاسنان يجب ان تكون ذات شعيرات شفافة لونها صاف ولا يحمل سطحها اي ملوثات تغير من لونها، وتجنب استخدام فرشاة اسنان ذات صفوف عديدة وكثيفة لأن هذا يسهل من تجمع الجراثيم على سطح الشعيرات، وعلينا تجنب استخدام فرشاة الأسنان لفترة زمنية طويلة، في الظروف الصحية العادية يفضل استبدالها كل اسبوعين او اربعة أسابيع تجنب وضع فرشاة الاسنان في الحمام لأنه من اكثر الأماكن رطوبة وعرضة للتلوث.

غازات سامة
ومن الملوثات التي تتركز في المباني المغلقة الرادون وهو غاز مشع لأنه يصدر عن عنصر اليورانيوم الموجود في الطبيعة (في التربة والصخور ومياه البحار ومياه بعض الآبار) ولكن تيزايد تركيزه في الأماكن المغلقة كالبنايات القديمة والمنازل رديئة التهوية والمكاتب الإدارية المغلقة والمطاعم والمطابخ التي تستخدم الغاز الطبيعي كوقود للطهي، وقد ثبت علميا ان استنشاق هذا الغاز يتسبب في الاصابة بسرطان الرئة، وقد لوحظ وجود بعض أماكن. ووفقا لاحصائية صادرة عن وكالة حماية البيئة الأميركية، فإنه يموت نحو عشرين الف شخص سنويا في الولايات المتحدة نتيجة لسرطان الرئة الناتج عن استنشاق غاز الرادون، وعليه احرص على تهوية المنزل باستمرار حتى لا تزداد تراكيز الرادون.
الفورمالديهايد الذي يحتوي عددا كبيرا من مواد البناء والخشب الحبيبي على الفورمالديهايد، ويتم تصنيع الخشب الابلكاج والخشب الحبيبي «المضغوط» وبلاط الارضيات وخشب الديكورات من فورمالديهايد اليوريا، وتعتبر الواح الفوم المستخدمة في تغطية جدران وأسقف المباني من المصادر الأساسية لفورمالديهايد. ويزداد انبعاث الفورمالديهايد في داخل المباني مع ارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة، وتتسبب الغازات المتصاعدة من الفورمالديهايد في اضرار صحية بالغة بالسكان كالالتهابات الحادة في العيون، اضافة الى حساسية في الغشاء المخاطي والمسالك البولية، اذا احرص على شراء أثاث خال من الفورمالديهايد.
مكيفات الهواء التي تنبعث منها غازات ملوثة وغير مرئية وكذلك أتربة غنية بالمواد العضوية او العفن او ا لفطر وتمثل هذه المواد العضوية بيئة مناسبة لنمو الفطريات والميكروبات والقراديات، ويمكن ان تتروكم هذه الكائنات في أنابيب اجهزة التكييف، ثم تتدفق مع تيارات الهواء وتتوزع في جميع انحاء المبنى. وقد أجريت تجربة على مجموعة عاملين موجودين في وسط مغلق ومكيف، واظهرت التجربة ان ثلث الاصابات التي سجلت بينهم شملت امراض الانف والاذن والحنجرة، فيما تعرض 25% منهم لاصابات في العين، والباقون اصيبوا في الجهاز التنفسي او بإرهاق مترافق مع اوجاع في الرأس، لذا احرص على تنظيف نظام التكييف لديك في المنزل.
الجسميات الدقيقة: الجسيمات الصلبة ذات الأقطار المختلفة تنطلق الى الهواء من مصادر متعددة، وهذه تشمل الغبار المعدني والألياف والإسبستوس «وهو مادة تستخدم في اعمال البناء». ويحدث التلوث بالجسيمات الدقيقة في داخل الاماكن المغلقة نتيجة لعدم تنقية وتصفية تيارات التهوية. وتنطلق هذه الجسيمات من قطع الاثاث ومواد البناء مثل أنواع الدهانات الرديئة على الحوائط والغزل والخيوط الناتجة من السجاد، كما تنبعث عن عمليات تنظيف الأثاث وكنس الارضيات، ومن عمليات الرش بالمبيدات الحشرية، كما ان الغزل المتناثر من الجلد البشري والحيوانات الأليفة، تعد مصدرا اخر للتلوث بالجسيمات الدقيقة. ومن الجسيمات الدقيقة العالقة التي يكثر انتشارها في المنازل «العث» أو «السوس» وهي كائنات حية دقيقة تعيش في المنسوجات والمفروشات الارضية كالسجاد والموكيت، وتنشط في الاجواء التي تزداد فيها الرطوبة النسبية، ولقد ثبت ان الاضرار الصحية للإنسان تسببها الجسيمات التي يقل قطرها عن 15 ميكرومترا فقط ولذا يطلق على هذا النوع من الجسيمات «الغبار المستنشق» ومن هذه الاضرار، مرض «ميزو ثيليوما» الذي ينجم عن استنشاق الإسبستوس، وهو نوع فتاك من السرطان الذي يصيب الاغشية البريتونية في الرئتين.

أعراض أمراض المباني المغلقة:
1 ـــ الشعور بالتعب والخمول والانزعاج وضعف التركيز.
2 ـــ الصداع والدوار والغثيان.
3 ـــ الشعور بالجفاف أو الحكة في العينين او الأنف والحنجرة.
4 ـــ رشح الأنف.
5 ـــ الشعور بجفاف البشرة أو ظهور الحساسية والحكة.
6 ـــ صعوبة التنفس والاختناق.

تتعدد وتتنوع ملوثات البيئة الداخلية ومنها:
1 ـــ ملوثات نتيجة للاحتراق.
2 ـــ كيماويات ومحاليل كيماوية.
3 ـــ جسيمات دقيقة قابلة للاستنشاق.
4 ـــ غازات وأبخرة مستنشقة.
5 ـــ أحياء ميكروبيولوجية.
6 ـــ إشعاعات.

الصحة
لحماية صحة الإنسان وضعت منظمة الصحة العالمية حدودا ارشادية لملوثات الهواء في البيئة الداخلية، أما فيما يخص الملوثات البيولوجية في الهواء الداخلي فلا توجد معايير محددة، ولكن هناك بعض الارشادات السليمة الواجب اتباعها في الأماكن المغلقة، كالمحافظة على درجات حرارة معتدلة (21 ــ 23 درجة مئوية) ورطوبة نسبية (40 ــ 60%) وعدم ترك مياه تتسرب وتتجمع في اي من الأماكن، وتطهير الاماكن باستمرار حتى لاتتجمع الفطريات والعفن، وكذلك ينصح باستخدام الفرش والمخدات المصنوعة من الاقمشة وعدم استخدام المصنوعات من الصوف او الريش او الجلود.

لؤلؤة الحجاز
04-26-2008, 06:38 PM
يسلموووووووووو على هذا الطرح الرائع

نور الشمس
04-27-2008, 06:57 AM
سعيده بمرورج الغاليه يالؤلؤة الحجاز

يعطيج العافيه